بسم الله الرحمن الرحيم
الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 226 - 230
( باب ) * ( المؤمن وعلاماته وصفاته ) * 1 - محمد بن جعفر ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عبد الله بن داهر ، عن الحسن ابن يحيى ، عن قثم أبي قتادة الحراني ، عن عبد الله بن يونس ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قام رجل يقال له : همام - وكان عابدا ، ناسكا ، مجتهدا - إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يخطب ، فقال : يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه ؟ فقال : يا همام المؤمن هو الكيس الفطن ، بشره في وجهه ، وحزنه في قلبه ، أوسع شئ صدرا وأذل شئ نفسا ، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن، لا حقود ولا حسود ، ولا وثاب ، ولأسباب ، ولا عياب ، ولا مغتاب ، يكره الرفعة ويشنأ السمعة طويل الغم ، بعيد الهم ، كثير الصمت ، وقور ذكور ، صبور ، شكور ، مغموم بفكره ، مسرور بفقره ، سهل الخليقة ، لين العريكة ، رصين الوفاء ، قليل الأذى ، لا متأفك ولا متهتك . إن ضحك لم يخرق ، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم ، واستفهامه تعلم ومراجعته تفهم . كثير علمه ، عظيم حلمه ، كثير الرحمة ، لا يبخل ، ولا يعجل ، ولا يضجر ، ولا يبطر، ولا يحيف في حكمه ، ولا يجور في علمه، نفسه أصلب من الصلد ، ومكادحته أحلى من الشهد، لا جشع ولا هلع ولا عنف ولا صلف ولا متكلف ولا متعمق ، جميل المنازعة ، كريم المراجعة . عدل إن غضب ، رفيق إن طلب ، لا يتهور ولا يتهتك ولا يتجبر ..
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 17 - ص 207 - 208
( 22354 ) 1 - روى الشهيد الثاني الشيخ زين الدين في ( رسالة الغيبة ) بإسناده عن الشيخ الطوسي ، عن المفيد ، عن جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه محمد بن عيسى الأشعري ، عن عبد الله بن سليمان النوفلي قال : كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فإذا بمولى لعبد الله النجاشي قد ورد عليه فسلم وأوصل إليه كتابه ، ففضه وقرأه وإذا أول سطر فيه بسم الله الرحمن - إلى أن قال : - إني بليت بولاية الأهواز فإن رأى سيدي ومولاي أن يحد لي حدا أو يمثل لي مثالا لاستدل به على ما يقربني إلى الله عز وجل وإلى رسوله ، ويلخص لي في كتابه ما يرى لي العمل به وفيما ابتذله وأين أضع زكاتي وفيمن أصرفها ، وبمن آنس وإلى من أستريح ، وبمن أثق وآمن وألجأ إليه في سري ؟ فعسى أن يخلصني الله بهدايتك فإنك حجة الله على خلقه وأمينه في بلاده ، لا زالت نعمته عليك . قال عبد الله بن سليمان : فأجابه أبو عبد الله عليه السلام : بسم الله الرحمن الرحيم حاطك الله بصنعه ولطف بك بمنه ، وكلأك برعايته فإنه ولي ذلك أما بعد فقد جاءني رسولك بكتابك فقرأته ، وفهمت جميع ما ذكرت وسألته ( 1 ) عنه ، وزعمت أنك بليت بولاية الأهواز فسرني ذلك وساءني ، وسأخبرك بما ساءني من ذلك ، وما سرني إن شاء الله ، فأما سروري ‹ صفحة 208 › بولايتك ، فقلت : عسى أن يغيث الله بك ملهوفا خائفا من آل محمد عليهم السلام ، ويعز بك ذليلهم ، ويكسو بك عاريهم ، ويقوى بك ضعيفهم ، ويطفئ بك نار المخالفين عنهم ، وأما الذي ساءني من ذلك فإن أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فلا تشم حظيرة القدس ، فإني ملخص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به ولم تجاوزه ، رجوت أن تسلم إن شاء الله ، أخبرني يا عبد الله ، أبي ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : من استشاره اخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه . واعلم أني سأشير عليك برأي إن أنت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه ، واعلم أن خلاصك مما بك من حقن الدماء ، وكف الأذى عن أولياء الله ، والرفق بالرعية ، والتأني وحسن المعاشرة مع لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف ، ومداراة صاحبك ، ومن يرد عليك من رسله ، وارتق فتق رعيتك بان توقفهم على ما وافق الحق والعدل إن شاء الله ، وإياك والسعاة وأهل النمائم فلا يلتزقن بك أحد منهم ، ولا يراك الله يوما وليلة وأنت تقبل منهم صرفا ولا عدلا ، فيسخط الله عليك ، ويهتك سترك ، واحذر مكر خوز الأهواز فإن أبي أخبرني ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال : إن الايمان لا يثبت في قلب يهودي ولا خوزي أبدا .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 64 - ص 376
" وصول في غير عنف " كأن " في " بمعنى " مع " أي يعاشر الأرحام والمؤمنين ويحسن إليهم بحيث لا يصير سببا للثقل عليهم ، أو وصله دام غير مشوب بعنف ، أو يصلهم بالمال ولا يعنف عليهم عند العطاء ، ولا يؤذيهم بالقول والفعل .
الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 226 - 230
( باب ) * ( المؤمن وعلاماته وصفاته ) * 1 - محمد بن جعفر ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عبد الله بن داهر ، عن الحسن ابن يحيى ، عن قثم أبي قتادة الحراني ، عن عبد الله بن يونس ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قام رجل يقال له : همام - وكان عابدا ، ناسكا ، مجتهدا - إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يخطب ، فقال : يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه ؟ فقال : يا همام المؤمن هو الكيس الفطن ، بشره في وجهه ، وحزنه في قلبه ، أوسع شئ صدرا وأذل شئ نفسا ، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن، لا حقود ولا حسود ، ولا وثاب ، ولأسباب ، ولا عياب ، ولا مغتاب ، يكره الرفعة ويشنأ السمعة طويل الغم ، بعيد الهم ، كثير الصمت ، وقور ذكور ، صبور ، شكور ، مغموم بفكره ، مسرور بفقره ، سهل الخليقة ، لين العريكة ، رصين الوفاء ، قليل الأذى ، لا متأفك ولا متهتك . إن ضحك لم يخرق ، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم ، واستفهامه تعلم ومراجعته تفهم . كثير علمه ، عظيم حلمه ، كثير الرحمة ، لا يبخل ، ولا يعجل ، ولا يضجر ، ولا يبطر، ولا يحيف في حكمه ، ولا يجور في علمه، نفسه أصلب من الصلد ، ومكادحته أحلى من الشهد، لا جشع ولا هلع ولا عنف ولا صلف ولا متكلف ولا متعمق ، جميل المنازعة ، كريم المراجعة . عدل إن غضب ، رفيق إن طلب ، لا يتهور ولا يتهتك ولا يتجبر ..
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 17 - ص 207 - 208
( 22354 ) 1 - روى الشهيد الثاني الشيخ زين الدين في ( رسالة الغيبة ) بإسناده عن الشيخ الطوسي ، عن المفيد ، عن جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه محمد بن عيسى الأشعري ، عن عبد الله بن سليمان النوفلي قال : كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فإذا بمولى لعبد الله النجاشي قد ورد عليه فسلم وأوصل إليه كتابه ، ففضه وقرأه وإذا أول سطر فيه بسم الله الرحمن - إلى أن قال : - إني بليت بولاية الأهواز فإن رأى سيدي ومولاي أن يحد لي حدا أو يمثل لي مثالا لاستدل به على ما يقربني إلى الله عز وجل وإلى رسوله ، ويلخص لي في كتابه ما يرى لي العمل به وفيما ابتذله وأين أضع زكاتي وفيمن أصرفها ، وبمن آنس وإلى من أستريح ، وبمن أثق وآمن وألجأ إليه في سري ؟ فعسى أن يخلصني الله بهدايتك فإنك حجة الله على خلقه وأمينه في بلاده ، لا زالت نعمته عليك . قال عبد الله بن سليمان : فأجابه أبو عبد الله عليه السلام : بسم الله الرحمن الرحيم حاطك الله بصنعه ولطف بك بمنه ، وكلأك برعايته فإنه ولي ذلك أما بعد فقد جاءني رسولك بكتابك فقرأته ، وفهمت جميع ما ذكرت وسألته ( 1 ) عنه ، وزعمت أنك بليت بولاية الأهواز فسرني ذلك وساءني ، وسأخبرك بما ساءني من ذلك ، وما سرني إن شاء الله ، فأما سروري ‹ صفحة 208 › بولايتك ، فقلت : عسى أن يغيث الله بك ملهوفا خائفا من آل محمد عليهم السلام ، ويعز بك ذليلهم ، ويكسو بك عاريهم ، ويقوى بك ضعيفهم ، ويطفئ بك نار المخالفين عنهم ، وأما الذي ساءني من ذلك فإن أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فلا تشم حظيرة القدس ، فإني ملخص لك جميع ما سألت عنه إن أنت عملت به ولم تجاوزه ، رجوت أن تسلم إن شاء الله ، أخبرني يا عبد الله ، أبي ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : من استشاره اخوه المؤمن فلم يمحضه النصيحة سلبه الله لبه . واعلم أني سأشير عليك برأي إن أنت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه ، واعلم أن خلاصك مما بك من حقن الدماء ، وكف الأذى عن أولياء الله ، والرفق بالرعية ، والتأني وحسن المعاشرة مع لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف ، ومداراة صاحبك ، ومن يرد عليك من رسله ، وارتق فتق رعيتك بان توقفهم على ما وافق الحق والعدل إن شاء الله ، وإياك والسعاة وأهل النمائم فلا يلتزقن بك أحد منهم ، ولا يراك الله يوما وليلة وأنت تقبل منهم صرفا ولا عدلا ، فيسخط الله عليك ، ويهتك سترك ، واحذر مكر خوز الأهواز فإن أبي أخبرني ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال : إن الايمان لا يثبت في قلب يهودي ولا خوزي أبدا .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 64 - ص 376
" وصول في غير عنف " كأن " في " بمعنى " مع " أي يعاشر الأرحام والمؤمنين ويحسن إليهم بحيث لا يصير سببا للثقل عليهم ، أو وصله دام غير مشوب بعنف ، أو يصلهم بالمال ولا يعنف عليهم عند العطاء ، ولا يؤذيهم بالقول والفعل .
تعليق