إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ظاهرة 9 ربيع الأول أو ما يعرف بفرحة الزهراء هل هي من المذهب بشيء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    المشاركة الأصلية بواسطة بريق سيف
    الوجه الثالث:
    الزهراء (ع) استشهِدت قبلَ عُمر بن الخطاب فكيف ننسِب إليها الفرح والسرور ونتعبَّد بذلك في كُلِّ سنةٍ
    يكفي هلسطر للايضاح هلعيد ليس صحيح
    على ماضن فهذهي بدعة ياسر الحبيب كيف الزهرا فرحت وهيا متوفية استشهدة قبل عمر على العموم هلعيد في البحرين شبه معدوم عندنا لايصح ابتداع اعياد هذا هو قصدنا مايصير يدخلون لنا امور ليس لها ادلة

    تعليق


    • #17
      الكتاب السابع
      ( الأنوار النعمانيَّة ) للسيد الجزائري (قدس سره) ج1 ص108 السطر الرابع عشر، فقد أورد فيه بأنَّ هلاك عمر بن الخطاب كانَ في التاسع من ربيع الأول، وأورد أيضاً رواية أحمد بن إسحاق فقط .
      والتعليق على ذلك نختصرهُ في الوجوه التالية:
      الوجه الأول:
      سند الرواية في كتاب ( الأنوار النعمانيَّة ) فيهِ مجاهيل، وقد أشارَ إلى أنها ضعيفةٌ العلامةُ الشهيد السيد الطباطبائي (قدس سره) في هامش كتاب ( جنة المأوى ) وقد تعرَّضنا إلى هذه الرواية سابقاً، فلا حاجة للإعادة، وسنأتي للبحث في متن الرواية إن شاء الله تعالى .
      الوجه الثاني:
      ( الأنوار النعمانية ) ليس من الكتب المُعتبرة، والمؤلف عليه ما عليه من الهفوات والشبهات لاداعي للخوض فيها،لأن ذلك ينبغي أن يبقى في مُحيط العُلماء والمُحققين فقط .
      الوجه الثالث:
      يقول العلامة الشهيد السيد محمد علي القاضي الطباطبائي (قدس سره) مُحقق كتاب ( الأنوار النعمانيَّة ) في هامش ص108 ما نصه: [ لا يخفى على القارئ العزيز ما في هذه الروايةمن المُخالفة لِما هو المشهور بين المؤرخين من أن عمر بن الخطاب توفي في أواخر ذي الحجة ]، ثم أوردَ احتمالات لا حاجة لنا إلى ذكرها لأننا أجبنا عن أمثالها سابقاً .
      الوجه الرابع:
      لقد أشارَ السيد الجزائري (قدس سره) في نقل رواية أحمد بن إسحاق القمي إلى إسناد العلامة الطبري (قدس سره) في ( دلائل الإمامة ) .
      والجواب على ذلك في الأقسام التالية:
      القسم الأول:
      السند الذي ذكرهُ الطبري ضعيف .
      القسم الثاني:
      يقول السيد عبد الحسين العاملي (قدس سره) المُحقق لكتاب ( دلائل الإمامة ) في هامش ص40 السطر الثاني ما نصه: [ لا يمكن الاعتماد على السند المذكور وما وردَ في هذه الرواية مُخالفٌ لأصول المذهب ].
      القسم الثالث:
      كُل الذين نقلوا هذه الرواية إنما نقلوها في الأصل عن الطبري فقط وفقط، -سنداً ومتناً- ولا وجودَ لها في الكُتب المُعتبرة .
      القسم الرابع:
      مع أنَّ الذينَ نقلوا هذه الرواية أخذ بعضهم من بعض إلاَّ أنهم اختلفوا في بيان أسماء السند، وبعضهم نقلَ اسماً لا وجود له في المصدر الذي اعتمدَ عليه، وأيضاً اختلفوا حتى في نقل متن الرواية .
      القسم الخامس:
      بعض رجال السند لم يجتمِعا في عصرٍ واحد .

      تعليق


      • #18
        خلاصة الفصل الثاني:
        يتبين لنا بعد هذه العُجالة الشديدة والاختصار البالغ ما يلي:
        أولاً:
        ضرورة التحقيق في كُلِّ ما يُقرأ، وليس الأخذ به عشوائياً .
        ثانياً:
        كلام العُلماء ينبغي أن يُفهم فهماً علمياً، لا بحسب الأهواء والرغبات، وما يشتهيه التعصُّب .
        ثالثاً:
        مُراجعة الكُتب المُعتبرة بطبعاتها القديمة والحديثة، إذ من الضروري البحث والدِّراسة في ( تأريخ الكُتب ) ومعرفة العصور التي مرَّت بها، ولا نكتفي بقراءة ( كُتب التأريخ ) فقط، فإن ذلك يُبقي الغشاوة على العقل، وبالتالي يكون الرأي المبني على قراءة ( كُتب التاريخ ) فقط مخدوشاً -عادةً- .

        تعليق


        • #19
          الفصل الثالث


          [ المتن.. عرضٌ ونقد]

