إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لماذا لم يناصر أهل السنة والجماعة الامام الحسين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    المشاركة الأصلية بواسطة المعلق
    وثانياً : أن الذين خرجوا لقتال الحسين عليه السلام كانوا من أهل الكوفة، والكوفة في ذلك الوقت لم يكن يسكنها شيعي معروف بتشيعه، فإن معاوية لما ولَّى زياد بن أبيه على الكوفة تعقَّب الشيعة وكان بهم عارفاً، فقتلهم وهدم دورهم وحبسهم حتى لم يبق بالكوفة رجل واحد معروف بأنه من شيعة علي عليه السلام .

    ________________________________

    سبحان الله الكوفة لم يكن يسكنها شيعي واحد وقت مقتل سبدنا الحسين ......

    سبحانك ربي هذا بهتان عظيم ....
    قلنا
    ولو سلَّمنا جدلاً بأن قتلة الحسين كانوا من الشيعة ، فإنهم لما اجتمعوا لقتاله فقد انسلخوا عن تشيعهم ، فصاروا من غيرهم ، ثم قتلوه.

    معذرة هل انت اعور
    ام تأخذ ما يصب في مصلحتك في سبيل ابعاد التهمة عن ساداتك الكفرة الفجرة معاوية وابنه يزيد لعنهم الله ولعن من ترضى عنهم

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة ياوليد الكعبة
      قلنا
      ولو سلَّمنا جدلاً بأن قتلة الحسين كانوا من الشيعة ، فإنهم لما اجتمعوا لقتاله فقد انسلخوا عن تشيعهم ، فصاروا من غيرهم ، ثم قتلوه.

      معذرة هل انت اعور
      ام تأخذ ما يصب في مصلحتك في سبيل ابعاد التهمة عن ساداتك الكفرة الفجرة معاوية وابنه يزيد لعنهم الله ولعن من ترضى عنهم
      __________________________________________________ _____________________________

      لعن الله من قتل الحسين (رض) من يزيد وعبيد الله وعمر وشمر وشيعة الكوفة أجمعين....

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية بواسطة المعلق
        __________________________________________________ ______________________________

        كان سبب خروج الحسين هو كتب أهل الكوفة التى أتته تبايعه وتمنيه بالنصر والغلبة ولقد أجاب
        الحر بن يزيد الرياحي وعمر بن سعد عندما سألاه عن سرّ مجيئه الى العراق فقال: «كتب إليّ أهل مصركم هذا أن أقدم»
        المفيد: -.- الإرشاد : 2 / 79 ، والفتوح لابن أعثم : 5 / 85 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 596 .


        -من كتب اليه؟


        -ماذا كتب اليه؟

        ((أنِ أقدم علينا، فإنه ليس لنا إمام، لعلّ الله أن يجمعنا بك على الهُدى والحقِّ،))
        الإرشاد : 2 / 79 ، والفتوح لابن أعثم : 5 / 85 ، ومقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 596 .

        ((ثم كتبوا إلى الحسين عليه السلام للحسين بن علي (عليه السلام) من سليمان بن صرد والمسيّب بن نجبة ورفاعة بن شداد البجلي وحبيب لن مظاهر وشيعته المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة سلام عليك فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو أمّا بعد، فالحمد لله الذي قصم ظهر عدوّك الجبّار العنيد الذي انبرى على هذه الأمة فابتزّها أمرها وغصبها فيئها وتأمّر عليها بغير رضىً منها ثم قتل خيارها واستبقى شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها فبعداً له كما بعدت ثمود أنا ليس لنا إمام فاقبل لعلّ الله يجمعنا بك على الحقّ والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ولو قد بلغنا أنّك قد أقبلت أخرجناه حتى نلحقه بالشام إنشاء الله))
        في الإِرشاد ج2 ص37
        بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي من شيعته من المؤمنين والمسلمين أمّا بعد، فحيَّ هلا فإن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل ثم العجل العجل والسلام.
        ثم كتب شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن رويم وعزرة بن قيس وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمــــير التميمي، أمّا بعد، فقد اخضرّ الجناب وأينعت الثــمار فإذا شئت فاقــــدم على جند لك مجنّدة والسلام))
        المفيد في الإِرشاد ج2 ص38
        قال ابن أبي الحديد المعتزلي : روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث، قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عُمَّاله بعد عام الجماعة: ( أن برئت الذمّة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته ).

        فقامت الخطباء في كل كُورة وعلى كل منبر يلعنون عليًّا ويبرأون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته ، وكان أشد الناس بلاءاً حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام ، فاستعمل عليهم زياد بن سُميّة ، وضم إليه البصرة، فكان يتتبّع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام ، فقتلهم تحت كل حَجَر ومَدَر وأخافهم ، وقطع الأيدي والأرجل، وسَمَل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشرّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم
        الان هل فهمت = المعلق طبعا لا لم افهم

        تعليق


        • #19
          المشاركة الأصلية بواسطة ياوليد الكعبة
          الان هل فهمت = المعلق طبعا لا لم افهم
          شمر بن ذي الجوشن

          أحد القادة المجرمين القساة في جيش الكوفة الذي حارب الحسين وكان من جملة قتلته. وهو من قبيلة بني كلاب ومن رؤساء هوازن. وكان رجلا شيعيا شجاعا شارك في معركة صفين إلى جانب أمير المؤمنين عليه السلام. ثم سكن الكوفة ودأب على رواية الحديث (عن الأئمه) المصدر/ سفينة البحار (سفينة البحار 1: 714)

          تعليق


          • #20
            زحربن قيس هذا شهد مع علي (ع) الجمل و صفين كما شهد صفين معه شبث بن ربعي و شمر بن ذي الجوشن الضبابي

            ثم حاربوا الحسين عليه السلام يوم كربلاء (من شيعة أمير المؤمنين علي ) فكانت لهم خاتمة سوء نعوذ بالله من سوء الخاتمة.

            المصدر/ في رحاب ائمة اهل‏البيت(ع) ج 1 ص 9السيد محسن الامين الحسيني العاملي

            تعليق


            • #21
              من الذي منع الحسين من الماء؟هو الشيعي المكاتب عمر بن الحجاج

              ((فبعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس، فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء أن يستقوا منه قطرة، وذلك قبل قتل الحسين بثلاثة ))

              الارشاد للمفيد ج2 ص 86

              تعليق


              • #22
                العثمانـيّون في جيـش ابن زياد
                ثمّ إنّ في كلمات غير واحد من رجال جيش ابن زياد في يوم العاشر من المحرّم، الثناء البالغ والترحّم الصريح على عثمان بن عفّان، بل أعلن بعضهم بأنّه على «دين عثمان»!! بل إنّ بعضهم قد باهل على ذلك!!:
                روى الطبري، عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس، قال:
                «وخرج يزيد بن معقل ـ من بني عميرة بن ربيعة، وهو حليفٌ لبني سليمة، من عبـد القيس ـ فقال: يا بُرير بن حضير! كيف ترى صنع الله بـك؟!
                قال: صنع اللهُ ـ واللهِ ـ بي خيراً وصنعَ الله بك شرّاً.
                قال: كذبتَ، وقبل اليوم ما كنت كـذّاباً، هل تذكر ـ وأنا أُماشيك في بني لوذان ـ وأنت تقول: إنّ عثمان بن عفّان كان على نفسه مسرفاً، وإنّ معاوية بن أبي سفيان ضالٌ مضلٌّ، وإنّ إمام الهدى والحقّ عليُّ بن أبي طالب؟!
                فقال له برير: أشهد أنّ هذا رأيي وقولي.
                فقال له يزيد بن معقل: فإنّي أشهد أنّك من الضالّين.
                فقال له برير بن حضير: هل لك فلأُباهلك، ولندع الله أنْ يلعن الكاذب وأنْ يقتل المبطل، ثمّ اخرج فلأُبارزك.
                قال: فخرجا، فرفعا أيديهما إلى الله يدعوانه أن يلعن الكاذب، وأن يقتل المحقُّ المبطلَ، ثمّ برز كلّ واحد منهما لصاحبه، فاختلفا ضربتين، فضرب يزيد بن معقل برير بن حضير ضربةً خفيفةً لم تضرّه شيئاً، وضربه برير بن حضير ضربةً قدّت المغفر وبلغت الدماغ، فخرّ كأنّما هوى من حالق، وإنّ سيف ابن حضير لثابت في رأسه، فكأنّي أنظر إليه ينضنضه من رأسه.
                وحمل عليه رضيُّ بن منقذ العبـدي، فاعتنق بريراً، فاعتركا ساعة، ثمّ إنّ بريراً قعد على صدره فقال رضي: أين أهل المصاع والدفاع؟
                قال: فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي ليحمل عليه، فقلـت: إنّ هذا برير بن حضير القارئ الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد، فحمل عليه بالرمح حتّى وضعه في ظهره، فلمّا وجد مسّ الرمح برك عليه فعضّ بوجهه وقطع طرف أنفه، فطعنه كعب بن جابر حتّى ألقاه عنه وقد غيّب السـنان في ظهره، ثمّ أقبل عليه يضربه بسـيفه حتّى قتله...
                فلمّـا رجـع كعب بن جابر، قالت له امرأته ـ أو أُخته ـ النوار بنت جابر ـ : أعنتَ على ابن فاطمـة، وقتلت سـيّد القـرّاء، لقد أتيت عظيماً من الأمر، والله لا أُكلّمك من رأسي كلمةً أبداً!
                وقال كعب بن جابر:
                سلي تُخبري عنّي وأنتِ ذميمةٌ *** غداةَ حسين والرماحُ شوارعُ
                ألم آتِ أقصى ما كرهتِ ولم يخل *** علَيَّ غداةَ الروعِ ما أنا صانعُ
                معي يَزَنيٌّ لم تخنه كعوبُه *** وأبيض مخشوب الغرارين قاطعُ
                فجرّدته في عصبة ليس دينهم *** بديني وإنّي بابن حرب لقانعُ
                ولم تر عيني مثلهم في زمانهم *** ولا قبلهم في الناس إذ أنا يافعُ
                أشدّ قراعاً بالسيوف لدى الوغى *** ألا كلّ مَن يحمي الذمار مقارعُ
                وقد صبروا للطعن والضرب حُسّراً *** وقد نازلوا أنّ ذلك نافعُ
                فأبلِـغ عبيـدَ الله إمّا لقيتَه *** بأنّي مطيعٌ للخليفةِ سامعُ
                قتلتُ بريراً ثمّ حمّلت نعمةً *** أبا منقذ لمّا دعا من يماضعُ»(1)

