إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج (مواضيع شيخ حسين الاكرف )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موقف القاسم ابن الإمام الحسن المجتبى (ع) في الطف

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    موقف القاسم ابن الإمام الحسن المجتبى (ع) في الطف
    أبوه الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وأمه أم ولد يقال أن اسمها رملة .
    موقفه يوم الطف :
    عندما رأى القاسم عمه الإمام الحسين ( عليه السلام ) في يوم عاشوراء و قد قتل أصحابه وعدد من أهل بيته ، وسمع نداءه وهو يقول : ( هل من ناصر ينصرني ) ، جاء إلى عمه يطلب منه الرخصة لمبارزة عسكر الكفر ، فرفض الإمام الحسين ( عليه السلام ) ذلك لأنه كان غلاماً صغيراً .
    فدخل القاسم المخيم فألبسته أمه لامة الحرب وأعطته وصية والده الإمام الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، يوصيه فيها بمؤازرة عمه الإمام الحسين ( عليه السلام ) في مثل هذا اليوم ، فرجع إلى عمه وأراه الوصية ، فبكى وسمح له ودعا له وجزاه خيراً .
    روى أبو الفرج الإصفهاني : خرج إلينا غلام كأن وجهه شقة قمر ، في يده السيف ، وعليه قميص وأزار ونعلان فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي : والله لأشدن عليه ، فقيل له : سبحان الله !! وما تريد إلى ذلك ؟ يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب ، قال : والله لأشدن عليه ، فما ولى وجهه حتى ضرب رأس الغلام بالسيف ، فوقع الغلام لوجهه ، وصاح : يا عماه !!
    فشد عليهم الحسين ( عليه السلام ) شدة الليث إذا غضب ، فضرب عمراً بالسيف فاتقاه بساعده فقطعها من لدن المرفق ، ثم تنحى عنه ، و حملت خيل عمر بن سعد فاستنقذوه من الحسين ( عليه السلام ) ، ولما حملت الخيل استقبلته بصدورها و جالت ، فوطأته حتى مات ( لعنه الله و أخزاه ) .
    فلما تجلت الغبرة إذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه ، والحسين يقول : ( بُعداً لقوم قتلوك ، خصمهم فيك يوم القيامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، عَزَّ على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته ، يوم كثر واتره وقل ناصره ) !! .
    فحمله الإمام الحسين ( عليه السلام ) و رجلاه تخطان في الأرض ، حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين ، وكان يوم شهادته غلاماً لم يبلغ الحلم .
    فسلام عليك يا أيها القاسم بن الحسن من غلام شهمٍ ، أبيٍّ ، شهيدٍ ، مظلومٍ ، محتسبٍ ، ولعن الله قاتلك ، ولعن الله المشتركين بدمك ، اللهم اخزهم يوم القيامة ، يوم لا تقبل توبة ولا تنفع ندامة .
    ومع السلامة.

    تعليق


    • خاطرات العباس ابن علي (ع) لقطات مؤثرة - مسلسل المختار

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
      خاطرات العباس ابن علي (ع) لقطات مؤثرة - مسلسل المختار
      http://www.youtube.com/watch?v=OpaS6OXU8Gc
      ومع السلامة.

      تعليق


      • مقتل الامام العباس عليه السلام في مسلسل المختار

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
        مقتل الامام العباس عليه السلام في مسلسل المختار
        http://www.youtube.com/watch?v=ppo2z...ature=youtu.be
        ومع السلامة.

        تعليق


        • أين ضمير العالم ؟ ما ذنب رضيع الإمام الحسين (ع) !!

          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

          أين ضمير العالم ؟ ما ذنب رضيع الإمام الحسين (ع) !!
          عبدالله الرضيع - عليه السلام
          فلو تراه حاملاً طفلـــــه **** رأيت بـــدراً يحمــــل الفرقدا
          مخضباً من فيض أوداجــه **** ألبسه سهم الـردى مســجدا
          تحسب أن السهم في نحـره **** طوق يحلي جيده عســـــجدا
          و مذ رأت ليلى إليه غدــت **** تدعو بصوت يصدع الجلمدا
          تقول عبدالله ما ذنبـــــه **** منفطماً آب بسهـــــــــم الردى
          لم يمنحوه الورد إذ صــيرو **** فيض وريديه له مـــوردا
          أفديه من مرتضع ظامـــياً **** بمهجتي لو أنه يفتـــــــــدى
          فطر من فرط الصدا قلـــبه **** يا ليت قد فطر قلبي الصدا
          عبد الله بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب - عليهم السلام
          أمّه الرباب بنت القيس الكلبية .
          قصة شهادته ( عليه السلام ) :
          عاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم يوم عاشوراء وهو منحني الظهر ، وإذا بعقيلة بني هاشم زينب الكبرى ( عليها السلام ) استقبلَتهُ بِعبدِ الله الرضيع ( عليه السلام ) قائلةً : أخي ، يا أبا عبد الله ، هذا الطفل قد جفَّ حليب أُمِّه ، فاذهب به إلى القوم ، عَلَّهُم يسقوه قليلاً من الماء .
          فخرج الإمام الحسين ( عليه السلام ) إليهم ، وكان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب ذا الجناح ، وإذا توجه إلى الخطاب كان يركب الناقة . ولكن في هذه المَرَّة خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع ( عليه السلام ) ، وكان يظلله من حرارة الشمس .
          فصاح : أيها الناس ، فَاشْرَأَبَّتْ الأعناق نحوه ، فقال ( عليه السلام ):
          أيُّها الناس ، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار .
          فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم من قال : لا تسقوه ، ومنهم من قال : أُسقوه ، ومنهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية .
          عندها التفت عُمَر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي ( لعنه الله ) وقال له : يا حرملة ، إقطع نزاع القوم .
          يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فَسَدَّدتُ السهم في كبد القوس ، وصرت أنتظر أين أرميه . فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل ، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين ( عليه السلام ) كأنها إبريق فِضَّة .
          فعندها رميتُهُ بالسهم ، فلما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قِماطِهِ واعتنق أباه الحسين ( عليه السلام ) ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح ، فَيَالَهَا من مصيبة عظيمة .
          وعندئذٍ وضع الحسين ( عليه السلام ) يده تحت نَحرِ الرضيع حتى امتلأت دماً ، ورمى بها نحو السماء قائلا :
          اللَّهم لا يَكُن عليك أَهْوَنُ مِن فَصِيلِ نَاقةِ صَالح ، فعندها لم تقع قطرة واحدة من تلك الدماء المباركة إلى الأرض ، ثم عاد به الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم .
          فاستقبلَتهُ سُكينة وقالت : أَبَة يا حسين ، لعلَّك سقيتَ عبدَ الله ماءً وأتيتنا بالبقية ؟
          قال ( عليه السلام ) : بُنَي سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريد إلى الوريد .
          السلام عليكم يا آل البيت وقلوبنا تنزف دما على ما حصل لكم لعن الله من قاتلكم ورفع الرماح بوجوهكم الزاهيه النقيه المنيره.
          ومع السلامة.

          تعليق


          • محاضرات حول عاشوراء - السيد مجتبى الشيرازي

            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

            محاضرات حول عاشوراء - السيد مجتبى الشيرازي
            الحلقة (1)
            http://www.youtube.com/watch?v=DGxyLW5_TuA
            الحلقة (2)
            http://www.youtube.com/watch?v=bAtsNIHslag
            الحلقة (3)
            http://www.youtube.com/watch?v=9aLrdjgGu-U
            الحلقة (4)
            http://www.youtube.com/watch?v=IuaPsUFxcsY
            الحلقة (5)
            http://www.youtube.com/watch?v=-9Qas7dGJg4
            الحلقة (6)
            http://www.youtube.com/watch?v=pCc9vvF5rjs
            الحلقة (7)
            http://www.youtube.com/watch?v=4npc_DIMfhM
            الحلقة (8)
            http://www.youtube.com/watch?v=Rzo7xZoJsdM
            الحلقة (9)
            http://www.youtube.com/watch?v=ozSpGz5WwCI
            الحلقة (10)
            http://www.youtube.com/watch?v=CoVZrhCJVMM
            الحلقة (11)
            http://www.youtube.com/watch?v=2F6MPFnxfA4
            الحلقة (12)
            http://www.youtube.com/watch?v=qDjz46ASt8Q
            الحلقة (13) - الحلقة الأخيرة
            http://www.youtube.com/watch?v=VtMvd8s-AUI
            ومع السلامة.

            تعليق


            • السلام الأخير - الوداع الأخير- سلام آخر - آهنگ ایرانی

              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
              السلام الأخير - الوداع الأخير- سلام آخر - آهنگ ایرانی
              http://www.youtube.com/watch?v=4ncFOKIwE6o
              ومع السلامة.

              تعليق


              • موقف فاطمة الزهراء عليها السلام يوم القيامة من قتلة الأمام الحسين عليه السلام!

                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                موقف فاطمة الزهراء عليها السلام يوم القيامة من قتلة الأمام الحسين عليه السلام!
                للصديقة فاطمة عليها السلام يوم القيامة مواقف عديدة تقف فيها ضد قتلة الحسين وأنصارهم ، فمنها عندما تأتي يوم القيامة وتقف في عرصات المحشر ، فيأتيه الخطاب من الباري عزوجل ... يا فاطمي : سلي حاجتك ، فتقول يا رب ... يارب أرني الحسين ... فيأتيها الحسين عليه السلام وأوداجه تشخب دماً ، وهو يقول : يا رب ، خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني ، عند ذلك تقف سلام الله عليها مؤقتا موقفا شريفا من مواقف يوم القيامة ، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين عليه السلام بيدها ملطخا بدمه :
                لابـد ان تـرد القـيامة فـاطم * وقميصها بــدم الحسين ملطخ
                ويل لمـن شـفعاؤه خـصمائه * والصـور فـي القـيامة يـنفخ
                وتقول يا رب ، هذا قميص ولدي ، وقد علمت ماصنع به ، يا عدل ، احكم بيني وبين قاتل ولدي ... أنت الجبار العدل اقضي بيني وبين من قتل ولدي ... فيغضب عند ذلك الجليل ، وتغضب لغضبه جهنم والملائكة اجمعون ... فيأتيها النداء من قبل الله عزوجل : يا فاطمة ! لك عندي الرضا فتقول يا رب انتصر لي من قاتله ، فيأمر الله تعالى عنقا من النار فتخرج من جهنم ، فتلتقط من جهنم قتلة الحسين بن علي عليه السلام كما يلتقط الطير الجيد من الحب الرديء ، ثم يعود العنق بهم إلى النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب ، ولها مواقف آخر مع انصار الحسين واصحابه وشيعته وفيمن بكى عليه في الدنيا وأقام العزاء لمصابه الجليل حيث ورد في الأخبار الشريفة ، انها تأتي يوم القيامة ، فتقول ي رب حاجتي أن تغفر لي ، ولمن نصر ولدي الحسين عليه السلام .
                اللهم اشفعني فيمن بكى على مصيبته ... الهي أنت المنى وفوق المنى ، أسألك أن لا تعذب محبي ومحب عترتي بالنار ... إلهي وسيدي ذريتي من النار ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد ... فيأتيها الخطاب ... يا فاطمة قد غفرت لشيعتك ... وشيعة ولدك الحسين ... يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن اخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار ... فعند ذلك يود الخلائق أنهم كانوا فاطميين ، فتسير فاطمة ومعها شيعتها ، وشيعة ولدها
                من كتاب الأسرار الفاطمية - صفحة 526.
                ونسألكم الدعاء.

