لندع التاريخ ينطق بدلا من اخناقه والتمطع التنطع
بقايا التشيع
*********************
واختفى التشيع قرونا لكنه لا زال با قيا..
هل
توقف المد الشيعي بعد العصر الأيوبي..؟
وهل انتهى وجود الشيعة في مصر بعد مذابح الأيوبيين..؟
يحدثنا التاريخ أن أبناء الخليفة العضد وبقايا العائلة الفاطمية قد تم التحفظ عليهم من قبل الأيوبيين حيث عزل النساء في مكان وعزل الذكور مكبلين في الأغلال في مكان..
يروي المقريزي فلم يزالوا في الاعتقال بدار الأفضل من حارة برجوان الى أن انتقل الملك الكامل محمد بن المعادل بن أبي بكر بن أيوب من دار الوزارة بالقاهرة إلى قلعة الجبل. فنقل معه ولد العاضد وإخوته وأولاد عمه واعتقلهم بالقلعة وبها مات العاضد. واستمر البقية حتى انقرضت الدولة الأيوبية.. (1)
ومع استيلاء الأيوبيين على مصر واستمرار حملات الإبادة والتصفية للشيعة على جميع المستويات. وجد الشيعة أنفسهم أمام خيارات ثلاثة الأول: اللجوء للتقية وادعاء التسنن الثاني: الاندماج في الطريق الصوفية..
الثالث: الفرار إلى جنوب مصر والشام واليمن والهند وغيرها.. (2)
وبمرور الزمن تحول التسنن من إدعاء إلى حقيقة على يد الأبناء والأحفاد
الذين وجدوا في ظل واقع تظلله رايات المذاهب الأربعة وكأنه لا يوجد في الإسلام سواها. مع الافتقاد التام لكل الأدوات الفكرية والبشرية التي تقودهم إلى معتقد الآباء..
وانطبق هذا الحال على قطاعات الشيعة التي اندمجت في الطريق الصوفية وحتى التي فرت إلى الجنوب. أما الذين فروا إلى الشام وغيرها فقد وجدوا متنفسا لهم هناك.. (3)
ولقد كان أولاد العاضد المعتقلين في سجون الأيوبيين يأملون أن تستمر الانتفاضات الشيعية ضد النظام الأيوبي. وهذا الأمل لم يكن ضاربا في الخيال وإنما كان قريبا من الواقع حيث كان الوجود الشيعي لا زال قويا على ساحته. وما صلاح الدين وجنده إلا فئة دخيلة عليه أقدامها غير راسخة فيه. لكن شيئا من هذا لم يحدث.. (4)
يروي المقريزي: وملك الأتراك إلى أن تسلطن الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقاري. فلما كان سنة ست وستون وستمائة. أشهد على من بقي منهم - أولاد العاضد - وهم كمال الدين إسماعيل بن العاضد. وعماد الدين أبو القاسم بن الأمير أبي الفتوح ابن العاضد وبدر الدين عبد الوهاب بن إبراهيم العاضد.. بن جميع المواضع التي قبل المدرسة الصالحية من القصر الكبير والمواضع المعروفة بالتربة ظاهرا وباطنا بخط الخوخ السبع وجميع الموضع المعروف بالقصر اليافعي بالخط المذكور. وجميع الموضع المعروف بسكن أولاد شيخ الشيوخ وغيرهم من القصر الشارع بابه قبالة دار الحديث النبوي الكاملية. وجميع الموضع المعروف بالقصر الغربي. وجميع الموضع المعروف بدار الفطرة بخط المشهد الحسيني. وجميع الموضع المعروف بدار الضيافة بحارة برجوان. وجميع الموضع المعروف باللؤلؤة.
وجميع قصر الزمرد وجميع البستان الكافوري.. ملك لبيت المال المولوي السلطاني الملكي الظاهري.. من وجه صحيح شرعي لا رجعة فيه ولا لواحد منهم في ذلك ولا شئ منه. ولا مثوبة بسبب يد ولا ملك ولا وجه من الوجوه خلافا في ذلك من مسجد لله تبارك وتعالى أو مدفن لآبائهم.. وأرخ ذلك الإشهاد بثالث عشر
ربيع الأول سنة ستين وستماءة وأثبت على قاضي القضاة الصاحب تاج الدين عبد الوهاب بن بنت الأعز الشافعي. وتقرر مع المذكورين أن مهما كان قبضوه من أثمان بعض الأماكن المذكورة التي عاقد عليها وكلاؤهم واتصلوا إليه يحاسبوا به من جملة ما يحرز ثمنه عند وكيل بيت المال. وقبض أيدي المذكورين عن التصرف في الأماكن المذكورة وغيرها ورسم بيعها. فباعها وكيل بيت المال.. (5)
بين التصوف والتشيع:
*************************
هل التصوف هو الوجه الأخر للتشيع..؟
وما هو سر هذا التواجد القوي لحركة التصوف في مصر..؟
هل هو استثمار لحب آل البيت الكامن في نفوس المصريين..؟
وهل تمكن هذا الحب في قلوب المصريين يعود إلى التصوف أم إلى التشيع..؟
وما هو موقف الطرق الصوفية من الشيعة..؟
إن تاريخ التشيع في مصر يسبق تاريخ التصوف بفترة زمنية طويلة. وهذا هو التاريخ الطبيعي لحركة التصوف باعتبارها حركة وليدة التشيع..