                أقـول:

                وفي هذا الخبر فوائد لا تخفى، فإنّ بريراً كان يرى أنّ عثمان ومعاوية ضالاّن، وكان رأي معقل على أنّهما على حقّ وبرير ضالّ، وقضـيّـة المباهلة وانتصار برير على عدوّه، ثمّ تصريح قاتل برير بأنّ أصحاب الحسـين عليه السلام ليس دينهم دينه، فهو كان على دين ابن حرب ومطيـع للخليفة يزيد!!
                وروى الطبري:
                «إنّ نافع بن هلال كان يقاتل يومئذ وهو يقول:
                أنا الجملي، أنا على دين علي
                فخرج إليه رجل يقال له: مزاحم بن حريث، فقال: أنا على دين عثمان.
                فقال له: أنت على دين شيطان.
                ثمّ حمل عليه فقتله»(2).
                وقد ذكر ابن الأثير الخبر فلم يذكر مقالة الرجل(3)!!
                ثمّ انظر إلى كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد في أوّل الأمر:
                «أمّا بعد، فحُلْ بين الحسـين وأصحابه وبين الماء، ولا يذوقوا منه قطرة كما صُنع بالتقي الزكي المظلوم أمير المؤمنين عثمان بن عفّان»(4).
                وإلى كلام عمرو بن سعيد الأشدق ـ الوالي على المدينة ـ :
                عن عبـد الملك بن أبي الحارث السلمي، قال: «دخلت على عمرو ابن سعيد فقال: ما وراءك؟
                فقلت: ما سَـرَّ الأمير، قتل الحسـين بن عليّ.
                فقال: نادِ بقتله.
                فناديت بقتله، فلم أسمع والله واعيةً قطّ مثل واعية نساء بني هاشم في دورهنّ على الحسـين.
                فقال عمرو بن سعيد ـ وضحك ـ :
                عجّت نساء بني زياد عجّةً *** كعجيج نسوتنا غداة الأرنبِ
                ثمّ قال عمرو: هذه واعية بواعية عثمان بن عفّان»(5).

                بقي أن نشـير إلى خطب وكلمات

                1 ـ خرج الإمام عليه السلام يوم عاشوراء حتّى أتى الناس فقال لهم:
                «تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً... فهلاّ ـ لكم الويلات ـ إذ كرهتمونا تركتمونا، فتجهّزتموها والسيف لم يُشـهر، والجأش طامن، والرأي لم يسـتحصف، ولكن أسرعتم علينا كطيرة الدبا، وتداعيتم إليها كتداعي الفراش، فقبحاً لكم، فإنّما أنتم من طواغيت الأُمّة، وشذّاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرّفي الكتاب، ومطفئي السنن، وقتلة أولاد الأنبياء، ومبيري عترة الأوصياء، وملحقي العهار بالنسـب، ومؤذي المؤمنين، وصراخ أئمّة المستهزئين، الّذين جعلوا القرآن عضين، وأنتم ابنَ حرب وأشياعه تعتمدون، وإيّانا تخذلون.
                أجل والله الخذلُ فيـكم معروف، وشـجت عليه عروقكم، وتوارثته أُصولكم وفروعكم، ونبتت عليه قلوبكم، وغشـيت به صدوركم، فكنتم أخبث شيء سـنخاً للناصب وأكلةً للغاصب.
                ألا لعنة الله على الناكثين، الّذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كـفيلا، فأنتم والله هم»(6).
                2 ـ سألهم: «لم تقتلوني» ـ أو: «تقاتلوني» ـ؟!
                قالوا: نقتلك بغضاً منّـا لأبيـك.
                فعند ذلك غضب الإمام غضباً شديداً وجعل يقول:
                خيرة الله من الخلق أبي *** بعد جدّي وأنا ابن الخيرتين
                والدي شمس وأُمّي قمرٌ *** وأنا الكوكب وابن النيّرين
                فضّةٌ قد صيغت من ذهب *** وأنا الفضّة وابن الذهبين
                من له جدّ كجدّي المصطفى *** أو كأُمّي في جميع الثقلين
                فاطم الزهراء أُمّي وأبي *** فارس الخيل ورامي النبلتين
                هازم الأبطال في هيجائه *** يوم بدر ثمّ أُحْد وحنين(7)
                3 ـ صاح بهم الإمام عليه السلام:
                «ويحكـم يـا شـيعة آل أبي سفيان! إنْ لـم يكـن لكـم ديـن وكـنـتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إنْ كنتم عُرباً كما تزعمون»(8).

