إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

منظمة حقوق الإنسان : الحكومة السورية تعرقل وصول المساعدات إلى مناطق محاصرة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    مقال طويل عن
    الولاية القضائية العالمية في أوروبا


    https://www.hrw.org/ar/news/2016/10/20/295352

    تعليق


    • #32
      الخطر القاتل الذي يخلفه داعش وراءه بعد فراره
      على القوات العراقية التي تحاول استعادة السيطرة على الموصل التعلم من دروس "منبج"
      أكتوبر 26, 2016



      كانت ساقا عقيل حمود (12 عاما) وذراعاه مثخنة بالجراح المؤلمة. كانت شظايا العبوة الناسفة التي انفجرت تحته في أحد أيام يونيو/حزيران الحارة مازالت عالقة تحت جلده الأسمر بفعل أشعة الشمس.

      كان ماشيا مع 4 من أبناء عمه على طول جسر باتجاه مسبح عام خلال شهر رمضان للانتعاش قبل تناول الإفطار مع أسرهم عند الغروب. لكنهم لم يبلغوا المسبح. فالعبوة انفجرت بوقع خطاهم بينما كانوا يعبرون الجسر. أبناء عم عقيل - محمد وعبد الرحمن ومحمد علي، وعمرهم 14 عاما، وحميد، 13، كلهم لقوا مصرعهم.

      عندما التقيته بعد 3 أشهر، كان جالسا بدون قميص في بهو صديق للأسرة، يُوري أصدقاءه نُدوبه، بعينين مستديرتين ومذهولتين، بينما يسيل سائل فاتح اللون من أذنه اليمنى التي لا زالت لم تُعالج بعد الحادث.


      زكية حسن تحمل صورة ابنها، إبراهيم حمود (35 عاما)، الذي قُتل بتفجير عبوة ناسفة عندما داس على فراش بينما كان عائدا إلى منزله يوم 12 أغسطس/آب.
      © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش
      قضينا خمسة أيام من شهر أكتوبر/تشرين الأول في منبج، وهي مدينة تسكنها حوالي 200 ألف نسمة شمالي سوريا، كان يسيطر عليها داعش إلى غاية الشهر الماضي. وكجزء من استراتيجيته الحربية، تقول العائلات والسلطات إن داعش ترك وراءه ألغاما مضادة للأفراد بدائية الصنع متناثرة في المدينة لمنع الناس من الهرب خلال المعركة للسيطرة على المدينة.

      زرع داعش هذه العبوات، وهي فعليا ألغام أرضية، في أماكن خاصة وعامة، مفخّخا المدارس والمستشفيات والمنازل، مخبّئا إياها في إطارات الأبواب والثلاجات وأجهزة التلفزيون وتحت أكوام الأحذية، ما أدى إلى مقتل العشرات وجرح مئات الآخرين. خلال بضعة أيام فقط، جمعنا أسماء 69 شخصا، بينهم 19 طفلا، لقوا حتفهم بسبب الألغام والعبوات الناسفة بدائية الصنع، لكن هذا العدد مرشح للارتفاع بشكل كبير.

      تشكل الألغام البدائية وغيرها من العبوات الناسفة خطرا جدّيا على المدنيين، وأعاقت عودتهم إلى أماكن أخرى كانت تحت سيطرة داعش مثل كوباني في سوريا، والرمادي والفلوجة في العراق. وهناك مخاوف من أن يكون هذا الخطر قائما أيضا في الباب في سوريا وفي الحويجة والموصل في العراق، حيث المعارك دائرة أو مُتوقّعة لاستعادة مناطق من داعش.

      لم يكن عقيل الضحية الوحيدة التي التقيناها في منبج. التقينا أيضا كلاوديا تالجيبيني، سيدة رومانية متزوجة بسوريّ عاشت في منبج 20 عاما. وطأت كلاوديا لُغما بينما كانت تحاول الفرار من داعش مع أسرتها.

      قالت لي كلاوديا: "سمعت 4 انفجارات "بوم، بوم، بوم". وقعتُ على الأرض مع عدد من الأطفال وأناس آخرين. فقدتُ الإحساس بذراعي وساقي بينما نزفت الدماء بغزارة من ساقي. بقيت مستلقية هناك 4 ساعات أنتظر أن يأتي أحد لمساعدتي". تقضي كلاوديا الآن أيامها في الفراش مع بناتها الّلاتي يساعدنها في دخول الحمام والذهاب إلى مواعيدها بالمستشفى. تستطيع بالكاد تحريك ذراعها اليسرى، بينما بُترت ساقُها اليُمنى تحت الركبة بقليل.

      التقينا أيضا أقارب وجيران 3 أطفال صغار لقوا حتفهم عندما دخلوا قاعة درس بمدرسة سيف الدولة الابتدائية. التف الأقارب والجيران حول إناء شاي يتذكرون طرائف الأصدقاء الثلاثة، ويتذكّرون اليوم الذي وجدوا فيه جثامين مصطفى علي حوران (13 عاما) وحسن عثمان نسّان (10 أعوام) وعماد علي الحمد (11 عاما) ملقاة على أرضية قاعة الدرس.

      قال حسن، أخو محمد الأكبر: "كانوا يلعبون سويّة في ساحة المدرسة كل يوم. بوابة المدرسة تكون عادة مقفلة لكن لسبب ما تركها أحدهم مفتوحة تلك المرة، فدخلها الأولاد. سمعنا انفجارا هائلا وهرعنا إلى هناك لنجدهم صرعى في القاعة. كانوا يلعبون سوية وماتوا سوية".

      وبقيت أسمع القصة تلو الأخرى. أخبرتنا زكية حسن أن ابنها إبراهيم حمود قُتل عندما وطأ فراشا على الأرض، حيث كانت عبوة ناسفة مخبأة. كان قد عاد ليتفقد منزله الذي استخدمه داعش كموقع للقنص خلال المعركة للسيطرة على منبج. قال خلف القصبة (60 عاما) إن عبوة ناسفة انفجرت بينما كان يدخل غرفة في منزله في قرية مشد الطواحين المجاورة. كان داعش قد أجبرهم على هجر منازلهم خلال القتال. أصابت شظية من العبوة الناسفة زوجته حيث استقرت في صدرها. كل من تحدّثنا إليهم يعرفون على الأقل شخصا أو شخصين من الحي أو من العائلة أصيبوا أو قتلوا بسبب تلك العبوات المخبأة.

