[quote=نصرالشاذلى]
فاعلم أن الإيمان الجوهري المطلوب من البشرية ليس مجرد الإيمان بوجود الله ، و إلا فالنصارى يؤمنون بوجود الله و اليهود كذلك و كثير من أهل الأديان الوثنية .. فقط طائفة قليلة من البشر ينكرون وجوده و هم الملاحدة ، و حتى معظم الملاحدة لا ينكرون وجود الله بل ينكرون كونه مستحق أن يعبد بمعنى هو ليس إله من الأصل ، فضلا عن كونه الوحيد المستحق للألوهية ..
و عليه ،، فليس الهدف أن يؤمن الناس بوجود الله ، بل الهدف أن يؤمنوا بأنه " لا إله إلا الله " .. فوجود الله أمر مفروغ منه عند من له ذرة عقل من البشر .. و لكن المختلف فيه ، كون الله هو الوحيد المستحق للعبادة أم أن هناك أكثر من إله يستحق أن يعبد . فهناك بشر يعتقدون أن هناك من يستحق العبادة مع الله ، فالنار حارقة فتستحق أن تعبد ، و الشمس مشرقة فتستحق أن تعبد ، و المسيح خارق فيستحق أن يعبد ، وهكذا دواليك ... أصبح هناك بشر ظنوا أن هناك من يستحق العبادة مع الله . فكان التوحيد هو الإعتقاد بأنه لا مستحق للعبادة بحق إلا إله واحد لا إله سواه هو الله ...
و عندما نتكلم عن الإيمان بالله ، نتحدث عن التوحيد " لا إله إلا الله " و لا نتحدث عن وجود الله . فعندما قال الله مخاطبا النصارى :" فآمنوا بالله و رسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له مافي السماوات و مافي الأرض و كفى بالله وكيلا " النساء :171 .. فهنا عندما طلب الله من النصارى الإيمان به ، لا يعني الإيمان بوجوده بل قضية أنه لا إله إلا هو . و عندما نتحدث عن الكفر بالله ، لا يعني الكفر بوجوده بل الكفر في كونه الإله الأوحد المستحق للعبادة . كما في قوله تعالى :" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " المائدة:73 .. فهنا الكفر ليس إنكار وجود الله ، بل إنكار وحدانيته .. و هكذا دواليك .. بل حتى لو ذهبت إلى كفار قريش عبدة الأوثان ، تجد أنهم قالوا مبررين شركهم :" ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " الزمر:3 .. و مع ذلك هم كفار ، لأنهم يكفرون بأنه لا إله إلا الله ، لا أنهم يكفرون بوجود الله !!
فاعلم -و ذاكر هذا الدرس جيدا - بأن الإيمان بالله الذي يقصده القرآن هو توحيد الله ، و الكفر بالله هو الكفر بوحدانيته . أما قضية وجوده فهي مفروغ منها عند جميع العقلاء . و من ينكر وجوده يسمى ملحد بدل تسميته كافر ، لأن الكفر هو الكفر بوحدانيته أو إنكار ما أخبر الله به أو أخبر به رسوله .. أما إنكار وجود الله فهذا إلحاد .
و من ثم ، فالإيمان بمحمد لا يعني الإيمان بوجود محمد . فكل البشرية -ممن يملك ذرة عقل- يقر أن هناك رجل اسمه محمد بن عبد الله كان موجودا قبل أكثر من ألف سنة من الآن . و لكن اختلفت البشرية في كون هذا الرجل رسول من الله أو أنه مجرد إنسان ذكي استطاع خداع العرب وجعلها تتبعه و تنفذ أوامره .. فهنا موضع الخلاف : هل هو رسول الله أم هو مخادع كذاب ؟ و ليس الخلاف : هل كان موجودا أم هو اسطورة لا وجود لها في التاريخ ..!
نتكلّم عن الإيمان بـ ( وجود ) الله ..
و عليه ،، فليس الهدف أن يؤمن الناس بوجود الله ، بل الهدف أن يؤمنوا بأنه " لا إله إلا الله " .. فوجود الله أمر مفروغ منه عند من له ذرة عقل من البشر .. و لكن المختلف فيه ، كون الله هو الوحيد المستحق للعبادة أم أن هناك أكثر من إله يستحق أن يعبد . فهناك بشر يعتقدون أن هناك من يستحق العبادة مع الله ، فالنار حارقة فتستحق أن تعبد ، و الشمس مشرقة فتستحق أن تعبد ، و المسيح خارق فيستحق أن يعبد ، وهكذا دواليك ... أصبح هناك بشر ظنوا أن هناك من يستحق العبادة مع الله . فكان التوحيد هو الإعتقاد بأنه لا مستحق للعبادة بحق إلا إله واحد لا إله سواه هو الله ...
و عندما نتكلم عن الإيمان بالله ، نتحدث عن التوحيد " لا إله إلا الله " و لا نتحدث عن وجود الله . فعندما قال الله مخاطبا النصارى :" فآمنوا بالله و رسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له مافي السماوات و مافي الأرض و كفى بالله وكيلا " النساء :171 .. فهنا عندما طلب الله من النصارى الإيمان به ، لا يعني الإيمان بوجوده بل قضية أنه لا إله إلا هو . و عندما نتحدث عن الكفر بالله ، لا يعني الكفر بوجوده بل الكفر في كونه الإله الأوحد المستحق للعبادة . كما في قوله تعالى :" لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " المائدة:73 .. فهنا الكفر ليس إنكار وجود الله ، بل إنكار وحدانيته .. و هكذا دواليك .. بل حتى لو ذهبت إلى كفار قريش عبدة الأوثان ، تجد أنهم قالوا مبررين شركهم :" ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " الزمر:3 .. و مع ذلك هم كفار ، لأنهم يكفرون بأنه لا إله إلا الله ، لا أنهم يكفرون بوجود الله !!
فاعلم -و ذاكر هذا الدرس جيدا - بأن الإيمان بالله الذي يقصده القرآن هو توحيد الله ، و الكفر بالله هو الكفر بوحدانيته . أما قضية وجوده فهي مفروغ منها عند جميع العقلاء . و من ينكر وجوده يسمى ملحد بدل تسميته كافر ، لأن الكفر هو الكفر بوحدانيته أو إنكار ما أخبر الله به أو أخبر به رسوله .. أما إنكار وجود الله فهذا إلحاد .
و من ثم ، فالإيمان بمحمد لا يعني الإيمان بوجود محمد . فكل البشرية -ممن يملك ذرة عقل- يقر أن هناك رجل اسمه محمد بن عبد الله كان موجودا قبل أكثر من ألف سنة من الآن . و لكن اختلفت البشرية في كون هذا الرجل رسول من الله أو أنه مجرد إنسان ذكي استطاع خداع العرب وجعلها تتبعه و تنفذ أوامره .. فهنا موضع الخلاف : هل هو رسول الله أم هو مخادع كذاب ؟ و ليس الخلاف : هل كان موجودا أم هو اسطورة لا وجود لها في التاريخ ..!
تعليق