كلا أقصد ما نقلته أنت عن العسقلاني قوله: "وفيه أن غير النبي ولو بلغ من الفضل الغاية ليس بمعصوم"..
فالعقل هنا لايمنع من وجود معصوم لان هذا الشيء ليس بمحال عقلا
ولكن بما ان الوحي انقطع حسب ماثبت في النقل فلن يصل انسان الى ماوصل اليه النبي عليه الصلاة والسلام
فالعقل هنا لايمنع من وجود معصوم لان هذا الشيء ليس بمحال عقلا ولكن بما ان الوحي انقطع حسب ماثبت في النقل فلن يصل انسان الى ماوصل اليه النبي عليه الصلاة والسلام
.
ما علاقة الوحي بالعصمة فالعسقلاني ربط العصمة من اقتراف المعاصي بالحماية من وساوس الشياطين و ليس بتأييد الوحي
أخي الفاضل لا ينبغي له أن يغاضب من هو أفضل منه ، وفيه جواز مدح المرء في وجهه ، ومحله إذا أمن عليه الافتتان والاغترار . وفيه ما طبع عليه الإنسان من البشرية حتى [ ص: 32 ] يحمله الغضب على ارتكاب خلاف الأولى ، لكن الفاضل في الدين يسرع الرجوع إلى الأولى كقوله تعالى : إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا . وفيه أن غير النبي ولو بلغ من الفضل الغاية ليس بمعصوم .انتهـ
قلتُ : كلام الأخ الكريم على أنَّ العصمة المذكورة في كلامه الذي وضعته في أول الموضوع أي العدالة لا أعتقد وقوعه لأنَّ ابن حجر قرن بين عصمة الأنبياء وعصمة غيرهم ولا يمكن أن يتغير كلامه من الكلام عن مفهوم معين إلى الكلام عن مفهوم أخر في جملة واحدة إلا عندما ينوه إلى ذلك ، أضف إلى هذا أنَّ الكلام الذي استشهدتَ به إنما يتكلم عن العصمة في ملازمة الأولى ، فابن حجر يقول هم ليسوا معصومين في ذلك وعليه فيكون كلامه محمول على عدم العصمة في ترك الأولى ، وهذا ليس منافي لعصمتهم .
الأمر الثاني ؛ هناك شواهد على كلام ابن حجر :
1- في سير أعلام النبلاء للذهبي : (( قال الإمام الأوزاعي : مَنْ أَخَذَ بِقَولِ المكيين في المتعة ، والكوفيين في النبيذ ، والمدنيين في الغناء والشاميين في عصمة الخلفاء ، فقد جمع الشر.))
2- فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل : (( عن طارق بن شهاب قال : كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ عُمَرَ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ مَلَكٌ )) قلتُ : راجع الفضائل لأحمد وإسناد الرواية صحيح فراجعها .
3- السنة للخلال : (( أخبرني محمد بن عمرو بن مكرم قال ثنا إبراهيم بن هانىء قال سمعت بشر بن الحارث يقول رفع الخطأ عن أبي بكر وعمر )) ، وسنده صحيح فراجع .
4- فتح الباري لابن حجر : (( وفيه تقوية لاحد الاحتمالين في قوله صلى الله عليه وسلم عن أهل بدر إن الله قال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وأن الراجح أن المراد بذلك أن الذنوب تقع منهم لكنها مقرونة بالمغفرة تفضيلا لهم على غيرهم بسبب ذلك المشهد العظيم ومرجوحية القول الآخر أن المراد أن الله تعالى عصمهم فلا يقع منهم ذنب نبه على ذلك الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة نفع الله به ))
قلتُ : وهذه كلها شواهد على صحة كلام ابن حجر المذكور أعلاه ..!!
تعليق