                قضايا تؤكّد على كونهم شـيعة آل أبي سفيان

                لقد صاح بهم الإمام عليه السلام بهذا الكلام لمّا قصدوا حرق الخيام ونهب ما فيها وإرعاب النساء وقتل الأطفال... وقد فعلوا كلّ ذلك..
                قال ابن الأثير:
                «فلمّا دنوا من الحسـين وأصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وصاروا رجّالة كلّهم، وقاتل الحرّ بن يزيد راجلا قتالا شديداً، فقاتلوهم إلى أن انتصف النهار أشدّ قتال خلقه الله، لا يقدرون أن يأتوهم إلاّ من وجه واحد لاجتماع مضاربهم.
                فلمّا رأى ذلك عمر أرسل رجالا يقوّضون البيوت عن أيمانهم وشمائلهم ليحيطوا بهم، فكان النفر من أصحاب الحسـين الثلاثة والأربعة يتخلّلون البيوت فيقتلون الرجل وهو يقوّض وينهب، ويرمونه من قريب، أو يعقرونه، فأمر بها عمر بن سعد فأُحـرقت، فقـال لهم الحسـين: دعوهم فليحرقوها، فإنّهم إذا أحرقوها لا يسـتطيعون أن يجوزوا إليكم منها; فكان كذلك.
                وخرجت امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها، فجلست عند رأسه تمسح التراب عن وجهه وتقول: هنيئاً لك الجنّة! فأمر شمر غلاماً اسمه رستم فضرب رأسها بالعمود فشدخه، فماتت مكانها.
                وحمل شمر حتّى بلغ فسطاط الحسـين ونادى: علَيَّ بالنار حتّى أُحرق هذا البيت على أهله!
                فصاحت النساء وخرجن، وصاح به الحسـين: أنت تحرق بيتي على أهلي؟! أحرقك الله بالنار!
                فقال حميد بن مسلم لشمر: إن هذا لا يصلح، تعذّب بعذاب الله، وتقتل الولدان والنساء، والله إنّ في قتل الرجال لَما يرضى به أميرك!
                فلم يقبل منه، فجاءه شبث بن ربعي فنهاه فانتهى، وذهب لينصرف...»(9).
                وفي رواية الطبري:
                قال له شبث: «ما رأيت مقالا أسوأ من قولك، ولا موقفاً أقبح من موقفك، أمرعباً للنساء صرت؟!
                قال: فأشهد أنّـه اسـتحيا فذهب لينصرف»(10).
                وفي رواية ابن الجوزي:
                «جاء سهم فأصاب ابناً للحسـين وهو في حجره، فجعل يمسح الدم عنه وهو يقول: اللّهمّ احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا; فحمل شمر بن ذي الجوشن حتّى طعن فسـطاط الحسـين برمحه ونادى: علَيَّ بالنار حتّى أُحرق هذا البيت على أهله!
                فصاح النساء وخرجن من الفسطاط، وصاح به الحسـين عليه السلام: حـرّقك الله بالنار»(11).
                وقال البلاذري:
                «... فرشقوا الحسـين وأصحابه بالنبل حتّى عقروا خيولهم، فصاروا رجّالة كلّهم، واقتتلوا نصف النهار أشدّ قتال وأبرحه، وجعلوا لا يقدرون على إتيانهم إلاّ من وجه واحد; لاجتماع أبنيتهم وتقاربها، ولمكان النار التي أوقدوها خلفهم.
                وأمر عمر بتخريق أبنيتهم وبيوتهم، فأخذوا يخرقونها برماحهم وسيوفهم، وحمل شمر في الميسرة حتّى طعن فسطاط الحسـين برمحه ونادى: علَيَّ بالنار حتّى أُحرق هذا البيت على أهله.
                فصحن النساء وولولن وخرجن من الفسطاط، فقال الحسـين: ويحـك! أتدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي؟!
                وقال شبث بن ربعي: يا سبحان الله! ما رأيت موقفاً أسوأ من موقفك، ولا قولا أقبح من قولك!
                فاسـتحيا شمر منه»(12).
                وقال النويري:
                «دعا عمرُ بن سعد الحصينَ بن نمير وبعث معه المجففة وخمسمئة من المرامية، فلمّا دنوا من الحسـين وأصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم وصاروا رجّالة كلّهم، وقاتل الناس أشدّ قتال حتّى انتصف النهار، وهم لا يقدرون على أن يأتوا الحسـين وأصحابه إلاّ من وجه واحد; لاجتماع أبنيتهم، وتقارب بعضها من بعض.
                فأرسل عمر بن سعد رجالا يقوّضونها عن أيمانهم وعن شمائلهم، ليحيطوا بهم، فكان النفر من أصحاب الحسـين، الثلاثة والأربعة، يتخلّلون البيوت فيقتلون الرجل وهو يقوّض وينهب.
                فأمر بها عمر بن سعد فأُحرقت، فقال الحسـين: دعوهم يحرّقوها، فإنهم إذا أحرقوها لا يستطيعون أن يجوزوا منكم إليها! فكان ذلك كذلك، وجعلوا لا يقاتلونهم إلاّ من وجه واحد.
                وخرجت أُمّ وهب ـ امرأة الكلبي ـ تمشي إلى زوجها، حتّى جلست عند رأسه، فجعلت تمسح التراب عن وجهه وتقول: هنيئاً لك الجنّة! فقال شمر لغلام اسمه رستم: اضرب رأسها بالعمود! فضرب رأسها، فشدخه فماتت مكانها.
                وحمل شمر حتّى بلغ فسطاط الحسـين، ونادى: علَيَّ بالنار حتّى أُحرق هذا البيت على أهله.
                فصاح النساء وخرجن من الفسطاط، وصاح به الحسـين ودعا عليه، فردّه شبث بن ربعي عن ذلك»(13).
                ففي هذه الأخبار:
                1 ـ قتلهم طفلا للإمام في حجره.
                2 ـ حرقهم للخيام.
                3 ـ إرعابهم النساء.
                4 ـ قتلهم المرأة الكلبيّـة.
                5 ـ نهبهم ثَـقَل الإمام عليه السلام...
                ففي رواية للذهبي: «أخذ رجلٌ حليَّ فاطمـة بنت الحسـين وبكى، فقالت: لِـمَ تبكي؟!
                فقال: أأسلبُ بنتَ رسـول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا أبكي؟!
                قالت: فدعـه!
                قال: أخافُ أنْ يأخذه غيري!»(14).

                وتـلـخّـص

                إنّ معاوية كان يخبر أنّ أهل الكوفة سيدعون الإمام عليه السلام إلى الكوفة وأنّهم سيقتلونه هناك، وقد جاء ذلك في وصيّته ليزيد أيضاً، ثمّ جعلت الكتب تترى على الإمام في حياة معاوية، والإمام عليه السلام في ريب منها ومن أصحابها كما أخبر بذلك مراراً، بل قد صرّح بأنّ أصحاب الكتب هم الّذين سيقتلونه، فمات معاوية وبرزت وصيّته ليزيد بتولية ابن زياد الكوفة ـ مع أنّ يزيد كان يكره ابن زياد.. فجاء ابن زياد.. وكان ما كان..

                (1) تاريخ الطبري 3 / 322 ـ 323 حوادث سـنة 61 هـ.

                (2) تاريخ الطبري 3 / 324، وانظر: مقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ 2 / 18.
                (3) الكامل في التاريخ 3 / 426.
                (4) تاريخ الطبري 3 / 311.
                (5) تاريخ الطبري 3 / 341 ـ 342.
                (6) مقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ 2 / 9، وانظر: تاريخ دمشق 14 / 218 ـ 219، بحـار الأنوار 45 / 8 ـ 9.
                (7) نور العين في مشهد الحسـين: 47، وانظر: مقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ 2 / 37.
                (8) انظر: الفتوح ـ لابن أعثم ـ 5 / 134، مقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ 2 / 38، الكامل في التاريخ 3 / 431.
                (9) الكامل في التاريخ 3 / 424 ـ 425.
                (10) تاريخ الطبري 3 / 326.
                (11) المنتظم 4 / 155 ـ 156.
                (12) أنساب الأشراف 3 / 402.
                (13) نهاية الأرب في فنون الأدب: 4518.
                (14) سـير أعلام النبلاء 3 / 303.

                ابن العربي المالكي
                ورأى ابن العربي المالكي أنّ حماية معاوية ومن فوقه متوقّفة على القول بأنّ الحسـين لم يقتل إلاّ بسـيف جدّه(1)...
                وحكى ذلك عنه المناوي حيث قال:
                «قيل لابن الجوزي ـ وهو على كرسي الوعظ ـ كيف يقال: يزيد قتل الحسـين، وهو بدمشق، والحسـين بالعراق؟!
                فقال:
                سهم أصاب وراميه بذي سلم *** مَن بالعراق لقد أبعدتَ مرماكا
                وقد غلب على ابن العربي الغضّ من أهل البيت حتّى قال: قتله بسـيف جدّه»(2).
                (1) انظر: العواصم من القواصم: 214.
                (2) فيض القدير 1 / 265 ح 281.


                السبب في الدفاع عن معاوية ويزيد
                وبعـدُ.. فقد عرفنا كيف يدافعون عن يزيد ليدافعوا عن معاوية; لأنّ الذي ولّى يزيد هو معاوية، فجميـع ما صدر من يزيد يحسـب على معاوية.
                وأيضاً: فقد ثبت عندنا ـ ممّا سـبق ـ كون قتل الإمام كان من تخطيط معاوية.
                ولكنْ لماذا يدافعون عن معاوية؟!
                لقد جاءت الكلمات التالية بترجمة معاوية من كـتاب «تاريخ دمشق»(1)، عن كبار أئمّـة القوم:
                1 ـ معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شزراً، اتّهمناه على القوم، أعني على أصحاب محمّـد صلّى الله عليه وسلّم(2).
                2 ـ جاء رجل إلى سفيان فقال: ما تقول في شـتم معاوية؟
                قال: متى عهدك بشـتيمة فرعون؟!
                قال: ما خطر ببالي.
                قال: ففرعون أَوْلى بالشـتم.
                3 ـ قال الربيع بن نافع: معاوية بن أبي سفيان ستر أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فإذا كشف الرجلُ السـتر اجترأ على ما وراءه(3).
                4 ـ قال وكيع: معاوية بمنزلة حلقة الباب، من حرّكه اتّهمناه على مَن فوقـه.
                5 ـ عن أحمد: إذا رأيت رجلا يذكر أحداً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسوء، فاتّهمه على الإسلام(4).
                نعم، من تكلّم في معاوية، فإنّه سوف يتكلّم في «مَن فوقه» وذلك:
                أوّلا: لأنّ أُولئك هم الّذين تسـبّبوا في وصول الأمر إلى معاوية ويزيد وغيره، وإلى يومنا هذا... برفضهم كون الإمامـة والولاية بعد رسـول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالنصّ، وأنّه قد نصّ على عليّ عليه السلام وبايعوه غير مرّة.
                وثانياً: لأنّ عمر بن الخطّاب ولّى معاوية على الشام، وجعل يدافع عنه ويمدحه ويقـوّيه، ثمّ تبعه عثمان على ذلك.
                وهكذا ينتهي قتل الإمام الحسـين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه إلى «الأعلى فالأعلى»، كما قال سعد الدين التفتازاني(5).