          تعليق


          • #20
            المتن.. عرض ونقد
            نذكر للقارئ الكريم بعض الإشكالات على بعض الألفاظ والعِبارات التي وردت في هذه الرواية المدسوسة لكي يتبيَّن لنا أنها ليست من لسانٍ معصوم، ومُخالِفةٌ للنصوص الشرعيَّة الثابتة،ومُصطدِمةٌ بالعقل،وبَعيدةٌ عن الإجماع العلمي،وقد قالَ عنها السيد عبدالحسين العاملي (قدس سره) أنها مُخالفة لأصول المذهب كما ذكرنا ذلك سابقاً .
            الإشكال الأول:
            استغراب أصحاب أحمد بن إسحاق من هذا العيد وقولهم: [ سبحانَ الله! أعياد الشيعة أربعة: الأضحى والفطر والغدير ويوم الجمعة ]، فإن كانَ العيد مُتداولاً عند الأئمة (ع) وأصحابهم حقيقةً فكيف لا يعرفه هؤلاء؟!
            ولماذا أظهروا الاستغراب والتعجُّب لهذا العيد؟!
            عِلماً أنَّ هذا الاستغراب والتعجب ورَدَ مرتين في هذه الرواية، المرة الأولى حينَ قالت لهم الخادِمة بأنه عيد، والمرة الثانية حين قالَ لهم أحمد بن إسحاق بأنه عيد .
            الإشكال الثاني:
            وردَ في هذه الرواية أن هذا العيد المزعوم: [ هو أفضلُ الأعياد عند أهل البيت وعند مواليهم ] .
            وهذا كلامٌ خطير، واشتباهٌ كبير، وطعنةٌ بخنجرٍ في ظهرِ الغدير، وإنما دُسَّت هذه الرواية لضرب الغدير والروايات المُعتبرة التي جاءت لرفع لواء الغدير، إذ من الثابت عند الشيعة الإماميَّة أن أعظم الأعياد عند أهل البيت (ع) وعند مواليهم هو ( عيد الغدير )، ونكتفي في ردِّ هذا الزَّعم بثلاث روايات عظيمة:
            الرواية الأولـى:
            وردَ في الكُتب المُعتبرة بسندٍ صحيحٍ ما نصه: [ عن الإمام الصادق (ع) قال:السَّبت لنا والأحد لشيعتنا والاثنين لأعدائنا والثلاثاء لبني اُميَّة والأربعاء يوم شرب الدواء والخميس تُقضى فيه الحوائج والجمعة للتنظُّف والتطيّب وهو عيد المُسلمين وهو أفضل من الفطر والأضحى، ويوم الغدير أفضل الأعياد وهو الثامن عشر من ذي الحجة وكانَ يـوم الجمعة، ويخرج قائمنا أهـل البيت يوم الجمعة، وتقوم القيامة يوم الجمعـة، وما من عمل يوم الجمعة أفـضل من الصلاة على محمد وآله ] .
            مُلاحظة مهمة:لقد أشار الإمام (ع) إلى التأريخ الرَّقمي لليوم المُلازم للعيد بوضوح عندما قال (ع): [.. وهو الثامن عشر من ذي الحجة ..]، وأشارَ (ع) أيضاً إلى اسم اليوم المُلازم للعيد بوضوح عندما قال (ع): [ وكانَ يوم الجمعة ]، وهذا تأييدٌ لما ذكرناهُ في القسم الثاني من الوجه الرابع في بحث الكتاب الثاني من الفصل الثاني .
            وردت هذه الرواية في: ( الخصـال )، ( الحدائـق الناضـرة)،(وسائل الشيعة)،(روضة الواعظين)،(بحارالأنوار)[1]، ( مستدرك سفينة البحار )، ( جامع أحاديث الشيعة )، ( موسوعة أحاديث أهل البيت )، ( أحسـن التقويم )، ( مـصابـيح الجنـان )، ( التـوضـيح )، ( شرح الأحوال )، ( النخبة )، ( التراجم )، ( موسوعة الحديث الشريف )، ( تبيان الأحاديث )، ( أخبار الإمام المهدي ) وعشرات الكتب الأخرى التي لا يسع المجال لذكرها .
            الرواية الثانية:
            هذه الرواية العظيمة يرويها العالِم الأقدم رئيس المُحدثين الشيخ ابن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق (قدس سره) بسندهِ عن الإمام الصادق (ع) عن آبائه (ع) عن رسول الله (ص) أنه قال: [ يوم غدير خُم أفضل أعياد أمتي..]، وهذه العِبارة هي مقطع قصير من روايةٍ مُطوَّلة، لكننا أخذنا منها موضع الشاهد فقط .
            وقد وردت هذه الرواية في الكتب التالية: ( أمالي الشيخ الصدوق)،(روضة الواعظين)، (إقبال الأعمال)، (التحصين)، ( بحار الأنوار )، ( الغدير )، ( تفسير نور الثقلين )، ( بشارة المُصطفى)،(غاية المرام)، (كشف المهم في طريق خبر غدير خم)، ( مصباح الهداية )، ( عيد الغدير في الإسلام )، ( مصابيح الجنان )، ( موسوعة الفقه )، ( مفتاح الجنات )، ( عيد الغدير أعظم الأعياد في الإسلام ) وعشرات الكتب الأخرى .
            الرواية الثالثة:
            يرويها أيضاً الشيخ الصدوق (قدس سره) بسندهِ وهي رواية حسنة، عن الإمام الصادق (ع) أنه قال - وهو يصِف عيد الغدير في مُقابل الأعياد الأخرى- مانصه:[..أعظمها وأشرفها..]، ووردت هذه العِبارة بلفظٍ آخر وهو: [..أعظمهما وأشرفهما..]، وأيضاً وردت بلفظٍ آخر وهو: [.. أفضلها وأعظمها وأشرفها..]، وهذه روايات مُطوَّلة أخذنا منها موضع الشاهد فقط، ولولا ضيق المجال ومُراعاة للاختصار لذكرنا بعض التعليقات الرائعة حول هذه الروايات الشريفة .
            وقد وردت هذه الرواية فيثواب الأعمال)،(الخصال)، (الكافي)،(مصباح المُتهجد)، (تذكرة الفقهاء)،(وسائل الشيعة)، ( بحار الأنوار )، ( مُنتهى المطلب )، ( الغدير )، ( جامع أحاديث الشيعـة )، ( مـوسوعـة أحاديث أهـل البيت )، ( بشارة المُصـطـفى )، ( كشف المُهم في طريق خبر غدير خم )، ( عيد الغدير في الإسلام )، ( مجمع الفائدة )، ( مشارق الشموس )، ( الحدائق الناضرة )، ( فقه الإمام الصادق )، ( تهذيب الأحكام )، ( العدد القوية )، ( غاية المرام )، ( مصابيح الجنان )، ( تفسير فرات الكوفي )، ( مستدرك الوسائل )، ( كلمة الإمام الصادق )، ( مفتاح الجنات )، ( موسوعة الحديث الشريف ) وعشرات الكتب الأخرى .

            تعليق


            • #21
              والآن.. وبعد هذه الأحاديث..
              هل أن عيد الغدير أعظم الأعياد؟!
              أم أنَّ يوم التاسع من ربيع هو أعظم الأعياد؟!
              وهُنا مُلاحظة: لقد وردَ في الرواية الأولى عن الإمام الصادق (ع) بأن يوم الجمعة عيدٌ للمسلمين، فلماذا ينساهُ الناس ويتركون الفرح والتعيُّد فيه، ويتشبَّثون بالخُزعبلات؟! .
              فإن عيد الجُمعةِ فيه نصٌّ صحيحٌ وصريح .
              وعيد التاسع مزعوم مدسوس ولا نصَّ عليه .
              ألا ينبغي على الخُطباء والعُلماء والمُثقفين أن يُحرِّضوا الناس على أن يجعلوا من يوم الجُمعة عيداً وفرحاً بَدَلاً من الفوضى المزعومة؟!

