رغم إنشغالي ولكني آثرت على نفسي إلا أن أرد على مشاركة الأخ شعيب العاملي التي للأسف لم أجد فيها أي رد سوى كلام عام من علم الكلام يزينه بالعبارات البرّاقة التي عهدناه بها في المنتدى دون وجود رد بحديث أو آية قرآنية تثبت عكس ما نبحث عنه أو عكس تساؤلاتنا سوى تلميع جديد لأصحاب منهج الأصول ولكن لكي ننصف الأخ شعيب العاملي والذي أظنه رجل دين متفرغ في الحوزة نرد كالتالي على ما تفضل به
يقول
بعد أن قرأنا ما صدر منكم في المشاركات الأخيرة من عبارات القدح ومنها (العبث بدين آل محمد) (البدعة الأصولية) (سلب الأرواح) (سلب الأموال) (كيف سيعيش رجال الدين) (يميلون مع من يدفع أكثر) وغيرها من العبارات التي تشمل أغلب علماء الشيعة الإمامية، رغم وضوح الدليل في كل ما يُزعم كونه مأخذاً عليهم، وبما أنا لم نر إنصافاً ولا منهجية علمية دقيقة، وتلمّسنا خلطاً بين القواعد والتطبيق، نعيد البحث إلى جوهره بذكر جملة من الملاحظات التي ترتبط بالمسائل العامة ثم المسائل الفقهية الفرعية ضمن نقاط:
أقول أن المنهجية العلمية عند الأخ يبدو أنه يريدها بما يهواه وليس بما شرعته الشريعة فالأخ لم يجب إجابة علمية مثلاً عن تحليل الخمس في زمن الغيبة برواية تؤكد ذلك أو لم يجيب إجابة علمية مثلاً عن جواز تفخيذ الرضيعة دون الدخول بها بإجابة تتضمن قال الله عز وجل أو قال رسول الله أو قال المعصوم مثلاً فأي منهجية علمية تريدني أن أتحدث بها فهل تريدني أن أغلق عيني وسمعي ولساني عمّا صدر عن الثقلين وأتبع الرجال فقط أهَل هذه هي المنهجية العلمية عندكم ؟ ومن ثم أنا لم أصف علماؤكم بسوء فأهل البيت أشاروا لذلك وأنا إنما أنقل إليك ما قالوه وليس ما أقوله أنا فأنا فقير على أبوابهم أتبع آثارهم وأتغذى من علومهم ومن أفكارهم ولا أزاحمهم أو أنافسهم أو أسرق ألقابهم أو أدعي مقامهم بل أنا خادم لترابهم فلست ممن يقول الله يقول وأنا أقول أو ممن يقول المعصوم يقول وأنا أقول وإن تطابق قولي قولهم فإليهم التسليم ونحن مُسلِّمون لهم ولا يحق أن نبدي رأينا بعد رأيهم أيضاً فكفانا قوله تعالى
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا
ثم تقول
أولاً: إن في محاولة إسقاط أغلب علماء الإمامية بهذه الطريقة خدمة لأعداء المذهب دون شك، ومخالفة لمنهج آل محمد عليهم السلام دون ريب، ولسنا في مقام التشكيك بنوايا من يُقدم على ذلك، إلا أن حسن النية لا يكفي مع الإقدام على هذه السلوكيات !! وإن تطبيق بعض الروايات الذامة لجملة من العلماء على أغلب علماء الإمامية بعيد عن الحق والإنصاف، ومبتنٍ على أوهام وتكلّف وتحكّم واضح.. ولا يحتاج الجواب إلى أكثر من هذا..
بدايةً لا يوجد شيء إسمه مذهب بالمعنى الذي يتناوله الأصوليون كضروريات المذهب وخدمةً للمذهب أو من أصول المذهب هناك شيء إسمه دين أو فرقة وأما مذهب فهي تعني ما ذهبت إليه فئة من الناس على كل حال قد أكون مخطئاً بتقييمي لهذه الكلمة رغم أن من أسمانا مذهب هم الأصوليون ولكن لن نتوقف على ذلك .
وأما ما قاله الأخ شعيب العاملي إن في محاولة إسقاط أغلب علماء الإمامية بهذه الطريقة خدمة لأعداء المذهب دون شك
هذا ليس مني بل من آل محمد ومَن قال لك أصلاً أن علماء الأصول ليسوا هم من أعداء آل محمد ولو سلمنا بأنهم ليسوا كذلك فهل نحن كشيعة لدينا شيئاً مغطّى أو سرّي للغاية إذا تحدثنا به سوف نفضح أنفسنا به فالمكشوف مكشوف ولا يوجد عندنا شيء مخبأ كما أنت تعلم وأما إذا قصدك أن هناك أمور من المعيب طرحها كتفخيذ الرضيعة دون الدخول لكي لا نخدم أعداء المذهب كما تفضلت فهذا يعني أننا نعترف أننا إقترفنا ذنباً نستحي بالتحدث فيه أمام أعدائنا وهذه مصيبة أكبر لأنه غداً أمام الله عز وجل هناك الخوف والحياء والخجل مما إقترفناه وهذا مصداق قوله تعالى
يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً
فالواجب هنا أنه ينبغي أن نصلِّح أخي الكريم ما أفسدناه بأيدينا وأن لا نخشى في الله لومة لائم .
