إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هل الأئمة عليهم السلام يخلقون؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بالله نستعين

    لا بأس أخي الطيب وجزاكم الله خير ..

    "بإذني " في الآية ذُكرت لتبيان أمر الله
    وفضل الله .. الأولى هي همة النبي عيسى في التهيئة أو التركيب

    كما جاء بالمعجم أنه لم يُحدث الأمر من تلقاء نفسه بل حينما تلقى الإذن أو أن الإذن بتركيب الطير وأجزاءه إذن من الله لا يظهر إلا حينما تقتضي الحاجة لذلِك ,,

    " بإذني " في موضعها الثاني هي الإنتهاء من تهيئة الطير للمرحلة الثانية وهي مرحلة "نفخ الروح" فهي إلى جانب

    أنها معجزة من الله فهي تَفضلاً على النبي وذلك بقوله تعالى :" اذْكُرْ نِعْمَتِي ...الآية"
    ***

    كان الرد طويلا فاعذرني على الإختصار

    نسألكم الدعاء

    بالنسبة للغلو فهناك من يقع فيه دون أن يشعر فحينما لا أنسب لشخص معين خطأ ارتكبه بل أنهُ ممن له ما لغيره وأنه سمي بكذا لأنه كذا " وكل هذا لتحسين صورته" يُعد كفراً بنعمة الله وهي الكفر .. وخصوصا إذا كان من باب توهين مقام أو عظمة أهل البيت ..
    بارك الله فيكم أختنا العزيزة.

    نرجع الى شيء أنت قلتيه في مشاركتك الأولى:


    المقصود هنا والله أعلم خلق " عدواته" ففي قضية النبي آدم لم تكن العداوة فأوجدها إبليس وهنا العداوة خُلقت من وراءه لأنه لم يحتمل مقام آدم فبنفس المعنى تؤخذ
    أو بما يشابهه , كذلك الظُلم حُرم على بني أدم وحرمه الله على نفسه ولكن هو مخلوق من وراء المخلوقين أنفسهم والمسبب هو الحسد والعداوة التي أنشأها الشيطان الرجيم لعنه الله.

    كلام درر فأنت الظاهر من كلامك أنك لا تؤخذين الرواية بالمعنى الظاهر المتعارف عليه بل تأولينها لمعنى آخر هل كلامي صحيح؟

    تعليق


    • #47
      بسم الله والحمد لله وبهِ نستعين
      السلام عليكم ورحمة الله

      ذُكرتْ في الملأ الأعلى .

      كلام أهل البيت لا يخرج عن كلام الله بالمفهوم والمعنى فهو كما قالوا " ظاهرهُ أنيق وباطنهُ عميق " ,,

      و نحمد الله على باديء النعم

      تعليق


      • #48
        فقط للملاحظة من مشاركات الأخوة يا غفار وأمجد علي

        أنهم يحصرون معجزة الخلق للنبي عيسى لأنها وردت في القرآن الكريم

        هذا معناه

        انه ينفونها عن النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وأهل البيت عليهم السلام وهذا مناف لسيادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم على الرسل والأنبياء

        ثانيا : مادام لا يوجد دليل نقلي عليها للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذا فهي فقط مخصصة لعيسى عليه السلام لأنه وردت في القرآن ولم يرد لمحمد

        أسلوب سلفي وهابي بحت

        وهذا دليل واضح على أن الراحل السيد فضل الله متاثر بإبن تيمية والذهبي وإبن القيم ومحمد بن عبدالوهاب وإبن حزم

        عموما لن أضيف ففي ردود الأخوة والأخوات الكفاية

        فقط أقول : لعن الله من يشكك في مقام نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

        تعليق


        • #49
          المشاركة الأصلية بواسطة بريق سيف
          فقط للملاحظة من مشاركات الأخوة يا غفار وأمجد علي

          أنهم يحصرون معجزة الخلق للنبي عيسى لأنها وردت في القرآن الكريم

          هذا معناه

          انه ينفونها عن النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وأهل البيت عليهم السلام وهذا مناف لسيادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم على الرسل والأنبياء

          ثانيا : مادام لا يوجد دليل نقلي عليها للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذا فهي فقط مخصصة لعيسى عليه السلام لأنه وردت في القرآن ولم يرد لمحمد

          أسلوب سلفي وهابي بحت

          وهذا دليل واضح على أن الراحل السيد فضل الله متاثر بإبن تيمية والذهبي وإبن القيم ومحمد بن عبدالوهاب وإبن حزم

          عموما لن أضيف ففي ردود الأخوة والأخوات الكفاية

          فقط أقول : لعن الله من يشكك في مقام نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم


          السيد الروحاني حفظه الله تعالى هو الذي متأثر بابن تيمية ثم ان الموضوع ليس عن فضل الله فلا تقحمه فيه وفرّق بين المعجزة وغيرها.

          تعليق


          • #50
            المشاركة الأصلية بواسطة طالب التوحيد
            بسم الله الرحمن الرحيم

            اللهم صلي على محمد وال محمد
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته








            خطبة معرفة أمير المؤمنين عليه السلام بالنورانية











            رواه سلمان وأبو ذر، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: مَنْ كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه؛ يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنورانية، وإذا عرفني بذلك فهو مؤمن، امتحن اللَّه قلبه للإيمان، وشرح صدره للإسلام، وصار عارفاً بدينه مستبصراً، ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب، يا سلمان ويا جندب، إن معرفتي بالنورانية معرفة اللَّه، ومعرفة اللَّه معرفتي، وهو الدين الخالص، بقول اللَّه سبحانه: 'وما أمروا إلّا لِيَعْبُدوا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِيْنَ ' (البينة:5) وهو الإخلاص، وقوله: 'حنفاء' وهو الإقرار بنبوّة محمد صلى الله عليه و آله و سلم، وهوالدين الحنيف، وقوله: 'ويقيموا الصلاة'، وهي ولايتي، فمن والاني فقد أقام الصلاة، وهو صعب مستصعب.
            'ويؤتوا الزكاة'، وهو الإقرار بالأئمة، 'وذلك دين القيمة' أي وذلك دين اللَّه القيم.
            شهد القرآن أن الدين القيم الإخلاص بالتوحيد،




            والإقرار بالنبوّة والولاية، فمن جاء بهذا فقد أتى بالدين.
            يا سلمان ويا جندب، المؤمن الممتحن الذي لم يرد عليه شي ء من أمرنا، إلّا شرح اللَّه صدره لقبوله، ولم يشك ولم يرتَبْ، ومن قال لِمَ وكيفَ فقد كفر، فسلموا للَّه أمره، فنحن أمر اللَّه، يا سلمان ويا جندب، إنّ اللَّه جعلني أمينه على خلقه، وخليفته في أرضه وبلاده وعباده، وأعطاني ما لم يصفه الواصفون، ولا يعرفه العارفون، فإذا عرفتموني هكذا فأنتم مؤمنون، يا سلمان قال اللَّه تعالى: 'وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ' فالصبر محمد، والصلاة ولايتي، ولذلك قال: 'وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ'، ولم يقل وإنهما، ثم قال: 'إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ' (البقرة:45) ، فاستثنى أهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي، يا سلمان، نحن سرّ اللَّه الذي لا يخفى، ونوره الذي لا يطفى، ونعمته التي لا تجزى، أوّلنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد، فمن عرفنا فقد استكمل الدين القيم.

            يا سلمان ويا جندب، كنت ومحمداً نوراً نسبِّح قبل المسبّحات، ونشرق قبل المخلوقات، فقسم اللَّه ذلك النور نصفين: نبي مصطفى، ووصي مرتضى، فقال اللَّه عز وجل لذلك النصف: كن محمداً، وللآخر كن علياً، ولذلك قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم:أنا من علي، وعلي منّي، ولا يؤدي عنّي إلّا أنا أو علي. وإليه الإشارة بقوله: 'وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ' (آل عمران: 61)، وهو إشارة إلى اتحادهما في عالم الأرواح والأنوار، ومثله قوله: 'أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ'(آل عمران: 144)، والمراد هنا مات أو قُتل الوصي، لأنّهما شي ء واحد، ومعنى واحد، ونور واحد، اتّحدا بالمعنى والصفة، وافترقا بالجسد والتسمية، فهما شي ء واحد في عالم الأرواح 'أنت روحي التي بين جنبيّ' ، وكذا في عالم الأجساد: 'أنت منّي وأنا منك ترثني وأرثك' ، 'أنت منّي بمنزلة الروح من الجسد'. وإليه الإشارة بقوله: 'صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً' (الأحزاب: 56) ، ومعناه صلّوا على محمد، وسلّموا لعلي أمره، فجمعهما في جسد واحد جوهري، وفرّق بينهما بالتسمية والصفات في الأمر، فقال: 'صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً '، فقال: صلّوا على النبي، وسلّموا على الوصي، ولا تنفعكم صلواتكم على النبي بالرسالة إلّا بتسليمكم على علي بالولاية.

            يا سلمان ويا جندب، وكان محمد الناطق، وأنا الصامت، ولابد في كل زمان من صامت وناطق، فمحمد صاحب الجمع، وأنا صاحب الحشر، ومحمد المنذر، وأنا الهادي، ومحمد صاحب الجنة، وأنا صاحب الرجعة، محمد صاحب الحوض، وأنا صاحب اللواء، محمد صاحب المفاتيح، وأنا صاحب الجنة والنار، ومحمد صاحب الوحي، وأنا صاحب الإلهام، محمد صاحب الدلالات، وأنا صاحب المعجزات، محمد خاتم النبيين، وأنا خاتم الوصيين، محمد صاحب الدعوة، وأنا صاحب السيف والسطوة، محمد النبي الكريم، وأنا الصراط المستقيم، محمد الرؤوف الرحيم، وأنا العلي العظيم .
            يا سلمان، قال اللَّه سبحانه: 'يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ' (غافر: 15) ، ولا يعطي هذا الروح إلّا من فوّض إليه الأمر والقدر، وأنا أُحيي الموتى، واعلم ما في السَّموَات والأرض، وأنا الكتاب المبين، يا سلمان، محمد مقيم الحجّة، وأنا حجّة الحق على الخلق، وبذلك الروح عرج به إلى السماء، أنا حملت نوحاً في السفينة، أنا صاحب يونس في بطن الحوت، وأنا الذي حاورت موسى في البحر، وأهلكت القرون الأولى، أعطيت علم الأنبياء والأوصياء، وفصل الخطاب، وبي تمّت نبوّة محمد، أنا أجريت الأنهار والبحار، وفجّرت الأرض عيوناً، أنا كاب الدنيا لوجهها، أنا عذاب يوم الظلة، أنا الخضر معلِّم موسى، أنا معلم داود وسليمان، أنا ذو القرنين، أنا الذي دفعت سمكها بإذن اللَّه عز وجل، أنا دحوت أرضها، أنا عذاب يوم الظلة، أنا المنادي من مكان بعيد، أنا دابة الأرض، أنا كما يقول لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:أنت يا علي ذو قرنيها، وكلا طرفيها، ولك الآخرة والأولى، يا سلمان إن ميّتنا إذا مات لم يمت، ومقتولنا لم يقتل، وغائبنا إذا غاب لم يغب، ولا نلد ولا نولد في البطون، ولا يقاس بنا أحد من الناس، أنا تكلّمت على لسان عيسى في المهد، أنا نوح، أنا إبراهيم، أنا صاحب الناقة، أنا صاحب الراجفة، أنا صاحب الزلزلة. أنا اللوح المحفوظ، إليَّ انتهى علم ما فيه، أنا أنقلب في الصور كيف شاء اللَّه، من رآهم فقد رآني، ومن رآني فقد رآهم، ونحن في الحقيقة نور اللَّه الذي لا يزول ولا يتغيّر.
            يا سلمان، بنا شرف كل مبعوث، فلا تدعونا أرباباً، وقولوا فينا ما شئتم، ففينا هلك وبنا نجي. يا سلمان، من آمن بما قلت وشرحت فهو مؤمن، امتحن اللَّه قلبه للإيمان، ورضي عنه، ومن شك وارتاب فهو ناصب، وإن ادعى ولايتي فهو كاذب.
            يا سلمان أنا والهداة من أهل بيتي سرّ اللَّه المكنون، وأولياؤه المقرّبون، كلّنا واحد، وسرّنا واحد، فلا تفرّقوا فينا فتهلكوا، فإنّا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن، فالويل كل الويل لمن أنكر ما قلت، ولا ينكره إلّا أهل الغباوة، ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة،
            يا سلمان، أنا أبو كل مؤمن ومؤمنة، يا سلمان، أنا الطامة الكبرى، أنا الآزفة إذا أزفت، أنا الحاقة، أنا القارعة، أنا الغاشية، أنا الصاخة، أنا المحنة النازلة، ونحن الآيات والدلالات والحجب ووجه اللَّه، أنا كتب اسمي على العرش فاستقر، وعلى السَّموَات فقامت، وعلى الأرض ففرشت، وعلى الريح فذرت، وعلى البرق فلمع، وعلى الوادي فهمع، وعلى النور فقطع، وعلى السحاب فدمع، وعلى الرعد فخشع، وعلى الليل فدجى وأظلم، وعلى النهار فأنار وتبسّم .