                ***

                (1) انظر: تاريخ دمشق 59 / 209 ـ 210.
                (2) وانظر: البداية والنهاية 8 / 112.
                (3) وانظر: تاريخ بغـداد 1 / 209 رقم 15، البداية والنهاية 8 / 112.
                (4) وانظر: البداية والنهاية 8 / 112.
                (5) انظر: شرح المقاصد 5 / 311.




                تعليق


                • #23

                  في أنّ يزيد أمر بقتل الإمام عليه السلام

                  قال ابن حجر الهيتمي المكّي، في كلام له عن يزيد:
                  «قال أحمد بن حنبل بكفره، وناهيك به ورعاً وعلماً بأنّه لم يقل ذلك إلاّ لقضايا وقعت منه صريحة في ذلك ثبتت عنده...»(1).
                  نعم... وقعت منه قضايا ثابتة توجب الحكم بكفره...
                  لقد ثبت أمره بقتل الإمام السبط الشهيد عليه السلام، والأدلّة المثبتة لذلك كثيرة، سنذكرها بشيء من التفصيل، وسيرى القارئ خلال أخبار ذلك طرفاً من القضايا المثبتة لكفره...
                  وهذا بعض تلك الأدلّة على ضوء ما ورد في الكتب الأصليّة المعتمدة:

                  1 ـ كـتاب يزيد إلى الوليد والي المدينة
                  فلقد جاء في غير واحد من التواريخ أنّ يزيد قد أمر الوليد بن عتبة ابن أبي سفيان ـ وهو على المدينة ـ بقتل الإمام إنْ هو لم يبايع:
                  قال اليعقوبي، المتوفّى سـنة 292:
                  «وملك يزيد بن معاوية... وكان غائباً، فلمّا قدم دمشق كتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ وهو عامل المدينة ـ :
                  إذا أتاك كتابي هذا، فأحضر الحسـين بن عليّ وعبـد الله بن الزبير، فخذهما بالبيعة لي، فإن امتنعا فاضرب أعناقهما وابعث إليَّ برؤوسهما، وخذ الناس بالبيعة، فمن امتنع فأنفذ فيه الحكم وفي الحسـين بن عليّ وعبـد الله بن الزبير; والسلام»(2).
                  وقال الطبري، المتوفّى سـنة 310:
                  «ولم يكن ليزيد همّة حين وليَ إلاّ بيعة النفر الّذين أبوا على معاوية الإجابة إلى بيعة يزيد، حين دعا الناس إلى بيعته وأنّه وليّ عهده بعده، والفراغ من أمرهم، فكتب إلى الوليد:
                  بسـم الله الرحمن الرحيـم، من يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أمّا بعد، فإنّ معاوية كان عبـداً من عباد الله، أكرمه الله واستخلفه وخوّله ومكّن له، فعاش بقدر ومات بأجل، فرحمه الله، فقد عاش محموداً ومات برّاً تقيّـاً; والسلام».
                  وكتب إليه في صحيفة كأنّها أُذن فأرة:
                  «أمّا بعد، فخذ حسـيناً وعبـد الله بن عمر وعبـد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليسـت فيه رخصة حتّى يبايعوا; والسلام»(3).
                  وقال ابن أعثم الكوفي، المتوفّى حدود سـنة 314:
                  «ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة:
                  من عبـد الله يزيد بن معاوية أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة; أمّا بعد، فإنّ معاوية كان عبـداً لله من عباده، أكرمه الله واستخلفه وخوّله ومكّن له، ثمّ قبضه إلى روحه وريحانه ورحمته وغفرانه... وقد كان عهد إليّ عهداً وجعلني له خليفةً من بعده، وأوصاني أنْ آخذ آل أبي تراب بآل أبي سفيان; لأنّهم أنصار الحقّ وطلاّب العدل...».
                  ثمّ كتب إليه في صحيفة صغيرة كأنّها أُذن فأرة:
                  «أمّا بعد، فخذ الحسـين بن عليّ وعبـد الرحمن بن أبي بكر وعبـد الله بن الزبير وعبـد الله بن عمر بن الخطّاب أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه»(4).
                  وقال الخوارزمي، المتوفّى سـنة 568:
                  «كتب إليه:
                  بسم الله الرحمن الرحيم، من عبـد الله يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد ابن عتبة; أمّا بعد، فإنّ معاوية كان عبـداً من عبيـد الله، أكرمه واستخلفه ومكّن له... وأوصاني أن أحذر آل أبي تراب وجرأتهم على سفك الدماء، وقد علمت ـ يا وليد ـ أنّ الله تعالى منتقم للمظلوم عثمان بن عفّان من آل أبي تراب بآل أبي سفيان; لأنّهم أنصار الحقّ وطلاّب العدل...».
                  ثمّ كتب صحيفة صغيرة كأنّها أُذن فأرة:
                  «أمّا بعد، فخذ الحسـين وعبـد الله بن عمر وعبـد الرحمن بن أبي بكر وعبـد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه; والسلام»(5).
                  وقال ابن الجوزي، المتوفّى سـنة 597:
                  «فلمّا مات معاوية كان يزيد غائباً فقدم فبويع له، فكتب إلى الوليد ابن عتبة ـ واليه على المدينة ـ :
                  خذ حسـيناً وعبـد الله بن الزبير وعبـد الله بن عمر بالبيعة أخذاً شديداً، ليسـت فيه رخصة، حتّى يبايعوا»(6).
                  هذا ما نقله هؤلاء...
                  لكنّ ابن سعد، المتوفّى سـنة 230..
                  يروي ـ في ترجمة الإمام عليه السلام من طبقاته ـ أنّه «لمّا حُضِرَ معاوية، دعا يزيد بن معاوية فأوصاه بما أوصاه به، وقال: أُنظر حسـين بن عليّ ابن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنّه أحبّ الناس إلى الناس، فصِل رحمه وارفق به، يصلح لك أمره، فإنْ يك منه شيء فإنّي أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه.
                  وتوفّي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستّين، وبايع الناس ليزيد.
                  فكتب يزيد ـ مع عبـد الله بن عمرو بن أُويـس العامري، عامر بن لؤي ـ إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو على المدينة، أنِ ادعُ الناس فبايعهم، وابدأ بوجوه قريش، وليكنْ أوّل من تبدأ به الحسـين بن عليّ، فإنّ أمير المؤمنين عهد إليّ في أمره بالرفق به واسـتصلاحه»(7).
                  والبلاذري، لم يرو نصّ الكـتاب..
                  وإنّما قال: «كـتب يزيد إلى عامله الوليد بن عتبة بن أبي سفيان في أخذ البيعة على الحسـين وعبـد الله بن عمر وعبـد الله بن الزبير، فدافع الحسـين بالبيعة، ثمّ شخصَ إلى مكّـة»(8).
                  وقال ابن عساكر، عن ابن سعد:
                  «فكتب يزيد ـ مع عبـد الله بن عمرو... ـ أنِ ادعُ الناس فبايعهم، وابدأ بوجوه قريش، وليكنْ أوّل من تبدأ به الحسـين بن عليّ بن أبي طالب، فإنّ أمير المؤمنين ـ رحمه الله ـ عهد إليّ في أمره الرفق به واسـتصلاحه»(9).
                  وكذا روى الحافظ أبو الحجّاج المزّي، قال:
                  «فكتب يزيد ـ مع عبـد الله بن عمرو بن أُويـس العامري... أنِ ادعُ الناس فبايعهم، وابدأ بوجوه قريش، وليكنْ أوّل من تبدأ به الحسـين بن عليّ، فإنّ أمير المؤمنين ـ رحمه الله ـ عهد إليّ في أمره بالرفق به واسـتصلاحه»(10).
                  وقال ابن الأثير الجزري:
                  «ولم يكن ليزيد همّة حين وليَ إلاّ بيعة النفر الّذين أبوا على معاوية الإجابة إلى بيعته، فكتب إلى الوليد يخبره بموت معاوية وكتاباً آخر صغيراً فيه :
                  أمّا بعد، فخذ حسـيناً وعبـد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليسـت فيه رخصة حتّى يبايعوا; والسلام»(11).
                  وقال الذهبي:
                  «قالوا: ولمّا حُضِرَ معاوية دعا يزيد فأوصاه، وقال: انظر حسـيناً فإنّه أحبّ الناس إلى الناس، فصِل رحمه وارفق به، فإنْ يك منه شيء فسيكفيك الله بمن قتل أباه وخذل أخاه.
                  ومات معاوية في نصف رجب، وبايع الناس يزيد، فكتب إلى والي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، أنِ ادعُ الناس وبايعهم، وابدأ بالوجوه، وارفق بالحسـين، فبعث إلى الحسـين وابن الزبير في الليل ودعاهما إلى بيعة يزيد، فقالا: نصبح وننظر في ما يعمل الناس; ووثبا فخرجا.
                  وقد كان الوليد أغلظ للحسـين، فشتمه حسـين وأخذ بعمامته فنزعها، فقال الوليد: إنْ هجنا بهذا إلاّ أسداً; فقال له مروان أو غيره: أُقتله! قال: إنّ ذاك لدم مصون»(12).
                  فهؤلاء لا يروون لا القتل ولا اسـتعمال الشدّة، بل بالعكس، ينقلون الرفق بالإمام...
                  وأبو الفداء..
                  لا يروي شـيئاً، لا القتل، ولا الشدّة، ولا الرفق... وإنّما جاء في تاريخـه:
                  «أرسل إلى عامله بالمدينة بإلزام الحسـين وعبـد الله بن الزبير وابن عمر بالبيعة»(13).
                  وفي رواية أُخرى لابن عساكر عمّن حمل كتاب يزيد إلى الوليد:
                  «فلمّا قرأ كتاب يزيد بوفاة معاوية واستخلافه، جزع من موت معاوية جزعاً شديداً، فجعل يقوم على رجليه ثمّ يرمي بنفسه على فراشه; ثمّ بعث إلى مروان، فجاء وعليه قميص أبيض وملاءة مورّدة، فنعى له معاوية وأخبره بما كتب إليه يزيد، فترحّم مروان على معاوية وقال: ابعث إلى هؤلاء الرهط الساعة، فادعهم إلى البيعة، فإنْ بايعوا وإلاّ فاضرب أعناقهم.
                  قال: سـبحان الله! أقتل الحسـين بن عليّ وابن الزبير؟!
                  قال: هو ما أقول لك»(14).