                تعليق


                • السيدة رقية بنت الحسين عليهما السلام شاهدة المظلومية

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                  السيدة رقية بنت الحسين عليهما السلام شاهدة المظلومية
                  آل رسول الله صلى الله عليه وآله كبارهم وصغارهم لكل منهم مواقف وشواهد أنبأت عن عظمتهم وجلالتهم بحيث لم يصل الى مستواهم احد فلا يقاس بآل محمد احد وكما قيل كبيرهم لايقاس وصغيرهم جمرة لاتداس، ومن ابرز المواقف التي بينت ذلك معركة الطف الخالدة بقيادة سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام وما صاحبها من احداث فكانت لكل من شارك فيها مواقف مشرِّفة ومن هؤلاء السيدة رقية بنت الحسين عليهما السلام وموقفها المشرف الذي أدى الى شهادتها سلام الله عليها.
                  حيث كان دورها الأبرز في خربة دمشق جوار عروش الظالمين من بني أمية كانت صرختها سلام الله عليها هزت بها أركان السلطان الأموي فكانت بحق (كلمة حق عند سلطان جائر) صرخات تتلوا صرخات قائلة (أين أبي ...أين أبي) لله درك يامولاتي وأنت لم تتجاوز الربيع الرابع من عمرك.
                  معنى رقية:
                  أخذ هذا الاسم من الترقي والسمو والتوقيع والعلو أو هو تصغير لطيف للفظ رقية بمعنى الدعاء والابتهال إلى الله في شأن أصحاب البلاء.
                  ومن أقدم المصادر التاريخية التي ذكرت أن اسمها رقية قصيدة سيف بن عميرة النخعي الكوفي رحمه الله، وهو أحد أصحاب الإمام جعفر الصادق والإمام موسى الكاظم عليهما السلام فقد قال:
                  وعبد كم سيف فتى ابن عميرة عبد لعبد عبيد حيدر قنبر
                  وسكينة عنها السكينة فارقـت لــما ابتديت بفرقة وتغّير
                  ورقيـة رق الـحسود لضعفها وغـدا ليعذرها الذي لم يعذر
                  ولأم كلثوم يـجد جــديدها لثَّم عقيب دموعها لـم يـكرر
                  لم أنسهـا وسكـينة ورقيــة يـبكينه بـتحسر وتـزفـر
                  رؤيا وشهادة:
                  أثناء تواجد أهل البيت عليهم السلام في خربة الشام رأت السيدة رقية في منامها أباها الحسين عليه السلام فقامت من منامها وقالت: اين أبي الحسين فاني رأيته الساعة في المنام مضطرباً شديداً فلما سمعن النسوة بكين وبكى معهن سائر الأطفال وارتفع العويل فانتبه يزيد من نومه وقال: ما الخبر.
                  ففحصوا عن الواقعة وأخبروه بها فأمر أن يذهبوا برأس أبيها إليها فأتوا بالرأس الشريف وجعلوه في حجرها فقالت: ما هذا قالوا: رأس أبيك ففزعت الصبية فصاحت وأنّت وتأوّهت فتوفيت ومضت سعيدة الى ربها مخبرة جدها رسول الله وجدَّتها الزهراء ما لقيت من ظلم الطغاة.
                  وفاتها:
                  توفيت السيدة رقية بنت الحسين في الخربة بدمشق الشام في الخامس من شهر صفر سنة 61هـ ودفنت في المكان الذي ماتت فيه وعمرها 3 سنوات أو أربع أو أكثر من ذلك بقليل وقد قال صاحب معالي السبطين أن أول هاشمية ماتت بعد قتل الحسين عليه السلام هي رقية أبنته في الشام.
                  موقع قبرها:
                  يقع قبرها الشريف على بعد مئة متر أو أكثر من المسجد الأموي بدمشق في باب الفراديس بالضبط وهو الباب المشهور من أبواب دمشق الشهيرة والكثيرة والذي هو باب قديم جداً.
                  دعاء زيارتها:
                  السلام عليك يا بنت الحسين الشهيد السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة السلام عليك أيتها الرضية المرضية السلام عليك أيتها التقية النقية السلام عليك أيتها الزكيه الفاضلة السلام عليك أيتها المظلومة البهية صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك وجعل الله منزلك ومأواك في الجنة مع آبائك وأجدادك الطيبين الطاهرين المعصومين.
                  رقية في صغر الشعراء:
                  بدمشق قبرك يا رقية يُشرق وبـه عظات بـالحقيقة تنطق
                  كنتِ أسيرةَ دولـة مغرورةٍ فعصفت فيما زوروا أو لفقوا
                  وإذا بها عند النهـاية عبرة وإذا بقبرك فيه تـزهو جلق
                  وإذا بمجدك وهو مجد محمـد زاه ويختـرق المـدى ويلحق
                  تلك الحقيقة سوف يبقى نورها أبد الزمان على العوالم يخفق
                  ومع السلامة.

                  تعليق


                  • المرجع الشيرازي: من يمسّ الشعائر الحسينية يحرق تاريخه سواء كان فقيهاً أو اُميّاً