ويبدو أن الأيوبيين والمماليك من بعدهم لم يتمكنوا من القضاء على التشيع في مصر عن طريق دعم المذاهب الأربعة. فاضطروا إلى احتضان الصوفية ودعمها هي الأخرى لكونها تملك القدرة على احتواء التشيع وتصفيته على أساس أن حركة التصوف ترفع شعار آل البيت الذي ترفعه الشيعة. وتبني الصوفية لشعار آل البيت لا يشكل أي خطورة على القوى الحاكمة لأنه قائم على أساس عدم الوعي بحقيقة هذا الشعار. فمن ثم فتحت الحكومات الطريق أمام الصوفية لتحتوى الجماهير وتستقطبها حتى سادت الواقع المصري.. (6)
إن الصوفية إنما سادت في مصر وأصبحت التيار الإسلامي الأول على حساب آل البيت وبدونهم ما كان لها وجود ولا ذكر.. (7)
ولا تزال مصر بفضل هذا الحب الكامن في نفوس الجماهير لآل البيت والذي
يعد أهم المعالم الشيعية الباقية والتي تقف سدا منيعا في مواجهة خط بني أمية وبني العباس وبني أيوب والمماليك والعثمانيين من بعدهم. وخط الوهابيين الذين يدعمهم آل سعود في الوقت الحاضر والذي يعد استمرارا لخط النواصب أعداء آل البيت تفريخ السفياني.. (8)
وعلى الرغم من أن صوفية مصر يرفعون شعار الخلفاء الأربعة الذي تقوم على أساسه عقيدة أهل السنة. ذلك الشعار الذي اخترع خصيصا لضرب آل البيت - رغم ذلك هناك اتجاهات صوفية لديها قدر من الوعي يؤهلها لفهم حقيقة المؤامرة التي حيكت ضد آل البيت ويخرجها من دائرة التصوف إلى دائرة التشيع.. (9)
ولقد شكل التيار الصوفي ولا زال - سدا منيعا حال دون اختراق الدعوة الوهابية للشارع المصري. كما فشلت الحركة الإسلامية في اختراقه بسبب تبنيها هذه الدعوة.
بقايا التشيع
*********************
واختفى التشيع قرونا لكنه لا زال با قيا..
هل
توقف المد الشيعي بعد العصر الأيوبي..؟
وهل انتهى وجود الشيعة في مصر بعد مذابح الأيوبيين..؟
يحدثنا التاريخ أن أبناء الخليفة العضد وبقايا العائلة الفاطمية قد تم التحفظ عليهم من قبل الأيوبيين حيث عزل النساء في مكان وعزل الذكور مكبلين في الأغلال في مكان..
يروي المقريزي فلم يزالوا في الاعتقال بدار الأفضل من حارة برجوان الى أن انتقل الملك الكامل محمد بن المعادل بن أبي بكر بن أيوب من دار الوزارة بالقاهرة إلى قلعة الجبل. فنقل معه ولد العاضد وإخوته وأولاد عمه واعتقلهم بالقلعة وبها مات العاضد. واستمر البقية حتى انقرضت الدولة الأيوبية.. (1)
ومع استيلاء الأيوبيين على مصر واستمرار حملات الإبادة والتصفية للشيعة على جميع المستويات. وجد الشيعة أنفسهم أمام خيارات ثلاثة الأول: اللجوء للتقية وادعاء التسنن الثاني: الاندماج في الطريق الصوفية..
الثالث: الفرار إلى جنوب مصر والشام واليمن والهند وغيرها.. (2)
وبمرور الزمن تحول التسنن من إدعاء إلى حقيقة على يد الأبناء والأحفاد
الذين وجدوا في ظل واقع تظلله رايات المذاهب الأربعة وكأنه لا يوجد في الإسلام سواها. مع الافتقاد التام لكل الأدوات الفكرية والبشرية التي تقودهم إلى معتقد الآباء..