            (الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين ص: 162-160 / يونس رمضان في بغية الطالب في معرفة علي بن ابي طالب ص: 444-446)









            1- الإمام المهدي عجل الله فرجه هو خاتم الوصيين
            2- الله سبحانه وتعالى هو الرؤوف الرحيم وهو العلي العظيم
            3- الله محيي الموتى
            4- الله وحده يعلم ما في السماوات والأرض
            5- كيف حمل الإمام علي (ع) نوحاً في السفينة وهو لم يكن مخلوقاً بعد؟
            6- يونس (ع) لم يكن لديه صاحب في بطن الحوت وعلي (ع) لم يخلق بعد ليكون صاحبه
            7- الله مهلك القرون الأولى
            8- الله مجري البحار والأنهار
            9- علي (ع) ليس الخضر (ع)
            10- لم يكن الإمام علي مخلوقاً في زمن داود وسليمان حتى يكون معلمهم
            11- ذو القرنين ملك والإمام علي بشر
            12- دابة الأرض دابة وعلي عليه السلام بشر
            13- الله لم يلد ولم يولد
            14- إذا كان الإمام علي هو من تكلم على لسان عيسى في المهد فهل هو من قال: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً}؟؟
            15- علي علي ونوح نوح وإبراهيم إبراهيم وصاحب الناقة صاحب الناقة
            ....
            هذه يجب أن تسمى خطبة الكفريات ولو لم توجد فيها غير هذه الجملة:
            ولا يعطي هذا الروح إلّا من فوّض إليه الأمر والقدر، وأنا أُحيي الموتى، واعلم ما في السَّموَات والأرض

            التي تدل على التفويض الشركي لكفى لرميها في أقرب مزبلة.

            تعليق


            • #51
              كتاب مشارق أنوار اليقين : وبغض النظر عن كون الأخبار الموجودة فيه مرسلة تخضع صحتها عند الفقهاء إلى القواعد المقررة في محلها لإثبات اعتبار الحديث وعدمه ، فقد نسب بعض الفقهاء كتبه إلى الغلو أو توهمه قال العلامة المجلسي (قدس سره) في مقدمة البحار : وكتاب مشارق الأنوار وكتاب الألفين للحافظ رجب البرسي ، ولا أعتمد على ما ينفرد بنقله ، لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع ، وإنما أخرجنا منهما ما يوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة . (1)
              وقال الحر العاملي (قدس سره) : وفي كتابه إفراط ، وربما نُسب إلى الغلو .
              http://shiaweb.org/books/alensaf_1/pa25.html
              __________________

              الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام: ((يهلك في إثنان ولا ذنب لي محب غال ومبغض قال))

              تعليق


              • #52
                فقط للملاحظة من مشاركات الأخوة يا غفار وأمجد علي

                أنهم يحصرون معجزة الخلق للنبي عيسى لأنها وردت في القرآن الكريم

                أولاً أنا لم أتطرق لمعجزة النبي عيسى عليه السلام !
                ثانياً النبي عيسى لم يخلق شيئاً الله هو الخالق وعيسى لم يفعل سوى النفخ في الطين.
                ثالثاً المعاجز تكون تاييداً للدعوة ولا تكون إلا لضرورة أو مصلحة وهي قدرة محدودة وليست مطلقة وكما أنها تجوز على الأنبياء (ع) فتجوز على الأئمة (ع) كذلك لكن لم يثبت ان الله أجرى المعاجز على أيدي الأئمة لتأييد دعوتهم كما ثبت للأنبياء (ع).
                انه ينفونها عن النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم وأهل البيت عليهم السلام وهذا مناف لسيادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم على الرسل والأنبياء

                ثانيا : مادام لا يوجد دليل نقلي عليها للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذا فهي فقط مخصصة لعيسى عليه السلام لأنه وردت في القرآن ولم يرد لمحمد
                نعم معجزة عيسى مخصصة له ومعجزة موسى وهي العصا مخصصة له ومعجزة محمد اللهم صل على محمد وآل محمد وهي القرآن مخصصة له وهكذا..
                ولا علاقة لسيادة الرسول بهذا الأمر وهو مجرد قياس باطل فليس من الضروري لأفضل الرسل أن يملك معاجز بقية الأنبياء والرسل.

                تعليق


                • #53
                  FONT=Simplified Arabic]7- الله مهلك القرون الأولى[/FONT]
                  8- الله مجري البحار والأنهار
                  9- علي (ع) ليس الخضر (ع)
                  [SIZE=4][COLORFONT=Simplified Arabic]11- ذو القرنين ملك والإمام علي بشر
                  12- دابة الأرض دابة وعلي عليه السلام بشر
                  13- الله لم يلد ولم يولد
                  14- إذا كان الإمام علي هو من تكلم على لسان عيسى في المهد فهل هو من قال: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً}؟؟
                  15- علي علي ونوح نوح وإبراهيم إبراهيم وصاحب الناقة صاحب الناقة
                  ....
                  هذه يجب أن تسمى خطبة الكفريات ولو لم توجد فيها غير هذه الجملة:

                  التي تدل على التفويض الشركي لكفى لرميها في أقرب مزبلة.[/QUOTE]


                  ومن انت حتى ترمي بكلام اهل البيت في اقرب مزبلة؟
                  ولكن لا عتب فقد فعلها كبيركم من قبل

                  تعليق


                  • #54
                    المشاركة الأصلية بواسطة أمجد علي
                    أولاً أنا لم أتطرق لمعجزة النبي عيسى عليه السلام !
                    ثانياً النبي عيسى لم يخلق شيئاً الله هو الخالق وعيسى لم يفعل سوى النفخ في الطين.
                    ثالثاً المعاجز تكون تاييداً للدعوة ولا تكون إلا لضرورة أو مصلحة وهي قدرة محدودة وليست مطلقة وكما أنها تجوز على الأنبياء (ع) فتجوز على الأئمة (ع) كذلك لكن لم يثبت ان الله أجرى المعاجز على أيدي الأئمة لتأييد دعوتهم كما ثبت للأنبياء (ع).

                    نعم معجزة عيسى مخصصة له ومعجزة موسى وهي العصا مخصصة له ومعجزة محمد اللهم صل على محمد وآل محمد وهي القرآن مخصصة له وهكذا..
                    ولا علاقة لسيادة الرسول بهذا الأمر وهو مجرد قياس باطل فليس من الضروري لأفضل الرسل أن يملك معاجز بقية الأنبياء والرسل.

