إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج (مواضيع شيخ حسين الاكرف )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عندما أعلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولاية علي عليه السلام، سمعت بطون قريش -مهاجرها وطليقها- البيان النبوي فتأثروا تأثرا بالغاً وأدركوا ان الهاشميين سيجمعون النبوة مع الملك، وهكذا تحرم البطون من الشرفين معاً، ويختص الهاشميون والشرفين معاً، وأدركوا إن النبي جاد في ما يقوله، والأعظم فإن محمداً يقول أن هذه الترتيبات والتعيينات من عند الله لأنه يتبع مايوحى اليه!

    وقررت قيادة البطون ــ المهاجرن والطلقاء معا ـ أن تتحرك؛ وأن تحول دون تحقيق ذلك، ورفعت شعاراً بدا لها معقولا، وعرضت قسمه لاح لها بأنها عادله، فقالت: لتبقى النبوة لبني هاشم لايشاركهم فيها أحد من البطون، ولتكن الخلافه لبطون قريش وللناس عند الاقتضاء لايشاركهم فيها هاشمي قط!

    وفي سبيل إقناع الناس، ((بإجحاف بقسمه الله ورسوله))! وعدالة قسمه البطون، أخذ قادة البطون يبثون الدعايات والشائعات سراً التي تهدف إلى التشكيك بقول الرسول، وبشخص الرسول، وأن الترتيبات التي أعلنها الرسول ليست من عند الله، إنما هي بإجتهاده الشخصي وتأويله، إذ من غير المعقول أن يعطي الله النبوة لبني هاشم ثم يعطيهم الملك، ويجمع لهم الشرفين معاً، واستمالت هذه الدعايات الكاذبه والمنافقين ودغدغت احلامهم بتفويض الإسلام ووجدها فرصه، فمد المنافقون أيديهم القذرة للبطون ، وأدرك طلاب الدنيا أن بطون قريش والمنافقين كونوا حزباً قوياً، وأنهم قوة واقعية، قد تنجح فعلاً بانقلابها، وتستولي على السلطه بالقوة.

    وتعاطف مع البطون طلاب الدنيا أيضاً، وانضمت المرتزقـه من الاعراب إلى هذا التجمع، وصار هذا التحالف الواقعي السري المكون من بطون قريش ومن المنافقين، ومن طلاب الدنيا، ومن المرتزقه ومن الاعراب، قوة هائله.

    وصارت الفئه المؤمنه الصادقه اقليه، وسط بحر هذاالتجمع، وقد سمع المؤمنون الصادقون بدعايات البطون وشائعاتهم، فظنوها نفثات الصدور، وسمعوا بالتقارب الذي حدي بين بطون قريش والمنافقين والمرتزقه من الاعراب، ولكنهم لم يعطوا أهميه، فطوال تاريخ الدعوة والدوله الإسلاميه كان المؤمنون أقليه، وشكل المنافقون الأكثريه، ولكن المؤمنين كانو هم الفائزون، وكلمتهم في المجتمع هي العليا، وقياده البلاد بأيديهم.

    لم تخطر فكرة وجود انقلاب على البال، ولافكرة وجود قاعدة شعبيه لهذا الانقلاب، ولا وجود للانقلابيين، ولو وجود خطط لهذا الانقلاب، ولم يخطر ببال أحد أن قاده الانقلاب سيواجهون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في بيته المقدس ويقولوه له ولكل جرأة: ((لا حاجة لنا بوصيتك ولا بكتابك، عندنا كتاب الله يكفينا أنت تهجر يا محمد))!!

    مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس مفاجأة، لقــد أعلن رسول الله مراراً وتكرارا بـأنه سيمرض في ذلك العام، ويموت في مرضه لأنه قد خُيّر فاختار ماعندالله، فقال للناس في حجه الوداع: ((لا ألقاكم بعد عامي هذا)) وقال للناس في غدير خم: ((يوشك أن أُدعي فأجيب)). لقد قعد رسول الله على فراش المرض، في بيت عائشه، وأحيط الناس علماً بإن الرسول سيموت من مرضه هذا، كل شئ واضح تماماً، أكمل الله الدين وأتم النعمه، ولقـــد جرت العادة أن تجتمع الأسرة عند مرضها. وأن تستمع إليه، فيلخص لها الموقف. وجرت العاده أن تجتمع عليه القوم عند زعيمهم إذا مرض مرض الموت ليلخص لهم الموقف وليعبروا له عن ارتباطهم به، وعن تقدريهم لجهده المميز الذي بذلوه طوال فترة قيادته لهم، هذا أمر طبيعي قد ألفته البشرية كلها، وقد حدث ويحدث مع كل أرباب الأسر وزعماء العالم فكيف بسيد ولد آدم محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو قائد الدعوة وقائد الدوله، العارف بماضيه وحاظره ومستقبله المشفق على أمته الرؤوف الرحيم بها؟! فهو الأولى بتلخيص الموقف، وإصدار توجيهاته النهائيه بالوقت الذي يراه مناسباً، ولم لا؟ فمحمد سيبقى رسمياً رسول الله ومتمتعاً بحقوق الرساله، ويبقى قائداً للدوله وإماماً وولياً للأمه ومتمتعاً بصلاحياته كافة حتى اللحظه التي تصعد فيها روحه الطاهرة إلى بارئها عز وجل.

    ثم إن رسول الله كان يقعد على فراش مملوك له، وداخل بيته المملوك له لا في بيوت الناس، ومن حق المريض اي مريض على الاطلاق أن يقول مايشاء، ومن حق صاحب البيت - أي صاحب البيت - أن يقول داخل بيته ما يشاء، هذا حق طبيعي للإنسان تعارفت عليه البشريه واحترمته على مختلف ألوانها ومعتقداتها، ومحمد كسيد ولد آدم وكإنسان هو الأولى بممارسه هذا الحق!! ثم إن محمداً رسول الله على صلة دائمة بالله تعالى، وعلى ارتباط عميق بالوحي، والملائكة تنزل وتصعد في كل لحظة، وأهل السماء في شغل شاغل لتغطيه حدث موته وهو يعي وعياً تاماً مايدور حوله، ومتأثر بحفاوة أهل السماء به!!

    ثم إن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا الوقت يخطط ويعبئ ويشرف على تسيير جيش أسامة انذاك!!

    ومن كانت حاله كحالة النبي هذه، لايمكن أن يكون قاصراً، ولايمكن أن يكون بحاجة إلى توجيهات رعاع العرب، وليس مجنوناً، أو فاقداً للسـيطرة على نفسه، ولا هاجراً أو يهجر ،كما زعم عمر بن الخطاب، والانقلابيون الذين أقتحموا عليه الغرفة المقدسة!!

    من المؤكد أن رسول الله قد حدد موعداً لكتابة توجيهاته النهائية وتلخيصه للموقف،
    ومن المؤكد أنه قد طلب حظور عدد من أهل ثقته ومن خواصه ليشهدوا كتابة توجيهاته ،حتى يكونوا عوناً لولي الأمر من بعده، وحجٍة على خصمه، فمحمد ليس رجلاً عادياً ،إنما هو خيرة الله من خلقه، ورسول الله، و ولي الأمة، وقائد دولتها، فمن غير الممكن عقــلاً أن لايستحظر أحداً عند كتابة توجيهاته النهائيه.

    طالما أن الرسول قد حدد الموعد داخل بيته، ولم يعلم به إلا أهل بيت النبوة وزوجات الرسول فكيف عرف عمر بن الخطاب بهذا الموعد المحدد حتى جاء إليه ومعه حشد هائل من أنصاره ومن قادة التحالف ليحولوا بين رسول الله وبين كتابة توجيهاته النهائية؟ ومن الذي أخبر عمر عن مضمون التوجيهات النهائيه حتـى عرفها تماماً وحشد حشده، أعترف عمر بن الخطاب في ما بعد قائلاً: ((لقد أراد رسول الله في مرضه أن يصرح باسم علي بن أبي طالب فمنعته)). (شرح النهج ج3 ص105).

    مما يعني: أن عمر عرف وقت كتابـة التوجيهات النهائية، ومضمون هذه التوجيهات من مصدر ما داخل بيت الرسول!! عندئذ كانت مع عمر المدة الكافية ليجمع قادة التحالف، ويخبرهم بالموعد وبالمضمون معاً ويتفق وإياهم على خطة للحيلولة بين الرسول وبين كتابة ما أراد. فمن هو هذا المصدر من بيت الرسول الذي أنبــأ عمر بموعد كتابة التوجيهات النهائية وبمضمون هذه التوجيهات؟

    هذا المصدر أو المخبر يكره علي بن أبي طالب بالضرورة، ويعارض خلافة علي للنبي؛ وتربطه بعمر وبأبي بكر علاقة قوية جداً ومميزة! ومن المستحيل استحالة مطلقه أن يكون من أهل بيت النبوة، إذن لابد أن يكون أحد الخدم، أو زوجات الرسول، والخدم لايجرؤون إطلاقاً على مثل هذا العمل الخطير، فيبقى الاحتمال المؤكد إن احد زوجات الرسول قد أطلعت عمر على وقت كتابة التوجيهات وعلى مظمون هذه التوجيهات لأنها سمعت الرسول يتكلم بذلك مع علي بن أبي طالب عليهما السلام.

    وبهذه الحالة تقفز إلى الذهن حفصة زوجة الرسول وإبنه عمر بن الخطاب، وتقفز عائشه زوجة الرسول وإبنه أبو بكر، قال الواقدي في مغازيه: ((إن ابا بكر وعمر لايفترقان، وإن عائشة وحفصة ابنتاهما كانتا معاً)). ربما كانتا معا قد أخبرتا عمر، أو كانت إحداهما قد اخبرت عمر عن موعد كتابة التوجيهات النهائية وعن مضمون هذه التوجيهات.

    وقد أخبرنا الله تعالى عن تظاهر زوجتين من زوجات الرسول عليه فقال: (إن تظاهرا عليه فأن الله هو مولاه). وقال عمر بـن الخطاب في ما بعد أن اللتين تظاهرتا على الرسول هما حفصة وعائشة، وهكذا اخرج البخاري في تفسير هذه الآيه (صحيح البخاري 3/137،3/136)، وأن الله سبحانه وتعالى طلب منهما أن تتوبا إلى الله، والتوبـة لاتطلب إلا من المذنب.

    واتلوا ما أنزل الله تعالى: ((أن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما)). قالت عائشة للنبي يوما: ((أنت الذي تزعم أنك رسول الله))! ( آداب النكاح من الأحياء 2/35 لمحمد الغزالي، وذكره في مكاشفة القلوب باب 94 ص237)، ولهما ضرب الله مثلا امرأة نوح وامرأة لوط (تفسير القرطبي 18/202، وفتح القدير للشوكاني 5/255). كل هذا يرجع أن تكون إحداهما قد أخبرت عمر بموعد كتابة التوجيهات النهائية وبمضمون هذه التوجيهات. ولكن من منهما؟ لنتابع استقراءنا للنصوص:

    روى البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير) باب ماجاء في أزواج الرسول عن عبدالله بن عمر بن الخطاب قال: ((قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هاهنا الفتنة، هاهنا الفتنة، هاهنا الفتنة، - ثلاثا- من حيث يطلع قرن الشيطان)) راجع صحيح البخاري ج4 ص100.

    وفي لفظ آخر خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: ((رأس الكفر من ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان)). (صحيح مسلم كتاب الفتن باب القتنة من المشرق 560/2, 31/18_ 33 بشرح النووي).

    فإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الرسول كان مريضاً في بيت عائشه وأن المواجهة بين الرسول وبين عمر بن الخطاب تمت في بيت عائشة قرب الاحتمال أن تكون عائشة زوجة النبي هي التي أخبرت عمر بن الخطاب عن موعد كتابة التوجيهات النهائية، وعن مضمون هذه التوجيهات!! وعلى اثرها استعد عمر وحشد عدداً كبيراً من أعوانه فكسروا خاطر النبي الشريف وحاولوا بينه وبين كتابة ما أراد.

    ومن جهة أخرى، فأن عائشة كانت تكره الإمام علي وتحقد عليه ولاتطيق ولاتحتمل أن تلفظ حتى اسمه بدليل: عن عبيدالله بن عبدالله بن مسعود عن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله وأشتد به وجعه.. فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض بين ابن عباس ((تعني الفضل)) وبين رجل اخر قال عبيدالله فأخبرت عبدالله بن عباس بالذي قالت عائشه فقال لي عبدالله بن عباس هل تدري من الرجل الأخر الذي لم تسـم عائشة؟ قال:قلت لا. قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب، ثم قال: إن عائشة لاتطيب له نفساً بخير)).(الطبقات الكبرى لابن سعد 2/29بسند صحيح ط ليدن،2/232طبعة دار صادر بيروت،وصحيح البخاري باب مرض النبي ووفاته239 /5-140 طبعة دار الفكر "ولكن البخاري حذف لاتطيب له نفسا بخير" وراجع السيرة الحلبية 3/334 )!

    عن عطاء بن يسار قال: جاء رجل فوقع في علي وفي عمار عند عائشة فقالت عائشة: ((أما علي فلست قائلة لك فيه شئ وأما عمار فقد سمعت رسول الله يقول فيه لايخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما)). (مسند الإمام أحمد بن حنبل 6/113).

    وفي ما بعد خرجت على الامام علي، وحاربته ونبحتها كلاب الحوأب، بدعوى المطالبة بدم عثمان مع أنها هي التي افتت بقتله!! (تاريخ اليعقوبي 2/152،وشرح النهج تحقيق أبي الفضل 215/ 6-216 وتذكرة الخواص ص 64/61، وتاريخ الطبري 4/407، والكامل لابن اثير 3/206)!

    مع أن عائشة قد خسرت حربها، ووقعت أسيرة بعد أن اثارتها فتنة عمياء إلا أن الإمام علي أكرمها وأعادها معززة مكرمة. ولما قتل عثمان كانت تتصورأن الناس سيبايعون ابن عمها طللحة. قال البلارذي في أنساب الأشراف (ص217): (كانت عائشة في مكة حين بلغها قتل، ولم تكن تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر فقالت:بعداً ((لنعثل)) أي لعثمان وسحقاً إيه ذا الأصبع أبا شبل إيه يا ابن عم لكأني أنظر إلى أصبعه وهو يبايع)،تعني بذلك ابن عمها طلحة.

    ولما علمت أن طلحة لم يُبايع، وأن النـاس قد أجتمعوا على علي ابن ابي طالب صعقت فقالت: (والله، ليت أن هذه انطبقت على هذه) أي انطبقت السماء على الأرض. ثم قالت ردوني ردوني وقادت فتنتها العمياء بالتعاون مع طلحة والزبير أكثر المؤبلين على عثمان للمطالبة بدم عثمان!!

    ومع أن الإمام علي أكرمها وأعادها معززة مكرمة إلى بيتها التي خرجت منه وقد أمرت أن تقرّ فيه إلا إنه لما بلغها موت الإمام علي ((سجدت لله شكراً)). (مقاتل الطالبين لأبي فرج الاصفهاني ص 43، وكتاب الجمل للشيخ المفيد 83-84).

    هذه طبيعة مشاعر عائشة نحو علي بن أبي طالب عليه السلام، فمن الطبيعي أن تتحالف مع أي كان لصرف الأمر عنه، ومن الطبيعي أن تخبر عمر وأبا بكر عن موعد كتابة التوجيهات النبوية النهائية وعن مضمون هذه التوجيهات وأن تشترك معهما باتخاذ كل مايلزم للحيلولة بين الإمام علي وحقه الشرعي بالقيادة من بعد النبي، وهي تعلم علم اليقين أن علي هو صاحب الأمر شرعاً من بعد النبي.

    ولكن كيف تحب من قتل اولاد عمها في بدر، إنها تكره علي وتكره ذريته، فعندما أرادوا دفن ابن النبي الحسن بن علي بجانب جده رسول الله، ركبت عائشة بغلاً، واستعونت بني أمية ليحولوا بين الحسن وبين أن يدفن بجانب جده!! (راجع ترجمه الحسن من مقاتل الطالبيين).

    وجائها القاسم بن محمد بن أبي بكر وقال لها: ((ياعمة ماغسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر أتريدين أن يقال (يوم البغلة الشهباء))!! (مروج الذهب للمسعودي).

    فعلت كل هذا وقد أذنت أن يدفن ابوها، وعمر بن الخطاب مع أن الدار لرسول الله لا لها ،ولها منها 1/9 الثمن فقط وفي ذلك يقول ابن العباس:

    تجملت تبغلت
    ولو عشت تفيّلت
    لك التسع من الثمن
    وبالكل تملّكت

    والتي تفعل كل هذا يهون عليها أن تخبر عمر بن الخطاب وقادة التحالف عن موعد كتابة التوجيهات النبوية النهائية وعن مضمون هذه التوجيهات.

    والمكانة التي تمتعت بها عائشة هي التي اخبرتهما بموعد ومضمون التوجيهات النبوية الإلهية، حتى عدا العدة، وحالا بين الرسول وبين كتابة ما أراد، وكسرا خاطره الشريف.

    فلا أحد من المسلمين والمسلمات كان يأخذ عطاء في عهدي أبـي بكر وعمر أكثر من عائشة وحفصة، فلكل منهما إثتنا عشر ألفا فهما مميزتان على نساء الرسول اللواتي أعطيت لكل واحدة منهن عشرة الاف.

    وكلمة عائشة عند عمر كانت أمراً، أنظر إلى قوله: ((ومن تأمرني أن أستخلف)) ذلك أنه لما طعن عمر أرسل ابنه عبدالله بن عمار ليستأذن عائشة فيدفن في بيت الرسول إلى جانبه وجانب أبي بكر، فقالت عائشة حباً وكرامة، ثم قالت لعبدالله بن عمر ((يا بني أبلغ عمر سلامي وقل لاتدع أمه محمد بلا راع، أستخلف عليهم ولاتدعهم بعدك هملاً، فإني أخشى عليهم الفتنة!!! عندئذ قال عمر: ومن تأمرني أن استخلف)). (الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري22/1).

    فلو أمرته أم المؤمنين أن يستخلف أعرابياً من البادية لفعل، فهو مدين لها بمنصب الخلافة، فلو لم تخبره بموعد ومضمون التوجيهات النبوية النهائية لسار الأمر سيراً طبيعيا لما اختلف اثنان في ما بعد.

    والخلاصة وغلى ضوء ماذكرنا: فإن عائشة هي المصدر والمخبر الذي أخبر عمر بن الخطاب وقادة التحالف بموعد كتابة التوجيهات النبوية النهائية وبمضمون هذه التوجيهات، مما أعطي عمر الوقت والفرصة ليجمع قادة التحالف ويقتحم بهم بيت رسول الله فيحولوا بينه وبين كتابة ما أراد.

    منذ اعلان النبوة والرسالة، وبطون قريش بحركة لايستقيم لها حال، وهمها الاعظم صرف شرف النبوة عن محمد الهاشمي، والحيلولة بين العرب وبين الاعتراف بهذه النبوة، لا كراهية بالدين الجديد، فليس في الدين الجديد ماتعافه النفس البشرية، ولكن حسداً لبني هاشم، وبعد مقاومة ضارية، وحرب ضروس دامتا 21 عاماً قتل الهاشميون خلالها أكثر ابناء بطون قريش وجاهة وصارت البطون تحقد على محمد والهاشميون لانهم قتلة الأحبة وهكذا جمعت البطون بجيش جرار قوامه عشرة آلاف مقاتل يغزوها في عقر دارها بقيادة محمد والهاشميين، فاستسلمت وتلفظت بالشهادتين، ولكن الحسد والحقد على بني هاشم كانا قد استقرا في نفوس أبناء البطون نهائياً. ولم ينقب الرسول الكريم عما في نفوس البطون بلأكتفى بالظاهر لأن البواطن اختصاص إلهي، وفتح النبي صفحة جديدة، وقالت البطون أنها قد نسيت الماضي، وأسفت عليه وأنها تفتح صفحة جديدة أيضاً. وكان فتح مكه فرصة لألتقاء أبنـآء قبيلة قريش، المهاجر منهم والطليق، وفرصة لتذكر الذين قتلت أكثريتهم على يد الهاشميين وبسبب محمد، وكانت فرصة لتذكر الصيغة السياسية القائمة على اقتسام مناصب الشرف بين البطون، وعلى التوازن والتعادل في ما بينها.

    وركز النبي تركزا خاصا على منصب القيادة من بعده وعلى اعتباره النظام الواقعي الامثل الذي يبقى جموع المسلمين داخل اطار الشرعية والمشروعية، وبأمر من ربه قدم الرسول علي بن أبي طالب كأول إمام وقائد للأمه من بعده.

    حظر اللذين اصطفاهم النبي ليكتب أمامهم التوجيهات النهائية وليلخص أمامهم الموقف، وفجأة حظر عمر بن الخطاب ومعه قادة التحالف وعدد كبير من أعوانه، الذين اتفق معهم عمر على خطة تحول بين النبي وبين كتابة ما أراد. وحظور أعوان عمر لم يكن بالحسبان!! كيف يفعل النبي أمام هذه المفاجأة؟ هل يلغي الموعد، ويضرب موعداً جديداً، أم يمضي قدماً إلى حيث أمره الله؟ لقد أختار النبي الحل الاخير فقال:
    ((قربو أكتب لكم كتابا لن تضلو بعده أبدا)) وفي رواية ثانية: ((أئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تظلو بعده أبدا)) وفي رواية ثالثة: ((أئتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تظلو بعده أبدا)) وفي رواية رابعة: ((أئتوني أكتب لكم كتابا لاتظلو بعده أبدا)) وفي رواية خامسة: ((أئتوني أكتب لكم كتابا لن تظلو بعده أبدا)) وفي رواية سادسة قال: ((ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لاتظلوا بعده أبدا))، وفي روايه سابعة قال الرسول: ((هلم أكتب لكم كتابا لن تظلوا بعده)).

    تعليق


    • هذا ماقال الرسول حسب كل الروايات، وهذا سبب المواجهة المباشر بين الرسول وعمر بن الخطاب وحزبه!

      انظر ملياً إلى هذه الرويات السبع التي أُسندت للرسول (ص):هل فيها خطأ؟ هل فيها غلط!! هل فيها أساءة لأحد!! من يرفض التأمين ضد الضلالة، ولماذا،ولمصلحه من هذا الرفض؟ ثم أن الرسول في بيته، ومن حق الانسان أن يقول داخل بيته مايشاء، ثم إن الرسول مسلم ومن حق المسلم أن يوصي ثم أن الرسول مازال رسولا وقائداً للدولة وسيبقى حتى تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها متمتعا بصلاحياته كرئيس. أنه وبكل المعايير العقلية الإنسانية والدينية لايوجد مايبرر موآجهة الرسول بسبب قوله: ((هلم أكتب لكم كتابا لاتظلو بعده أبدآ)) بل إن المؤمن الصادق يستجيب لله ولرسوله، ويفرح بهذا العرض الذي يحصن الأمة ضد الضلالة ابدآ!!

      والغريب أنه ما إن أتم الرسول جملته: ((قربوا أكتب لكم كتاباً)) حتى تصدى له عمر بن الخطاب وقال متجاهلاً للنبي وموجها كلامه للحاظرين: ((إن النبي يهجر وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله)). (تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص 62، وسر العالمين وكشف مافي الدارين لأبي حامد الغزالي ص21).

      وما أن أتم عمر كلامه حتى قال أعوانه بصوت واحد متجاهلين وجود الرسول وموجهين كلامهم للحظور: ((هجر رسول الله، إن رسول الله يهجر، ما شأنه أهجر؟ استفهموه ؟ ماله أهجر؟ استفتهموه؟ وردد أتباع عمر مع كل جملة من الجمل الاربعة قافية: ((القول ما قال عمر)) متجاهلين بالكامل وجود الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)!