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                    المرجع الشيرازي: من يمسّ الشعائر الحسينية يحرق تاريخه سواء كان فقيهاً أو اُميّاً
                    في مساء يوم الأحد الموافق للعاشر من شهر محرّم الحرام 1434 للهجرة ـ ليلة الحادي عشر ـ التي تسمّى بـ(ليلة الوحشة والغربة على أهل البيت صلوات الله عليهم)، وكالسنوات السابقة، وبعد إقامة عزاء ليلة الوحشة، ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله كلمة مهمّة قيّمة حول القضية والشعائر الحسينيتين المقدّستين، بالمئات من المعزّين، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة؛ قال فيها:
                    عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيّدنا الحسين صلوات الله عليه وجعلنا الله وإيّاكم من الطالبين بثاره مع وليّه الإمام المهديّ من آل محمّد صلوات الله عليه وعجّل في فرجه الشريف.
                    في البداية أشكركم وأشكر جميع الذين أقاموا العزاء على المولى سيّد الشهداء صلوات الله عليه، بأي نحو كان وبأي مقدار كان. وأشكر جميع من أقاموا الشعائر الحسينية، سواء في إيران أو في العراق أو في سائر البلاد الإسلامية أو في البلاد الكافرة. فالحمد لله، في زماننا، قد انتشرت الشعائر الحسينية المقدّسة وتوسّعت. فالآلاف والآلاف من المجالس الحسينية قد اُقيمت في أطراف الدنيا خلال العشرة الأولى من محرّم، بالأخصّ اليوم وأمس. فأشكر جميع الذين أقاموا هذه المجالس. وبعنوان الواجب الشرعي أدعو لجميعهم، وأسأل الله تعالى أن لا يحرمهم من هذا التوفيق، بل أسأله تعالى أن يوفّقهم أكثر وأكثر، وأن يقضي الله سبحانه وتعالى، ببركة هذه الشعائر المقدّسة، حوائجهم للدنيا والآخرة.
                    أما بالنسبة للذين سبّبوا المشاكل لمحيي الشعائر الحسينية، في كل مكان وبأي شكل، أو ثبّطوا بلسانهم أو بعملهم، وبأي اسلوب آخر سواء كانوا من الحكومات، أو بين العائلة والأقارب والأصدقاء والجيران، وسواء كانوا من المسلمين أو من غير المسلمين، فأدعو الله أن يهديهم وأن يتمكّنوا على جبر ما صدر منهم من محاولات العرقلة، وأن لا تستمر معهم إلى الآخرة، لأنهم بماذا سيواجهوا ويقولوا لمولاتنا الزهراء صلوات الله عليها؟ فحينها سوف لا ينفعهم الندم؛ ولا حيلة لهم حينها.
                    وبيّن سماحته المقصود من المشاكل التي يسببها البعض في طريق الشعائر الحسينية، وقال: لا أقصد من المشاكل الظلم، لأن الظلم لا جزاء له إلاّ العقاب، والله تعالى أقسم أن لا يغضّ عن الظلم والظالم. فإذا قام أحد بإيجاد المشاكل لأحد القائمين بالشعائر الحسينية وكان ظالماً، حتى بمقدار لمس ثياب المقيم للشعائر، فإنّ الله تعالى أقسم أن يعاقبه، كما في الروايات الشريفة، ومنها: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ألا وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ) (1).
                    وعقّب سماحته مشيراً إلى مصير من يظلم أهل البيت صلوات الله عليهم ويظلم الشعائر الحسينية المقدّسة، وقال: إنّ الله تعالى أقسم أن لا يهمل وأن لا يغضّ الطرف عمّن يظلم أهل البيت صلوات الله عليهم، بالأخصّ من يظلم مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه. كما إنّ أهل البيت صلوات الله عليهم لعنوا كل من يظلمهم، كما في الروايات الشريفة الصحيحة المعتبرة. وأنا شخصياً وكواجب شرعي ألعن كل من يظلم أهل البيت صلوات الله عليهم، وكل من يظلم الشعائر الحسينية، وأسأل الله أن يبتليهم بالدنيا بأنواع المشاكل، وأن يعذّبهم بالآخرة بعذاب يثلج قلب السيّدة الزهراء صلوات الله عليها. وأنا لا أدعو بالهداية لأمثال هؤلاء لأنه لا فائدة من الدعاء لهم، بل سيكون الدعاء لهم لغواً, بل أدعو بالهداية للذين أوجدوا المشاكل التي لم تكن ظلماً.
                    وذكر سماحته منشأ التشكيكات المثارة حول القضية الحسينية المقدّسة، وقال: إنّ التشكيكات التي اُثيرت بالنسبة لقضية الإمام الحسين صلوات الله عليه على طول التاريخ، ومن يوم استشهاد المولى سيّد الشهداء صلوات الله عليه، وإلى يومنا هذا، هي كثيرة وكثيرة. وأصل هذه التشكيكات وأساسها هو إبليسكما ذكرت الروايات الشريفة، ومنها الرواية التالية:
                    قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «إن إبليس لعنه الله في ذلك اليوم (يوم مقتل الإمام الحسين صلوات الله عليه) يطير فرحاً، فيجول الأرض كلها بشياطينه وعفاريته فيقول يامعاشر الشياطين ... فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم وحملهم على عداوتهم وإغرائهم بهم وأوليائهم حتى تستحكموا ضلالة الخلق وكفرهم» (2).
                    وعقّب سماحته بقوله: لا يُعلم كم هو عدد هؤلاء الشياطين الذين ذكرتهم الرواية الشريفة، فلعلهم بالملايين أو بالمليارات! هذا أولاً.
                    ثانياً: أنا لم أجد مثل هذه الرواية بحقّ قضية النبي صلى الله عليه وآله مع أنه أفضل من الإمام الحسين صلوات الله عليه، ولم أجد مثلها بحقّ قضية الإمام أمير المؤمنين، ولا بحقّ قضية مولاتنا فاطمة الزهراء، ولا بحقّ قضية مولانا الإمام الحسن صلوات الله عليهم أجمعين، مع أنهم أفضل من الإمام الحسين صلوات الله عليه. وهذا ما يدلّ على ان الله تعالى جعل القضية الحسينية قضية استثنائية.
                    وأشار سماحته إلى نماذج من تشكيك بعض المحسوبين من العلماء بالروايات التي تتحدّث عن القضية الحسينية المقدّسة، وقال: من العجائب والغرائب انه حتى هذه الرواية تعرّضت للتشكيك علمياً! فقد قال وقام بالتشكيك بها بعض العلماء! علماً انه يجب أن تعلموا بأن ليس كل عالم حسن وصالح! فالعالم شيء، والصلاح شيء آخر. وبعض الأحيان تجتمع هاتين الصفتين في شخص واحد فيكون كالشيخ المفيد قدّس سرّه. وأحياناً يفترقا فيكون عالم سوء، كابن أبي العزاقر والشريعي والبلالي والهلالي وبلعم بن باعوراء وابن عربي. ولذا ذكرت الروايات الشريفة أن أسوأ دركات جهنّم هي لعلماء السوء. نعوذ بالله. نعوذ بالله. (قالها سماحته مرّتين).
                    أنه لمن المؤسف له، ومن المؤسف له، وأقولها مائة مرّة، إنه من المؤسف أن بعض الأشخاص أعطاهم الله الذكاء ودرسوا وكسبوا العلم وصاروا علماء، لكنهم يشكّكون حتى في الرواية التي ذكرناها آنفاً!!!
                    إن مرادي مما قلت وأقوله هو: أدّاء الواجب الشرعي تجاه الله تبارك وتعالى، وتجاه رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمة المعصومين من ذريّته صلوات الله عليهم أجمعين، بالخصوص سيّدنا بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله عليه، وطبقاً لما أعتقد به وأستنبطه.
                    وتطرّق سماحته إلى الحديث عن حكم الشعائر الحسينية، وقال:إن الشعائر الحسينية المقدّسة من الفضائل، وبعضها مستحبّة، وبعضها مستحبّة مؤكّدة، وبعضها واجب كفائي، وبعضها واجب عيني. وهذا الأخير يرتبط بحثه بأهل الاختصاص والفقهاء، ولا نقاش فيه.
                    كذلك إنّ الصلاة من الفضائل وهكذا الصيام والحجّ (الواجب منه والمستحبّ) والتصدّق والإطعام وبناء المساجد، وكل الأعمال الحسنة هي من الفضائل. فكم وكم وكم هو مقدار ما اُقيم من هذه الفضائل على طول 1434 سنة؟ لا شكّ هي كثيرة وكثيرة وكثيرة، ولا يمكننا أن نعدّها. ومع ذلك كلّه أقول: انها ليست بمقدار التشكيكات الكثيرة التي أثاروها حول الشعائر الحسينية المقدّسة، ولا زالوا يثيرونها!!!
                    إنّ من يرائي في الصلاة تكون صلاته باطلة. فهل رأيتم أنهم يعلنون في المساجد قبل الصلاة أنه: أيها الناس لا تراؤوا في الصلاة فتبطل صلاتكم، مع أن هذا الإعلان صحيح؟! وهل رأيتم أنهم أعلنوا بأنه: يامن تتصدّق إذا كانت صدقتك لغير الله فلا فائدة منها؟ ويامن تبني المساجد إذا كان عملك لغير الله فلا فائدة منه؟ ويامن بنيت المسجد إذا لم تؤدّي صلاة الصبح في وقتها وصارت قضاء فما الفائدة من بنائك المسجد؟ وهل رأيتم مثل هذه الإعلانات في شهر رمضان, وفي المساجد وفي مراسم الأدعية وفي باقي مجالس المناسبات والعبادات الأخرى، ولو مرّة في حياتكم؟ أو يصدّرون منشوراً أو بياناً حول ذلك، أو يطبعون كتاباً؟
                    لكن تعالوا إلى قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه، وانظروا كيف وكم يثيرون من التشكيكات حولها ويؤكّدون عليها؟ ومن هذه التشكيكات، قولهم: لماذا تقيم الشعائر الحسينية وأنت لا تصلّي؟ ولماذا تقيم الشعائر الحسينية وأنت لم تؤدّي صلاة الصبح في وقتها؟
                    أسألكم: هل يمكننا أن نجزم بأن كل من بنى مسجداً أو حجّ بيت الله الحرام أو صام شهر رمضان لم يبتلى بعدم أداء صلاة الصبح أو غيرها في وقتها؟ فلماذا لا يتقولون على مثل هذه الأمور، ويتقولون على الشعائر الحسينية؟
                    أقول في الجواب على ذلك: هذه هي من أفعال إبليس الذي أمر الشياطين كافّة بأن يشكّكوا بالشعائر الحسينية! وهذه التشكيكات بالنتيجة توثّر على ضعفاء القلوب وعلى الهمج الرعاع الذين ذكرهم الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليهم في حديثه الشريف.
                    ثم تحدّث سماحته عن خصائص قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه، وحكم من يخدمها ومن يحاربها ومن لا يبالي تجاهها، وقال:
                    إن من خصائص القضية الحسينية المقدّسة أن من يخدمها فله الجنة، ومن يقف أمامها أو يحاول عرقلتها أو محاربتها فله النار لا محالة. بل حتى الذي يتّخذ موقف اللامبالاة تجاه فهو ملعون. فقد نقلت كتب المقاتل أن شخص من الجيش الأموي شاهد إحدى حرائر بيت النبوّة قد التهمت النار ثيابها وهي تركض، فجرى خلفها لكي يطفئ النار, فلما رأته قالت له: لنا أم علينا؟ فقال لها: لا لكم ولا عليكم، اريد أن اخلّصك من النار. أنا شخصياً كلما سمعت هذه الرواية من الخطباء قلت تقرّباً إلى الله تعالى حول ذلك الرجل: لعنة الله عليه. فمثل هذا كمثل الظالم الذي يتصدّق على الفقير، أو كالظالم الذي يرفع الظلم عن أحد المظلومين، فمع ان هذا العمل هو عمل حسن ولكن الظالم في نفسه ملعون، بنصّ القرآن الكريم، حيث قال تعالى: ألا لعنة الله على الظالمين.
                    كما ان كل الذين اصطفوا في جيش يزيد في كربلاء وكثّروا السواد على سبط النبي صلى الله عليه وآله الإمام الحسين صلوات الله عليه، فهم مصداق الظالمين. ففي الروايات الشريفة أنه:
                    «روى ابن رياح قال: رأيت رجلاً مكفوفاً قد شهد قتل الحسين سلام الله عليه فسُئل عن ذهاب بصره؟ فقال: كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أني لم أضرب ولم أرم، فلما قتل سلام الله عليه رجعت إلى منزلي وصلّيت العشاء الأخيرة ونمت فأتاني آت في منامي فقال: أجب رسول الله صلى الله عليه، فإنه يدعوك. فقلت: ما لي وله؟ فأخذ بتلبيبي وجرّني إليه فإذا النبي صلى الله عليه وآله جالس في صحراء، حاسر عن ذراعيه، آخذ بحربة، ومَلَك قائم بين يديه، وفي يده سيف من نار، فقتل أصحابي التسعة، فكلما ضرب ضربة التهبت أنفسهم ناراً، فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت: السلام عليك يارسول الله، فلم يردّ عليّ ومكث طويلاً ثم رفع رأسه وقال: ياعدو الله انتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقّي وفعلت ما فعلت؟ فقلت: والله يارسول الله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم. قال: صدقت ولكنك كثّرت السواد، ادن منّي، فدنوت منه فإذا طست مملو دماً، فقال لي: هذا دم ولدي الحسين سلام الله عليه، فكحّلني من ذلك الدم، فانتبهت حتى الساعة لا أبصر شيئاً» (3).
                    من المسلّمات والمتواترات ومن الأمور التي رأيناها بالخارج إنّ المشيئة الإلهية التكوينية شاءت أن تزداد الشعائر الحسينية وتتسع مهما شكّك الناس بها وحولها، ومهما سبّبوا المشاكل لها، ومهما أغلقوا الحسينيات والمواكب، ومهما ضربوا المعزّين وحبسوهم وقتلوهم وآذوهم، والنماذج في هذا الخصوص بالآلاف والآلاف، ومنها ما فعله صدام وأمثاله. فاوصي جميع المؤمنين بالأخصّ أهل العلم والمثقّفين أن يجمعونها ويؤلّفوا عنها موسوعات. وهنا أذكر لكم نموذجاً، هو:
                    وذكر سماحته محاولة للظالمين في محاربتهم العزاء الحسيني المعروف بركضة طويريج، وقال: الكل يعرف عزاء طويريج، وأنا شخصياً شاركت عدّة مرّات في هذا العزاء قبل 45 سنة تقريباً. وهذا العزاء في تلك السنين كانت مدّته لا تطول عن 30 دقيقة، وكان المشاركون فيه يدخلون إلى الروضتين الحسينية والعباسية المقدّستين من باب واحدة ويخرجون من باب واحدة أيضاً. وكتبت إحدى المجلات في حينها إحصائية عن هذا العزاء، فذكرت أن عدد المشاركين فيه قرابة 50 ألف. فعندما جاء صدام قمع هذا العزاء وقتل وحبس. ولكن بعد ذهاب صدام, وخصوصاً اليوم، انظروا كم ساعة تطول مدّة هذا العزاء؟ وكم يشاركون فيه؟ ولكثرة جموع المعزّين نرى أنهم يدخلون من ثلاث أبواب ويخرجون من ثلاث. وهذا من وعد الله ومن مشيئته التكوينية. وهذا ما وعد الله به رسوله صلى الله عليه وآله ونقلته السيّدة زينب سلام الله عليها لأخيها الإمام زين العابدين صلوات الله عليها، مع ان الإمام السجّاد سلام الله عليه كان يعلم بهذا الوعد، ولكن للنقل خاصيو تؤثّر على المستمع. وهذا الوعد الإلهي هو ما ذكرته الرواية الشريفة التالية: «وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلاّ ظهوراً، وأمره إلاّ علوّاً» (4).
                    وأضاف سماحته مشيراً إلى نموذج آخر من محاولات أحد الحكّام في محاربته الشعائر الحسينية، وقال: ونموذج آخر أذكره لكم أيضاً، هو:
                    إنّ رضا بهلوي (والد الشاه المقبور) في بداية سيطرته على الحكم بإيران كان يشجّع على إقامة الشعائر الحسينية وكان يحضر في مراسم العزاء، وأنا شخصياً رأيت صورة عن مشاركته في مراسم العزاء الحسيني في إحدى الصحف اﻹيرانية ذلك الحين، حتى أنه كان يلطّخ رأسه وجبينه بالطين، لكنه بعد أن استتبّ حكمه شرع في محاربة الشعائر الحسينية ومنعها والصدّ عنه، وأغلق الحسينيات وحبس وقتل الكثير من المعزّين الحسينيين. ونشرت إحدى الصحف الإيرانية في وقتها كلاماً للبهلوي عن سبب محاربته للشعائر الحسينية، وكان مانشيت الخبر هكذا: هذه من أفعال المخرفين، وأنا أسعى في إزالة هذه الخرافات!
                    وشدّد سماحته بقوله: أنأ أقول للبهلوي: ياتعيس، ياسيئ الحظ، هذه الكلمة أكبر من فمك، وأكبر من فم معاوية ويزيد. فمن أنت ياتعيس، ياسيئ الحظ؟ فهل من يقوم بالشعائر الحسينية مخرف ولا يعرف حقيقة ما يقوم به؟
                    عندنا في الروايات الشريفة أنه: من قال بعد صلاة المغرب والصبح سبع مرّات: بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، لا يصاب بالخرف مهما عاش وعمّر. أي لا يفقد عقله.
                    إنّ الذين عرقلوا الشعائر الحسينية وحاربوها كم استعملوا أمثال كلمة (مخرف) ونسبوها للمعزّين الحسينيين، على مرّ التاريخ ولحد يومك هذا؟ وهذه الكلمة هي من كلمات الشيطان وأعوانه!
                    في زمن البهلوي الأول وجرّاء محاربته للشعائر الحسينية، انحسرت المجالس وقلّت، بحيث ذكروا أنه في تلك السنة لم يقام في طهران (العاصمة) سوى (50) مجلساً. وذكروا أنه بعد ذهاب البهلوي، أي في أول محرّم بعد البهلوي، اقيم في طهران فقط (4500) مجلساً حسينياً!
                    وأردف سماحته بقوله: إنّ ما ذكرته لكم كان عن أفعال الظالمين، وهنا أرى أن أذكر لكم نموذجاً عمن كان صالحاً لكن صدر منه بدون قصد هفوة تجاه القضية الحسينية المقدّسة.
                    أحد العلماء الفقهاء كان معاصراً للشيخ الأنصاري، وكان فقيهاً متبحّراً ومحقّقاً بارعاً، له كتاب حول الصلاة، وهو كتاب ثمين ولدي نسخة منه، وأعتقد أنه حاصل عمر ذلك الفقيه أي انه صرف عشرات السنين من عمره في تأليفه، وأهل الخبرة عند مراجعتهم هذا الكتاب يعرفون ماذا أقول. وقد طالعت هذا الكتاب فوجدت فيه مطالب جميلة، ونقلت بعضها في بعض مؤلّفاتي. ولكن ما لفت انتباهي هو أن الفقهاء من بعده نقلوا عن أكثر كتب الأنصاري لكنهم لم ينقلوا عن هذا الكتاب أصلاً، فاستغربت وتعجّبت! وذات يوم كنت عند أحد المراجع وكان الأعلم وصار مرجع زمانه في مدينة قم المقدّسة، فنقلت له مطلباً علمياً, فسألني: أين قرأت هذا المطلب؟ قلت: في الكتاب الفلاني، وقصدت كتاب ذلك الفقيه. فسألني: ولمن هذا الكتاب؟ فتعجّبت من أنه كيف يمكن لهذا المرجع الذي صرف عمره في العلم أنه لم يسمع حتى باسم هذا الكتاب؟! فبدأت الأسئلة تراود ذهني وصرت أتعجّب من أنه لماذا لم ينقل العلماء الذين جاءوا من بعد الأنصاري عن هذا الكتاب حتى مورداً واحداً, كالآخوند والميرزا النائيني والقاضي العراقي وعبد الكريم الحائري وتلاميذهم وغيرهم، ولحد الآن؟ وتساءلت: من عمل هذا التعتيم على هذا الكتاب؟ بعدها علمت السبب وهو انني وجدت أن هذا الفقيه كان له رأياً فقهياً سلبياً تجاه إحدى الشعائر الحسينية، حيث كان قد ضرب مثالاً سيّئاً في بيان رأيه. عندها علمت ان يد الغيب الإلهية هي التي عتّمت على هذا الكتاب، حتى وإن كان فعل صاحب ذلك الكتاب عن قصور! وبعدها راجعت مؤلّفاتي التي نقلت فيها بعض مطالب ذلك الكتاب وحذفتها، خوفاً من أن لا أصاب بنكباته. علماً بأنني علمت أيضاً بأن الكثير من أقارب ذلك الفقيه كانوا قد لاموه على ذلك المثال السيئ الذي ذكره في بيان رأيه الفقهي عن تلك الشعيرة من الشعائر الحسينية.
                    إن ما رأيته أنا في هذا المجال كثير وكثير. فالسيد حسين القمّي توفي قبل قرابة 86 سنة، وكان حسينياً وكان معروفاً ومشهوراً بذلك، ولهذا السبب وبعد (86) سنة لا يزال من ذريّته مراجع وفقهاء أحياء. وبالمقابل رأيت بعد عشر سنين من وفاة أحد الفقهاء أنه لم يخرج من ذريّته حتى فقيه واحد، لأنه لم يكن حسينياً!
                    وأكّد سماحة المرجع الشيرازي، قائلاً: أيها السادة، وبالأخصّ أيها الشباب، اعتبروا، فـ(لقد كان في قصصهم عبرة). فإن الله تعالى أراد أن تبقى قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه، استثنائية وفريدة، ومن يمسّها فإنه سحترق ويحترق تاريخه، سواء كان من عامّة الناس أو فقيهاً. فمن يلعب بالنار يحترق، سواء كان لعبه عن عمد أو عن غير عمد، وعن علم أو بلا علم، فالنار تكوينياً تحرق من يلعب بها. وهكذا هي القضية الحسينية المقدّسة التي جعل الله تعالى لها تكويناً خاصّاً وتشريعاً خاصّاً أن تكون قضية خاصّة واستثنائية.
                    علينا جميعاً أن نحذر بأن لا نقع في مثل ما وقع فيه وابتلي به من تعامل بالسلب مع القضية الحسينية أو عرقلها أو كان له موقف اللامبالاة تجاهها، كي لا نحترق ولا يحترق تاريخنا.
                    وختم دام ظله كلمته القيّمة بقوله: أسأل الله تبارك وتعالى ببركة مولانا الإمام سيّد الشهداء صلوات الله عليه أن يوفّقنا ويوفّق جميع من خطوا ويخطون في طريق الإمام الحسين صلوات الله عليه، ويعملون ويتعاملون بالإيجاب فيها وتجاهها، بأي مقدار كان، وتحت أية شرائط، سواء كانوا علماء أو اُميّين، وأغنياء أو فقراء، ورجالاً ونساء، وأن يقضي الله سبحانه حوائج الجميع بالخير والإحسان، للدنيا والآخرة.
                    ====
                    المصادر:
                    1) وسائل الشيعة: ج5، باب 70، ص111، ح6071.
                    2) الكامل في الزيارات: الباب الثامن والثمانون فضل كربلاء، ص265.
                    3) اللهوف: المسلك الثاني في وصف حال القتال ص136.
                    4) الكامل في الزيارات: الباب الثامن والثمانون فضل كربلاء، ص260.