وقولك وإن تطبيق بعض الروايات الذامة لجملة من العلماء على أغلب علماء الإمامية بعيد عن الحق والإنصاف، ومبتنٍ على أوهام وتكلّف وتحكّم واضح
أرجو أن تشرح لي معنى وتحكّم واضح
حسناً هل روايات أهل البيت أوهام وتكلّف
هل إستثنى أهل البيت ؟
حسناً ماذا تقول في هذه الروايات
وهذه نماذج منها: في الكافي:8/307،عن أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيأتي على الناس زمان لايبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا إسمه، يُسمَّوْنَ به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء! منهم خرجت الفتنة واليهم تعود. ومثله ثواب الأعمال/301، وأعلام الدين/406
وفي جامع الأخبار/129: علماؤهم شر خلق الله على وجه الأرض. حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام، فتعجب الصحابة وقالوا: يارسول الله أيعبدون الأصنام؟قال: نعم كل درهم عندهم صنم.
وفي الكافي:1/52، عن المفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أكتب وبُثَّ علمك في إخوانك، فإن متَّ فأورث كتبك بنيك، فإنه يأتي على الناس زمان هرج لايأنسون فيه إلا بكتبهم. وعنه كشف المحجة/35، والإيقاظ/23
ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام) أنه قال: (في قوله تعالى {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله}، قال هذه لقوم من اليهود إلى أن قال وقال رجل للصادق (عليه السلام) إذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علمائهم
هناك الكثير ولكن أكتفي بذلك .
ثم تقول
ثانياً: إن المزايدة علينا وعلى منهج العلماء بشكل عام في أمور الاعتقاد مما لا ينفع في مقام الحوار العلمي، ولا في مقام الترويج لفكرة معينة، وهو أسلوب مرفوض جملةً وتفصيلاً !! وليس فيما يلتزم به العلماء أي دلالة على الطعنِ في آل محمد أو نسبة التقصير لهم (والعياذ بالله) ! بل الخلل كلّ الخلل في فهم من يقرأ كلماتهم دون تدبّر وتمحيص فينسب لهم ما هم منه براء !! مع تصريحهم بحقيقة اعتقادهم بمكانة وعظمة آل محمد عليهم السلام بما لا يدانيه أحد من الخلق.
ومن الطبيعي أن لا يفهم كل أحد كل كلامٍ لهم (عليهم السلام) لسبب برتبط بالسامع أولاً وبالظروف ثانياً.
أما السامع فعليه أن يميز المحكم من المتشابه في كلماتهم والعام من الخاص ويرجح بينها، وهذا لا يتيسر لكل أحد، وإن فهم السامع المباشر منهم في أيامهم تكليفه مباشرة، لكن ذلك في زماننا ليس على نفس الصورة.
والسبب الآخر يعود للظروف التي مرت على شيعة آل محمد مما أدى لضياع الكثير من التراث الذي نقل عنهم، وكان جملة مما صدر منهم صادراً تقية يحتاج الى تمييز عن غيره بالمرجحات، ومنه بعدنا عن عصر النص وفهم الكلمات وغير ذلك.
هذه من أضعف مشاركاتك مع إحترامي لك بحيث تقول
بل الخلل كلّ الخلل في فهم من يقرأ كلماتهم دون تدبّر وتمحيص فينسب لهم ما هم منه براء
وبعدها
ومن الطبيعي أن لا يفهم كل أحد كل كلامٍ لهم (عليهم السلام)
وهذا إتهام خطير لآل البيت بالتقصير في إفهام الناس وكيف لا وهم القائلون لقد أمرنا الله أن نكلم الناس على قدر عقولها
ولم يقولوا بعض الناس أو فقهاء آخر زمن حتى تأتي وتقول كلا أهل البيت كلامهم غير مفهوم للناس .
وبعدها تقول أما السامع فعليه أن يميز المحكم من المتشابه في كلماتهم والعام من الخاص ويرجح بينها، وهذا لا يتيسر لكل أحد، وإن فهم السامع المباشر منهم في أيامهم تكليفه مباشرة، لكن ذلك في زماننا ليس على نفس الصورة.
أتمنى توضيح المسألة أولاً كيف يرجح بينها ثانياً ماذا تعني بأن فهم السامع المباشر منهم في أيامهم تكليفه مباشرة، لكن ذلك في زماننا ليس على نفس الصورة ؟
فهل عقل ايام زمان عند الناس يختلف عن عقلنا اليوم مثلاً أو ماذا ؟
ثم تقول والسبب الآخر يعود للظروف التي مرت على شيعة آل محمد مما أدى لضياع الكثير من التراث الذي نقل عنهم، وكان جملة مما صدر منهم صادراً تقية يحتاج الى تمييز عن غيره بالمرجحات، ومنه بعدنا عن عصر النص وفهم الكلمات وغير ذلك.
عجيب يعني الدين ضاع منه فلم يقدر الله أن يحفظه
وَلنَقُل أقلها يحفظ الأساس منه فإن كان كذلك وأنتم تعتبرون التراث ناقص ولم يتم حفظه كله فما يدريك بأن المفقود منه هو لصالحكم كأصوليين أو ليس ضدكم أيضاً وأما التقية فبالله عليك ما هو الهدف من أن يتقي الإمام وهو يروي الرواية مثلاً فقط أمام أبو بصير أو يونس بن عبد الرحمن أو سدير الصيرفي أو المفضل وغيرهم ؟
ثم تقول
ثالثاً: إن أكثر المآخذ على العلماء الأصوليين راجعة إلى عدم فهم حقيقة ما التزموا به.
