إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بغداد وأجندات التخريب في موسم الانتخابات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    12/5/2014


    العراق: جدل الأغلبية والشراكة بين الفرقاء

    العراق: التوافقات والتفاهمات السبيل نحو التغيير والتصحيح

    بغداد ـ عادل الجبوري

    ما ان وضعت "معركة" الانتخابات البرلمانية العراقية اوزارها حتى راح الفرقاء السياسيون يطرحون تصوراتهم وآراءهم بشأن صيغة تشكيل الحكومة المقبلة، ويمكن ان نسجل ابتداءً اربع سمات لذلك الجدل والسجال السياسي حول المرحلة المقبلة. السمة الاولى، ان ذلك السجال والجدل بدا حادا وانفعاليا منذ البداية، والسمة الثانية، التطرف في الاطروحات والمواقف، والسمة الثالثة، تداخل اشكاليات وسلبيات المرحلة -او المراحل السابقة- مع استحقاقات المرحلة المقبلة، اما السمة الرابعة فهي تذبذب مواقف بعض الكتل والكيانات السياسية وعدم تبنيها موقفا واضحا وثابتا بصرف النظر عن ما يمكن ان تجنيه من مكاسب وما يلحق بها من خسائر.

    الفريق الذي يقول بمبدأ او خيار الاغلبية السياسية يتمثل بائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وبعض القوى المصطفة الى جانبه او التي ربما تصطف معه في مرحلة لاحقة.

    ومن ابرز دواعي ومبررات تبني هذا الفريق خيار الاغلبية هو قوله بأن كل الاخفاقات والاشكاليات والخلل والضعف في اداء الدولة والحكومة خلال العشرة اعوام الماضية، كان سببه المحاصصة التي يرى انها كبلت الحكومة وجعلتها مرتهنة وخاضعة لاجندات ومصالح القوى السياسية المختلفة، والبديل بحسب وجهة نظر فريق "ائتلاف دولة القانون" يتمثل بتشكيل حكومة اغلبية سياسية تقوم على مبادئ احترام الدستور والالتزام به، والمحافظة على وحدة العراق، واقرار وتفعيل القوانين المعطلة والمعلقة مثل قانون النفط والغاز وقانون ترسيم الحدود الادارية بين المحافظات وقانون البنى التحتية، ويقول المالكي بهذا الشأن "ان تشكيل حكومة الاغلبية السياسية، امر كفيل بانتشال البلد من تعدد الازمات التي تسببها التقاطعات الحاصلة بين القوى والاحزاب السياسية، وهذا لا يعني تهميشا لمكون على اي خلفية قومية او طائفية، والكل سيشترك، إن مبدأَ الاغلبية السياسية لا يعني استبعاد مكون او مذهب او طائفة، وانما هو اتفاق على مبادئ وبرنامج يتم الالتزام به على اساس الدستور".

    ويمكن النظر الى الحكومة التي تصدت لزمام الامور خلال الاربعة اعوام الماضية، على انها حكومة شراكة –او محاصصة- بحكم وجود الاكراد والسنة وبعض قوى المكون الشيعي فيها، وفي ذات الوقت يمكن النظر اليها على انها حكومة اغلبية من الناحية الواقعية، خصوصا على ضوء الاصطفافات والتحالفات التي تبلورت قبل انتخابات الثلاثين من نيسان/ابريل الماضي، لان اغلب الوزراء هم اما من قوى ائتلاف دولة القانون او القريبين منها جدا، اضافة الى عدم مشاركة قوى اساسية في تلك الحكومة مثل المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وتيار الاصلاح الوطني، وحركة التغيير (كوران) الكردية وغيرها.

    تشكيل حكومة شراكة

    الفريق الاخر الذي يدعو ويتبنى تشكيل حكومة شراكة تستند على قاعدة تمثيل واسعة تستوعب كل المكونات والعناوين ويكون لها برنامج عمل واضح ومتفق عليه وقابل للتطبيق، هذا الفريق يتمثل بالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي (ائتلاف المواطن)، والقوى الكردية، لا سيما الحزبين الرئيسيين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، والاتحاد الوطني بزعامة جلال الطالباني الغائب عن المشهد منذ عام ونصف العام بسبب المرض، ومعهما حركة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى، والتيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر، وتيار الاصلاح الوطني بزعامة رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري، الى جانب قوى سياسية سنية.

    هذه القوى- وان كان البعض منها قد اشترك في حكومة 2010 برئاسة المالكي- ترى ان العراق يحتاج في المرحلة المقبلة الى حكومة شراكة وطنية حقيقية، تضع حدا لسياسات الاقصاء والتهميش التي مارسها المالكي وائتلافه الحاكم، واكثر من ذلك فإنها تفصح صراحة عن رفضها تولي المالكي ولاية ثالثة، وهذا الرفض هو في الواقع يمثل الوجه الاخر لرفض خيار ائتلاف دولة القانون بتشكيل حكومة اغلبية سياسية.

    ورغم وجود قدر من التباين بين مواقف تلك القوى الا انها تلتقي وتتفق على نقاط عامة وجوهرية.

    فرئيس المجلس الاعلى وزعيم ائتلاف المواطن، الذي تشير مجمل الاستطلاعات والارقام الاولية انه سيحل ثانيا بعد "دولة القانون" في الانتخابات الاخيرة، يقول "ان البعض يقول حكومة اغلبية سياسية، والبعض يقول حكومة شراكة وتوافقية، ونحن نقول المهم ان يكون فريقاً متجانساً برؤية موحدة، وان يكون فريق عمل متصالحاً مع بعضه البعض، فليس المهم اغلبية او شراكة، المهم ان يكون لدينا مشروع نتفق عليه وخطة عمل واضحة وصلاحيات محددة وإرادة حقيقية".