              تعليق


              • #22
                الإشكال الثالث:
                وردَ في هذه الرواية المزعومة بأن الإمام العسكري (ع) يقول عن اليوم التاسع من ربيع الأول ما نصه: [ وأيُّ يوم أعظم حُرمة عند أهل البيت من هذا اليوم؟ ] .
                وإنِّي أتنزههُ وأترفَّع عن مُناقشة هذه العِبارة المسمومة، ولكن أكتفي في ردِّ هذه المزاعم بنقل روايتين عظيمتين:
                الرواية الأولـى:
                رواية عظيمة ومُعتبرة ومشهورة بين العُلماء الأعلام والفُقهاء العِظام والمحققين والمدققين سواء مِن المُتقدمين أو المُتأخرين والتي يرويها شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) بسندهِ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال -وهو يتناول أوصاف وعظمة يوم الغدير - مانصه: [..لعلَّك ترى أن الله (عزوجل) خلق يوماً أعظم حُرمة منه، لا والله لا والله لا والله..]، وهذا مقطع قصير اقتطفناهُ من رواية مُطوَّلة عن الغدير وسنذكر قِسماً منها في الإشكال الخامس إن شاء الله تعالى، والمصادر سنذكرها هُناك لكي لا نُكرر كتابتها التزاماً ومُراعاةً مِنَّا للاختصار الشديد .
                الرواية الثانية:
                يرويها أكابر العُلماء الأعلام والفقهاء العِظام والمحققين عن ثقة الإسلام الكليني (قدس سره) بسندهِ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال - وهو يصِف عيد الغدير مُقارنةً بالأعياد الأخرى -: [..أعظمها حُرمة..]، وهذا مقطع قصير من روايةٍ مُطوَّلة أخذنا منها موضع الشاهد فقط .
                وردت هذه الرواية في الكتب التالية: ( الكافي )، ( وسائل الشيعة )،(ذخيرة المعاد)، (الحدائق الناضرة)، (إقبال الأعمال )، ( بحار الأنوار )، ( جامع أحاديث الشيعة )، ( الغدير )، ( موسوعة أحاديث أهل البيت)،(كشف المهم في طريق خبر غدير خم)، (عيد الغدير في الإسلام)،(الدعاء والزيارة )،( مصابيح الجنان)، ( كلمة الإمام الصادق)، (مفتاح الجنات)، (موسوعة الحديث الشريف)، ( تبيان الأحاديث )، ( الأعياد )، ( شرح الأحوال )، ( التراجم ) وعشرات الكتب الأخرى التي لا يسع المجال لذكرها .
                فهل تبيَّن لنا حجم الافتراء على أهل البيت (ع) الموجود في هذه الرواية المدسوسة والمسمومة ؟!
                عِلماً بأنني لا اُريد الخوض في تأريخ هذه الرواية..،ومتى بدأت تظهر في كُـتبنا ؟!
                وفي أي عصر ؟!
                وتحت أي غطاء ؟!
                ولماذا لم تنتشر في كُتبنا المُعتبرة ؟!
                ولماذا خُدِع بعض الشيعة بها ؟!
                لأن الإجابة على هذه الأسئلة يحتاج إلى دِراسةٍ علميَّةٍ مُستقلةٍ ومُفصَّلة، لا داعي لذكرها في هذا البحث المُختصر جداً، وإن شاء الله تعالى نكتب هذه الدراسة المُستقلة فيما بعد.
                الإشكال الرابع:
                وردَ في هذه الرواية المزعومة بأنَّ الله تعالى يقول للنبي (ص) عن هذا اليوم ما نصه: [..وأمرتُ الكِرام الكاتبين أن يرفعوا القلمَ عن الخلق كلِّهم ثلاثة أيام من ذلك اليوم ولا أكتب عليهم شيئاً من خطاياهُم كرامة لكَ ولوصيِّك..] .
                فهل هُناك عاقلٌ يقبل هذه الكلمات المُخالفة للدين والمذهب؟!
                وهل يُعتبر ارتكاب الذنوب وعدم المُحاسبة عليها كرامة للنبي وللوصي؟! أم أنها طعنة في قلب النبي والوصي؟!
                أليست هذه الكلمات تحريضاً على ارتكاب الفواحش في مثل هذه الأيام الساقطة؟! أليست هذه فوضى؟!
                أليست هذه جُرأة على الله ؟!
                وهل نحن مجانين ليرفع الله عنَّا القلم؟!
                أليست هذه الرواية دليلاً قاطِعاً على تبرير الأعمال والأفعال القبيحة والفاسدة التي يقوم بها بعض الحُمقى في التاسع من ربيع؟!
                ربما يقول قائل: لماذا لا نجد لها توجيهاً أو مخرجاً بدلاً من رفضها والطعن فيها ؟!
                نقول:كلمة (خطاياهم) صريحة وواضحة ولا تقبل التوجيه أبداً، وإذا كانَ هناك توجيه فهو أعمى وساذج وغير ناهض.
                وقد قالَ العلامة الشهيد السيد محمد علي القاضي الطباطبائي (قدس سره) المُحقق لكتاب (الأنوار النعمانية) في هامش ج1ص109 السطر السادس ما نصه:[ والرواية التي نقلها المُصنِّف[2] لا تخلو من المُناقشات التي لا سِعة في المقام لذكرها ولا سيما ما في ذيل الرواية من قوله: وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق ثلاثة أيام ولا أكتب عليهم شيئاً من خطاياهم . فإنَّ ظاهر هذه الفقرات مُخالف لقواعد المذهب وأصوله المُسلَّمة ولابد من تأويلها وتوجيهها وإخراجها عن ظاهرها.. والذي يهوِّن الخطب أنَّ هذه الرواية لم نجدها في الجوامع الحديثيَّة المُعتبرة كالكتب الأربعة عند الإماميَّة ولذا يشكل الاعتماد على جميع فقراتها ] .
                فهل يُعقل أن نأخذ هذه الرواية بلا أدنى مسؤوليَّة؟!!
                ومع الأسف نجد بعض الذين أصابتهم رياح الوهم والاشتباه والخبط والخلط يقولون في عيد الغدير ما قاله غيرهم في التاسع من ربيع وهو أنه: [..يأمرُ الله فيه الكِرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن مُحبّي أهل البيت وشيعتهم ثلاثة أيَّام من يوم الغدير ولا يكتبون عليهم شيئاً من خطاياهم كرامة لمحمد وعلي والأئمة..]، وهذا الكلام ليس من العقل في شيء،وفيه إفراط وتفريط،ومما يهون الخطب أن كُتبنا المُعتبرة الرئيسة نَزَّهَها أصحابها عن نقل هذه الألفاظ غير المُعقلنة .
                ومما يُثير الاستغراب والدَّهشة أنَّ مثل هذا الكلام العشوائي يصدر من السيد الجليل ابن طاووس (قدس سره) في كتابه ( الإقبال )، ولكن.. ( لِكُلِّ صارمٍ نبوة، ولِكُلِّ جوادٍ كبوة، ولِكُلِّ عالمٍ هفوة ) .
                وقد أشارَ الكثير من العُلماء الأعلام والفقهاء العِظام إلى أن هذا الكلام مردود وغير مقبول قطعاً ومُخالف لصريح الآيات الكريمة والروايات الشريفة،ولا حاجةَ لنا للبحث فيه لكي لا نخرج عن الموضوع الأصل وهو العيد المزعوم في التاسع من ربيع الأول، وإن شاء الله تعالى سوفَ أجعل له دِراسة خاصة مُفصَّلة فيما بعد.
                الإشكال الخامس:
                وردَ في هذه الرواية المزعومة بأنَّ الإمام علي (ع) يقول عن اليوم التاسع من ربيع الأول بأنَّ له اثنين وسبعين اسماً،مثل: (يوم الغدير الثاني)، ( يوم رفع القلم )، ( يوم الثارات )، ( يوم الفطر الثاني )، ( يوم عيد أهل البيت (ع) )، ( يوم سرور أهل البيت (ع) )، ( يوم التجاوز عن المؤمنين ) وغير ذلك .
                والمُصيبة أيضاً أنه يُسمى بـ ( عيد الله الأكبر ) أيضاً، مما يحدو بنا لضرب عيد الغدير الذي جاءت فيه الروايات المُعتبرة والمشهورة بين العُلماء الأعلام والفقهاء العِظام من المُتقدمين والمتأخرين في أنه ( عيد الله الأكبر )، فقد رَوى العالِم النحرير شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) بسندهِ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال في حديثٍ مُعتبرٍ ما نصه: [..وهو عيد الله الأكبر، وما بعثَ الله عز وجل نبياً قط إلا وتَعيَّدَ في هذا اليوم وعرف حُرمته، واسمه في السماء يوم العهد المعهود، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود..] .
                وردَ هذا الحديث العظيم في الكتب التالية - إمَّا بصيغة رواية أوبصيغةدعاء -: (تهذيب الأحكام)،(شرح اللمعة)،(الأشراف)، (فقه الإمام الصادق)،(إقبال الأعمال)،(مُستدرك سفينة البحار)، (بحار الأنوار)، (الغدير)، (مستدرك الوسائل)، (مجمع الفائدة)، (ذخيرة المعاد)، ( الحدائق الناضرة )، ( كشف الغطاء )، ( رياض المسائل )، ( مستند الشيعة )، ( مصباح الفقيه )، ( من لا يحضره الفقيه )، ( وسائل الشيعة )، ( مناقب آل أبي طالب )، ( الفوائد الرجالية )، ( العدد القوية )، ( جامع أحاديث الشيعة )، ( الينابيع الفقهية )، ( المصباح )، ( موسوعة أحاديث أهل البيت )، ( غاية المرام )، ( الذكرى )، ( مرآة الكمال )، ( كشف المهم في طريق خبر غـديـر خـم )، ( موسوعـة الفقه )، ( الدعاء والزيارة )، ( المقنعة )، ( المهذب )، ( مفتاح الجنات ) وعشرات الكتب الأخرى .
                فهل يأتي بعد ذلك عاقل ليضرب رواية الإمام الصادق (ع) من أجل أن يقولَ بصحَّة تلك الخُزعبلات المدسوسة.. لا لشيء سِوى تثبيت اليوم التاسع من ربيع الأول؟! .
                أليست هذه الأسماء المذكورة لهذا العيد المزعوم مشحونة بالمُتناقضات الواضحة؟!
                عِلماً أن هذه الرواية المدسوسة مملوءة بالمُتناقضات الأخرى التي لا يمكن للقارئ الكريم معرفتها إلاَّ من خلال قراءة الرواية كاملةً.
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                [1]) على العلامة المجلسي أن يختار الرواية الصحيحة لِيَتَعَبَّد بها.
                [2]) أي السيد نعمة الله الجزائري.