      يمنع القانون الدولي العبوات الناسفة التي تنفجر عندما يلامسها الضحايا، كتلك التي رأينا في منبج، لأنها لا تميّز بين مقاتل ومدني. كان سبب منعها واضحا في منبج: إنه عقيل وأبناء عمه وكلاوديا وحسن وعماد وعشرات المدنيين الآخرين الذين توقفت أو انقلبت حياتهم بشكل كامل. الأمر بديهي: على داعش ألا يستخدم تلك الأسلحة.

      لكن منبج تقدم أيضا دروسا لأولئك الذين يقاتلون لاستعادة مناطق من داعش في الموصل وأماكن أخرى. هناك إجراءان أساسيان: توعية العائدين إلى ديارهم بمخاطر العبوات المخبأة، وتطوير القدرة على إزالتها بسرعة من المنازل والمناطق السكنية. إذا تم القيام بهما معا، فقد يُنقذان أرواحا كثيرة.

      تعليق


      • #33
        سوريا: مقتل وجرح المئات بعبوات ناسفة في منبج
        دروس للمعارك الوشيكة في العراق وسوريا
        أكتوبر 26, 2016



        يقف أحد أفراد العائلة أمام قبور 3 أطفال قُتلوا بانفجار عبوة ناسفة زرعها داعش في مدرسة في منبج يوم 27 سبتمبر/أيلول
        © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش
        (بيروت) – ألغام محلية الصنع تسببت في مقتل وجرح مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال، في مدينة منبج شمال سوريا. زرع تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف (المعروف أيضا بـ "داعش")، خلال سيطرته على المدينة، ألغاما مضادة للأفراد، معروفة أكثر باسم العبوات الناسفة. يبدو أن معظم هذه الألغام تنفجر لدى ملامستها الضحية، ولذلك هي محظورة بموجب القانون الدولي.

        جمعت هيومن رايتس ووتش، على مدار تحقيق في منبج استمر 5 أيام، بين 4 و9 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أسماء 69 مدنيا، بينهم 19 طفلا، قُتلوا جرّاء عبوات ناسفة في المدارس والمنازل وعلى الطرقات خلال أو بعد معارك السيطرة على المدينة. من المرجح أن يكون العدد أعلى من ذلك بكثير نظرا لعدم تمكن هيومن رايتس ووتش من جمع المعلومات من كافة الأحياء والقرى. قال عاملون في مشفى إنهم عالجوا مئات المصابين جراء العبوات الناسفة.

        قال أولي سولفانغ، نائب مدير برنامج الطوارئ: "فخخت داعش قبل مغادرتها كل شيء تقريبا، حتى أحواض المطابخ. قتلت العبوات الناسفة وجرحت مئات المدنيين. سترتفع تلك الأرقام مع عودة المزيد من الناس إلى منازلهم".

        تحدث ناجون من الألغام وعائلاتهم لهيومن رايتس ووتش عن مقتل وإصابة مدنيين كُثر، كانوا قد عادوا إلى منازلهم بعد انتهاء القتال، نتيجة عبوات ناسفة وُضعت في الممرات والنوافذ وتحت الفرش وبين الأحذية وفي الثلاجات وأكياس الملابس والتلفاز وصنابير أحواض المطابخ.

        تشكل العبوات المعدة يدويا وأنواع المتفجرات الأخرى ومخلفات الحروب تهديدا كبيرا للمدنيين، وتعرقل انتعاش مدن كانت تحت سيطرة داعش أمثال كوباني (عين العرب) في سوريا، والرمادي والفلوجة في العراق. العبوات الناسفة التي زرعها داعش ستشكل تهديدا كبيرا للمدنيين أيضا في الأماكن التي ستشهد معارك وشيكة لاستعادة الأراضي من داعش، مثل الباب في سوريا والحويجة والموصل في العراق.

        رابط الفيديو اضغط هنا

        قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن ألغاما محلية الصنع تسببت في مقتل وجرح مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال، في مدينة منبج شمال سوريا. زرع تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف (المعروف أيضا بـ "داعش")، خلال سيطرته على المدينة، ألغاما مضادة للأفراد، معروفة أكثر باسم العبوات الناسفة. يبدو أن معظم هذه الألغام تنفجر لدى ملامستها الضحية، ولذلك هي محظورة بموجب القانون الدولي.
        قالت زكية حسن إن عبوة ناسفة انفجرت بابنها إبراهيم حمود، 35 عاما، عندما داس على فراش أثناء عودته إلى منزله في 12 أغسطس/آب 2016، بعد انتهاء المعارك في منبج. أجبره داعش على ترك منزله لوضع قناص فيه. أضافت: "لقد قُتل فورا". عندما جاءت الشرطة المحلية لتفقد المنزل بعد بضعة أيام، وجدوا عبوة ناسفة ثانية تحت كومة أحذية عند مدخل المنزل.

        قال سكان محليون وعاملون في إزالة الألغام إن داعش فخخ أيضا المدارس والمستشفيات. في 27 سبتمبر/أيلول، قُتل 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و13 عاما بعبوة ناسفة موضوعة في أحد الصفوف الدراسية في مدرسة سيف الدولة الابتدائية في منبج. قال أفراد أسر أولئك الأطفال إنهم عادة ما كانوا يلعبون كرة القدم في ملعب المدرسة، إلا أنهم غامروا، على ما يبدو، بالدخول إلى المدرسة عندما اكتشفوا أن الباب الرئيسي غير مقفل.

        عندما زارت هيومن رايتس ووتش المشفى الرئيسي في منبج في 5 أكتوبر/تشرين الأول، وجدت كتابات على جدرانه تحذر من وجود ألغام.

        كتابة على الجدران في ساحة المستشفى الرئيسي في منبج، تحذر من وجود ألغام.
        © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش
        زرعت داعش أيضا عبوات ناسفة في الطرق والجسور والحقول، مما أدى الى مقتل وإصابة مدنيين كانوا يحاولون الفرار من التنظيم خلال المعارك. قال عدنان أحمد شواخ، 12 عاما، إن فتاة كانت تركض أمامه داست على عبوة ناسفه أثناء فرارهما مع الآخرين نحو موقع لـ "قوات سوريا الديمقراطية" أوائل أغسطس/آب. كسر الانفجار ساق عدنان، الذي قال: "طرت في السماء قبل أن ارتطم بالأرض. تطاير الغبار والصخور في كل مكان. سمعت طنينا في أذني ورأيت القتلى متناثرين على الأرض".