    اما رئيس اقليم كردستان فيشدد على خيار الشراكة ويؤكد ان البلد لا يمكن ان يدار من دون الشراكة، ويهدد انه بغياب الشراكة فإن الاكراد سيتجهون الى الانفصال، ويقول في لقاء له مع مبعوثة الاتحاد الاوروبي السفيرة يانا هايباسكوفا والسفراء المعتمدين لدول الاتحاد الاوروبي لدى العراق قبل بضعة ايام "ان الانتخابات تمثل الفرصة الأخيرة للعراق، فإذا طبقت الشراكة الحقيقية على أرض الواقع فهناك أمل أن نبقى معاً، وانه لا بد من تطبيق الشراكة الحقيقة عمليا لمشاركة اقليم كردستان في الحكومة العراقية المقبلة، ولا بد من تطبيق الدستور العراقي ليشعر المواطنون في العراق بأنهم مشاركون في الحياة السياسية".

    بينما يصرح رئيس مجلس النواب وزعيم ائتلاف متحدون للاصلاح المرشح لاحتلال المركز الثالث في الانتخابات بعد ائتلاف دولة القانون وائتلاف المواطن، انه سيتعامل مع الجميع الا رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.

    ويتحدث التيار الصدري من خلال عدد من شخصياته بنفس الاتجاه الرافض لتولي المالكي ولاية ثالثة، وهكذا بالنسبة للاطراف الاخرى في هذا الفريق.

    ولعل التدقيق في المواقف والتوجهات المشار اليها يوضح ان البعض يؤكد على اهمية تشكيل الفريق المنسجم والمتجانس وفق رؤية واضحة ومحددة، سواء في اطار مبدأ الاغلبية او الشراكة، والبعض الاخر يهمه تلبية مطالبه، وضمان مشاركته ودوره في الحكومة المقبلة، والبعض الثالث، تتمثل اولويته في رفض شخص المالكي ابتداء.

    تباين

    ورغم ذلك التباين والتفاوت الا ان الاتفاق والتوافق على ضرورة اجراء تغييرات حقيقية في منهج ادارة الدولة خلال المرحلة المقبلة، ربما بدا السمة الابرز، مع الاختلاف في الاليات والسياقات التفصيلية، وحتى المالكي نفسه يقر بضرورة اجراء التغييرات.

    ويبقى التساؤل المطروح بقوة.. الى ماذا سيفضي ذلك الجدل والسجال بشأن الاغلبية والشراكة؟.

    لا شك ان الرغبات والحسابات والطموحات الخاصة بكل طرف شيء، والواقعيات السياسية شيء اخر. ولعل الاخيرة هي التي تفرض نفسها في النهاية من خلال التوفيق بين الرغبات والحسابات والطموحات المتقاطعة، وتجسير الرؤى والاطروحات المفترقة بالكامل في بعض الاحيان.

    عاملان قد يحولان دون المضي بخيار الاغلبية السياسية، الاول عدم تمكن اي كتلة من الحصول على عدد كبير من مقاعد البرلمان يتيح لها التحرك بقوة من دون الحاجة الى اطراف اخرى قوية ايضا، لتشكيل حكومة اغلبية، فائتلاف دولة القانون حتى وان حصل في افضل الاحوال على مائة مقعد فإنه يبقى بحاجة الى اكثر من ستين مقعدا لاجل المضي في خيار الاغلبية، ويحتاج الى التفاهم والتوافق مع الاخرين على من يتولى منصب رئيس الجمهورية وكذلك منصب رئيس البرلمان.

    والعامل الثاني يتمثل في تعقيدات المشهد العام، وطبيعة النسيج الاجتماعي العراقي المتشكل من عناوين قومية ومذهبية وطائفية متعددة، الذي يفرض ان يكون هناك تمثيل حقيقي لكل المكونات في ادارة الدولة اذا ما اريد تجاوز المشاكل والازمات الراهنة، ولعل رئيس الوزراء نوري المالكي طرح في كلمته الاسبوعية المتلفزة يوم الاربعاء الماضي مفهوما مختلفا لحكومة الاغلبية بدا قريبا جدا من الواقع القائم على الارض، وبدا متطابقا مع ما ينادي به خصومه ومنافسوه والساعون الى قطع الطريق عنه امام ولاية ثالثة. وهذا المفهوم الجديد المطروح من قبل المالكي، يعكس في جانب منه ادراك الاخير لصعوبة-او استحالة-العمل بمبدأ الاغلبية كما هو متعارف عليه في ظل الانظمة الديمقراطية المستقرة التي لا تواجه ما يواجهه العراق من مشاكل وتحديات داخلية وخارجية، واحتقانات وتصادمات حادة بين فرقائه السياسيين.

    ائتلاف دولة القانون اذا قرر السير في ما يراه ويريده فإن ذلك يعني استمرار مسلسل المشاكل والازمات، ودوامة الصراع العقيم بين الفرقاء، هذا في حال تمكن من تشكيل حكومة اغلبية، في ذات الوقت فإن خصوم ائتلاف دولة القانون في حال اصروا على ما يطرحونه فلربما يصطدمون بخيارات صعبة ومعقدة.

    اغلب الظن، ان العراق بظروفه واوضاعه الحالية لا يمكن له يغادر صيغة الديمقراطية التوافقية التي يتم الاخذ بها خلال المراحل الانتقالية والقلقة، وفي البلدان والمجتمعات ذات الهويات القومية والدينية والمذهبية والطائفية المتعددة، ومع ما فيها من اشكاليات فإنها يمكن ان تأتي بنتائج طيبة بوجود الرؤى والتوجهات والمنطلقات الصحيحة مع النيات السليمة.