                تعليق


                • #23
                  الفصل الرابع


                  [ سُنن العيد المزعوم ]

                  تعليق


                  • #24
                    سُنن العيد المزعوم
                    الغُسل:
                    لم يثبت الغُسل في اليوم التاسع من ربيع الأول، وقالَ بعض الفقهاء بأن العلة الضعيفة من الغُسل لم تتوفر في اليوم التاسع من ربيع الأول، بل كانَت في اليوم السادس والعشرين من شهر ذي الحجة، أي هلاك عمر بن الخطاب .
                    ولم يثبت حتى غُسل أو صيام اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة لهلاك عمر بن الخطاب، بل قال بعض الفقهاء أن الصوم أو الغُسل في السادس والعشرين لا بأس به لعللٍ اُخرى[1]، وهؤلاء الفقهاء لم يثبت عندهم الغُسل، بل قالوا من باب (الرجاء)، وبعضهم لم يثبت عنده الغُسل ولا يقبل مسألة (الرجاء).. فتأمَّل.
                    وكُل الفقهاء الكِبار الذين قالوا بـ( الرجاء ) قالوا قبلَ ذلك ما نصه: [ ولم يثبت عندنا استحبابها ] أي هذه الأغسال، وذكروا منها غُسل التاسع من ربيع الأول، ويُمكن للقارئ الكريم أن يُراجع الشروح على العروة الوثقى للعُلماء الأعلام ورسائلهم العمليَّة .
                    هذا ماذهب إليه مشهور الفقهاء، والشاذ فقط قالَ باستحباب هذا الغُسل مُعتمداً على رواية أحمد بن إسحاق القمي التي في ( بحار الأنوار ) و( زاد المعاد ) وقد أشرنا إليها سابقاً.
                    عِلماً أنَّ الذي استوعبَ البحث بشكلٍ كامل يُدرك أنَّ كلام القائلين باستحباب الغُسل في التاسع من ربيع الأول غير دقيق.
                    ولن نتناول هذا البحث لأننا لسنا بحاجةٍ إليه في هذه العُجالة لأنه يحتاج إلى بحث علمي دقيق وطويل ولهذا نتركه لوقتٍ آخر لأنَّ القصد من هذا البحث هو نفي ما يُقال عن التاسع من ربيع الأول فقط، ولكني اُشير إشارة سريعة إلى ما يلي:
                    أولاً:
                    لم يرد نصٌّ صحيحٌ وصريح يقول باستحباب الغُسل في اليوم التاسع من ربيع الأول،ولا في اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة.
                    ثانياً:
                    ربما يقول قائل: استحباب الغسل يأتي من باب الرواية التي تقول باستحباب الغُسل لكل عيد .
                    الجواب على ذلك نختصره في النقاط التالية:
                    النقطة الأولى:
                    لم يثبت العيد حتى يثبت الغُسل.
                    النقطة الثانية:
                    إنَّ الرواية الواردة في استحباب الغُسل لكل عيد ضـعيفة وعاميَّة ولا يمكن الاعتماد عليها -هذا إن ثبتَ أنه عيد- ولا يمكن الاستدلال بها على شيء، وحتى الرواية الثانية المرويَّة في ( تُحف العقول ) و ( بحار الأنوار ) و ( مُستدرك الوسائل ) ضعيفة والإشكال من جهة السند موجود.. فتأمَّل .
                    وقالَ السيد محمد جواد القمي (قدس سره) في ( التوضيح ) ج3 ص 265 وهو يتناول مسألة استحباب الغُسل لليوم التاسع من ربيع ما نصه: [ لم يرد نص في ذلك ]، وقالَ أيضاً: [ إنه خبر عامي لا دليل عليه ]، ثُم قال أيضاً: [ وقد أخذَ به بعضهم من باب التسامح في أدلَّة السنن ولا نقول به ] .
                    وقالَ العلامـة المحـقـق الشيـخ هـادي محمـود الشيـرازي (قدس سره) في ( البيان ) عن غُسل اليوم التاسع من شهر ربيع الأول ما نصه: [ لم يثبت ذلك ]، ثم قال: [ وقد قالَ به -أي الغُسل- بعضهم من باب التسامح ولا نقول به ] .
                    وقالَ السيد الخوئي في كتاب ( الطهارة ) عن غُسل اليوم التاسع من شهر ربيع الأول ما نصه: [ لم يرد في ذلك رواية ]، وقالَ عنه أيضاً: [ لا مُستندَ له ] .
                    أمَّا كلام صاحب ( الجواهر ) (قدس سره) في ج5 ص43 السطر الرابع
                    عشر في استحباب الغسل ليوم التاسع من ربيع الأول غير دقيق، وقد اعتمدَ في إثبات الاستحباب على رواية أحمد بن إسحاق، وقد ذكرنا التعليق على هذه الرواية وأشرنا إلى أنها ضعيفة إن لم تكن مدسوسة، لأنَّ أغلب الذينَ ذكروا الرواية اعتمدوا على كتاب ( بحار الأنوار ) أو ( زاد المعاد ) وقد تناولنا ما جاء فيهما سابقاً .
                    أمَّا الشيخ الأنصاري (قدس سره) في كتاب ( الطهارة ) ج2 ص328 السطر الثالث والثلاثون، فقد أشارَ إلى الغُسل المذكور في (بحارالأنوار) لكنه لم يذهب إلى السبب الذي ذهبَ إليه صاحب ( بحار الأنوار )، ونفى أن يكون سبب العيد هو لأجل هلاك عُمر بن الخطاب، ثُم أشارَ الشيخ الأنصاري (قدس سره) إلى أنَّ العلَّة من الغُسل مأخوذ من رواية عامَّة لجميع الأعياد، ولم يذكر الشيخ (قدس سره) سبب العيد بعد أن نفى السبب الذي ذكره العلامة المجلسي(قدس سره).. فتأمَّل، وكلام الشيخ الأنصاري (قدس سره) هو ما نصه: [ الغُسل للتاسع من ربيع الأول حكاهُ المجلسي في زاد المعاد من فِعل أحمد بن إسحاق القمي مُعللاً بأنه عيد لكن المُحكى عن المشهور بين عُلمائنا وعُلماء الجمهور أنَّ سبب العيد اتَّفقَ في السادس والعشرين من شهر ذي الحجة وقيل في السابع والعشرين وكيف كان فلم يسند أحمد بن إسحاق الغُسل إلا كونه عيداً من الأعياد ولعل هذا المقدار يكفي للاستحباب بناء على احتمال أن يكون فتواه عن رواية عامة لجميع الأعياد ] .