ومن ذلك مثلاً ما بيّناه من كون استدلالهم بالدليل العقلي غير متنافٍ مع تمامية الدين وكماله، ولا يلزم من كون العقل مصدراً للتشريع ان يدرك العقل كون صلاة الصبح ركعتين، والدليل على ذلك أنه لا يمكن أن يُستنبط ذلك حتى من القرآن الكريم الذي يُعدّ أول أدلة التشريع، وما يجيب به المعترض نجيب به هنا..
وكلّ الإشكال يرجع إلى عدم فهم الدليل العقلي عند الأصوليين، فمن أراد الإشكال عليهم عليه أن يقرّر لنا أولاً ما فهمه من كلماتهم التي عدوا العقل فيها دليلاً ليتبين أنه قد فهم فعلاً ما قالوه، ثم يشكل عليهم بإشكال واضح ومحدد لننظر في تماميته من عدمها.
ففي قولك ومن ذلك مثلاً ما بيّناه من كون استدلالهم بالدليل العقلي غير متنافٍ مع تمامية الدين وكماله
هذا رد على المعصوم لأن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة
كما قال قال السجاد (ع) : إنّ دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقاييس الفاسدة ، ولا يصاب إلا بالتسليم ، فمَن سلّم لنا سلم ، ومَن اهتدى بنا هُدي ، ومَن دان بالقياس والرأي هلك ، ومَن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا ، كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهو لا يعلم
وأما قولك ولا يلزم من كون العقل مصدراً للتشريع ان يدرك العقل كون صلاة الصبح ركعتين، والدليل على ذلك أنه لا يمكن أن يُستنبط ذلك حتى من القرآن الكريم الذي يُعدّ أول أدلة التشريع
هذا غريب أن يصدر من رجل دين مثلك فالقرآن مصدر تشريع وشرَّع الصلاة وجاء أهل البيت ليوضحوا ويبينوا الفرائض والأحكام فإذاً الكتاب والعترة مرتبطين ببعضهما البعض ولن يفترقا والتمسك يكون بهما وأما العقل فهل يستطيع أن يشرِّع فريضة الحج مثلاً فهذه من القرآن حتى لا تقول لي في المرة القادمة أن هناك أمور في السنة لا توجد في القرآن فيكون العقل كالقرآن مشرِّع مثله أو أحد مصادر التشريع مثله فأقول لك كلا فالقرآن وضع العناوين والسنة فصَّلت ذلك وأما العقل فدوره إرشادي وليس تشريعي وهناك فرق بين الإرشاد والتشريع .
ثم تقول
رابعاً: الأمر نفسه ينطبق على قاعدة رجوع الجاهل إلى العالم، فإنها قاعدة عقلائية وليست ناظرة إلى مدلول الرواية التي تقسم الناس إلى (عالم ومتعلم)، فلا ريب أن من تعلّم حتى أصبح عالماً يعد عند العقلاء عالماً، وإن كان علمه كسبياً.. وإلا لم يصح إطلاق لفظ العالم على أي شخص غير المعصوم ممن لم يكن علمه لدنياً.. وتوهم معارضة ذلك لما في الرواية واضح البطلان..
واختصاص التقليد بغير المعلوم تامّ لأن التقليد عبارة عن الرجوع فيما لا يعلم إلى العالم، ولا وجه لشموله للمعلوم، فلا نحتاج إلى رواية خاصة بذلك.. إذ لا مجال للتقليد مع العلم.
كذلك لا نحتاج لرواية تثبت صحة العمل بالتقليد بعد كونه سيرة عقلائية قطعية لم يرد الردع عنها، ومن يدّعي الردع عنها عليه ان يأتي بالدليل، وكل ما ادعي دلالته على ذلك غير تام.
على أن المستشكل لم يدرك حقيقة المراد من الرواية (ترد على أحدهم القضية...) فإنها تتحدث عن المصوبة وهذا واضح جداً بقرينة (فيصوب آراءهم جميعاً) وليس في علماء الشيعة من يقول بالتصويب بل يشنعون على المخالفين فيه !! والاختلاف الواقع بين الأصوليين أنفسهم حاصل بنفسه بين الأخباريين، فلو كان طعناً لعمّ الجميع ! ولو كان هناك وجه للوصول إلى حقائق الامور ووقائعها بمجرد النظر لما احتاج أحد من العلماء حتى الأخباريين للبحث والتدقيق والتحقيق ولكانت النتيجة التي وصلوا إليها واحدة..
والأمر نفسه ينطبق على الإجماع حيث أن الاختلاف في الفتوى مع دعوى الاجماع كالاختلاف في الفتوى مع نقل الروايات عن الامام وهذا مشترك بين الاصوليين والاخباريين !