      وصعق الحظور من غير حزب عمر من هول ماسمعوه فقالوا: قربوا يكتب لكم الرسول..، ويرد عمر متجاهلاً وجود النبي: ((إن النبي يهجر، وعندنا كتاب الله حسبـــنا كتاب الله))!! - وعلى الفور- يضج أتباعه بالقافية: القول ماقال عمر إن النبي يهجر، ما له استفهموه أهجر؟ ما شأنه أهجر!!

      قال ابن سعـد في طبقاته (2/243-244): ((لما مرض الرسول قال: ((ائتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تظلو بعده أبدآ، قالت النسوة: ألا تسمعون رسول الله قربوا.. فقال عمر: إنكن صويحبات يوسف، فقال الرسول: ((دعوهن فإنهن خير منكم))!

      يبدو أن النساء المجتمعات في بيت رسول الله بمناسبة مرضه سمعن اللغط والمشادة بين عمر وأتباعه من جهة، الذين يحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يحولوا بين الرسول وبين كتابة ما أراد وبين المؤمنين الصادقين الحاظرين الذين استجابوا لله وللرسول، فعندئذ تجمعن أمام الباب أو من وراء الستر، وتعجبن مما يفعل عمر وحزبه فقلن ماقلنه وعنئذ نهرهن عمر وقال انتن صويحبات يوسف فرد الرسول عليه ذلك الرد الموجع.

      كثر اللغط، وكثر اللغو، وكثر الاختلاف، وأترفعت الاصوآت، وتنازع الفريقان، فريق عمر والفريق اللذي يؤيد الرسول وسمعت النساء ماجرى وهتفن: ألا تسمعون رسول الله!

      وصاح عمر وحزبه بالنساء، ورد الرسول على عمر وحزبه ردا موجعاً، وصارت الكتابة بهذا الجو مستحيلة، لان عمر وحزبه كانو على استعداد لفعل أي شئ يحول بين الرسول وبين كتابة ما أراد، وقد أدرك الرسول ذلك ورأى الكثرة التي جلبها لهذه الغاية.

      رأى الرسول كثرة حزب عمر، إصرارهم على فعل اي شئ للحيلولة دون الرسول ودون كتابة ما أراد، فلو أصر الرسول على كتابة ما أراد لاصر عمر وحزبه على إثبات هجر رسول الله، مع مايجره هذا الإتهام من اللغط والاختلاف، وارتفاع الاصوات عند النبي قد كثـر، وحدثت مشادة كادت تؤدي للتنازع، بل وبدأ التنازع فعلا، لذلك رأى رسول الله أن يصرف النظر عن كتابة توجيهاته النهائية، وتلخيصه للموقف، وحسم موضوع هذا التجمع، فعندما وصل الأمر بالنساء لانتقاد تصرفات عمر، ورد عمر وحزبه على النساء متهمين إياهم ((بـإنهم صويحبات يوسف)) تكلم رسول الله وأجاب عمر وحزبه ((بإنهن خير منكم)). (طبقات ابن سعد 244-243/2).

      وقال الرسول: ((دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه)) أو ((ذروني فالذي انا فيه خير مما تدعوني إليه)). أو قال: ((قومو عني ولاينبغي عني التنازع))، أو قال ((قومو عني)) وهذا ما تمناه عمر وحزبه، فبعد مانجح عمر وحزبه بالحيلولة دون رسول الله وكتابة ما أراد، فقد تحققت الغاية من اقتحامهم لبيت الرسول، ولم يعد مايوجب البقاء!(صحيح البخاري كتاب المرض باب قول المريض قومو عني 9/7، وصحيح مسلم بشرح النووي 95/11، ومسند الإمام أحمد 356/2، ح 2992، وصحيح بخاري 31/4، وصحيح مسلم 16/2، ومسند أحمد 286/3،و355/1، وتاريخ الطبري 192/2، والكامل لابن أثير 320/2، وتذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص 62، وسر العالميين وكشف مافي الدارين لأبي حامد الغزالي ص21).

      لقد أعترف عمر في مابعد، بإنه وحزبه لم يحولوا بين الرسول وبين كتابة ما أراد لأن المرض قد أشتد به، أو لأن القرآن وحده يكفي كما زعموا يومها، إنما صدوا النبي عن كتابة ما أراد حتى لا يجعلوا الأمر لعلي بن أبي طالب!! (شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن ابي الحديد114/3).

      ولننظر في حوادث مشابهة لما جرى؛ لنعرف هل أن هذا التعامل الفظ والغليظ والوقح وقع فيها أم لا؟!

      لقد مرض أبو بكر مرضا شديدا قبل أن يموت، فدعا عثمان قبيل وفاته بقليل ليكتب توجيهاته النهائية، وطلب من عثمان أن لايسمع أحد وقال لعثمان أكتب: ((إني قد وليت عليكم - فأغمي على أبي بكر من شدة الوجع - فكتب عثمان إسم (عمر) ((إني قد وليت عليكم عمر)) فلما أفاق أبو بكر من غيبوبته، فطلب عثمان أن يقرأ له ماكتب فقرأ عثمان، فسر ابو بكر وقال: ((لو كتبت نفسك لكنت أهلاً لهآ))! وأصغى المسلمون لأبي بكر ونفذوا تعليماته وعاملوه بكل التوقير والاحترام ولم يقولوا إن أبا بكر هجر، ولا قالو إن المرض قد أشتد به، ولا قالو حسبنا كتاب الله! (تاريخ الطبري 429/3،وسيرة عمر لابن الجوزي ص37،وتاريخ ابن خلدون 85/2).

      عندما اراد أبو بكر أن يكتب توجيهاته النهائية وهو مريض وقبيل وفاته كان عمر جالسا مع المجموعة التي اختتارها أبو بكر ليشهدوا كتابة توجيهاته النهائية ومعه شديد مولى أبي بكر حاملا للصحيفة.

      فكان عمر يقول: ((أيها الناس اسمعوا واطيعوا قول خليفه رسول الله)) لماذا لم يقل عمر مثل ماقال بالنسبة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه! (تاريخ الطبري 2138/1).

      قارن موقف عمر وحزبه من رسول الله وموقفهم من أبي بكر، لم يقل عمر أن ابا بكر قد أشتد به الوجع، مع أن وجع أبي بكر أشد من وجع الرسول!! ولم يقل عمر: ((إن أبا بكر قد هجر كما قال هو وحزبه عن الرسول)!! ولم يختلف الحظور ولم يتنازعو ولم يكثر اللغط ولم تتدخل النسـآء، إن هذا لأمر عجآب!!

      هل لأبي بكر قيمة عند عمر وحزبه وقداسة أكثر من قيمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقداسته؟!!

      أجِب كم يحلو لك؟!! فإنك لم تغير الحقيقة المرة؟!!

      وعندما طعن عمر بن الخطاب، قال طبيبه: لا أرى أن تمسي فما كنت غافلاً فأفعله، وأشتد بعمر الوجع، وقال: لو إن لي ما أطلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع!! الويل لعمر ولأم عمر إن لم يغفر الله لعمر!! وقال لأبنه عبدالله ضع خدي على الأرض لا أم لك!! ( الإمامة والسياسة لابن قتيبة 21/1-22والطبقات لابن سعد 364/2).

      ومع هذا كتب عمر توجيهاته النهائية وعهد لستى نظريا وعهد عثمان عملياً، وأمر بضرب عنق من يخالف تعليماته النهائية! ( الطبقات لابن سعد 247/3، وأنساب الأشراف للبلارذري 18/5 ).

      ولقد كتب عمر ما أراد، ولم يعترضه أحد، ولم يقل احد إن المرض قد أشتد به فعلاً أكثر مما أشتد المرض برسول الله!! ولم يقل أحد أن عمر يهجر كما قال ذلك عمر وحزبه لرسول الله!! لم يقل أحد عندنا كتاب الله يكفينا ولا حـآجه لوصيتك، إنما عومل عمر بكل التوقير والتقديس والإحترام ونفذت تعليماته النهائية حرفياً كأنها كتاب منزل من عند الله وأكثر!!

      فهل لعمر وأبي بكر قداسه عند الناس أكثر من رسول الله؟!!

      وبـأي كتاب انزل بإن الاثنين أولى بالاحترام والطاعة من رسول الله؟! أجب بما يحلو لك ،فـإنك لن تغير الحقيقة المرة!!

      لم يصف طوآل التاريخ أن عُومل ولي الأمر سواء أكان خليفة أو ملكاً وهو مريض بالقسـوة والجلافة التي عومل بها رسول الله!!

      ولم يصدف أن اعترض المسلمون أي خليفة إذا أراد أن يكتب تعليماته النهائية أو يستخلف من بعده بل على العكس، قال أبن خلدون في مقدمته (إن الخليفة ينظر للناس حال حياته؛ تبع ذلك أن ينظر لهم بعد وفاته ويقيم لهم من يتولى أمورهم من بعده)).

      لم يقل أحد لأي خليفة قد أشتد به الوجع!! ولم يقل أحد بإنه قد هجر!! ولم يقل أحد عندنا كتاب الله حسبنا، كما قيل لرسول الله، فهل للخليفة وقار عند المسلمين أكثر من الرسول؟ وهل له مكانة أعظم من مكانة الرسول؟ إن هذا لأمر عجآب!! لقد قالوها بصراحة أن الخليفة أعظم من الرسول!! (تاريخ ابن كثير 7،8/10، وسنن أبي داود 4/ 210 – 209 ، الحديث 2642 ، ومروج الذهب للمسعودي 3/ 147 ، والعقد الفريد لابن عبد ربه 5/ 52 ، وتاريخ الطبري 5/ 61 ).

      بعد نجاح الانقلابيين بمواجهتهم مع النبي؛ وحيلولتهم دون الرسول وكتابة ما اراد، وبعد ان تلقى الناس نبأ المواجهة غير المتوقع وتأكدوا من وجود إنقلاب على الشرعية الالهية، وبعد ان بهر الانقلابيون المنافقين، واقتنع طلاب الدنيا المرتزقة من الاعراب ان ميزان القوى الى جانب الانقلابيين، وبعد تفكير عميق قرر الانقلابيون ان يكون موعد تنفيذ الانقلاب خلال الفترة الزمنية الواقعة بين وفاة النبي وبين دفنه؛ وهي فترة إنشغال آل محمد وبني هاشم بمصابهم الجلل برسول الله (ص) وإعدادهم وإستعدادهم لتجهيزه ودفنه؛ اذ لو حضر آل محمد؛ وكان هنالك تكافؤ فرصة لتمكن الامام علي من إقامة الحجة على الانقلابييين؛ واذا تصدى له الانقلابيون كأشخاص فإنه سيسحقهم سحقاً؛ والحل الأمثل ان ينفذ الانقلاب خلال الفترة التي حددوها وفي غياب آل محمد؛ حتى يتمكن الانقلابيون من تنصيب خليفة يزفه اعوانه وانصاره زفا ً ويفاجؤون آل محمد بأمر واقع؛ فاذا إعترض آل محمد عندئذ يصورهم الانقلابيون بصورة الخارجين على الجماعة الشاقين لعصا الطاعة؛ ويصورهم قادة الانقلاب بصورة طلاب زعامة وهكذا يستخفون الناس ويحرفون الكلم عن مواضعه؛ ويتلاعبون بعواطف السذج فاذا خطر ببال علي او آل محمد ان يقاوموا وان يستعملوا القوة؛ فلن يكون عمر او غيره من قادة الانقلاب مضطرا ً لمواجهة علي بل يسلط على الامام مجموعة من الغوغائيين فيحيطون به ويقبضون عليه، واذا تجاوز حدوده يقتلونه، واذا تعاضد معه نفر من الناس، فعندها يسلط الانقلابيون عليهم قبيلة من المرتزقة، وخلال مدة محدودة، تكون نساء آل محمد سبايا، واموالهم غنيمة لتلك القبيلة، وهكذا نجح الانقلابيون بتحديد الوقت المناسب!!

      من اللحظة التي قعد فيها رسول الله على فراش المرض؛ استنفر الانقلابيون قاعدتهم الشعبية، وقامت قيادة الانقلاب بتحديد الخطوات وتوزيع الادوار على القيادة والقواعد الشعبية، بحيث ينجح الانقلاب ويتم تنصيب خليفة خلال الفترة الواقعة بين وفاة النبي وبين دفنه فيواجه آل محمد بواقع لا قبل لهم بتبديله، او تعديله او تغيره.

      ووضع قسم كبير من انصار الانقلاب في المسجد وحوله، ليكونوا قرب آل محمد يراقبون تحركات آل محمد وينتظرون اللحظة التي ياتي بها الخليفة الجديد، فيستقبلونه، مجرد وصوله، ويبايعونه امام ال محمد ، بعفوية وبدون إعتراض، وكأن هذا القسم لا يعرف شيئا ً عن الانقلاب وكأنه قد فوجىء كما فوجيء آل محمد، ولكن ليبدو الامر طبيعيا ً يباشر هذا القسم بالبيعة.

      وبالفعل عندما جاء الخليفة الجديد نهضت هذه المجموعة لإستقبال الخليفة فقال لهم عمر بن الخطاب: (( مالي أراكم حلقاً شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعته الانصار!! (الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري 1/11).

      وكأن كلام عمر مسحة رسول! فقام عثمان بن عفان والأمويون فبايعوا الخليفة الجديد، وقام سعد بن ابي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما من بني زهرة فبايعوا الخليفة الجديد، ولم يبق من هذا الجمع، بدون بيعة الا علي بن ابي طالب، والعباس ، ومن معهما من بني هاشم، بالاضافة الى الزبير الذي انضم إليهم .

      وهكذا عـُزلَ الهاشميون وآل محمد كما خطط قادة الانقلاب؛ ونجح القسم الذي وضع في المسجد باداء دوره على اكمل وجه .

      وبعد ذلك تحرك قسم، من الانقلابيين الى منطقة الانصار، واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة كأنهم زوارٍ لسعد بن عبادة، الذي كان مريضا ً وطريح الفراش بإجماع كل المؤرخين، ومهمة هذا القسم ان ينتظر قدوم قادة الانقلاب الرئيسيين الثلاثة، وان يشتركوا بالحوار وكأنهم لاعلم لهم بوجود إنقلاب، حتى اذا نجح قادة الانقلاب، بجر المجتمعين إلى الخوض في حديث خليفة النبي، أو من يخلف النبي امسكوا بالحديث وتابعوه حتى يتم تنصيب الخليفة المتفق عليه وهو ابو بكر عندئذ ينهض القسم الذي تجمع في سقيفة بني ساعدة ويبايع،ابا بكر كأول خليفة للنبي فيذهل الحاضرون من غير الانقلابيين ويجدون ان من الحكمة، مبايعة الخليفة الجديد، حتى يشركهم في ما بعد بالمنافع والادوار، ويحافظوا على مصالحهم .

      سعد بن عبادة مريض بالاجماع، وقاعد على فراش المرض، في منزله المجاور لسقيفة بني ساعدة، ولان سعدا ً سيد الخزرج بلا كلام فمن الطبيعي ان تأتي وجوه الخزرج لعيادته والاطمئنان على صحته، وليتدارسوا الوضع، بعد ان تأكدت وفاة الرسول الكريم خاصة وان وفاة النبي ستترك فراغا ً هائلا ً.

      وفجأة حضرت الاوس، المتفقة مع قادة الانقلاب، والمحصورة مهمتها بمبايعة الخليفة الجديد عند طرحه من قبل قادة الانقلاب الثلاثة، وليس في حضور الأوس او جزء كبير من الأوس، او مجموعة من الأوس لزيارة سعد بن عبادة مايثير الريبة، فسعد مريض وعيادة المريض وزيارته مرغوبة في الجاهلية والاسلام، وهي من حيث الظاهر مبادرة نبيلة من الأوس .

      جلس الجميع واطمأنوا ظاهريا ً على صحة المريض، سعد سيد الخَزرج، ومن غير المستبعد ان الانقلابيين من الاوس قد تطرقوا الى عصر مابعد النبوة، ويجمع المؤرخون ، بانهم قالوا لسعد بن عبادة الامر لك، فما كنت فاعلا ً فلن نعصي لك امرا ً بمعنى ان سعد بن عبادة يتولى توجيه الانصار الى مايمكن عمله، وكيف، وليس المقصود تولية سعد خليفة على المسلمين، فلا سعد يقبل ذلك، ولا الاوس تقبل ذلك، ومن الطبيعي ان ينشرح خاطر سعد فهو سيد الخزرج بلا منازع وتولى من حضر من الاوس وهم كثير، الامر لك امر غريب ومدهش، ولكن تقبله سعد وتقبلته الخزرج بحسن نية، وبارتياح كانت الخزرج خالية الذهن تماما ً من موضوع الانقلاب ومن تورط اعداد كبيرة من الاوس فيه.

      حضور قادة الانقلاب الثلاثة، وفجأة حضر َ ابو بكر وعمر وابو عبيدة حضور ابي بكر
      وعمر خاصة امر مستهجن، فهم اصهار الرسول، وقد جرت العادة ان ينشغل الاصهار مع اهل الميت بتجهيزه ودفنه ولكن سعد والخزرج تصوروا ان زيارة الثلاثة تعبير عن محبتهم لسعد بن عبادة ولفتة نبيلة منهم تجاه الخزرج ومن الطبيعي ان ينهض الجميع او يتفسحوا على الاقل للزوار الثلاثة ومن الطبيعي ان ينقطع الحديث بوصول الزوار الثلاثة ومن ثم يجلس الجميع، الحشد الذي كان عند سعد بالاضافة الى الزوار الثلاثة فمن الذي وصل الحديث او من الذي بدأ الحديث !!؟ وكيف تطور الى الحديث عن خلافة النبي ؟!! لا أحد يعلم ذلك على وجه اليقين!!

      لم تعد الروايات التاريخية التي هندستها وسائل اعلام السلطة مقبولة علنياً ولا قادرة على الوقوف امام اي تحليل منطقي محايد!!

      لكن المؤكد الوحيد ان غاية الثلاثة من قدومهم هو تنصيب الخليفة الجديد بهذا المكان الملائم بعيدا ً عن آل محمد ثم زف َّ الخليفة الى المسجد حيث يبايعه الانقلابيون المتواجدين في المسجد وحول بيت الرسول، ومن المؤكد ايضا ً ان قسماً كبيرا ً من الاوس كان ضالعاً وان تواجدهم ليس صدفة، انما هو عمل مدبر وثمرة تخطيط وتدبير مسبق فأسيد بن حضير قدمته وسائل اعلام الدولة على انه سيد الاوس وبعد يوم واحد من دفن الرسول يشترك في سرية يقودها عمر بن الخطاب مهمتها (احراق بيت فاطمة بنت محمد على من فيه وفيه علي والحسن والحسين وفاطمة )!! فهل يعقل ان يكون هذا الاندفاع ثمرة صدفة في السقيفة ام انه فصل في كتاب المؤامرة؟! (تاريخ الطبري2 /443-444, وابو بكر الجوهري حسب رواية ابن ابي الحديد في 1/ 130 – 134, 19/3 تجد ان أسيد بن حضير هو أحد رجالات سرية الحريق)!!

      تعليق


      • ماذا جرى داخل السقيفة؟

        هنالك اجماع على ان ابا بكر قد تكلم فقال: (( ان المهاجرين هم أول من عَبَدَ الله في الارض، وأنهم عشيرة الرسول، وأنهم الامراء، والانصار هم الوزراء)) ! ( تاريخ الطبري 198/3 , والامامة والسياسة لأبن قتيبة 8/1 وشرح النهج لعلامة المعتزلة بن ابي الحديد 226/2).

        ويجمع المؤرخون بأن عمر قد تكلم ومما قاله: (( بأن المهاجرين هم اولياء الرسول وعشيرته والاحق بالامر من بعده، وان العرب تأبى أن تؤمر الانصار ونبيها من غير الانصار، ولكن العرب لا ينبغي أن تولي هذا الامر الا من كانت النبوة فيهم، من ينازعنا سلطانه وميراثه ونحن أهله وعشيرته )). ويجمع المؤرخون بأن أبا عبيدة قد قال: (( يامعشر الانصار إنكم كنتم أول من نصر َ وآزر، فلا تكونوا أول من ْ بدّل وغيـّر)) !! (( الامامة والسياسة لأبن قتيبة 1/8 وما فوق , وتاريخ الطبري حوادث سنة 11 هجرية وتاريخ أبن الاثير 125/2)).

        أنت تلاحظ أن المهاجرين الثلاثة قد أحتجوا بحجة آل محمد ليحصلوا على بيعة الانصار !!

        فهل حقيقة أن أبا بكر وعمر وأبو عبيدة هم عشيرة النبي واولياءه، وانهم هم الاولّى بسلطانه وبميراثه كما قالوا ؟! فكل واحد من هؤلاء الثلاثة من بطن مستقل عن الاخر، ومحمد من البطن الهاشمي المستقل عن هذه البطون والمتميز عليها.

        ويلاحظ ايضاً ان الثلاثة صوروا وكأن الانصار يريدون أن يكون الخليفة منهم وهذا غير صحيح، فلم يفكر الانصار بذلك، والموجود من الانصار في السقيفة عدد قليل، وسعد بن عبادة أنبل وأرفع وأجل من أن يقبل أن يكون خليفة مع وجود علي سلام الله عليه، ومن غير المعقول أن يتقدم على علي فسعد من شيعة علي وابنه قيس من شيعة علي، والمقداد من شيعة علي والحباب بن المنذر من شيعة علي، أولئك هم الذين قادوا جبهة الانصار في السقيفة ومن جهة ثانية فان الذين حضروا من الانصار في السقيفة ولم يكونوا متورطين مع الأنقلابيين كانوا مع الشرعية وكانوا مع علي بن ابي طالب فقد قام المنذر بن الارقم وقال : " إن َّ فيكم لرجلا ً لو طلب هذا الامر لم ينازعه أحد يعني علي بن ابي طالب ". (تاريخ اليعقوبي 103/2 ، والموفقيات للزبير بن بكار ص 579).

        ويروي المؤرخون أن الانصار قالت، او قال بعض الانصار: (( لانبايع الا ّ علي بن ابي طالب )). (تاريخ الطبري 3/208 وطبعة اوربا 1/ 6818, وأبن الاثير 2/ 123 )) قال : (ان الانصار قالت: بعد أن بويع أبو بكر).

        قال أبو بكر، هذا عمر وهذا ابو عبيدة بايعوا ايهما شئتم! فقال عمر لأبي بكر أبسط يدك أبايعك، وكثر اللغط وكثر الاختلاف، أهل الشرعية من الانصار يقولون لانبايع الا ّ عليا ً والثلاثة يريدون عمليا ً ابا بكر والمندسون من الانقلابيين ينتظرون الفرصة.

        كان بشير بن سعد الخزرجي رجلا ً مغمورا ً بشكل او بآخر اقنعه ُ الانقلابيّون بالانضمام اليهم وبشير هذا كان يكره الامام علي، وأورث هذا الكره لابنه النعمان. فقد كان ثاني اثنين من الانصار يقفون في مابعد بصف معاوية ضد علي كما يروي ابن ابي الحديد في شرح النهج.. ولما رأى حالة الاختلاف وان مفاتيح الامور مع سعد بن عبادة ورجاله، حسد سعدا ً، ورأى أن الفرصة ملائمة ليتحول من رجل مغمور الى بطل فوقف بشير بن سعد وقال : (( يامعشر الانصار إنـّا والله لئن كنا اولى فضيلة في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين، ما اردنا به الا رضى ربنا، وطاعة نبينا والكدح لأنفسنا، فما ينبغي أن نستطيل على الناس بذلك، ألا إن محمداً من قريش وقومه أحق به وأولى، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الامر أبدا ً، فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولاتخالقوهم )).

        عندئذ قال أبو بكر هذا عمر وهذا أبو عبيدة فايهما شئتم فبايعوا !! قال الاثنان: (( والله لانتولى هذا الامر عليك )).