                    أرجو من القارئ العاقل أن يتأمَّل جيداً في كلمات الشيخ الأنصاري (قدس سره) ليُدرك ويفهم هذه الألفاظ الدقيقة منه (قدس سره).
                    ولن أذكر أي تعليق بشأنها، لأنَّ ما ذكرناهُ في البحثِ كافٍ لتبيين هذه الكلمات في ذهن القارئ .
                    ثالثاً:
                    لقد قال الإمام الشيرازي (قدس سره) في ( موسوعة الفقه ) ج15 ص400 السطر العاشر باستحباب الغُسل في اليوم التاسع من ربيع الأول، وقالَ بأنه عيد، مُعتمداً على رواية أحمد بن إسحاق القمي.
                    نقول: لقد أجبنا سابقاً على نفي العيد المزعوم.
                    وأشرنا إلى أن رواية أحمد بن إسحاق ضعيفة، بل مدسوسة.
                    وأشرنا إلى أنَّ متن هذه الرواية مملوء بالألفاظ التي تكفي لخروجها -ظاهراً - عن أصول المذهب.
                    وأشارَ الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره) في ( موسوعة الفقه ) إلى الكُتب التي اعتمدَ عليها في إثبات الاستحباب وهيَ (بحار الأنوار) و(زاد المعاد) و(زوائد الفوائد)، وقد تم التحقيق والتعليق -بالمُختصر المُفيد- على ما وَرَدَ في هذه الكُتب وذلك في الفصل الثاني من هذا الكتاب فراجع .
                    فـالكـلام الذي جـاء به الإمـام الشيـرازي (قدس سره) في ( موسـوعة الفقه )، وأيضاً في الرسالة العمليَّة لسماحته (قدس سره) ( المسائل الإسلاميَّة ) ص188 السطر الحادي والعشرين والمصدر الذي اعتمدَ عليه في إثبات استحباب الغُسل في التاسع من ربيع الأول غير دقيق.
                    رابعاً:
                    كُل من يُراجع الرسائل العمليَّة للفقهاء ويقرأها بعين العِلم والمعرفة يُدرك أنَّهم اجتمعوا على أنه لم يثبت لديهم استحباب الغُسل في التاسع من شهر ربيع الأول، وقد قالَ بعضهم أن الإتيان به من باب (رجاء المطلوبيَّة) فقط وفقط،لأنَّ الاستحباب لم تأتِ فيه رواية صحيحة وصريحة وواضحة، والمشهور عند أغلب الفقهاء أنهم لا يقولون بالغُسل في التاسع من ربيع الأول أصلاً.
                    خامساً:
                    لوكانَ الغُسل في التاسع من ربيعٍ الأول ثابتٌ بدليلٍ مُعتبر فلماذا لم يذكره السيد نعمة الله الجزائري (قدس سره) في كتابه الفقهي المعروف ( التحفة السَّنِيَّة ) وغيره مِنْ كُـتُبــِهِ الفقهية؟!
                    عِلماً أنه (قدس سره) تناول في هذا الكِتاب ج1ص447 السطر السابع عشر مسألة الأغسال المندوبة "المُستحبة" بشكلٍ واضحٍ ومُفصَّل، ولم يذكر (قدس سره) مِن جُملتها غُسل التاسع من ربيع الأول أبداً !!
                    مع مُلاحظة أنَّه (قدس سره) قالَ في مُقدمة هذا الكتاب ج1 ص12 السطر الحادي عشر مانصه: [ واعتمدت فيه غالباً في إيضاح العِبارات وإفصاح الإشارات على ما وقعَ إليَّ من كلام المُصنِّف في سائر كُتبه وفوائده، لأنه أعلم بمقاصده، وكذا في نقل الإجماعات والأقوال ونقد الأخبار بحسب الرجال إلا فيما بان لي نادراً رُجحان خلافه بعد إجالة النظر في أطرافه فليشبع في مواطن الاختلاف البخت والتنفير لتحقيق الحال وتخليص البر مِنَ الشعير..] .
                    ولِذا نقول:
                    أولاً:
                    إن كانَ العلامة الجزائري (قدس سره) يؤمن بصحةِ الرواية التي تُشير إلى فضل اليوم التاسع من ربيع الأول والتي ذَكَرَها (قدس سره) في ( الأنوار النعمانية ) -كما أشرنا إليه-[2] فإنَّ تلك الرواية تُشير أيضاً إلى التأكيد على استحباب الغُسل في التاسع من ربيع الأول، فلماذا لم يذكر (قدس سره) استحباب الغُسل في التاسع من ربيع الأول في (التحفة السنية) من باب التعبُّد بهذهِ الرواية إن كانَ (قدس سره) يؤمن بصحتها وصحَّة التَّعبُّد بها؟!
                    وإن كانَ (قدس سره) لا يؤمن بصحتها فالكلام مُنتهٍ!!
                    ولِذا.. فإنَّ الحُجَّة التي يُطنْطِنُ بها بعض السُّـذَّج باستنادِهِم إلى كتاب ( الأنوار النعمانية ) تُصبح واهية وهشَّة.
                    ثانياً:
                    ربما يقول قائل بأنَّ كتاب ( الأنوار النعمانية ) كَتَبهُ السيد (قدس سره) بعد ( التحفة السنية )، أي أنَّ الكلام الذي في ( التحفة ) منسوخٌ بالكلام الذي في ( الأنوار ).
                    فنقول: هذا اشتباه كبير، وفيه إشارة إلى جهل القائل، لأن العلامة الجزائري (قدس سره) كانَ يُشير في بعض الموارد من كتابه ( التحفة السنية ) إلى كتابه الآخر ( الأنوار النعمانية ).. فتأمَّل .
                    وأيضاً مما ثَبتَ لنا بالتحقيق الدقيق أنَّ العلامة الجزائري (قدس سره) كَتَبَ ( التحفة السنية ) قبلَ وفاته بسنواتٍ قليلة، أي أنه (قدس سره) كانَ على درجةٍ عاليةٍ من النضج الفقهي والاستدلالي بخلاف لو كانَ كَتَبَهُ في أيَّام شبابه،وحتى بقيَّة الكتب الفقهيَّة التي كتبها (قدس سره) بشكلٍ مُفصلٍ في السنوات الأخيرة في حياته (قدس سره) لم يَذكر فيها شيء عن استحباب الغُسل في التاسع من ربيع الأول.