حسناً سوف أتحدث على طريقتك برجوع الجاهل الى العالم فلو كنت مريضاً إلى أين تذهب إلى الطبيب أو إلى طالب في الطب لا يزال يتعلم ؟
الإجابة معروفة ستذهب الى الطبيب
حسناً بلا تشبيه فهل العالم الأصولي برأيك لا يزال طالباً واكتفى من العلم ولم يعد بحاجة إلى العلوم أم سيبقى يتعلم ويتعلم ويتعلم ولن يبلغ علم المعصوم مهما حصل ؟
فإجابتك بالتأكيد سيبقى متعلماً
طيب يا أخينا فهل من المعقول أن تترك الطبيب وتذهب إلى الطالب فمن هو الأولى والأنسب الرجوع إليه
فإني أعلم بأنك ستحسن الخيار
ثم تقول كذلك لا نحتاج لرواية تثبت صحة العمل بالتقليد بعد كونه سيرة عقلائية قطعية لم يرد الردع عنها
عجيب أمرك فهناك روايات تذم التقليد وتأتي لتقول لا نحتاج لرواية تثبت صحة العمل بالتقليد بعد كونه سيرة عقلائية قطعية لم يرد الردع عنها
فبوجود روايات تذم التقليد المعترف به اصولياً لغير المعصوم فهل تترك الدليل لعدم وجود روايات تحلل التقليد الأصولي وكله تحت قاعدة السيرة العقلائية فأي سيرة عقلائية تجعلك تذهب لتداوي نفسك عند طالب الطب بينما تترك الطبيب الذي يحتاج الجميع إلى طبه وعلمه ولا يحتاج أحداً من الناس أليست هذه من مصاديق السيرة العقلائية ؟
ثم تقول
وأخيراً
مسألة الخمس رغم وضوحها، فإنا سنخصص لها موضوعاً خاصاً بما أنها حكم فقهي فرعي، لكن نكتفي بجواب أخير إلى أن نطرح ذلك الموضوع بإذن الله..
فإنا لا نحتاج إلى رواية تثبت عدم سقوط الخمس في زمن الغيبة، لأن الأصل هو ثبوت الخمس بعد أن دلت على ذلك الآية الشريفة (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنفال : 41]
والعمومات القطعية المثبتة للخمس.
فان ادّعى مُدَّعٍ سقوط الخمس في زمن الغيبة على وجه الخصوص عليه أن يأتي بدليل تام على ذلك.
لا يقال بأن هناك روايات خاصة دلّت على سقوطه، فإنا نقول:
تلك الروايات على قسمين:
القسم الأول: وهو أغلب الروايات، وهي ناظرة لزمن الأئمة عليهم السلام لا إلى خصوص زمن الغيبة، فتكون معارضة بروايات أقوى منها دلّت على عدم السقوط في زمن الأئمة، فإما أن تسقط وإما أن يجمع بينهما بالوجه الذي ذكرناه سابقاً.
القسم الثاني: روايات دالة على السقوط في خصوص زمن الغيبة، وهي غير صالحة للتخصيص لعدم تماميتها، ومن يدّعي تماميتها فعليه أن يثبت ذلك.
ثمّ إنه لا يخفى أن الأفكار التي نناقشها ليست مما يلتزم به الأخباريون ! فقد تعرّضنا لرأي علم من أعلامهم وهو صاحب الحدائق، وقد نقل تنزيه علماء العصر الأول عن مثل هذه السقطات، فليست هذه الأقوال مما يلتزم بها أحد ممن يعتد بقوله من علمائنا أصولييهم وأخبارييهم.
لو كانت واضحة لما تحدثنا عنها فأين الوضوح فيها؟؟؟؟
فتقول فإنا لا نحتاج إلى رواية تثبت عدم سقوط الخمس في زمن الغيبة
وهذه مصيبة كأنك تقول ارجع يا بن فاطمة فلا حاجة لنا فيك فهل تقول لروايات محمد وآل محمد لا حاجة لي إليكم عجيب والسبب كما تقول لأن الأصل هو ثبوت الخمس بعد أن دلت على ذلك الآية الشريفة (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنفال : 41]
وهل تستطيع أن تستخرج فقط من الكتاب ما يحلو لك من دون الرجوع إلى أحاديثهم فهذا الواجب أسقطوه فهل تأخذ ما تريد أنت وتترك ما يريده الله عز وجل ؟
ثم تقول ان ادّعى مُدَّعٍ سقوط الخمس في زمن الغيبة على وجه الخصوص عليه أن يأتي بدليل تام على ذلك.
لا يقال بأن هناك روايات خاصة دلّت على سقوطه
والله يا شعيب لم أجدك في حياتي أضعف مما عليه أنت الآن فكيف تتحدث في مشاركات سابقة بوجود هذه الروايات والآن تنكرها
ثم تقول عن تلك الروايات
القسم الأول: وهو أغلب الروايات، وهي ناظرة لزمن الأئمة عليهم السلام لا إلى خصوص زمن الغيبة، فتكون معارضة بروايات أقوى منها دلّت على عدم السقوط في زمن الأئمة، فإما أن تسقط وإما أن يجمع بينهما بالوجه الذي ذكرناه سابقاً.
القسم الثاني: روايات دالة على السقوط في خصوص زمن الغيبة، وهي غير صالحة للتخصيص لعدم تماميتها، ومن يدّعي تماميتها فعليه أن يثبت ذلك.