                    حديث الإمام الكاظم (عليه السلام) في معجزات النبي (صلى الله عليه وآله)
                    روى أبو العباس الحميري في قرب الإسناد/317 ، بسند صحيح عن الإمام الرضا عن أبيه الكاظم (صلى الله عليه وآله) قالكنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم وأنا طفل خماسي إذ دخل عليه نفر من اليهود فقالوا: أنت ابن محمد نبي هذه الأمة والحجة على أهل الأرض؟
                    قال لهم: نعم . قالوا: إنا نجد في التوراة أن الله تبارك وتعالى آتى إبراهيم (عليه السلام) وولده الكتاب والحكم والنبوة ، وجعل لهم الملك والإمامة ، وهكذا وجدنا ذرية الأنبياء لاتتعداهم النبوة والخلافة والوصية ، فما بالكم قد تعداكم ذلك وثبت في غيركم ونلقاكم مستضعفين مقهورين لا ترقب فيكم ذمة نبيكم ؟!
                    فدمعت عينا أبي عبدالله ثم قال: نعم لم تزل أمناء الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حق ، والظلمة غالبة ، وقليل من عباد الله الشكور.
                    قالوا: فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم ، وأوتوا العلم تلقيناً ، وكذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم ، فهل أوتيتم ذلك ؟
                    فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : أدن يا موسى فدنوت فمسح يده على صدري ثم قال: اللهم أيده بنصرك بحق محمد وآله ، ثم قال: سلوه عما بدا لكم.
                    قالوا: وكيف نسأل طفلاً لا يفقه ؟ قلت: سلوني تفقهاً ودعوا العنت !
                    قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران.
                    قلت: العصا ، وإخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ورفع الطور ، والمن والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر.
                    قالوا: صدقت ، فما أعطي نبيكم من الآيات اللاتي نفت الشك عن قلوب من أرسل إليه. قلت: آيات كثيرة ، أعدها إن شاء الله ، فاسمعوا وعوا وافقهوا:
                    1. أما أول ذلك: أنتم تقرون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه ، فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم ، وبطلان الكهنة والسحرة.
                    2. ومن ذلك: كلام الذئب يخبر بنبوته ، واجتماع العدو والولي على صدق لهجته وصدق أمانته ، وعدم جهله أيام طفوليته وحين أيفع وفتى وكهلا. لا يعرف له شكل ولا يوازيه مثل .
                    3. ومن ذلك: أن سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه وفد قريش ، فيهم عبد المطلب ، فسألهم عنه ووصف لهم صفته ، فأقروا جميعاً بأن هذا الصفة في محمد (صلى الله عليه وآله) ، فقال: هذا أوان مبعثه ، ومستقره أرض يثرب وموته بها.
                    4. ومن ذلك: أن أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه فقال عبد المطلب: إن لهذا البيت رباً يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا ، وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيراً أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها .
                    5. ومن ذلك: أن أبا جهل عمرو بن هشام المخزومي ، أتاه وهو نائم خلف جدار ومعه حجر يريد أن يرميه به ، فالتصق بكفه .
                    6. ومن ذلك: ان أعرابياً باع ذوداً له من أبي جهل فمطله بحقه ، فأتى قريشاً وقال: أعدوني على أبي الحكم فقد لوى حقي ، فأشاروا إلى محمد (صلى الله عليه وآله) وهو يصلي في الكعبة ، فقالوا: إئت هذا الرجل فاستعده عليه ، هم يهزؤون بالأعرابي ! فأتاه فقال له: يا عبد الله أعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقي. قال: نعم ، فانطلق معه فدق على أبي جهل بابه ، فخرج إليه متغيراً. فقال له: ما حاجتك ؟ قال: أعط الأعرابي حقه. قال: نعم. وجاء الأعرابي إلى قريش فقال: جزاكم الله خيراً ، انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه فأخذ حقي !
                    فجاء أبو جهل فقالوا: أعطيت الأعرابي حقه ؟ قال: نعم. قالوا: إنما أردنا أن نغريك بمحمد ونهزأ بالأعرابي ! قال: يا هؤلاء دق بابي فخرجت إليه فقال: أعط الأعرابي حقه ، وفوقه مثل الفحل فاتحاً فاه كأنه يريدني ، فقال: أعطه حقه ، فلو قلت: لا ، لابتلع رأسي ، فأعطيته !
                    7. ومن ذلك: أن قريشاً أرسلت النضر بن الحارث وعلقمة بن أبي معيط بيثرب إلى اليهود ، وقالوا لهما: إذا قدمتما عليهم فسائلوهم عنه ، وهما قد سألوهم عنه فقالوا: صفوا لنا صفته ، فوصفوه. وقالوا: من تبعه منكم؟ قالوا: سفلتنا. فصاح حبر منهم فقال: هذا النبي الذي نجد نعته في التوراة، ونجد قومه أشد الناس عداوة له.
                    8.. ومن ذلك: أن قريشاً أرسلت سراقة بن جعشم حتى خرج إلى المدينة في طلبه ، فلحق به فقال صاحبه: هذا سراقة يا نبي الله ، فقال: اللهم اكفنيه ، فساخت قوائم ظهره فناداه: يا محمد خل عني بموثق أعطيكه أن لا أناصح غيرك ، وكل من عاداك لا أصالح. فقال النبي (عليه السلام) : اللهم إن كان صادق المقال فأطلق فرسه. فانطلق فوفى وما انثنى بعد ذلك.
                    9. ومن ذلك: أن عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أتيا النبي (صلى الله عليه وآله) ، فقال عامر لأربد: إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك فاعله بالسيف ، فلما دخلا عليه قال عامر: يا محمد خالَّني (أي أخلني بك - الطبري: 2/389) قال: لا ، حتى تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله. وهو ينظر إلى أربد وأربد لا يحير شيئاً. فلما طال ذلك نهض وخرج وقال لأربد: ما كان أحد على وجه الأرض أخوف على نفسي فتكاً منك ، ولعمري لا أخافك بعد اليوم ، فقال له أربد: لا تعجل ، فإني ما هممت بما أمرتني به إلا ودخلت الرجال بيني وبينك حتى ما أبصر غيرك ، فأضربك ؟!
                    10. ومن ذلك: أن أربد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا على أن يسألاه عن الغيوب فدخلا عليه ، فأقبل النبي (صلى الله عليه وآله) على أربد فقال: يا أربد ، أتذكر ما جئت له يوم كذا ومعك عامر بن الطفيل؟ فأخبره بما كان فيهما ، فقال أربد: والله ما حضرني وعامراً أحد ، وما أخبرك بهذا إلا ملك من السماء ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله. (وإربد هذا أخ لبيد الشاعر ).
                    11. ومن ذلك: أن نفرا من اليهود أتوه ، فقالوا لأبي الحسن جدي: إستأذن لنا على ابن عمك نسأله ، فدخل علي (عليه السلام) فأعلمه ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : وما يريدون مني؟ فإني عبد من عبيد الله ، لا أعلم إلا ما علمني ربي ، ثم قال: إئذن لهم ، فدخلوا عليه فقال: أتسألوني عما جئتم له أم أنبئكم ؟ قالوا: نبئنا ، قال: جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، قالوا: نعم ، قال: كان غلاماً من أهل الروم ثم ملك ، وأتى مطلع الشمس ومغربها ، ثم بني السد فيها. قالوا: نشهد أن هذا كذا.
                    12. ومن ذلك: أن وابصة بن معبد الأسدي أتاه فقال: لا أدعُ من البر والإثم شيئاً إلا سألته عنه ، فلما أتاه قال له بعض أصحابه: إليك يا وابصة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : أدنهْ يا وابصة ، فدنوت. فقال: أتسأل عما جئت له أو أخبرك ؟ قال: أخبرني. قال: جئت تسأل عن البر والإثم. قال: نعم. فضرب بيده على صدره ثم قال: يا وابصة ، البر ما أطمأن به الصدر ، والإثم ما تردد في الصدر وجال في القلب ، وإن أفتاك الناس وأفتوك.
                    13. ومن ذلك: أنه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه ، فلما أدركوا حاجتهم عنده قال: إئتوني بتمر أهلكم مما معكم ، فأتاه كل رجل منهم بنوع منه ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : هذا يسمى كذا وهذا يسمى كذا ، فقالوا: أنت أعلم بتمر أرضنا، فوصف لهم أرضهم فقالوا: أدخلتها؟ قال: لا، ولكن فسح لي فنظرت إليها. فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله ، هذا خالي وبه خبل ، فأخذ بردائه ثم قال: أخرج عدو الله ثلاثاً ثم أرسله ، فبرأ. وأتوه بشاة هرمة ، فأخذ أحد أذنيها بين أصابعه فصار ميسماً ، ثم قال: خذوها فإن هذا السمة في آذان ما تلد إلى يوم القيامة ! فهي تتوالد وتلك في آذانها معروفة غير مجهولة.
                    14. ومن ذلك: أنه كان في سفر ، فمر على بعير قد أعيا ، وقام منزلاً على أصحابه فدعا بماء فتمضمض منه في إناء وتوضأ وقال: إفتح فاه فصب في فيه. فمر ذلك الماء على رأسه وحاركه ، ثم قال: اللهم أحمل خلاداً وعامراً ورفيقيهما وهما صاحبا الجمل ، فركبوه وإنه ليهتز بهم أمام الخيل.
                    15. ومن ذلك: أن ناقة لبعض أصحابه ضلت في سفر كانت فيه ، فقال صاحبها: لو كان نبياً لعلم أمر الناقة ، فبلغ ذلك النبي (عليه السلام) فقال: الغيب لا يعلمه إلا الله ، إنطلق يا فلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا ، قد تعلق زمامها بشجرة ، فوجدها كما قال .
                    16. ومن ذلك: أنه مر على بعير ساقط فتبصبص له ، فقال: إنه ليشكو شر ولاية أهله له ، يسأله أن يخرج عنهم ، فسأل عن صاحبه فأتاه فقال: بعه وأخرجه عنك ، فأناخ البعير يرغو ثم نهض وتبع النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يسألني أن أتولى أمره. فباعه من علي (عليه السلام) ، فلم يزل عنده إلى أيام صفين .
                    17. ومن ذلك: أنه كان في مسجده ، إذ أقبل جمل نادٌّ ، حتى وضع رأسه في حجره ثم خرخر ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة على ابنه فجاء يستغيث. فقال رجل: يا رسول الله ، هذا لفلان وقد أراد به ذلك. فأرسل إليه وسأله أن لا ينحره ، ففعل .