                    ومع السلامة.

                    تعليق


                    • مقتل الطفل الرضيع بكربلاء !

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                      مقتل الطفل الرضيع بكربلاء !
                      رُوِيَ أنَّهُ لما فُجع الحسين ( عليه السَّلام ) بأهل بيته و ولده و لم يبق غيره و غير النساء و الذراري نادى ـ أي الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) ـ : " هَلْ مِنْ ذَابٍّ يَذُبُّ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ ؟
                      هَلْ مِنْ مُوَحِّدٍ يَخَافُ اللَّهَ فِينَا ؟
                      هَلْ مِنْ مُغِيثٍ يَرْجُو اللَّهَ فِي إِغَاثَتِنَا ؟
                      وَ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ النِّسَاءِ بِالْعَوِيلِ .
                      فَتَقَدَّمَ ( عليه السَّلام ) إِلَى بَابِ الْخَيْمَةِ ، فَقَالَ : " نَاوِلُونِي عَلِيّاً ، ابْنِيَ الطِّفْلَ حَتَّى أُوَدِّعَهُ " فَنَاوَلُوهُ الصَّبِيَّ .
                      و قال المفيد دعا ابنه عبد الله .
                      قالوا : فجعل يقبله و هو يقول : " وَيْلٌ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ إِذَا كَانَ جَدُّكَ مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَى خَصْمَهُمْ " .
                      و الصبي في حجره إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه في حجر الحسين ، فتلقى الحسين دمه حتى امتلأت كفه ، ثم رمى به إلى السماء .
                      و قال السيد [1] : ثم قال : " هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ اللَّهِ " .
                      قَالَ الْبَاقِرُ ( عليه السَّلام ) : " فَلَمْ يَسْقُطْ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الْأَرْضِ " [2] .
                      ====
                      [1] هو السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ، المولود بالحلة سنة : 589 هجرية ، و المتوفى سنة : 664 هجرية ببغداد ، و المدفون بجوار مرقد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) بالنجف الأشرف / العراق .
                      [2] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 45 / 46 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
                      ومع السلامة.