        عدنان، 12 عاما، كُسرت ساقه بانفجار عبوة ناسفة أثناء محاولته الفرار من مناطق سيطرة داعش أوائل أغسطس/آب.
        © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش
        تقريبا كل الحوادث التي وثقتها هيومن رايتس ووتش بدت وكأنها ناجمة عن عبوة ناسفة معدة يدويا تنفجر لدى ملامسة الضحية، بدلا من السيارات المفخخة أو التفجير عن بعد. العبوات الناسفة المعدة يدويا التي تنفجر بوجود شخص أو اقترابه منها أو ملامسته إياها تندرج تحت تعريف الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وهي محظورة بموجب معاهدة حظر الألغام عام 1997. تمنع المعاهدة استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد تحت أي ظرف من الظروف، ويُمنع استخدامها حتى لو وُصفت كعبوات ناسفة أو شراك خداعية. لم تنضم سوريا إلى المعاهدة، في حين أن العراق وتركيا دولتان طرفان في المعاهدة التي صادقت عليها عديد من الدول.

        قالت هيومن رايتس ووتش إن على جميع أطراف النزاع في سوريا احترام الحظر.

        على السلطات العسكرية والمدنية وكذلك المنظمات الدولية زيادة الوعي بين العائدين إلى الأراضي التي كانت تسيطر عليها داعش تجاه خطر العبوات الناسفة، وتطوير القدرة على تطهير المنازل والمناطق السكنية من الألغام ومخلفات الحروب بسرعة لتسهيل عودة المدنيين.

        قالت هيومن رايتس ووتش إن على البلدان المجاورة لسوريا تسهيل وصول منظمات إزالة الألغام وتقديم المساعدات الإنسانية للناجين.

        في 31 مايو/أيار، شنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يتألف من قوات كردية وعربية وغيرها مدعوم من الحكومة الأمريكية، هجوما لاستعادة منبج من داعش الذي كان يسيطر بشكل كامل على المدينة منذ يناير/كانون الثاني 2014. لم تتواجد أي جماعة مسلحة أخرى غير داعش، قبل هذه المعارك، حيث قتل وأصيب مدنيون بعبوات ناسفة. أعلن الائتلاف سيطرته على المدينة في 12 أغسطس/آب.

        قال كثير ممن قابلتهم هيومن رايتس ووتش إنهم لم يكونوا مدركين لخطر العبوات الناسفة حتى بدأت تنفجر في أحيائهم.

        قال مسؤولون عسكريون إن الائتلاف طهّر الطرق الرئيسية أثناء القتال وبعده بوقت قصير. منذ ذلك الحين، قام فريق مؤلف من 20 خبيرا في إزالة الألغام من الشرطة المحلية، مدرَّبون ومدعومون من القوات الأمريكية، بتطهير المباني العامة مثل المدارس والمستشفيات بصورة منهجية. كما طهر المنازل الخاصة التي أشار قاطنوها إلى عثورهم على عبوات ناسفة فيها، لكن أحيانا بعد انفجار إحداها.

        يُظهر مختص في إزالة الألغام صورة عبوة ناسفة مموهة بشكل صخرة.
        © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش
        تدير منظمة إنسانية دولية واحدة برامج توعية بالمخاطر في بعض مدارس منبج. قالت منظمات إنسانية إن هناك شركة تجارية تخطط لإجراء أنشطة تطهير في منبج، لكنها لم تبدأ بعد.

        قال سولفانغ: "تعني قدرة التطهير المحدودة أنه أحيانا لن يُطهر منزل إلا بعد انفجار عبوة ناسفة فيه. عندها سيكون الأوان قد فات على كثير من المدنيين".

        هيومن رايتس ووتش عضو مؤسس في الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، التي حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1997 لجهودها الرامية إلى تحقيق معاهدة حظر الألغام ومساهماتها في دبلوماسية دولية جديدة على أساس الضرورات الإنسانية.

        تعليق


        • #34
          أعداد الضحايا وأنواع الإصابات

          أخبر عضو مجلس مدينة منبج هيومن رايتس ووتش أنه شُكلت لجنة لجمع المعلومات عن عدد من قُتلوا وجُرحوا في منبج، بمن فيهم ضحايا العبوات الناسفة، إلا أنها لم تبدأ عملها بعد. لا تملك الشرطة ولا السلطات العسكرية أعداد المدنيين الذين قُتلوا وأصيبوا بعبوات ناسفة.

          على مدى 5 أيام في منبج، جمع باحثو هيومن رايتس ووتش معلومات من المشافي ومن الناجين وعائلاتهم والجيران. تألفت القائمة من 69 مدنيا، بينهم 19 طفلا. قتل 48 شخصا على الاقل أثناء عودتهم إلى منازلهم بعد انتهاء القتال. العدد الفعلي للوفيات على الأرجح أعلى بكثير. نظرا لضيق الوقت، لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من جمع المعلومات من جميع أحياء منبج. منع ضيق الوقت والمخاوف الأمنية هيومن رايتس ووتش من زيارة القرى خارج منبج.

          زود عاملو المشفى هيومن رايتس ووتش بمعلومات عن عدد الجرحى. قال عاملو مشفى الحكمة في منبج إنهم كانوا يستقبلون يوميا 6 إصابات وسطيا ناتجة عن عبوات ناسفة في الأسابيع القليلة الأولى من انتهاء القتال. 2 منهم وسطيا كانوا يتوفون جرّاء إصاباتهم.

          قدّم الدكتور رامي بالوش، كبير أطباء مشفى تشرين، عددا مماثلا: "عندما تحررت المدينة من داعش، استقبلنا نحو 35 حالة في الأسبوع الأول، مع تلهف الناس للعودة إلى منازلها وعدم معرفتها بوجود عبوات ناسفة فيها".