                    18. ومن ذلك: أنه دعا على مضر فقال: اللهم أشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم كسنين يوسف ، فأصابهم سنون ، فأتاه رجل فقال: فوالله ما أتيتك حتى لا يخطر لنا فحل ولا يتردد منا رائح. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اللهم دعوتك فأجبتني وسألتك فأعطيتني ، اللهم فاسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً سريعاً طبقاً سجالاً ، عاجلاً غير ذائب نافعاً غير ضار. فما قام متى ملأ كل شئ ودام عليهم جمعة ، فأتوه فقالوا: يا رسول الله انقطعت سبلنا وأسواقنا ، فقال النبي (عليه السلام) : حوالينا ولا علينا. فانجابت السحابة عن المدينة ، وصار فيما حولها وأمطروا شهراً .
                    19. ومن ذلك: أنه توجه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش ، فلما كان بحيال بحيراء الراهب نزلوا بفناء ديره ، وكان عالماً بالكتب ، وقد كان قرأ في التوراة مرور النبي (صلى الله عليه وآله) به وعرف أوان ذلك ، فأمر فدعى إلى طعامه ، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها ، فقال: هل بقي في رحالكم أحد ؟ فقالوا: غلام يتيم. فقام بحيراء الراهب فاطلع فإذا هو برسول الله (صلى الله عليه وآله) نائم وقد أظلته سحابة ، فقال للقوم: أدعوا هذا اليتيم ، ففعلوا وبحيراء مشرف عليه وهو يسير ، والسحابة قد أظلته ، فأخبر القوم بشأنه وأنه سيبعث فيهم رسولاً ، ويكون من حاله وأمره ، فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلونه ، فلما قدموا أخبروا قريشاً بذلك ، وكان عند خديجة بنت خويلد فرغبت في تزويجه وهي سيدة نساء قريش ، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد أبتهم ، فزوجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء .
                    20. ومن ذلك: أنه كان بمكة أيام ألَّبَ عليه قومه وعشائره ، فأمر علياً أن يأمر خديجة أن تتخذ له طعاماً ففعلت ، ثم أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطلب ، فدعا أربعين رجلاً ، فقال: هات لهم طعاماً يا علي ، فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة والأربعة فقدمه إليهم ، وقال: كلوا وسموا ، فسمى ولم يسم القوم فأكلوا وصدروا شبعى. فقال أبو لهب: جاد ما سحركم محمد يطعم من طعام ثلاث رجال أربعين رجلاً هذا والله هو السحر الذي لا بعده ! فقال علي (عليه السلام) : ثم أمرني بعد أيام فاتخذت له مثله ودعوتهم بأعيانهم ، فطعموا وصدروا .
                    21. ومن ذلك: أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم وذرة بدرهم ، فأتيت به فاطمة(عليها السلام) حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو دعوت أبي فأتيته وهو مضطجع وهو يقول: أعوذ بالله من الجوع ضجيعاً. فقلت له: يا رسول الله إن عندنا طعاماً ، فقام واتكأ علي ومضينا نحو فاطمة(عليها السلام) ، فلما دخلنا قال: هلم طعامك يا فاطمة فقدمت إليه البرمة والقرص ، فغطى القرص وقال: اللهم بارك لنا في طعامنا. ثم قال: أغرفي لعائشة فغرفت ، ثم قال: أغرفي لأم سلمة فغرفت ، فما زالت تغرف حتى وجهت إلى نسائه التسع قرصة قرصة ومرقاً.ثم قال: أغرفي لأبيك وبعلك ثم قال: أغرفي وكلي واهدي لجاراتك ، ففعلت ، وبقي عندهم أياماً يأكلون .
                    22. ومن ذلك: أن امرأة عبد الله بن مسلَّم أتته بشاة مسمومة ، ومع النبي (صلى الله عليه وآله) بشر بن البراء بن عازب ، فتناول النبي (صلى الله عليه وآله) الذراع وتناول بشر الكراع ، فأما النبي (عليه السلام) فلاكها ولفظها وقال: إنها لتخبرني أنها مسمومة. وأما بشر فلاك المضغة وابتلعها فمات ، فأرسل إليها فأقرت ، وقال: ما حملك على ما فعلت ؟ قالت: قتلت زوجي وأشراف قومي ، فقلت: إن كان ملكاً قتلته وإن كان نبياً فسيطلعه الله تبارك وتعالى على ذلك .
                    23. ومن ذلك: أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: رأيت الناس يوم الخندق يحفرون وهم خماص ، ورأيت النبي (عليه السلام) يحفر وبطنه خميص ، فأتيت أهلي فأخبرتها فقالت: ما عندنا إلا هذه الشاة ومحرز من ذرة. قال: فاخبزي ، وذبح الشاة وطبخوا شقها وشووا الباقي ، حتى إذا أدرك أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله اتخذت طعاماً فائتني أنت ومن أحببت ، فشبك أصابعه في يده ثم نادى: ألا إن جابراً يدعوكم إلى طعامه. فأتى أهله مذعوراً خجلاً فقال لها: هي الفضيحة قد حفل بهم أجمعين. فقالت: أنت دعوتهم أم هو؟ قال: هو. قالت: فهو أعلم بهم. فلما رآنا أمر بالأنطاع فبُسطت على الشوارع ، وأمره أن يجمع التواري يعني قصاعاً كانت من خشب ، والجفان ، ثم قال: ما عندكم من الطعام ؟ فأعلمته ، فقال: غطوا السدانة والبرمة والتنور ، واغرفوا ، وأخرجوا الخبز واللحم وغطوا ! فما زالوا يغرفون وينقلون ولا يرونه ينقص شيئاً حتى شبع القوم ، وهم ثلاثة آلاف ! ثم أكل جابر وأهله ، وأهدوا وبقي عندهم أياماً .
                    24. ومن ذلك: أن سعد بن عبادة الأنصاري أتاه عشية وهو صائم ، فدعاه إلى طعامه ودعا معه علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فلما أكلوا قال النبي (صلى الله عليه وآله) : نبي ووصي ، يا سعد أكل طعامك الأبرار ، وأفطر عندك الصائمون ، وصلت عليكم الملائكة. فحمله سعد على حمار قطوف وألقى عليه قطيفة ، فرجع الحمار وإنه لهملاج ما يساير .
                    25. ومن ذلك: أنه أقبل من الحديبية وفي الطريق ماء يخرج من وشل بقدر ما يروي الراكب والراكبين ، فقال: من سبقنا إلى الماء فلا يستقين منه. فلما انتهى إليه دعا بقدح فتمضمض فيه ثم صبه في الماء ففاض الماء ، فشربوا وملؤوا أدواتهم ومياضيهم وتوضؤوا. فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : لئن بقيتم ، أو بقي منكم ، ليتسعن بهذا الوادي بسقي ما بين يديه من كثرة مائه ، فوجدوا ذلك كما قال (صلى الله عليه وآله) .
                    26. ومن ذلك: إخباره عن الغيوب وما كان وما يكون ، فوجد ذلك موافقاً لما يقول. ومن ذلك أنه أخبر صبيحة الليلة التي أسري به بما رأى في سفره ، فأنكر ذلك بعض وصدقه بعض ، فأخبرهم بما رأى من المارة والممتارة ، وهيآتهم ومنازلهم وما معهم من الأمتعة ، وأنه رأى عيراً أمامها بعير أوْرَق ، وأنه يطلع يوم كذا من العقبة مع طلوع الشمس ! فغدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقته لهم ، فلما كانوا هناك طلعت الشمس فقال بعضهم: كذب الساحر ، وأبصر آخرون بالعير قد أقبلت يقدمها الأورق ، فقالوا: صدق ، هذه نِعَمٌ قد أقبلت !
                    27. ومن ذلك: أنه أقبل من تبوك فجهدوا عطشاً ، وبادر الناس إليه يقولون: الماء الماء يا رسول الله. فقال لأبي هريرة: هل معك من الماء شئ ؟ قال: كقدر قدح في ميضاتي ، قال: هلم ميضاتك فصب ما فيه في قدح ودعا وأوعاه ، وقال: ناد: من أراد الماء ! فأقبلوا يقولون: الماء يا رسول الله. فما زال يسكب وأبو هريرة يسقي حتى روي القوم أجمعون ، وملؤوا ما معهم ، ثم قال لأبي هريرة: إشرب ، فقال: بل آخركم شرباً ، فشرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
                    28. ومن ذلك: أن أخت عبد الله بن رواحة الأنصاري مرَّت به أيام حفرهم الخندق فقال لها: إلى أين تريدين ؟ قالت: إلى عبد الله بهذه التمرات ، فقال: هاتيهن ، فنثرت في كفه ، ثم دعا بالأنطاع وفرقها عليها وغطاها بالأزر ، وقام وصلى ، ففاض التمر على الأنطاع ثم نادى: هلموا وكلوا. فأكلوا وشبعوا ، وحملوا معهم ، ودفع ما بقي إليها !
                    29. ومن ذلك: أنه كان في سفر فأجهدوا جوعاً فقال: من كان معه زاد فليأتنا به. فأتاه نفر منهم بمقدار صاع ، فدعا بالأزر والأنطاع ، ثم صفف التمر عليها ، ودعا ربه فأكثر الله ذلك التمر حتى كان أزوادهم إلى المدينة !
                    30. ومن ذلك: أنه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قوم فقالوا: يا رسول الله ، إن لنا بئراً إذا كان القيظ اجتمعنا عليها ، وإذا كان الشتاء تفرقنا على مياه حولنا ، وقد صار من حولنا عدواً لنا فادع الله في بئرنا ، فتفل (صلى الله عليه وآله) في بئرهم ففاضت المياه المغيبة فكانوا لا يقدرون أن ينظروا إلى قعرها بعدُ ، من كثرة مائها. فبلغ ذلك مسيلمة الكذاب فحاول ذلك في قليب قليل ماؤه ، فتفل الأنكد في القليب ، فغار ماؤه وصار كالجبوب !
                    31. ومن ذلك: أن سراقة بن جعشم حين وجهه قريش في طلبه ، ناوله نبلاً من كنانته وقال له: ستمر برعاتي فإذا وصلت إليهم فهذا علامتي ، أطعم عندهم واشرب ، فلما انتهى إليهم أتوه بعنز حائل ، فمسح (صلى الله عليه وآله) ضرعها فصارت حاملاً ودرت ، حتى ملؤوا الإناء وارتووا ارتواءً !
                    32. ومن ذلك: أنه نزل بأم شريك فأتته بعكة فيها سمن يسير ، فأكل هو وأصحابه ثم دعا لها بالبركة ، فلم تزل العكة تصب سمناً أيام حياتها !
                    33. ومن ذلك: أن أم جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة (تبَّت) ومع النبي أبو بكر بن أبي قحافة ، فقال: يا رسول الله ، هذه أم جميل محفظة أي مغضبة تريدك ، ومعها حجر تريد أن ترميك به. فقال: إنها لا تراني. فقالت لأبي بكر: أين صاحبك؟ قال: حيث شاء الله. قالت: لقد جئته ولو أراه لرميته فإنه هجاني واللات والعزى إني لشاعرة ! فقال أبو بكر: يا رسول الله لم تَرَك ؟ قال: لا ، ضرب الله بيني وبينها حجاباً .
                    34. ومن ذلك: كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الخلال التي إن ذكرناها لطالت .
                    فقالت اليهود: وكيف لنا أن نعلم أن هذا كما وصفت؟
                    فقال لهم موسى (عليه السلام) : وكيف لنا أن نعلم أن ما تذكرون من آيات موسى على ماتصفون ؟ قالوا: علمنا ذلك بنقل البررة الصادقين. قال لهم: فاعلموا صدق ما أنبأتكم به ، بخبر طفل لقنه الله من غير تلقين ولا معرفة عن الناقلين .
                    فقالوا: نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأنكم الأئمة القادة والحجج من عند الله على خلقه. فوثب أبو عبد الله (عليه السلام) فقبل بين عيني ثم قال: أنت القائم من بعدي ، فلهذا قالت الواقفة ، إنه حي وإنه القائم. ثم كساهم أبو عبد الله (عليه السلام) ووهب لهم وانصرفوا مسلمين)) .