        أنت تلاحظ أنَّ بشير بن سعد استعمل حجة أبي بكر وحجة عمر وهي حجة آل محمد، وأنه كان متفقا ً معهما اتفاقاً تاماً فهم يتصرفون كأنهم آل محمد، وكأنهم ورثته، وبشير بن سعد يتبنى حرفيا ً ادعاءهم !!

        بهذه الاثناء قفز بشير بن سعد الانصاري وبايع أبابكر فكان أول من بايع، وتقدم أسيد بن حضير وعويم بن ساعدة وأبو عبيدة وكل المتواجدين من الانقلابيين فبايعوا أبا بكر، وذهل الفريق الاخر ولم يدر ِ ماذا يفعل وتزاحم الحاضرون من اوليائهم على البيعة وتصور الحضورأن بيعة اولئك الذين بايعوا عفوية ولم يدروا ان الامر قد دُبـِّرَ بإحكام بالغ.

        واستقدم الانقلابيون اعداداً كبيرة من المرتزقة من الاعراب، وطلبوا منهم أن يتواجدوا بالوقت الذي حددوه قرب بيت سعد بن عبادة، وجاءت قبيلة أسلم بالوقت الذي جاء فيه من حضر من الانقلابيين في سقيفة بني ساعدة يبايعون الخليفة الجديد ابا بكر.

        روى الطبري : أن أسلم (قبيلة كبيرة) أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبابكر! (تاريخ الطبري 458/2 , وطبعة اوروبا 1843/1, وقال ابن الاثير في تاريخه 224/2 ، وجاءت أسلم فبايعت، وقال الزبير بن بكار في الموفقيات برواية ابن ابي الحديد 6/287، فقوي بهم ابو بكر، قال المفيد في كتابه الجمل ص43 إن القبيلة كانت قد جاءت لتمتار من المدينة) .

        قال عمر بن الخطاب: (( ماهو إلا ّ أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر )) !! جاءت قبيلة أسلم الكبيرة، او تجمع من القبائل كان ابرزها قبيلة أسلم حتى تضايق بهم السكك لكثرتهم، فبايعوا جميعا ً أبا بكر !!

        وعلق عمر على هذه الواقعة في مابعد فقال: (( ماهو إلا ّ أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر)). (المصادر السابقة ).

        والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: كيف علم َ عمر أن تجمع القبائل القادم من خارج المدينة سيبايع ابا بكر ؟ كيف أيقن َ عمر بن الخطاب، أن هذا التجمع القبلي معه وسينصره وسيبايع ابابكر ؟ هل هو يعلم مافي نفوس هذا التجمع الكبير حتى تيقن بأنهم معه ُ، وانه سينصرونه ؟ إن عمر نفسه لايدّعي انه يعلم مافي النفوس !! وأتباع قادة التاريخ لايقولون بأن عمر يعلم الغيب، هم يعتبرونه مواز للرسول ويرجّحونه على الرسول عندما يختلفان !! ولكنهم لا يقولون بأن عمر يعلم الغيب !! إذا ً كيف تيقن عمر أن كل ذلك التجمع من القبائل التي ضاق بهم السكك معهُ ؟ يقولون انه ذو فراسة وعراّف إن الفراسة والعرافة قد تجدي بفرد او فردين او عشرة او مائة ولكن أي ذي فراسة واي عرّاف هذا الذي يتيقن من فعل الآلآف قبل ان يقع !!!

        إذاً يبقى المؤكد الوحيد أن عمر بن الخطاب قد استحضرهم لهذه الغاية وقد اطلعهم على مجريات الامور، وطلب منهم ان يحضروا بالوقت الذي حدده ُ لهم فيبايعوا ابا بكر ويشتركوا بزفته ِ الى المسجد !!

        ومن غير المستبعد أن يكون عمر وقادة الانقلاب قد منوهم بجعل على ذلك او مكافأة ومن الممكن أن تكون هذه القبائل قد تصورت انها ستحصل على غنائم سهلة، فأقبلت حتى ضاقت بهم السكك !! ومثل عمر المخطط البارع لايترك الامور للصدفة، ولا يبني انقلابه على الصدف، ولا نعلم النصر على من ؟!!

        وقول عمر : " فأيقنت بالنصر " !!

        أنه بالرغم من بيعة الانقلابيين لأبي بكر في السقيفة؛ إلا أنه لم يتصور أن هذه البيعة ستحقق له الانتصار على آل محمد !! فقط تيقن بالنصر عندما شاهد جموع القبائل والمرتزقة يتجهون نحو السقيفة ليؤيدوا الخليفة الجديد؛ وليقفوا معها ومع حزبه؛ ضد إرادة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولانتزاع حق آل محمد عليهم السلام الثابت بالقيادة والإمامة من بعد النبي !!

        وأقبلت المرتزقة من القبائل المستحضرة للمدينة من كل جانب تبايع أبا بكر. لقد بايع أبا بكر الانقلابيون من المهاجرين والطلقاء والأنصار ومن المرتزقة من الأعراب " وكان عمر محتجراً يهرول بين يدي أبي بكر ويقول : " ألا إن الناس قد بايعوا أبا بكر " ( كتاب السقيفة للجوهري كما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج 1/133 , و74 بلفظ آخر ).


        وأحاطت جموع الانقلابيين الكبيرة بالخليفة؛ وزفوه زفاً إلى المسجد حيث يُسجى الجثمان المقدس؛ وحيث يحيط به الآل الكرام.

        وشق موكب الخليفة المدينة؛ مكبراً مهللاً؛ معلناً ابتهاجه بتنصيب الخليفة؛ ووصل الموكب إلى المسجد؛ وعلا التكبير واستقبله القسم الأول من الانقلابيين فرحين سعداء بتنصيبه؛ وأخذوا يبايعونه حسب الخطة؛ وتجاوبت أرجاء المسجد بالتكبير ! ( الموفقيات ص578 , والرياض النضره 1/ 164 للطبري , وتاريخ الخميس 1/ 88 ).

        وجاء البراء بن عازب؛ فضرب الباب على الهاشميين وقال يا معشر بني هاشم بويع أبو بكر !!

        وقال بعض الهاشميين لبعضهم الآخر :

        ما كان المسلمون يحدثون حدثاً نغيب عنه ونحن أولى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! ودخلت الجموع إلى المسجد يتقدمها الخليفة الجديد؛ فقال عمر لأبي بكر :
        أصعد منبر رسول الله؛ فتردد أبو بكر ولم يزل به عمر حتى صعد فبايعه الحاضرون كلهم من جديد.

        وبعد ذلك ألقى الخليفة الجديد خطبته وجاء فيها :

        " أما بعد أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم؛ فإن أحسنت فأعينوني؛ وإن أسأت فقوموني.. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم؛ قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ". ( طبقات ابن سعد 2/2/78 ).

        وسمع أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذلك فقال متمثلاً بقول القائل :

        وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا..

        ويطغون لما غال زيد غوائل..

        نقل هذا أبو بكر الجوهري في كتابه ( السقيفة )؛ كما نقل ذلك عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج.

        وهكذا تم الانقلاب؛ وتم عزل آل محمد كما خطط الانقلابيون؛ وتمت مواجهة آل محمد بأمر واقع !

        ونجح الانقلابيون بخطة الانقلاب المتماسكة؛ بنداً بنداً؛ ونجحوا بتنصيب الخليفة في الغياب الكامل لآل محمد ودون مشورتهم؛ ثم زفت الجموع الخليفة إلى المسجد حيث يتجمع الآل الكرام في بيت النبي حول الجثمان المقدس وعلا التكبير والتهليل؛ وبايعت الجموع خليفتها الجديد مرة ثانية على مسمع ومرأى من آل محمد؛ وخطب الخليفة الجديد؛ وخطب نائبه عمر بن الخطاب؛ وانتظر الخليفة والنائب آل محمد ليأتوهما مبايعين مباركين بعد أن واجهوهما بأمر واقع؛ ولم يحدث هذا؛ فغضب الخليفة؛ وغضب نائبه؛ وغضبت حاشيتهما؛ وغضب الجموع لتجاهل آل محمد لهذا الأمر الواقع؛ ولكن الخليفة كان رجلاً ماكراً؛ فتجمل بالصبر وطلب من الجميع ضمنياً أن يمارسوا ضبط النفس.


        وذهبوا إلى آل محمد كأن الأمر طبيعي؛ وكأن شيئاً لم يحدث؛ وكأن القائد جاء ليتفقد الرعية؛ وليشارك أهل المصاب مصابهم؛ كان لفتة نبيلة من أبي بكر ونائبه وقاعدته الشعبية أن يتذكروا بعد 48 ساعة موت الرسول والإمام والقائد !!

        وتذكر الانقلابيون أن علي بن أبي طالب والعترة الطاهرة ألهاهم الرسول المسجى بين أيديهم؛ وقد أغلقوا عليهم الباب. ( سيرة ابن هشام 4/ 336 , والرياض النضرة للطبري 1/163 ) , وأن أهل بيت محمد , كانوا مشغولين بتجهيز الرسول ( الطبقات لابن سعد 2/ قسم 2/ 821 ).

        وأن الرسول قد مكث ثلاثة أيام لا يدفن. ( تاريخ ابن كثير 5/271 , وتاريخ أبي الفداء 1/152 )، وذلك من يوم الاثنين إلى يوم الأربعاء ( الطبقات لابن سعد 1/499 , وسيرة ابن سيد الناس 2/340؛ وقال بعض المؤرخين : والصحيح أنه دفن ليلة الأربعاء، أنظر تاريخ ابن كثير 5/171 ).

        وتبين للانقلابيين أن أهل الرسول قد تولوا دفنه. ( العقد الفريد لابن عبد ربه 3/61 , وقريب من تاريخ الذهبي 1/321 , 324 , 326 )، وأن علياً والفضل وقثم ابنا العباس وشقران مولاه وأسامة بن زيد قد تولوا غسله وتكفينه وأمره كله.

        وأبو بكر وعمر لم يشهدا دفن الرسول ولا تغسيله أو تجهيزه!! حيث كانوا مشغولين بمتاعب الانقلاب!! ( كنز العمال 3/140 تجد أنهما لم يشهدا الدفن ). ومن باب أولى أن لا يشهدا الغسل والتكفين والتجهيز، أما عائشة زوجي النبي فقد قالت :

        " ما علمنا بدفن النبي حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء ".
        ( سيرة ابن هشام 4/344 وتاريخ الطبري 2/452 وطبعة أوروبا 1/1833 و 1837 وتاريخ ابن كثير 5/270 , وابن الأثير في أسد الغابة 1/34 في ترجمة الرسول وطبقات ابن سعد ج2 ق2 ص78 , وتاريخ الخميس 1/191 وتاريخ الذهبي 1/327 ومسند أحمد 6/62 ).

        وأكبر الظن أن عائشة كانت مشغولة مع أبيها ومع قادة الانقلاب بترتيب أمور المسلمين بعد وفاة الرسول،لأن دفن الرسول بنظرهم ليس مشكلة والأهم هو تعيين الخليفة الجديد، فالأهم يتقدم على المهم!!

        ولكن لا ننسى أن عمر عندما تأكد من وفاة الرسول، كان أبو بكر غائباً، وقف وأخذ يقول:

        إن الرسول لم يمت، إنما ارتفع إلى السماء ! وهدد أن يعلو رأس من يقول بموت الرسول بالسيف، وألهى الناس بهذه المقولة فترى حتى إذا حضر أبو بكر ذهب عنه الروع، وكبت مشاعره وذهوله، وانطلق مع أبي بكر كأن لم يك به شيئاً ليواجه الأهم وهو تنصيب الخليفة، ويتركا المهم وهو تجهيز الرسول ودفنه، ثم عمر قريب العهد بالرسول فقبل يوم واحد شاهده ومعه مجموعه كبيرة من حزبه، وقال بحضور النبي متجاهلاً وجوده:

        " إن النبي يهجر حسبنا كتاب الله " !

        بمعنى: أن عمر وحزبه حديثوا العهد بالرسول، والأهم عندهم تنصيب خليفة للرسول، فمحمد بشر، وقد انتهى دوره، ومواراته في ضريحه الأقدس ليس أمراً عاجلاً بنضر عمر وحزبه. لأن ما يعنيهم هو مصلحة المسلمين ووضع حد للتميز الهاشمي !!

        بمعنى: أن عمر تهدد بالموت من يقول بموت الرسول، وشغل الناس بمقولة رفع النبي للسماء حتى جاء أبو بكر، ولما جاء أبو بكر قال أبو بكر :

        " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ".. عندئذ سكت عمر واسترد عمر وعيه وسار مع أبي بكر كأنه لم يك به شيء !!

        ورتب الاثنان مع أعوانهما أمر الخلافة وواجهوا آل محمد بأمر واقع لا قبل لهم برفعه !

        وهكذا وقع أول انقلاب في الإسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والشرعية الإلهية؛ وكم تلته من إنقلابات !!

        ومع السلامة.

        تعليق


        • مبغض الإمام علي عليه السلام في النار

          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

          مبغض الإمام علي عليه السلام في النار
          كان علي ( عليه السلام ) خير المؤمنين بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد كان قلبه عامراً بأكمل الإيمان ، ولا ينقصه حتى مقدار ذرة واحدة من نور الإيمان المتكامل ، فقلبه ( عليه السلام ) ربيع الإيمان . بل ليس في قلبه ذرة واحدة من هوى النفس ، فهو الصراط المستقيم ، وهو سبيل الله ، وهو ميزان الأعمال ، وهو مع الحق والحق معه ، وإنما تتجلى الصفات الثبوتية للحق فيه ( عليه السلام ) فهو : العدل الإلهي ، ورحمة الله ، وقدرته ، ورمز الرأفة ، والعطف ، والصبر الإلهي ، ومظهر من مظاهرها . علي نفس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و عيبة علمه ، وأخوه ، وخليفته ، ووصيه ، وكل من أحبه ووالاه فقد أحب الله ورسوله والمؤمنين ووالاهم ، وكل من أبغضه وعصاه فقد أبغض الله ورسوله والمؤمنين ، فمحبه محب لله ورسوله ، ومبغضه مبغض لله ورسوله . و نلفت أنظار القراء الكرام إلى بعض ما ورد من الأخبار في هذا المقام :
          1ـ روى القندوزي الحنفي والجويني ، عن أبي برزة الأسلمي ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إن الله تعالى عهد إلي في علي عهداً ، أن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني ، فبشره ) ، فجاء علي ( عليه السلام ) فبشرته بذلك ، فقال : ( يا رسول الله ، أنا عبد الله ، فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يتم الذي بشرني به فالله أولى بي ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قلت : اللهم أجل قلبه ، واجعله ربيع الإيمان ، فقال الله تبارك وتعالى : قد فعلت به ذلك ، ثم قال تعالى : إني مستخصه بالبلاء ، فقلت : يا رب ، إنه أخي ووصي ، فقال تعالى : إنه شي‏ء قد سبق فيه قضائي ، إنه مبتلى ) ينابيع المودة : ص 134 ، فرائد السمطين : 1/151 ، ح 114 .
          2ـ روى الجويني ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بيت زينب بنت جحش ، وأتى بيت أم سلمة ، وكان يومها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلم يلبث أن جاء علي ( عليه السلام ) ودق الباب دقا خفيفاً ، فأثبت النبي ( صلى الله عليه وآله ) الدق ، وأنكرته أم سلمة ، فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( قومي وأفتحي له الباب ) ، إلى أن قال : ( قالت : ففتحت الباب ، فأخذ بعضادتي الباب ، حتى إذا لم يسمع حسيسا ولا حركة ، وصرت في خدري ، استأذن فدخل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا أم سلمة ، أتعرفينه ؟ ) قلت : نعم يا رسول الله ، هذا علي بن أبي طالب .
          قال : ( صدقت ، هو سيد أحبه ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو عيبة علمي ، فاسمعي واشهدي ، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي ، فاسمعي واشهدي ، وهو قاضي عداتي ، فاسمعي واشهدي ، وهو والله محيي سنتي ، فاسمعي واشهدي ، لو أن عبداً عبد الله ألف عام وألف عام وألف عام ، بين الركن والمقام ، ثم لقي الله عزوجل مبغضاً لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبه الله على منخريه يوم القيامة في نار جهنم ) فرائد السمطين : 1/331 ، ح257 .
          3ـ روى الجويني أيضاً ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أحبني فليحب علي بن أبي طالب ، ومن أبغض علي بن أبي طالب فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله فقد أدخله النار ) المصدر السابق : 1/132 ، ح 94 .
          4ـ وعنه أيضا عن أنس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : ( يا علي ، من زعم أنه يحبني وهو يبغضك ، فهو كذاب ) المصدر السابق : 1/134 ، ح94 .
          5ـ روى ابن المغازلي الشافعي ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : ( يا علي ، محبك محبي ، ومبغضك مبغضي ) المناقب لابن المغازلي : 196 ، ح 233 .
          6ـ عن ابن عبد البر ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن آذى علياً فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ) الاستيعاب بهامش الإصابة : 3/37 .
          7ـ روى ابن عساكر الشافعي ، عن أم سلمة ، قالت : أشهد أني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أحبني أحب الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق : 2/190 ، ح673 .
          8ـ وعنه أيضاً بإسناده عن جابر ، قال : دخل علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن في المسجد ، وهو آخذ بيد علي ( عليه السلام ) ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( ألستم زعمتم أنكم تحبوني ؟ ) قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ( كذب من زعم أنه يحبني ، ويبغض هذا ) . يعني علياً ( عليه السلام ) المصدر السابق : 2/185 ، ح664 .
          9ـ وعنه أيضاً ، عن سلمان الفارسي ، قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ضرب فخذ علي بن أبي طالب وصدره ، وسمعته يقول : ( محبك محبي ، ومحبي محب الله ، ومبغضك مبغضي ، ومبغضي مبغض الله ) المصدر السابق : 2/187 ، ح669 .
          10ـ وعنه أيضاً ، عن زياد بن أبي زياد الأسدي ، عن جده ، قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : ( قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنك تعيش على ملتي ، وتُقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني ) المصدر السابق : 2/188 ، ح670 .
          11ـ وعنه أيضاً ، عن عمر بن عبد الله الثقفي ، عن أبيه ، عن جده يعلى بن مرة الثقفي ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( من أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصى علياً فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أحب علياً فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا كافر أو منافق ) المصدر السابق : 2/188 ، ح671 .
          ( حكاية عبد الله بن عباس عن سعيد بن جبير ) : ( روى ابن الصباغ المالكي عن محمد بن يوسف الكنجي الشافعي حكاية عن عبد الله بن عباس ، وكان سعيد بن جبير يقوم بعد كف بصره ، فمر على ضفة زمزم ، فإذا بقوم من أهل الشام يسبون علياً ( عليه السلام ) ، فسمعهم عبد الله بن عباس ، فقال لسعيد : ردني إليهم ، فرده ، فوقف عليهم ، وقال : أيكم الساب لله تعالى ؟ ، فقالوا : سبحان الله ، ما فينا أحد سبَّ الله !! ، فقال : أيكم الساب لرسوله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ، فقالوا : سبحان الله ، ما فينا أحد سبَّ رسول الله !! ، قال : فأيكم الساب لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ فقالوا : أما هذا فقد كان منه شي‏ء ، فقال : أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بما سمعته أذناي ، ووعاه قلبي ، سمعته يقول لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( يا علي ، من سبَّك فقد سبَّني ، ومن سبَّني فقد سبَّ الله ، ومن سبَّ الله فقد أكبَّه الله على منخريه في النار ) وولى عنهم وقال : يا بني ، ماذا رأيتهم صنعوا ؟ قال : فقلت لهم يا أبتِ :
          نظروا إليك بأَعيُنٍ مُحمَرَّةٍ
          نظرَ التيوس إلى شِفَارِ الجَازِرِ

          فقال : زدني فداك أبوك ، فقلت :
          خزر العيون نواكس أبصارهم‏
          نظر الذليل إلى العزيز القاهر

          فقال : زدني فداك أبوك ، فقلت : ليس عندي مزيد ، فقال : عندي المزيد :
          أَحيَاؤُهُم عَارٌ على أمواتهم
          ‏ والميتون مسَبَّةٌ للغابر

          المصدر: الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 127 ، حياة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للسيد أصغر ناظم زاده القمي : 169 .
          ومع السلامة.

          تعليق


          • « عليُّ بن أبي طالب خيرُ البشر، مَن أبى فقد كفر »