          قال إن المستشفى لم يسجل الحالات التي توافدت بين 12 و16 أغسطس/آب لكثرتها، لكنه سجّل 67 حالة ناتجة عن عبوات ناسفة، بين 16 أغسطس/آب و5 أكتوبر/تشرين الأول، 6 منها انتهت بالوفاة. قال إن المستشفى لم يسجل المرضى مجهولي الأسماء.

          قال الدكتور بالوش إن الأعداد انخفضت عندما أدرك الناس احتمال احتواء منازلهم على عبوات ناسفة ووجوب الحذر. أضاف، عندما تحدث إلى هيومن رايتس ووتش أوائل أكتوبر/تشرين الأول، أن توافد ضحايا العبوات الناسفة لا يزال مستمرا. خلال فترة زيارة هيومن رايتس ووتش لمنبج التي استمرت 5 أيام، استقبل مشفيا تشرين والحكمة 6 مصابين بجروح من عبوات ناسفة، أحدهم توفي.

          قال عاملون في مشافي منبج إنهم استقبلوا إصابات قليلة ناتجة عن عبوات ناسفة قبل 12 أغسطس/آب خلال المعارك، كان معظمها ناتجا عن رغبة المدنيين بالفرار من المناطق التي تسيطر عليها داعش. أنقذت قوات سوريا الديمقراطية و"الهلال الأحمر الكردي"، المعروف أيضا باسم "هيفا سور"، العديد منهم وأرسلوهم إلى مشافي كوباني أو القامشلي لتلقي العلاج.

          قال الدكتور ياسر بالي، مدير مشفى "أمل"، في كوباني إن المشفى استقبل 840 مصابا من منبج خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب. قدّر أن 80 بالمئة من الإصابات كانت بسبب عبوات ناسفة.

          قال عاملون في المستشفى إن الإصابات الناجمة عن انفجار العبوات شملت في كثير من الأحيان كسورا في الاطراف.

          قال أحد أطباء مشفى الحكمة لهيومن رايتس ووتش: "في أغلب الأحيان، ترى الرجل متمزقة بالكامل والعظم ظاهر. استوجبت أغلب الحالات التي جاءت بتر الساقين أو الذراعين".


          أفراد الطاقم الطبي في مستشفى الأمل في كوباني يعالجون أبا وابنه أصيبا بانفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهما الفرار من مناطق سيطرة داعش في منبج في أغسطس/آب.
          © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش
          قدّر هوجير بالي، مساعد جراح في مشفى أمل في كوباني، أنه بتر 15 ساقا وحوالي 11 إلى 12 ذراعا ناتجة عن عبوات ناسفة في منبج.

          قال: "كان المرضى كُثر لدرجة أنه لم يكن لدينا الوقت لتغيير ملابسنا المعقمة بين مريض وآخر. في بعض الأحيان، كنا نقوم بالعملية بملابسنا العادية لان الملابس المعقمة نفذت".

          الحوادث في المنازل والمدارس


          تستند الحسابات أدناه إلى معلومات تلقتها هيومن رايتس ووتش من الناجين وأقاربهم وجيرانهم. عندما لم ير أحد الانفجار، استخلص من جرت مقابلتهم السبب وراءه من موضع جسم الضحية وتضررها.

          قال أطباء مشفى الحكمة في منبج إن عبوة ناسفة انفجرت في منزل عائلة دادا في حي دوار الكتاب في منبج يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. أسفر الانفجار عن إصابة سعاد، 30 عاما، في الرأس، وابنها حمزة، 9 سنوات، في المعدة والصدر وكسر في الساق، وبتر ذراع ابنها محمد، 4 سنوات. أخبرت العائلة الأطباء أن التلفاز انفجر عندما حاولوا تشغيله. أُرسل ثلاثتهم إلى تركيا لتلقي العلاج.

          قال خلف القصبة، 60 عاما، إن عبوة ناسفة انفجرت أثناء سيره في غرفة منزله في قرية منشد الطواحين في 6 أكتوبر/تشرين الأول. تسبب الانفجار بكدمات بالغة على وجهه واستقرار شظايا في صدره وكسر ساقه، كما أصيبت زوجته في صدرها. أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلة معه وزوجته في مشفى تشرين بعد يوم من الحادث. قال القصبة إنه يشتبه في انفجار عبوتين ناسفتين إضافيتين في منزله قبل وصوله.

          زود أقارب وجيران أسرة القصبة، ممن صحبوهم إلى المشفى، هيومن رايتس ووتش بأسماء 9 أشخاص آخرين في قريتهم لقوا حتفهم بعبوات ناسفة.

          قال عبد الملك الأشقر، 15 عاما، ووالده إن هناك عبوة ناسفة أصابت عبد الملك في متجر العائلة أثناء التقاطه بعض الوسائد في 31 سبتمبر/أيلول. مزّق الانفجار كاحله واستقرت شظايا في صدره.

          قال أفراد العائلة والجيران إن عبوة ناسفة وُضعت في مدرسة سيف الدولة الابتدائية تسببت في مقتل مصطفى علي حوران، 13 عاما، وحسن عثمان نعسان، 10 أعوام، وعماد علي الحمد، 11 عاما، يوم 27 سبتمبر/أيلول. قال أفراد أسر أولئك الأطفال بأنهم عادة ما كانوا يلعبون كرة القدم في ملعب المدرسة، إلا أنهم غامروا، على ما يبدو، بالدخول إلى المدرسة عندما اكتشفوا أن الباب الرئيسي غير مقفل. هرع الجيران، الذين سمعوا الانفجار، إلى المدرسة ليعثروا على جثث الأولاد في الصفوف الدراسية.

          قال أحد الأقرباء إن عبوة ناسفة قتلت محمد العلي عطية، 47 عاما، عندما فتح باب منزله في حي الحزاونة أواخر أغسطس/آب. كما قتل الانفجار والدته، حسناء علي حمادة، 70 عاما.

          قال الجيران إن عبوة ناسفة قتلت أمينة كول حسن، 40 عاما، وأمها، مريم كول حسن، 60 عاما، أثناء سيرهما باتجاه منزلهما وتعثرهما بسلك رفيع على ما يبدو في حي الحزاونة يوم 23 أغسطس/آب.

          قال خالد عبدي إن عبوة ناسفة قتلت ابنته صابرين عبدي، 18 عاما، أثناء سيرها بالقرب من جدار منزلها، أثناء عودتهم إلى المنزل بعد انتهاء القتال في 18 أغسطس/آب. قال إن الانفجار جرح أيضا قريبتهم بشرى علي، 13 عاما.