                    تعليق


                    • #55
                      معجزات الرسول صلى الله عليه واله وسلم
                      معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم


                      [LIST][*]القرآن الكريم [/LIST]
                      لأنه كلام الله تعالى أوحاه إليه فدل ذلك على نبوته و صدقة في رسالته لأن القرآن معجز بحروفه وكلماته وتراكيبه و معانيه وأخبار الغيوب التي وردت فيه فكانت كما أخبر كما هو معجز بالأحكام الشرعية و القضايا العقلية التي لا قبل للبشر بمثلها مع التحدي القائم إلى اليوم بأن يأتي الإنس والجن متعاونين مثله قال تعالى: ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) من سورة الإسراء و تحدى العرب أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان على أن يأتوا بعشر سور مثله فما استطاعوا قال تعالى: ( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) و تحداهم بسورة واحدة من مثله فقال: ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله و ادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) نفي لقدرتهم على الإتيان بسورة مثل القرآن في مستقبل الأيام و قد مضى حتى الآن 1421 سنة و لم يستطع الكافرون أن يأتوا بسورة من مثله.
                      [LIST][*]
                      انشقاق القمر
                      [/LIST]
                      روى أحمد والبخاري و مسلم في صحيحهما أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقين ، قال مطعم: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين فرقة على هذا الجبل و فرقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمد، وأنزل الله تعالى مصداق ذلك : ( اقتربت الساعة وانشقت القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر)
                      [LIST][*]
                      نزول المطر بدعائه
                      [/LIST]
                      لقد أمحلت البلاد و أصابها قحط شديد فدخل رجل المسجد و رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فاستقبل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله هلكت الأموال و انقطعت السبل فادع الله لنا يغيثنا، فرفع الرسول صلى الله عليه وسلم يديه فقال: ( اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا ) قال أنس: والله ما في السماء من سحاب ولا قرعة و لا شيء وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت والله ما رأينا الشمس ستا ثم دخل الرجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله الرجل وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هلكت الأموال وانقطعت السبل ادع الله يمسكها فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: ( اللهم حوالبنا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال ومنابت الشجر ) قال أنس : فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس.
                      فهذه المعجزة هي نزول المطر بدعائه صلى الله عليه وسلم قد كررت مرات عديدة وهي معجزة سماوية كانشقاق القمر لا دخل لغير الله فيها وهي آية نبوته صلى الله عليه وسلم.
                      [LIST][*]
                      نبوع الماء بين أصابعه صلى الله عليه وسلم
                      [/LIST]
                      ومن معجزات الحبيب صلى الله عليه وسلم الدالة على نبوته وصدق رسالته نبوع الماء من بين أصابعه الشريفة فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضأوا منه فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ الناس حتى توضأوا من عند آخرهم قال قتاده قلت لأنس : كم كنتم؟ قال: زهاء ثلاثمائة رجل.
                      فهذه معجزة ظاهرة إذ ليس في طوق البشر أن يأتوا بمثلها إذ لم تجر سنة الله في الكون أن الماء ينبع من بين أصابع الإنسان مهما كان إلا أن تكون آية تدل على صدق نبوة من ادعاها فقد كانت هذه آية على نبوته صلى الله عليه وسلم.
                      [LIST][*]
                      فيضان ماء بئر الحديبية
                      [/LIST]
                      ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه لما كان بالحديبية هو و أصحابه سنة ست من الهجرة وكان الحديبية بئر ماء فنزحها أصحابه بالسقي منها حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء وكانوا ألفاً وأربعمائة رجل ، وخافوا العطش فشكوا ذلك إليه صلى الله عليه وسلم فجاء فجلس على حافة البئر فدعا بماء فجيء به إليه فتمضمض منه ، ومجّ ما تمضمض به في البئر فما هي إلا لحظات ، وإذا البئر فيها الماء فأخذوا يسقون فسقوا وملأوا أوانيهم وأدوات حمل الماء عندهم وهم كما تقدم ألف وأربعمائة رجل وهم أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم وأنزل فيهم قوله تعالى في سورة الفتح: ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثبتهم فتحاً قريباً).
                      ففيضان الماء من بئر جافة لا ماء بها حتى سقي منها أهل معسكر بكامله لم يكن إلا آية نبوية صادقة تنطق قائلة: أن صدقوا محمداً فيما جاءكم به ودعاكم إليه فإنه رسول الله إليكم حقاًّ وصدقاً.
                      [LIST][*]
                      قدح لبن روى فئاماً من الناس ببركته صلى الله عليه وسلم
                      [/LIST]
                      روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه القصة التالية: قال: والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذين يخرجون منه فمرّ أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمرّ عمر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهي ، وما في نفسي فقال: " أبا هريرة" قلت له : لبيك يا رسول الله فقال: " الحق" واستأذنت فأذن لي فوجدت لبنًا في قدح ، قال: " من أين لكم هذا اللبن؟" فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان قال: " أبا هرّ" ، قلت: لبيك يا رسول الله ، قال: " انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي" قال- أي أبو هريرة – وأهل الصفة أضياف الإسلام لم يأووا إلى أهل ، ولا مال ؛ إذا جاءت رسول الله هدية أصاب منها وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ، ولم يصب منها ، قال أبو هريرة وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوّى بها بقية يومي وليلتي ، وقلت: أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم ، وقلت: ما يبقى لي من هذا اللبن؟ ولم يكن من طاعة الله ورسوله بدّ فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال: " يا أبا هريرة خذ فأعطهم" فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى ، ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة ، ثم رفع رأسه ونظر إلي وابتسم ، وقال:" أبا هريرة" فقلت: لبيك رسول الله ، قال: " بقيت أنا وأنت" فقلت: صدقت يا رسول الله قال:" فاقعد فاشرب" قال: فقعدت فشربت ، ثم قال لي:" اشرب" فشربت فما زال يقول لي: اشرب فأشرب حتى قلت: لا ، والذي بعثك بالحق ما أجد له فيّ مسلكًا ، قال:" ناولني القدح" فرددته إليه فشرب من الفضلة.
                      وهكذا تتجلى هذه المعجزة وهي آية النبوة المحمدية ؛ إذ قدح لبن لا يروي ولا يشبع جماعة من الناس كلهم جياع بحال من الأحوال ، فكيف أرواهم وأشبعهم؟ إنها المعجزة النبوية! وآية أخرى للكمال المحمدي أن يكون صلى الله عليه وسلم هو آخر من يشرب من ذلك القدح الذي شرب جماعة من الناس.
                      [LIST][*]
                      امتلاء عكة سمن بعد فراغها
                      [/LIST]
                      روى الحافظ أبو يعلى عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كانت لأمي أم سليم شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم بعثت بها ربيبة فقالت: يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها فانطلقت بها ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم سليم قال: أفرغوا لها عكتها فأفرغت العكة و دفعت إليها قالت: فانطلقت بها و جئت و أم سليم ليست في البيت فعلقت العكة على وتد فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر فقالت: يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت : بلى قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت و معها ربيبة فقالت يا رسول الله إني بعثت معها إليك بعكة فيها سمن قال: قد فعلت قد جاءت قالت: والذي بعثك بالحق و دين الحق إنها لممتلئة تقطر سمناً. قال أنس: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سليم أتعجبين إن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه كلي و أطعمي. فجئت إلى البيت فقسمت في قعب لنا و كذا و كذا و تركت فيها ما ائتدمنا به شهرا أو شهرين.
                      فهذه إحدى المعجزات المحمدية إذ ليس مما جرت به سنة الله في الخلق أن يمتلئ الإناء بعد إفراغه
                      [LIST][*]
                      الطعام القليل يشبع العدد الكثير
                      [/LIST]
                      روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله: قال أ[و طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم فأخرجت أقراصاً من شعير ثم أخرجت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد و معه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسلك أبو طلحة.؟ فقلت : نعم قال: بطعام؟ قلت: نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا. فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم يا أم سليم ما عندك. فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة فآدمته ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ء أن يقول ثم قال: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: ائذن لعشرة فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً.
                      أليست هذه من أعظم المعجزات؟ بل و ربي إنها لمن أعظم المعجزات إن أقراصا عدة حملها غلام تحت ابطه يطعم منها ثمانون رجلا ويشبع كل واحد منهم شبعا لا مزيد عليه ان لم تكن هذه معجزة فما هي المعجزات يا ترى؟

                      [LIST][*]توفية دين جابر الذي استغرق كل ماله [/LIST]
                      روى البخاري رحمه الله تعالى في دلائل النبوة المحمدية قصة جابر:
                      فقال: حدثنا أبو نعيم وساق السند إلى جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه فقال: إن أبي توفى و عليه دين فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبي ترك دينا وليس عندي الا ما يخرج نخلة ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه فانطلق معي لكيلا يفحش علي الغرماء فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر ثم جلس عليه قال: انزعوه فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم. وهكذا بعد أن كان الدين قد استغرق كل التمر ولسنين عدة أيضا وفي التمر الموجود كل الديون وبقي التمر في البيادر مثل ما سددت به الديون الكثيرة وذلك ببركة وجود الرسول الله صلى الله عليه وسلم بين البيادر ودعائه بالبركة فيها فباركها الله عزو جل فوفت الديون وزادت فكانت هذه آية النبوة و معجزة ظاهرة .
                      [LIST][*]
                      انقياد الشجر له صلى الله عليه وسلم
                      [/LIST]
                      روى مسلم بسنده عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فأتبعته بإداوة فيها ماء، فنظر فلم ير شيئا يستتر به و إذ شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق إلى أحدهما فأخذ ببعض من أغصانها وقال: انقادي علي بإذن الله. فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما أي جمعهما، وقال: التئما علي بإذن الله . فالتأمتا قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس بقربي منه فيبعد فجلست أحدث نفسي فحانت مني إلتفاتة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا وقامت كل واحدة منهما على ساق .
                      فهذه إحدى المعجزات الخارقة للعادة التي لا تكون إلا لنبي من الأنبياء
                      [LIST][*]
                      تكثير الطعام
                      [/LIST]
                      إن معجزة تكثير الطعام والشراب قد تكررت فبلغت عشرات المرات وفي ظروف مختلفة و مناسبات عديدة فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها " وهي غزوة تبوك " فأرمل فيها المسلمون و احتاجوا إلى الطعام فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر إبلهم تحملهم و تبلغهم علوهم ينحرونها؟ ادع يا رسول الله بغبرات الزاد فادع الله فيها بالبركة، قال: "أجل" ، فدعا بغبرات الزاد فجاء الناس بما بقي معهم فجمعت ثم دعا الله فيها بالبركة و دعاهم بأوعيتهم فملأوها و فضل كثير. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أني عبدالله ورسوله ومن لقي الله عزوجل بها غير شاك دخل الجنة.
                      فهذه معجزة ظاهرة في تكثير الطعام القليل حتى أصبح كثيرا.

                      تعليق


                      • #56
                        مِن معاجز الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام

                        الولاية التكوينيّة:
                        • عن الأعمش، عن أبي بُرَيدة، عن محمّد بن حجارة قال:
                        رأيتُ الحسنَ بن عليّ ( عليهما السّلام ) وقد مرّت به صريمةٌ من الظِّباء، فصاح بهنّ فأجابَتْه كلُّها بالتلبية.. حتّى أتتْ بين يديه (1).
                        • قال عمارة بن زيد: سمعت إبراهيم بن سعد يقول: سمعتُ محمّد بن إسحاق يقول: كان الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) طفلَين يلعبان، فرأيتُ الحسنَ وقد صاح بنخلةٍ فأجابتْه بالتلبية.. وَسَعتْ إليه كما يسعى الولدُ إلى والده (2).
                        • عن قدامة بن رافع، عن أبي الأحوص مولى أُمّ سلمة قال: إنّي مع الحسن ( عليه السّلام ) بعرفات ومعه قضيب، وهناك أُجراء يحرثون.. فكلّما هَمّوا بالماء ( أو: حين عَلِم همَّهم ) يضرب بقضيبه إلى الصخر فينبع لهم الماء، واستخرج لهم طعاماً (3).
                        • عن محمّد بن إبراهيم قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عبيدالله بن العبّاس بن الإمام عليّ عليه السّلام قال: حدّثني جعفر بن زيد بن موسى، عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قالوا: جاءت أمُّ أسلم إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وهو في منزل أمّ سلمة، فسألَتْها عن رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالت:
                        خرج في بعض الحوائج والساعة يجيء. فانتظرَتْه عند أمّ سلمة حتّى جاء صلّى الله عليه وآله، فقالت أمّ أسلم: بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله، قد قرأتُ الكتب وعلمتُ كلَّ نبيٍّ ووصيّ، فموسى كان له وصيٌّ في حياته، ووصيٌّ بعد موته كذلك، فمَن وصيُّك يا رسولَ الله ؟
                        فقال لها: يا أمَّ أسلم، وصيّي في حياتي وبعد موتي واحد. ثم قال لها: يا أمَّ أسلم، مَن فعَلَ فِعْلي فهو وصيّي. ثمّ ضرب بيده إلى حَصاةٍ مِن الأرض ففركها بإصبعه فجعَلَها شبه الدقيق، ثمّ عجَنَها ثمّ طبعها بخاتمه ثمّ قال: مَن فعَلَ فِعْلي هذا فهو وصيّي في حياتي وبعد موتي.
                        قالت: فخرجتُ من عنده، فأتيتُ أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت له: بأبي أنت وأُمّي، أنت وصيُّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال: نعم يا أمَّ أسلم. ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ ففركها فجعلها كهيئة الدقيق، ثمّ عجنها وختمها بخاتمه ثمّ قال: يا أمَّ أسلم، مَن فعل فِعْلي هذا فهو وصيّي.
                        فأتيتُ الحسن عليه السّلام وهو غلام، فقلت له: يا سيّدي، أنت وصيّي أبيك ؟ فقال: نعم يا أمَّ أسلم. وضرب بيده وأخذ حصاةً، وفعل بها كفعلِها. فخرجتُ مِن عنده فأتيتُ الحسينَ عليه السّلام، وإنّي أستصغره لِسنّه، فقلت له: بأبي أنت وأُمّي، أنت وصيُّ أخيك ؟ فقال: نعم يا أمَّ أسلم، ائتيني بحصاة. ثمّ فعَلَ كفعلهم.
                        فعُمِّرتْ أمُّ أسلم حتّى لَحِقتْ بعليّ بن الحسين عليهما السّلام بعد قتل الحسين عليه السّلام في منصرفه، فسألته: أنت وصيُّ أبيك ؟ فقال: نعم. ثمّ فعل كفعلهم ( صلوات الله عليهم أجمعين ) (4).