    قد يتمنع البعض، وقد يذهب البعض الاخر الى تجريب هذا الخيار او ذاك، الا ان الجميع سيجدون انفسهم في نهاية المطاف ملزمين بالتفاهم والتوافق، وتطويق واحتواء القدر المعقول والممكن من الاختلافات والخلافات والتقاطعات.

    وربما يحتاج الساسة العراقيون الى تسعة شهور لذلك، كما حصل قبل اربعة اعوام، وربما يحتاجون الى اكثر من ذلك!.

    تعليق


    • #32
      14/5/2014


      * مصادر: اصوات المالكي فاقت الاحرار والمواطن والفضيلة مجتمعة



      نقل موقع "السومرية نيوز" عن مصادر وصفها بالمطلعة الأربعاء، بان رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي حصل على 700 الف صوت في بغداد وهو اكثر من مجموع كتل الاحرار والمواطن والفضيلة والصادقون مجتمعة.

      وقالت المصادر لـ"السومرية نيوز"، إن "عمليات العد والفرز للتصويت العام في بغداد فقط اظهرت، لغاية اليوم الاربعاء، حصول ائتلاف دولة القانون على مليون وخمسة الاف صوت".

      واوضحت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن "اصوات رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي حصل لوحده في بغداد اكثر من مجموع كل الكتل الشيعية بالعاصمة"، مبينا أن "اصواته بلغت لغاية الان 700 الف صوت وهو اكثر من مجموع اصوات كتل الاحرار الثلاثة والمواطن والاصلاح والفضيلة والصادقون".

      واوضحت المصادر أن "مرشح ائتلاف دولة القانون في محافظة البصرة خلف عبد الصمد حصل على المرتبة الثانية بـ124 الف صوت وفي المرتبة الثالثة مرشحة بابل حنان الفتلاوي بـ87 الف صوت فيما لم تتجاوز اصوات عدد من قيادات دولة القانون الـ9 الاف صوت".

      ولفتت المصادر الى أن "أي من الكتل الاخرى لم تصل حتى الآن لاعداد الاصوات التي حصدها المالكي"، موضحا أن "رئيس تيار الاصلاح الوطني ابراهيم الجعفري حصل على 10 الاف صوت ورئيس تجمّع الشراكة الوطنية التابعة للتيار الصدري بهاء الاعرجي حصل على 7 الاف صوت".

      ***
      * أين تكمن مشكلة الأمن في العراق... وما هو الحل؟

      الأمن العراقي: للإصلاح في الإدارة والتنسيق والتوحد

      بغداد ـ عادل الجبوري


      منذ اكثر من عشرة اعوام والعراق يعيش في حلقة مفرغة من المشاكل والازمات، التي تتصدرها المشكلة الامنية .

      يمكننا ان نشخص اسباب المشكلة الامنية في العراق بالنقاط التالية:

      1-الاحتلال الامريكي للعراق، والسياسات التي اتبعها الامريكان في ادارة شؤون العراق، وخصوصا الجانب الامني والعسكري منها. والتي تمثلت اساسا بإبعاد الناس المخلصين والمضحين والشرفاء من مواقع المسؤولية والقرار.

      2-المشاريع والاجندات الخارجية، لعدد من القوى الاقليمية التي انطلقت من منطلقات طائفية مذهبية مقيتة، ادت الى استشراء واستفحال الارهاب في العراق، والذي تسبب بإزهاق ارواح الكثير من الناس الابرياء.

      والسعودية وقطر وتركيا ودول اخرى كانت ابرز القوى الداعمة للارهاب التكفيري والصدامي في البلدان.

      3-غياب المهنية في داخل المؤسسة العسكرية والامنية، الى جانب استفحال الفساد الاداري والمالي، من خلال بيع وشراء المناصب بمبالغ باهضة، اضعف تلك المؤسسة، وجعلها عاجزة عن اداء مهامها وادوارها ووظائفها بالشكل الصحيح والتنافس المحموم على المواقع والامتيازات.

      4-ضعف الجانب الاستخباراتي الى حد كبير، الى جانب اختراق الاجهزة الامنية والاستخباراتية من قبل الجماعات الارهابية المسلحة والاطراف الخارجية الداعمة لها، واكبر دليل على ذلك هو ان الارهابيين يصلون الى مؤسسات ومراكز حساسة جدا ، كما هو الحال مع الهجمات والاقتحامات لسجون ومراكز شرطة ووزارات ومؤسسات حكومية في بغداد وعدد من المحافظات.

      5-التعيينات الكثيرة عبر الوساطات والرشى والعلاقات المصلحية بعيدا عن المهنية ومن دون التدقيق والتمحيص في السير الذاتية وملفات الكثير من الذين يتم قبولهم في الاجهزة الامنية والعسكرية.

      6-بحسب الاحصائيات الرسمية، يبلغ عدد منتسبي المؤسسات الامنية والعسكرية العراقية بمختلف عناوينها حوالي مليون وثلائمائة عنصر ، وهذا عدد كبير، والمفارقة ان الاوضاع الامنية لم تتحسن مع الزيادة المستمرة في اعداد منتسبي الاجهزة الامنية والعسكرية، بل على العكس، فإنها ان لم تكن قد تراجعت، فقد بقيت على حالها من الضعف والاختراق والسلبية.

      7- الجيش العراقي وبحسب ما هو معروف يتألف من 17 فرقة عسكرية الى جانب تشكيلات الشرطة الاتحادية التابعة لوزارة الداخلية ، وجهاز المخابرات وجهاز الامن الوطني وجهاز مكافحة الارهاب، وفي ظل كل ذلك فان مستوى الاوضاع الامنية لا يتناسب مع هذا الكم الهائل من المنظومات الامنية والعسكرية.