                  أقـول:
                  فلماذا هذا الاختلاف والاضطراب في نقل كـتاب يزيد إلى الوليد؟!
                  ثمّ إنّ يزيد بن معاوية عزل الوليد عن المدينة لمّا بلغه أنّ الإمام عليه السلام وابن الزبير غادراها ولم يبايعا...
                  قال ابن كثير: «عزل يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة عن إمرة المدينة لتفريطه»(15).
                  وقال ابن خلدون: «لمّا بلغ الخبر إلى يزيد ـ بصنيع الوليد بن عتبة في أمر هؤلاء النفر ـ عزله عن المدينة، واستعمل عليها عمرو بن سعيد الأشدق»(16).
                  وكيف كان... فالنقل ـ في نصِّ كتابه إلى الوليد ـ مختلفٌ... والذي أظـنّه أن صنيـع الوليد مع الإمام عليه السلام كان ضمن الخطّـة المرسومة مـن معاوية كما تقـدّم سابقاً... نعم، قد فرّط الوليد في أمر ابن الزبير; والله العالم.

                  2 ـ كـتاب يزيد إلى ابن زياد
                  أمّا أنّ يزيد أمر عبيـد الله بن مرجانة بقتل الإمام عليه السلام، فقد جاء في تاريخ اليعقوبي، فقد قال:
                  «وأقبل الحسـين من مكّة يريد العراق، وكان يزيد قد ولّى عبيـد الله ابن زياد العراق، وكتب إليه: قد بلغني أنّ أهل الكوفة قد كـتبوا إلى الحسـين في القدوم عليهم، وأنّه قد خرج من مكّة متوجّهاً نحوهم، وقد بُلي به بلدك من بين البلدان، وأيّامك من بين الأيّام، فإنْ قتلته وإلاّ رجعت إلى نسـبك وإلى أبيك عبيـد، فاحذر أنْ يفوتك»(17).
                  ورواه البلاذري:
                  «بلغني مسير حسـين إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به من بين العمّال، وعندها تعتق أو تعود عبـداً كما يعتبد العبـيد»(18).
                  ورواه الطبراني:
                  «حدّثنا عليّ بن عبـد العزيز، ثنا الزبير بن بكّار، حدّثني محمّـد بن الضحّاك بن عثمان الحزامي، عن أبيه، قال: خرج الحسـين بن عليّ رضي الله عنهما إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد بن معاوية إلى عبيـد الله بن زياد وهو واليه على العراق: إنّه قد بلغني أنّ حسـيناً قد سار إلى الكوفة، وقد ابتُلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به من بين العمّال، وعندها تعتق أو تعود عبـداً كما يعتبد العبيـد.
                  فقتله عبيـد الله بن زياد، وبعث برأسه إليه، فلمّا وضع بين يديه تمثّل بقول الحصين بن الحُمَام(19):
                  نفلّق هاماً من رجال أحبّة *** إلينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما»(20)
                  وقال ابن عساكر:
                  «أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسـن، أنبأنا أبو الحسـين ابن الآبنوسي، أنبأنا عبيـد الله بن عثمان بن جنيقا الدقّاق، أنبأنا إسماعيل بن عليّ الخطبي، قال:... وبلغ يزيد خروجه، فكتب إلى عبيـد الله بن زياد، وهو عامله على العراق، يأمره بمحاربته وحمله إليه إنْ ظفر به; فوجّه اللعينُ عبيـدُ الله بن زياد الجيشَ إليه مع عمر بن سعد بن أبي وقّاص، وعدل الحسـين إلى كربلاء، فلقيه عمر بن سعد هناك، فاقتتلوا، فقتل الحسـين رضوان الله عليه ورحمته وبركاته، ولعنة الله على قاتله...
                  أخبرنا أبو غالب أيضاً، أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون، أنبأنا عبيـد الله ابن محمّـد بن إسحاق، أنبأنا عبـد الله بن محمّـد، حدّثني عمّي، أنبأنا الزبير، حدّثني محمّـد بن الضحّاك، عن أبيه، قال:
                  خرج الحسـين بن عليّ إلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيد، فكتب يزيد إلى ابن زياد... فقتله ابن زياد، وبعث برأسه إليه»(21).
                  ورواه الهيثمي عن الطبراني، ووثّـق رجاله(22).
                  وقال الذهبي، المتوفّى سـنة 748:
                  «خرج الحسـين، فكتب يزيد إلى ابن زياد نائبه: إنّ حسـيناً صائر إلى الكوفة، وقد ابتُلي به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وأنت من بين العمّال، وعندها تعتق أو تعود عبـداً; فقتله ابن زياد، وبعث برأسه إليه»(23).
                  وقال السيوطي، المتوفّى سنة 911:
                  «وبعث أهل العراق إلى الحسـين الرسل والكتب يدعونه إليهم، فخرج من مكّة إلى العراق في عشرة ذي الحجّة، ومعه طائفة من آل بيته رجالا ونساءً وصبياناً. فكتب يزيد إلى واليه بالعراق عبيـد الله بن زياد بقتاله، فوجّه إليه جيشاً أربعة آلاف، عليهم عمر بن سعد بن أبي وقّـاص...»(24).
                  هذا، وسيأتي كلام جماعة آخرين من الأئمّة الأعلام، الصريح في أنّ يزيد هو قاتل الحسـين عليه السلام، وأنّـه يُلعن بلا كلام.