          يعرض خالد عبدي صورة لابنته (18 عاما) التي قُتلت عندما انفجرت عبوة ناسفة فيها أثناء عودتهم إلى منزلهم يوم 18 أغسطس/آب بعد توقف القتال.
          © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش
          قتلت عبوة ناسفة عمران محمد الحسين، 13 عاما، بحسب أحد أقربائه، عندما فتح باب منزله في حي الحزاونة يوم 15 أغسطس بعد عودته للمرة الأولى منذ مغادرة داعش المدينة.

          قال الجيران إن عبوة ناسفة قتلت فاضل الأعرج، 12 عاما، عندما فتح باب منزله في شارع 30 في حي الحزاونة في منبج في 13 أغسطس/آب. قال الجيران إن الانفجار مزق ساقيه وأشعل النار في جسده. أخمدوا النار بالماء، لكن الأعرج توفي. أصاب الانفجار شقيقه محمد، 8 أعوام.

          قال أحد الجيران إن عبوة ناسفة قتلت حسين محمد هريش، 35 عاما، و4 آخرين عندما فتح باب الثلاجة في منزله في حي الحزاونة في منبج يوم 12 أغسطس/آب. كان مالكو المنزل قد استأجروا هريش، وهو عسكري سابق مختص بإزالة الألغام، لتطهير البيت من العبوات الناسفة.

          قالت زكية حسن إن عبوة ناسفة انفجرت بابنها إبراهيم حمود، 35 عاما، عندما داس على فراش أثناء عودته إلى منزله في 12 أغسطس/آب 2016، بعد انتهاء المعارك في منبج. أجبره داعش على ترك منزله لوضع قناص على سطحه. أضافت: "لقد قُتل فورا". عندما جاء عناصر الشرطة لإزالة الألغام بعد بضعة أيام، وجدوا عبوة ناسفة ثانية تحت كومة أحذية عند مدخل المنزل.

          قال أحد الجيران إن عبوة ناسفة قتلت موسى الموسى، 36 عاما، عندما حاول تشغيل القاطع الكهربائي الرئيسي لمنزله في حي الحزاونة في 12 أغسطس/آب بعد عودته إليه للمرة الأولى منذ مغادرة داعش المدينة. توفي شقيقه عبد الموسى الموسى، 38 عاما، بعد انفجار عبوة ناسفة أخرى أثناء تحريك سجادة في نفس المنزل بعد أيام قليلة.

          قال عابد الهارون، 48 عاما، إن عبوة ناسفة قتلت ابن أخته، يوسف ديشو، 40 عاما، عندما خطى على أرضية غرفة معيشته في منزله بشارع الربطة في منبج يوم 10 أغسطس/آب. قال أيضا إن عبوة ناسفة قتلت إبراهيم ديشو عندما فتح باب منزله في 15 أغسطس/آب. توفي زياد الشاعر، 56 عاما، في نفس الحادث.

          قال عقيل حمود، 12 عاما، وعدد من أعضاء أسرته إن عبوة انفجرت عندما عبر هو و4 من أبناء أعمامه جسرا يؤدي إلى المنقوبة سيرا على الأقدام في طريقهم إلى مسبح محلي في 24 يونيو/حزيران. توفي أبناء أعمامه الأربعة – محمد، 14 عاما؛ عبد الرحمن، 14 عاما؛ محمد علي، 14 عاما؛ وحامد، 13 عاما، وأصيب عقيل. لاحظت هيومن رايتس ووتش عددا من الندوب على ساق عقيل اليسرى وكتفه وذراعه الأيمن، وعلى الجانب الأيمن من رأسه. كانت لا تزال الجروح قرب أذنه اليمنى ترشح.

          ندوب على ساق عقيل، 12 عاما من انفجار حدث عندما كان هو و4 من أبناء عمومته يسيرون على جسر في طريقهم إلى مسبح محلي في يونيو/حزيران.
          © 2016 أولى سولفانغ/هيومن رايتس ووتش
          قالت نور حديد، 14 عاما، إن العبوات الناسفة قتلت 6 من أفراد عائلتها. توفي زوجها، عبد الرزاق أحمد الحموي، 23 عاما، وعمها أحمد الحموي، 50 عاما، عندما انفجرت عبوة أثناء ركوبهم دراجة نارية في حي الحزاونة. انفجرت عبوة ناسفة بحماتها، أمينة الزلق، 45 عاما، عندما فتحت صنبور حوض المطبخ، وقتلتها وابنتها، خديجة الحموي، 25 عاما. كان ابني عمها عمار حموي، 25 عاما، ورضوان الحموي، 13 عاما، يبحثان عن العبوات أمام منزلهما عندما انفجرت إحداها وقتلتهما.

          حوادث لأناس حاولوا الفرار


          قال الجيران إنهم شهدوا انفجار عبوة أسفرت عن إصابة محمد عبد الرازق محمد، 30 عاما، في حي الحزاونة في منبج، أثناء هروبه من داعش في 5 أغسطس/آب.

          قال طه حمودي، 52، إن ابنيه مصطفى، 14 عاما، وجاسية، 13 عاما، وشقيقه عبد الحميد، 39 عاما، قُتلوا بانفجار عبوة ناسفة في حي الحزاونة عندما داسوا على سلك في شارع ضيق أثناء فرارهما من داعش في 5 أغسطس/آب. عرض حمودي أمام هيومن رايتس ووتش الندوب الموجودة على ذراعه اليسرى الناتجة عن الانفجار.

          قال عدنان أحمد شواخ، 12 عاما، وأفراد من أسرته إن فتاة كانت تركض أمامه داست على عبوة ناسفه أثناء فرارهم مع الآخرين نحو موقع لقوات سورية الديمقراطية أوائل أغسطس/آب. كسر الانفجار ساق عدنان، الذي قال: "طرت في السماء قبل أن ارتطم بالأرض. تطاير الغبار والصخور في كل مكان. سمعت طنينا في أذني ورأيت القتلى متناثرين على الأرض".

          قالت منى الباش، 10 أعوام، وأمها إن شظايا ناتجة عن انفجار عبوة ناسفة جرحت ذراع منى أثناء محاولتهما الفرار أوائل أغسطس/آب. تحتاج إلى إجراء عملية بسبب نزيف داخلي.