      8-اضافة الى ذلك فان الميزانية المخصصة للمؤسسات الامنية والعسكرية من الميزانية العامة للدولة في كل عام كبيرة جدا مقارنة بالاموال التي تخصص لقطاعات التربية والتعليم والصحة والاسكان وبقية المجالات، ففي كل عام لا يقل الانفاق على تلك المؤسسات عن عشرين مليار دولار، لكن للاسف الشديد لا نلمس اية تغييرات ايجابية، فالتفجيرات مستمرة، والارهابيون يعيثون قتلا وذبحا بأبنائنا في مناطق ومدن مختلفة من بلدنا العزيز.



      ما هو الحل؟

      تقوم الرؤية الموضوعية والواقعية لحل المشكل الامنية في العراق على النقاط التالية:

      1-اختيار شخصيات كفوءة وقادرة ونزيهة وغير متحزبة لتولي مسؤولية الوزارات والمؤسسات ذات الطبيعة العسكرية والامنية، مثل وزارات الدفاع والداخلية وجهاز الامن الوطني، وجهاز المخابرات، وجهاز مكافحة الارهاب.

      2-تشكيل مجلس اعلى للامن القومي-الوطني في البلاد يتألف من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، ووزراء الدفاع والداخلية ورؤساء اجهزة المخابرات والامن ومكافحة الارهاب، ورؤساء الكتل البرلمانية، تكون مهمة ذلك المجلس رسم السياسات الامنية والاشراف على الخطط والمشاريع الامنية والعسكرية.

      3-اعادة النظر في قادة الفرق والالوية ومختلف المواقع العسكرية والامنية العليا، واختيار اشخاص مهنيين وكفوئين واصحاب تاريخ مشرف، وإبعاد العناصر البعثية والعناصر التي ثبت او يثبت تواطؤها مع الارهابيين ومع اطراف خارجية معادية للبلد، وتعمل ضد مصالحه.

      4-اعطاء فرص جيدة ومناسبة للاشخاص الذين قارعوا نظام البعث السابق لسنين طويلة من مختلف مكونات المجتمع العراقي ووضع حد لسياسة الاقصاء والتهميش والابعاد التي اتبعت بحقهم طيلة الاعوام العشرة الماضية.

      5-وضع الخطط والسياقات الفاعلة للقضاء على مظاهر الفساد المالي والاداري المستفحل في المؤسستين الامنية والعسكرية، ووضع حد لظاهرة بيع وشراء المناصب العسكرية والامنية بمبالغ باهضة جدا.

      6-تفعيل الجانب الاستخباراتي في مقابل تقليص المظاهر العسكرية في المدن والشوارع، والمعروف انه في بغداد وحدها يبلغ عدد نقاط التفتيش اكثر من الف وثلاثمائة سيطرة، ورغم هذا العدد الكبير، الا ان التفجيرات الارهابية تحصد في كل يوم ارواح عشرات الناس الابرياء وتهدد مصالح الكثيرين وتعطل اعمالهم ونشاطاتهم الحياتية.

      7-التنسيق بدرجة اكبر مع الدول التي لا تتقاطع مع العراق، والتي تعاني هي الاخرى من الارهاب، في ذات الوقت، العمل على تحييد الدول الداعمة للارهاب من خلال الضغط عليها كأن يكون بتقليص العلاقات الاقتصادية والتجارية معها، وعبر المحافل الدولية بعرض الارقام والحقائق التي تثبت دعمها وتمويلها للارهاب، الى جانب الحملات الاعلامية ضدها.

      8-اعطاء دور اكبر لابناء العشائر في المناطق والمدن التي تعاني من وجود الجماعات الارهابية كما هو الحال في الانبار، لان ابناء العشائر يعرفون طبيعة مناطقهم، ويعرفون اكثر من غيرهم الاساليب المناسبة لمواجهة الارهابيين.

      9-ترسيخ اللحمة الوطنية، والعمل على طرح وصياغة مواقف وطنية موحدة من قبل السياسيين ورجال الدين وشيوخ العشائر، تفضح وتعري اصحاب التوجهات الطائفية المقيتة، وتعزلهم، وتساعد على تخفيف حدة الاحتقانات، وتساعد في التمييز بين الافعال الارهابية المشينة والمرفوضة، والمواقف والافعال السليمة والصحيحة، وقد كان للمرجعيات الدينية ولشخصيات سياسية ودينية مواقف تأريخية مشرفة في المحافظة على وحدة العراقيين، وتفويت الفرصة على اعداء العراق من تحقيق مؤامرتهم ضد هذا الشعب الكريم الطيب.

      وللعلم فإن الارهاب استهدف الجميع.. الشيعة والسنة، والعرب والاكراد والتركمان، والمسلمين والمسيحيين والايزيديين والصابئة، واستهدف العراق من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، ومن الشرق الى الغرب بدون استثناء، ولم يستهدف الارهاب سوى المخلصين والشرفاء والطيبين من ابناء الشعب العراقي.

      10-وضع خطط عملية وعلمية من قبل اصحاب الاختصاص لتأمين كل حدود العراق، لا سيما حدوده مع الدول التي تمول وتدعم الجماعات الارهابية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي ترتبط مع العراق بحدود طويلة ذات طبيعة صحراوية تتيح تسلل الارهابيين وتهريب الاسلحة ووسائل النقل، ومختلف الوسائل التي تساعد الارهابيين على تنفيذ اعمالهم الاجرامية.

      11-تحسين اداء منتسبي الجيش والشرطة وكل الاجهزة الامنية والعسكرية، من خلال الحوافز المادية المجزية، وتعزيز الجوانب المعنوية والشعور الوطني لديهم، من خلال تكريس معايير العدالة والانصاف بينهم، ومعالجة مظاهر الفساد والمحسوبية والمنسوبية، والقضاء على ظاهرة الفضائيين (الموظفون غير المتلزمين بالدوام ويتقاضون نصف رواتبهم) التي تعتبر من بين ابرز ظواهر الفساد في مؤسسة الجيش العراقي.