                    تعليق


                    • #25
                      ثالثاً:
                      إنَّ الكلام السابق ينطبق أيضاً على كتاب ( بحار الأنوار ) للعلامة المجلسي (قدس سره)، فإنه ذكرَ الرواية التي عن فضل التاسع من ربيع وفضل الغُسل فيه كما أشرنا سابقاً[3] ودَافَعَ عن الرواية بقوَّة، ولكنه في ج32 ص231 السطر الأول عندما تناولَ أقسام وأنواع الأغسال المندوبة لم يذكر مِن جُملتها غُسل التاسع من ربيع الأول أصلاً !!
                      فلماذا هذا ؟!!
                      وهل هذا الغُسل مندوباً أم لا عند العلامة المجلسي (قدس سره)؟!
                      فإن كانت الرواية التي ذكرها صحيحة فليَـتَعَـبَّد بها ؟!
                      وإن كانت غير صحيحة فلماذا هذا الدفاع غير الموزون عنها؟!
                      وباختصار أقول: بما أنَّ الرواية الوحيدة المُعتمد عليها في التاسع سقطت، فإنَّ المأخوذ منها يسقط أيضاً كالغُسل أو الصوم.
                      ولا اُريد التعليق في هذا المجال أكثر من ذلك التزاماً مِنَّا بما قلناهُ سابقاً وهو مُراعاة الاختصار الشديد .
                      سادساً:
                      الذي يُراجع أغلب المصادر الفقهية الاستدلالية الرئيسية الضخمة للعُلماء الأعلام والفقهاء العِظام يُلاحظ أنَّ بعض العُلماء لم يذكروا غُسل التاسع من ربيع الأول أصلاً، وبعضهم ذَكَرهُ من باب النفي، وبعضهم ذكرهُ من باب أنه لم يثبت عندهم ولكن يُؤتى به رجاءً، وأمَّا القِلَّة القليلة جداً الذين يقولون بالغُسل فإنهم لم يستندوا إلى ركنٍ وثيق أو دليل يُعتمد عليه، وقد اطلعنا على أدلتهم.
                      ولِذا نقول أن المشهور بين الفقهاء هو أن الأغسال المُستحبة هي (28) غسلاً فقط وفقط، ولا وجود لغسل التاسع من ربيع الأول أو غُسل السادس والعشرين من ذي الحجة بينها .
                      وهُنا مُلاحظة: لقد ذهبَ جمعٌ مِنَ الفقهاء العِظام إلى أنَّ الغُسل مُستحبٌ في نفسه دون أن يقصد المُغتسِل أيَّة غاية مِنَ الغايات المنصوص عليها، وقد اعتمدَ هؤلاء الفقهاء على آيةٍ كريمةٍ وحديثٍ شريفٍ عن رسول الله (ص) وروايةٍ عن الإمام الصادق (ع).
                      وفي المُقابل أيضاً ذهبَ جمعٌ من الفقهاء العِظام إلى أنَّ الآية والحديث والرواية تُشير إلى استحباب أن يكون الإنسان دائماً على وضوء فقط وفقط ولا يُفهم منها استحباب الغُسل مُطلقاً، ولديهم إشارات واستدلالات رائعة في هذا الميدان.
                      وأيضاً ذهبَ جمعٌ من الفقهاء العِظام إلى نفي ورفض القول الأول والثاني..، ولديهم أيضاً إشارات واستدلالات رائعة وقوية في هذا الميدان، ولهذا الموضوع بحثٌ وتحقيقٌ فقهيٌّ طويلٌ جداً لا مجالَ لذكرهِ في هذهِ العُجالة، وأيضاً التزماً مِنّا جانب الاختصار الشديد، وأيضاً لكي لا نخرج عن الموضوع الأساس، وإذا شَمَلَتنِي التوفيقات الإلهية سأكتب دراسة خاصة في هذا الموضوع إنشاء الله.
                      سابعاً:
                      نقول للقائل باستحباب الغُسل أو الصوم في السادس والعشرين من ذي الحجة أو في التاسع من ربيع الأول ما يلي:
                      أولاً:
                      كيف يستحب الغُسل أو الصوم في السادس والعشرين من شهر ذي الحجة لهلاك عمر بن الخطاب مع أنَّ هلاكه كانَ في التاسع والعشرين من ذي الحجة ؟!
                      لأنه بعد أن طُعِنَ في السادس والعشرين بقيَ إلى اليوم التاسع والعشرين على فراش هلاكه.
                      ولهذا قالَ صاحب (السرائر) (قدس سره) باستحباب صيام هذه الأيام الثلاثة!!، وهذا كلامٌ عاطفيٌّ وليس استدلالياً،وفيه إفراط، وليس فيه نَص، لم يقُل به الفقهاء العِظام والعُلماء الأعلام إطلاقاً، ولِذا لا نحتاج إلى التعليق عليه.
                      ولا أدري إن كانَ صاحب ( السرائر ) (قدس سره) يقول باستحباب الغُسل أيضاً في هذه الأيام الثلاثة؟!!
                      فإن كانَ يقول بذلك فتلكَ مُصيبة اُخرى، وعشوائيَّة غير مقبولة من عالِمٍ كبيرٍ وعملاق، لكنه لا يقول به.
                      ولا أعلم كيف قالَ بالأول؟!!
                      وعلى ماذا اعتمد في قوله؟!!
                      وإلى أي ركنٍ وثيقٍ استندَ في إثبات هذا الاستحباب؟!!
                      ولكنه قولٌ شاذ.. وعلى القارئ أن يتأمَّل في ذلك .
                      ولا يوجد نص صحيح وصريح أو حتى غير صحيح يقول باستحباب صيام أو غُسل اليوم السادس والعشرين أو التاسع والعشرين من ذي الحجة تحت هذهِ العلة المزعومة.
                      ثانياً:
                      أمَّا القائلين باستحباب الغُسل أو الصوم في التاسع من ربيع الأول عليهم أن يشرحوا ويُبيِّنوا متى طُعِنَ عمر بن الخطاب؟!
                      فإن كانَ قد طُعِنَ في اليوم التاسع من ربيع الأول، فهلاكه في اليوم الحادي عشر.
                      فيكون استحباب الغُسل أو الصوم -إن كانا صحيحين- في اليوم الحادي عشر من ربيع الأول.
                      وإن كانَ في السابع من ربيع فيكون هلاكه في التاسع منه.
                      ولكن اليوم السابع الذي يُفترض أنه طُعِنَ فيه عند القائلين باليوم التاسع من ربيع لم يذكره أحدٌ قط وقط.
                      كما أنَّ العُلماء والفقهاء والمؤرخين ذكروا في المُقابل اليوم الذي طُعِنَ فيه من ذي الحجة واليوم الذي هلكَ فيه أيضاً.
                      وأمَّا اليوم الذي طُعِنَ فيه عند القائلين باليوم التاسع فهو غير معلوم أصلاً، لأنهم لم يتعرَّضوا إليه إطلاقاً.
                      ألا يحتاج ذلكَ إلى تأمُّل؟! ألا يحتاج ذلكَ إلى تحقيق؟!
                      ثالثاً:
                      هل يعرف القائلون باليوم التاسع من ربيع الأول أنَّ في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين للهجرة[4] لم يكن أبو لؤلؤة[5] موجوداً في المدينة المنورة إطلاقاً؟!!
                      لأنه لم يدخل المدينة المنورة لقتل عُمر بن الخطاب إلاَّ في شهر شوال سنة ثلاث وعشرون للهجرة، كما قالَ بذلك العلامة المُحقق الشيخ مرتضى الأربلي (قدس سره) في ( شرح الأحوال )، و العلامة المحقق السيد محمد جواد العاملي (قدس سره) في ( النخبة )، والعلامة المحقق الشيخ محمد مهدي الكاظمي القزويني (قدس سره) في ( التراجم )، والعلامة المُحقق الشيخ جمال الدين محمد بن إبراهيم النوري (قدس سره) في ( أسماء الرواة ) وغيرهم لا مجالَ لذكرهم في هذه العُجالة..، وعلى العاقل أن يتأمَّل.
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      [1]) وحتى مع العلل الأخرى فإنَّ الغُسل أو الصوم في السادس والعشرين من ذي الحجة لم يثبت، وقد اختلفَ الفقهاء في تحديد اليوم الذي تتوفر فيه العلل الأخرى أيضاً.
                      [2]) تمت الإشارة والتعليق على كتاب ( الأنوار النعمانية ) في الفصل الثاني، في بحث الكتاب السابع.
                      [3]) تمت الإشارة والتعليق على (بحار الأنوار) في الفصل الثاني، في بحث الكتاب الثاني.
                      [4]) وهي السنة التي طُعِنَ فيها عمر بن الخطاب.
                      [5]) وهو الذي طَعَنَ عمر بن الخطاب واسمه ( فيروز ) وهو عبد عند المُغيرة بن شعبة