          قالت كلوديا فلورينا تلجبيني، رومانية عاشت في منبج طوال 20 عاما، إنها فجرت عبوة عندما داست على كيس بلاستيكي أسود في شارع سراب في منبج أثناء فرارها من مناطق سيطرة داعش يوم 5 يوليو/تموز:

          حدثت 4 انفجارات، "بوم، بوم، بوم". سقطت على الأرض مع عدد من الأطفال وأشخاص آخرين. لم أعد أشعر بذراعي أو ساقي واندفعت الدماء بغزارة من ساقي. بقيت هناك 4 ساعات في انتظار من ينقذني.
          عثرت قوات سوريا الديمقراطية عليها لاحقا وأخذتها إلى كوباني لتلقي العلاج. بتر الأطباء ساقها اليمنى أسفل الركبة، وقلّت قدرتها على تحريك أصابع يدها اليسرى.

          تعليق


          • #35

            تعليق


            • #36
              على سوريا وقف عرقلة التحقيق الأممي في الهجمات الكيميائية
              على مجلس الأمن التحرك بموجب التقرير الأخير
              أكتوبر 28, 2016


              (نيويورك) – إن التقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق الأممية في الهجمات الكيميائية بسوريا في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2016، كشف أن الحكومة السورية حجبت معلومات هامة يمكن أن تساعد في تحديد المسؤولين عن الهجمات.

              موظفون طبيون في مستشفى القدس بحلب يعالجون الناس بعد هجوم كيميائي على المدينة في 6 سبتمبر/أيلول 2016.
              © 2016 الدفاع المدني السوري

              خلصت اللجنة المشتركة للتحقيق التي شكلتها "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" والأمم المتحدة في تقريرها الرابع إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت المواد الكيميائية في هجوم بإدلب في مارس/آذار 2015. توصلت لجنة التحقيق المشتركة إلى نفس النتيجة في هجومين آخرين عامي 2014 و2015 في تقرير سابق. كما حددت لجنة التحقيق الوحدات العسكرية المسؤولة عن طلعات جوية متصلة بالهجمات، لكنها لم تذكر أسماء قادة الوحدات، مشيرة إلى غياب المعلومات ذات الصلة، وعدم رد الحكومة السورية على استفسارات حاسمة.

              قال لويس شاربونو، مدير قسم الأمم المتحدة في هيومن رايتس ووتش: "تتزايد الأدلة على أن الحكومة السورية تحاول عمدا تعطيل المساءلة عن الهجمات الكيميائية التي نفذتها قواتها، وعرقلة التحقيق الدولي. لكن لا ينبغي أن يمنع غياب أسماء المتورطين المباشرين مجلس الأمن من فرض عقوبات على قادة كبار في سلسلة القيادة سمحوا – على الأقل – بحدوث الهجمات تحت أبصارهم".

              ذكر التقرير أن السلطات السورية قالت إنها استعرضت بيانات خطط الطيران والمعلومات المتعلقة بالعمليات الجوية، لكنها لم تقدم هذه المعلومات للتحقيق، ونفت امتلاكها في وقت سابق. قالت هيومن رايتس ووتش إن هذه المعلومات قد تكون حاسمة في تحديد الأفراد المسؤولين عن الهجمات لمحاسبتهم على أفعالهم، مع فرض عقوبات موجهة كخطوة أولى.

              ناقش مجلس الأمن التقرير في جلسة مغلقة في 27 أكتوبر/تشرين الأول. في خطاب موجه إلى المجلس، بدا السفير الروسي إلى الأمم المتحدة وكأنه يستبعد الحاجة إلى تحرك مجلس الأمن بناء على نتائج التقرير. عوضا عن ذلك، دعا الحكومة السورية إلى فتح تحقيق وطني في الهجمات الكيميائية التي أكدها التحقيق.

              منعت روسيا صدور قرار من مجلس الأمن للمساءلة عن الجرائم في سوريا بإحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية. قالت هيومن رايتس ووتش إن الفيتو الروسي ضد العقوبات على المسؤولين عن هجمات كيماوية هو سبب آخر لطلب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة دورة استثنائية طارئة للجمعية العامة بشأن سوريا. يمكن لهذه الدورة، من بين أمور أخرى، فرض آلية تحقيق لجمع وحفظ الأدلة لاستخدامها في أي محاكمات جنائية مستقبلية ذات مصداقية على المستوى الوطني أو الدولي للجرائم الخطيرة التي ارتكبت في سوريا.

              تتزايد الأدلة على أن الحكومة السورية تحاول عمدا تعطيل المساءلة عن الهجمات الكيميائية التي نفذتها قواتها، وعرقلة التحقيق الدولي. لكن لا ينبغي أن يمنع غياب أسماء المتورطين المباشرين مجلس الأمن من فرض عقوبات على قادة كبار في سلسلة القيادة سمحوا – على الأقل – بحدوث الهجمات تحت أبصارهم.
              لويس شاربونو
              مدير قسم الأمم المتحدة في هيومن رايتس ووتش
              اعتمد مجلس الأمن بالإجماع القرار رقم 2235 في 7 أغسطس/آب 2015، لإنشاء وإعمال آلية للتحقيق مشتركة بين "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" والأمم المتحدة "تتولى إلى أقصى حد ممكن تحديد الأشخاص أو الكيانات أو الجماعات أو الحكومات التي قامت باستخدام المواد الكيميائية، بما فيها الكلور أو أي مادة كيميائية سامة أخرى، كأسلحة في الجمهورية العربية السورية، أو التي تولت تنظيم ذلك الاستخدام أو رعايته أو شاركت فيه على نحو آخر".

              أكّد التحقيق نتائج هيومن رايتس ووتش في تقريري مايو/أيار 2014 وأبريل/نيسان 2015، والتي خلصت إلى أن القوات الحكومية كانت على الأرجح المسؤولة عن الهجمات الثلاث، من بين عدة حوادث مماثلة.

              كما وجد التحقيق سابقا أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروفة أيضا بـ "داعش") استخدمت غاز الخردل الكبريتي في هجوم على مناطق تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة في أغسطس/آب 2015. قالت لجنة التحقيق أيضا في تقريرها الرابع إنها تلقت 13 ادعاء بامتلاك وتحريك ونية استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل جهات غير حكومية في سوريا. فرضت الأمم المتحدة عقوبات على داعش من قبل.