                        كرامات باهرة:
                        • روى الشيخ محمّد بن عليّ العامليّ في كتاب ( تحفة الطالب ) نقلاً عن كتاب ( المصابيح ) من كتب العامّة، عن زين بن أرقم قال:
                        سبعُ حَصِيّاتٍ سبّحنَ في كفّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، فوضَعَها في يد الحسن ابن عليّ عليه السّلام فسَبّحنَ كما سبّحن في كفّه، ثمّ وضعها في كفّ الحسين عليه السّلام فسبّحن في كفّه. وكلُّ مَن حضر مِن الصحابة أخذ الحصيّات ولم يسبّحن في أيديهم، فسُئل عليه السّلام عن ذلك فقال: الحصى لا يسبّحن إلاّ في كفّ نبيّ، أو وصيِّ نبيّ (5).
                        • قال أبو جعفر الطبريّ محمّد بن جرير: حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد قال: حدّثنا سلمة بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن عليّ الجاشي قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي الخُدْريّ قال: رأيتُ الحسنَ بن عليٍّ ( عليه السّلام ) وهو طفل.. والطير تُظِلّه، ورأيتُه يدعو الطيرَ فتُجيبه! (6)
                        • عن أبي السعادات في ( الفضائل ) أنه أملى الشيخ أبو الفتوح في مدرسة الناجية، أنّ الحسن بن عليّ عليهما السّلام كان يحضر مجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو ابنُ سبع سنين، فيسمع الوحيَ فيَحفَظُه، فيأتي أُمَّه فيُلقي إليها ما حَفِظه.
                        فلمّا دخل عليٌّ عليه السّلام وجدَ عندها عِلْماً، فسألها عن ذلك فقالت: مِن ولدك الحسن. فتخفّى يوماً في الدار وقد دخل الحسن وكان سمع الوحي، فأراد أن يُلقيَه فأُرْتِج عليه.. فعَجِبت أمُّه من ذلك، فقال لها: لا تعجبي يا أماه؛ فإنّ كبيراً يسمعني، واستماعه قد أوقفني. فخرج عليٌّ عليه السّلام فقبّلَه.
                        وفي روايةٍ أخرى قال الحسن عليه السّلام: يا أُمّاه، قَلّ بياني، وكَلَّ لساني، لعلّ سيّداً يرعاني! (7)
                        • ادّعى رجلٌ على الحسن بن عليٍّ عليهما السّلام ألفَ دينار كذباً، ولم يكن عليه، فذهبا إلى شُرَيح ( القاضي )، فقال شريح للحسن: أتحلف ؟ قال: إن حلف خصمي أُعطيه، فقال شريح للرجل: قلْ: بالله الذي لا إله إلاّ هو عالِمُ الغيب والشهادة. فقال الحسن: لا أُريد مِثل هذا، قل: بالله أنّ لك علَيّ هذا، وخُذِ الألف. فقال الرجل ذلك وأخذ الدنانير، فلمّا قام خرّ إلى الأرض ومات! فسُئل الحسنُ عن ذلك فقال: خشيتُ أنّه لو تكلّم بالتوحيد يُغفَر له يمينُه ببركة التوحيد ويَحجِبُ عنه عقوبة يمينه (8).
                        • وعن محمّد بن إسحاق بالإسناد، في حديثٍ: أنّ أبا سفيان قال لفاطمة، والحسن يدرج وهو ابنُ أربعة عشر شهراً: يا بنتَ محمّد، قولي لهذا الطفل يكلّم لي بجدّه، فقال الحسن: يا أبا سفيان! قلْ: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله.. حتّى أكونَ لك شفيعاً. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: الحمدُ لله الذي جعَلَ في آل محمّدٍ نظيرَ يحيى بن زكريا وآتَيناهُ الحُكْمَ صَبِيّاً (9).

                        الإخبار بالمغيّبات:
                        • قال الطبريّ: حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد البلويّ قال: حدّثنا عمّار بن زيد المدنيّ، حدّثني إبراهيم بن سعيد ومحمّد بن مسعر كلاهما عن محمّد بن إسحاق صاحب ( المغازي )، عن عطاء بن يسار، عن عبدالله بن عبّاس قال: مرّت بالحسن بن عليّ ( عليه السّلام ) بقرة، فقال: هذه حُبلى بعِجْلةٍ أُنثى، لها غرّة في جبهتها ورأس ذَنَبِها أبيض. فانطلقنا مع القصّاب، فلمّا ذبحها وجدنا العجلة كما وصف على صورتها، فقلنا له: أوَ ليس الله عزّوجلّ يقول: « ويعلم ما في الأرحام » ؟ فكيف علمتَ هذا ؟! فقال: إنّا نعلم المكنون المخزون المكتوم الذي لم يطّلع عليه مَلَك مقرَّب ولا نبيّ مرسل غيرَ محمّدٍ وذريّته عليهم السّلام (10).
                        • روى أبو أُسامة زيد الشحّام عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام قال:
                        خرج الحسن بن عليّ عليهما السّلام إلى مكّة سنةً من السنين حاجّاً حافياً، فورمَتْ قدماه، فقال له بعضُ مَواليه: لو ركبتَ لَسَكن عنك بعضُ هذا الورم الذي برِجْلَيك. قال: كلاّ، ولكنْ إذا أتيتَ المنزل فإنّه لَيستقبلك أسْودُ معه دُهْن لِهذا الداء، فاشترِ منه ولا تُماكِسْه. فقال له مولاه: بأبي أنت وأمّي، ما قُدّامَنا منزل فيه أحدٌ يبيع هذا الدواء، فقال: بلى، إنّه أمامك دون المنزل.
                        فسار ميلاً فإذا هو بالأسود، فقال الحسن عليه السّلام لمولاه: دونَك الرجل، فخُذْ منه الدُّهن وأعطه الثمن، فقال الأسود للمولى: يا غلام، لمَن أردتَ هذا الدهن ؟ فقال: للحسن بن عليّ، فقال: انطلقْ بي إليه. فانطلق به فأدخله إليه، فقال له: بأبي أنت وأمّي، لم أعلم أنّك تحتاج إليه ولا أنّه دواء لك، ولستُ آخذُ له ثمناً، إنّما أنا مولاك، ولكنِ ادعُ اللهَ أن يرزقني ذَكَراً سَوِيّاً يُحبّكم أهلَ البيت؛ فإنّي خلّفتُ امرأتي وقد أخذها الطلق. قال: انطلقْ إلى منزلك؛ فإنّ الله تبارك وتعالى قد وهب لك ذَكَراً سويّاً، وهو لنا شيعة.
                        فرجع الأسود فورَه، فإذا أهلُه قد وضعت غلاماً سويّاً، فعاد إلى الحسن فأخبره بذلك، ودعا له وقال له خيراً. ومسح الحسن رجلَيه بذلك الدهن، فما برح مِن مجلسه حتّى سكن ما به ومشى على رِجلَيه.
                        ورُويَ أنّ ذلك المولود هو السيّد إسماعيل بن محمّد الحِمْيريّ شاعر أهل البيت عليهم السّلام (11).
                        • وروى ابن شهرآشوب بإسناده عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السّلام أنّه قال: كان الحسن بن عليّ جالساً فأتاه آتٍ فقال: يا ابن رسول الله، قد احترقتْ دارُك! قال: لا، ما احترقت. إذ أتاه آتٍ فقال: يا ابنَ رسول الله، وقد وقعت النار في دارٍ إلى جَنْب دارك حتّى ما شككنا أنّها ستُحرِق دارك، ثمّ إنّ الله صرفها عنها (12).
                        • عن المفضَّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عن جَدّه عليهم السّلام، أنّ الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام دخل يوماً إلى أخيه الحسن عليه السّلام، فلمّا نظر إليه بكى، فقال له: ما يُبكيك يا أبا عبدالله ؟ فقال: أبكي لما يُصنَع بك. فقال له الحسن عليه السّلام:
                        إنّ الذي يُؤتى إليّ سُمٌّ يُدَسّ إليَّ فأُقتل به، ولكنْ لا يوم كيومِك يا أبا عبدالله! يَزدلف إليك ثلاثون ألفَ رجلٍ يَدّعون أنّهم مِن أُمّة جَدِّنا محمّد صلّى الله عليه وآله، وينتحلون دِينَ الإسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك، وانتهاكِ حرمتك، وسَبْي ذراريك ونسائك، وأخذِ ثِقْلك، فعندها تحلّ ببني أُميّة اللعنة، وتمطرُ السماءُ رماداً ودماً، ويبكي عليك كلُّ شيء.. حتّى الوحوش في الفلوات، والحِيتانُ في البحار (13).
                        • عن الحسن بن علاء، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام: إنّ الحسن عليه السّلام قال لأهل بيته: أنا أموت بالسمّ كما مات رسول الله صلّى الله عليه وآله، قالوا: ومَن يفعل ذلك بك، قال: امراتي جعدة بنت الأشعث بن قيس ( وفي رواية: جاريتي أو امرأتي )، فإنّ معاوية يدسّ إليها ويأمرها بذلك، فقالوا: أخرِجْها مِن منزلك، وباعِدْها عن نفسك، قال: كيف أُخرجها ولم تفعل بعدُ شيئاً ؟! ولو أخرجتُها ما قتلني غيرها، وكان لها عذرٌ عند الناس. ( وفي رواية: هيهاتَ مِن إخراجها ومَنيّتي على يدها! ما لي منها مَحيص، ولو أخرجتُها ما يقتلني غيرها، كان قضاءً مقضيّاً وأمراً واجباً من الله ).
                        فما ذهبت الأيّام حتّى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً يُمنّيها أن يُعطيها مائةَ ألفِ درهم أيضاً وضياعاً، ويزوّجها من يزيد. وحمل شربة سمّ لتسقيها الحسنَ عليه السّلام.
                        ففي بعض الأيّام انصرف إلى منزل وهو صائم، وكان يوماً حارّاً، فأخرجتْ له وقت الإفطار شربةَ لبن وقد ألقَتْ فيها ذلك السمّ، فشربها، وقال: يا عدوّةَ الله! قتلتيني قَتَلكِ الله، واللهِ لا تُبصرين خيراً، ولقد غرّكِ وسخر بك، واللهُ يخزيكِ ويُخزيه!
                        فمكث عليه السّلام يومينِ ثمّ مضى، فغدر معاوية بها فلم يَفِ لها بما عاهد عليه (14).
                        • وروى الشيخ المفيد عن عبدالله بن إبراهيم، عن زياد المخارقيّ قال:
                        لمّا حضرتِ الحسنَ عليه السّلام الوفاةُ استدعى الحسين عليه السّلام وقال: يا أخي، إنّي مُفارقك ولاحقٌ بربّي عزّوجلّ، وقد سُقيتُ السمَّ ورَميتُ بكَبِدي في الطشت، وإنّي العارف بمَن سقاني السمّ ومِن أين دُهيت، وأنا أُخاصمه إلى الله عزّوجلّ... فإذا قضيتُ فغمّضني وغسّلْني وكفّنّي، واحملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ لأُجدّد به عهداً، ثمّ رُدّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنتِ أسد رضي الله عنها، فادفنّي هناك. وستعلم ـ يا ابن أمّ ـ أنّ القوم يظنّون أنّكم تريدون دفني عند رسول الله صلّى الله عليه وآله، فيجلبون في ذلك ويمنعونكم منه، وباللهِ أُقسم عليك أن تُهْريقَ في أمري مِحْجَمةَ دم.. ( وجرى كلُّ ذلك فيما بعد ) (15).