      تعليق


      • #33
        19/5/2014


        * النتائج النهائية للانتخابات العراقية: دولة القانون أولاً بـ95 مقعداً



        اعلنت مفوضية الانتخابات اعلنت اليوم الاثنين نتائج الانتخابات البرلمانية، حيث حصل ائتلاف دولة القانون على 95 مقعداً، وجاء في المرتبة الثانية القوائم الصدرية بـ32 مقعداً ومن ثم ائتلاف المواطن بـ29 مقعداً ومن بعده ائتلاف متحدون بـ23 مقعداً، كما جاء ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي بالمركز الخامس بـ21 مقعداً، فيما حل بالمركز السادس الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ19 مقعدا يتقاسم معه المركز الاتحاد الوطني الكردستاني بـ19 مقعداً ايضاً.
        فاز ائتلاف دولة القانون، حزب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بـ92 مقعدا برلمانيا، حسب النتائج النهائية للانتخابات العراقية، فيما يضاف الى هذا الائتلاف، مقعدين من تحالف نينوى الوطني ومقعد من تحالف صلاح الدين الوطني ليصل اجمالي عدد مقاعده لى 95 مقعدا.

        وبذلك يصبح المالكي السياسي المحتمل لتشكيل الحكومة العراقية القادمة.

        وتعتبر هذه النتيجة بمثابة صفعة لخصومه السياسيين الذين لم يكونوا يرغبون برؤيته يشكل الحكومة للمرة الثالثة.

        وجاءت القوائم الصدرية مجتمعة ثانيا بمجموع 32 مقعداً وحل ائتلاف المواطن بالمركز الثالث بـ29 مقعداً، فيما حصل متحدون للإصلاح على 23 مقعداً.

        وتشير النتائج الأولية في عموم العراق إلى أن كتلة المالكي قد فازت بأكثرية المقاعد في البرلمان العراقي، لكنها لم تحقق الغالبية .

        وافادت المفوضية ان رئيس الوزراء نوري المالكي حصل على اكثر من 721 الف صوت يليه اياد علاوي بحصوله على اكثر من 229 الف صوتا .


        وحصل ائتلاف دولة القانون على 32 مقعدا في العاصمة بغداد والاحرار على ست مقاعد والمواطن على خمسة ومتحدون على اربعة والنخب على ثلاثة والتحالف المدني على ثلاثة والشراكة الوطنية وائتلاف العراق مقعدين لكل منهما .


        الى ذلك حصلت قوائم العربية والفضيلة والاصلاح والصادقون ببغداد على مقعد واحد لكل منهم .


        وأعلنت مفوضية الانتخابات، ان دولة القانون حل في المرتبة الاولى في ميسان باربعة مقاعد والاحرار ثانيا بثلاثة مقاعدفيما حصل ائتلاف متحدون على أربعة مقاعد في محافظة الأنبار، وائتلاف "الوفاء للأنبار" على ثلاثة مقاعد.


        كما تصدر دولة القانون نتائج محافظة واسط بستة مقاعد وحل الأحرار ثانياً بثلاثة والمواطن ثالثاً بمقعدين.


        كما حل ائتلاف دولة القانون اولا في بابل بسبعة مقاعد يليه المواطن بثلاثة مقاعد .

        وفي البصره حصد ائتلاف دولة القانون 12 مقعداً يليه المواطن بستة مقاعد والأحرار بثلاثة مقاعد.

        وواصل ائتلاف دولة القانون تصدره للنتائج بحصوله على ثمانية مقاعد في ذي قار يليه المواطن باربعة والأحرار باثنين، فيما حصلت قائمتا العربية ومتحدون في صلاح الدين على ثلاثة مقاعد لكل منهما .

        وأعلنت مفوضية الانتخابات، أن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني حل أولاً في محافظة كركوك بستة مقاعد، تلته جبهة تركمان كركوك والحزب الديمقراطي الكردستاني بمقعدين لكل منهما.

        وحل ائتلاف دولة القانون في المرتبة الاولى بستة مقاعد في النجف يليه الاحرار والوفاء بمقعدين لكل منهما.

        وجاء ائتلاف دولة القانون اولا في المثنى باربعة مقاعد يليها المواطن بمقعدين.

        وفاز ائتلاف دولة القانون في كربلاء ايضا بحصوله على سبعة مقاعد وحل الأحرار ثانياً بمقعدين والمواطن ثالثاً بمقعد واحد.

        وحل دولة القانون اولا في القادسية بخمسة مقاعد يليه الاحرار بمقعدين.

        الى ذلك حل التغيير اولا في السليمانية بسبعة مقاعد يليها الاتحاد الوطني الكردستاني بستة مقاعد و"ديالى هويتنا" خمسة مقاعد في ديالى ودولة القانون ثلاثة مقاعد والوطنية مقعدين .

        كما احرز حزب البارزاني سبعة مقاعد في اربيل يليه حزب الطالباني باربعة مقاعد ومتحدون اولا في نينوى بـ12 مقعدا يليه التحالف الكردستاني بستة مقاعد وحزب البارزاني اولا في دهوك بثمانية مقاعد والاتحاد الاسلامي ثانيا بمقعدين.


        يتبع ..

        ***
        * المالكي: نمد يدنا للجميع ومطالب الكتل مستجابة إذا وافقت الدستور




        أبدى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الاثنين، استعداده لمد يده للجميع، فيما أكد أن مطالب الكرد وبقية الكتل ستكون مستجابة في حال وافقت الدستور.

