ففي مقتل الحسين لأبي المخنف الأزدي صفحة 110
قال أبو مخنف - حدثني الحارث ( 1 ) بن كعب وابو الضحاك ( 2 ) عن علي بن الحسين بن علي قال : اني جالس في تلك العشية التي قتل ابي صبيحتها وعمتي زينب عندي تمرضني إذ اعتزل ابي باصحابه في خباء له وعنده حوى مولى ابي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه وابي يقول : يا دهرف أف لك من خليل * كم لك بالاشراق والاصيل
من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل
وانما الامر إلى الجليل * وكل حي سالك السبيل
قال : فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها فعرفت ما أراد فخنقتني عبرتي فرددت دمعي ولزمت السكون فعلمت ان البلاء قد نزل ، فاما عمتي فانها سمعت ما سمعت وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع ، فلم تملك نفسها ان وثبت تجر ثوبها وانها
لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت : واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت فاطمة امي ، وعلي ابي ، وحسن اخي ، يا خليفة الماضي وثمال الباقي . قال : فنظر إليها الحسين ( ع ) فقال : يا اخية لا يذهبن حلمك الشيطان ، قالت : بابي انت
وامي يا ابا عبدالله استقتلت نفسي فداك ، فرد غصته وترقرقت عيناه وقال : لو ترك القطاء ليلا لنام ، قالت : يا ويلتى افتغصب نفسك اغتصابا فذلك اقرح لقلبي واشد على نفسي ، و لطمت وجهها واهوت إلى جيبها وشقته وخرت مغشيا عليها
فقام إليها الحسين فصب على وجهها الماء وقال لها : يا اخية اتقي الله ، وتعزى بعزاء الله ، واعلمي ان اهل الارض يموتون ، وان اهل السماء لا يبقون ، وان كل شئ هالك الا وجه الله الذي خلق الارض بقدرته ، ويبعث الخلق فيعودون
وهو فرد وحده ، أبي خير مني ، وامي خير مني ، وأخي خير مني ، ولي ولهم ولكل مسلم برسول الله اسوة . قال فعزاها بهذا ونحوه وقال لها : يا اخية اني اقسم عليك فابرى قسمي ولا تشقى علي جيبا ، ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعى علي بالويل والثبور إذا انا هلكت . قال : ثم جاء بها حتى اجلسها عندي ، وخرج إلى اصحابه ، فامرهم ان يقربوا بعض بيوتهم من بعض ، وأن يدخلوا الاطناب بعضها في بعض ، وأن يكونوا هم بين البيوت الا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم .
قال أبو مخنف - حدثني الحارث ( 1 ) بن كعب وابو الضحاك ( 2 ) عن علي بن الحسين بن علي قال : اني جالس في تلك العشية التي قتل ابي صبيحتها وعمتي زينب عندي تمرضني إذ اعتزل ابي باصحابه في خباء له وعنده حوى مولى ابي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه وابي يقول : يا دهرف أف لك من خليل * كم لك بالاشراق والاصيل
من صاحب أو طالب قتيل * والدهر لا يقنع بالبديل
وانما الامر إلى الجليل * وكل حي سالك السبيل
قال : فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها فعرفت ما أراد فخنقتني عبرتي فرددت دمعي ولزمت السكون فعلمت ان البلاء قد نزل ، فاما عمتي فانها سمعت ما سمعت وهي امرأة وفي النساء الرقة والجزع ، فلم تملك نفسها ان وثبت تجر ثوبها وانها
لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت : واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت فاطمة امي ، وعلي ابي ، وحسن اخي ، يا خليفة الماضي وثمال الباقي . قال : فنظر إليها الحسين ( ع ) فقال : يا اخية لا يذهبن حلمك الشيطان ، قالت : بابي انت
وامي يا ابا عبدالله استقتلت نفسي فداك ، فرد غصته وترقرقت عيناه وقال : لو ترك القطاء ليلا لنام ، قالت : يا ويلتى افتغصب نفسك اغتصابا فذلك اقرح لقلبي واشد على نفسي ، و لطمت وجهها واهوت إلى جيبها وشقته وخرت مغشيا عليها
فقام إليها الحسين فصب على وجهها الماء وقال لها : يا اخية اتقي الله ، وتعزى بعزاء الله ، واعلمي ان اهل الارض يموتون ، وان اهل السماء لا يبقون ، وان كل شئ هالك الا وجه الله الذي خلق الارض بقدرته ، ويبعث الخلق فيعودون
وهو فرد وحده ، أبي خير مني ، وامي خير مني ، وأخي خير مني ، ولي ولهم ولكل مسلم برسول الله اسوة . قال فعزاها بهذا ونحوه وقال لها : يا اخية اني اقسم عليك فابرى قسمي ولا تشقى علي جيبا ، ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعى علي بالويل والثبور إذا انا هلكت . قال : ثم جاء بها حتى اجلسها عندي ، وخرج إلى اصحابه ، فامرهم ان يقربوا بعض بيوتهم من بعض ، وأن يدخلوا الاطناب بعضها في بعض ، وأن يكونوا هم بين البيوت الا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم .
تعليق