                        استجابة الدعوات:
                        • عن أبي البختريّ، عن جعفر الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام قال: اجتمع عند عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قومٌ فشَكَوا إليه قلّة المطر، وقالوا: يا أبا الحسن، ادعُ لنا بدعواتٍ في الاستسقاء. قال: فدعا عليٌّ الحسنَ والحسين عليهم السّلام، ثمّ قال للحسن عليه السّلام: ادعُ لنا بدعواتٍ في الاستسقاء. فقال الحسن عليه السّلام: اللّهمّ هيّجْ لنا السَّحاب بفتح الأبواب، بماء عُباب. وساقَ دعاءَ الاستسقاء.
                        ثمّ قال للحسين عليه السّلام: ادعُ. فقال الحسين عليه السّلام: اللّهمّ يا معطيَ الخيرات.. وساق دعاء الاستسقاء، فما فَرَغا من دعائهما حتّى صبّ الله تبارك وتعالى عليهم السماءَ صَبّاً! (16)
                        • عن إسماعيل بن مهران، عن عبدالله الكناسيّ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام قال: خرج الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام في بعض عُمَره ومعه رجلٌ مِن وُلْد الزبير كان يقول بإمامته. قال: فنزلوا في منهلٍ من تلك المناهل، قال: نزلوا تحت نخلٍ يابسٍ قد يبس من العطش.
                        قال: ففرش الحسن عليه السّلام تحت نخلة، والزبيريُّ بحذائه تحت نخلةٍ أخرى، قال: فقال الزبيريُّ ورفع رأسَه: لو كان في هذا النخل رُطبٌ لأكلنا منه! قال: فقال له الحسن عليه السّلام: وإنّك لَتشتهي الرُّطَب ؟ قال: نعم. فرفع الحسن عليه السّلام يدَه إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيريّ، فاخضرّت النخلة، ثمّ صارت إلى حالها فأورقَتْ وحملت رُطباً.
                        قال: فقال له الجمّالُ الذي اكتَرَوا منه: سحرٌ والله! قال: فقال له الحسن: وَيْلَك! ليس بسحر، ولكن دعوة ابن النبيّ مُجابة.
                        قال: فصعدوا إلى النخلة حتّى صرموا ممّا كان فيها ما كفاهم (17).
                        • جرت مناظرة في مجلس معاوية، وقد حضر المحفل رجلٌ من بني أُميّة ـ وكان شابّاً ـ فأغلظ على الحسن كلامَه، وتجاوز الحدَّ في السبّ والشتم له ولأبيه، فقال الحسن عليه السّلام: اللّهمّ غيّرْ ما به مِن النعمة، واجعلْه انثى ليُعتبَر به. فنظر الأُمويُّ في نفسه وقد صار امرأة.. (18)
                        • وروى ابن شهرآشوب، أنّ الناس استغاثوا مِن زياد بن أبيه إلى الحسن بن عليّ عليهما السّلام، فرفع يديه وقال: اللّهمّ خُدْ لنا ولشيعتنا مِن زياد بن أبيه، وأرِنا فيه نَكالاً عاجلاً، إنّك على كلّ شيءٍ قدير.
                        قال الراوي: فخرج خرّاجٌ في إبهام يمين زياد يُقال لها « السَّلْعة »، و ورم إلى عنقه فمات! (19)

                        تعليق


                        • #57
                          معجزة الإمام الحسين الخالدة

                          وماذا نقول في الحسين ، فخلود ذكره وارتفاع شأنه بمرور الأيام رغم عداوة المبغضين له ولأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين هو بحد ذاته معجزة ما بعدها معجزة،

                          أمّا أعدائه وأعداء أمّه الزهراء سلام الله وأبوه نور الله واسمه الأعظم، فيتسافل ذكرهم مع مرور الأيام، وكلما أراد أتباعهم أن يرفعوهم زادوا في وضاعتهم لهم وضاعة

                          تعليق


                          • #58
                            مِن معاجز الإمام زينِ العابدين عليه السّلام

                            الولاية التكوينيّة
                            • روى أحمد بن محمّد بن عيّاش في كتاب ( مقتضب الأثر ) بإسنادٍ من طريق العامّة وإسنادٍ آخر من طريق الشيعة هذا الخبر.. وقد رواه أيضاً الشيخ الكليني عن محمّد ابن إبراهيم قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عبيدالله بن العبّاس بن عليّ ابن أبي طالب عليه السّلام قال: حدّثني جعفر بن زيد بن موسى الكاظم عليه السّلام، عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قالوا:
                            جاءت أُمُّ أسلم يوماً إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وهو في منزل أمّ سلمة، فسألتها عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقالت: خرج في بعض الحوائج، والساعةَ يجيء. فانتظرَتْه عند أمّ سلمة.. حتّى جاء صلّى الله عليه وآله، فقالت أمّ أسلم: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، إنّي قد قرأتُ الكتبَ وعلمتُ كلَّ نبيٍّ ووصيّ، فموسى كان له وصيٌّ في حياته ووصيّ بعد موته، وكذلك عيسى.. فمَن وصيُّك يا رسول الله ؟
                            فقال لها: يا أمَّ أسلم، وصيّي في حياتي وبعد مماتي واحد.
                            ثمّ قال لها: يا أمّ أسلم، مَن فعَلَ فعلي هذا فهو وصيّي.
                            ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ من الأرض، ففركها بإصبعه فجعلها شبه الدقيق، ثمّ عجَنَها، ثمّ طبعها بخاتمه، ثمّ قال: مَن فعَلَ فعلي هذا فهو وصيّي في حياتي وبعد مماتي.
                            قالت: فخرجتُ مِن عنده فأتيتُ أمير المؤمنين، فقلت: بأبي أنت وأُمّي، أنت وصيُّ رسول الله ؟ قال: نعم يا أمَّ أسلم. ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ ففركها فجعلها كهيئة الدقيق، ثمّ عجنها وختمها بخاتمه، ثمّ قال: يا أمَّ أسلم، مَن فعل فعلي هذا فهو وصيّي.
                            فأتيتُ الحسنَ وهو غلام، فقلت له: يا سيّدي، أنت وصيُّ أبيك ؟ فقال: نعم يا أمَّ أسلم. وضرب بيده وأخذ الحصاة، ففعل بها كفعلهما، فخرجتُ مِن عنده فأتيت الحسينَ عليه السّلام، وإنّي أستصغره لسِنّه، فقلت له: بأبي أنت وأُمّي، أنت وصيُّ أخيك ؟ فقال: نعم يا أُمَّ أسلم، ائتيني بحصاة. ثمّ فعل كفعلهم.
                            فعُمِّرتْ أمُّ أسلم حتّى لَحِقتْ بعليّ بن الحسين عليهما السّلام بعد قتل الحسين عليه السّلام في منصرفه، فسألته: أنت وصيُّ أبيك ؟
                            فقال: نعم. ثمّ فعل كفعلهم صلوات الله عليهم أجمعين. ( الكافي للكليني 3:1 / ح 15. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للحرّ العاملي 24:3 / ح 52 من الفصل 21 ـ الباب السابع عشر، معجزات عليّ بن الحسين عليهما السّلام. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 136:4 ).
                            • وعن جابر بن يزيد الجعفيّ، عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال:
                            دخلَتْ حبّابة الوالبيّة ذات يومٍ على عليّ بن الحسين عليه السّلام وهي تبكي، فقال لها: ما يُبكيكِ ؟ قالت: جعلني الله فداك يا ابنَ رسول الله، أهل الكوفة يقولون: لو كان عليّ ابن الحسين إمامَ حقٍّ مِن الله، كما تقولين، لَدعا اللهَ أن يُذهِبَ هذا الذي في وجهكِ!
                            فقال لها: يا حبّابة أُدني منّي. فدنَتْ منه، فمسح يده على وجهها ( إمّا من وراء حجاب أو عن بُعد ) ثلاثَ مرّات، ثمّ تكلّم بكلامٍ خفيّ ثمّ قال: يا حبّابةُ قُومي وادخُلي إلى النساء وسَلِيهنّ وانظري في المرآة.. هل تَرَين بوجهك شيئاً ؟!
                            قالت: فدخلتُ على النساء فسلّمت عليهنّ، ثمّ نظرتُ في المرآة.. فكأنّ الله لم يخلقْ في وجهي شيئاً ممّا كان. وكان بوجهها برص. ( دلائل الإمامة لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي 93. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 132:4 ـ وفيه: ثمّ قال عليه السّلام: يا حبّابة، ما على ملّة إبراهيم غيرنا وغير شيعتنا، وسائر الناس منها بُراء ).
                            • وعن سفيان بن وكيع، عن أبيه وكيع، عن الأعمش قال: قال إبراهيم بن الأسود اليمنيّ: رأيتُ عليَّ بن الحسين عليه السّلام وقد أُوتيَ بطفلٍ مكفوف، فمسح عينيه فاستوى بصره. وجاؤوا إليه بأبكم، فكلّمه وأجابه، فجاؤوا إليه بمُقعَدٍ فمسحه وسعى ومشى. ( دلائل الإمامة للطبري 85 ).
                            • وقال أبو نُعَيم الإصفهاني ـ وهو من علماء أهل السنّة المعروفين ـ: حدّثتُ عن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشيد قال: حدّثنا عبدالله بن محمّد بن عمرو البلوي قال: حدّثنا يحيى بن زيد بن الحسن قال: حدّثني سالم بن فرّوخ مولى الجعفريّين، عن ابن الشهاب الزُّهريّ قال:
                            شهدتُ عليَّ بن الحسين يومَ حمَلَه عبدُالملك بن مروان من المدينة إلى الشام فأثقله حديداً، ووكّل به حفّاظاً في عدّة وجمع، فاستأذنتُهم في التسليم عليه والتوديع له.. فأذِنوا لي، فدخلتُ عليه وهو في قبّة والأقياد في رِجلَيه والغلّ في يديه، فبكيتُ وقلت: وددتُ أنّي مكانَك وأنت سالم. فقال: يا زهريّ، أتظنّ أنّ هذا ممّا ترى علَيّ وفي عنقي يكرّبني! أما لو شئتُ ما كان؛ فإنّه وإن بلغ منك وبأمثالك لَيُذكّرني عذابَ الله.
                            ثمّ أخرج يديه من الغلّ ورِجلَيه من القيد، ثمّ قال: يا زهري، لاجُزت معهم على ذا منزلتينِ من المدينة.
                            قال الزهري: فما لَبِثْنا إلاّ أربع ليالٍ حتّى قَدِم الموكَّلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه، فكنتُ فيمن سألهم عنه، فقال لي بعضُهم: إنّا لَنراه متبوعاً، إنّه لنازلٌ ونحن حوله لا ننام نرصده، إذْ أصبَحْنا فما وجدنا بين محمله إلاّ حديدة.
                            قال الزهري: فقَدِمتُ بعد ذلك على عبدالملك بن مروان، فسألني عن عليّ بن الحسين فأخبرتُه، فقال لي: إنّه قد جاءني في يوم فقَدَه الأعوان فدخل علَيّ فقال: ما أنا وأنت! فقلت: أقِمْ عندي، فقال: لا أُحبّ. ثمّ خرج.. فواللهِ لقد امتلأ ثوبي منه خِيفة. قال الزهري: فقلت: يا أمير المؤمنين، ليس عليُّ بن الحسين حيث تظنّ؛ إنّه مشغولٌ بنفسه. فقال: حبّذا شُغْل مِثْلِه، فنِعمَ ما شُغل به.
                            قال الراوي: وكان الزهري إذا ذكر عليَّ بن الحسين يبكي ويقول: زينُ العابدين! ( حلية الأولياء لأبي نُعَيم الإصفهاني 135:3 ـ طبعة مطبعة السعادة بمصر. المختار في مناقب الأخيار للجَزَري 26 ـ نسخة المكتبة الظاهريّة بدمشق. مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة الشافعي 43:2. كفاية الطالب للكنجي الشافعي 299 ـ طبعة الغري. ينابيع المودّة للشيخ سليمان القندوزي الحنفي 378 ـ طبعة اسلامبول. وسيلة النجاة 330 ـ طبعة لكهنو. إسعاف الراغبين لابن الصبّان المالكي بهامش نور الأبصار للشبلنجي الشافعي 240 ـ المطبعة العثمانية بمصر. جامع كرامات الأولياء للنبهاني 310:2 ـ طبعة الحلبي بمصر. الصواعق المحرقة لابن حجر 119 ـ طبعة حلب. إثبات الهداة للحرّ العاملي 19:3 / ح 38.. رواه عن عليّ بن عيسى الإربليّ في كتاب ( كشف الغمّة 76:2 ) نقلاً عن كتاب ابن طلحة. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 132:4. تذكرة خواصّ الأمّة لسبط ابن الجوزي الحنفي 324. الثاقب في المناقب لابن حمزة 353 / ح 393 ).