        وقال المالكي خلال مؤتمر صحافي بعد ساعات على إعلان نتائج الانتخابات وفقا لـ "السومرية نيوز" "إننا على استعداد لمد ايدينا للجميع"، موضحاً بالقول "لا توجد لديناُ مشكلة مع احد".

        وأضاف المالكي أن "مطالب الكرد وبقية الكتل السياسية ستكون مستجابة في حال وافقت الدستور".

        تعليق


        • #34
          20/5/2014


          * نتائج الانتخابات العراقية: ارتياح..وتحفظ

          ’إئتلاف دولة القانون’ بزعامة المالكي يحل أولاً ... ولا تغيير جوهري في الخارطة السياسية

          بغداد ـ عادل الجبوري

          لم تخرج النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية العراقية التي اعلنت الاثنين عن نطاق التوقعات والأرقام الاولية التي تداولتها الأوساط السياسية والإعلامية خلال الأيام الماضية.

          فقد حل "ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي بالمركز الاول بحصوله على خمسة وتسعين مقعداً، ثلاثين منها في العاصمة بغداد. وجاء التيار الصدري بقوائمه الثلاث(الشراكة والنخب والاحرار) في المركز الثاني محرزاً أربعة وثلاثين مقعدا، وحل "ائتلاف المواطن بالمركز الثالث" بواحد وثلاثين مقعدا، وحصل ائتلاف "متحدون للاصلاح" على ثلاثة وعشرين مقعدا، و"ائتلاف الوطنية" على واحد وعشرين مقعدا، و"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" على تسعة عشر مقعدا لكل منهما، و"العربية" على عشرة مقاعد، وحركة "التغيير" على تسعة مقاعد، و"تيار الاصلاح الوطني" و"ائتلاف الفضيلة" على ستة مقاعد لكل منهما. أما "ائتلاف ديالى هويتنا" و"ائتلاف العربية- كركوك" على خمسة مقاعد لكل منهما، و"الاتحاد الاسلامي الكردستاني" على اربعة مقاعد، و"الجماعة الاسلامية الكردية"، وتيار "الوفاء للانبار" على ثلاثة مقاعد لكل منهما.

          ونال "ائتلاف الوفاء العراقي" و"جبهة تركمان كركوك" مقعدين لكل منهما. فيما حصل تحالف "صلاح الدين الوطني"، و"كرامة"، و"ائتلاف العراق"، و"الائتلاف الوطني في صلاح الدين"، و"ائتلاف عرب كركوك"، و"تجمع الكفاءات والجماهير"، و"تيار الدولة العادلة"، و"ائتلاف خلاص"، و"صادقون" على مقعد واحد لكل منهم، واحرز المكون المسيحي خمسة مقاعد في بغداد وأربيل ونينوى ودهوك، فيما كان هناك مقعد واحد لكل من المكون الايزيدي والشبكي والصابئي في محافظات نينوى وبغداد.



          وفي الوقت الذي اظهرت أوساط "ائتلاف دولة القانون" ارتياحا للنتائج المعلنة، اظهرت بعض الأطراف ردود فعل سلبيّة وسجلت ملاحظات عديدة على الاداء المهني لمفوضية الانتخابات، فالتيار الصدري، استبق اعلان نتائج الانتخابات ليتحدث عن وجود حالات تزوير وتلاعب في مناطق من العاصمة بغداد ومحافظات اخرى، وهذا ما اعلنه التيار في مؤتمر صحفي لعدد من شخصياته، وكذلك وجه "ائتلاف الوطنية العراقية" بزعامة اياد علاوي اتهامات لائتلاف المالكي بالتزوير والتلاعب، من خلال مفوضية الانتخابات التي يهيمن عليها اشخاص محسوبين على ائتلاف المالكي، بحسب ما يقول ائتلاف علاوي.

          في حين اكد "ائتلاف المواطن" بزعامة السيد عمار الحكيم حصول عمليات تلاعب وتزوير ضده، وعرض ائتلاف المواطن في مؤتمر صحفي ليلة، وبعد ساعات قلائل من اعلان النتائج النهائية ـ نماذج من حالات التلاعب والتزوير ـ والذي اشار المتحدث بأسم الائتلاف بليغ ابو كلل الى أن ائتلافه ابلغ مفوضية الانتخابات بتلك الخروقات، وقد أقرت بذلك إلا أنها لم ترد بصورة رسمية.

          واضاف "ان لدينا شهادات شخصية وادلة تشير الى عمليات تلاعب واسعة ونحن الان بصدد تقييمها والتدقيق فيها وسنعلن عنها حال تأكدنا من ابعادها، كما لابد من التاكيد ايضا ان هناك ملابسات كثيرة شابت العمليةالانتخابية ابتدأت باستبعاد عدد من المرشحين وفق انتقائية قانونية غير مسبوقة مرورا بالضغوط غير المعهودة على مرشحي بعض القوائم الانسحاب من قوائمهم بالاغراء والتهديد والضغط على المفوضية ومجبلس مفوضيها".

          تجدر الاشارة الى ان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم "ائتلاف المواطن"، السيد عمار الحكيم هدد الاسبوع الماضي برد حاسم في حال ظهرت نتائج غير منطقية للانتخابات، علما ان "المواطن" كان يتوقع الحصول على مايقارب اربعين مقعدا.

          الى ذلك اشارت كتلة "متحدون" على لسان العضو فيها وليد المحمدي إلى تقديمها "الكثير من الطعون لدى المفوضية ومنها ما صنفت صفراء وخضراء وحمراء، وكذلك سجلت منظمات المجتمع المدني الخروقات وكانت ممتعضة من كثرتها".

          هذا، وتحدثت عدة قوى كردية عن وجود تلاعب وتزوير، فالحزب الديمقراطي الكردستاني اكد حصول ظلم وغدر بحقه، فيما اكدت احزاب اسلامية كردية حدوث تلاعب في المراكز الانتخابية بمحافظة السليمانية افقدها بعض ما حصلت عليه من مقاعد لصالح قوى نافذة ومؤثرة.

