تابع
أمّك يا عريّة؟ فقال عروة: أمّا أبوبكر وعمر فلم يفعلا.
فقال ابن عباس: والله ما أراكم منتهين حتى يعذِّبكم الله، نحدّثكم عن النبيّ وتحدّثونا عن أبي بكر وعمر»(1).
د. الراغب: «عيّر عبدالله بن الزبير عبدالله بن عبّاس بتحليله المتعة، فقال له: سل أمّك كيف سطعت المجامر بينها وبين أبيك، فسألها، فقالت: ما ولدتك إلاّ في متعة»(2).
هـ . ابن عبدربّه: «قال ابن عباس: أوّل مجمر سطع في المتعة مجمر آل الزبير»(3).
أقول: وقد حاول المعلّق ـ يائساً ـ توجيه وتفسير العبارة، بما يتنافى مع الظاهر، وأنّ المراد بها متعة الحجّ لا متعة النساء، ولكنّها محاولة يائسة، وكأنّه لم يتنبّه لأصل المحاورة، واعتراض ابن الزبير على ابن عباس، بقوله: وأفتيت بزواج المتعة!
التعريف بأسماء بنت أبي بكر:
إنّها أمّ عبدالله وعروة ابني الزبير بن العوّام، وهى أخت عائشة، وآخر المهاجرات وفاة ـ كانت أكبر من عائشة بعشر سنين وماتت بعد مقتل ابنها بأيّام، عام 73 هـ(4).
هاجرت وهي حامل بعبد الله، وشهدت اليرموك مع زوجها الزبير، روى عنها الصحاح الستّة، ومسندها ثمانية وخمسون حديثاً، واتّفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثاً، وانفرد البخاري بخمسة أحاديث، ومسلم بأربعة»(5).
وأمّا عندنا، قال المامقاني: لم أستثبت حالها»(6).
ــــــــــــــــــــــ
1. زاد المعاد لابن القيّم 1/219، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 15/243.
2. المحاضرات 2/94.
3. العقد الفريد 4/13.
4 و3. سير أعلام النبلاء 2/295، انظر العبر 1/82، تهذيب التهذيب 12/398، الاستيعاب 4/1781، نساء مبشّرات بالجنّة 2/159.
6. تنقيح المقال 3/69.
15 ـ أمّ عبدالله ابنة أبي خيثمة
أ. روى المتّقي الهندي عن ابن جرير: «عن سليمان بن يسار، عن أمّ عبدالله ابنة أبي خيثمة أنّ رجلا قدم من الشام فنزل عليها، فقال: إنّ العزبة قد اشتدّت عليّ فابغيني امرأة أتمتّع معها.
قالت: فدللته على امرأة فشارطها، فأشهدوا على ذلك عدولا، فمكث معها ما شاء الله أن يمكث، ثمّ إنّه خرج.
فأُخبر عن ذلك عمر بن الخطّاب، فأرسل إليّ، فسألني: أحقّ ما حُدّثت؟ قلت: نعم. قال: فإذا قدم فآذنيني به، فلمّا قدم أخبرته، فأرسل إليه، فقال: ما حملك على الّذي فعلته؟
قال: فعلته مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ لم ينهنا عنه حتى قبضه الله، ثمّ مع أبي بكر فلم ينهنا عنه حتى قبضه الله، ثمّ معك، فلم تحدّث لنا فيه نهياً، فقال عمر: أما والّذي نفسي بيده، لو كنت تقدّمت في نهي لرجمتك، بيّنوا حتى يعرف النكاح من السفاح»(1).
يفهم من النصّ أمور:
1 ـ إنّ هذا الشامي كان صحابيّاً، حيث قال: فعلته مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
2 ـ إنّ الشهود لم ينكروا عليه هذا الأمر، بل شهدوا له.
3 ـ إنّ المتعة لم تنسخ ـ كما زعموا ـ مدّة حياة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّها كانت شائعة وثابتة مدّة خلافة أبي بكر، وشطراً من خلافة عمر، كما أنّ الخليفة عمر لم ينكر هذه الدعوى من الشامي.
4 ـ إنّ المتعة لو كانت محرّمة وزنا ـ كما يزعمون ـ لكانت أمّ عبدالله شريكة في هذه الجريمة، لأنّها هي الّتي دلّته على المرأة، وتوسّطت بينهما، فيصدق عليها أنّها
ــــــــــــــــــــــ
1. كنز العمّال 16/522 ح 45726.