            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

            « عليُّ بن أبي طالب خيرُ البشر، مَن أبى فقد كفر »
            هذه العبارة الشريفة ليست عنواناً، ولا ادّعاءً منطلقاً مِن أفواه المحبّين للإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، وإنّما هي حديث نبوي شريف، وحقيقة ردّدها الصحابة الأوائل إقراراً منهم بأفضليّة أمير المؤمنين عليه السّلام. ثمّ إنّ الحديث الشريف الذي نصّ على هذه الحقيقة المباركة لم ينفرد به الشيعة في روايته وطرق أسانيده، وإنّما اشتهر في كتب مشاهير علماء السنّة ومحدّثيهم ومفسّريهم أيضاً، وعن طُرق أسانيدهم.
            ولكي لا يكون هذا الكلام جُزافاً، أوردنا هذه النصوص بمصادرها، بالاستغناء عن سلسلة الأسانيد الطويلة التي يمكن مراجعتها في محالّها لمَن أراد التحقيق والاستقصاء.
            • عن الصحابيّ المعروف جابر بن عبدالله الأنصاريّ:
            ـ عن عاصم بن عمر، عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « عليٌّ خيرُ البشر، مَن شَكّ فقد كفر ».
            ( جامع الأحاديث للشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أحمد القمّي الإيلاقيّ ص 297 ـ 298 / كتاب: نوادر الأثر في عليّ خير البشر ).
            ـ عن عطيّة العَوفي، عن جابر بن عبدالله وقد سقط حاجباه على عينيه سُئل: أخبِرْنا عن هذا الرجل عليِّ بن أبي طالب. فرفع حاجبَيه بيدَيه، وقال: ذاك خير البشر.
            ( تاريخ دمشق لابن عساكر 447:2 / خ 969 و 970 ).
            ـ وفي رواية أخرى، قال أبو كريب: فرفع بصرَه إليّ وقال: أوَ ليس ذاك خيرَ البشر، وما شكّ فيه إلاّ منافق.
            ـ وفي روايةٍ أخرى قال: ذاك خيرُ الناس.
            ـ وفي روايةٍ أخرى قال: عليٌّ خير البشر، مَن أبى فقد كفر.
            ـ وفي أخرى ـ وكأنّه مرّةً يروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله بالنصّ، ومرّةً بالمعنى ـ: ذاك خير البشر، وما يشكّ فيه إلاّ منافق!
            ـ وقد سُئل: أيَّ رجلٍ كنتم تَعُدُّونَ عليّاً فيكم ؟ فأجاب: ذاك خير البشر.
            ـ وعن عطيّة أيضاً قال: كنّا عند جابر فتذاكروا أمرَ عليّ، فقال جابر: وهل يَشُكّ في أنّه خير البشر إلاّ كافر ؟!
            ـ وسأله يوماً عن عليٍّ عليه السّلام، فرفع جابر حاجبَيه عن عينيه وقال: ذاك واللهِ خيرُ البشر.
            ـ وفي نصٍّ آخر: خيرُ البشر، مَن أبى فقد كفر.
            ـ وفي آخر: ذاك خيرُ هذه الأمّة بعد نبيّها. أو: ذاكم خيرُ هذه الأُمّة بعد نبيّها. أو: كان ذاك خيرَ البشر.
            ( روى ذلك: الكراجكيّ في التفضيل 13، ثمّ قال: والأخبار الواردة بمثل هذا كثيرة، وهي مرويّةٌ في كتب العامّة مسطورة. وكذا القمّي الإيلاقي في جامع الأحاديث 298 ـ 308، وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 67:3، والبياضي النباطي في الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 68:2، وأحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ص 46 ـ من المخطوطة، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى ص 96 ـ ط مكتبة القدسي بمصر، والرياض النضرة 220:2 ـ ط مصر، وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان 166:3 ـ ط حيدرآباد الدكن، و 78:6 وفيه:
            عن أبي بكر قال: أيّها الناس، عليكم بعليّ بن أبي طالب؛ فإني سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: عليٌّ خيرُ مَن طلعت عليه الشمسُ وغرُبَت بعدي.
            وابن مردويه في المناقب، والأيجي في المواقف 615:2 ـ ط الآستانة، وأبو بكر مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد ـ على ما في مناقب الكاشي ص 295 من المخطوطة، وفيه: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خيرُ هذه الأمّة مِن بَعدي: عليٌّ وفاطمةُ والحسن والحسين، مَن قال غيرَ هذا فعليه لعنة الله ).
            ـ وعن سالم بن أبي الجَعد، أنّ جابر بن عبدالله الأنصاريّ سُئل عن عليّ بن أبي طالب، فقال: ذاك خيرُ البشر، لا يشكّ فيه إلاّ منافق، أو فاسق.
            ـ وفي روايةٍ أخرى قال: عليٌّ خير البشر، ما يشكّ فيه إلاّ كافر!
            ( يراجع: أمالي الشيخ المفيد 61، عن عبدالله بن أحمد بن حنبل.. وفيه: ذاك خير البريّة، لا يُبغضه إلاّ منافق، ولا يشكّ فيه إلاّ كافر! والتفضيل للكراجكي ص 13، وتاريخ دمشق 446:2 ، 447 / خ 967، وفيه: ذاك خيرُ البريّة، لا يبغضه إلاّ كافر! وكشف الغمّة للإربلّي 158:1، ومناقب آل أبي طالب 67:3، والصراط المستقيم 69:2، وأنساب الأشراف 315:1 و 113:2 ).
            ـ كذا روى عن جابر الأنصاري بالنصوص السابقة أو قريبٍ منها: عبدالرحمان بن أبي ليلى، وأبو الزبير:
            سُئل جابر عن الإمام عليٍّ عليه السّلام، فقال: ما يشكّ فيه إلاّ كافر، ذاك خيرُ البشر.
            وفي رواية أخرى قال: ذاك خيرُ البشر، لا يشكّ فيه إلاّ منافق أو فاسق.
            ( جامع الأحاديث 311، وتاريخ دمشق 445:2 و 448 / خ 965 و 971، وفيه: قال جابر: ذاك مَن خيرُ البشر، ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغضهم عليّاً. وكتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل / ح 268، وأمالي الصدوق / المجلس 18 ح 6، وفيه: عن أبي الزبير المكّي قال: رأيت جابراً متوكّياً على عصاه وهو يدور في سِكَك الأنصار ومجالسهم وهو يقول: عليٌّ خيرُ البشر، فمَن أبى فقد كفر. يا معشرَ الأنصار، أدِّبوا أولادَكم على حبِّ عليّ، فمَن أبى فانظروا في شأن أُمّه! ومناقب آل أبي طالب 67:3، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي 421:7، واللآلئ المصنوعة 169:1 و 170، وفيها: قال جابر: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: عليٌّ خيرُ البشر، فمَن أبى فقد كفر!
            • وممّن روى هذا الحديثَ الشريف بنصّه أو بمعناه: الصحابي الجليل حُذَيفةُ بن اليَمان ـ رواه عنه أبو وائل قائلاً: قال حذيفة: سمعتُ النبيَّ صلّى الله عليه وآله يقول:
            « عليُّ بن أبي طالب خيرُ البشر، مَن أبى فقد كفر ».
            ـ وفي رواية أخرى: عليٌّ خير البشر، مَن أبى فقد كفر!
            ( تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي 444:2 / خ 962 و 963، اللآلئ المصنوعة للسيوطي 170:1، التفضيل للكراجكي 13، أمالي الصدوق / المجلس 18 ح 5 عنه: بحار الأنوار 6:38 / ح 10، والمناقب لابن مردويه ـ عنه: الطرائف للسيّد ابن طاووس 87 / ح 22 ـ عنه: بحار الأنوار 6:38 / ح 9، وكشف الغمّة للإربلّي 159:1، وفيه: سُئل حذيفةُ عن عليٍّ فقال: خيرُ هذه الأُمّة بعد نبيِّها، ولا يشكّ فيه إلاّ منافق. وجامع الأحاديث للقمّي الإيلاقي 314 ـ 318، وفيه: ممّا رواه عن حذيفة: ربعيّ، ومسلم بن يزيد أنّ حذيفة قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: عليّ خير البشر ).
            • وممّن أورد معنى حديث رسول الله صلّى الله عليه وآله هذا: عائشة بنت أبي بكر، روى ذلك عنها عطاء، حيث قال: سألتُ عائشة عن عليٍّ فقالت: ذاك خير البشر، لا يشكّ فيه إلاّ كافر! ( أخرجه عنها: الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ـ ترجمة أمير المؤمنين عليه السّلام 448:2 / خ 972 ـ عنه: الگنجي الشافعي في كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب ص 246، ومناقب أمير المؤمنين عليه السّلام لابن مردَوَيه ـ عنه: الإربلّي في: كشف الغمّة 158:1، والسيّد ابن طاووس في الطرائف 89 ـ عنهما: بحار الأنوار 13:38 ـ 14 / ح 17، 18. ورواه: ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 67:3، والبياضي في الصراط المستقيم 69:2، والشيخ الصدوق في أماليه / المجلس 18 ح 3 ـ عنه: بحار الأنوار 5:38 / ح 7. كما أورده: الكراجكي في التفضيل ص 12، والقمّي الإيلاقي في جامع الأحاديث 318 ـ 320 ).
            ـ وروى عن عائشة أيضاً عطية العَوفي، قائلاً: سألتُ عائشةَ عن عليٍّ فقالت: ذاك خير البشر، لا يشكّ فيه إلاّ كافر!
            ( أخرجه ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 67:3 وفيه: أنّ عائشة لمّا روت هذا الخبر قيل لها: فلِمَ حارَبتيه ؟! قالت: ما حارَبتُه مِن ذات نفسي، إلاّ حمَلَني طلحةُ والزبير. كذا: أخرجه: البياضي في الصراط المستقيم 68:2. ورواه: أنس بن مالك فيما رواه ابن شاذان في كتابه: مائة منقبة لأمير المؤمنين عليه السّلام / المنقبة 70..
            عن أنس، عن عائشة قالت: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: عليُّ بن أبي طالب خيرُ البشر، مَن أبى فقد كفر. فقيل لها: ولِمَ حاربتيه ؟! فقالت: واللهِ ما حاربتُه مِن ذات نفسي، وما حَمَلتني على ذلك إلاّ طلحةُ والزبير! ورواه الكراجكي في التفضيل ص 11 ـ عن: شيخه ابن شاذان، ثمّ قال: وسألها مسروق في قصّة الخوارج فقال لها: باللهِ يا أُمّاه! لا يَمَنعْكِ ما بينَكِ وبين عليٍّ أن تقولي ما سمعتِ مِن رسول الله صلّى الله عليه وآله فيه وفيهم ( أي في الخوارج )، فقالت: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: هم شرُّ الخَلْق والخليقة، يقتُلُهم خيرُ الخَلْقِ والخليقة. رواه عن مسروق أيضاً ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 70:3 قائلاً: الطبريّانِ في: الولاية والمناقب، بإسنادهما إلى مسروق، عن عائشة: سمعتُ رسول الله يقول: هم شرُّ الخَلْق والخليقة، يقتلُهم خيرُ الخَلْق والخليقة، وأقربُهم إلى الله وسيلة. كذا رواه الإربلّي في كشف الغمة 158:1 ـ 159 قائلاً: وقد ورد هذا عن مسروق عن عائشة بعدّة طرق، اقتصرنا منها على ما أوردناه. كذا أورده البياضي في الصراط المستقيم 70:2 ).
            • وعن سلمان الفارسي رضوان الله عليه، روى عنه أنس بن مالك أنّه قال: قلت: يا رسول الله، ممّن نأخذ بعدَك ومَن نتولّى ؟ قال: فسكت عنّي ثمّ قال: يا سلمان، إنّ وصيّي وخليفتي ووزيري وخيرَ مَن أَخلَفَه اللهُ بَعدي: عليُّ بن أبي طالب، يُؤدّي عنّي دَيني، ويُنْجز عِدَتي.
            ( أخرجه: الخوارزمي الحنفي في المناقب ص62، وابن مردويه في المناقب ـ عنه: الإربلي في كشف الغمّة 57:1، وفيه: عن أنس، عن سلمان قال: قلت: يا رسول الله، عمّن نأخذ بعدك وبمَن نَثِق ؟ قال: فسكت عنّي حتى سألت عشراً، ثمّ قال: يا سلمان، إنّ وصيّي وخليفتي وأخي ووزيري وخيرَ مَن أُخلّفُه بعدي عليُّ بن أبي طالب، يؤدّي عنّي، ويُنجِز موعدي. كذا أخرجه: البياضي في الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 70:2، وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 542:1 ـ عنه: بحار الأنوار 1:38 / ح 1. وعن مصادر علماء السنّة ومحدّثيهم ـ يراجع: إحقاق الحقّ للشهيد التستري ج 4 ص 54 ـ 70. وأورد الخبر أيضاً القمّي الإيلاقي في جامع الأحاديث ص 320 ـ 321 ـ من كتاب: نوادر الأثر في عليّ خير البشر ).
            ونسألكم الدعاء.

            تعليق


            • ولاية الإمام علي عليه السلام ( نور يخترق الظلمات ) !!

              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

              ولاية الإمام علي عليه السلام ( نور يخترق الظلمات ) !!
              هذة قطرة في بحر فضائل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه صلوات الله؛ وأهل بيت النبي محمد صل الله عليه وآله؛ وهي رشة عطر من جنة محمد وآل محمد عليهم السلام ونسأل الله أن يوفقنا لعرض نور الإمامة والولاية لأمير المؤمنين عليه السلام بأحلى صورة.
              أولاً: أحاديث متنوعة عن ولاية الإمام علي عليه السلام وأهل البيت (ع) من مصادر المخالفين.
              1. علي (ع) مع الحق والحق مع علي (ع).
              - أخبرنا: أبو منصور بن زريق ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا : أبوبكر الخطيب أخبرني : الحسن بن علي بن عببد الله المقرئ ، نا : أحمد بن الفرج بن منصور الوراق ، نا : يوسف بن محمد بن علي المكتب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، نا : الحسن بن أحمد بن السراج ، نا : عبد السلام بن صالح ، نا : علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن أبي سعيد التميمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر علياًً وقالت : سمعت رسول الله (ص) يقول : علي مع الحق والحق مع علي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة.
              إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 42 ) - رقم الصفحة : ( 449 ).
              2. مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك.
              - قال أبو يعلى : ثنا : سويد بن سعيد ، ثنا : مفضل ، عن أبي إسحاق ، عن حنش ، قال : سمعت أبا ذر ، وهو آخذ بحلقة الباب ، وهو يقول : يا أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن أنكر أنكر ، وأنا : أبو ذر الغفاري : سمعت رسول الله (ص) : يقول : إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من دخلها نجا ، ومن تخلف عنها هلك .
              إبن حجر - المطالب العالية - كتاب المناقب - باب فضل أهل البيت (ع).
              3. حديث أهل البيت عليهم السلام كالنجوم.
              - وفيما كتب إلينا أيضاًً ، يذكر أن يوسف بن نفيس حدثهم ، قثنا : عبد الملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي قال : قال رسول الله (ص) : النجوم أمان لأهل السماء ، إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.
              أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - من فضائل علي (ع).
              4. حديث الثقلين في كتب المخالفين.
              - أخبرنا : محمد بن المثنى قال : ، حدثني : يحيى بن حماد قال : ، حدثنا : أبو عوانة ، عن سليمان قال : ، حدثنا : حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع رسول الله (ص) ، عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كإني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي ، فقال : من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فقلت لزيد سمعته من رسول الله (ص) ، فقال : ما كان في الدوحات أحد إلاّّ رآه بعينيه وسمعه بإذنيه.
              النسائي - السنن الكبرى - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 130 ).
              ثانياً: ولاية الإمام علي وأهل البيت عليهم السلام من مصادر شيعة محمد وآل محمد.

              1. عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن الساباطي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أول مايسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جل جلاله عن الصلوات المفروضات وعن الزكاة المفروضة وعن الصيام المفروض وعن الحج المفروض وعن ولايتنا أهل البيت ، فان أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه ، وإن لم يقر بولايتنا بين يدي الله جل جلاله لم يقبل الله عزوجل منه شيئا من أعماله. (امالي الصدوق : 154 و 155).
              2. علي بن عيسى عن علي بن محمد ماجيلويه عن البرقي عن محمد بن حسان عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله فقال : يامحمد السلام يقرئك السلام ويقول : خلقت السماوات السبع ومافيهن والارضين السبع ومن عليهن وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام ، ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والارضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي لاكببته في سقر. (امالي الصدوق : 290).
              3. أبو منصور السكري عن جده علي بن عمر عن العباس بن يوسف السككي عن عبيد الله بن هشام عن محمد بن مصعب عن الهيثم بن حماد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله قلقين من تبوك فقال لي في بعض الطريق ألقوا لي الاحلاس والاقتاب ، ففعلوا فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله فخطب فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثم قال : معاشر الناس مالي إذا ذكر آل إبراهيم عليه السلام تهللت وجوهكم وإذا ذكر آل محمد كأنما يفقأ في وجوهكم حب الرمان ؟ فوالذي بعثني بالحق نبيا لوجاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام لاكبه الله عزوجل في النار. (امالي ابن الشيخ : 17).
              4. أبو عمرو عن ابن عقدة عن عبدالله بن أحمد عن نصر بن مزاحم عن عمرو ابن شمر عن جابر عن تميم وعن أبي الطفيل عن بشر بن غالب وعن سالم بن عبدالله كلهم ذكر عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يابني عبدالمطلب إني سألت الله عزوجل ثلاثا : أن يثبت قائلكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم ، وسألت الله تعالى أن يجعلكم جودآء نجبآء رحماء ، فلو أن امرء صف بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقي الله عزوجل وهو لاهل بيت محمد صلى الله عليه وآله مبغض دخل النار. (امالي ابن الشيخ : 14).
              5. المفيد عن علي بن خالد المراغي عن الحسن بن علي الكوفي عن إسماعيل بن محمد المزني عن سلام بن أبي عمرة عن سعد بن سعيد عن يونس بن عبدالجبار عن علي بن الحسين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مابال أقوام إذا ذكر عندهم آل ابراهيم عليه السلام فرحوا واستبشروا ، وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم ، والذي نفس محمد بيه لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ماقبل الله ذلك منه حتى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي. (امالي ابن الشيخ : 87).
              6. المفيد عن الجعابي عن عبدالله بن أحمد بن مستورد عن عبدالله بن يحيى عن علي بن عاصم عن أبي حمزة الثمالي قال : قال لنا علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام : أي البقاع أفضل ؟ فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم : فقال : إن أفضل البقاع مابين الركن والمقام ، ولو أن رجلا عمر ماعمر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا. (امالي ابن الشيخ : 72).
              7. أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن البراء عن علي ابن حسان عن عبدالرحمان يعني ابن كثير قال : حججت مع أبي عبدالله عليه السلام فلما صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس فقال : ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج ؟ فقال له داود الرقي : يابن رسول الله هل يستجيب الله دعاء هذا الجمع الذي أرى ؟ قال : ويحك يابا سليمان إن الله لايغفر أن يشرك به ، الجاحد لولاية علي كعابد وثن!! قال : قلت : جعلت فداك هل تعرفون محبكم ومبغضكم ؟ قال : ويحك ياأبا سليمان إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه : مؤمن أو كافر ، وإن الرجل ليدخل إلينا بولايتنا وبالبراءة من أعدآئنا فنرى مكتوبا بين عينيه : مؤمن أو كافر ، قال الله عزوجل : " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " نعرف عدونا من ولينا. (بصائر الدرجات : 105).
              8. أبي عن حمزة بن عبدالله عن جميل بن دراج عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو أن عبدا عبدالله ألف عام ثم ذبح كما يذبح الكبش ثم أتى الله ببغضنا أهل البيت لرد الله عليه عمله. (المحاسن : 168).
              9. من مناقب الخوارزمي عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال : يا علي لو أن عبدا عبدالله مثل ما قام نوح فقومه وكان له مثل احد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها. (كشف الغمة : 30).
              10. روي عن الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : مر أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة وقنبر معه فرأى رجلا قائما يصلي فقال : ياأمير المؤمنين مارأيت رجلا أحسن صلاة من هذا ، فقال أمير المؤمنين : ياقنبر فوالله لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير ممن له عبادة ألف سنة ، ولو أن عبدا عبدالله ألف سنة لا يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت ، ولو أن عبدا عبدالله ألف سنة وجاء بعمل اثنين وسبعين نبيا مايقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت وإلا أكبه الله على منخريه في نار جهنم. (جامع الاخبار : 207).
              11. كتاب المناقب لمحمد بن أحمد بن شاذان ورواه الكراجكي عنه عن نوح ابن أحمد بن أيمن عن إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين عن جده عن يحيى بن عبد الحميد عن قيس بن الربيع عن سليمان الاعمش عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين ، يا علي أنت سيد الوصيين ووارث علم النبيين وخير الصديقين وأفضل السابقين ، يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين وخليفة المرسلين. يا علي أنت مولى المؤمنين ، يا علي أنت الحجة بعدي على الناس أجمعين استوجب الجنة من تولاك واستحق دخول النار من عاداك ، يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبدالله ألف عام ماقبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الائمة من ولدك ، وإن ولايتك لاتقبل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الائمة من ولدك ، بذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. (ايضاح دفائن النواصب : 6 و 7 ، كنز الكراجكي : 185).
              12. وروى ابن شاذان باسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ليله اسري بي إلى الجليل جل جلاله أوحى إلي : آمن الرسول بما انزل إليه من ربه ، قلت: والمؤمنون ، قال: صدقت يا محمد ، من خلفت في امتك ؟ قلت : خيرها ، قال : علي بن أبي طالب ؟ قلت : نعم يارب ، قال : يامحمد إني اطلعت إلى الارض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا اذكر في موضع إلا ذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمد صلى الله عليه وآله ، ثم اطلعت الثانية فيها فاخترت منها عليا وشققت له اسما من أسمائي فأنا الاعلى وهو علي. يامحمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولده من سنخ نور من نوري ، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الارضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الكافرين ، يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتكم ماغفرت له حتى يقر بولايتكم ، يا محمد تحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يارب ، فقال لي : التفت عن يمين العرش. فالتفت: فاذا أنا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون وفي وسطهم المهدي يضي ء كأنه كوكب دري ، فقال : يا محمد هؤلاء الحجج والقائم من عترتك، وعزتي وجلالي له الحجة الواجبة لاوليائي وهو المنتقم من أعدائي ، بهم يمسك الله السماوات أن تقع على الارض إلا باذنه. (ايضاح دفائن النواصب : 11 و 12).
              والحمدلله على أكبر نعمة في الكون وهي ولاية الإمام علي عليه السلام وأهل بيت النبي صل الله عليه وآل وسلم.
              ومع السلامة.

              تعليق


              • فضائل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من كتب أهل السنة

                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
                بعض الأحاديث النبوية في منزلة و فضائل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من كتب أهل السنة
                1- قوله (ص) : " عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب " .
                المصادر : المناقب لابن المغازلي ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 4 ، الجامع للسيوطي 2، ينابيع المودة .

                2- قوله (ص) : " لا سيف إلا ذو الفقار و لافتى إلا علي " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 2، سنن البيهقي3 ، ابن المغازلي ، الطبري2 ، الرياض النضرة.

                3- قوله (ص) : " حامل لوائي في الدنيا و الآخرة علي " .
                المصادر : كنز العمال 6 ، الطبري 2، الخوارزمي ، الفضائل لأحمد ابن المغازلي .

                4- قوله (ص) : " أمر ربي بسد الأبواب إلا باب علي " .
                المصادر : الخصائص للنسائي 13 ، مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، الترمذي 13، البيهقي 7 ، ينابيع المودة ، مسند أحمد 4، ابن المغازلي ، كنزالعمال .

                5- قوله (ص) : " الصديقون ثلاثة مؤمن آل ياسين و مؤمن فرعون و أفضلهم علي " .
                المصادر : المناقب لأحمد ، كنز العمال 5 ، الجامع للسيوطي 2، ابن المغازلي ، ينابيع المودة .

                6- قوله (ص) : " من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي فليتول من بعدي علي " .
                المصادر : مسند أحمد 5 ، مستدرك الصحيحين ، للحاكم النيسابوري 3 ، كنز العمال 6، الطبراني .

                7- قوله (ص) : " نادى المنادي يوم القيامة يا محمد ، نِعم الأب أبـوك إبراهيم و نِعم الأخ علي " .
                المصادر : الفضائل لأحمد ، ابن المغازلي ، الخوارزمي ، الرياض النضرة 2 .

                8- قوله (ص) : " لكل نبي وصي و وارث ، و وصي و وارثي علي " .
                المصادر : كنز العمال 6، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ، شواهد التنزيل 2 ، ينابيع المودة ، مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ع) لابن المغازلي الشافعي (بزيادة : بن أبي طالب ) و أخرجه العلامة العيني في عمدة القارئ 16 / 215.

                9- قوله (ص) : " اللهم لا تمتني حتى تريني وجه علي " .
                المصادر : الرياض النضرة 2 ، الفضائل لأحمد ، ، ابن المغازلي ، أخطب خوارزم .

                10 - قوله (ص) : " خُلقتُ من شجرة واحدة أنا و علي " .
                المصادر : الترمذي ، ابن المغازلي ، أسد الغابة 4 ، الرياض النضرة 2 .

                11- قوله (ص) : " أنا مدينة العلم و علي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب " .
                المصادر : مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ع) لابن المغازلي الشافعي و أخرجه الحافظ البغدادي في تاريخه 11 / 48 .

                12- قوله (ص) : " زينوا مجالسكم بذكر علي " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، مسند أحمد (4،5)، الخصائص للنسائي ، ابن المغازلي ، المناقب لأخطب خوارزم ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ، كنز العمال 6 ، ينابيع المودة .

                13 - قوله (ص) : " أقــضى أمـــتي علـــي " .
                المصادر : ابن المغازلي ، ارجح المطالب .

                14 - قوله (ص) : " أنا المنذر و الهادي من بعدي علي " .
                المصادر : مسند أحمد (1،3)، الترمذي 2 ، الخصائص للنسائي ، كنز العمال 1، ابن المغازلي .

                15- قوله (ص) : " براءة من النار حب علي " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 2، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 6، أخطب خوارزم ، ابن المغازلي .

                16- قوله (ص) : " من كنتُ مَولاه فمَولاه علي " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، كنز العمال 6، الديلمي .

                17- قوله (ص) : " لم يكن لفاطمة كفؤ لو لم يخلق الله علي " .
                المصادر : حلية الأولياء 1 ، الرياض النضرة 2 ، ابن المغازلي ، الخوارزمي ، ينابيع المودة .

                18- قوله (ص) : " أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي " .
                المصادر : الجامع للسيوطي 1 ، الرياض النضرة 2 ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 1 ، ابن المغازلي ، ينابيع المودة .

                19- قوله (ص) : " أولكم وروداً على الحوض أولكم إسلاماً و هو علي " .
                المصادر : كنز العمال 6 ، الطبراني 5 ، الرياض النضرة 1، ذخائر العقبى ، ابن المغازلي .

                20- قوله (ص) : " لا يُبَلغ عني إلا علي " .
                المصادر : ابن المغازلي ، الرياض النضرة 2، ينابيع المودة ، الخوارزمي .