          من ناحيتها، رحبت الامم المتحدة على لسان ممثلها في العراق نيكولاي ميلادينوف بنتائج الانتخابات العراقية، ودعت الساسة العراقيين والنواب الجدد الى السعي لاجراء الاصلاحات اللازمة والمطلوبة الهادفة الى المزيد من الدعم للعملية الديمقراطية.

          وعلى ضوء النتائج النهائية المعلنة، يكون المكون الشيعي قد حصل على اكثر من مائة وسبعين مقعدا، فيما حصل المكون الكردي وحلفائه من الاقليات على اثنين وستين مقعدا، وحاز المكون السني بعناوينه المتنوعة على أكثر من سبعين مقعدا.

          ومن الواضح ان تغييرا كبيرا لن يطرأ على الواقع السياسي، ارتباطا بنتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة، ومقارنة بما تحظى به الكتل السياسية حاليا. وهو ما يؤشر الى ان الخارطة السياسية لن تتبدل كثيرا، لا سيما اذا اعيد تفعيل التحالف الوطني الشيعي، وتوافقت مكوناته على تسمية مرشح لمنصب رئاسة الوزراء خلال وقت قصير.

          تعليق


          • #35
            24/5/2014


            التحالف الوطني .. هل سيكون جواز المرور للحكومة العراقية الجديدة؟

            التحالف الوطني في العراق: المزاوجة بين الأغلبية والشراكة

            بغداد ـ عادل الجبوري


            "التحالف الوطني".. ربما كان المفردة الاكثر تداولا من على المنابر السياسية وعبر وسائل الاعلام العراقية بعد انتهاء معركة الانتخابات، والانتقال الى مرحلة المفاوضات والمباحثات حول الحكومة المقبلة، ومجمل البناء المؤسساتي للدولة العراقية.

            ليس غريبا ان يعود "التحالف الوطني" ليتصدر واجهة العناوين والاهتمامات، بعد أن كاد يطويه الاهمال والنسيان في مرحلة معينة.

            استحقاقات مرحلة ما بعد الانتخابات تتطلب من بين ابرز ما تتطلبه الاتجاه الى بناء تحالفات وتكتلات واصطفافات على ضوء حقائق ومعطيات الواقع، وبما ان المكون الشيعي يعد مكونا رئيسيا واساسيا من حيث الثقل الكمي، والتأثير النوعي، وبما ان "التحالف الوطني" مثل لفترة زمنية الاطار العام لذلك المكون، واكثر من ذلك مثل جواز المرور للحكومة السابقة، فإنه من الطبيعي جدا ان يعود الى الواجهة، ولا سيما ان اغلب التوقعات والقراءات تذهب الى ان سيناريو تسمية رئيس الوزراء المقبل سيكون من داخل التحالف الوطني وليس من خارجه.

            الائتلاف العراقي الموحد اولا

            واذا اردنا ان نعود الى الوراء قليلا نجد ان جذور التحالف الوطني الشيعي تعود الى عام 2004 حينما توافقت واتفقت القوى السياسية الشيعية المختلفة، وابرزها، المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، وحزب الدعوة الاسلامية بعناوينه المتعددة، وحزب الفضيلة الاسلامي، وعناوين سياسية اخرى، على تشكيل تحالف واسع لخوض الانتخابات الاولى في مطلع عام 2005 والتي انتجت الجمعية الوطنية الانتقالية (البرلمان المؤقت)، واطلق على ذلك التحالف "الائتلاف العراقي الموحد"، ونجح في حصد اكثر من نصف مقاعد الجمعية الوطنية، وهو ما جاء منسجما مع حجم المكون الشيعي ضمن التركيبة السكانية للشعب العراقي، ووفقا لنتائج الانتخابات، طلب من الائتلاف تسمية مرشح لرئاسة الحكومة، وبالفعل تم ترشيح القيادي في حزب الدعوة الاسلامية حينذاك ابراهيم الجعفري للمنصب، وبعد اقل من عام، وعلى ضوء الدستور الدائم الذي تم التصويت عليه في الخامس عشر من شهر تشرين الاول-اكتوبر 2005 اجريت الانتخابات البرلمانية الثانية، وخاضها الشيعة مرة اخرى ضمن عنوان "الائتلاف العراقي الموحد"، علما انه في هذه الانتخابات والانتخابات التي سبقتها تم اعتماد نظام القائمة المغلقة واعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة، ومرة اخرى حصل الائتلاف على اكثر من نصف مقاعد البرلمان البالغة مئتين وخمسة وسبعين مقعدا.

            التحالف الوطني .. الامر الواقع!

            ولم يبق الحال على ما هو عليه بعد اربعة اعوام، اذ افضى الاختلاف بين الشركاء الى انشطار الائتلاف العراقي الموحد لائتلافين، الاول ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، وضم عناوين حزب الدعوة الاسلامية، وتيار الاصلاح الوطني، والمستقلين، والثاني هو الائتلاف الوطني الذي ضم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ومنظمة بدر والتيار الصدري وحزب الفضيلة، وعناوين سياسية اخرى، وحصل "دولة القانون" في انتخابات 2010 على تسعة وثمانين مقعدا، بينما حصل الائتلاف الوطني على 70 مقعدا، وبما ان القائمة العراقية حصلت على واحد وتسعين مقعدا، وبما ان المحكمة الاتحادية العليا قررت ان الكتلة النيابية الاكبر هي التي تتشكل بعد الانتخابات وليس التي تحصل على العدد الاكبر من المقاعد، فقد دفع ذلك الامر الائتلافين (دولة القانون والوطني) الى التحالف حتى لا يفقدا منصب رئاسة الوزراء لصالح " العراقية". وبالفعل وبعد مفاوضات شاقة تشكل التحالف الوطني العراقي ليكون الكتلة البرلمانية الاكبر (159 مقعدا). ويكلف بتسمية رئيس الوزراء الجديد، وهذا ما ادخل الجميع في دوامة الرفض والقبول في ظل طرح عدة اسماء، لتؤول الامور بعد تسعة شهور لمصلحة رئيس الوزراء نوري المالكي.


