المشاركة الأصلية بواسطة شيعي اخباري
عزيزي الأخ شيعي أخباري
وددتُ أن تذكر بعض الروايات الواردة عن ابن أبي عمير والتي استنتجتم منها ما ذكرتموه.
وعندي استفسار آخر في هذا الشأن:
أنه إذا ثبت أنه ابن أبي عمير نقل ما ذكرتموه،
ألا يمكن أن يرد الطعن على من نقل تلك الروايات من أعاظم المحدثين في كتبهم كالكليني والصدوق،
فيؤدي ذلك إلى نسف كتبهم أو أكثر أحاديثها، بل سيسري التشكيك فيهم لأنهم اشترطوا صحة ما يروونه في كتبهم،
فكأنهم يسلّمون بمفاد هذه الروايات التي رواها ابن أبي عمير، فيكون حالهم كابن أبي عمير!!
لكن قد تدفع الشبهة عن ابن أبي عمير أنه رواها ليس اعتقاداً بها بل نقلها لأجل إشاعة جوّ التقية
الذي كان يتقصّد الإمام عليه السلام بإيجاده في بعض الظروف حفاظاً على شيعته.
ألا يحتمل مثل هذا، أو غيره من الاحتمالات من دون الطعن بالراوي؟؟
نعم لو ثبت أن الراوي عنده هذه العقيدة الناقصة في المعصوم عليه السلام، لأمكن التشكيك فيه وفي مروياته،
لكن أنّى لنا بالتثبّت من ذلك، وقد ورد عنه ما يفيد اليقين التامّ بالمعصوم عليه السلام، حتى سلّم لوثاقته أعاظم
المحدّثين فاعتمدوا عليه، بل إن بعض رواياته يظهر منه اعتقاده الصلب والكامل في المعصوم عليه السلام،
مثل:
ما رواه الصفار في بصائر الدرجات قال –وفي هذه الرواية فوائد كثيرة-:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يَزِيدَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ عِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَقَالَ لَهُ مُعَلَّى بْنُ خُنَيْسٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا لَقِيتَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ ثُمَّ قَالَ لَهُ الطَّيَّارُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي فِي بَعْضِ السِّكَكِ إِذْ لَقِيتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَلَى حِمَارٍ حَوْلَهُ أُنَاسٌ مِنَ الزَّيْدِيَّةِ فَقَالَ لِي أَيُّهَا الرَّجُلُ إِلَيَّ إِلَيَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ صَلَّى صَلَوَاتِنَا وَ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ أَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَ ذِمَّةُ رَسُولِهِ مَنْ شَاءَ أَقَامَ وَ مَنْ شَاءَ ظَعَنَ فَقُلْتُ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَغُرَّنَّكَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَوْلَكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لِلطَّيَّارِ وَ لَمْ تَقُلْ لَهُ غَيْرَ هَذَا قَالَ لَا قَالَ فَهَلَّا قُلْتَ لَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ ذَلِكَ وَ الْمُسْلِمُونَ مُقِرُّونَ لَهُ بِالطَّاعَةِ وَ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ وَقَعَ الِاخْتِلَافُ انْقَطَعَ ذَلِكَ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَجَبُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ إِنَّهُ يَهْزَأُ وَ يَقُولُ هَذَا فِي جَفْرِكُمُ الَّذِي تَدَّعُونَ فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ الْعَجَبُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ يَقُولُ لَيْسَ فِينَا إِمَامُ صِدْقٍ مَا هُوَ بِإِمَامٍ وَ لَا كَانَ أَبُوهُ إِمَاماً وَ يَزْعُمَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمْ يَكُنْ إِمَاماً وَ يَرُدُّ ذَلِكَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فِي الْجَفْرِ فَإِنَّمَا هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَذْبُوحٍ كَالْجِرَابِ فِيهِ كُتُبٌ وَ عِلْمُ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ خَطَّهُ عَلِيٌّ ع بِيَدِهِ وَ فِيهِ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ مَا فِيهِ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَ إِنَّ عِنْدِي خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ دِرْعَهُ وَ سَيْفَهُ وَ لِوَاءَهُ وَ عِنْدِيَ الْجَفْرُ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ مَنْ زَعَمَ.
وأيضاً روى الصفار:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ ص بِرُمَّانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ مَا أَعْطَاهُ إِيَّاهُمَا فَأَكَلَ وَاحِدَةً وَ كَسَرَ الْأُخْرَى فَأَعْطَى عَلِيّاً نِصْفَهَا فَأَكَلَهَا فَقَالَ يَا عَلِيُّ أَمَّا الرُّمَّانَةُ الْأُولَى الَّتِي أَكَلْتَهَا فَالنُّبُوَّةُ فَلَيْسَ لَكَ فِيهَا شَيْءٌ وَ أَمَّا الْأُخْرَى فَهِيَ الْعِلْمُ فَأَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ.
والروايات التي رواها ابن أبي عمير من هذا النمط كثيرة جداً ، كما هو ملحوظ في كتاب بصائر الدرجات.
وهنا رواية رواها الصفار في البصائر يظهر فيها أن ابن أبي عمير أخباري لا أصولي!:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُكَيْمٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع قَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْقِيَاسِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُ حَتَّى أَكْمَلَهُ جَمِيعَ دِينِهِ فِي حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ فَجَاءَكُمْ بِمَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ وَ تَسْتَغِيثُونَ بِهِ وَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ إِنَّهَا صَحِيفَةٌ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِهِ حَتَّى إِنَّ فِيهِ أَرْشَ الْخَدْشِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ مِمَّنْ يَقُولُ قَالَ عَلِيٌّ ع وَ قُلْتُ أَنَا.
والحاصل أخي الكريم أن الروايات التي رواها ابن أبي عمير نقية وصافية بحسب ما رأيت،
وإذا كان هناك ما يخالف ذلك فدلوني عليها،
مع الأخذ بنظر الاعتبار مسألة التقية،
وأن أعاظم المحدّثين نقلوا تلك الروايات، فهل يسري الطعن إليهم؟!!
تعليق