                      تعليق


                      • المرجع الشيرازي: المحاربون للشعائر الحسينية تعساء ومجانين، بل أسوَأ

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                        المرجع الشيرازي: المحاربون للشعائر الحسينية تعساء ومجانين، بل أسوَأ
                        في مساء يوم الثلاثاء الموافق للعاشر من شهر محرّم الحرام 1433 للهجرة (ليلة الحادي عشر) التي تسمّى بـ(ليلة الوحشة والغربة على أهل البيت صلوات الله عليهم)، وكالسنوات السابقة، ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله كلمة مهمّة قيّمة حول القضية والشعائر الحسينيتين المقدّستين، بالمئات من المعزّين، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة, قال فيها:
                        أرفع تعازيّ بذكرى عاشوراء الإمام الحسين صلوات الله عليه إلى المقام الشامخ لمولانا الإمام بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف، حيث هو صلوات الله عليه وليّ دم الإمام الحسين صلوات الله عليه، وهو الذي أبقاه الله تبارك وتعالى كي ينتقم لدم الإمام الحسين صلوات الله عليه على صعيد الدنيا، وإلاّ فإن الانتقام للإمام الحسين صلوات الله عليه في الدنيا لا يعادل فضاعة الجريمة الكبرى التي ارتُكبت بحقّ الإمام الحسين صلوات الله عليه. وأسأل الله تعالى ببركة الشعائر الحسينية أن يجعلنا من القائمين بخدمة الإمام والمنتقمين معه للإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه.
                        كما اُعزّيكم أنتم أيها الإخوة واُعزّي المؤمنين والمؤمنات كافة، في كل مكان من الدنيا، الذين شاركوا في إقامة الشعائر الحسينية، سواء في تأسيسهم للعزاء الحسيني أو المواكب، أو في حضورهم، أو بمشاركاتهم المالية ونحو ذلك، وأسأل الله تعالى بمقام الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه الشامخ أن يتقبّل من الجميع.
                        وقال سماحته: هناك روايتان مفصّلتان حول القضية الحسينية المقدّسة, مذكورتان في كتاب الكامل في الزيارات, وهو من المصادر الشيعية المعتبرة والمهمة جداً, وذكرهما العلامة المجلسي قدّس سرّه في البحار أيضاً.
                        الرواية الأولى هي: عن أبي بصير قال: كنت عند أبي عبد الله [الإمام الصادق] صلوات الله عليه اُحدّثه, فدخل عليه ابنه فقال له: مرحباً, وضمّه وقبّله وقال: حقّر الله من حقّركم وانتقم ممن وتركم وخذل الله من خذلكم ولعن الله من قتلكم وكان الله لكم وليّاً وحافظاً وناصراً, فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصدّيقين والشهداء وملائكة السماء, ثم بكى وقال: يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين أتاني ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم وإليهم. يا أبا بصير إن فاطمة صلوات الله عليه لتبكيه وتشهق, فتزفر جهنم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدّوا لذلك مخافة أن يخرج منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق أهل الأرض فيحفظونها [فيكبحونها] مادامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على أهل الأرض, فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة الزهراء, وإن البحار تكاد أن تنفتق فيدخل بعضها على بعض, وما منها قطرة إلاّ بها مَلَك موكّل, فإذا سمع الملك صوتها أطفأ نارها بأجنحته وحبس بعضها على بعض مخافة على الدنيا وما فيها ومن على الأرض, فلا تزال الملائكة مشفقين يبكونه لبكائها ويدعون الله ويتضرّعون إليه ويتضرّع أهل العرش ومن حوله وترتفع أصوات من الملائكة بالتقديس لله مخافة على أهل الأرض, ولو أن صوتاً من أصواتهم يصل إلى الأرض لصعق أهل الأرض وتقطّعت الجبال وزلزلت الأرض بأهلها. قلت: جعلت فداك إن هذا الأمر عظيم؟ قال: غيره أعظم منه ما لم تسمعه. ثم قال لي: يا أبا بصير أَما تحبّ أن تكون فيمن يُسعد فاطمة صلوات الله عليها؟ فبكيتُ حين قالها, فما قدرتُ على المنطق وما قدر على كلامي من البكاء. ثم قام إلى المصلّى يدعو, فخرجت من عنده على تلك الحال فما انتفعت بطعام وما جاءني النوم وأصبحت صائماً وجلاً حتى أتيته, فلما رأيته قد سكن سكنت وحمدت الله.
                        وأوضح سماحته: إن الإمام المعصوم هو أشرف الأولين والآخرين، حتى الأنبياء، عدا مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله، فالإمام لا يختلف عن النبي إلاّ في النبوة. والإمام ليس كسائر الناس فهو معصوم ومرتبط بالله تعالى ومعلّم الأكوان كلها بما فيهم الملائكة والأنبياء، فإذا تألّم الإمام وبكى أو تغيّر حاله فإن ذلك لا يكون لأمر عاطفي بل لأمر عظيم وأعظم. فتغيّر حالة الإمام الصادق صلوات الله عليه وتألّمه كما في الرواية المذكورة كان سببه لتألّم مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها.
                        وبيّن سماحته معنى كلمة (تشهق) في قول الإمام الصادق صلوات الله عليه: (إن فاطمة صلوات الله عليه لتبكيه وتشهق) وقال: لقد قال القرآن الكريم عن جهنّم بأن لها شهيق وزفير, وبالنسبة للإنسان هو أنه إذا أصابته مصيبة وتألّم لها وتوجّع فإنه لايستطيع أن يتنفّس بشكل طبيعي, أي يتنفّس تنفّساً عميقاً, وهو التنفّس الممتدّ الذي يسبقه حالة من حبس التنفّس لمدّة ويصاحبه التألّم والتوجّع. وقال أهل اللغة بأن الشهيق هو الأنين الشديد المرتفع جدّاً. وخروج هذا التنفّس يسمّى زفيراً.
                        إن رجال الدين وأهل العلم يعلمون أن الجملة الفعلية تدلّ على الدوام, بالأخص إذا كان فعلها مضارعاً. وعليه فإن عبارة: (إن فاطمة صلوات الله عليه لتبكيه وتشهق) تعني أن مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها تشهق وتتألّم دائماً لمصيبة عاشوراء. وشهقتها سلام الله عليها وتألّمها يؤثّران على الأكوان كلّها وما فيها سوى الله تعالى. ومن الموجودات التي تتأثر بتألّم الزهراء صلوات الله عليها هي جهنم، فتثور ويشتدّ نارها, ولولا أن الملائكة الموكّلين على جهنم يسدّون أبوابها لأحرقت الأرض, وذلك غضباً لغضب مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها.
                        وعقّب سماحته: إن تشهق مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها يعني أن عاشوراء لا تنتهي أبداً، حتى في عصر ظهور مولانا الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف, وحتى في يوم القيامة فإن عاشوراء تتجسَّد للخلائق.
                        إن عاشوراء لا يمكن جبرها، ودم الإمام الحسين صلوات الله عليه لا يمكن جبره أبداً، فالله تعالى هو الذي يعلم قيمة كلّ ذرّة من كلّ قطرة من قطرات دم الإمام الحسين صلوات الله عليه. ونحن وأنتم بإقامتنا للشعائر الحسينية وتعظيمها، نكون في الواقع نحن المستفيدين, حيث نبغي بذلك علوّ الدرجات، ولكي نزداد قرباً إلى الله تعالى وإلى أهل البيت وأن تشملنا رعايتهم ودعاءهم صلوات الله عليهم، وإلاّ فإنّ أيَّ شيء وأيَّ عمل, مهما كبر وعظم, فإنه لا يجبر دم الإمام الحسين صلوات الله عليه أبداً,كما صرّحت بذلك الروايات الشريفة.
                        وقبل أن يذكر سماحته الرواية الشريفة الثانية التي تذكر المظالم التي يتعرّض لها المحيون للشعائر الحسينية, بالأخصّ زوّار الإمام الحسين صلوات الله عليه, قال: قبل قرابة ثمانين سنة تصدّى لرئاسة الوزراء في العراق ياسين الهاشمي، وكان تصدّيه معاصراً لتصدّي البهلوي الأول (رضا شاه) للحكم في إيران. وقد حكم الأخير ايران حوالي 19 سنة، وقام في الخمس الأخيرة منها بمحاربة الشعائر الحسينية, فمنع إقامة مجالس العزاء, وحبس الخطباء وضربهم وغرّمهم غرامات مالية, وكذلك ضرب وغرّم المشاركين في العزاء والمجالس الحسينية. ولكني ما سمعت ولم أسمع عن البهلوي الأول أنه أهان الفقهاء والعلماء في الإذاعة وغيرها. وهذا ما فعله ياسين الهاشمي الذي كان أعنف من البهلوي الأول.. فقد قام ياسين الهاشمي, علاوة على محاربته للشعائر الحسينية, قام ببثّ أغنية عبر الإذاعة حوت إهانة للعلماء, ولازلت أتذكّر معظم تلك الكلمات المهينة. فقام حينها السيد أبو الحسن الأصفهاني قدّس سرّه, لدرايته وكفاءته, قام مع باقي العلماء كالشيخ النائيني قدّس سرّه بحماية الشيعة والدفاع عنهم مما أدّى ذلك إلى صدّ محاولات الهاشمي وإفشالها.
                        في ايران أيضاً قام كبار العلماء كالمرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري والسيد حسين القمي قدّس سرّهما بحماية الإسلام والشعائر الحسينية والدفاع عنها والتصدّي لمحاولات البهلوي الأول، وتعرّض الكثير من الناس بسبب ذلك إلى السجن والقتل.
                        لكن رغم كل تلك المحاولات في محاربة وعرقلة الشعائر الحسينية نرى ونجد اليوم أن العزاء الحسيني قد انتشر في الدنيا كلها. فالبهلوي الأول وياسين الهاشمي وأمثالهما ظنوا أنهم يقدرون على عرقلة الشعائر الحسينية ومنعها، ولكنهم خابوا وفشلوا، فلو كان بإمكانهم اليوم أن يُخرجوا رؤسهم من قبورهم ويروا اتساع العزاء الحسيني لرأوا خيبتهم وخسرانهم وفشل محاولاتهم.
                        وأكّد سماحته بقوله: إن البهلوي الأول وياسين الهاشمي ومن تبعهم ويتبعهم في محاربة الشعائر الحسينية، هؤلاء في الواقع هم تعساء بل لا عقل لهم ومجانين، بل أسوَأ من المجنون الذي يتغذّى على فضلاته.
                        وحول ما تضمّنته الرواية الثانية قال المرجع الشيرازي: جاء في هذه الرواية الشريفة وموردها هي زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه: عن أبي عبد الله [الإمام الصادق] صلوات الله عليه في حديث طويل أنه: أتاه رجل فقال له: يا ابن رسول الله هل يُزار والدك [أي الإمام الحسين صلوات الله عليه]؟ قال: فقال: نعم. قال: فما لمن أتاه؟ قال: الجنّة. ... وقال: قلت: فما لمن قُتل عنده, جار عليه سلطان فقتله؟ قال: أول قطرة من دمه يُغفر له بها كل خطيئة وتغسل طينته التي خلق منها الملائكة حتى تخلص كما خلصت الأنبياء المخلصين ويذهب عنها ما كان خالطها من أجناس طين أهل الكفر, ويغسل قلبه ويشرح صدره ويملأ إيماناً فيلقى الله وهو مخلص من كل ما تخالطه الأبدان والقلوب, ويكتب له شفاعة في أهل بيته وألف من إخوانه, وتولى الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت, ويؤتى بكفنه وحنوطه من الجنة, ويوسَّع قبره عليه, ويوضع له مصابيح في قبره, ويفتح له باب من الجنة, وتأتيه الملائكة بالطرف من الجنة, ويرفع بعد ثمانية عشر يوماً إلى حظيرة القدس, فلا يزال فيها مع أولياء الله حتى تصيبه النفخة التي لا تبقي شيئاً, فإذا كانت النفخة الثانية وخرج من قبره كان أول من يصافحه رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه, والأوصياء ويبشّرونه ويقولون له الزمنا, ويقيمونه على الحوض فيشرب منه ويسقي من أحبّ. قلت: فما لمن حُبس في إتيانه؟ قال: له بكل يوم يُحبس ويغتم فرحة إلى يوم القيامة. فإن ضرب بعد الحبس في إتيانه كان له بكل ضربة حوراء, وبكل وجع يدخل على بدنه ألف ألف حسنة, ويمحى بها عنه ألف ألف سيئة, ويرفع له بها ألف ألف درجة, ويكون من محدّثي رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يفرغ من الحساب فيصافحه حملة العرش ويقال له سل ما أحببت, ويؤتى ضاربه للحساب فلا يسأل عن شي‌ء ولا يحتسب بشي‌ء ويؤخذ بضبعيه حتى ينتهي به إلى مَلَك يحبوه ويتحفه بشربة من الحميم وشربة من الغسلين ويوضع على مقال (جمع مقلاة) في النار فيقال له: ذق بما قدّمت يداك, فيما آتيت إلى هذا الذي ضربته سبباً إلى وفد الله ووفد رسوله, ويؤتى بالمضروب إلى باب جهنم ويقال له: انظر إلى ضاربك وإلى ما قد لقي, فهل شفيت صدرك وقد اقتُصّ لك منه؟ فيقول الحمد لله الذي انتصر لي ولولد رسوله منه.
                        وأوضح سماحته: إن من يتعرّض للحبس والسجن يوماً واحداً في سبيل الإمام الحسين صلوات الله عليه فله أجر كبير، وكلما طال بقاؤه في السجن، وكلما تعرّض للأذى والتعذيب، ازداد أجره, لأن الذي يقوم بخدمة القضية الحسينية المقدّسة يقوم ـ في الواقع ـ بإدخال السرور على قلب مولاتنا الزهراء وإسعادها صلوات الله عليها, كما بيّن ذلك الإمام الصادق صلوات الله عليه لأبي بصير بقوله صلوات الله عليه: أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة؟
                        بل إن خدمة القضية الحسينية تُسعد كل المعصومين الأربعة عشر, من رسول الله صلى الله عليه وآله إلى مولانا الإمام المهدي صلوات الله عليه وعليهم وعجّل الله تعالى فرجه الشريف.
                        وشدّد سماحته بقوله: إن اللامبالاة تجاه الشعائر الحسينية وتجاه كل ما يرتبط بالإمام الحسين صلوات الله عليه، لا معنى لها. فلذا يجب علينا أن نقوم بخدمة القضية الحسينية وتعظيمها وإحيائها بكلّ ما نملك ونقدر عليه، فاللامبالاة والخذلان، مهما كان نوعهما، توجبان اللعنة على أصحابهما.
                        كما على المعزّين الحسينيين وعلى المقيمين للشعائر الحسينية أن يعلموا جيّداً بأنهم إذا لحقهم ظلم فإنهم سيُثابون عليه، مهما كان نوع هذا الظلم، وسواء كان هذا الظلم من ظلم بني أمية أو بني العباس أو ياسين الهاشمي أو غيره من الحكّام.
                        إنّ الذين يُلحقون الأذى بالمقيمين للشعائر الحسينية في الدنيا، سينالون وبال أذاهم في نار جهنم. كما ذكر ذلك الإمام الصادق صلوات الله عليه في الرواية الشريفة الثانية, وكما صرّح القرآن الكريم بقوله عزّ من قائل: (يأتيه الموت من كل جانب وما هو بميّت).
                        وأوصى سماحته بتحمّل الصعوبات في طريق إقامة الشعائر الحسينية وقال: إن مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله تعرّض لأذى كثير من قبل المشركين والكفّار، ومنها أنهم كانوا يلقون ماء أفواههم على وجهه الطاهر، لكنه صلى الله عليه وآله صبر على ذلك وتحمّله. فيجب علينا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله كما أمرنا الله تعالى حيث قال: (ولكم في رسول الله اُسوة حسنة). فعلينا أن نقيم الشعائر الحسينية وأن نصبر ونتحمّل الصعوبات التي تواجهنا في سبيلها.
                        إذن يجب علينا أن لا نستسلم وأن لا ننسحب من خدمتنا للشعائر الحسينية إذا واجهتنا أدنى صعوبة أو أذى. وأنا أوكّد على الجميع، بالخصوص الشباب, إن لم يكن لديهم استطاعة مالية يقدّمونها في سبيل القضية الحسينية المقدسّة، فليرهنوا ويقدّموا ماء وجوههم لإقامة المجالس الحسينية وإحياء الشعائر الحسينية المقدّسة.
                        وأعرب سماحته عن تألّمه بقوله: إن عزاء طويريج المعروف بـ(ركضة طويريج) ـ وكما نقل المرحوم العلاّمة السيد بحر العلوم قدّس سرّه ـ يشارك فيه مولانا الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ولكن انظروا إلى القنوات الفضائية كيف تتصرّف تجاه هذا الحدث الكبير؟ هذه القنوات تقوم تعمّداً بعدم بثّ حتى ثوان معدودة عن هذا العزاء المهمّ. في حين إذا تنازع بضعة أشخاص في مكان ما من الدنيا, أو اُجريت مسابقة كرة القدم, تقوم هذه القنوات ببثّ ذلك النزاع أو تلك المسابقة بحرص وولع شديدين.
                        وعقّب سماحته بقوله: لا شكَّ أن أيَّ شخص وأيّة جماعة وأيَّ نظام يعادي الشعائر الحسينية أو يتّخذ موقف اللامبالاة تجاهها، لاشك بأنهم سينزون ويُنسَون. وأما الشعائر الحسينية فإنها تزداد يوماً بعد يوم وتنتشر أكثر وأكثر، كما حصل في الأزمان السالفة من بعد سلطة الطواغيت من الأمويين والعباسيين، والبهلوي وصدام. وهذه حقيقة ثابتة للجميع. فأولئك الطغاة أمثال هارون والمتوكّل والبهلوي وياسين الهاشمي وصدام هم الآن رهائن ما اقترفوه، فهم في عذاب أليم وعظيم جرّاء عداوتهم للشعائر الحسينية ومحاربتهم لها، وأما القضية الحسينية فهي حيّة وخالدة.
                        وتطرّق سماحته إلى ذكر نموذج من محاولات وممارسات الأعداء في محاربتهم وعداوتهم لأهل البيت صلوات الله عليهم, فقال: ذكرت الروايات عن أبي مالك الأحمسي أنه قال: خرج الضحّاك الشاري بالكوفة فحكم وتسمّى بإمرة المؤمنين ودعا الناس إلى نفسه, فأتاه مؤمن الطاق فلما رأته الشراة وثبوا في وجهه, فقال لهم: جانح. قال: فأتي به صاحبهم فقال له مؤمن الطاق: أنا رجل على بصيرة من ديني, وسمعتك تصف العدل, فأحببت الدخول معك. فقال الضحّاك لأصحابه: إن دخل هذا معكم نفعكم. قال: ثم أقبل مؤمن الطاق على الضحّاك فقال: لِمَ تبرّأتم من عليّ بن أبي طالب واستحللتم قتله وقتاله؟ قال: لأنه حكَّم في دين الله! قال: وكل من حكَّم في دين الله استحللتم قتله وقتاله والبراءة منه؟ قال: نعم. قال: فأخبرني عن الدين الذي جئت أناظرك عليه لأدخل معك فيه إن غلبت حجّتي حجتك أو حجّتك حجّتي من يوقف المخطئ على خطائه ويحكم للمصيب بصوابه, فلا بد لنا من إنسان يحكم بيننا. قال: فأشار الضحّاك إلى رجل من أصحابه, فقال: هذا الحكم بيننا فهو عالم بالدين. قال: وقد حكمت هذا في الدين الذي جئت أناظرك فيه؟ قال: نعم. فأقبل مؤمن الطاق على أصحابه فقال: إن هذا صاحبكم قد حكّم في دين الله, فشأنكم به. فضربوا الضحّاك بأسيافهم حتى سكت.
                        جدير بالذكر، أن معاداة أهل البيت بالأخص المعاداة للإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه استمرَّت في كل العصور التي حكم فيها بنو امية وبنو العباس، حتى أن الناس كانوا يواجهون عقوبة السجن والقتل إذا سمّوا أولادهم باسم علي وباسم باقي الأئمة وخصوصاً في زمن الإمامين الجواد والهادي صلوات الله عليهما، ولهذا ترى القليل أو لا تكاد ترى أن أحداً من أصحاب الأئمة كان اسمه عليّاً. فانظروا كم حاربوا أهل البيت صلوات الله عليهم وأتباعهم كي يقضوا عليهم، ولكنهم لم يفلحوا وفشلوا.
                        وبيّن سماحته: إن بني أمية أرادوا من فعلتهم في يوم عاشوراء أن يقضوا على أهل البيت صلوات الله عليهم وأن يحكّموا على الناس وعلى دينهم أمثال الضحّاك. ومن المسلّم به, وكما ذكر الإمام صلوات الله عليه, أن الأعداء قد تجاوزوا الحدّ وبالغوا في ظلمهم لأهل البيت صلوات الله عليهم في عاشوراء، بحيث لو أن ظلمهم لأهل البيت كان بوصية من رسول الله صلى الله عليه وآله لما استطاعوا أن يقترفوا أكثر وأكبر من الظلم الذي اقترفوه في عاشوراء.
                        وفي ختام كلمته القيّمة أكّد المرجع الشيرازي دام ظله بقوله: إن وسائل إعلام الأعداء اليوم، بمختلف أنواعها، تبذل قصارى طاقاتها وقدراتها لنشر الثقافة الأموية ومضادّة الشعائر والقضية الحسينيتين المقدّستين أو التقليل من شأنهما وعظمتهما، مستعينين في ذلك بتأييد أصحاب الأفكار المنحرفة لهم.
                        إذن فلماذا لا تستفيدون أنتهم أيها المؤمنون والموالون لأهل البيت صلوات الله عليهم من مثل هذه الإمكانات والقدرات في إيصال نداء الحق ونداء مجابهة الظلم الذي نادى به الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه، وفي إيصال رسالة عاشوراء وما أثمرته.
                        علينا أن نستفيد من التكنلوجيا الجديدة, المتيسّرة اليوم للجميع, أحسن وأفضل استفادة, في إيصال ثقافة عاشوراء إلى البشرية كافة, بمختلف لغاتهم. وعلينا أن لا ننسى بأن العمل الإعلامي هو نصف القضية والنصف الآخر والمكمّل لها بل والأهم هو الدفاع والحماية.
                        إذاً إن العمل على توسيع رقعة إقامة الشعائر الحسينية المقدّسة بحاجة إلى الحماية والدفاع من قبل الجميع، وبالخصوص الشباب. فلا شك كلما كثر المحامون والمدافعون، ازدادت الشعائر الحسينية نمواً, واتسعت رقعتها وانتشرت في الدنيا أكثر. وهذا الأمر لا يتحقق إلاّ بالجدّ والاهتمام.
                        لذا اسعوا في هذا المجال كثيراً كي تسعدوا مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وتسعدوا باقي الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم، فإن سعادتكم في الدنيا والآخرة رهينة خدمتكم للقضية الحسينية المقدسة. وكلما تكثرون من خدماتكم، تنالون ثواباً أكبر وأجراً أكثر.
                        أسأل الله تبارك و تعالى أن يوفّق الجميع في حشد الطاقات والقدرات والإمكانات في سبيل نشر الشعائر الحسينية المقدّسة وتعميمها في العالم كلّه.
                        ومع السلامة.