                  3 ـ كـتاب ابن عبّـاس إلى يزيد
                  «وقال شقيق بن سلمة(25):
                  لمّا قُتل الحسـين ثار عبـد الله بن الزبير، فدعا ابن عبّـاس إلى بيعته فامتنع، وظنّ يزيد أنّ امتناعه تمسّك منه ببيعته، فكتب إليه:
                  أمّا بعد، فقد بلغني أنّ الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته، وأنّك اعتصمت ببيعتنا وفاءً منك لنا، فجزاك الله من ذي رحم خير ما يجزي الواصلين لأرحامهم الموفين بعهودهم، فما أنْـسَ من الأشياء فلستُ بناس برّك وتعجيل صلتك بالذي أنت له أهل، فانظر من طلع عليك من الآفاق ممّن سحرهم ابن الزبير بلسانه فأعلِمهم بحاله، فإنّهم منك أسمع الناس، ولك أطوع منهم للمحلّ.
                  فكـتب إليه ابن عبّـاس:
                  أمّا بعد، فقد جاءني كتابك، فأمّا تركي بيعة ابن الزبير فوالله ما أرجو بذلك برّك ولا حمدك، ولكنّ اللهَ بالذي أنوي عليم.
                  وزعمت أنّك لسـت بناس برّي، فاحبـس أيّها الإنسان برّك عنّي، فإنّي حابـس عنك برّي.
                  وسـألت أن أُحبّب النـاس إليـك وأُبغّضـهم وأُخـذّلهم لابن الزبير، فلا، ولا سرور ولا كرامة، كيف؟! وقد قتلت حسـيناً وفتيان عبـد المطّلب مصابيح الهدى ونجوم الأعلام! غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد مرمّـليـن بالدمـاء، مسـلوبـيـن بالعـراء، مقـتوليـن بالظمـاء، لا مكـفّنيـن ولا موسّدين، تسفي عليهم الرياح، وينـشئ بهم عرج البطاح، حتّى أتاح الله بقوم لم يشركوا في دمائهم كفّنوهم وأجنّوهم، وبي وبهم لو عززتَ وجلست مجلسك الذي جلسـت..
                  فما أنـسَ من الأشـياء فلسـتُ بنـاس اطّرادك حسـيناً من حرم رسـول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى حرم الله، وتسـييرك الخيول إليه، فما زلتَ بذلك حتّى أشخصته إلى العراق، فخرج خائفاً يترقّب، فنزلَتْ به خيلُك عداوةً منك لله ولرسوله ولأهل بيته الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فطلب إليكم الموادعة، وسألكم الرجعة، فاغتنمتم قلّة أنصاره واسـتئصال أهل بيته، وتعاونتم عليه كأنّكم قتلتم أهل بيت من الترك والكفر.
                  فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودّي، وقد قتلت ولد أبي، وسـيفك يقطر من دمي، وأنت أحد ثأري، ولا يعجبك أن ظفرت بنا اليوم، فلنظفرنّ بك يوماً; والسلام»(26).

                  4 ـ خطبة معاوية بن يزيد
                  وهذا ولده ووليّ عهده معاوية، الذي وصف بالشابّ الصالح... يصرّح بأنّ قاتل الحسـين عليه السلام هو أبوه، وقد جعل تصريحه بذلك من آثار صلاحه.
                  قال ابن حجر المكّي:
                  «لم يخرج إلى الناس، ولا صلّى بهم، ولا أدخل نفسه في شيء من الأُمور، وكانت مدّة خلافته أربعين يوماً...
                  ومن صلاحه الظاهر: أنّه لمّا ولي صعد المنبر فقال: إنّ هذه الخلافة حبل الله، وإنّ جدّي معاوية نازع الأمر أهله ومن هو أحقّ به منه عليّ بن أبي طالب، وركب بكم ما تعلمون، حتّى أتته منيّته، فصار في قبره رهيناً بذنوبـه.
                  ثمّ قلّد أبي الأمر وكان غير أهل له، ونازع ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقصف عمره، وانبتـر عقبه، وصـار في قبره رهيناً بذنوبـه.
                  ثمّ بكى وقال: إنّ من أعظم الأُمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبئس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأباح الخمر، وخـرّب الكعبة، ولم أذق حلاوة الخلافة فلا أتقلّد مرارتها، فشأنكم أمركم.
                  والله لئن كانت الدنيا خيراً فقد نلنا منها حظّاً، ولئن كانت شرّاً فكفى ذرّيّـة أبي سفيان ما أصابوا منها.
                  ثمّ تغيّب في منزله حتّى مات بعد أربعين يوماً على ما مرّ، فرحمه الله أنصف من أبيه، وعرف الأمر لأهله»(27).

                  5 ـ أمرُه ابنَ زياد بقتل مسلم بن عقيل
                  قال البلاذري:
                  «فكتب يزيد إلى عبيـد الله بن زياد... بولاية الكوفة إلى ما كان يلي من البصرة، وبعث بكتابه في ذلك مع مسلم بن عمرو الباهلي ـ أبي قتيبة ابن مسلم ـ وأمر عبيـد الله بطلب ابن عقيل ونفيه إذا ظفر به أو قتله، وأنْ يتيقّظ في أمر الحسـين بن عليّ ويكون على اسـتعداد له»(28).
                  وقال الطبري أنّه كتب إليه مع مسلم المذكور:
                  «أمّا بعد، فإنّه كتب إليّ شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أنّ ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشقّ عصا المسلمين، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي أهل الكوفة، فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتّى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه»(29).
                  وقال ابن الجوزي:
                  «... فقام رجل ممّن يهوى يزيد إلى النعمان بن بشير فقال له: إنّك ضعيف، قد فسد البلد; فقال له النعمان: أكون ضعيفاً في طاعة الله أحبّ إليّ من أن أكون قويّـاً في معصية الله.
                  فكتب بقوله إلى يزيد، فولّى الكوفة عبيـد الله بن زياد إضافة إلى البصرة، وأمره أن يقتل مسلم بن عقيل...»(30).

                  6 ـ سـروره بمقـتل مسلم بن عقيـل
                  قال البلاذري:
                  «ولمّا كتب ابن زياد إلى يزيد بقتل مسلم، وبعث إليه برأسه ورأس هانئ بن عروة ورأس ابن صلخب وما فعل بهم، كتب إليه يزيد:
                  إنّك لم تعدُ أن كنت كما أُحبّ، عملت عمل الحازم، وصُلت صولة الشجاع، وحقّـقت ظنّي بك.
                  وقد بلغني أنّ حسـيناً توجّه إلى العراق، فضع المناظر والمسالح، وأَذْكِ العيون، واحترس كلّ الاحتراس، فاحبس على الظِنّة، وخذ بالتهمة، غير أنْ لا تقاتل إلاّ من قاتلك، واكتب إليَّ في كلّ يوم بما يحدث من خبر إن شاء الله»(31).

                  7 ـ سروره بمقتل الإمام
                  وقال غير واحد من الأئمّة الحفّاظ: إنّ يزيد قد سُرّ بقتل الإمام عليه السلام وأصحابه..
                  قال ابن سعد:
                  «وقد كان عبيـد الله بن زياد لمّا قتل الحسـين بعث زحر بن قيس الجعفي(32) إلى يزيد بن معاوية يخبره بذلك، فقدم عليه، فقال: ما وراءك؟
                  قال: يا أمير المؤمنين! أبشر بفتح الله وبنصره; وَرَدَ علينا الحسـين ابن عليّ، في ثمانية عشر من أهل بيته وفي سـبعين من شـيعته، فسرنا إليهم فخـيّرناهم الاسـتـسلام والنزول على حكم عبيـد الله بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال على الاسـتـسـلام.
                  فناهضناهم عند شروق الشمس، وأطفنا بهم من كلّ ناحية، ثمّ جرّدنا فيهم السيوف اليمانية، فجعلوا يبرقطون إلى غير وزر، ويلوذون منّا بالآكام والأُمر والحفر لواذاً، كما لاذ الحمائم من صقر، فنصرنا الله عليهم.
                  فوالله ـ يا أمير المؤمنين ـ ما كان إلاّ جزر جزور أو نومة قائل، حتّى كفى الله المؤمنين مؤونتهم، فأتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مطرّحة مجرّدة، وخدودهم معفّرة، ومناخرهم مرمّلة، تسفي عليهم الريح ذيولها بقيّ سـبـسـب، تنتابهم عرج الضباع، زوّارهم العقبان والرخم.
                  قال: فدمعت عينا يزيد وقال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسـين. وقال: كذلك عقابة البغي والعقوق. ثمّ تمثّل يزيد:
                  من يذق الحرب يجد طعمها *** مرّاً وتتركه بجعجاع»(33)
                  وقال المسعودي:
                  «جلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد، وذلك بعد قتل الحسـين، فأقبل على ساقيه فقال:
                  أسقني شربةً تروّي مشاشي *** ثمّ مِل فاسقِ مثلها ابن زيادِ
                  صاحب السرّ والأمانة عندي *** ولتسديد مغنمي وجهادي
                  ثمّ أمر المغنّين فغنّوا به»(34).
                  وقال الطبري:
                  «حدّثني أبو عبيدة معمر بن المثنّى، أنّ يونس بن حبيب الجرمي حدّثه، قال: لمّا قَتل عبيـدُ الله بن زياد الحسـينَ بن عليّ عليه السلام وبني أبيه، بعث برؤوسهم إلى يزيد بن معاوية، فسُرّ بقتلهم أوّلا، وحسنت بذلك منزلة عبيـد الله عنده...»(35).
                  وقال ابن الأثير:
                  «وقيل: لمّا وصل رأس الحسـين إلى يزيد حسـنت حال ابن زياد عنده، ووصله، وسرّه ما فعل، ثمّ لم يلبث إلاّ يسـيراً...»(36).
                  وروي الذهبي:
                  بإسناد له ـ نصّ على قوّته ـ : «دخل رجل على يزيد فقال: أبشر! فقد أمكنك الله من الحسـين...»(37).
                  وقال السـيوطي:
                  «ولمّا قُتل الحسـين وبنو أبيه، بعث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد، فسُـرّ بقتلهم أوّلا...»(38).