                21- قوله (ص) : " أشقى الأولين و الآخرين قاتل علي " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، مسند أحمد 4، الخصائص للنسائي ، الطبري 2، كنز العمال 5 .

                22- قوله (ص) : " لا يجوز أحد على الصراط إلا بجواز من علي " .
                المصادر : ينابيع المودة 2 .

                23- قوله (ص) : " وليكُم من بعدي علي "
                المصادر : ينابيع المودة 2 ب 56 .

                24- قوله (ص) : " الفاروق بين الحق و الباطل علي " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، مسند أحمد ، ينابيع المودة .

                25- قوله (ص) : " علي الصديق الأكبر " .
                المصادر : البيهقي 4 ، كنز العمال 7 ، الجامع للسيوطي 2 ، ابن المغازلي .

                26- قوله (ص) : " علي كفه و كفي في العَدل سَواء " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، الطبري 2، الترمذي 2 ، ابن المغازلي ، ينابيع المودة .

                27- قوله (ص) : " علي أخي في الدنيا و الآخرة " .
                المصادر : الخصائص للنسائي5 ، الترمذي ، ينابيع المودة ، ابن المغازلي .

                28- قوله (ص) : " علي خير البشر فمن أبى فقَد كفر " .
                المصادر : ابن المغازلي ، ينابيع المودة ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 5، الخوارزمي .

                29- قوله (ص) : " علي باب حطة من دخله كان مؤمناً " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، كنز العمال 6، الديلمي .

                30- قوله (ص) : " علي إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره " .
                المصادر : كنز العمال 6 / 153 ، الدار القطني .

                31- قوله (ص) : " علي إمام المتقين و أمير المؤمنين و قائد الغُر المحجّلين " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، كنز العمال 6.

                32- قوله (ص) : " علي مني بمنزلة هارون من موسى " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، ابن المغازلي ، الطبراني ، حلية الأولياء 1، أخطب خوارزم .

                33- قوله (ص) : " علي حقه على الأمة كحق الوالد على ولده " .
                المصادر : مسلم 2 ، الترمذي 2 ، الحاكم 3 ، مسند أحمد 3 ، النسائي 7 ، أسد الغابة 3 .

                34- قوله (ص) : " علي مع القرآن و القرآن مع علي " .
                المصادر : البخاري 5 ، مسلم 2 ، الترمذي 5 ، مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، ابن ماجه 1 ، مسند أحمد 3 .

                35- قوله (ص) : " علي و شيعته هُم الفائزون " .
                المصادر : ابن المغازلي ، ميزان الإعتدال 2 .

                36- قوله (ص) : " علي باب علمي و مبَيّن لأُمتي ما أُرسلت به " .
                المصادر : الطبري (تفسير) 3 ، شواهد التنزيل 2 ، الدر المنثور 6 ، ينابيع المودة .

                37- قوله (ص) : " علي حبه إيمان و بغضُه نفاق " .
                المصادر : ابن المغازلي ، الخوارزمي ، فرائد السمطين ، ينابيع المودة .

                38- قوله (ص) : " علي قسيم الجنة و النار " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، كنز العمال 5 ، الجامع للسيوطي 1 ،الترمذي ، ابن المغازلي .

                39- قوله (ص) : " علي مثله في الناس كمثل قل هو الله أحد في القرآن " .
                المصادر : مسلم 1 ، الترمذي 2 ، النسائي 8 ، الخصائص للنسائي ، مسند أحمد 6 ، ابن المغازلي .

                40- قوله (ص) : " علي حبيب بين خليلين بيني و بين إبراهيم " .
                المصادر : ينابيع المودة ، فرائد السمطين ، ربيع الأبرار موفق بن أحمد الخوارزمي .

                41- قوله (ص) : " علي من فارقه فقد فارقني ، و من فارقني فقد فارق الله " .
                المصادر : ابن المغازلي ، ينابيع المودة .

                42- قوله (ص) : " علي مني و أنا منه و هُو ولي كُل مؤمن بعدي " .
                المصادر : ابن المغازلي ، ينابيع المودة .

                43- قوله (ص) : " علي أحب خلق الله إلى الله و رسوله " .
                المصادر : كنز العمال ، الرياض النضرة 2، ابن المغازلي ، البيهقي .

                44- قوله (ص) : " علي ذكره عبادة و النظر إلى وجهِه عبادة " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، كنز العمال 6 ، الطبراني ، ابن المغازلي ، الخوارزمي .

                45- قوله (ص) : " علي حبه حسنة لا تضر معها سيئة " .
                المصادر : الطبراني ، ينابيع المودة 2 / 3 .

                46- قوله (ص) : " علي بمنزلة الكعبة " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، مسند أحمد 3 ، الطبراني 6 ، كنز العمال ، البيهقي .

                47- قوله (ص) : " علي مني مثل رأسي من بدني " .
                المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، الجامع للسيوطي 1 ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 2 ، حلية الأولياء 2 ، الرياض النضرة 2 .
                ونسألكم الدعاء.

                تعليق


                • الإمام علي عليه السلام هو الصراط المستقيم

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                  الإمام علي عليه السلام هو الصراط المستقيم
                  تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
                  وآيتنا اليوم هي عنوان مقالنا "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)، والافضل في ذكر تفسيرها ان يكون من الطرفين حتى لا يكون الاحتجاج احادي .
                  فقد ورد عن أئمتنا تفسيرها كالآتي : عن الصادق عن الباقر عن زين العابدين (عليهم الصلاة والسلام) أن فلان قال يوما لرسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنك لا تزال تقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.. فقد ذكر الله هارون في أم القرى ولم يذكر عليا!" فردّ عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: "يا غليظ يا جاهل! أما سمعت الله يقول: هذا صراطُ عليٍّ مستقيم"؟! (مناقب ابن شهر آشوب ج2 ص302 وغيره).
                  كما قد ورد في سبب نزول الآية أصلا عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) عن أبي برزة أنه قال: "بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ قال وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) إلى آخر الآية.
                  فقال رجل: أليس إنما يعني (الله فضّل هذا الصراط على ما سواه)؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: هذا جفاؤك يا فلان! أما قولك: فضّل الإسلام على ما سواه فكذلك. وأما قول الله: (هذا صراطي مستقيما) فإني قلت لربي مقبلا من غزوة تبوك الأولى: (اللهم إني جعلت عليا بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة له من بعدي، فصدّق كلامي وأنجز وعدي واذكر عليا كما ذكرت هارون، فإنك قد ذكرت اسمه في القرآن - فقرأ آية - فأنزل تصديق قولي: (هذا صراطُ عليٍّ مستقيم). وهو هذا جالس عندي، فاقبلوا نصيحته، واسمعوا قوله، فإنه من يسبّني يسبّه الله، ومن سبّ عليا فقد سبّني". (تفسير فرات الكوفي ص43).
                  كما قد ورد عن أبي حمزة الثمالي (رضوان الله عليه) عن أبي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه)، قال أبو حمزة: "سألته عن قول الله عز وجل: (قال هذا صراط علي مستقيم). قال: هو والله علي عليه السلام، وهو والله الميزان والصراط المستقيم". (تفسير البرهان ج2 ص344).
                  ومن طريق المخالفين ورد ما يؤيد ذلك، إذ روى الحاكم عن سلام بن المستنير الجعفي: "دخلت على أبي جعفر - يعني الباقر عليه السلام -. فقلت: أسألك عن القرآن؟ قال: نعم. قلت: قول الله تعالى في كتابه: (هذا صراط علي مستقيم)؟ قال: صراط علي بن أبي طالب. فقلت: صراط علي بن أبي طالب؟! فقال: صراط علي بن أبي طالب". أي أن الإمام يؤكد أنه صراط جده علي صلوات الله عليه. (راجع شواهد التنزيل للحاكم ج1 ص78).
                  إلا أن المخالفين يقرأون هذه الآية على المشهور بينهم قراءة خاطئة، أي هكذا: "هذا صراطٌ علَيَّ مستقيم"، بتنوين (صراط) وفتح اللام و مع أن سياق الآيات لا يشفع لهذه القراءة بل يشفع للقراءة المرويّة عن أهل البيت (صلوات الله عليهم)، ذلك لأن الآيات في مقام محاورة بين الله جل جلاله وبين إبليس (لعنه الله)، فيقول إبليس: "قال ربّ بما أغويتني لأزيّننَّ لهم في الأرض ولأُغويّنهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلَصين" فيردّ الله تعالى عليه بالقول: "قال هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم. إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبّعك من الغاوين".
                  فالسياق يُظهر أنه سبحانه في مقام تبيان جهوية الاستقامة في قبال انحراف طريق إبليس، لا في مقام مآلية الاستقامة إليه سبحانه كما زعموا، وهذا واضح لكل من تذوّق لغة القرآن وإلا ما كان هناك تمييز في الآية السابقة والآية اللاحقة بين الفريقين (العباد المخلَصين) و (العباد الغاوين).
                  وقد رُويت هذه القراءة عن طريقهم أيضا، في ما حكاه محمد بن مؤمن الشيرازي في تفسيره عن شعبة عن قتادة عن الحسن البصري أنه كان يقرأ الحرف "هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم". قال قتادة للحسن: ما معناه؟ فقال: هذا صراط علي بن أبي طالب. (عن تفسير محمد بن مؤمن الشيرازي - وهو من علمائهم - راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج2 ص302 والطرائف لابن طاووس ج1 ص96).
                  هذه الاية لها علاقة باية اخرى ( َإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ [الزخرف : 4] )
                  هذه الاية تدل على ان الصراط المستقيم في سورة الفاتحة هو الامام علي عليه السلام؛ وتفسيرها ورد في بعض التفاسير تدل على الامام عليه السلام منها:
                  1. في تفسير علي بن إبراهيم : وقوله عزوجل: ((وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم)) يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه، مكتوباً في الفاتحة في قول الله عزوجل ((اهدنا الصراط المستقيم))، قال أبو عبد الله (عليه السلام): (هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه).
                  2. في تهذيب الأحكام في الدعاء المنقول بعد صلاة يوم الغدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) : فاشهد يا الهي انه الإمام الهادي المرشد الرشيد علي أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك ، فقلت: ((وانه في أم الكتاب لعلي حكيم )) لا اشركه إماما ولا أتخذ من دونه وليجة.
                  3. في كتاب معاني الاخبار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: ((اهدنا الصراط المستقيم)) قال: هو أمير المؤمنين ومعرفته والدليل على أنه أمير المؤمنين قوله عزوجل: ((وأنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم)) وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) في أم الكتاب في قوله: ((إهدنا الصراط المستقيم)).
                  فسرت الآية بتفاسير أخرى ضعفها صاحب الميزان، فراجع .
                  ومع السلامة.

                  تعليق


                  • هروب وفرار عمر بن الخطاب من الحروب والمعارك [نموذج للجبناء عبر التاريخ] !!

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                    هروب وفرار عمر بن الخطاب من الحروب والمعارك [نموذج للجبناء عبر التاريخ] !!


                    نماذج وشواهد حية من هروب وفرار عمر بن الخطاب من الحروب والمعارك:



                    هذه لمحة سريعة عن الشجاعة المزعومة لعمر بن الخطّاب والّتي يدّعيها أصحاب الدّين البكري له، ونحن في هذا الموضوع الموجز لم نستقصِ جميع المعارك والمواقف الّتي فرّ فيهاعمر، إلّا أنّنا نعتقد إن شاء الله تعالى أنّ فيما كتبناه كفاية لأصحاب العقول لإثبات كذب البكريّة في دعواهم ومن مصادرهم المعتبرة.


                    1. عمر بن صهاك في بداية الدعوة الإسلاميّة المحمّديّة
                    - روى ابن بردزبة البخاري في صحيحه بسنده عن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال:
                    بينما هو في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبوعمر وعليه حلّة حبرة وقميص مكفوف بحرير وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية فقال له ما بالك؟
                    قال: زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت.
                    قال: لا سبيل إليك.
                    بعد أن قالها أمنت فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي فقال أين تريدون؟
                    فقالوا: نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ.
                    قال: لا سبيل إليه فكرّ النّاس(1).


                    2. عمر بن صهاك الحبشيّة في غزوة أُحد (3هـ)
                    - روى الواقدي في مغازيه في ما نزل من القرآن بأحُد بإسناده عن عبد الرحمن بن عوف:
                    إنّ إبليس تصوّر في صورة يوم أُحد في صورة جُعال بن سُراقة الثَّعلبي فنادى: (إنّ محمّداً قد قُتل)؛ فتفرّق النّاس في كلّ وجه، فقال عمر: إنّي أَرقى في الجبل كأنّي أُوْرِية حتّى انتهيت إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم وهو يُنزَلُ عليه: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ..) الآية(2).


                    - وروى ابن جرير الطبري وعنه السيوطي في تفسيريهما عن عاصم بن كليب عن أبيه، قال:
                    خطب عمر بن الخطاب يوم الجمعة فقرأ آل عمران وكان يعجبه إذا خطب أن يقرأها فلما انتهى إلى قوله: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ).
                    قال: لما كان يوم أحد هزمناهم ففررت حتى صعدت الجبل فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى والنّاس يقولون: قُتل محمّد.
                    فقلت: لا أجد أحدا يقول قتل محمد إلا قتله حتى اجتمعنا على الجبل، فنزلت، (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ)(3).


                    3. عمر بن صهاك الحبشيّة في معركة الخندق (5هـ)
                    - روى ابن حبّان في صحيحه والذهبي في ميزان الإعتدال عن عائشة قالت:

                    خرجت يوم الخندق أقفوا أثر الناس فسمعت وئيد الأرض من ورائي فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنة فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد وكان من أعظم الناس وأطولهم، قالت: فمر وهو يرتجز ويقول:
                    لبث قليلا يدرك الهيجا حمل ** ما أحسن الموت إذا حان الأجل
                    قالت: فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين فيهم عمر بن الخطاب فقال عمر: ويحك ما جاء بك؟ لعمري والله إنك لجريئة ما يؤمنك أن يكون تحوز أو بلاء قالت: فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض قد انشقت فدخلت فيها وفيهم رجل عليه نصيفة له فرفع الرجل النصيف عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله؛ فقال: ويحك يا عمر إنك قد أكثرت منذ اليوم وأين الفرار إلا إلى الله.


                    قال شعيب الأرنؤوط: حديث حسن(4).


                    4. عمر بن صهاك الحبشيّة في عُمرة الحديبيّة (6هـ)
                    - قال ابن هشام في سيرته:
                    قال ابن إسحاق: وقد حدثني بعض من لا أتهم عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس:

                    أن قريشا كانوا بعثوا أربعين رجلاً منهم أو خمسين رجلاً، وأمروهم أن يطيفوا بعسكر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ليصيبوا لهم من أصحابه أحداً، فأخذوا أخذا ، فأتى بهم رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فعفا عنهم، وخلّى سبيلهم، وقد كانوا رموا في عسكر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بالحجارة والنبل. ثم دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة، فيبلغ عنه أشرافها ما جاء له، فقال: يا رسول الله، إني أخاف قريشاً على نفسي، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني(5).


                    5. عمر بن صهاك الحبشيّة في غزوة خيبر (7هـ)
                    - قال الحاكم النيسابوري: أخبرنا أبوالعباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا نعيم بن حكيم عن أبي موسى الحنفي عن علي رضي الله عنه قال:
                    سار النبيّ صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى خيبر فلما أتاها بعث عمر وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فجاؤوا يجبّنونه ويجبّنهم فسار النبيّ صلى الله عليه [وآله] وسلم. الحديث.

                    الحاكم النيسابوري: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
                    الذهبي: صحيح(6).



                    6. عمر بن صهاك الحبشيّة في غزوة حُنيْن (8هـ)
                    - روى ابن بردزبة البخاري في صحيحه بسنده عن أبي محمّد مولى أبي قتادة قال:
                    لمّا كان حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله فأسرعت إلى الذي يختله فرفع يده ليضربني وأضرب يده فقطعتها ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت ثم ترك فتحلل ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بن الخطاب في الناس فقلت له: ما شأن الناس؟ قال: أمر الله ثم تراجع النّاس إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم(7).


                    وفي الختام لا نقول إلّا:
                    رحمة الله تعالى على السيّد الهندي حين قال في قصيدته الكوثرية في مدح الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السّلام:

                    يا من قد أنكر من آيات ** أبي حسن ما لا ينكر
                    إن كنت لجهلك بالأيـام ** جحدت مقام أبي شبر
                    فاسـأل بدرا واسأل أحدا ** وسل الأحزاب وسل خيبر
                    من دبّر فيـها الأمر ومن ** أردى الأبطال ومن دمّر
                    من هدّ حصون الشرك ومن ** شاد الإسلام ومن عمّر
                    مـن قدّمـه طـه وعلـى ** أهـل الإيمان له أمّـر
                    قاسوك أبا حسن بسواك ** وهل بالطود يقاس الذر
                    أنى ساووك بمن ناووك ** وهل ساووا نعلي قنبر
                    من غيرك من يدعى للحرب ** وللمحراب وللمنبر

                    المصادر والأدلة:
                    (1) محمّد بن اسماعيل البخاري، الجامع الصحيح، تحقيق مصطفى ديب البغا، (ط3، بيروت، دار ابن كثير، 1407/ 1987)، ج3، ص1403، ح3651. وقال المحقق: "(هو) أي عمر".
                    (2) محمّد بن عمر الواقدي، كتاب المغازي، تحقيق مارسْدن جُونس، (ط3، بيروت، عالم الكتب، 1404/ 1984)، ج1، ص321.
                    (3) محمّد بن جرير الطّبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق خليل الميس وصدقي جميل العطار، (بيروت، دار الفكر، 1415/ 1995)، ج4، ص96؛ وعنه: جلال الدّين السّيوطي، الدرّ المنثور في التّفسير بالمأثور، (بيروت، دار المعرفة، لات)، ج2، ص80.
                    (4) محمّد بن حبّان، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، تحقيق شعيب الأرنؤوط، (ط2، بيروت، مؤسّسة الرسالة، 1414/ 1993)، ج15، ص498، ح7028؛ محمّد بن أحمد الذهبي، ميزان الإعتدال في نقد الرجال، تحقيق علي محمّد البجاوي، (بيروت، دار المعرفة، لات)، ج4، ص318.
                    (5) عبد الملك بن هشام الحميري المعافري، السّيرة النبويّة، تحقيق مصطفى السّقا وإبراهيم الإبياري وعبد الحفيظ شلبي، (ط1، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1422/ 2001)، ص430-431.
                    (6) محمّد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين: بهامشه تعليقات الذّهبي في التلخيص، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، (ط1، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1411/ 1990)، ج3، ص40، ح4340.
                    (7) محمّد بن اسماعيل البخاري، المصدر السابق، ج4، ص1570، ح4067.

                    أذن يتبين أن عمر بن الخطاب كان ((جباناً)) ولم يقتل أحداً من اليهود أو المشركين بسيفه!! ومن يقول عكس ذلك فليأتي بأسم مشرك واحد قتله عمر بن الخطاب لعنه الله!

                    =======

                    وهذة نماذج من بطولة وشجاعة الإمام علي عليه السلام في المعارك والحروب:

                    1. معركة بدر:
                    في معركة بدر كان عدد المسلمين يساوي ثلث جيش عدوهم و كانت العدة لدى المسلمين ليست ذات بال،فعلى سبيل المثال كانوا لقلة ركائبهم يركب منهم الاثنان و الثلاثة و الأربعة على بعير واحد،و لم يكن منهم فارس غير المقداد بن الأسود الكندي،و كانت أسلحة بعضهم من جريد النخل و نحوه.

                    حتى إذا اضطرمت نار الفتنة تقدم علي (ع) و كان يحمل لواء الرسول (ص) (1) فخاض غمار معركة حامية غير متكافئة،كان المسلمون خلالها يستغيثون ربهم طلبا للنصر فاستجاب لهم و أمدهم بالملائكة،و قد انتهت المعركة بمقتل سبعين رجلا من المشركين كان مقتل نحو نصف عددهم بسيف علي (2) .

                    هناك رواية عن أحد الصحابة يقول:قتل علي نصف المشركين الذين قتلوا في بدر و شاركنا في النصف الثاني.

                    2. في معركة أحد:
                    كان رسول الله (ص) قد أعطى لواء المهاجرين لعلي (ع) ،و لما اشتبك الطرفان كان النصر ابتداء للمسلمين،بيد أن حماة جبل أحد الذين أمرهم الرسول (ص) بعدم مفارقته تركوا أماكنهم بعد فرار المشركين طمعا في الغنائم و المتاع،فصعدت إحدى فرق المشركين بقيادة خالد بن الوليد الجبل،فتغير الموقف لمصلحة المشركين و خسر المسلمون الكثير من الشهداء،و اصيب الرسول (ص) بجروح في وجهه الكريم و كسرت رباعيته و حيث لم يبق مع رسول الله (ص) في ذلك الموقف الرهيب بعد فرار المسلمين غير علي (ع) و أبي دجانة و سهل بن حنيف،استبسل علي (ع) كعادته في الدفاع عن رسول الله (ص) و مجد الرسالة الإلهية،و قتل حملة اللواء من المشركين واحدا بعد الآخر،و كانوا تسعة رجال،ثمانية من بني عبد الدار و تاسعهم عبدهم (3) ،مما أربك العدو و اضطره للفرار.

                    3. في غزوة الأحزاب:
                    في غزوة الأحزاب طوقت المدينة بعشرة آلاف من المشركين بشتى فصائلهم،و نقض بنو قريظة صلحهم مع رسول الله (ص) و انضموا إلى صفوف الغزاة،فتغير ميزان القوى لصالح العدو،و بلغ الذعر في نفوس المسلمين أيما مبلغ،فقد زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و زلزلت نفوس و ظنت نفوس بالله الظنونـكما حدثنا القرآن (4) ـ.

                    و بدأ العدو هجومه بعبور عمرو بن عبد ود العامريـأحد أبطال الشركـالخندقـالذي حفره المسلمونـمع بعض رجاله،فهددوا المسلمين في داخل المدينة بل في داخل تحصيناتهم،و راح ابن عبد ود يصول و يجول،و يتوعد المسلمين و يتفاخر عليهم ببطولته،و يستعلي و ينادي:هل من مبارز؟فقام علي (ع) و قال:أنا له يا رسول الله.قال رسول الله (ص) :اجلس إنه عمرو!و كرر ابن عبد ود النداء و جعل يوبخ المسلمين،و يسخر بهم و يقول:أين جنتكم التي تزعمون أن من قتل منكم يدخلها،أفلا تبرزون لي رجلا؟

                    و لما لم يجبه أحد من المسلمين،كرر علي (ع) طلبه:أنا له يا رسول الله.فقال (ص) :اجلس إنه عمرو!فأبدى علي عدم اكتراثه بعمرو و غيره،قائلا:و إن كان عمرا!!فأذن رسول الله لعلي (ع) ،و أعطاه سيفه ذا الفقار،و ألبسه درعه،و عممه بعمامته.ثم قال (ص) :

                    «اللهم هذا أخي و ابن عمي،فلا تذرني فردا،و أنت خير الوارثين» (5) .

                    و مضى علي (ع) إلى الميدان،و خاطب ابن عبد ود بقوله:يا عمرو!إنك كنت عاهدت الله،أن لا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا قبلتها.قال عمرو:أجل.فقال علي (ع) :فإني أدعوك إلى الله و إلى رسوله (ص) و إلى الاسلام.فقال:لا حاجة لي بذلك.قال له الإمام:فإني أدعوك إلى البراز.فقال عمرو:إني أكره أن اهريق دمك،و إن أباك كان صديقا لي.

                    فرد عليه الإمام (ع) قائلا:لكني و الله أحب أن أقتلك،فغضب عمرو،و بدأ الهجوم على علي (ع) فصده الإمام برباطة جأشه المعتاد،و أرداه قتيلا،فعلا التكبير و التهليل في صفوف المسلمين (6) .