قوّادة وعلى الأقلّ عليها التعزير(1)، مع أنّ الخليفة عمر لم يتعرّض لها بشيء، ولا أشار إلى ذلك.
التعريف بابن يسار:
إنّ الراوي لهذا الأثر هو سليمان بن يسار التابعي، ويكفيه وثاقة عند العامّة، رواية الصحاح الستّة عنه، بالاتّفاق.
قالوا فيه: «إنّه الفقيه الإمام، عالم المدينة ومفتيها، مولى أمّ المؤمنين ميمونة الهلاليّة، وقيل: كان مكاتباً لأمّ سلمة، ولد في خلافة عثمان. وكان من أوعية العلم بحيث إنّ بعضهم قد فضّله على سعيد بن المسيّب.
قال مالك: كان سليمان بن يسار من علماء الناس بعد سعيد بن المسيّب.
قال ابن معين: سليمان ثقة.
وقال أبوزرعة: ثقة، مأمون، فاضل، عابد.
وقال النسائي: أحد الأئمّة.
وقال ابن سعد: كان ثقة، عالماً، رفيعاً، فقيهاً، كثير الحديث، مات سنة سبع ومائة»(2).
وأمّا عندنا فلم يذكروه، وقد روى عن ابن عبّاس، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) رواية شريفة عظيمة في فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام)(3).
16 ـ عبدالله بن عباس بن عبدالمطّلب، ت 68 هـ
أ. قال ابن حزم: «وقد ثبت على تحليلها بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) جماعة من السلف،
. قال البهوتي: «القوّادة الّتي تفسد النساء والرجال أقلّ ما يجب عليها الضرب البليغ وينبغى شهرة ذلك». كشف القناع 6/127; ومثله عن ابن تيميّة. انظر الفروع للمقدسي 6/115، والفتاوى الكبرى 4/299، والنفي والتغريب/108، وموارد السجن/273.
2. سير أعلام النبلاء 4/444، انظر الطبقات الكبرى 5/175، وفيات الأعيان 2/399، تهذيب التهذيب 4/228.
3. مستدركات علم الرجال 4/154.
أمّك يا عريّة؟ فقال عروة: أمّا أبوبكر وعمر فلم يفعلا.
فقال ابن عباس: والله ما أراكم منتهين حتى يعذِّبكم الله، نحدّثكم عن النبيّ وتحدّثونا عن أبي بكر وعمر»(1).
د. الراغب: «عيّر عبدالله بن الزبير عبدالله بن عبّاس بتحليله المتعة، فقال له: سل أمّك كيف سطعت المجامر بينها وبين أبيك، فسألها، فقالت: ما ولدتك إلاّ في متعة»(2).
هـ . ابن عبدربّه: «قال ابن عباس: أوّل مجمر سطع في المتعة مجمر آل الزبير»(3).
أقول: وقد حاول المعلّق ـ يائساً ـ توجيه وتفسير العبارة، بما يتنافى مع الظاهر، وأنّ المراد بها متعة الحجّ لا متعة النساء، ولكنّها محاولة يائسة، وكأنّه لم يتنبّه لأصل المحاورة، واعتراض ابن الزبير على ابن عباس، بقوله: وأفتيت بزواج المتعة!
التعريف بأسماء بنت أبي بكر:
إنّها أمّ عبدالله وعروة ابني الزبير بن العوّام، وهى أخت عائشة، وآخر المهاجرات وفاة ـ كانت أكبر من عائشة بعشر سنين وماتت بعد مقتل ابنها بأيّام، عام 73 هـ(4).
هاجرت وهي حامل بعبد الله، وشهدت اليرموك مع زوجها الزبير، روى عنها الصحاح الستّة، ومسندها ثمانية وخمسون حديثاً، واتّفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثاً، وانفرد البخاري بخمسة أحاديث، ومسلم بأربعة»(5).
وأمّا عندنا، قال المامقاني: لم أستثبت حالها»(6).
ــــــــــــــــــــــ
1. زاد المعاد لابن القيّم 1/219، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 15/243.
2. المحاضرات 2/94.
3. العقد الفريد 4/13.
4 و3. سير أعلام النبلاء 2/295، انظر العبر 1/82، تهذيب التهذيب 12/398، الاستيعاب 4/1781، نساء مبشّرات بالجنّة 2/159.