                  8 ـ كلام الحصين بن نمير مع يزيد
                  قال أبو إسحاق الإسفرائني:
                  إنّ يزيد قال: «فلعن الله من قتله، إنّما قتله عبيـد الله بن زياد عاملي على البصـرة».
                  قال أبو إسحاق:
                  ثمّ أمر بإحضار من أتى برأس الحسـين ومن معه، ليسألهم كيف كان قتله، فحضروا بين يديه، فقال لابن ربعي: ويلك! أنا أمرتك بقتل الحسـين؟!
                  فقال: لا، لعن الله قاتله.
                  ولم يزالوا كذلك إلى أن وصل السؤال إلى الحصين بن نمير، فقال مقالتهم، ثمّ قال: أتريد أن أخبرك بمن قتله؟!
                  فقال: نعم.
                  فقال: أعطني الأمان.
                  فقال: لك الأمان.
                  فقال: إعلم أيّها الأمير، إنّ الذي عقد الرايات، ووضع الأموال، وجيّـش الجيوش، وأرسل الكتب، وأوعد ووعد، هو الذي قتله!
                  فقال: من فعل ذلك؟!
                  فقال: أنت!
                  فغضب منه ودخل منزله، ووضع الطشت الذي فيه رأس الحسـين بين يديه، وجعل يبكي ويلطم على وجهه ويقول: ما لي وللحسـين؟!
                  قالت هند زوجة يزيد: لمّا أخذت مضجعي تلك الليلة رأيت في منامي كأنّ أبواب السماء قد فتحت...»(39).

                  9 ـ إقرار ابن زياد
                  وقد جاء في بعض المصادر المعتبرة، أنّ يزيد بن معاوية قد خيّر ابن زياد بين قتل الإمام عليه السلام وقتله، فاختار قتل الإمام عليه السلام..
                  قال ابن الأثير: «أمّا قتلي الحسـين، فإنّه أشار علَيَّ يزيد بقتله أو قتلي، فاخترت قتله...»(40).
                  وفي كـتاب له إلى الإمام عليه السلام:
                  «أمّا بعد، يا حسـين، فقد بلغني نزولك بكربلاء، وقد كتب إليَّ أمير المؤمنين يزيد بن معاوية أنْ لا أتوسّد الوثير ولا أشبع من الخبز ]الخمير [أو أُلحقك باللطيف الخبير، أو ترجع إلى حكمي وحكم يزيد بن معاوية; والسلام»(41).




                  (1) المنح المكّـيّـة ـ شرح القصيدة الهمزية ـ : 271.
                  وقد ذكر ابن الجوزي وسـبطه وابن حجر أنّ أحمد بن حنبل ذكر في حـقّ يزيد ما يزيد على اللعنة; انظر: الردّ على المتعصّب العنيد: 13، تذكرة الخواصّ: 257، الصواعق المحرقة: 332 ـ 333.
                  (2) تاريخ اليعقوبي 2 / 154.
                  (3) تاريخ الطبري 3 / 269.
                  (4) الفتوح 5 / 9.
                  (5) مقتل الحسـين 1 / 262 ف 9 ح 6.
                  (6) الردّ على المتعصّب العنيد: 34.
                  (7) الطبقات الكبرى 6 / 423 ـ 424 رقم 1374.
                  (8) أنساب الأشراف 3 / 368.
                  (9) تاريخ دمشق 14 / 206 رقم 1566، وانظر: الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 6 / 424، مختصر تاريخ دمشق 7 / 138 رقم 126.
                  (10) تهذيب الكمال 4 / 488 رقم 1305.
                  (11) الكامل في التاريخ 3 / 377 حوادث سـنة 60 هـ، وانظر: البداية والنهاية 8 / 118.
                  (12) سـير أعلام النبلاء 3 / 295 رقم 48.
                  (13) المختصر في أخبار البشر 1 / 189.
                  (14) انظر: تاريخ دمشق 19 / 17 رقم 2253، مختصر تاريخ دمشق 9 / 38 رقم 10، تاريخ خليفة بن خيّاط: 177 حوادث سـنة 60 هـ.
                  (15) البداية والنهاية 8 / 119 حوادث سـنة 60 هـ.
                  (16) تاريخ ابن خلدون 3 / 25.
                  (17) تاريخ اليعقوبي 2 / 155.
                  (18) أنساب الأشراف 3 / 371.
                  (19) هو: أبو مَعِيّة الحصين بن حُمَام بن ربيعة المرّي الذبياني، كان رئيـساً وفياً، شاعراً، فارساً، ياقّب مانع الضيم، وكان من الشعراء المقلّين في الجاهلية، وهو ممّن نبذ عبادة الأوثان في الجاهلية، توفّي قبل ظهور الإسلام، وقيل: بل أدرك الإسلام.
                  انظر: الشعر والشعراء 2 / 648 رقم 128، الأغاني 14 / 10، الاستيعاب 1 / 354 رقم 520، الإصابة 2 / 84 رقم 1735.
                  (20) المعجم الكبير 3 / 115 ـ 116 ح 2846.
                  (21) تاريخ دمشق 14 / 213 ـ 214.
                  (22) مجمع الزوائد 9 / 193.
                  (23) سـير أعلام النبلاء 3 / 305 رقم 48.
                  (24) تاريخ الخلفاء: 246 ـ 247.
                  (25) هو: شقيق بن سلمة الأسدي، أبو وائل الكوفي، ثقة مخضرم، مات في خلافة عمر بن عبـد العزيز، وله مئة سنة، من رجال الكتب الستّة. قاله الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب 1 / 421 رقم 2826، وانظر: تحرير تقريب التهذيب 2 / 119 رقم 2816.
                  (26) الكامل في التاريخ 3 / 466 ـ 467 حوادث سـنة 64 هـ، وانظر: تاريخ اليعقوبي 2 / 161 ـ 164.
                  (27) الصواعق المحرقة: 336.
                  (28) أنساب الأشراف 2 / 335.
                  (29) تاريخ الطبري 3 / 280.
                  (30) المنتظم 4 / 142، وانظر: الفتوح 5 / 39 ـ 40، تهذيب التهذيب 2 / 349 رقم 615، تهذيب الكمال 4 / 494 رقم 1305، الأخبار الطوال: 231، السـيرة النبويّة ـ لابن حبّان ـ : 556، وغيرهـا.
                  (31) تقدّمت مصادر ذلك في الصفحة 182 هـ 1.
                  (32) كان مع أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام في صفّين، ثمّ اعتزل فكان من الخوارج; انظر: مختصر تاريخ دمشق 9 / 33 رقم 7.
                  (33) ترجمة الإمام الحسـين عليه السلام من «الطبقات الكبير»: 81 ـ 82، وانظر: الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 6 / 447 رقم 1374، تاريخ الطبري 3 / 338.
                  (34) مروج الذهب 3 / 67.
                  (35) تاريخ الطبري 3 / 365 حوادث سـنة 64 هـ.
                  (36) الكامل في التاريخ 3 / 439.
                  (37) سـير أعلام النبلاء 3 / 319 رقم 48.
                  (38) تاريخ الخلفاء: 248.
                  (39) نور العين في مشهد الحسـين ـ للأسفرائيني ـ : 70.
                  (40) الكامل في التاريخ 3 / 474 حوادث سنة 64 هـ، وانظر: تاريخ الطبري 3 / 374.
                  (41) انظر: الفتوح ـ لابن أعثم ـ 5 / 95، مقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ 1 / 340، بحار الأنوار 44 / 383 ب 37.