                    و لما عاد الإمام (ع) ظافرا استقبله رسول الله (ص) و هو يقول:

                    «لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود،أفضل من عمل امتي إلى يوم‏القيامة» (7) .

                    و بعد مقتل ابن عبد ود بادر علي (ع) إلى سد الثغرة التي عبر منها عمرو و رجاله و رابط عندها (8) مزمعا القضاء على كل من تسول له نفسه التسلل من المشركين،و لو لا ذلك الموقف البطولي لاقتحم جيش المشركين المدينة على المسلمين،بذلك العدد الهائل.

                    و هكذا كانت بطولة علي (ع) في غزوة الأحزاب أهم عناصر النصر للمعسكر الاسلامي،و انهزام المشركين.

                    4. في غزوة خيبر:
                    عجز علية القوم عن الثبات أمام اليهود،و لما بان ضعف الجميع عن اقتحام حصون خيبر حتى تأخر فتحها أياما قال رسول الله (ص) :

                    «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله،كرارا غير فرار،لا يرجع حتى يفتح الله على يديه» (9) .

                    و لما كان الغد أعطاها رسول الله (ص) عليا فاقتحم حصون خيبر و دخلها عليهم عنوة،و قتل بطلهم مرحبا ثم فتح الحصون جميعا.

                    5. في غزوة حنين:
                    و في غزوة حنين فر المسلمون فلم يبق مع رسول الله (ص) غير علي (10) و العباس‏و بعض بني هاشم فكان النصر بعد دعوة المسلمين لميدان القتال و كان الظفر.

                    هذه صور يسيرة من مواقف الصمود التي سجلها الإمام علي (ع) بين يدي قائده رسول الله (ص) في أدق الساعات و أكثرها حرجا (11) .

                    و من نافلة القول أن نعيد إلى الأذهان أن عليا (ع) قد اشترك في حروب رسول الله جميعا غير تبوك (12) و ذلك بأمر من الرسول (ص) بنفسه،و كان له في جميعها القدح المعلى،هذا عدا الغزوات التي قادها بنفسه (ع) .

                    و الباحث المنصف حين يتناول حياة الإمام علي (ع) بالدراسة و في شطرها الجهادي بالذات يقف مذهولا أمام بطولته الفريدة و تضحياته المعطاءة،لكن البطولة بما هي بطولة ليست هي الميزة في جهاد علي (ع) و إن كان ميدانها الواسع و شمولها يبقى سمة من سماته (ع) و لكن الأهم فيها إنما هو الإخلاص لله تعالى و التضحية في سبيله.

                    فإيمان علي (ع) بالله تعالى يبقى هو الحافز و المحرك الوحيد لتلك البطولات العظيمة التي سجلها تاريخ الاسلام في أنصع صفحاته بشكل لم يسجل مثلها لسواه.

                    و حسبك في ذلك أن كثيرا من المواقف العسكريةـكما رأيناـيتعرض فيها علية القوم فضلا عن عامتهم للوهن بل و الهزيمة النكراء،غير أن التاريخ لم يسجل لعلي (ع) إلا الثبات و الفداء و التضحية في كل موقف،صمد الناس فيه أم انهزموا،الأمرالذي لا يفسر إلا ما يتمتع به علي (ع) من صدق اليقين و عمق الاستعانة و التوكل على الله و العبودية له و اللا مبالاة بما سواه كبر ذلك أم صغر،إضافة إلى ما يتمتع به علي (ع) من علو الهمة و قوة العزيمة و رباطة الجأش و سمو النفس.

                    المصادر والأدلة:

                    1ـالبلاذري/أنساب الأشراف/ج 2/ص 91 و 94،مستدرك الصحيحين/ج 3/ص 111،ابن سعد في الطبقات/ج 3/ص .152
                    2ـالواقدي/المغازي/ج 1/ص .152
                    3ـتاريخ الطبري/ج 3/ص 17،أحمد بن حنبل في الفضائل،ابن هشام/السيرة النبوية/ج 3/ص 134،محمد حسن المظفر/دلائل الصدق/ج 2/ص 357،السيد الصدر/حياة أمير المؤمنين/ص 236 و ما بعدها،المفيد/الارشاد/ص .52
                    4ـالأحزاب/ .10
                    5ـدحلان/السيرة النبوية/ج 2/ص 111/غزوة الخندق.
                    6ـدحلان/السيرة النبوية/ج 2/ص 112،الحاكم/مستدرك الصحيحين/ج 3/ص .32
                    7ـالحاكم/مستدرك الصحيحين/ج 3/ص 32 عن سفيان الثوري،و رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد/ج 3/ص .19
                    8ـالمفيد/الارشاد/ص 58،دحلان/السيرة النبوية/ج 2/ص .112
                    9ـالبلاذري/أنساب الأشراف/ج 2/ص 93 و 94،عن أبي هريرة و ابن عباس بلفظ متشابه،النسائي/خصائص علي بن أبي طالب/ص 9 و ما بعدها،و في الإصابة و الإستيعاب و حلية الأولياء و مسلم في صحيحه بألفاظ متقاربة.
                    10ـمحسن الأمين/سيرة الرسول/ج 1/ص 279،نقلا عن السيرة الحلبية و ابن قتيبة في المعارف،و تفسير الميزان للطباطبائي/ج 10/تفسير آية 25 من التوبة و البحث الروائي،المفيد/الارشاد/ص .74
                    11ـللاستزادة يراجع كتاب الإمام علي لعبد الفتاح عبد المقصود،و أعيان الشيعة لمحسن الأمين/ج 1/ص 79،بألفاظ متشابهة،و الارشاد للمفيد،و سيرة ابن هشام،و الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي/ص 44 بألفاظ متشابهة.
                    12ـراجع أنساب الأشراف للبلاذري/ج 2/ص 92،مستدرك الصحيحين/ج 3/ص 111،ابن سعد في طبقاته/ج 3/ص 10،ابن حجر في تهذيب التهذيب/ج 3/ص 475،ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة/ص 39،راجع كذلك فضائل الخمسة من الصحاح الستة/ج 2/ص 309،للمزيد من المصادر.

                    =======

                    وهنا لدينا سؤال واحد فقط لأهل السنة والجماعة؛ من هو الأفضل لديكم؛ هل هو عمر بن الخطاب الجبان والذي هرب وفر من كل معارك الرسول الأعظم محمد (ص)؛ أو أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب (ع) والذي قتل وجندل الكفار والأبطال بسيفه البتار سيف ذو الفقار!!

                    ونسألكم الدعاء.

                    تعليق


                    • « أفضلية الإمام علي عليه السلام علی الصحابة »

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




                      « أفضلية الإمام علي عليه السلام علی الصحابة »

                      آسس المفاضلة عند المسلمين

                      إنّ التفضيل يكون علي أساس الصفات الحميدة والأفعال الحسنة مثل: الإيمان، العمل الصالح، العلم، العدالة، الشجاعة، القضاء، الزهد، الفصاحة، السياسة والتدبير، الكرم والسخاء، السماحة والحلم وغيرها.

                      وقد تجمّعت تلك الصفات بأرفع معانيها عند الإمام عليّ (عليه السلام) وكان حظّه الأوفر منها.

                      قال المسعودي: والأشياء التي استحقّ بها أصحاب رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) الفضل هي: السبق الي الإيمان، والهجرة، والنصرة لرسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله)، والقربي منه، والقناعة، وبذل النفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل ، والجهاد في سبيل اللّه‏، والورع، والزهد، والقضاء، والحكم، والفقه والعلم، وكلّ ذلك لعليّ (عليه السلام) منه النصيب الأوفر والحظّ الأكبر1.

                      وسوف نشرع ـ إن شاء اللّه‏ ـ ببيان أهم اُسس المفاضلة من الآيات القرآنية، والأخبار النبوية، وأقوال الصحابة وأهل بيته (عليهم السلام) :

                      بيان أعلميته

                      إنّ العلم من أبرز الفضائل التي تعطي السيادة لصاحبها لما يتفرّع عن العلم من ثمرات جمّة علي أنّ الفضائل بأجمعها تتوقّف علي العلم، فلا قضاء بلا علم، ولا سياسة بلا علم، ولا زهد إلاّ به، فلابدّ لطالب كلّ فضيلة أن يطلب العلم به وبحقيقته. ومن الثابت أنّ الإمام عليّاً (عليه السلام) كان أعلم الصحابة ويرجعون إليه فيما أُعضل عليهم، وينتهي علمهم إليه؛ ومن ذلك ما روي عن مسروق قال: شاممت أصحاب محمّد (صلّي اللّه‏ عليه و آله) فوجدت علمهم انتهي . . . الي عليّ وعبداللّه‏2 ومن المعلوم رجوع عبداللّه‏ بن عبّاس وغيره الي عليّ (عليه السلام).

                      لقد بلغ الكمال العلمي عند عليّ (عليه السلام) الي‏درجة قال فيه الرسول (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها»3 . أخرجه الطبراني عن ابن عبّاس، وأخرجه الحاكم في مناقب عليّ، ص126 و127 من الجزء الثالث من المستدرك بسندين صحيحين، أحدهم عن ابن عبّاس من طريقين صحيحين، والثاني عن جابر بن عبداللّه‏ الأنصاري، وأقام الحاكم علي صحة طرقه أدلة قاطعة. وأفرد الإمام أحمد بن محمّد بن الصدّيق المغربي المتوفي (1380 ه ) لتصحيح هذا الحديث كتاباً حافلاً سمّاه: «فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم عليّ»4 وهذا دائر علي ألسنة الناس كالمثل السائر، وقد نظرنا في طعن النواصب فيه فوجدناه تحكماً محضاً لم يدلوا فيه بحجّة ما غير الوقاحة في التعصّب كما صرح به الحافظ صلاح الدين العلائي حيث نقل القول ببطلانه عن الذهبي وغيره فقال: ولم يأتوا في ذلك بعلّة قادحة سوي دعوي الوضع دفعاً بالصدر5.

                      لقد أخذ الإمام عليّ (عليه السلام) علمه من رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) ويؤكد ذلك قوله (عليه السلام) :«علّمني رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) ألف باب من العلم يفتح لي من كلّ باب ألف باب»6 .

                      وكان الإمام عليّ (عليه السلام) قد أُوتي سؤله، وزاده الرسول بسطة في العلم، فتارة يبادر الي الرسول الأكرم في طلب العلم، وتارة يبتدأه الرسول الأعظم في افراغ العلم عليه: «كنت إذا سألت النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) أعطاني، وإذا سكت ابتدأني...»7 وكان الإمام (عليه السلام) يتوقّد ذكاءً «إنّ اللّه‏ وهب لي لساناً سؤولاً، وقلباً عقولاً...»8 ثم تراه يموج بالمعارف ففي حديث طويل تحدّث الإمام عليّ (عليهالسلام) عن ما تلقاه قائلاً: «ما نزلت علي رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) آية إلاّ أقرأنيها وأملاها عليّ فكتبتها بخطّي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصّها وعامّها ودعا اللّه‏ لي أن يعطيني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب اللّه‏ تعالي، وعلماً أملاه عليّ وكتبته منذ دعا اللّه‏ لي بما دعا، وما ترك رسول اللّه‏ علماً علّمه اللّه‏ من حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي كان أو يكون إلاّ علّمنيه وحفظته، ولم أنس حرفاً واحداً منه...»9.

                      وعن أبي الطفيل قال: شهدت عليّاً يقول: «وسلوني، واللّه‏ لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم وسلوني عن كتاب اللّه‏ فواللّه‏ ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل»10 .

                      وعن سعيد بن المسيب أنه قال: «لم يكن أحد من صحابة رسول اللّه‏ يقول سلوني إلاّ عليّاً»11 .

                      نعم لقد أُوتي الإمام (عليه السلام) مالم يؤت أحداً من الصحابة فقد جاء عن ابن عبّاس أنّه قال: «واللّه‏ لقد أُعطي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) تسعة أعشار العلم وأيم اللّه‏ لقد شاركهم في العُشر الباقي»12 .

                      وصرّح (عليه السلام) بأنّ العلم الذي يحمله كبير لا يقوي علي حمله أحد من الصحابة: «إنّ هاهنا لعلماً جمّاً لو أصبت له حملة» وأشار الي صدره13 . فهذه الأقوال وغيرها تدل بكلّ وضوح علي أنّ علياً بلغ من العلم مرتبة لا يمكن لأحدٍ من الخلق أن يبلغها سوي رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) .

                      وإلي هذا أشار (عليه السلام) بقوله: «بل اندمجتُ علي مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي14 البعيدة»15 .

                      وقد شهد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وفي أكثر من مرّة بأفضلية «عليّ» وتفوّقه العلمي علي كلّ الصحابة.

                      قال رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) لفاطمة الزهراء (عليها السلام) : «أما ترضين أن أُزوّجكِ أقدم أُمّتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً»16 . وقال (صلّي اللّه‏ عليه و آله): «أعلم أُمتي من بعدي عليّ بن أبي طالب»17.

                      وقال عبداللّه‏ بن حجل مخاطباً إيّاه: «أنت أعلمنا بربّنا وأقربنا بنبيّنا وخيرنا في ديننا»18 . وقد ذكر ابن عبدالبرّ أعلمية الإمام (عليه السلام)، وقال: عليّ أعلم الأصحاب19 .

                      روي ابن عبدالبرّ عن ابن مسعود أنّه قال: «إنّ أقضي أهل المدينة عليّ بن أبي طالب».

                      وعن سعيد بن وهب قال: قال عبداللّه‏ : «أعلم أهلالمدينة بالفرائض عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)»20 .

                      وروي ابن الأثير في أُسد الغابة قال: وروي يحيي بن معين عن عبدة بن سليمان، عن عبدالملك بن سليمان، قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمّد (صلّي اللّه‏ عليه و آله) أعلم من عليّ (عليه السلام)؟ قال: لا واللّه‏ لا أعلم21 .



                      أسبقيته إلی الإسلام و الإيمان

                      هذه الصفحة من حياة الإمام عليّ (عليه السلام) قد سجّل فيها الأسبقية علي الصحابة قاطبة فقال بهذا الصدد: «صلّيت مع رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) قبل الناس سبع سنين وأنا أوّل من صلّي معه»22 .

                      وقال (عليه السلام) : «ما أعرف أحداً من هذه الاُمّة عَبَدَ اللّه‏ بعد نبيّنا غيري...»23.

                      وقد وردت روايات عديدة في أنّ عليّ (عليه السلام) سبق غيره الي الإسلام، وقد جاءت تلك الروايات بألسنة متعددة «عليّ أوّل مَن أسلم» و«أوّل من أسلم عليّ» و«أوّلهم إسلاماً»: رواه كل من زيد بن أرقم24، وحبة العرني25 ، وجابر26، وابن عبّاس27، ومالك بن الحويرث28 وغيرهم.

                      وهناك روايات أُخري بلسان: «عليّ أقدم أمتي سلماً» و«أوّلهم أو أقدمهم سلماً» كما في الرواية عن الصادق عن آبائه29 . ورواية أبي سعيد30 31 .

                      وروي عن أبي ذرّ، حيث قال: دخلنا علي رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) فقلنا: من أحبّ أصحابك إليك، إن كانأمر كنّا معه، وإن كانت نائبة كنّا من دونه؟ قال: «عليّ أقدمكم سلماً وإسلاماً»31 .

                      لقد كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أوّل من أجاب وأناب، فعن محمّد بن أبي بكر قال: «... فكان أوّل من أجاب وأناب ووافق وأسلم أخوه وابن عمّه عليّ بن أبي طالب فصدّقه بالغيب والمكتوم»32 .

                      ولمّا نزلت الآية الكريمة: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَيَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)33 .

                      كان سبب نزولها أنّ طلحة بن شيبة والعبّاس افتخرا، فقال طلحة: أنا أولي بالبيت؛ لأنّ المفتاح بيدي، وقال العبّاس:أنا أولي،أنا صاحب السقاية، والقائم عليها، فقال عليّ (عليه السلام) : «أنا أوّل الناس إيماناً وأكثرهم جهاداً»، فأنزل اللّه‏ تعالي هذه الآية لبيان أفضلية الإمام عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) عليهما34 .

                      ويتّضح ممّا تقدّم أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) كان قد سبق المسلمين الي الإسلام والإيمان، ونكتفي بهذا القدر من الأدلّة الكاشفة عن ذلك.

                      تعليق


                      • الامام علی (ع) أشجع الصحابة و أکثرهم جهاداً

                        أما الجهاد عند عليّ (عليه السلام) فالخوض في إثباته يجري مجري إيضاح الواضحات، وتقرير البديهيات ، فإنه لا خلاف بين جميع المسلمين وغيرهم أنّ عليّاً كان أشجع الصحابة بعد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وأكثرهم جهاداً، وإن كانت الشجاعة وحب الجهاد عند بعض الصحابة ظاهرة بارزة فيحياتهم، إلاّ أنها عند عليّ (عليه السلام) تبدوقيمتها أكثر جلاءً في المهمات الصعبة وعند تراجع الآخرين وعدم قدرتهم علي تجاوزها، فيتقدّم عليّ (عليه السلام) بتفوقّه الإلهي لفكّ الطوق عن المسلمين، وهذا ما تشهد به المعارك التي خاضها ضد المشركين وغيرهم.

                        لقد كانت معاني التضحية والفداء شاخصة في الفتي عليّ (عليه السلام)، وأشاد القرآن بتلك الشخصية السخيّة في جودها بالنفس لمرّات وكرّات، ففي فضل ليلة مبيت عليّ (عليه السلام) مكان رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) ليلة الهجرة، قال العليّ الحكيم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)35 وقد ذكر جمع من أَجلّة المفسّرين والمحدّثين أنها نزلت في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)36.

                        إنّ هذه التضحية عظيمة، لا تقاس بسائر التضحيات التي قدّمها المسلمون خلال مراحل التاريخ!! لأنّ قدر كلّ شيء بقدر الإخلاص فيه ولا يقاس إخلاص أحد بإخلاص عليّ (عليه السلام) .

                        ما قدّمه الإمام عليّ (عليه السلام) وهو في مقتبل عمره فقد آثر سلامة النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) علي سلامته ولا يخفي ما لذلك من المنزلة الرفيعة، وكم أظهر فيها عليّ (عليه السلام) من الشجاعة والإخلاص للنبيّ الأكرم، وحرص علي الإسلام وقد تقبّل ذلك بسكينة نفس، وطيب خاطر، ويعرض نفسه للقتل والمثلة وهو يري ويسمع أصوات القوم وهم محيطين بذلك المكان، ويحملون سيوفهم ليهوون بها عليه باعتباره محمّداً هذا كلّه دون أن يتململ أو يحزن أو تخور قواه37 .

                        ثمّ إنّ الإمام عليّ (عليه السلام) نهض الي الحرب قبل تمام العشرين وكانت راية رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) قد أُعطيت له وهي لا تعطي إلاّ الي الشجعان: «لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين»38 .

                        وقد ذكر الحاكم في الرواية عن مقسم، عن ابن عبّاس: أنّ رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) دفع الراية الي عليّ (عليه السلام) يوم بدر وهو ابن عشرين سنة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرطالشيخين39 . وقد ذكر ابن سعد وغيره: أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) كان صاحب لواء رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) يوم بدر والمشاهد كلّها عدا تبوك40 .

                        وتشهد له سوح الوغي في جهاده، وشدّة بأسه، ففي معركة بدر ذكر الواقدي في مغازيه بأنّ: «من قتله أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وشرك في قتله اثنان وعشرون رجلاً»41 .

                        وذكر الشيخ المفيد: أتي علي شطره المقتولين منهم، وكانوا سبعين قتيلاً42. أما في معركة أُحد في سنة ثلاثة للهجرة فقد قتل رؤوس الشرك نظير طلحة بن أبي طلحة، وأبو الحكم بن الأخنس وغيرهم، وبعد أن حمل المشركون علي المسلمين واستعقبوهم ثبت الإمام عليّ (عليه السلام) أمامكتائب المشركين وواسي الرسول بنفسه»43 وأُصيب الإمام عليّ بجراح عديدة44، كما أُصيب الرسول الأكرم بجراح بليغة في مواضع حسّاسة من بدنه الشريف، وقد أخذ الإمام عليّ وفاطمة (عليهما السلام) بتضميد جروح واستمسك45 الدم46 . وذكر الإمام عليّ (عليه السلام) مواساته للنبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله)، فقال: «ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكُصُ فيها الأبطال، وتتأخر فيها الأقدام»47. وفي معركة الأحزاب سنة خمسة للهجرة انبري الإمام عليّ (عليه السلام) لمبارزة عمرو بن عبد ود العامري بعد أن أخذ يرعد ويزمجر وبلغت القلوب الحناجر48، وقد أخرج الحاكم في مستدركه حديثاً مسنداً عن سفيان الثوري أنّه (صلّي اللّه‏عليه و آله) قال:«لمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبد ودّ يوم الخندق أفضل من أعمال أُمّتي الي يوم القيامة» كما ذكر الخطيب البغدادي وغيره ذلك49 .

                        وفي يوم خيبر قال رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله): «لأدفعن الراية الي رجل يحبّ اللّه‏ ورسوله ويفتح اللّه‏ عليه، قال عمر: فما أحببت الإمارة قط قبل يومئذٍ، فدفعها الي عليّ (عليه السلام) قال: ولا تلتفت، فسار قريباً، قال: يا رسول اللّه‏ علامَ نقاتل؟ قال (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : علي أن يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه‏ وأنّ محمّداً رسول اللّه‏، فإذا فعلوا ذلك عصموا دمائهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم علي اللّه‏ تعالي»50 .

                        ويحدّثنا الإمام عليّ بن أبيطالب عن صحبته لرسول اللّه‏(صلّي اللّه‏ عليه و آله) عندما عزما علي كسر الأصنام التي كانت فوق الكعبة، وقد صعد (عليه السلام) علي منكبي رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) :

                        قال عليّ (عليه السلام) : «إنطلقت مع رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) حتي أتينا الكعبة، فصعد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) علي نكبي ثم قال (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : إنهض فنهضت ـ فنهض به عليّ ـ فلما رأي رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) ضعفي قال لي: إجلس فجلست، فنزل النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وجلس لي، وقال لي: إصعد علي منكبي، فصعدت علي منكبيه فنهض بي. فقال عليّ (عليه السلام) : إنّه يخيّل إليّ أنّي لو شئت لنلت أُفق السماء، فصعدت علي الكعبة وعليها تمثال من صفر أو نحاس، فجعلت أعالجه لأُزيله يميناً وشمالاً وقداماً، ومن بين يديه، ومن خلفه حتي استمكنت منه، فقال نبيّ اللّه‏: اقذفه، فقذفت به فكسرته كما يكسر القوارير، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) نستبق حتي توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد»51 .

                        هذه الصورة تكشف عن حجم العمل الجهادي السري الذي طوي عنّا عِلْمَه لولا أنّ الإمام (عليه السلام) أشار إليه.

                        وقد ذاع صيت عليّ (عليه السلام) في الحرب ودوالها، حتي أنّ المشركين كانوا عندما يرونه يخشون سورته وسطوته بهم فيعهد بعضهم الي بعض؛ روي ابن المغازلي قال: حدّثنا عبيداللّه‏ بن عائشة عن أبيه قال: «كان المشركون إذا أبصروا عليّاً في الحرب عهد بعضهم الي بعض»52 .

                        لقد كان الإمام عليّ (عليه السلام) بطلاً وِتراً بين سائر الصحابة لم يسبقه سابق بينهم، أو لاحق بعدهم، وقد خسرت الأُمّة ذلك المغوار الإلهي الأوحد عند مقتله، ونقل أحمد بن حنبل في مسنده، قال: خطب الحسن (عليه السلام) فقال: «لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأوّلون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) يبعثه بالراية، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتي يفتحله»53 .