فالقسم الأول لا ينافي القسم الثاني فإن أسقطنا القسم الأول ورواياته بالعشرات فكيف ستسقط الثاني عزيزي ولو فرضنا وسلمنا بكلامك فهل الخمس يدفع للمراجع مثلاً وهل إسقاط الخمس في زمن الأئمة كان مخصصاً لمن لا يستطيع الوصول إلى الأئمة في عهدهم مثلاً ؟
وهل هناك مصداقاً أكبر من كلمة حللناه لشيعتنا لتطيب ولادتهم فهل دللتني على رواية ولو واحدة من دون الحاجة للهروب لفتح موضوع آخر عن الخمس تستطيع من خلالها أن تثبت العكس ؟
وماذا تفعل بفتاوى المتقدمين وبعض المتأخرين من فقهاء الأصولية الذين أفتوا بإسقاط الخمس عن الشيعة على مبنى هذه الروايات فهل أنت أفهم من علمائك الذين تتغنى بهم ؟
والحمد لله رب العالمين
شيعي اخباري
يقول
بعد أن قرأنا ما صدر منكم في المشاركات الأخيرة من عبارات القدح ومنها (العبث بدين آل محمد) (البدعة الأصولية) (سلب الأرواح) (سلب الأموال) (كيف سيعيش رجال الدين) (يميلون مع من يدفع أكثر) وغيرها من العبارات التي تشمل أغلب علماء الشيعة الإمامية، رغم وضوح الدليل في كل ما يُزعم كونه مأخذاً عليهم، وبما أنا لم نر إنصافاً ولا منهجية علمية دقيقة، وتلمّسنا خلطاً بين القواعد والتطبيق، نعيد البحث إلى جوهره بذكر جملة من الملاحظات التي ترتبط بالمسائل العامة ثم المسائل الفقهية الفرعية ضمن نقاط:
أقول أن المنهجية العلمية عند الأخ يبدو أنه يريدها بما يهواه وليس بما شرعته الشريعة فالأخ لم يجب إجابة علمية مثلاً عن تحليل الخمس في زمن الغيبة برواية تؤكد ذلك أو لم يجيب إجابة علمية مثلاً عن جواز تفخيذ الرضيعة دون الدخول بها بإجابة تتضمن قال الله عز وجل أو قال رسول الله أو قال المعصوم مثلاً فأي منهجية علمية تريدني أن أتحدث بها فهل تريدني أن أغلق عيني وسمعي ولساني عمّا صدر عن الثقلين وأتبع الرجال فقط أهَل هذه هي المنهجية العلمية عندكم ؟ ومن ثم أنا لم أصف علماؤكم بسوء فأهل البيت أشاروا لذلك وأنا إنما أنقل إليك ما قالوه وليس ما أقوله أنا فأنا فقير على أبوابهم أتبع آثارهم وأتغذى من علومهم ومن أفكارهم ولا أزاحمهم أو أنافسهم أو أسرق ألقابهم أو أدعي مقامهم بل أنا خادم لترابهم فلست ممن يقول الله يقول وأنا أقول أو ممن يقول المعصوم يقول وأنا أقول وإن تطابق قولي قولهم فإليهم التسليم ونحن مُسلِّمون لهم ولا يحق أن نبدي رأينا بعد رأيهم أيضاً فكفانا قوله تعالى
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا
ثم تقول
أولاً: إن في محاولة إسقاط أغلب علماء الإمامية بهذه الطريقة خدمة لأعداء المذهب دون شك، ومخالفة لمنهج آل محمد عليهم السلام دون ريب، ولسنا في مقام التشكيك بنوايا من يُقدم على ذلك، إلا أن حسن النية لا يكفي مع الإقدام على هذه السلوكيات !! وإن تطبيق بعض الروايات الذامة لجملة من العلماء على أغلب علماء الإمامية بعيد عن الحق والإنصاف، ومبتنٍ على أوهام وتكلّف وتحكّم واضح.. ولا يحتاج الجواب إلى أكثر من هذا..
بدايةً لا يوجد شيء إسمه مذهب بالمعنى الذي يتناوله الأصوليون كضروريات المذهب وخدمةً للمذهب أو من أصول المذهب هناك شيء إسمه دين أو فرقة وأما مذهب فهي تعني ما ذهبت إليه فئة من الناس على كل حال قد أكون مخطئاً بتقييمي لهذه الكلمة رغم أن من أسمانا مذهب هم الأصوليون ولكن لن نتوقف على ذلك .
وأما ما قاله الأخ شعيب العاملي إن في محاولة إسقاط أغلب علماء الإمامية بهذه الطريقة خدمة لأعداء المذهب دون شك
هذا ليس مني بل من آل محمد ومَن قال لك أصلاً أن علماء الأصول ليسوا هم من أعداء آل محمد ولو سلمنا بأنهم ليسوا كذلك فهل نحن كشيعة لدينا شيئاً مغطّى أو سرّي للغاية إذا تحدثنا به سوف نفضح أنفسنا به فالمكشوف مكشوف ولا يوجد عندنا شيء مخبأ كما أنت تعلم وأما إذا قصدك أن هناك أمور من المعيب طرحها كتفخيذ الرضيعة دون الدخول لكي لا نخدم أعداء المذهب كما تفضلت فهذا يعني أننا نعترف أننا إقترفنا ذنباً نستحي بالتحدث فيه أمام أعدائنا وهذه مصيبة أكبر لأنه غداً أمام الله عز وجل هناك الخوف والحياء والخجل مما إقترفناه وهذا مصداق قوله تعالى
يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً
فالواجب هنا أنه ينبغي أن نصلِّح أخي الكريم ما أفسدناه بأيدينا وأن لا نخشى في الله لومة لائم .