              قالت هيومن رايتس ووتش إن الحكومة السورية مستمرة في ارتكاب الهجمات الكيمائية غير القانونية على ما يبدو. وثّقت هيومن رايتس ووتش استخدام قوات الحكومة السورية المحتمل للمواد الكيميائية في هجمات بحلب في شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2016. جمعت مجموعة "بيلينغات" لصحافة المواطنة الاستقصائية، معلومات عن هجوم كيميائي محتمل نفذته الحكومة أوائل أكتوبر/تشرين الاول.

              دعت هيومن رايتس ووتش سابقا مجلس الأمن إلى تمديد ولاية لجنة التحقيق المشتركة وتوسيعها إن لزم الأمر، وفرض عقوبات على الحكومة السورية لارتكابها هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا، وإحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية.

              وافق مجلس الأمن على فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى في سوريا، في قرار عام 2013 تمت الموافقة عليه بعد الهجوم الكيميائي بالسارين في ضواحي غوطة دمشق، الذي قتل مئات المدنيين.

              تحظر "اتفاقية الأسلحة الكيميائية"، التي صادقت عليها سوريا في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2013، الهجمات التي تستخدم المواد الكيميائية الصناعية مثل الكلور كسلاح. توافق كل دولة عضو على عدم "مساعدة أو تشجيع أو حث، بأي شكل من الأشكال، أي شخص على المشاركة في أي نشاط محظور على أي دولة طرف بموجب هذه الاتفاقية"، بالإضافة إلى التزامات أخرى. تحظر قوانين الحرب المعمول بها في سوريا استخدام الأسلحة الكيميائية. يعتبر استخدام الأسلحة المحرمة بقصد جنائي، أي عمدا أو باستهتار، جريمة حرب.

              قالت روسيا إن اللجنة ستغلق الفجوة في تحديد المسؤولين عن استخدام الكلور كسلاح في سوريا.

              قال لويس شاربونو: " دعمت روسيا جميع قرارات مجلس الأمن بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بما فيها تلك التي كلفت لجنة التحقيق بتحديد المسؤولية الفردية. من العار أن تحبط روسيا تحرك مجلس الأمن فقط لأن التحقيق أتى بنتيجة لا تعجبها".

              تعليق


              • #37
                حلب بأكملها تتضوّر ألما
                فظائع مستمرة في الشرق، ومدنيون تحت النار في الغرب
                نوفمبر 1, 2016


                طفل صغير يبكي بحُرقة فوق سرير المستشفى، وهو مغطى بالغبار والدم. ظهر ذلك في مقطع فيديو نشرته وكالة أنباء "الإخبارية" الموالية للحكومة السورية، مع مشاهد لرجال ونساء وأطفال من المدنيين مصابين بما قالوا إنها صواريخ أطلقتها جماعات المعارضة المسلحة من حي الحمدانية على غرب حلب التي تسيطر عليها الحكومة. في نفس الوقت، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الأسبوع الماضي تعرّض مدرسة في حي الشهباء لقصف بذخائر أطلقتها مجموعات المعارضة المسلحة من شرق حلب، وأسفرت عن مقتل 6 أطفال في المدرسة. نشرت صفحة المدرسة على" فيسبوك "نعيا لطفل قُتل في الهجوم.

                لقطة من فيديو صُوّر في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2016 لمشهد عام للمدينة القديمة في حلب وقدّ دمرتها القنابل، سوريا. نُشر الفيديو في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
                © 2016 رويترز
                ليس ما سبق سوى عدد قليل من تقارير حول الانتهاكات الجارية غربي حلب منذ أن شنت جماعات المعارضة المسلحة هجومها لكسر الحصار على شرق حلب يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول. قتلت العمليات العسكرية السورية الروسية المشتركة في الشرق آلاف المدنيين، ولم يسمح حصار الحكومة للمدينة بوصول المساعدات الضرورية منذ يوليو/تموز.

                بينما أثارت الفظائع المرتكبة شرق حلب غضبا دوليا واهتماما إعلاميا، لم تحظى الانتهاكات التي ترتكبها جماعات المعارضة المسلحة ضد المدنيين في غرب حلب بأي تغطية. يرجع ذلك جزئيا إلى التحديات التي يواجها المراقبون المستقلون، مثل "هيومن رايتس ووتش"، في الحصول على تأشيرات دخول إلى غربي المدينة، وباقي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. كما يرجع ذلك أيضا إلى خوف الكثير من سكان غربي حلب التحدث إلى منظمات حقوق الإنسان خشية انتقام الحكومة.

                مع ذلك، قدّمت جماعات المعارضة المسلحة شرقي حلب بعض المؤشرات عما تقوم به من خلال فيديوهات نشرتها تُظهر مقاتليها يُطلقون قذائف مرتجلة وصواريخ غير موجهة من شرق حلب إلى مناطق ذات كثافة سكانية عالية في الغرب، ويُعدّون انتحاريين لشن هجمات. وفقا للأمم المتحدة، قُتل أكثر من 30 مدنيا، بينهم 10 أطفال، وأصيب عشرات الآخرين بجروح جراء هجمات 29 و30 أكتوبر/تشرين الأول على حلب الغربية.

                استخدمت جماعات المعارضة المسلحة نفس التكتيكات في استهداف الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة في دمشق وحمص، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين.

                على جميع الأطراف المتحاربة، بما في ذلك جماعات المعارضة المسلحة، الانصياع لقوانين الحرب بغض النظر عن الإصابات التي لحقت بهم أثناء الصراع أو تحت الحصار. يعني هذا عدم استهداف المدنيين بهجمات متعمدة؛ الحرص على التمييز بين المدنيين والمقاتلين في جميع الأوقات؛ وعدم التسبب في سقوط ضحايا من المدنيين بشكل لا يتناسب مع المكاسب العسكرية المتوقعة. يُمكن محاكمة من ينتهك هذه القواعد بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

                رغم الدمار الذي أصاب المدنيين في حلب، لم يُحرّك مجلس الأمن ساكنا لحماية المدنيين في المدينة. نظرا لفشل مجلس الأمن، حان الوقت للدول الأعضاء في الأمم المتحدة لطلب عقد جلسة طارئة استثنائية فورا للجمعية العامة حول سوريا، والمطالبة بوضع حد فوري للهجمات غير المشروعة، والضغط من أجل إنشاء آلية تحقيق خاصة بالجرائم الوحشية في سوريا، بهدف الإعداد لمحاكمات جنائية مستقبلية.

