بعد مطالعة الموضوع ترددت في المشاركة فيه لما قرأته من سيل جارف من السباب والشتائم والتسقيط والقدح وما الى ذلك صدرت من اخوة يؤمنون بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وبعلي والأئمة من ولده أئمة !! يشتركون في كل ذلك ويختلفون في تفسير رواية أو فهمها أو تحليل ما وراءها وهي لا ترتبط بأصول اعتقادهم ثم يقدمون هذا على ذاك ويجعلونه ميزاناً للحق المطلق والباطل المطلق !!
الأخوة الكرام
إذا أردنا أن يستقيم امرنا فينبغي أن نعيد الموازين السليمة إلى حواراتنا وكلماتنا، ونعرف حدود الاختلاف وحجمه وما يترتب عليه، فلا يعقل أن تسقط حرمة المؤمن ان لم يتفق معي في تفسير رواية أو اختلف معي في منهج علمي أو فقهي أو روائي أو سياسي أو حزبي أو ما شابه !!
إن هذا بعيد عن روح الشريعة المقدسة التي جمعت المسلمين عامة والمؤمنين خاصة بأن جعلتهم كالجسد الواحد ! وأين نحن من هذا ؟!
لا أريد بحديثي هذا أن أغلق باب النقاش، فإن الشريعة نفسها قد وجّهتنا نحو البحث والتعلم وأرشدتنا الى لزومه إلى آخر يوم من حياتنا، وجعلت لذلك طرقاً وآداباً من سلكها غنم ومن عارضها عطب..
بعد هذه المقدمة التي آمل أن تلقى آذاناً صاغية من أخوة قد جعلتهم الظروف قساة بحق أنفسهم وإخوتهم حتى كاد أحدنا يخرج من جلدته وبنيها ! أود أن أعقب بتعقيب آمل أيضاً أن لا يكون باعثاً على تكرار السباب والشتائم، فحد النقاش العلمي الجواب العلمي !
لقد قرأت الموضوع مرة بعد مرّة علّي أعثر فيه على ما يصح أن يكون دليلاً علمياً يعتمد عليه فما وجدت إلى ذلك سبيلاً !
بل وجدته أقرب إلى ما قد نطلق عليه (التفسير التبرّعي) و (الفهم الخاص أو المسبق) وكلاهما لا يدخلان ضمن الأدلة التي يعوّل عليها سواء في مجال العقيدة أو الحكم على الآخرين !
ولست أريد بهذا الكلام أن أتهجم على طرف أو أدافع عن آخر، والخلاف الموجود في الساحة الشيعية اليوم وقبل اليوم لا يتوقف على مثل هذه الرواية ولن يحسم أمره هذا النص، ولا عبارة صاحب الموضوع (ولا استبعد ... ) !!!! في ختام مقاله .
فإن عدم الاستبعاد الذي لا منشأ له لا يمكن جعله دليلاً لرفع أحد أو إسقاطه.
الاخوة الكرام
أعود لأقول: إن الخطأ الذي وقع فيه أغلبنا هو (خطأ منهجي) وليس خطأً عابراً أو زلة، ولن يستقيم أمرنا ما لم نبنِ معتقداتنا وسلوكياتنا على أدلة وبراهين قاطعة لا يخالجها الشك ولا تعتمد على (الاستقراب والاستبعاد والرأي الشخصي)
تعليق