                        أرفع الصحابة أخلاقاً و سلوکاً

                        أضحي الإمام عليّ (عليه السلام) المثال الذي يثير العزيمة والهمم في نفوس الناس بتجسيده لقيم الرسالة ومفاهيمها، وكان موضع ثناء الحقّ سبحانه، ورسوله الكريم، ومن عاصره، وفيما يلي نقف علي مفردات من سلوكه وأخلاقه التي تميّزه عن غيره:

                        1 ـ قال تعالي: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً)54.

                        روي الجمهور: أنّ الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وعامّة العرب، فنذر عليّ صوم ثلاثة أيّام، وكذا أُمّهما فاطمة (عليها السلام) وخادمتهم فضة، وبرئا وليس عند آل محمّد (صلّي اللّه‏ عليه و آله) قليل ولا كثير، فاستقرض أمير المؤنين (عليه السلام) ثلاثة أصوع من شعير، وطحنت فاطمة منها صاعاً، فخبزته أقراصاً لكلّ واحد قرص، وصلّي عليّ المغرب ثم أتي المنزل، فُوِضع بين يديه للإفطار، فأتاهم مسكين وسألهم فأعطاه كلّ منهم قوته، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئاً.

                        ثم صاموا اليوم الثاني، فخبزت فاطمة صاعاً آخر، فلمّا قدّمته بين أيديهم للإفطار أتاهم يتيم، وسألهم القوت، فتصدّق كلّ منهم بقوّته.

                        فلمّا كان اليوم الثالث من صومهم وقدّم الطعام للإفطار، أتاهم أسير وسألهم القوت، فأعطاه كلّ منهم قوته، ولم يذوقوا في الأيّام الثلاثة سوي الماء. فرآهم النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) في اليوم الرابع وهم يرتعشون من الجوع، وفاطمة (عليها السلام) قد التصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عينُها فقال (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : «واغوثاه ياللّه‏! أهل محمّد يموتون جوعاً؟» فهبط جبرئيل، فقال خذ ما هنّأك اللّه‏ تعالي به في أهل بيتك فقال: وما آخذ يا جبرئيل؟ فأقراه (هل أتي)»55 .

                        2 ـ قوله تعالي: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً)56 .

                        رسم عليّ (عليه السلام) صورة الإنفاق وطبيعته الواعية والنزيهة والتي تلبّي الغرض الإلهي في طريقة العمل، فكانت ممارساته (عليه السلام) وعطاءاته للصدقات تراعي مقام المستحقّ من جهة، وتؤدي الي دعوة الناس للعمل بالإنفاق من جهة أُخري، لذا كانت موضع مدح القرآن له من هذه الناحية، فقوله تعالي: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً) روي الجمهور أنّها نزلت في عليّ (عليه السلام) كانت معه أربعة دراهم أنفق في الليل درهماً، وبالنهار درهماً، وفي السرّ درهماً، وفي العلانية درهماً»57 .

                        3 ـ عن عبداللّه‏ بن الحسن بن الحسن، قال: أعتق عليّ (عليه السلام) في حياة رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) ألف مملوك مما مجلت58 يداه وعرق جبينه، ولقد ولي الخلافة وأتته الأموال، فما كان حلواه إلاّ التمر، ولا ثيابه إلاّ الكرابيس»59.

                        4 ـ كما أنّ النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) أمره اللّه‏ تعالي بالتواضع للمؤمنين: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)60. كان أمير المؤمنين (عليه السلام) كأخيه رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) مقتدياً بسيرته ، إذ كان متواضعاً للمؤمنين في كلّ حالاته في قدرته وضعفه الظاهريين، وفي عزلته وحكومته، وفي حربه وسلمه...

                        قال ابن أبي الحديد المعتزلي: عن صالح بيّاع الأكسية، إنّ جدّته لقيت عليّاً (عليه السلام) بالكوفة ومعه تمرٌ يحمله، فسلّمت عليه، وقالت له: أعطني ـ يا أمير المؤمنين ـ هذا التمرأحمله عنك الي بيتك؟ فقال (عليه السلام) : «أبو العيال أحقّ بحمله».

                        قالت: ثم قال لي: «ألا تأكلين منه؟» . فقلت: لا اُريد.

                        قالت: فانطلق به الي منزله، ثم رجع مرتدياً بتلك الشملة، وفيها قشور التمر، فصلي بالناس فيها الجمعة61.

                        5 ـ عن زاذان: أنه كان (عليه السلام) يمشي في الأسواق وحده وذاك يرشد الضال، ويعين الضعيف ويمرّ بالبياع والبقال، فيفتح عليه القرآن ويقرأ: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْض62)»63.

                        6 ـ إنّ معاوية سأل ضراراً بن حمزة بعد موت عليّ عنه، فقال: صف لي عليّاً، فقال: أوتعفيني؟ قال: لا أعفيك، قال: أما إذا لابدّ فأقول ما أعلمه منه: واللّه‏ كان بعيد المدي، شديد القوي، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان واللّه‏ غزير الدمعة، طويلالفكرة، يقلّب كفيه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ماجشب. كان واللّه‏ كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، ويبتدئنا إذا أتيناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن واللّه‏ مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلّمه هيبة، ولا نبتدئه عظمة، إن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظّم أهل الدين، ويحبّ المساكين، ولا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله. فأشهد باللّه‏ لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدوله، وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضاً علي لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وكأني أسمعه وهو يقول: يا دنيا أبِيَ تعرّضت؟ أم إليّ تشوقت؟ هيهات، هيهات غرّي غيري قد باينتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير وعيشك حقير، وخطرك كثير، آه من قلّة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق....64 .

                        تعليق


                        • 7 ـ دعا [عليّ (عليه السلام) ] غلاماً له مراراً، فلم يجبه، فخرج، فوجده علي باب البيت، فقال:

                          ما حملك علي ترك إجابتي؟ قال: كسلت عن إجابتك،وأمنت عقوبتك. فقال (عليه السلام) :

                          «الحمداللّه‏ الذي جعلني ممّن تأمنه خلقه، إمض فأنت حرّ لوجه اللّه‏»65 .

                          وهناك آيات وروايات كثيرة تنمّ عن سموّ أخلاق الإمام عليّ (عليه السلام) ، وسلوكه الذي بلغ فيه الي الغاية القصوي ، وقد عزفنا عن إيرادها رعاية للإختصار في المقام.



                          الايات النازلة في حقّ الامام علي(ع) و لم ينزل مثلها في حق غيره

                          نختار في هذا المبحث بعض الآيات النازلة في حقّ عليّ (عليه السلام) والتي تبيّن أفضليته علي الصحابة ، لا كلّ الآيات التي تبيّن فضله والتي نزلت في حقّه مطلقاً ، لأنّ هذه تحتاج الي بحث مستقل.

                          فمن الآيات التي يمتاز بها عليّ (عليه السلام) ولا تنسحب علي غيره وبها تثبت أفضليته علي الصحابة، وتوضّح من ثمّ مدي علاقة عليّ (عليه السلام) بالقرآن:




                          آية الولاية

                          ـ قال تعالي: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)66 .

                          دلّت أقوال جملة من الصحابة، والتابعين، والعلماء من أهل الحديث والتفسير علي أنّ الآية نزلت في عليّ بن أبيطالب لمّا تصدّق بخاتمه وهو راكع، وقد استفاضت الروايات بذلك.

                          قال الثعلبي: «قال ابن عبّاس، وقال السدي، وعتبة بن حكيم، وثابت بن عبداللّه‏: إنّما يعني بقوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ) الآية، عليّ بن أبيطالب (رضي اللّه‏ عنه) مَرَّ به سائلٌ وهو راكع في المسجد وأعطاه خاتمه»67 .

                          وقال ابن الجوزي: «وبه قال مقاتل، وقال مجاهد: نزلت في عليّ بن أبي طالب تصدّق وهو راكع»68 .

                          وقال أبو جعفر الإسكافي69 (ت 240 ه ): «وفيه نزلت: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)70 تصديقاً لقول رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله): «من كنت مولاه فعليّ مولاه»؛ إذ قرن اللّه‏ ولايتهب بولاية رسوله»71 .

                          وقال الجصاص: وقوله تعالي: (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) يدلُّ علي أن صدقة التطوع تسمي زكاة؛ لأنّ عليّاً تصدّق بخاتمه تطوعاً...»72.

                          وقال الآلوسي: «والآية عند معظم المُحدّثين نزلت في عليٍّ كرَّم اللّه‏ وجهه...»73.

                          اعتمد القرآن الكريم في خصوص هذه الآية علي تبيان أفضلية الإمام عليّ علي غيره من الصحابة عن طريق إبراز الجانب السلوكي المصحوب بالتصريح بأنّ عليّاً هو الولي للمؤمنين، ولا يصح تفسير «وليّكم» بـ «ناصركم»؛ لكون النُّصرة مفترضة علي المؤمنين عامّةً، ومتحقّقة في كثير منهم، كما جاء في الذكر الحكيم: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُبَعْضَهُمْ أَولِياءُ بَعض)74، في حين أنّ آية الولاية بصدد ولاية تختصُّ باللّه‏ ورسوله وعليٍّ، ونحن نفهم هذا الاختصاص من موقع «إنّما» المفيدة للحصر.




                          آية البلاغ

                          ـ قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)75 .

                          صرّح أئمة التفسير والحديث أنّها نزلت في بيان فضل عليّ (عليه السلام) يوم الغدير حيث أخذ رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) بيد عليّ (عليه السلام) وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه» وهو حديث صحيح متواتر؛ رواه الجمّ الغفير عن الغفير، وأخرجه أحمد76، والنسائي77 والطبراني78، وابن حبّان79، وغيرهم. وقد صحّحه الحاكم80، والذهبي81، والهيثمي82 وآخرين.

                          وبهذا التنصيب الإلهي لعليّ (عليه السلام) ـ حسب هذا النصّ القرآني والحديث المزبور ـ يثبت أنّه (عليه السلام) هو الأفضل بعد الرسول (صلّي اللّه‏ عليه و آله) من غيره.




                          آية التطهير

                          ـ قال تعالي: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)83 .

                          دلّت الأخبار الصحيحة المتظافرة عن النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) علي أنّ المراد من أهل البيت في هذه الآية النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) .

                          فقد أخرج مسلم عن عائشة، قالت: خرج النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) غداةً، وعليه مِرْطٌ مُرجَّلٌ من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله، ثمّ جاء الحسين فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء عليّ فأدخله، ثم قال: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)»84 .

                          هذا الحديث رواه أحمد في مسنده عن شدّاد أبيعمّار85، وأخرج الترمذي حديث التطهير عن أُمّ سلمة ثمّ قال: هذا حديث حسن صحيح86وأيضاً أخرجه الترمذي عن عمر بن أبي سلمة87. وذكره الألباني عنه وقال: صحيح88. وأخرج ابن عساكر في «الأربعين» حديث التطهير عن اُمّ سلمة، ثم قال: هذا حديث صحيح89 ، وأخرجه الحاكم عن أنس بن مالك ثم قال: «هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه، وأقرّه الذهبي في (التلخيص)»90، كما قال باختصاص الحديث بأهل البيت علماء آخرين منهم: القرطبي91، والطحاوي92 وغيرهم93 .

                          إنّ روايات نزول الآية في أهل البيت ـ أهل بيت الوحي المطهّرين، النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ـ دون غيرهم كثيرة جداً تربو علي سبعين حديثاً من طرق الفريقين، وإذا لم يكن مثل هذه الروايات معتمداً عليها فبأي حديث بعده يؤمنون؟!

                          وفي هذه الآية لا يمكن التمسّك بوحدة السياق، لأنّ ذلك متوقّف علي عدم وجود نصّ شرعي مبيّن له، وحيث إنّ النّص موجود فالتمسّك به ممنوع؛ إذ لا معني مع بيان النبيّ وتصريحه مراراً، وتأكيده علي أنّ المراد من أهل البيت هم الخمسة، لا معني للتمسّك بوحدة السياق.

                          وبهذا يحوز الإمام علي ملكة العصمة والتي تكفي برهاناً علي أنّه الأفضل بين الصحابة وسائر الناس.




                          آية المباهلة

                          ـ قال تعالي: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَي الْكَاذِبِينَ)94 .

                          أخرج أحمد، ومسلم، والترمذي، والحاكم، وابن الأثير، وابن حجر.. وغيرهم عن سعد بن أبي وقاص، قال:«...وأنزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) فدعا رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: «اللّهمّ هؤلاء أهلي»95 .

                          وأخرج ابن مردويه عن جابر، قال: «وفيهم نزلت (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) قال جابر: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وعليّ بن أبي طالب، و (أَبْنَاءَنَا): الحسن والحسين، و(وَنِسَاءَنَا): فاطمة»96.

                          قال الحاكم: وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبداللّه‏ بن عبّاس وغيره أنّ الرسول يوم المباهله أخذ بيد عليّ وحسن وحسين وجعلوا فاطمة وراءهم، ثمّ قال: «هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا، فهلمُّوا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم، ثمنبتهل فنجعل لعنة اللّه‏ علي الكاذبين»97 .

                          ونفي الجصّاص الخلاف في ذلك98 .

                          إنّ الآية تدلّ بوضوح علي عظيم فضل الإمام عليّ (عليه السلام) ، وذلك بوصفه نفس النبيّ، ونظراً الي تعذّر أن يكون هو نفسه بالمعني الحقيقي فيتعيّن أن يكون المراد أنّه مثله في الصفات والمقامات الثابتة للنبيّ كلّها، عدا ما ثبت اختصاصه به (صلّي اللّه‏ عليه و آله)، كالنبوّة وأفضليته علي الخلق بما يشمل عليّاً، لتبقي منازل النبيّ الأُخري ثابتة لعليٍّ، كالعصمة، والأفضلية علي الصحابة أجمع، والولاية بعد النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وغير ذلك99 .




                          آية المودة

                          ـ قال تعالي: (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي)100 .

                          أخرج أحمد والطبراني وغيرهما، عن ابن عبّاس، قال: «لما نزلت: (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي) قالوا:يا رسول اللّه‏! مَن قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: «عليٌّ وفاطمة وابناهمارضي اللّه‏ عنهم»101 .

                          كما أورد الرواية ابن البطريق في «الخصائص»102 ، وابن طلحة الشافعي103 وصحّحها104. والطبري في «الذخائر» وجعلها دليلاً علي أنّ المراد من الآية هم عليّ وفاطمة وولداهما105 . والهيتمي في «صواعقه» وعقّب عليها في معرض مناقشته للسند قائلاً: «وفي سنده شيعي غالٍ لكنّه صدوق»106، فهو يعترف باعتبار الرواية من جهته لأنّه صدوق.

                          ومن جملة الروايات ما رود صحيحاً عن الحسن بن عليّ (عليهما السلام) من خطبة له قال فيها: «... وأنا من أهل البيت الذين افترض اللّه‏ عزّ وجلّ مودّتهم وولايتهم، فقال فيما أنزل اللّه‏علي محمّد (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي)107»108 .

                          وأورده الهيتمي قائلاً: «وأخرج البزار والطبراني عن الحسن (رضي اللّه‏ عنه) من طرق بعضها حَسنٌ»109 .
                          فالآية دلّت علي أنّ القربي هم الأربعة الذين ضمّهم النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) تحت الكساء، ودعت الآية الي وجوب محبّتهم ومودّتهم، وعليه تصبح المودّة لعليّ علي غيره من الصحابة.

                          تعليق


                          • السنّة النبوية تؤکّد علی أفضلية علي (ع)علی الصحابة

                            ليس غرضنا استعراض كامل الروايات الصادرة عن رسول‏اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) في حق عليّ ، بل غرضنا انتخاب بعض النماذج الروائية التي أظهر أو أفرز فيها رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) أفضلية عليّ (عليه السلام) علي الصحابة سعياً منه (صلّي اللّه‏ عليه و آله) لتبليغ الاُمّة بما يريده اللّه‏ سبحانه، فمن تلك الروايات:



                            حديث الطائر المشوي

                            أخرج النسائي عن أنس بن مالك، قال: «إنّ النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) كان عنده طائر، فقال: اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء أبوبكر فردّه، وجاء عمر فرّده، وجاء عليّ فأذن له»110هذا الحديث له طرق عديدة متكاثرة جدّاً111 جمع كبير من الصحابة منهم: عليّ بن أبي طالب، وابن عبّاس، وسفينة خادم رسول اللّه‏، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك وغيرهم. وأخرجه جمع كبير من الحفّاظ والمحدّثين. فقد أخرجه الحاكم من طريق أنس، وصححّه112ورواه الطبراني من طريق سفينة113عنه الهيثمي، وقال: «ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة»114ما حسّنه الحافظ ابن حجر في ذيل كتاب «مشكاة المصابيح»115

                            فالحديث ـ مضافاً لكثرة طرقه البالغة حد التواتر ـ له طرق صحيحة أيضاً116وهو يدل علي أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) هو أحبّ الخلق الي اللّه‏ تعالي، وقد أُوتي الرسول سؤله حسب ماورد في الحديث الشريف.




                            حديث المنزلة

                            أخرج البخاري عن سعد بن أبي وقاص، قال: «قال النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) لعليٍّ: أما ترضي أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسي»117. وأخرجه مسلم عن سعد، قال: «قال رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) لعليّ: أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي. قال سعيد: فأحببت أنْ أشافه بها سعداً، فلقيت سعداً فحدّثته بما حدّثني عامر، فقال أنا سمعته، فقلت: أنت سمعته، فوضع أصبعيه علي أُذنيه، فقال: نعم؛ وإلاّ فاستكّتا»118 .

                            كما أنّ لهارون تمام المنازل التي كانت له من موسي بما فيها أفضليته بعد موسي (عليه السلام) علي كلّ أُمّة موسي، كذلك (عليه السلام) للإمام عليّ (عليه السلام) تمام المنازل ـ عدا النبوّة ـ بما فيها أفضليته علي الأُمّة بعد الرسول (صلّي اللّه‏ عليه و آله). والحديث يدل علي أفضلية الإمام عليّ (عليه السلام) علي سائر أفراد الأُمّة.




                            حديث "الحق مع علي":

                            أخرج أبو يعلي عن أبي سعيد: أنّ عليّاً مرّ فقال النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله): «الحقُّ مع ذا، الحقُّ مع ذا»119. قال الحافظ الهيثمي: «رواه أبو يعلي ورجاله ثقات»120 .

                            وعن عليّ (عليه السلام) ، قال: قال رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : «رحم اللّه‏ عليّاً، اللّهمّ أدر الحقّ معه حيث دار» أخرجه الترمذي121، وأبويعلي122، والطبراني123 ، والحاكم124، وابن عساكر125 ... وغيرهم.

                            وصحّحه الحاكم126، وأبو منصور ابن عساكر الشافعي127، والسيوطي في «الجامع الصغير»128، وأرسله الفخري إرسال المسلّمات129 .

                            فاتّضح من هذه الفضيلة أنّ الحقّ مع الإمام عليّ (عليه السلام) بنصّ قول النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله)، ودلالة ذلك لا تحتاج الي بيان.




                            حديث الثقلين

                            أخرج مسلم، عن زيد بن أرقم، قال: «قال رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) يوماً فينا خطيباً بماء يُدعي خمّاً بين مكّة والمدينة، فحمد اللّه‏ وأثني عليه، ووعظ وذكّر، ثمّ قال: «أما بعد؛ ألا أيُّها الناس فإنّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسول ربِّي فأُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتابُ اللّه‏ فيه الهدي والنور، فخذوا بكتاب اللّه‏ واستمسكوا به. فحثّ علي كتاب اللّه‏ ورغّب فيه، ثمّ قال: وأهل بيتي، أُذكّركم اللّه‏ في أهل بيتي، أُذكركم اللّه‏ في أهل بيتي، أُذكّركم اللّه‏ في أهل بيتي...»130 .

                            وأخرجه الترمذي عن أبي سعيد وزيد بن أرقم131. وصحّحه السقّاف132، وكذا الألباني133، وأخرجه أحمد في مسنده عن زيد بن ثابت، وقال حمزة أحمد الزين (محقق المسند): إسناده حسن134 .

                            وقال الحافظ الهيثمي: «رواه أحمد وإسناده جيّد»135 .

                            وأخرجه الطبراني136، وعنه الهيثمي في «مجمع الزوائد»، وقال: «رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات»137.

                            وأخرجه النسائي عن زيد بن أرقم138. وأخرجه الحاكم، وقال: «هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله»139 . وقال ابن كثير: «قال شيخنا أبو عبداللّه‏ الذهبي: وهذا حديث صحيح»140 .

                            وللحديث ألفاظ أُخري، وطرق متكاثرة وأسانيد متظافرة، ولذا حكم غير واحد من أهل العلم بتواتره منهم: الشيخ أبو المنذر141، وأبو الفتح التليدي142.. وغيرهما.

                            إنّ أهل البيت (عليهم السلام)، وفي مقدّمتهم الإمام عليّ (عليه السلام) قد اختصّوا بمنزلة عظيمة من العلم والاستقامة، وهي مزية تشير إلي فضلهم.




                            حديث « من أحبّ علياً فقد أحبّ الله»:

                            أخرج الطبراني عن أبي الطفيل، قال: «سمعتُ أُمّ سلمة تقول: أشهد أنّي سمعت رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) يقول: «مَن أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبَّ اللّه‏، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه‏»143 .

                            وعنه الهيثمي وحسَّنه144، وصحّحه السيوطي145، والألباني146 .

                            وروي عن سلمان بلفظ مختصر، وصحّحه الحاكم ووافقه الحافظ الذهبي147، وحسَّنه المنّاوي148 ، وصحّحه الألباني149 .




                            أفضلية الإمام علي (ع) في أقوال الصحابة و التابعين

                            وردت روايات كثيرة وصحيحة تشيد بفضل عليّ (عليه السلام) علي سائر الصحابة حتي قال الإمام أحمد بن حنبل: ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثل ما لعليّ (رضي اللّه‏ عنه)150 .

                            وفي هذا المبحث سوف نذكر أقوال بعض الصحابة والتابعين في أفضليته (عليه السلام) ، وكما يلي:

                            1 ـ قال حذيفة بن اليمان: «لو قسمت فضيلة عليّ (عليه السلام) بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين بأجمعهم لوسعتهم»151 .

                            2 ـ عن عبداللّه‏ بن مسعود: «كنّا نتحدّث أن أفضل أهل المدينة عليّ بن أبي طالب152 . وقال أيضاً: «أفرض أهل المدينة وأقضاها عليّ»153 .

                            3 ـ وقال العبّاس: «يا عليّ لقد أُوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد»154 .

                            4 ـ وقال ابن عبّاس عندما سأله معاوية عن عليّ (عليه السلام) : «.. لم ترَ عيني مثله ولن‏تري»155 ورواه الطبراني وزاد فيه: «وأفضل من حجّ وسعي،، وأسمح من عدل وسوّي، وأخطب أهل الدنيا»156 .

                            5 ـ وقال أبو أيوب الأنصاري: «حين نزل بين ظهرانيكم ابن عمّ رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وخير المسلمين وأفضلهم وسيّدهم بعده»157 .

                            6 ـ وقال يحيي بن آدم: ما أدركت أحداً بالكوفة إلاّ يُفضلُ عليّاً يبدأ به158 .