            التحالف الوطني العراقي

            ولان ترشيح المالكي لولاية ثانية كان على مضض وبمثابة امر واقع بالنسبة لمكونات الائتلاف الوطني (المجلس الاعلى والتيار الصدري)، فإن ذلك كان اشارة مبكرة الى ان التحالف الوطني سيكون وجوده شكليا، وهذا ما تبين فيما بعد، في ظل غياب الثقة بين مكوناته الداعمة للمالكي، والاخرى المتحفظة على اسلوب ادارته ومعها الرافضة له، والذي دفع الاخيرة الى اتخاذ خطوات عملية مع قوى كردية وسنية لسحب الثقة من الحكومة وإقصاء المالكي، وبقيت الامور تدور في حلقة مفرغة، فلا الرافضون للمالكي تمكنوا من اقصائه، ولا هو نجح بتجاوز العراقيل والمعوقات التي وضعوها في طريقه، ولا كان مستعدا ان يعيد النظر بأسلوب ادارة بعض الملفات لا سيما الملف الامني، وملف النفط والطاقة، وطبيعة العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وبدا التحالف الوطني عاجزا عن صياغة رؤية موحدة وواقعية تخرج البلاد من دوامة ازماتها، ومن المنطقي ان يعجز عن ذلك في ظل غياب الثقة بين مكوناته وفقدان الاطر والسياقات المحددة لدوره وتحركه.

            مشهد وسيناريو 2010 يعيد نفسه

            ويبدو ان مشهد وسيناريو 2010 سيعيد نفسه في عام 2014، وخصوصا ان الانتخابات البرلمانية الاخيرة افرزت نتائج لا تختلف الا بنسبة قليلة عن نتائج انتخابات 2010.

            فائتلاف دولة القانون حصد خمسة وتسعين مقعدا، بينما حصد كل من المجلس الاعلى والتيار الصدري اللذين كانا يشكلان الائتلاف الوطني قبل اربعة اعوام، خمسة وستين مقعدا. والى جانب هذه العناوين الرئيسية حصلت كتل صغيرة كانت ـ وما زالت ـ ضمن مكونات التحالف الوطني مثل تيار الاصلاح الوطني وحزب الفضيلة، على اثني عشر مقعدا، ستة لكل منهما، وحصلت حركة اهل الحق (المنشقة عن التيار الصدري) على مقعد واحد، ليكون مجموع مقاعد الائتلاف الوطني ثمانية وسبعين مقعدا، ومجموع مقاعد كلا الائتلافين اللذين يشكلان التحالف الوطني، مائة وثلاثة وسبعين مقعدا.

            الصورة العامة التي افرزتها انتخابات 2014، تكشف ان ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، الفائز الاول، لا بد ان يبحث عن اخرين لبناء تحالف يؤمن له تشكيل كتلة اكبر يعجز المنافسون والخصوم عن بناء كتلة اكبر منها من الناحية العددية.

            وهنا فإن "دول القانون" امام خيارين، اما التفاهم مع شركائه واعادة احياء وترميم التحالف الوطني الشيعي، او اعطاؤهم ظهره والاتجاه الى اطراف من المكونين السني والكردي للتحالف معها.

            وطبيعي ان كلا الخيارين تواجههما مصاعب وعراقيل عديدة، بيد ان السير في الخيار الاول يبدو اقل صعوبة وتعقيدا، لكنه ربما يفرض طرح مرشح اخر بديل عن المالكي من قبل ائتلاف دولة القانون ـ وتحديدا من نفس فضائه الحزبي ـ او الذهاب الى مرشح تسوية من داخل التحالف الوطني من دون ان يكون محسوبا على كتلة معينة فيه، وفي ذات الوقت يحظى بقبول السنة والاكراد، علما ان فرص المالكي بالحصول على ولاية ثالثة ليست قليلة، لا سيما بعد الفوز الكبير نسبيا لائتلاف دولة القانون، بعيدا عمّا يقال من حصول عمليات تلاعب وتزوير، وهو أمر غير مستبعد بالمطلق.

            وإعادة بناء التحالف الوطني وترميمه، من خلال وضع نظام داخلي له، والتوافق على ادواره ومهامه ومساحات تحركه باعتباره الكتلة الاكبر التي ولدت ـ او ستولد ـ من رحمها الحكومة المقبلة، كل ذلك يتطلب وقتا طويلا، الى جانب التوافق على شخص المرشح المقبل لرئاسة الحكومة، ان كان المالكي او غيره، ومن المهم عدم نسيان السيناريو الذي ازاح الجعفري في عام 2006 ودفع بالمالكي الى الواجهة، هذا السيناريو يمكن ان يتكرر، لان ما يقرره التحالف الوطني، في حال اعيدت له الروح، لن يكون نهاية المطاف، وانما بداية الطريق نحو الحسم، فإقناع الفرقاء من المكونات الاخرى امر لا بد منه، وخصوصا ان اختيار رئيس مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية يسبقان وفق السياقات الدستورية تسمية رئيس الوزراء، وهو ما يعني امكانية ـ او يفرض ـ حسم الرئاسات الثلاث بصيغة الصفقة الواحدة، وربما تكون العقد والاختلافات في اطار المكونين السني والكردي اكبر منها في المكون الشيعي.

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X