وقولك وإن تطبيق بعض الروايات الذامة لجملة من العلماء على أغلب علماء الإمامية بعيد عن الحق والإنصاف، ومبتنٍ على أوهام وتكلّف وتحكّم واضح
أرجو أن تشرح لي معنى وتحكّم واضح
حسناً هل روايات أهل البيت أوهام وتكلّف
هل إستثنى أهل البيت ؟
حسناً ماذا تقول في هذه الروايات
وهذه نماذج منها: في الكافي:8/307،عن أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيأتي على الناس زمان لايبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا إسمه، يُسمَّوْنَ به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء! منهم خرجت الفتنة واليهم تعود. ومثله ثواب الأعمال/301، وأعلام الدين/406
وفي جامع الأخبار/129: علماؤهم شر خلق الله على وجه الأرض. حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام، فتعجب الصحابة وقالوا: يارسول الله أيعبدون الأصنام؟قال: نعم كل درهم عندهم صنم.
وفي الكافي:1/52، عن المفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أكتب وبُثَّ علمك في إخوانك، فإن متَّ فأورث كتبك بنيك، فإنه يأتي على الناس زمان هرج لايأنسون فيه إلا بكتبهم. وعنه كشف المحجة/35، والإيقاظ/23
ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام) أنه قال: (في قوله تعالى {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله}، قال هذه لقوم من اليهود إلى أن قال وقال رجل للصادق (عليه السلام) إذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علمائهم
هناك الكثير ولكن أكتفي بذلك .
ثم تقول
ثانياً: إن المزايدة علينا وعلى منهج العلماء بشكل عام في أمور الاعتقاد مما لا ينفع في مقام الحوار العلمي، ولا في مقام الترويج لفكرة معينة، وهو أسلوب مرفوض جملةً وتفصيلاً !! وليس فيما يلتزم به العلماء أي دلالة على الطعنِ في آل محمد أو نسبة التقصير لهم (والعياذ بالله) ! بل الخلل كلّ الخلل في فهم من يقرأ كلماتهم دون تدبّر وتمحيص فينسب لهم ما هم منه براء !! مع تصريحهم بحقيقة اعتقادهم بمكانة وعظمة آل محمد عليهم السلام بما لا يدانيه أحد من الخلق.
ومن الطبيعي أن لا يفهم كل أحد كل كلامٍ لهم (عليهم السلام) لسبب برتبط بالسامع أولاً وبالظروف ثانياً.
أما السامع فعليه أن يميز المحكم من المتشابه في كلماتهم والعام من الخاص ويرجح بينها، وهذا لا يتيسر لكل أحد، وإن فهم السامع المباشر منهم في أيامهم تكليفه مباشرة، لكن ذلك في زماننا ليس على نفس الصورة.
والسبب الآخر يعود للظروف التي مرت على شيعة آل محمد مما أدى لضياع الكثير من التراث الذي نقل عنهم، وكان جملة مما صدر منهم صادراً تقية يحتاج الى تمييز عن غيره بالمرجحات، ومنه بعدنا عن عصر النص وفهم الكلمات وغير ذلك.
هذه من أضعف مشاركاتك مع إحترامي لك بحيث تقول
بل الخلل كلّ الخلل في فهم من يقرأ كلماتهم دون تدبّر وتمحيص فينسب لهم ما هم منه براء
وبعدها
ومن الطبيعي أن لا يفهم كل أحد كل كلامٍ لهم (عليهم السلام)
وهذا إتهام خطير لآل البيت بالتقصير في إفهام الناس وكيف لا وهم القائلون لقد أمرنا الله أن نكلم الناس على قدر عقولها
ولم يقولوا بعض الناس أو فقهاء آخر زمن حتى تأتي وتقول كلا أهل البيت كلامهم غير مفهوم للناس .
وبعدها تقول أما السامع فعليه أن يميز المحكم من المتشابه في كلماتهم والعام من الخاص ويرجح بينها، وهذا لا يتيسر لكل أحد، وإن فهم السامع المباشر منهم في أيامهم تكليفه مباشرة، لكن ذلك في زماننا ليس على نفس الصورة.
أتمنى توضيح المسألة أولاً كيف يرجح بينها ثانياً ماذا تعني بأن فهم السامع المباشر منهم في أيامهم تكليفه مباشرة، لكن ذلك في زماننا ليس على نفس الصورة ؟
فهل عقل ايام زمان عند الناس يختلف عن عقلنا اليوم مثلاً أو ماذا ؟
ثم تقول والسبب الآخر يعود للظروف التي مرت على شيعة آل محمد مما أدى لضياع الكثير من التراث الذي نقل عنهم، وكان جملة مما صدر منهم صادراً تقية يحتاج الى تمييز عن غيره بالمرجحات، ومنه بعدنا عن عصر النص وفهم الكلمات وغير ذلك.
عجيب يعني الدين ضاع منه فلم يقدر الله أن يحفظه
وَلنَقُل أقلها يحفظ الأساس منه فإن كان كذلك وأنتم تعتبرون التراث ناقص ولم يتم حفظه كله فما يدريك بأن المفقود منه هو لصالحكم كأصوليين أو ليس ضدكم أيضاً وأما التقية فبالله عليك ما هو الهدف من أن يتقي الإمام وهو يروي الرواية مثلاً فقط أمام أبو بصير أو يونس بن عبد الرحمن أو سدير الصيرفي أو المفضل وغيرهم ؟
ثم تقول
ثالثاً: إن أكثر المآخذ على العلماء الأصوليين راجعة إلى عدم فهم حقيقة ما التزموا به.
ومن ذلك مثلاً ما بيّناه من كون استدلالهم بالدليل العقلي غير متنافٍ مع تمامية الدين وكماله، ولا يلزم من كون العقل مصدراً للتشريع ان يدرك العقل كون صلاة الصبح ركعتين، والدليل على ذلك أنه لا يمكن أن يُستنبط ذلك حتى من القرآن الكريم الذي يُعدّ أول أدلة التشريع، وما يجيب به المعترض نجيب به هنا..