                            7 ـ وقال عمرو بن العاص لمعاوية: «.. فإنّ عليّاً أوحد الناس في الفضائل»159

                            8 ـ روي عن الشعبي قال: «بينما أبوبكر جالس إذ طلع عليّ فلما رآه قال: من سرّه أن ينظر إلي أعظم الناس منزلة وأقربهم قرابة، وأفضلهم حالة وأعظمهم حقّاً عند رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) فلينظر الي هذا الطالع»160

                            9 ـ قال عديّ بن حاتم في خطبة له: «واللّه‏ لئن كان الي العلم بالكتاب والسنّة إنّه ـ يعني عليّاً ـ لأعلم الناس بهما، ولئن كان الي الإسلام إنّه لأخو نبي اللّه‏، والرأس في الإسلام، ولئن كان الي العقول والنحائر إنّه لأشدّ الناس عقلاً وأكرمهم غيرة»161

                            10 ـ سعيد بن المسيّب قال: «كان عمر يتعوّذ باللّه‏ من معضلة ليس لها أبو الحسن!»162

                            11 ـ معاوية بن أبي سفيان قال: «كان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذه من عليّ»163

                            12 ـ قال ابن عمر: «كان لعليّ بن أبي طالب ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحبّ إليَّ من حمر النعم: تزويجه فاطمة (سلام اللّه‏ عليها) وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوي»164

                            يتبيّن ممّا تقدّم أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) كان يحظي بمكانة رفيعة في عصر الرسالة أو بعد وفاة الرسول، فهو المرجع حين تضيق بهم الصعاب، أو يعجزون عن إدراك أغراض الشريعة وحقائقها، وقد أكدت ذلك كتب الصحاح والسيِر.

                            تعليق


                            • أفضلية الإمام علي برواية أهل البيت(ع)


                              كان موقف أهل البيت (عليهم السلام) صريحاً وواضحاً في أفضلية الإمام عليّ (عليه السلام) وتقدّمه علي سائر الناس، وفي أحقّيته بالإمامة والخلافة والطاعة، واستندوا في ذلك الي النصوص الشريفة التي صدرت بحقّه، وهم يقولون: لو أن الناس استمسكوا به في اُمور دينهم لما اختلف اثنان، ولهدوا الي الطيّب من القول، وهدوا الي صراط مستقيم.


                              وفيما يلي نأتي علي ذكر باقة من الأحاديث التي صدرت عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتي تفيد كون عليّ (عليه السلام) أفضل الأُمّة بعد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) :


                              1 ـ قال الإمام عليّ (عليه السلام) : «كانت لي منزلة من رسول اللّه‏ لم تكن لأحدٍ من الخلائق»165 .


                              2 ـ قال الإمام الحسن (عليه السلام) في خطبته الأُولي بعد بيعته: «وإنّي أحتسب عند اللّه‏ عزّ وجلّ مصابي بأفضل الآباء بعد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله)»166 .


                              3 ـ عن عليّ بن سويد السائي عن أبي الحسن الأوّل (عليه السلام) قال: «ما خلق اللّه‏ خلقاً أفضل من محمّد (صلّي اللّه‏ عليه و آله)، ولا خلق خلقاً بعد محمّد أفضل من عليّ (عليه السلام) »167 .


                              4 ـ وروي عن الإمام الباقر محمّد بن عليّ عن آبائه (عليهم السلام) إنّه سئل رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) عن خير الناس؟ فقال: «خيرها وأتقاها وأفضلها وأقربها الي الجنّة أقربها منّي، ولا أقرب ولا أتقي إليَّ من عليّ بن أبي طالب»168 .


                              5 ـ وعن الصّديقة فاطمة (عليها السلام) قال: «فأي هؤلاء الذين سمّيت أفضل، قال (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : عليّ أفضل أُمّتي»169 .


                              6 ـ عن الهروي عن الرضا عن آبائه عن رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) قال: «والفضل بعدي لك يا عليّ وللأئمة من بعدك...»170 .


                              7 ـ عن الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «إيّانا عني وعليّ أفضلنا وأوّلنا وخيرنا بعد النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله)»171 .


                              8 ـ عن الأعمش عن الصادق (عليه السلام) قال: سألته عن أفضل الخلق بعد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وأحقّهم بالأمر. فقال (عليه السلام) : «عليّ بن أبي طالب وبعده الحسن ثم الحسين»172 .


                              9 ـ وأيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «كان عليّ أفضل الناس بعد رسول اللّه‏ وأولي الناس بالنّاس»173 .


                              10 ـ عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) : «وأفضلهم لديّ وأكرمهم عليّ سيّد الوري، وأكرمهم وأفضلهم بعده عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أخو المصطفي المرتضي ثم بعده القوّامون بالقسط من أئمة الحقّ»174 .





                              الخلاصة


                              وفقاً لمعايير المفاضلة كالعلم، والشجاعة، والعدالة، والزهد وغيرها فإنّ الإمام عليّ (عليه السلام) لا يُقاس به أحد من الصحابة فضلاً عن غيرهم. وقد بلغ في الفضائل درجة قصوي فكان قاب قوسين أو أدني من الرسول الأكرم إلاّ أنّه لا نبيّ بعده وقد صدرت في حقّه النصوص الشريفة كالآيات النازلة، أو الأحاديث الصادقة الناطقة بمقامه ومنزلته. كما شهد بفضل عليّ (عليه السلام) الصحابة والتابعين، وكان موقف أهل البيت (عليهم السلام) صريحاً وعلنياً بأفضليته علي سائر الناس.

                              ====


                              الأدلة والمصادر:


                              1مروج الذهب: ج2 ص425، ذكر لمح من كلامه ـ فضائله .


                              2الطبقات الكبري: ج2 ص351، باب أهل العلم والفتوي من أصحاب الرسول صلّي اللّه‏ عليه و آله؛ ومناقب الخوارزمي: ص89 ج80.


                              3المعجم الكبير: ج11 ص55 ذكر مجاهد عن ابن عبّاس؛ تاريخ بغداد: ج11 ص49 و50؛ والمستدرك علي الصحيحين: ج3 ص126 و127؛ وأُسد الغابة: ج4 ص22؛ البداية والنهاية ج7 ص395 و396 (ذكر فضائل عليّ (عليه السلام)) .


                              4هذا الكتاب طبع سنة 1354 ه بالمطبعة الإسلامية بمصر، وقد طبع عدّة طبعات، وكانت الطبعة الثالثة في مطابع نقش جهان (طهران) سنة (1403 ه )، وهي طبعة منقحة حيث قام سماحة الشيخ محمّد هادي الأميني بتحقيقه وتصحيح الأسانيد والتعليق عليه.


                              5اللآليء المصنوعة، السيوطي: ج1 ص333 نقلاً عن كتاب: النصّ والاجتهاد: ص567 ـ 575.


                              6أمالي الصدوق: ص737 ح1004، المجلس الثاني والتسعون؛ الإرشاد: ج1 ص34 رواية عن عبداللّه‏ بن مسعود؛ تفسير الرازي: ج8 ص23 عند تفسير قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اصْطَفَي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ سورة آل عمران: الآية 33؛ كنز العمّال: ج13 ص114 ح36372.


                              7سنن الترمذي: ج5 ص301 ح3805، المستدرك للحاكم النيسابوري: ج3 ص125 باب فضائل عليّ (عليه السلام)، الطبقات الكبري لابن سعد: ج2 ص338 (ترجمة عليّ (عليه السلام))، خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) للنسائي: ص112 (ذكر منزلة عليّ (عليه السلام))، كنز العمّال: ج13 ص120 ح36387.


                              8الطبقات الكبري لابن سعد: ج2 ص338 ترجمة عليّ (عليه السلام)، كنز العمّال: ج13 ص128 ح36404.


                              9الكافي: ج1 ص64 باب إختلاف الحديث، ح2.


                              10الجرح والتعديل: ج6 ص192 ترجمة 1055، أُسد الغابة: ج4 ص22 ؛ تهذيب الكمال: ج20 ص487 ترجمة 4089؛ فتح الباري: ج8 ص459؛ الاتقان: ج2 ص493 ح6369.


                              11تاريخ ابن معين ج1 ص106 ح601، الاستيعاب ج3 ص1103 ترجمة 1855، ذخائر العقبي: ص83.


                              12الإستيعاب: ج3 ص1104 ترجمة 1855؛ أُسد الغابة: ج4ص22؛ سبل الهدي والرشاد: ج11 ص289 ، جماع أبواب العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه‏، باب 10، ينابيع المودّة ج1 ص213 ح 18، باب 14.


                              13نهج البلاغة ج4 ص36 الحكمة 147، تاريخ بغداد ج6 ص376 ح3413.


                              14الأرشية: جمع رشاء بمعني الحبل، والطوي جمع طوية وهي البئر البعيدة العميقة.


                              15نهج البلاغة ج1 ص41 / خ5، مطالب السؤول ص81 (ذكر كلامه (عليه السلام)) .


                              16مسند أحمد: ج5 ص26 ، مجمع الزوائد ج9 ص101 باب مناقب عليّ (عليه السلام ).


                              17المناقب، الخوارزمي: ص 82 / 67 ؛ كنز العمّال: ج11 ص614 ح32977.


                              18الإمامة والسياسة: ج1 ص107 ما قال عبداللّه‏ بن حجل.


                              19الإستيعاب: ج3 ص 1104 / ترجمة 1855.


                              20الاستيعاب ج3 ص1105 / ترجمة 1855.


                              21أُسد الغابة: ج6 ص22.


                              22تذكرة الخواص: ص63.


                              23خصائص أمير المؤمنين، النسائي: ص46 .


                              24المعجم الكبير: ج5 ص84 ح4652؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج13 ص230؛ الإستيعاب: ج2 ص458.


                              25المعجم الكبير: ج22 ص452، ترجمة خديجة؛ مجمع الزوائد: ج9 ص220 .


                              26سنن الترمذي: ج5 ص306 / ح 3818 ؛ المعجم الكبير: ج22 ص411 ترجمة فاطمة.


                              27مروج الذهب: ج3 ص11 ذِكر معاوية.


                              28تاريخ الطبري: ج2 ص57 ذكر أوّل من أسلم.


                              29شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج13 ص227.


                              30البيان، الكنجي: ص117 باب 9.


                              للمزيد من الإطلاع اُنظر: النصّ علي أمير المؤمنين: ص75 ـ 86 وهكذا أنساب الأشراف ج2 ص146 و379؛ الكني والأسماء، الدولابي: ج2 ص81 .


                              31علل الحديث لابن أبي حاتم الرازي: ح2664؛ مناقب المرتضوي للترمذي: ص95.


                              32أنساب الأشراف: ج2 ص393 ـ 394 ذكر عهد أمير المؤمنين (عليه السلام لمحمّد بن أبي بكر).


                              33سورة التوبة: الآية 19 .


                              34التفسير الكبير: ج16 ص11؛ تفسير الطبري: ج10 ص124 ح12865، أسباب النزول، الواحدي: ص164؛ أُسد الغابة: ج4 ص25؛ جامع الأُصول: ج9 ص477؛ تفسير ابن كثير: ج2 ص355؛ الدرّ المنثور: ج3 ص219 و319.


                              35سورة البقرة: الآية 207 .


                              36مسند أحمد: ج1 ص331.


                              37الإمام عليّ عليه السلام، الدكتور جواد جعفر الخليلي: ص35.


                              38نهج البلاغة: الخطبة 27.


                              39المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص111؛ الإستيعاب: ج3 ص1107.


                              40الطبقات الكبري: ج3 ص23؛ الإرشاد: ج1 ص130؛ الإستيعاب: ج3 ص1090 و1095 و1097 ترجمة رقم 1855؛ أُسد الغابة: ج4 ص16؛ الإصابة: ج4 ص464.


                              41مغازي الواقدي: ج1 ص152.


                              42الإرشاد: ج1 ص172 (أسماء مَن قتلهم عليّ (عليه السلام) ببدر).


                              43اُنظر: تاريخ الطبري: ج2 ص 188 ذكر غزوة أُحد.


                              44انظر: كشف الغمّة: ج1 ص179.


                              45استمسك الدم: توقف عن النزف .


                              46دلائل النبوّة، البيهقي: ج3 ص260؛ تاريخ الإسلام، الذهبي: ج2 ص190.


                              47نهج البلاغة ج2 ص171، الخطبة 197 .


                              48اُنظر: مغازي الواقدي: ج1 ص471؛ دلائل النبوّة، البيهقي: ج3 ص439.


                              49المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص32؛ تاريخ بغداد: ج13 ص19 رقم 6978؛ شواهد التنزيل: ج2 ص14 ح636؛ مناقب الخوارزمي: ص107/ ح112.


                              50مسند أحمد: ج2 ص384، ح8764؛ الطبقات الكبري، ابن سعد: ج2 ص110 باب غزوة رسول اللّه‏ صلّي اللّه‏ عليه و آله خيبر؛ التاريخ الكبير، البخاري: ج7 ص263 خ111؛ خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، النسائي: ص59؛ مجمع الزوائد: ج9 ص123 (مناقب عليّ (عليه السلام) ).


                              51مسند أحمد: ج1 ص84؛ خصائص أمير المؤمنين، النسائي: ص113، مستدرك الحاكم: ج2 ص366؛ تاريخ بغداد: ج13 ص302؛ مجمع الزوائد ج6 ص23 باب تكسير الأصنام.


                              52مناقب ابن المغازلي: ص72 و106 .


                              53مسند أحمد: ج1 ص199.


                              54سورة الإنسان: الآيتان 8 ـ 9.


                              55راجع التفسير الكبير: ج30 ص244 ؛ أسباب النزول: الواحدي: ص 296، أُسد الغابة: ج5 ص530؛ شرح نهج البلاغة: أبي أبي الحديد: ج1 ص7؛ شواهد التنزيل: ج2 ص298؛ ذخائر العقبي: ص89 و102؛ الدر المنثور: ج6 ص299؛ فتح القدير: ج5 ص349؛ نور الأبصار: 102؛ ينابيع المودّة: ج1 ص279 ـ 280 / ح4؛ روح المعاني: ج29 ص157؛ تفسير البيضاوي: ج5 ص428.


                              56سورة البقرة: الآية 274.


                              57التفسير الكبير: ج7ص89؛ تفسير الكشاف: ج1 ص398؛ أسباب النزول: الواحدي: ص58؛ أُسد الغابة: ج4 ص25؛ تفسير الخازن: ج1 ص208؛ مجمع الزوائد: ج6 ص324؛ الصواعق المحرقة: ص87؛ ذخائر العقبي: ص88؛ الدرّ المنثور: ج1 ص363؛ نور الأبصار: ص70.


                              58مجلت يداه: عملت.


                              59شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج2 ص202.


                              60سورة الشعراء : الآية 215 .


                              61شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج2 ص202.


                              62سورة القصص: الآية 83 .


                              63مناقب ابن شهر آشوب: ج2 ص104.


                              64شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج18 ص225، مناقب الإمام أمير المؤمنين، سليمان الكوفي: ج2 ص51 / ح540.


                              65المناقب، الكوفي، ج 2 ص 86 ح572؛ الأمالي، السيّد المرتضي: ج 2 ص162 ؛ مناقب ابن شهر آشوب: ج 2 ص 113؛ تنبيه الخواطر: ج1 ص 100؛ نزهة المجالس، الصفوري: ج1 ص206.


                              66سورة المائدة: الآية 55.


                              67تفسير الثعلبي: ج4 ص80 .


                              68زاد المسير: ج2 ص292 .


                              اُعجوبة في الذكاء وسعة المعرفة مع الدين والتصون والنزاهة». سير أعلام النبلاء: ج10 ص550 .


                              70المائدة: 55.
                              69قال عنه الذهبي: «وهو العلاّمة أبو جعفر محمّد بن عبداللّه‏ السمرقندي ثم الإسكافي المتكلّم وكان

                              تعليق


                              • 71المعيار والموازنة: ص228.

                                72أحكام القرآن: ج2 ص558 .

                                74سورة التوبة: الآية 71 .

                                73روح المعاني: ج6 ص167 .

                                75سورة المائدة: الآية 67 .

                                76مسند أحمد: ج4 ص370 .

                                77خصائص أمير المؤمنين: ص71 ـ 72 .

                                78المعجم الكبير: ج5 ص166 .

                                79صحيح ابن حبّان: ج15 ص376 .

                                80المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص109 .

                                81حكاه عنه في «البداية والنهاية»: ج5 ص228 ـ 229.

                                82مجمع الزوائد: ج9 ص104.

                                83سورة الأحزاب: الآية 33.

                                84صحيح مسلم: ج7 ص 130، باب فضائل أهل بيت النبيّ.

                                85مسند أحمد: ج4 ص107.

                                86سنن الترمذي: ج5 ص361، ما جاء في فضل فاطمة عليها السلام ح3963؛ وأورده الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: ج3 ص283 وقال: «إسناده جيّد» (ذكر الحسين (عليه السلام) ترجمة رقم 48).

                                87سنن الترمذي: ج5 ص328، كتاب تفسير القرآن ح3875.

                                88صحيح سنن الترمذي: ج3 ص306، كتاب تفسير القرآن: ص3875.

                                89الأربعين في مناقب أُمّهات المؤمنين: ص105 ح36.

                                90المستدرك علي الصحيحين، وبهامشه تلخيصه للذهبي: ج3 ص158 .

                                91المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: ج6 ص302 ـ 303.

                                92اُنظر: مشكل الآثار: ج1 ص336 ـ 339.

                                93للمزيد من الإطلاع: اُنظر: تلخيص كتاب أئمة أهل البيت في كتب أهل السنّة، حكمت الرحمة: ص18 ـ 22.

                                94سورة آل عمران: الآية 61 .
                                95صحيح مسلم: ج7 ص121 كتاب الفضائل؛ مسند أحمد: ج1 ص185 (ما أُسند عن سعد بن أبي

                                علي شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وأُسد الغابة: ج4 ص26؛ الإصابة: ج4 ص468 واللفظ له.
                                وقاص)؛ سنن الترمذي: ج4 ص293 ح4085؛ المستدرك علي الصحيحين، الحاكم: ج3 ص150، وصحّحه

                                96تفسير ابن كثير: ج1 ص378 ـ 379، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: ص68.

                                97معرفة علوم الحديث: ص50 .

                                98أحكام القرآن: ج2 ص18 .




                                99تلخيص كتاب أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنّة: ص25 ـ 27 .

                                100سورة الشوري: الآية 23.

                                101فضائل الصحابة: ج2 ص669؛ المعجم الكبير: ج11 ص351.

                                102خصائص الوحي المبين، ابن البطريق: ص 109 / ح50.

                                103قال عنه السبكي: «تفقّه وبرع في المذهب... وكان من صدور الناس». طبقات الشافعية: ج8 ص63.

                                104مطالب السؤول: ص43.

                                105ذخائر العقبي: ص25 .

                                106الصواعق المحرقة: ص259 .

                                107وري: 23 .

                                108عجم الأوسط: ج2 ص337، وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد»: ج9 ص146، وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار... وأبويعلي باختصار والبزار بنحوه... ورواه أحمد باختصار كبير.

                                109واعق المحرقة: ص259 .

                                110السنن الكبري: ج5 ص107 ح8398 .

                                111اُنظر بعض طرقه في «تاريخ دمشق»: ج42 ص245 وما بعدها.

                                112المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص130 .

                                113المعجم الكبير: ج7 ص82 .

                                114مجمع الزوائد: ج9 ص126 .

                                115مشكاة المصابيح: ج3 ص1791 .

                                116وممّن أخرج حديث الطير: أحمد في «فضائل الصحابة»: ج2 ص560، والترمذي في سننه: ج5 ص300؛ والبزار في مسنده: ج9 ص287؛ والطبراني في الأوسط: ج2 ص207 وج6 ص90؛ وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة وكشف المراد: ص535 المقصد 5، مسألة 7؛ سير أعلام النبلاء: ج17 ص168، وغيرهم الكثير.

                                117صحيح البخاري: ج4 ص208 .

                                118صحيح مسلم: ج7 ص120، باب فضائل عليّ .

                                119مسند أبي يعلي: ج2 ص318 .

                                120مجمع الزوائد: ج7 ص235 .

                                121سنن الترمذي: ج5 ص297.

                                122مسند أبي يعلي: ج1 ص419.

                                123المعجم الأوسط: ج6 ص95.

                                124المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص124.

                                125تاريخ مدينة دمشق: ج30 ص63 وج42 ص448 وج44 ص139.

                                126مستدرك الحاكم: ج3 ص125.

                                127الأربعين في مناقب أُمّهات المؤمنين: ص86، حديث رقم 24 .

                                128كما في «فيض القدير»: ج4 ص25 .

                                129تفسير الفخر الرازي: ج1 ص210 .

                                130صحيح مسلم: ج4 ص1873، باب فضائل عليّ بن أبي طالب.

                                131سنن الترمذي: ج5 ص329.

                                132صحيح شرح العقيدة الطحاوية: ص654 .

                                133صحيح الجامع الصغير: ج1 ص482 .

                                134مسند أحمد: ج5 ص182 طبعة دار صادر، بيروت.

                                135مجمع الزوائد: ج9 ص162.

                                136المعجم الكبير: ج5 ص153.

                                137مجمع الزوائد: ج1 ص170.

                                138السنن الكبري للنسائي: ج5 ص45 ـ 46.

                                139المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص109.

                                140البداية والنهاية: ج5 ص228 .

                                141الزهرة العطرة في حديث العترة: ص69 ـ 70، دار الفقه، مصر.

                                142الأنوار الباهرة: ص14، دار ابن حزم، بيروت.

                                143المعجم الكبير: ج23 ص380.

                                144مجمع الزوائد: ج9 ص132.

                                145تاريخ الخلفاء: ص133.

                                146سلسلة الأحاديث الصحيحة : ج3 ص287 ـ 288 ، برقم 1299 .

                                147المستدرك للحاكم مع تلخيصه للذهبي: ج3 ص130.

                                148فيض القدير: ج6 ص42، برقم 8319.

                                149صحيح الجامع الصغير: ج2 ص1034، برقم 5963.

                                150الاستيعاب: ج3 ص1115.

                                151شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج13 ص284.

                                152مسند البزار: ج5 ص55، ح1616؛ مجمع الزوائد: ج9 ص116.

                                153الرياض النضرة: ج2 ص198؛ تاريخ الخلفاء: ص115.

                                154شواهد التنزيل: ج1 ص329 حديث 338.

                                155مروج الذهب: ج3 ص51 ـ 52، ذكر الصحابة ومدحهم.

                                156المعجم الكبير: ج1 ص239 حديث 10589.

                                157الإمامة والسياسة: ج1 ص132، طبع الحلبي، مصر، سنة الطبع 1378ه .

                                158تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص530 / ترجمة رقم 4933.

                                159الفتوح، ابن أعثم: ج2 ص512 ذكر كتاب معاوية الي عمرو.

                                160تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص73 ترجمة رقم 4933، الصواعق المحرقة: ص270؛ جواهر العقدين: ص380 الباب الثاني عشر.

                                161جمهرة خطب العرب: ج1 ص379 / خ 267.

                                162الإستيعاب لابن عبدالبرّ: ج3 ص1103؛ صفة الصفوة، ابن الجوزي: ج1 ص121، الإصابة: ج2 ص509؛ الرياض النضرة: ج2 ص194؛ الصواعق المحرقة: ص76؛ فيض القدير، المناوي: ج4 ص470.

                                163الرياض النضرة: ج2 ص194؛ مطالب السؤول: ص30، وقد أورد العلاّمة الأميني صاحب كتاب «الغدير» في الجزء السادس من كتابه حكايات كثيرة من علم عمر تحت عنوان: «نوادر الأثر في علم عمر» مستفيداً من المصادر المتنوّعة بهذا الخصوص.

                                164تفسير الثعالبي مخطوط: الورقة 254.

                                165خصائص أمير المؤمنين ، النسائي: ص111 ح115.

                                166مقتل عليّ، ابن أبي الدنيا: ص93 ح87 .

                                167الاختصاص: ص18.

                                168ينابيع المودّة: ج2 ص275، ح786 .

                                169إرشاد القلوب: ج2 ص420.

                                170كمال الدين: ج1 ص254 باب 23.

                                171ينابيع المودّة: ج1 ص119 الباب الثلاثون.

                                172إرشاد القلوب: ج2 ص421.

                                173روضة الكافي: ج8 ص67 ح36.
                                174إرشاد القلوب ج2 ص426.

                                ونسألكم الدعاء.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X