                        تعليق


                        • المرجع الشيرازي: الحكّام الذين يمنعون إقامة الشعائر الحسينية هم من أئمة الكفر

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                          المرجع الشيرازي: الحكّام الذين يمنعون إقامة الشعائر الحسينية هم من أئمة الكفر
                          في ليلة الحادي عشر من شهر محرّم الحرام 1430 للهجرة والتي تسمّى بـ (ليلة الوحشة)، وكالسنوات السابقة، ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله كلمة مهمة حول الشعائر الحسينية المقدسة، بالمئات من المعزّين، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة.
                          في بداية كلمته قدّم سماحته تعازيه لمولانا المفدّى اﻹمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بذكرى عاشوراء واستشهاد مولانا سيد الشهداء اﻹمام الحسين صلوات الله عليه، وسأل الله تبارك وتعالى أن يمنّ على المعزّين ومقيمي الشعائر الحسينية في أرجاء المعمورة بالتوفيق والخير وقبول الطاعات والخدمات.
                          ثم تلا سماحته العبارة الأخيرة التي تُقرأ في زيارة عاشوراء الشريفة في حالة السجود، وهي: «وثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام» وقال:
                          إن عبارة «لسان صدق» في زيارة عاشوراء هي كنظيراتها التي وردت في القرآن الكريم واﻷدعية والزيارات، ومنها قوله تعالى : «وجعلنا لهم لسان صدق عليّاً» (1). ومعنى القدم هنا هو اﻹقدام، فاﻹنسان عندما يقدم على أي عمل يقوم عادة بتحريك ورفع قدميه أولاً. وهذه الفقرة من زيارة عاشوراء تشير إلى أن بعض اﻷقدام هي أقدام كذب وإن ادّعى أصحابها بأنها في سبيل اﻹمام الحسين صلوات الله عليه.
                          لقد خرج مع اﻹمام الحسين صلوات الله عليه إلى كربلاء اﻷلوف، ولكن لم يبقَ معه إلى يوم العاشر من المحرم ليضحّي بنفسه في سبيل نصرة الإمام إلاّ قليل كزهير بن القين رضوان الله تعالى عليه. وقد كان عمل زهير هذا مصداقاً لـ(قدم صدق). وكان عمل الذين تركوا اﻹمام الحسين صلوات الله عليه مصداقاً لـ(قدم كذب)؛ ﻷنه لو كانت أقدامهم قدم صدق لبقوا مع اﻹمام الحسين صلوات الله عليه ونصروه لينالوا بذلك السعادة اﻷبدية.
                          قام بعض الأشخاص على مرّ التاريخ وفي سبيل اﻹمام الحسين صلوات الله عليه بأعمال كانت بالظاهر حسنة، ورغّبوا اﻵخرين وشجّعوهم على إحياء الشعائر الحسينية ونشرها وتوسيعها، بل بعضهم شارك في مراسم العزاء، لكنهم بعد فترة غيّروا طريقتهم وبدوا يعترضون على الشعائر الحسينية ويحاربونها ويعرقلونها، ومنهم رضا بهلوي (والد الشاه المقبور). فهذا الرجل في بداية سيطرته على الحكم كان يشجّع على إقامة الشعائر وكان يحضر في مراسم العزاء، وأنا شخصياً رأيت صورة عن مشاركته في مراسم العزاء الحسيني في إحدى الصحف اﻹيرانية ذلك الحين، لكنه بعد أن استتبّ حكمه شرع في محاربة الشعائر الحسينية ومنعها والصدّ عنها. ونقل كبار السنّ عن أوضاع ذلك الزمان أن شرطة البهلوي فرضت غرامة مالية كبيرة على كل من يقيم مجلس العزاء وعلى الخطيب، وفرضت غرامة مالية أيضاً وبنسبة أقلّ على المشاركين في مجالس العزاء، وكانوا يبطلون جواز عمل كثير من الكسبة.
                          وانتهج أوباش حزب البعث العراقي النهج نفسه وزادوا على البهلوي بأنهم قمعوا واضطهدوا كل المعزّين الحسينيين، بل منعوا من الذهاب إلى زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه مشياً على الأقدام وقتلوا اﻵلاف منهم وهم في طريقهم إلى كربلاء المقدسة.
                          وأكّد سماحته ضرورة المشاركة في خدمة قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه باليد واللسان والمال وما شابه ذلك، وقال:
                          على كل فرد حسب قدرته وطاقاته أن يخطو ويقدّم الخدمة. ومن كان ذا مال كثير فعليه أن يقدم أكثر من اﻵخرين.
                          كان السيد صالح الحلّي من خطباء العراق البارعين وكان من تلاميذ المرحوم السيد محمد كاظم اليزدي قدّس سرّه صاحب كتاب (العروة الوثقى).
                          وكان السيد الحلّي يرتقي المنبر الحسيني ولسنين عديدة عند أحد التجّار.
                          ذات سنة وكعادته دعا ذلك التاجر السيد الحلّي ليرتقي المنبر في مجلسه، لكن السيد اعتذر له ولم يقبل دعوته، وأصرّ التاجر على السيد أن يعرف سبب رفضه، لكنه امتنع ولم يقل له شيئاً. وخوفاً من ذهاب ماء وجهه أخبر التاجر السيد اليزدي بذلك وطلب منه الوساطة. فطلب السيد اليزدي السيد الحلّي وسأله عن سبب امتناعه، فتعذّر أيضاً السيد الحلّي عن ذلك. فقال له السيد اليزدي:
                          أنا آمرك أن تقرأ له المجلس.
                          قال السيد الحلّي: سمعاً وطاعة، ولكن بما أنكم أمرتموني بذلك سأخبركم عن سبب امتناعي، وهو إني رأيت مولانا اﻹمام سيد الشهداء صلوات الله عليه في عالم الرؤيا فقال لي:
                          لا تقرأ في بيت هذا الرجل. فقلت له سلام الله عليه: سمع وطاعة، ولكن هل يمكن أن تخبروني عن سبب ذلك. فقال الإمام سلام الله عليه: إن الله تعالى قد منّ على هذا الرجل بثروة كبيرة لكنه يتعامل معي كالفقير.
                          فقد كان الرز والسمن الذي يستعملهما ذلك الرجل في طبخ الطعام الذي يقدّمه في مجلسه للمعزّين من أرخص ما هو موجود في السوق.
                          فقال السيد اليزدي: إذاً دعك مما أمرتك به ولا تقرأ له.
                          وفي جانب آخر من كلمته أشار سماحته إلى ضرورة تأسيس قنوات فضائية شيعية وقال:
                          لقد اُسست اليوم وتحت عناوين ومسمّيات مختلفة المئات من القنوات الفضائية، وكلّها تعمل على تضليل الناس وغسل أدمغتهم في سبيل إبعادهم عن أهل البيت وعن اﻹمام الحسين وعن مولاتنا الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين. فكم هو جدير بالمؤمنين أن يؤسّسوا قناة فضائية باسم مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه، بحيث تغطّي ببثّها أرجاء المعمورة ببرامج تعرّف اﻹمام الحسين صلوات الله عليه وشعائره المقدسة. وقد يصعب هذا العمل في بدايته لكنه يسهل بهمم المؤمنين والشباب وبالصبر وبتحمل المشاكل. فإذا اهتمّ المؤمنون بهذا الأمر من هذه الساعة فسنأمل إن شاء الله تعالى أن تكون عندنا قناة فضائية باسم الحسين صلوات الله عليه في السنة القادمة. وليعلم اﻹخوة الذين يتمتعون بقدرة مالية كبيرة أن مسؤوليتهم في هذا المجال أكبر من غيرهم. وعلى الضعفاء مالياً أن لا ينسوا بأن مسؤوليتهم هي أن يستعملوا جوارحهم في هذا المجال، وأقلّ ذلك هو نشر الشعائر الحسينية بلسانهم.
                          وأكد سماحة المرجع الشيرازي دام ظله ضرورة التثقيف في مجال الشعائر الحسينية وقال:
                          لم يكن يوم عاشوراء عطلة رسمية في زمن حكم البهلوي، ومن كان يغلق دكانه ومحل عمله اعتبروه مجرماً. وأما في عصرنا الحالي فإن ربع سكان الكرة اﻷرضية عندهم يوم عاشوراء عطلة رسمية. فأتباع أهل البيت في الهند هم أقليّة ويشكلون نسبة عشرة بالمئة من مجموع سكان الهند الذين أغلبهم عبّاد أوثان وأصنام، لكن ومنذ خمسين سنة يعتبر يوم عاشوراء في الهند عطلة رسمية للمسلمين ولعبّاد البقر ولعبّاد اﻷصنام وغيرهم.
                          إن مولانا اﻹمام الحسين صلوات الله عليه لا يخصّ الشيعة فقط. فكثير من الكفّار في شرق اﻷرض وغربها يقيمون مجلس العزاء على اﻹمام الحسين صلوات الله عليه، ويحزنون عليه، وينظمون الشعر بحقّه، ويؤلّفون الكتب حوله.
                          إذن أليس من الجدير أن يكون لهذا اﻹمام العظيم قناة فضائية مستقلة؟!
                          أنتم يا شباب الشيعة إن لم تهتموا لهذا اﻷمر فسيقوم به غيركم. فكثير من الكفّار استفادوا من اﻹمام الحسين صلوات الله عليه، وكثير من أتباع موسى الكليم وعيسى المسيح على نبينا وآله وعليهما الصلاة والسلام استبصروا بنور التشيّع وذلك ببركة مولانا اﻹمام الحسين صلوات الله عليه.
                          وأشار سماحته إلى سعة انتشار إقامة الشعائر الحسينية رغم محاربتها من قبل بعض الحكومات وشدّد قائلاً:
                          لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تتسع إقامة الشعائر الحسينية يوماً بعد يوم رغم محاربتها. فالله تعالى شاء أن تشرق الشمس، وأن يبزغ القمر، وأن تجذب اﻷرض اﻷشياء، وليس بحول الشمس والقمر واﻷرض أن يقوموا بغير ما شاء الله جلّ وعلا. وهكذا فيما يخصّ قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه، فقد شاء الله عزّ وجلّ أن تزداد الشعائر الحسينية وتتسع يوماً بعد يوم رغم عرقلة الظالمين لها ومحاربتها، وهذا وعد إلهي تكويني وقطعي، ولا يمكن عرقلته أو منعه.
                          يقول مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله حول قضية مولانا اﻹمام الحسين صلوات الله عليه: «وليجتهدنّ أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلاّ ظهوراً وأمره إلاّ علوّاً» (2). وهنا نكتة مهمة جداً وهي أن مولانا الرسول صلى الله عليه وآله قد بيّن أن محاولات محاربة القضية الحسينية لها نتائج عكسية أي إن هذه المحاولات تبعث على ازدياد واتّساع إحياء قضية اﻹمام الحسين صلوات الله عليه، وليس أنها محاولات عقيمة فقط. فقبل خمسين سنة كانت الشعائر الحسينية تقام في إيران وفي بعض الدول في الشرق اﻷوسط. أما اليوم فإنها تقام بجنب البيت اﻷبيض وبجنب قصر الكرملين وفي المناطق القريبة من قطب الشمال والجنوب، وتزداد انتشاراً يوماً بعد يوم.
                          حسب كلام مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله فإن الرؤساء والحكّام الذين يمنعون إقامة الشعائر الحسينية هم من أئمة الكفر. فالبهلوي الذي كان يعدّ نفسه مسلماً وشيعياً هو من أئمة الكفر. وصدام أيضاً حيث كان يعدّ نفسه مسلماً فهو حسب قول الرسول صلى الله عليه وآله من أئمة الكفر ﻷنه حاول إطفاء نور الحسين صلوات الله عليه.
                          وقال سماحته: لقد قال مولانا اﻹمام الحسين صلوات الله عليه ﻷصحابه اﻷخيار سلام الله عليهم: «إن القوم إنما يطلبونني، ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري» (3) وبيّن لهم أنهم سيقتلون لو بقوا معه. ولكن اﻷصحاب سلام الله عليهم مع يقينهم بأنهم سيقتلون ببقائهم مع اﻹمام، لم يتركوا اﻹمام الحسين وضحّوا بأنفسهم بين يديه صلوات الله عليه، وهم في الواقع إنما فدوا أرواحهم كي تطول مدّة بقاء اﻹمام الحسين صلوات الله عليه وتتأخّر ساعة شهادته.
                          قال المرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري قدّس سرّه مؤسس الحوزة العلمية المباركة في مدينة قم المقدسة حول استشهاد أصحاب اﻹمام الحسين قبله صلوات الله عليه: (إن كل لحظة من لحظات عمر اﻹمام الحسين سلام الله عليه أفضل من الخلق أجمعين).
                          وعقّب سماحته قائلاً: إن قطرة واحدة من دم مولانا أبي الفضل العباس وسيّدنا علي اﻷكبر سلام الله عليهما أفضل من العالم، لكنها جديرة أن تهدر في سبيل تأخير ساعة استشهاد مولانا اﻹمام الحسين صلوات الله عليه.
                          ====
                          المصادر:
                          1) سورة مريم: الآية 50.
                          2) الكامل في الزيارات/ الباب الثامن والثمانون فضل كربلاء/ ص 262.
                          3) المناقب/ج4/ فصل في مقتله عليه السلام/ ص 99.
                          ومع السلامة.