                  تعليق


                  • #24
                    يا المعلق هل نطحك عجل ام ماذا ؟؟؟

                    يا بلغاري يا هندي استغفر الله و اتوب اليه ،صدقوني يا موالين رؤية امثال هذا الآله الناسخه يشعرني بالغثيان


                    يا بشر يا #### علمنا ان الشيعه هم قتلة الحسين عليه السلام و سلمنا لك بذلك و انتهي نقاشي معك حول قتلته قل لي


                    ما الذي دعي الحسين عليه السلام علي الخروج من مدينة جده و التهجير الي مكه من ثم ترك مكه قبل انتهاء الحج و تلبي دعوة الخونه اشباه الرجال شيعة ابيه (علي حد تعبيرك )
                    ؟؟؟
                    تفضل
                    اجب لا تقل لي المدينه و مكه ايضا شيعة ابيه

                    علي عقول بني وهب العفي

                    تعليق


                    • #25

                      اقرا جيد
                      مسند أحمد > مسند أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه > مسند أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه > حديث رقم : 1490

                      حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن و عبد الرزاق المعنى قالا : أنبأنا سفيان عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد رضي الله عنه عن أبيه قال : : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجبت من قضاء الله عز وجل للمؤمن ، إن أصابه خير حمد ربه وشكر ، وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر ، المؤمن يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى في امرأته

                      تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن



                      امام اهل السنة الامام احمد فى مسنده الترضى على قاتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله

                      تعليق


                      • #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة المعلق
                        شمر بن ذي الجوشن

                        أحد القادة المجرمين القساة في جيش الكوفة الذي حارب الحسين وكان من جملة قتلته. وهو من قبيلة بني كلاب ومن رؤساء هوازن. وكان رجلا شيعيا شجاعا شارك في معركة صفين إلى جانب أمير المؤمنين عليه السلام. ثم سكن الكوفة ودأب على رواية الحديث (عن الأئمه) المصدر/ سفينة البحار (سفينة البحار 1: 714)

                        والله لولا اني في ايام حزن ومصيبة لضحكت على عقلك الصغير
                        هناك صحابة معروفين ارتدوا عن من هو اعظم من الامام علي واعظم من الامام الحسين الا وهو رسولنا الكريم
                        فهل تنكر هذا
                        فنحن بدورنا نتبرأ الى الله من قتلة الامام الحسين
                        وقبلها نتبرأ ممن ارتد بعد شهادة رسول الله
                        فهل تتبرؤن انتم من المرتدين ام تقدسوهم امثال ابوبكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد ام انكم تقدسوهم لانهم ارتدوا ومرقوا عن الدين ؟

                        وتقول الشمر من شيعة الامير علي ونحن نقول لك انه ارتد وكفر (وعليه لعنة الله)
                        فهل تتجرأ انت وتكون رجلا وتقول اني اتبرأ ممن ذكرت سلفا ؟! طبعا لا لانه دينكم الذي ترعرعتم عليه




                        ملاحظة وهمسة في اذنك
                        كل من قاتل الامام الحسين هم مرتدين عن الاسلام وعن الدين ومتبعين لملة اسلافهم الكفار وقتلوه ثأرا لكفار
                        بدر و حنين بقولهم له
                        ( نقاتلك بغضا منا لابيك قاتل اشياخنا في بدر وحنين )

                        تعليق


                        • #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة ياوليد الكعبة
                          والله لولا اني في ايام حزن ومصيبة لضحكت على عقلك الصغير
                          هناك صحابة معروفين ارتدوا عن من هو اعظم من الامام علي واعظم من الامام الحسين الا وهو رسولنا الكريم
                          فهل تنكر هذا
                          فنحن بدورنا نتبرأ الى الله من قتلة الامام الحسين
                          وقبلها نتبرأ ممن ارتد بعد شهادة رسول الله
                          فهل تتبرؤن انتم من المرتدين ام تقدسوهم امثال ابوبكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد ام انكم تقدسوهم لانهم ارتدوا ومرقوا عن الدين ؟

                          وتقول الشمر من شيعة الامير علي ونحن نقول لك انه ارتد وكفر (وعليه لعنة الله)
                          فهل تتجرأ انت وتكون رجلا وتقول اني اتبرأ ممن ذكرت سلفا ؟! طبعا لا لانه دينكم الذي ترعرعتم عليه




                          ملاحظة وهمسة في اذنك
                          كل من قاتل الامام الحسين هم مرتدين عن الاسلام وعن الدين ومتبعين لملة اسلافهم الكفار وقتلوه ثأرا لكفار
                          بدر و حنين بقولهم له
                          ( نقاتلك بغضا منا لابيك قاتل اشياخنا في بدر وحنين )
                          اخي أنتهى الموضوع ..الهم ألعن يزيد وعبيد الله وشمر وعمر بن سعد وشيعة الكوفة أجمعين ..والسلام عليكم

                          تعليق


                          • #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة المعلق
                            اخي أنتهى الموضوع ..الهم ألعن يزيد وعبيد الله وشمر وعمر بن سعد وشيعة الكوفة أجمعين ..والسلام عليكم

                            حامل الاسفار
                            كيف تلعن شيعة الكوفة اجمعين يا ملعون يا ناصبي
                            ان من شيعة الكوفة من هو شرد وفيهم من سجن وفيهم من قتله اسيادك الكفرة
                            الا لعنة الله عليك وعلى اسيادك يا مرتد

                            تعليق


                            • #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة المعلق
                              اخي أنتهى الموضوع ..الهم ألعن يزيد وعبيد الله وشمر وعمر بن سعد وشيعة [آل أبي سفيان، وآل أمية، وشيعة أبي بكر وعمر وثمان، بـ] الكوفة أجمعين ..والسلام عليكم
                              ما بين معقوفين هو زيادة توضيح مني لعلَّ المعلق سها عنها

                              الكوفة منذ تأسيسها على يد الناصبي سعد بن أبي وقاص والد اللعين عمر بن سعد
                              كانت خليطاً للآراء والتيارات الفكرية
                              ولم تكن خالصة لشيعة أمير المؤمنين الذين يصدق عليهم عنوان التشيُّع الحقيقي
                              بل حتَّى في زمان الأمير صلوات الله عليه ـ وكما لا يخفى على من له أدنى اطِّلاع على التاريخ ـ لم يكن أهلها أو من سكنها جميهم شيعة بمعنى التشيُّع الحقيقي
                              بل كان فيهم الموالون لأبي بكر وعمر
                              وكان فيهم العثماني وغير ذلك
                              ولم يكن هذا حال الكوفة في زمن الأمير صلوات الله عليه وحسب بل هو كذلك في زمان الحسن صلوات الله عليه ثم الحسين صلوات الله عليه
                              بل في ما تلى ذلك من عصور
                              حتى في زمن ظهور المذاهب الفقهية عند أهل السنة ولا ننسى أن أبا حنيفة صاحب المذهب كان كوفياً
                              وبعد أبي حنيفة أيضاً، وكان فيها من فقهاء الأحناف كثير ومن غيرهم أيضا
                              إضافة لوجود الشيعة الإمامية والزيدية
                              وكان للزيدية وجود في الكوفة إلى القرن الثامن الهجري

                              فيا زميل (معلق) الكوفة أسسها سعد بن أبي وقاص مبغض علي
                              في أيام شيخك عمر
                              فسكَّانُها من قبائل الحجاز واليمن وغيرهما إضافة لخليط من الموالي
                              وجميعهم ليسوا على رأي واحد
                              وما تفضَّل به الإخوة الموالون كافٍ جزاهم الله خير الجزاء
                              فلا تكثر من القصِّ واللصق

                              تعليق


                              • #30
                                أحسنتم بارك الله فيكم موالين في اضافاتكم القيمة.
                                المشاركة الأصلية بواسطة المعلق
                                لأن السنه كانو بعيدين عن الكوفه وكلها شيعة وقت مقتل الحسين (رض)...
                                أين كانوا؟؟
                                ولماذا لم يناصروا سيد الشهداء الحسين عليه السلام؟

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                                ردود 119
                                18,094 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                                استجابة 1
                                100 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                71 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                                ردود 2
                                156 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
                                استجابة 1
                                160 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X