                            العلم الخاصّ والإخبار بالمُغَيّبات
                            • روى الشيخ المفيد بسنده أنّ الإمام أبا عبدالله الصادق عليه السّلام قال:
                            لمّا وَليَ عبدُالملك بن مروان فاستقامت له الأشياء، كتب إلى الحجّاج كتاباً وخَطّه بيده، كتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، مِن عبدالملك بن مروان إلى الحجّاج بن يوسف. أمّا بعد، فجنّبْني دماءَ بني عبدالمطّلب؛ فإنّي رأيتُ آل أبي سفيان لمّا ولغوا فيها لم يلبثوا بعدها إلاّ قليلاً، والسلام.
                            وكتب الكتابَ سِرّاً لم يُعلِم به أحداً، وبعث به مع البريد.. وورد خبر ذلك من ساعته على عليّ بن الحسين عليهما السلام وأُخبِر أنّ عبدالملك قد زِيدَ في مُلكهِ بُرهةً مِن دهره؛ لكفّه عن بني هاشم، وأُمِر أن يكتب إلى عبدالملك ويُخبرَه بأنّ رسول الله أتاه في منامه فأخبره بذلك، فكتب عليّ بن الحسين عليهما السّلام بذلك إلى عبدالملك بن مروان. ( الاختصاص للشيخ المفيد 314 ـ 315. الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 256:1 / ح 2 ـ وفيه: رُويَ أنّ الحجّاج بن يوسف كتب إلى عبدالملك بن مروان: إنْ أردتَ أن تَثْبت في مُلْكك، فاقتلْ عليَّ بن الحسين. فكتب عبدالملك إليه: أمّا بعد، فجنّبْني دماءَ بني هاشم واحقنْها؛ فإني رأيتُ آلَ أبي سفيان لمّا أُوِلعوا فيها لم يلبثوا أن أزال اللهُ المُلْكَ عنهم. وبعثَ بالكتاب سرّاً إلى الحجّاج.
                            فكتب عليّ بن الحسين عليهما السّلام إلى عبدالملك في الساعة التي أنفذ فيها الكتاب: علمتُ ما كتبتَ في حقن دماء بني هاشم، وقد شكر اللهُ لك ذلك وثبّت ملكك وزاد في عمرك. وبعث به مع غلامٍ له بتاريخ تلك الساعة التي أنفذ عبدالملك فيها كتابه إلى الحجّاج، فلمّا قدم الغلام وسلّم إليه الكتاب.. نظر عبدالملك في تاريخ الكتاب فوجَدَه موافقاً لتاريخ كتابه، فلم يشكَّ في صدق زين العابدين عليه السّلام، ففرح بذلك وبعث إليه بوقر دنانير وسأله أن يبسط إليه بجميع حوائجهِ وحوائج أهل بيته ومَواليه..
                            وروى هذا الخبر بصِيغٍ قريبة: ابنُ الصبَّاغ المالكيّ في الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة 185 ـ طبعة الغري، وابن حمزة في الثاقب في المناقب 361 / ح 300، والحضيني في الهداية الكبرى 47، والصفّار القمّي في بصائر الدرجات 396/ح4، والإربلي في كشف الغمّة 112:2، والحرّ العامليّ في إثبات الهداة 15:3 ـ 16/ح27 ـ عن الخرائج والجرائح، وعن الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة لابن الصبّاغ المالكيّ ).
                            • وعن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن دينار، عن عبدالله بن عطاء التميميّ قال: كنتُ مع عليّ بن الحسين عليهما السّلام في المسجد، فمرّ عمر بن عبدالعزيز عليه شِراكا فضّة، وكان من أحسن الناس ( أي شكلاً ) وهو شاب، فنظر إليه عليّ بن الحسين عليهما السّلام فقال: يا عبدالله بن عطاء، أترى هذا المُتْرَف ؟! إنّه لن يموتَ حتّى يليَ الناس ( أي يكون عليهم والياً )، قال: قلت: هذا الفاسق ؟! قال: نعم، فلا يلبث فيهم إلاّ يسيراً حتّى يموت، فإذا مات لعَنَه أهلُ السماء واستغفر له أهلُ الأرض!
                            ( بصائر الدرجات للصفّار القمّي 170/ح1. دلائل الإمامة للطبري الإمامي 88. إثبات الهداة للحرّ العاملي 12:3 / ح 18 ).
                            • وحدّث عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق قال: حدّثنا عليّ بن الحسين القاضي العلويّ العباسي قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الناصر قال: حدّثني أحمد بن رشد عن عمّه أبي معمَّر سعيد بن خيثم، عن أخيه معمَّر قال: كنتُ جالساً عند الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام فجاء زيد بن عليّ بن الحسين عليهما السّلام فأخذ بعضادتَي الباب، فقال له الصادق عليه السّلام: يا عمّ، أُعيذك بالله أن تكون المصلوبَ بالكُناسة!.. ثمّ قال: حدّثني أبي ( أي الباقر ) عن جدّي ( أي السجّاد ) عليهم السّلام أنّه يخرج مِن وُلْده رجلٌ يُقال له « زيد »، يُقتَل بالكوفة ويُصلَب بالكناسة، يُخرَج من قبره حين ينشأ، يُفتَح لروحه أبواب السماء، يبتهج به أهل السماوات، يُجعَل روحُه في حوصلة طيرٍ أخضر يسرح في الجنّة حيث يشاء. ( أمالي الصدوق 42 / ح 11. عيون أخبار الرضا عليه السّلام للشيخ الصدوق 250:1 / ح 4. إثبات الهداة للحرّ العاملي 9:3 / ح 10 و 22:3 ـ 23 / ح 47.. وفيه: روى السيّد عبدالكريم بن أحمد بن طاووس في كتابه (فرحة الغري ) عن صفيّ الدين محمّد بن سعد الموسوي قال: رأيت في بعض الكتب الحديثية القديمة عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن حسن بن عبدالرحمان الأزديّ، عن حسين بن علي الأزدي عن أبيه، عن الوليد بن عبدالرحمان، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنتُ أزور عليَّ بن الحسين عليه السّلام كلَّ سنة مرّة في وقت الحجّ، فأتيته سنةً مِن ذلك وإذا على فَخِذه صبيّ، فقعدتُ إليه، وجاء الصبيّ فوقع على عتبة الباب فانشجّ، فوثب إليه عليُّ بن الحسين عليه السّلام مهرولاً.. فجعل ينشّف دمه ويقول له: يا بُنيّ، أُعيذك بالله أن تكون المصلوبَ بالكُناسة! قلت: بأبي أنت وأُمّي، أيُّ كُناسة ؟ قال: كناسة الكوفة قل: جُعِلنا فداك، ويكون ذلك ؟! قال: إي والذي بعث محمّداً بالحقّ إن عشتَ بعدي لَترينّ هذا الغلامَ في ناحيةٍ من نواحي الكوفة: مقتولاً مدفوناً منبوشاً مسلوباً مصلوباً في الكناسة! ثمّ يُنزَل فيُحرَق ويُدَقّ ويُذرّى في البرّ! فقل: جُعِلتُ فداك، ما اسم هذا الغلام ؟ قال: هذا ابني « زيد » ).

                            • وفي ( تفسير الإمام العسكري عليه السّلام ) أنّ أصحاب الإمام عليّ بن الحسين عليه السّلام قالوا له: يا ابن رسول الله، إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام ذكر مِن أمر المختار ولم يقلْ متى يكون قتلُه لمَن يقتل. فقال عليه السّلام: صدق أمير المؤمنين، أوَ لا أُخبركم متى يكون ؟ قالوا: بلى، قال: يومَ كذا إلى ثلاث سنين مِن قولي هذا، وسيُوتى برأس عبيدالله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن في يوم كذا وكذا وسنأكل وهما بين أيدينا ننظر إليهما.
                            قال: فلمّا كان في اليوم الذي أخبرهم أنّه يكون فيه القتلُ من المختار لأصحاب بني أُميّة، كان عليّ بن الحسين عليهما السّلام مع أصحابه على مائدةٍ إذ قال: معاشرَ إخواننا؛ طِيبوا نَفْساً وكُلُوا؛ فإنّكم تأكلون، وظَلَمةُ بني أُميّة يُحصَدون! قالوا: أين ؟! قال عليه السّلام: في موضع كذا، يقتلهم المختار وسيُوتى بالرأسَين يوم كذا وكذا.
                            فلمّا كان في ذلك اليوم أُتيَ بالرأسين.. ( تفسير الإمام العسكريّ عليه السّلام 547 / ح 327 ـ وعنه: إثبات الهداة للشيخ الحرّ العاملي 21:3 ـ 22 / ح 45، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 339:45 / ح 6، وعوالم العلوم والمعارف للشيخ عبدالله البحراني 655:17 / ح 2 ).

                            تعليق


                            • #59

                              تعليق


                              • #60
                                المشاركة الأصلية بواسطة يا غفار
                                ممكن تفسرين لنا ما معنى بإذني في العبارتين السابقتين؟
                                وما معنى (وإذ تخلق) هنا هل هو تقدير أم إيجاد من عدم؟

                                .

                                السلام عليكم

                                أعتذر لأني لم ألحظ السؤال بالسابق

                                لقد راجعت كتاب التوحيد والشرك للسبحاني وقد اشار إلى أن معنة الخلق هنا التقدير لأن الأمور الثلاثة التي صُنفت بالآية الشريفة :
                                -الخلق
                                -النفخ
                                -الصيرورية للطير فصار طيراً كلها أمور ترجع إلى الله سبحانه وتعالى .

                                تحياتي

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                                ردود 119
                                18,094 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                                استجابة 1
                                100 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                71 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                                ردود 2
                                156 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
                                استجابة 1
                                160 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X