وكلّ الإشكال يرجع إلى عدم فهم الدليل العقلي عند الأصوليين، فمن أراد الإشكال عليهم عليه أن يقرّر لنا أولاً ما فهمه من كلماتهم التي عدوا العقل فيها دليلاً ليتبين أنه قد فهم فعلاً ما قالوه، ثم يشكل عليهم بإشكال واضح ومحدد لننظر في تماميته من عدمها.
ففي قولك ومن ذلك مثلاً ما بيّناه من كون استدلالهم بالدليل العقلي غير متنافٍ مع تمامية الدين وكماله
هذا رد على المعصوم لأن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة
كما قال قال السجاد (ع) : إنّ دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقاييس الفاسدة ، ولا يصاب إلا بالتسليم ، فمَن سلّم لنا سلم ، ومَن اهتدى بنا هُدي ، ومَن دان بالقياس والرأي هلك ، ومَن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا ، كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم ، وهو لا يعلم
وأما قولك ولا يلزم من كون العقل مصدراً للتشريع ان يدرك العقل كون صلاة الصبح ركعتين، والدليل على ذلك أنه لا يمكن أن يُستنبط ذلك حتى من القرآن الكريم الذي يُعدّ أول أدلة التشريع
هذا غريب أن يصدر من رجل دين مثلك فالقرآن مصدر تشريع وشرَّع الصلاة وجاء أهل البيت ليوضحوا ويبينوا الفرائض والأحكام فإذاً الكتاب والعترة مرتبطين ببعضهما البعض ولن يفترقا والتمسك يكون بهما وأما العقل فهل يستطيع أن يشرِّع فريضة الحج مثلاً فهذه من القرآن حتى لا تقول لي في المرة القادمة أن هناك أمور في السنة لا توجد في القرآن فيكون العقل كالقرآن مشرِّع مثله أو أحد مصادر التشريع مثله فأقول لك كلا فالقرآن وضع العناوين والسنة فصَّلت ذلك وأما العقل فدوره إرشادي وليس تشريعي وهناك فرق بين الإرشاد والتشريع .
ثم تقول
رابعاً: الأمر نفسه ينطبق على قاعدة رجوع الجاهل إلى العالم، فإنها قاعدة عقلائية وليست ناظرة إلى مدلول الرواية التي تقسم الناس إلى (عالم ومتعلم)، فلا ريب أن من تعلّم حتى أصبح عالماً يعد عند العقلاء عالماً، وإن كان علمه كسبياً.. وإلا لم يصح إطلاق لفظ العالم على أي شخص غير المعصوم ممن لم يكن علمه لدنياً.. وتوهم معارضة ذلك لما في الرواية واضح البطلان..
واختصاص التقليد بغير المعلوم تامّ لأن التقليد عبارة عن الرجوع فيما لا يعلم إلى العالم، ولا وجه لشموله للمعلوم، فلا نحتاج إلى رواية خاصة بذلك.. إذ لا مجال للتقليد مع العلم.
كذلك لا نحتاج لرواية تثبت صحة العمل بالتقليد بعد كونه سيرة عقلائية قطعية لم يرد الردع عنها، ومن يدّعي الردع عنها عليه ان يأتي بالدليل، وكل ما ادعي دلالته على ذلك غير تام.
على أن المستشكل لم يدرك حقيقة المراد من الرواية (ترد على أحدهم القضية...) فإنها تتحدث عن المصوبة وهذا واضح جداً بقرينة (فيصوب آراءهم جميعاً) وليس في علماء الشيعة من يقول بالتصويب بل يشنعون على المخالفين فيه !! والاختلاف الواقع بين الأصوليين أنفسهم حاصل بنفسه بين الأخباريين، فلو كان طعناً لعمّ الجميع ! ولو كان هناك وجه للوصول إلى حقائق الامور ووقائعها بمجرد النظر لما احتاج أحد من العلماء حتى الأخباريين للبحث والتدقيق والتحقيق ولكانت النتيجة التي وصلوا إليها واحدة..
والأمر نفسه ينطبق على الإجماع حيث أن الاختلاف في الفتوى مع دعوى الاجماع كالاختلاف في الفتوى مع نقل الروايات عن الامام وهذا مشترك بين الاصوليين والاخباريين !
حسناً سوف أتحدث على طريقتك برجوع الجاهل الى العالم فلو كنت مريضاً إلى أين تذهب إلى الطبيب أو إلى طالب في الطب لا يزال يتعلم ؟
الإجابة معروفة ستذهب الى الطبيب
حسناً بلا تشبيه فهل العالم الأصولي برأيك لا يزال طالباً واكتفى من العلم ولم يعد بحاجة إلى العلوم أم سيبقى يتعلم ويتعلم ويتعلم ولن يبلغ علم المعصوم مهما حصل ؟
فإجابتك بالتأكيد سيبقى متعلماً
طيب يا أخينا فهل من المعقول أن تترك الطبيب وتذهب إلى الطالب فمن هو الأولى والأنسب الرجوع إليه
فإني أعلم بأنك ستحسن الخيار
ثم تقول كذلك لا نحتاج لرواية تثبت صحة العمل بالتقليد بعد كونه سيرة عقلائية قطعية لم يرد الردع عنها
عجيب أمرك فهناك روايات تذم التقليد وتأتي لتقول لا نحتاج لرواية تثبت صحة العمل بالتقليد بعد كونه سيرة عقلائية قطعية لم يرد الردع عنها
فبوجود روايات تذم التقليد المعترف به اصولياً لغير المعصوم فهل تترك الدليل لعدم وجود روايات تحلل التقليد الأصولي وكله تحت قاعدة السيرة العقلائية فأي سيرة عقلائية تجعلك تذهب لتداوي نفسك عند طالب الطب بينما تترك الطبيب الذي يحتاج الجميع إلى طبه وعلمه ولا يحتاج أحداً من الناس أليست هذه من مصاديق السيرة العقلائية ؟
ثم تقول
وأخيراً
مسألة الخمس رغم وضوحها، فإنا سنخصص لها موضوعاً خاصاً بما أنها حكم فقهي فرعي، لكن نكتفي بجواب أخير إلى أن نطرح ذلك الموضوع بإذن الله..