وانطبق هذا الحال على قطاعات الشيعة التي اندمجت في الطريق الصوفية وحتى التي فرت إلى الجنوب. أما الذين فروا إلى الشام وغيرها فقد وجدوا متنفسا لهم هناك.. (3)
ولقد كان أولاد العاضد المعتقلين في سجون الأيوبيين يأملون أن تستمر الانتفاضات الشيعية ضد النظام الأيوبي. وهذا الأمل لم يكن ضاربا في الخيال وإنما كان قريبا من الواقع حيث كان الوجود الشيعي لا زال قويا على ساحته. وما صلاح الدين وجنده إلا فئة دخيلة عليه أقدامها غير راسخة فيه. لكن شيئا من هذا لم يحدث.. (4)
يروي المقريزي: وملك الأتراك إلى أن تسلطن الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقاري. فلما كان سنة ست وستون وستمائة. أشهد على من بقي منهم - أولاد العاضد - وهم كمال الدين إسماعيل بن العاضد. وعماد الدين أبو القاسم بن الأمير أبي الفتوح ابن العاضد وبدر الدين عبد الوهاب بن إبراهيم العاضد.. بن جميع المواضع التي قبل المدرسة الصالحية من القصر الكبير والمواضع المعروفة بالتربة ظاهرا وباطنا بخط الخوخ السبع وجميع الموضع المعروف بالقصر اليافعي بالخط المذكور. وجميع الموضع المعروف بسكن أولاد شيخ الشيوخ وغيرهم من القصر الشارع بابه قبالة دار الحديث النبوي الكاملية. وجميع الموضع المعروف بالقصر الغربي. وجميع الموضع المعروف بدار الفطرة بخط المشهد الحسيني. وجميع الموضع المعروف بدار الضيافة بحارة برجوان. وجميع الموضع المعروف باللؤلؤة.
وجميع قصر الزمرد وجميع البستان الكافوري.. ملك لبيت المال المولوي السلطاني الملكي الظاهري.. من وجه صحيح شرعي لا رجعة فيه ولا لواحد منهم في ذلك ولا شئ منه. ولا مثوبة بسبب يد ولا ملك ولا وجه من الوجوه خلافا في ذلك من مسجد لله تبارك وتعالى أو مدفن لآبائهم.. وأرخ ذلك الإشهاد بثالث عشر
ربيع الأول سنة ستين وستماءة وأثبت على قاضي القضاة الصاحب تاج الدين عبد الوهاب بن بنت الأعز الشافعي. وتقرر مع المذكورين أن مهما كان قبضوه من أثمان بعض الأماكن المذكورة التي عاقد عليها وكلاؤهم واتصلوا إليه يحاسبوا به من جملة ما يحرز ثمنه عند وكيل بيت المال. وقبض أيدي المذكورين عن التصرف في الأماكن المذكورة وغيرها ورسم بيعها. فباعها وكيل بيت المال.. (5)
بين التصوف والتشيع:
*************************
هل التصوف هو الوجه الأخر للتشيع..؟
وما هو سر هذا التواجد القوي لحركة التصوف في مصر..؟
هل هو استثمار لحب آل البيت الكامن في نفوس المصريين..؟
وهل تمكن هذا الحب في قلوب المصريين يعود إلى التصوف أم إلى التشيع..؟
وما هو موقف الطرق الصوفية من الشيعة..؟
إن تاريخ التشيع في مصر يسبق تاريخ التصوف بفترة زمنية طويلة. وهذا هو التاريخ الطبيعي لحركة التصوف باعتبارها حركة وليدة التشيع..
ويبدو أن الأيوبيين والمماليك من بعدهم لم يتمكنوا من القضاء على التشيع في مصر عن طريق دعم المذاهب الأربعة. فاضطروا إلى احتضان الصوفية ودعمها هي الأخرى لكونها تملك القدرة على احتواء التشيع وتصفيته على أساس أن حركة التصوف ترفع شعار آل البيت الذي ترفعه الشيعة. وتبني الصوفية لشعار آل البيت لا يشكل أي خطورة على القوى الحاكمة لأنه قائم على أساس عدم الوعي بحقيقة هذا الشعار. فمن ثم فتحت الحكومات الطريق أمام الصوفية لتحتوى الجماهير وتستقطبها حتى سادت الواقع المصري.. (6)
إن الصوفية إنما سادت في مصر وأصبحت التيار الإسلامي الأول على حساب آل البيت وبدونهم ما كان لها وجود ولا ذكر.. (7)
ولا تزال مصر بفضل هذا الحب الكامن في نفوس الجماهير لآل البيت والذي
يعد أهم المعالم الشيعية الباقية والتي تقف سدا منيعا في مواجهة خط بني أمية وبني العباس وبني أيوب والمماليك والعثمانيين من بعدهم. وخط الوهابيين الذين يدعمهم آل سعود في الوقت الحاضر والذي يعد استمرارا لخط النواصب أعداء آل البيت تفريخ السفياني.. (8)
وعلى الرغم من أن صوفية مصر يرفعون شعار الخلفاء الأربعة الذي تقوم على أساسه عقيدة أهل السنة. ذلك الشعار الذي اخترع خصيصا لضرب آل البيت - رغم ذلك هناك اتجاهات صوفية لديها قدر من الوعي يؤهلها لفهم حقيقة المؤامرة التي حيكت ضد آل البيت ويخرجها من دائرة التصوف إلى دائرة التشيع.. (9)
ولقد شكل التيار الصوفي ولا زال - سدا منيعا حال دون اختراق الدعوة الوهابية للشارع المصري. كما فشلت الحركة الإسلامية في اختراقه بسبب تبنيها هذه الدعوة.
تعليق