                          تعليق


                          • من هو عبد الله الرضيع عليه السلام ؟

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                            من هو عبد الله الرضيع عليه السلام ؟
                            اسمه ونسبه :
                            عبد الله بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، وأمّه الرباب بنت القيس الكلبية .
                            شهادته :
                            عاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم يوم عاشوراء وهو منحني الظهر ، وإذا بعقيلة بني هاشم زينب الكبرى ( عليها السلام ) استقبلَتهُ بِعبدِ الله الرضيع ( عليه السلام ) قائلةً : أخي ، يا أبا عبد الله ، هذا الطفل قد جفَّ حليب أُمِّه ، فاذهب به إلى القوم ، عَلَّهُم يسقوه قليلاً من الماء .
                            فخرج الإمام الحسين ( عليه السلام ) إليهم ، وكان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب ذا الجناح ، وإذا توجه إلى الخطاب كان يركب الناقة .
                            ولكن في هذه المَرَّة خرج راجلاً يحمل الطفل الرضيع ( عليه السلام ) ، وكان يظلله من حرارة الشمس .
                            فصاح : أيها الناس ، فَاشْرَأَبَّتْ الأعناق نحوه ، فقال ( عليه السلام ) : ( أيُّها الناس ، إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار ) ؟
                            فاختلف القوم فيما بينهم ، فمنهم من قال : لا تسقوه ، ومنهم من قال : أُسقوه ، ومنهم من قال : لا تُبقُوا لأهل هذا البيت باقية .
                            عندها التفت عُمَر بن سعد إلى حرملة بن كاهل الأسدي ( لعنه الله ) وقال له : يا حرملة ، إقطع نزاع القوم .
                            يقول حرملة : فهمت كلام الأمير ، فَسَدَّدتُ السهم في كبد القوس ، وصرت أنتظر أين أرميه ، فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل ، وهي تلمع على عضد أبيه الحسين ( عليه السلام ) كأنها إبريق فِضَّة .
                            فعندها رميتُهُ بالسهم ، فلما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، وكان الرضيع مغمىً عليه من شدة الظمأ ، فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه من تحت قِماطِهِ واعتنق أباه الحسين ( عليه السلام ) ، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح ، فَيَالَهَا من مصيبة عظيمة .
                            وعندئذٍ وضع الحسين ( عليه السلام ) يده تحت نَحرِ الرضيع حتى امتلأت دماً ، ورمى بها نحو السماء قائلاً : ( اللَّهم لا يَكُن عليك أَهْوَنُ مِن فَصِيلِ نَاقةِ صَالح ) ، فعندها لم تقع قطرة واحدة من تلك الدماء المباركة إلى الأرض ، ثم عاد به الحسين ( عليه السلام ) إلى المخيم .
                            فاستقبلَتهُ سُكينة وقالت : أَبَة يا حسين ، لعلَّك سقيتَ عبدَ الله ماءً وأتيتنا بالبقية ؟ قال ( عليه السلام ) : ( بُنَي سكينة ، هذا أخوكِ مذبوحٌ من الوريد إلى الوريد ) .
                            ومع السلامة.

                            تعليق


                            • كلمات خالدة في حق عبدالله الرضيع عليه السلام

                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                              كلمات خالدة في حق عبدالله الرضيع عليه السلام
                              ● كان عبد الله الرضيع "ع" أصغر من قتل في كربلاء ، لكنه كان أكبر جنود الحق في عاشوراء.
                              ● عبد الله الرضيع "ع" ، هو أعظم شهداء الإسلام لأنه كان أصغر من أريق دمه الطاهر في المواجهة مع الباطل.
                              ● عندما أريعت قطرات دمائه على وجه الحسين "ع" كان الإمام بذلك يوقع على وثيقة شهادته الكبرى أمام محكمة التاريخ.
                              ● لقد إعتدى بنو أمية على الطفل الرضيع فسقطوا في فخ عدم القدرة على تبرير حربهم الظالمة على آل البيت .. فمن يا ترى يستطيع أن يبرر مقتل مثل هذا الطفل في التاريخ.
                              ● كان عبد الله الرضيع "ع" نجما صغيرا في الحجم ، لكنه كان أكبر من كل الشموس المتوهجة في الكون.
                              ● الذين قتلوا عبد الله الرضيع في يوم عاشوراء ، ورثوا حقدهم لأحفادهم الذين يقتلون اليوم الأطفال الرضع في العراق.
                              ● الحقد الأموي في الأمس والحقد الطائفي اليوم وجهان لعملة واحدة.
                              ● من يقف مع عبد الله الرضيع "ع" اليوم ، يحصل على شفاعته غدا.
                              ● أعطى عبد الله الرضيع دمه لله فجعله الله الوسيلة الكبرى لقضاء الحوائج.
                              ● على النساء ، وهن الأكثر فهما لبرائة الطفولة ، أن يتحملن مسؤلياتهن في الوقوف مع عبد الله الرضيع بإقامة مجالس العزاء الخاصة به ، والمشاركة الفاعلة في الأنشطة المرتبطة به..
                              ● من أراد الآخرة فعليه بعبد الله الرضيع ، ومن أراد الدنيا فعليه بعبد الله الرضيع ، ومن أرادهما معا فعليه بعبد الله الرضيع.
                              ومع السلامة.