                      تعليق


                      • #26
                        الصوم:
                        نختصر الجواب على ذلك في القسمين التاليين:
                        القسم الأول:
                        لم يرد إطلاقاً في النصوص الشرعية الصحيحة استحباب الصوم
                        في اليوم التاسع من ربيع الأول، كما قال صاحب (التوضيح) (قدس سره) ج4 ص248 السطر العاشر، فلذا لا حاجة لنا للخوض فيه، وقد قالَ بعض الفقهاء بأنه: [ ليس فيه صوم ][1] .
                        والذين قالوا باستحباب الصيام فيه لم يعتمدوا على روايةٍ صحيحةٍ أبداً، وهو قولٌ شاذ جداً أكثر من قول القائلين بالغُسل.
                        هذا بالنسبة إلى صيام اليوم التاسع من ربيع الأول .
                        أمَّا صيام اليوم التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة فإننا نتناول البحث فيه باختصارٍ شديدٍ في القسم الثاني الآتي.
                        القسم الثاني:
                        هُناك كلامٌ نقله ابن طاووس (قدس سره) في (الإقبال)ص861السطر التاسع ونسبه إلى الشيخ المُفيد (قدس سره) في(حدائق الرياض) بأنه يُستحب صيام اليوم التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة لهلاك عمر بن الخطاب.
                        والجواب على ذلك في النقاط التالية:
                        النقطة الأولى:
                        لم يثبت عند العُلماء الأعلام استحباب الصوم في هذا اليوم، بل ولم يذكُروهُ أصلاً في مسائل الصوم المندوب لهذا السبب المذكور أو غيره، وقالَ العلامة السيد مرتضى الجناحي (قدس سره) في(كتاب الصوم)ج4 ص110 السطر الثالث ما نصه: [ وصوم اليوم التاسع والعشرين منه -أي من ذي الحجة- لا دليل عليه،ولم يرد في ذلك خبر مُعتبر، وما ذكره السيد الجليل في الإقبال عن حدائق الرياض ليس دقيقاً]، وقد قالَ بنفي الاستحباب أيضاً عن اليوم التاسع والعشرين من ذي الحجة العلامة السيد محمد جواد القمي (قدس سره) في ( التوضيح ) والشيخ هادي الشيرازي (قدس سره) في ( البيان )، بل ولم يُذكَر هذا الصيام حتى من باب ( الرجاء ) على الأقل، ولمن أراد أن يطلع أكثر فعليه أن يُراجع الكُتب الفقهية الرئيسية الضخمة ليجد أن العُلماء الأعلام والفقهاء العِظام لم يذكروا استحباب صيام هذا اليوم أصلاً .
                        النقطة الثانية:
                        لقد تفرَّدَ السيد الجليل ابن طاووس (قدس سره) بهذا الاستحباب المنقول عن (حدائق الرياض)، ولم يرد في كُتب الفقهاء العِظام والعُلماء الأعلام شيء بهذا الخصوص أبداً، ويمكن للقارئ الكريم أن يُراجع ويُحقق في الكتب الفقهيَّة الرئيسية، والرسائل العمليَّة أيضاً، ليجد أنه لم ينقل ذلك عن الشيخ المُفيد (قدس سره) أحدٌ قط في الكتب المُعتبرة، باستثناء السيد الجليل ابن طاووس (قدس سره) فقط وفقط، وقالَ (قدس سره) أنه نقَلَ استحباب الصوم في التاسع والعشرين من ذي الحجة من كتاب الشيخ المُفيد (قدس سره) ( حدائق الرياض ).
                        وهُنامُلاحظة مُهمة، وهي:أنَّ السيد ابن طاووس (قدس سره) قال في ص614 السطر الثاني والعشرين مِنَ ( الإقبال ) ما نصه: [ وعندنا الآن به نسخة عتيقة[2] لعلها كُتِبَت في زمانه[3] ]، وأشارَ إلى ذلك العالِم الكبير آغا بزرك الطهراني (قدس سره) في ( الذريعة ) ج6 ص286 .
                        ولِذا.. لم نقرأ أن فقيهاً من الفقهاء أو عالِماً مِن العُلماء نقلَ شيئاً من كتاب (حدائق الرياض) مُباشرةً،مما يُشير إلى أن الكتاب كانَ
                        عند السيد ابن طاووس (قدس سره) فقط، ولا نعلم أين هو الآن.
                        النقطة الثالثة:
                        قال العلامة السيد محمود الديَّاب (قدس سره) مُحقق كتاب ( الإقبال ) في هامش ص1001 السطر الثاني ما نصه:[ لم نعثر على هذا الكتاب ( حدائق الرياض ) للشيخ المُفيد ] .
                        النقطة الرابعة:
                        لو سلَّمنا أن الشيخ المُفيد (قدس سره) نَقَلَ ذلك فلا يعني أنَّ الحُجَّة بالِغة، والألسُن تخرس، وباب الحوار مُغلق، وانتهى كُل شيء!
                        كلا..
                        بل نبقى نقول: لم يثبت ذلك بروايةٍ صحيحة صريحة، أو حتى بروايةٍ ضعيفة .
                        لانَّ كلامنا ليس فيمن كَـتَبَ الرواية في كتابهِ..
                        سواء كانَ الشيخ المُفيد (قدس سره).. أو الشيخ الصدوق (قدس سره)..
                        أو الشيخ الطوسي (قدس سره).. أو العلامة المجلسي (قدس سره)..أوغيرهم.
                        كلا.. وإنما الكلام حول صحَّة الرواية .
                        النقطة الخامسة:
                        لا ننسى أنَّ هذا الاستحباب الضعيف الذي تفرَّدَ به ابن طاووس (قدس سره) هو لليوم التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة وليس لليوم التاسع من شهر ربيع الأول .
                        النقطة السادسة:
                        لو سلَّمنا بما جاء في ( حدائق الرياض ) للشيخ المُفيد (قدس سره) فإن ذلك يفتح لنا أبواباً واسِعة للبحث، ولكن أكتفي بالإشارة -على نحو الاختصار الشديد- إلى أن ما هو مكتوبٌ في ( حدائق الرياض ) منسوخٌ بما جاء في كُتب الشيخ المُفيد (قدس سره) الأخرى، إذ لم يذكر الشيخ (قدس سره) هذا الاستحباب في ( المقنعة ) ص363 السطر الخامس عشر مع أنه تناولَ أنواع الصوم المندوب بشكلٍ مُفصلٍ وليس على نحو الإيجاز والاختصار،إضافةً إلى أنَّ الشيخ (قدس سره) لم يذكر هذا الاستحباب في كُل كتبه الفقهية التي كتبها في حياته.. فتأمَّل .
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                        [1]) مثل السيد الكاشاني في (المصابيح) والشيخ الكفعمي في (المصباح) وغيرهما.
                        [2]) أي من كتاب ( حدائق الرياض ) .
                        [3]) أي في زمان المؤلف وهو الشيخ المُفيد.