6. تنقيح المقال 3/69.
15 ـ أمّ عبدالله ابنة أبي خيثمة
أ. روى المتّقي الهندي عن ابن جرير: «عن سليمان بن يسار، عن أمّ عبدالله ابنة أبي خيثمة أنّ رجلا قدم من الشام فنزل عليها، فقال: إنّ العزبة قد اشتدّت عليّ فابغيني امرأة أتمتّع معها.
قالت: فدللته على امرأة فشارطها، فأشهدوا على ذلك عدولا، فمكث معها ما شاء الله أن يمكث، ثمّ إنّه خرج.
فأُخبر عن ذلك عمر بن الخطّاب، فأرسل إليّ، فسألني: أحقّ ما حُدّثت؟ قلت: نعم. قال: فإذا قدم فآذنيني به، فلمّا قدم أخبرته، فأرسل إليه، فقال: ما حملك على الّذي فعلته؟
قال: فعلته مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ لم ينهنا عنه حتى قبضه الله، ثمّ مع أبي بكر فلم ينهنا عنه حتى قبضه الله، ثمّ معك، فلم تحدّث لنا فيه نهياً، فقال عمر: أما والّذي نفسي بيده، لو كنت تقدّمت في نهي لرجمتك، بيّنوا حتى يعرف النكاح من السفاح»(1).
يفهم من النصّ أمور:
1 ـ إنّ هذا الشامي كان صحابيّاً، حيث قال: فعلته مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
2 ـ إنّ الشهود لم ينكروا عليه هذا الأمر، بل شهدوا له.
3 ـ إنّ المتعة لم تنسخ ـ كما زعموا ـ مدّة حياة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّها كانت شائعة وثابتة مدّة خلافة أبي بكر، وشطراً من خلافة عمر، كما أنّ الخليفة عمر لم ينكر هذه الدعوى من الشامي.
4 ـ إنّ المتعة لو كانت محرّمة وزنا ـ كما يزعمون ـ لكانت أمّ عبدالله شريكة في هذه الجريمة، لأنّها هي الّتي دلّته على المرأة، وتوسّطت بينهما، فيصدق عليها أنّها
ــــــــــــــــــــــ
1. كنز العمّال 16/522 ح 45726.
قوّادة وعلى الأقلّ عليها التعزير(1)، مع أنّ الخليفة عمر لم يتعرّض لها بشيء، ولا أشار إلى ذلك.
التعريف بابن يسار:
إنّ الراوي لهذا الأثر هو سليمان بن يسار التابعي، ويكفيه وثاقة عند العامّة، رواية الصحاح الستّة عنه، بالاتّفاق.
قالوا فيه: «إنّه الفقيه الإمام، عالم المدينة ومفتيها، مولى أمّ المؤمنين ميمونة الهلاليّة، وقيل: كان مكاتباً لأمّ سلمة، ولد في خلافة عثمان. وكان من أوعية العلم بحيث إنّ بعضهم قد فضّله على سعيد بن المسيّب.
قال مالك: كان سليمان بن يسار من علماء الناس بعد سعيد بن المسيّب.
قال ابن معين: سليمان ثقة.
وقال أبوزرعة: ثقة، مأمون، فاضل، عابد.
وقال النسائي: أحد الأئمّة.
وقال ابن سعد: كان ثقة، عالماً، رفيعاً، فقيهاً، كثير الحديث، مات سنة سبع ومائة»(2).
وأمّا عندنا فلم يذكروه، وقد روى عن ابن عبّاس، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) رواية شريفة عظيمة في فضائل أميرالمؤمنين(عليه السلام)(3).
16 ـ عبدالله بن عباس بن عبدالمطّلب، ت 68 هـ
أ. قال ابن حزم: «وقد ثبت على تحليلها بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) جماعة من السلف،
. قال البهوتي: «القوّادة الّتي تفسد النساء والرجال أقلّ ما يجب عليها الضرب البليغ وينبغى شهرة ذلك». كشف القناع 6/127; ومثله عن ابن تيميّة. انظر الفروع للمقدسي 6/115، والفتاوى الكبرى 4/299، والنفي والتغريب/108، وموارد السجن/273.
2. سير أعلام النبلاء 4/444، انظر الطبقات الكبرى 5/175، وفيات الأعيان 2/399، تهذيب التهذيب 4/228.
3. مستدركات علم الرجال 4/154.
تعليق