                              تعليق


                              • ~:: الغيرة الحسينيّة ::~

                                بسم الله الرحمن الرحيم
                                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                                ~:: الغيرة الحسينيّة ::~
                                الغيرة أو الحمية: هي السعي في محافظة ما يلزم محافظته ، وهي من نتائج الشجاعة وكِبَر النَّفسِ وقوّتها (1) .
                                قال أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) : (( على قدر الحميّة تكون الشجاعة )) (2) .
                                وقال (سلام الله عليه) أيضاً : (( ثمرة الشجاعة الغيرة )) (3) .
                                والغيرة هي من شرائف الملكات ، وبها تتحقَّق الرجولية ، والفاقد لها غير معدود من الرجال (4) . وهي تُعبِّر ـ فيما تُعبِّر عنه ـ عن الاعتزاز بالشرف والكرامة ، وعن اليقظة والمروءة والنخوة ، وهذه من مثيرات الشجاعة ، ومن دواعي رفض العدوان .
                                ومقتضى الغيرة والحمية في الدين أن يجتهد المرء في حفظه عن بِدَع المبتدعين ، وانتحال المبطلين ، وإهانة مَن يستخف به من المخالفين ، وردِّ شُبَه الجاحدين ، ويسعى في ترويجه ، ولا يتسامح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
                                ومقتضى الغيرة على الحريم ألاَّ يتغافل عن حفظهنَّ عن أجانب الرجال ، وعن الاُمور التي تُخشى غوائلها ، ويمنعهنَّ عن جميع ما يمكن أن يُؤدِّي إلى فساد وريبة .
                                وأما مقتضى الغيرة على الأولاد فأن تراقبهم من أول أمرهم ، فإذا بدأت فيهم خمائل التمييز فينبغي أن يُؤدَّبوا بآداب الأخيار ، ويُعلَّموا محاسن الأخلاق والأفعال ، والعقائد الحقَّة (5) .
                                ولأهمية الغيرة في حفظ المقدَّسات ، وسلامة الاُمّة وشرف كرامتها ، جاءت الآيات الكريمة والأحاديث المنيفة تُؤكَّد عليها ، وتبيِّن فضائلها ، وتدعو إليها ؛ إذ هي خُلق من أخلاق الله تبارك وتعالى ، ومن أخلاق الأنبياء والمرسلين ، والأئمة الهداة المهديين (صلوات الله عليهم أجمعين) .
                                قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) : (( ألا وإنَّ الله حرَّم الحرام ، وحدَّ الحدود ، وما أحدٌ أغير من الله . ومن غيرته حرَّم الفواحش )) (6) .
                                وعنه (صلَّى الله عليه وآله) أيضاً قال : (( إنِّي لغيور ، واللهُ (عزَّ وجلَّ) أغير مني . وإنَّ الله تعالى يُحبُّ من عباده الغيور )) (7) .
                                والغيرة مُفْصِحة عن الإيمان ؛ لقول المصطفى (صلَّى الله عليه وآله) : (( إنَّ الغيرة من الإيمان )) (8) .
                                وهي من نتائج القوة الغضبية في الإنسان ، قد تنتج مساوئ أخلاقية ؛ كالتهوُّر ؛ وسوء الظن ؛ والغضب المذموم ، وقد تنتج محاسن أخلاقية ؛ كالغضب لله تعالى ، والشجاعة ؛ والعزَّة والإباء .
                                وقد عُرف الإمام الحسين (عليه السّلام) بخُلق الغيرة على الدين والحريم والأولاد , وهو الذي تربَّى في ظل أغير الناس ؛ جده المصطفى ، وأبيه المرتضى ، وأُمّه فاطمة الزهراء (صلوات الله عليهم) . وعاش في بيت العصمة والطهارة والنجابة ، والشرف المؤبَّد والكرامة ، ونشأ في أهل بيت لم تنجِّسهم الجاهليّة بأنجاسها ، ولم تُلبسهم من مُدلهمَّات ثيابها ؛ فالنبي (صلَّى الله عليه وآله) كان ـ كما يقول الإمام علي (عليه السّلام) : ـ (( لا يُصافح النساء . فكان إذا أراد أن يبايع النساء اُتي بإناء فيه ماء فغمس يده ، ثمَّ يخرجها ، ثمَّ يقول : أغمسنَ أيديكنَّ فيه , فقد بايعتكنَّ )) (9) .
                                أمَّا ابنته فاطمة (صلوات الله عليها) فقد سألها أبوها (صلَّى الله عليه وآله) يوماً : (( أي شيءٍ خيرٌ للمرأة ؟ )) . فقالت : (( أن لا ترى رجلاً ، ولا يراها رجل )) . فضمَّها إليه وقال : (( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ))(آل عمران / 34) (10) .
                                وأمّا أمير المؤمنين (سلام الله عليه) فيكفي ما ذكره يحيى المازني ، حيث قال : كنتُ جوار أمير المؤمنين (عليه السّلام) مدة مديدة ، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته ، فوالله ما رأيت لها شخصاً ، ولا سمعتُ لها صوتاً . وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) تخرج ليلاً ، والحسنُ عن يمينها ، والحسينُ عن شمالها ، وأمير المؤمنين أمامها . فإذا قَرُبت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (عليه السّلام) فأخمد ضوء القناديل ، فسأله الحسن مرةً عن ذلك ، فقال : (( أخشى أن ينظر أحد إلى شخص اُختك زينب )) (11) .
                                هذه الخَفِرة عقيلة بني هاشم (سلام الله عليها) ، كان لا بدّ ـ من أجل إنقاذ الدين ، وفضح الجاهليِّين ـ أن تخرج إلى كربلاء ؛ لتُثبت أنَّ بني اُميّة لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ، ولا يحفظون حرمةً لرسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ؛ حيث أُسرت بناته في كربلاء ، وساقهنَّ أعداء الله في مسيرة وعرة إلى الكوفة ، ثمَّ إلى الشام ، في حال من الجوع والإعياء ، واُسكنَّ الخرائب مقيَّدات بالحبال .
                                ويأبى ذلك لهنَّ كل غيور له غيرة على الدين ؛ حيث لا ينقذ الدين إلاَّ في موقف يُقتل فيه حزب الله النجباء ، بيد حزب الشيطان الطلقاء ، وتُؤسر فيه بنات الرسالة ، ويُقضي الأطفال بين الجوع والعطش والهلع ، وحوافر الخيل ؛ والضياع في الصحارى . إنّ كل ذلك من أجل الدين الذي دونه الأنفس وكل عزيز .
                                ولقد كان الإمام الحسين (صلوات الله عليه) أغير الناس على دين الله ؛ فأقدم على ما أحجم عنه غيره ، وقدَّمَ ما بَخِلَ به غيره . وقد شهدت له مواقف كربلاء أنه الغيور الذي لم تشغله الفجائع ، ولا أهوال الطفِّ عن حماسة حرم رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) .
                                في يوم العاشر ، وبعد أن قُتِل جميع أنصار الحسين (عليه السّلام) ، وأصحابه وأهل بيته (عليهم السّلام) ، وقُبيل الاشتباك بالآلاف ؛ صاح عمر بن سعد بالجمع : هذا ابن الأنزع البطين ، هذا ابن قتَّال العرب ، احملوا عليه من كل جانب .
                                فأتته (عليه السّلام) أربعة آلاف نَبْلَة (12) ، وحال الرجال بينه وبين رَحْله ، فصاح بهم : (( يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم , وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون )) .
                                فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة ؟
                                قال : (( أنا الذي أُقاتلُكم ، والنساء ليس عليهنَّ جُناح ، فامنعوا عُتاتكم عن التعرُّض لحرمي ما دمت حيَّاً )) .
                                فقال الشمر : لك ذلك .
                                وقصده القوم ، واشتد القتال ، وقد اشتدَّ به العطش (13) .
                                قيل : وقصده القوم من كل جانب ، وافترقوا عليه أربع فِرق ، من جهاته الأربع :
                                فِرقَة بالسيوف : وهم القريبون منه .
                                وفِرقَة بالرماح : وهم المحيطون به .
                                وفِرقَة بالسهام والنبال : وهم الذين في أعالي التلال ورؤوس الهضاب .
                                وفِرقَة بالحجارة : وهم رَجْلة العسكر .
                                ازدحم عليه العسكر ، واستعر القتال ، وهو يقاتلهم ببأس شديد وشجاعة لا مثيل لها (14) .
                                وحمل (عليه السّلام) من نحو الفرات على عمرو بن الحجاج ـ وكان في أربعة آلاف ـ فكشفهم عن الماء ، وأقحم الفَرَس الماء ، فلمَّا مدَّ الحسين (عليه السّلام) يده ليشرب ، ناداه رجل : أتلتذُّ بالماء وقد هُتِكَت حرمك ؟! فرمى الماء ولم يشرب ، وقصد الخيمة (15) .
                                وفي رواية الشيخ الدربندي (رحمه الله) : فنفض الماء من يده ، وحمل (عليه السّلام) على القوم فكشفهم ، فإذا الخيمة سالمة .
                                إنّ الإمام (عليه السّلام) كان سيد سادات أهل النفوس الأبيَّة ، والهمم العالية ، فلمَّا سمع أنّ المنافقين يذكرون اسم الحرم والعترة الطاهرة كفَّ نفسه عن شرب الماء بمحض ذكرهم هذا ؛ فقد سَنَّ (روحي له الفداء) لأصحاب الشِّيَم الحميدة والغيرة سنّةً بيضاء ، وطريقةً واضحة في مراعاة الناموس والغيرة (16) .
                                وهذه خصيصة شريفة اُخرى من الخصائص الحسينيّة ؛ حيث وقف عليها الشيخ التُسْتري (أعلا الله مقامه) ، فقال : ومنها الغيرة بالنسبة إلى النفس ، وبالنسبة إلى الأهل والعيال .
                                أمّا بالنسبة إلى النفس فأقواله في ذلك ـ شعره ونثره ونظمه حين حملاته ـ معروفة ، وأفعاله الدالة على ذلك كثيرة . لكن قد أقرح القلب واحد منها ، وهو أنه (عليه السّلام) لمَّا ضَعُف عن الركوب ؛ لضربة صالح بن وهب ، نزل ـ أو سقط ـ عن فرسه على خدِّه الأيمن ، فلم تدعه الغيرة للشماتة ، والغيرة على العيال لأن يبقى ساقطاً ، فقام (صلوات الله عليه) ، وبعد ذلك أصابته صدمات أضعفته عن الجلوس ، فجعل يقوم مرة ويسقط اُخرى ؛ كل ذلك لئلاَّ يروه مطروحاً فيشمتون .
                                وأمّا بالنسبة إلى العيال فقد بذل جهده في ذلك في حفر الخندق واضطرام النار فيه ، وقوله : (( اقصدوني دونهم )) . ووصلت إلى أنَّه صبَّ الماء الذي في كفه ، وقد أدناه إلى فمه وهو عطشان ؛ لمَّا سمع القول بأنَّه : قد هُتِكَت خيمة حرمك (17) .
                                وحينما عاد الإمام الحسين (عليه السّلام) إلى المُخيمَّ ، ورَامَ توديع العيال الوداع الثاني ؛ ليُسْكِن روعتهم ، ويُخفِّف لوعتهم ، ويُصبِّرهم على فِراقه ؛ قال عمر بن سعد لأصحابه : ويحكم ! اهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه وحَرَمِه ؛ والله إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم .
                                فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتّى تخالفت السهام بين أطناب المُخيمَّ ، وشكَّ سهم بعض أزر النساء ، فدُهشن وأُرْعِبن وصحن , ودخلن الخيمة ينظرن إلى الحسين كيف يصنع ، فحمل عليهم كالليث الغضبان ، فلا يلحق أحداً إلاَّ بعجه بسيفه فقتله ، والسهام تأخذه من كل ناحية ، وهو يتَّقيها بصدره ونحره (18) .
                                ورجع إلى مركزه يُكثر من قول : (( لا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العظيم )) (19) .
                                بـأبـي مـن رسـيم ضـيمٍ فأبى
                                أن يُـسام الـضيمَ واخـتار الردى
                                كـيف يـأوي الـضيمُ مـنه جـانباً
                                هــو مــأوى كـلِّ عـزٍّ وإبـا
                                فـغدا يـسطو عـلى جَـمْعِ العِدى
                                مـثل صـقرٍ شـدَّ في سربِ القَطا
                                شـبـلُ آســادٍ إذا مـا غـضبوا
                                زلزلوا الأرضَ بحملات الوَغى (20)

                                * * *
                                يـلقى كـتائبَهمْ بـجأشٍ طـامنٍ
                                والـصدرُ في ضيقِ المجالِ رحيبُ
                                ويـرى إلى نحو الخيامِ ونحوهمْ
                                مـن طـرفه التصعيد والتصويبُ
                                لـلمشرفيّةِ والـسهامُ بـجسمه
                                والـسمهريّةِ لـلجراحِ ضـروبُ
                                حتّى هوى فوقَ الصعيدِ وحان من
                                بدرِ التمامِ عن الأنامِ غروبُ (21)
                                ثمَّ إنَّ الإمام الحسين (عليه السّلام) لمَّا سقط ولده علي الأكبر (عليه السّلام) أتاه مُسرعاً وانكبّ عليه ، بعد أن كشف عنه قَتَلَته ، فوضع خدّه على خدّه وقال : (( على الدنيا بعدك العَفا ! يَعِزُّ على جدّك وأبيك أن تدعوهم فلا يُجيبونك ، وتستغيث فلا يُغيثونك )) (22) .
                                ولمَّا ضرب عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي رأس القاسم ابن الإمام الحسن (عليه السّلام) بالسيف وقع الغلام لوجهه ؛ فقال : يا عمّاه ! فأتاه الحسين (عليه السّلام) كالليث الغضبان ، فضرب عمراً بالسيف ، فاتّقاه بالساعد ، فأطنَّها (23) من المرفق ، وانجلت الغُبرة ؛ وإذا الحسين (عليه السّلام) قائم على رأس الغلام ، وهو يفحص برجليه ، والحسين (عليه السّلام) يقول : (( بُعداً لقوم قتلوك ، خصمهم يوم القيامة جدُّك )) . ثمَّ قال : (( عَزَّ ـ والله ـ على عمِّك أن تدعوه فلا يُجيبك ، أو يُجيبك ثمَّ لا ينفعك )) (24) .
                                وروى بعضهم أنَّ الإمام الحسين (عليه السّلام) لمَّا أُصيب بالسِّهَام والحجارة ، وأعياه نزف الدم ، سقط على الأرض لا يقوى على القيام والنهوض ، فلبثوا هنيئة وعادوا إليه وأحاطوا به ، فنظر عبد الله بن الحسن السبط (عليه السّلام) ـ وله إحدى عشرة سنة ـ إلى عمِّه ، وقد أحدق به القوم ، فأقبل يشتد نحو عمِّه , وأرادت زينب حبسه ، فأفلت منها وجاء إلى عمِّه ، وأهوى بحر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين (عليه السّلام) ، فصاح الغلام : يابن الخبيثة ! أتضرب عمِّي ؟
                                فضربه ، واتّقاها الغلام بيده , فأطنَّها إلى الجلد ، فإذا هي معلَّقة ، فصاح الغلام : يا عمَّاه ! ووقع في حجر الحسين (عليه السّلام) ، فضمه إليه وقال : (( يابن أخي ، اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير ؛ فإنَّ الله تعالى يلحقك بآبائك الصالحين )) (25) . وأخذه الإعياء فلا تقوى جوارحه من شدة النزف على أن يجلس .
                                روى بعضهم أنَّ أعداء الله أرادوا أن يتأكَّدوا من عجزه عن القيام لمواجهتهم ، فنادوا عليه بأنَّ رحله قد هُتك ، فقام وسقط ، وحاول النهوض ؛ غيرة على عياله , فسقط ، وجاهد ذلك ثالثة فسقط ؛ حينذاك اطمئنوا أنَّه لا يقوى على قيام .
                                وقد قال الشيخ التُّسْتَري في (خصائصه) : وكان (عليه السّلام) حين وقوعه صريعاً مطروحاً ، يسعى لتخليص أهله ومَن يجيء إليه ، فهو المطروح الساعي (26) .
                                ====
                                (*) تجدر الإشارة إلى أنّ هذا المقال مُقتبَس من كتاب الأخلاق الحسينيّة , للمؤلِّف نفسه , مع مراجعة وضبط النص (موقع معهد الإمامين الحسنين) .
                                (1) جامع السعادات 1 / 265 , باب الغيرة والحمية .
                                (2) غُرَر الحِكَم .
                                (3) غُرَر الحِكَم .
                                (4) جامع السعادات 1 / 265 .
                                (5) يراجع في تفصيل ذلك وبيانه المصدر السابق .
                                (6) أمالي الصدوق : 257 .
                                (7) كنز العمال ـ الخبر 7076 .
                                (8) مَن لا يحضره الفقيه 3 / 381 .
                                (9) تحف العقول / 457 .
                                (10) المناقب ، عن (حلية الأولياء) لأبي نعيم ، ومسند أبي يعلى .
                                (11) زينب الكبرى (عليها السّلام) / 22 .
                                (12) المناقب 2 / 223 .
                                (13) اللهوف / 67 .
                                (14) إبصار العين ـ للشيخ السماوي .
                                (15) مقتل العوالم ـ للشيخ عبد الله البحراني / 98 ، ونَفَس المهموم / 188 .
                                (16) في كتابه (أسرار الشهادة) / 411 .
                                (17) الخصائص الحسينيّة / 37 ـ 38 .
                                (18) مثير الأحزان ـ للشيخ شريف آل صاحب الجواهر .
                                (19) اللهوف / 67 .
                                (20) من قصيدة للسيد محسن الأمين في كتابه (الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد) / 5 .
                                (21) له أيضاً في المصدر نفسه / 26 .
                                (22) تاريخ الطبري 6 / 265 ، ومقتل العوالم / 95 .
                                (23) أي : قطعها .
                                (24) تاريخ الطبري 6 / 257 ، والبداية والنهاية 8 / 186 .
                                (25) تاريخ الطبري 6 / 259 ، واللهوف / 68 .
                                (26) الخصائص الحسينيّة / 42 .
                                ونسألكم الدعاء...~

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X