فإنا لا نحتاج إلى رواية تثبت عدم سقوط الخمس في زمن الغيبة، لأن الأصل هو ثبوت الخمس بعد أن دلت على ذلك الآية الشريفة (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنفال : 41]
والعمومات القطعية المثبتة للخمس.
فان ادّعى مُدَّعٍ سقوط الخمس في زمن الغيبة على وجه الخصوص عليه أن يأتي بدليل تام على ذلك.
لا يقال بأن هناك روايات خاصة دلّت على سقوطه، فإنا نقول:
تلك الروايات على قسمين:
القسم الأول: وهو أغلب الروايات، وهي ناظرة لزمن الأئمة عليهم السلام لا إلى خصوص زمن الغيبة، فتكون معارضة بروايات أقوى منها دلّت على عدم السقوط في زمن الأئمة، فإما أن تسقط وإما أن يجمع بينهما بالوجه الذي ذكرناه سابقاً.
القسم الثاني: روايات دالة على السقوط في خصوص زمن الغيبة، وهي غير صالحة للتخصيص لعدم تماميتها، ومن يدّعي تماميتها فعليه أن يثبت ذلك.
ثمّ إنه لا يخفى أن الأفكار التي نناقشها ليست مما يلتزم به الأخباريون ! فقد تعرّضنا لرأي علم من أعلامهم وهو صاحب الحدائق، وقد نقل تنزيه علماء العصر الأول عن مثل هذه السقطات، فليست هذه الأقوال مما يلتزم بها أحد ممن يعتد بقوله من علمائنا أصولييهم وأخبارييهم.
لو كانت واضحة لما تحدثنا عنها فأين الوضوح فيها؟؟؟؟
فتقول فإنا لا نحتاج إلى رواية تثبت عدم سقوط الخمس في زمن الغيبة
وهذه مصيبة كأنك تقول ارجع يا بن فاطمة فلا حاجة لنا فيك فهل تقول لروايات محمد وآل محمد لا حاجة لي إليكم عجيب والسبب كما تقول لأن الأصل هو ثبوت الخمس بعد أن دلت على ذلك الآية الشريفة (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنفال : 41]
وهل تستطيع أن تستخرج فقط من الكتاب ما يحلو لك من دون الرجوع إلى أحاديثهم فهذا الواجب أسقطوه فهل تأخذ ما تريد أنت وتترك ما يريده الله عز وجل ؟
ثم تقول ان ادّعى مُدَّعٍ سقوط الخمس في زمن الغيبة على وجه الخصوص عليه أن يأتي بدليل تام على ذلك.
لا يقال بأن هناك روايات خاصة دلّت على سقوطه
والله يا شعيب لم أجدك في حياتي أضعف مما عليه أنت الآن فكيف تتحدث في مشاركات سابقة بوجود هذه الروايات والآن تنكرها
ثم تقول عن تلك الروايات
القسم الأول: وهو أغلب الروايات، وهي ناظرة لزمن الأئمة عليهم السلام لا إلى خصوص زمن الغيبة، فتكون معارضة بروايات أقوى منها دلّت على عدم السقوط في زمن الأئمة، فإما أن تسقط وإما أن يجمع بينهما بالوجه الذي ذكرناه سابقاً.
القسم الثاني: روايات دالة على السقوط في خصوص زمن الغيبة، وهي غير صالحة للتخصيص لعدم تماميتها، ومن يدّعي تماميتها فعليه أن يثبت ذلك.
فالقسم الأول لا ينافي القسم الثاني فإن أسقطنا القسم الأول ورواياته بالعشرات فكيف ستسقط الثاني عزيزي ولو فرضنا وسلمنا بكلامك فهل الخمس يدفع للمراجع مثلاً وهل إسقاط الخمس في زمن الأئمة كان مخصصاً لمن لا يستطيع الوصول إلى الأئمة في عهدهم مثلاً ؟
وهل هناك مصداقاً أكبر من كلمة حللناه لشيعتنا لتطيب ولادتهم فهل دللتني على رواية ولو واحدة من دون الحاجة للهروب لفتح موضوع آخر عن الخمس تستطيع من خلالها أن تثبت العكس ؟
وماذا تفعل بفتاوى المتقدمين وبعض المتأخرين من فقهاء الأصولية الذين أفتوا بإسقاط الخمس عن الشيعة على مبنى هذه الروايات فهل أنت أفهم من علمائك الذين تتغنى بهم ؟
والحمد لله رب العالمين
شيعي اخباري
تعليق