                        تعليق


                        • #27
                          ملاحظات مهمة في نهاية البحث:
                          الملاحظة الأولـى:
                          نأمل من القارئ الكريم أن يستوعب البحث كامِلاً، حتى تكتمل المُعالجة المقصودة من هذا البحث في ذهنهِ، وإذا أحسَّ القارئ بعدم الاستيعاب لبعض المطالب نأمل منه قراءة البحث كامِلاً مرةً ثانية وثالثة، أمَّا الإنسان المُتعصِّب فلا يستفيد من قراءة الكتاب، لأنَّ التعصُّب دليل الجهل -عادةً-، وأمَّا الذي تنوَّرَ بنور العِلم والمعرفة فإني أطلب منه أن ينتقل للمُلاحظة الثانية .
                          المُلاحظة الثانية:
                          نأمل ونرجو ونتمنى ممن يمتلك القدرة العلميَّة على مُناقشة ما ذكرناهُ في هذا البحث المُختصر أن يكتب كتاباً مُستقلاً في ذلك،لأنَّ الباب مفتوح للجميع،ولا مكانَ للتعصب عندنا أبداً، ولكن اُريد أن اُوَجِّـهُ نَظرهُ إلى شيئين مُهمين أساسيين:
                          الشيء الأول: أتمنى منه أن يقرأ الكتاب كامِلاً بتأمُّل .
                          الشيء الثاني:أتمنى منه أن لا يُناقش بعض الفقرات ويترك البقية، وإنما يُناقش كُل ما ذكرناهُ مِنْ وُجوهٍ وأقسامٍ ونُقاط .
                          الملاحظة الثالثة:
                          ما ذكرناهُ في هذا الكتاب لا يُلغي الفرح والسرور بهلاك عُمر بن الخطاب[1] وابن أبي قحافة وعُثمان وحتى هلاك الحُكَّام الطُّغاة في الدولة الأمويَّة والعباسيَّة وإلى يومنا هذا، فإنَّ هلاك الظَّالِم نِعمة عظيمة وسرور للمؤمنين، ولكن نُريد عقلنة هذا الفرح والسرور .
                          هذا آخر ما أردنا ذكرهُ في هذا البحث المُختصر جداً .
                          نسأل من الله أن ينفع بهذه السطور كل مؤمن ومؤمنة بحق محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
                          [1]) وهُنا مُلاحظة لطيفة وهي: لَمَّا طُعِنَ عُمر بن الخطاب قال -كما أجمعَ عليه عُلماؤهم-: ( آه قتلني الكلب )، وفي رواية أُخرى قال: ( آه أكلني الكلب )، وفي رواية أُخرى قال: ( آه دونكم الكلب فقد قتلني ) .
                          ولَمَّا ضُرِبَ بطلُ الإسلام الأول علي بن أبي طالب (ع) في محرابهِ قال -كما أجمعَ عليه المسلمون-: ( فزتُ وربِّ الكعبة ) .
                          أخي القارئ: من هُنا يتبيَّن لنا الفرق بين ألفاظ التربية الجاهليَّة، وألفاظ الذي تربَّى بين يدي زعيم البشريَّة النبي الأعظم محمد (ص)، ويقول عُلماء النفس أنَّ كَلِمَة عُمر تُشير إلى رغبتهِ في الدنيا، وتُشير إلى أنَّ في داخلهِ بذور الرفض للقضاء الإلهي، وتُشير إلى أنه في أقل درجات الإيمان.. وغير ذلك من الأمراض النفسيَّة الخطيرة، ولمعرفة المزيد راجع كتاب (علم اللغة النفسي) للبروفسور جمال محمد عيضة، (عِلمُ نفس الألفاظ) للدكتور محمود الدهيمة، ( موقف وكلمة ) للدكتور برهان ضيجة، ( عِلمُ نفس الإشاعة ) للدكتور هارل كانتر، ( سيكولوجيا الكلمة ) للدكتور محمد رضا الحلي.
                          وإذا أرادَ القارئ مُراجعة الكلمة التي قالها عُمر أو معرفة الهستيريا الخطيرة التي صارت عند ولده عبيد الله وكيف أنه أخذ يقتل الناس الأبرياء عشوائياً من أجلِ دم أبيه، فليقرأ الكتب التالية: ( صحيح البخاري ) ج4 ص204، ( تأريخ الإسلام ) للذهبي ج3 ص277، ( عمدة القارئ ) للعيني ج16 ص208، ( شرح العقيدة الطحاوية ) لابن أبي العز الحنفي ص541، (المبسوط) للسرخسي ج1 ص196، ( بدائع الصنائع ) لأبي بكر الكاشاني ج1 ص221، ( السنن الكبرى ) للبيهقي ج3 ص113، ( فتح الباري ) لابن حجر ج7 ص50، (المُصنَّف) لابن أبي شيبة الكوفي ج8 ص575، (صحيح ابن حبان ) ج15 ص35، ( كنز العمال ) للمتقي الهندي ج5 ص728، ( الطبقات الكبرى ) لابن سعد ج3 ص337، ( تأريخ مدينة دمشق ) لابن عساكر ج44 ص409، ( تاج العروس ) للزبيدي ج1 ص113، ( نيل الأوطار ) للشوكاني ج6ص160، ( بغية الباحث ) للحارث بن أبي أسامة ص185، ( تأريخ المدينة ) لابن شبه النميري ج3 ص897، ( الإمامة والسياسة ) لابن قتيبة الدينوري ج1 ص39، ( عمر بن الخطاب ) للبكري ص316، ( فقه السُّنة ) للسيد سابق ج1 ص241، ( أُسد الغابة ) لابن الأثير ج4 ص74، وعشرات الكتب الأخرى .
                          وفي المُقابل اسألوا عُلماء النفس عن الكلمة التي قالها الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وانظروا ماذا كتبوا حولها، حتى تعرفوا عظمة إمامنا (ع) .
                          وقد قالَ أحد الحاقدين في كتابهِ بأنَّ الإمام علي (ع) قالَ نفس الكلمة التي قالها عُمر، وهذا كذبٌ صريح، ومُخالِف لِما جاء به السنة والشيعة، وقد ردَّ عليه الكثير من السنة في أنَّ هذه الكلمة لم تجري على لسان علي (ع) حينما ضربهُ ابن مُلجم .
                          وقالَ بعض الناس الذين اشتبهوا في النَّقل أنَّ الإمام علي (ع) قالَ حين ضَربهُ ابن مُلجم: ( فزتُ ورب الكعبة قتلني ابن اليهوديَّة )، وهذا خطأ كبير لم يذكرهُ أحدٌ من عُلمائنا الأعلام في كتبهم المُعتبرة، وهُناك بعض الكتب غير المُعتبرة والشاذة نقلت ذلك اشتباهاً، وإذا كانَ هُناك خطيبٌ يقول هذه العِبارة فهو مُخطئ قطعاً وعليه أني ُحقق حتى لا يظلم نفسه، لأنَّ إجماع المُسلمين أنه قال (ع): ( فزتُ ورب الكعبة ) فقط وفقط..، فتأمَّل.

                          تعليق


                          • #28
                            الإهداء


                            إلى الأوفياء لأئمتهم (ع)..
                            إلى أصحابي الأعزَّاء..
                            إلى الرجال المُخلصين..
                            إلى الشباب المؤمنين..
                            إلى الأبطال العاملين في مؤسسة الولاية العالمية..


                            أُهدي ثواب هذا العمل المُتواضع




                            خادمكم الصغير


                            محمد حسين الرجائي الأصفهاني

                            تعليق


                            • #29
                              استعد ايها الفاضل للتشكيك في نسبك فهذا ما انتهجه القوم الان !!!!


                              ثانياً : واما فرحة الزهراء فليس له وجود في العصور المتقدمة للطائفة بل هذا شيء ابتكره المتاخرون وتحديدا زمن السيد محمد مهدي بحر العلوم في سنة 1206هـ ، ولم يكن بهذا الاسم اطلاقاً بل ولم يرد في ذلك الا رواية اسحاق بن يعقوب عن الامام الحسن (ع) في الاحتجاج والذي كان فيه الامام (ع) يحث اصحابه على الاحتفال بيوم تتويج الامام المهدي (ع) لصدراة الخلافة والإمامة العامة لاقامة العدل في البلاد والعباد ، ولكن لما كان بعد الماساة عرفاً هناك فرح ليزيل الهم والحزن اقترح البعض ان يسمى ربيع الأول بالفرح حتى يذهب ذلك الحزن من جراء ما وقع في محرم وصفر ، وهذه حالة عرفية سيالة في كل القوانين العرفية العامة والخاصة ، فترى بعد التعب راحة وبعد شهر الصيام عيدا وبعد الحج وتعبه عيدا وبعد تعب ايام الاسبوع الجمعة عيداً وهكذا ، فلا تخرج هذه الحالة من هذه القاعدة ، وفي شهر ربيع الاول فعلا كانت هناك مراسيم تتويج الامام لقيادة البلاد والعباد وما اوعده الله على يديه لانقاذ البشرية ، فكانت هناك تلك الفرحة ، وانما سميت بفرحة الزهراء لأنها تمثل الشيعة قاطبة وليس لأنها الزهراء حصراً ، ولأن الفرحة هي فرحة تحقيق امنية الله في ارضه وعباده وتحقيق امنية الانبياء والرسل ، ولكن للأسف حاول البعض تشويه هذه الفرحة بالدس فيها بالخزعبلات واظهار الأحقاد بين المسلمين واصبحت اداة للتفرقة في فترة من فتراتها ، ولم يحسنوا التعامل معها دينياً وأخلاقياً.

                              تعليق


                              • #30
                                الكتاب الذي رد عليه ستجده في هذا الموضوع
                                وهنا الخلاصه

                                http://www.yahosain.org/vb/showthrea...=158760&page=7

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X