                يستحق كل الضحايا في سوريا العدالة، بغض النظر عن المنطقة التي علقوا فيها.

                تعليق


                • #38
                  تقرير منذ سنة لكن مهم


                  "ما كان يجب أن يُقتل"
                  الهجمات العشوائية لجماعات المعارضة السورية
                  مارس 23, 2015


                  ملخص


                  تسببت الانتفاضة الداخلية التي بدأت في سوريا في 2011، ثم تحوّلت إلى نزاع مسلّح، في خسائر فادحة في صفوف المدنيين. واتسع حجم الأضرار التي لحقت المدنيين بشكل كبير نتيجة الهجمات العشوائية أو المتعمدة التي تقوم بشنها قوات الحكومة السورية وميليشيات مساندة لها ومختلف الجماعات المسلحة. قامت هيومن رايتس ووتش بتوثيق الهجمات غير القانونية التي شنتها القوات الحكومية والميليشيات المساندة لها على نطاق واسع. وشملت هذه الهجمات استخدام أسلحة محظورة، مثل الأسلحة الكيميائية والقذائف الحارقة والذخائر العنقودية والألغام المضادة للأفراد، وأسلحة تكون عشوائية عندما تستخدم في المناطق السكنية، مثل الصواريخ والمدفعية الثقيلة والمتفجرات المشحونة بالوقود والهواء والبراميل المتفجرة، التي صارت مستخدمة بشكل متصاعد.
                  يتناول هذا التقرير الانتهاكات التي ارتكبتها المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة السورية في الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني 2012 إلى أبريل/نيسان 2014، ويتطرق بدقة إلى الهجمات العشوائية بالسيارات المفخخة وقذائف الهاون والصواريخ غير الموجهة في الأماكن المكتظة بالسكان الخاضعة لسيطرة الحكومة، وهو ما تسبب في مقتل مئات المدنيين في دمشق وحمص وسط سوريا.

                  يعتمد التقرير على إفادات الضحايا والشهود، وتحقيقات ميدانية، ومقاطع فيديو متوفرة للجميع، وأبحاث أخرى، وهو يُغطي الهجمات التي وقعت وسط دمشق، وفي السيدة زينب وجرمانا في محافظة ريف دمشق، والهجمات التي جدّت في أحياء الزهراء وعكرمة والنزهة وباب السباع في مدينة حمص، وقرية الثابتية القريبة منها. اخترنا هذه المواقع لإجراء بحوثنا لأنها كانت من ضمن المواقع الأكثر عرضة لهجمات المجموعات المسلحة، ولأننا استطعنا زيارتها.

                  تتميز المناطق التي شملتها التحقيقات بكثافتها السكانية، وهي تتكون أساسًا من أقليات دينية، منها الشيعة والعلويين والدروز والمسيحيين، وتقع بالقرب من أحياء خاضعة لسيطرة جماعات المعارضة باستثناء حي باب السباع الذي تعيش فيه أغلبية سنية، وبعض سكانه مسيحيون، ووسط دمشق الذي يتميز بالاختلاط، وفيه أديان متعددة.

                  ساعدت البحوث التي أجرتها هيومن رايتس ووتش على تحديد الأماكن التي يُعتقد أنها مصدر الهجمات المدفعية والصواريخ. ولكننا لم نتمكن من تحديد مجموعات معارضة بعينها من بين الجماعات المسلحة المتعددة لتحميلها مسؤولية عدد من الهجمات. حاولنا التفريق بين مختلف المجموعات المشاركة في عمليات عسكرية ضدّ الحكومة السورية في الأماكن التي شملتها البحوث، بما في ذلك الجيش السوري الحر، والجبهة الإسلامية، وتنظيم الدولة الإسلامية، المعروف أيضا بـ داعش، وجبهة النصرة، وجماعات مسلحة أخرى .

                  خلصت هيومن رايتس ووتش إلى أن في المناطق التي تمكنت من زيارتها كانت الأحياء التي تسكنها أقليات دينية أكثر عرضة للهجمات العشوائية التي تشنها جماعات المعارضة المسلحة من الأحياء التي تسكنها أغلبية سنية. وتوجد أدلة قوية في البيانات الصادرة عن مجموعات المعارضة المسلحة على أنها تعتبر الأقليات الدينية مساندة للحكومة السورية، أو أنها نفذت هجماتها انتقاما من هجمات الحكومة على مدنيين سُنة في مناطق أخرى في البلاد.

                  سيارات مفخخة وعبوات ناسفة


                  بدأت مجموعات المعارضة المسلحة في استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، وأحيانا الهجومات الانتحارية، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة عام 2012. واستهدفت أولى هذه الهجمات قوات الأمن الحكومية، ولكن بعد ذلك بدأت الجماعات المسلحة في تنفيذ تفجيرات في أماكن آهلة بالسكان لا توجد فيها أهداف عسكرية واضحة.

                  جمعت هيومن رايتس ووتش معطيات حول 17 تفجيرا باستخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني 2012 إلى أبريل/نيسان 2014 في جرمانا في ريف دمشق، وتفجير واحد وسط دمشق، وستة تفجيرات في أحياء الزهراء وعكرمة والنزهة في مدينة حمص، وتفجير آخر في قرية الثابتية القريبة من حمص.

                  جدّت الهجمات بالسيارات المفخخة في مناطق تجارية وسكنية، وفي الساحات وسط المدن، ووقعت واحدة منها في مقبرة أثناء موكب جنازة. وبعد أبريل/نيسان 2014، تواصلت التفجيرات باستخدام السيارات المفخخة، ومنها تفجير وقع في 1 أكتوبر/تشرين الأول بالقرب من مدرسة ابتدائية في حي عكرمة في حمص أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، معظمهم من الأطفال.

                  قال الشهود، في جميع الهجمات التي أجرت فيها هيومن رايتس ووتش تحقيقات، إنه لم تكن توجد أهداف عسكرية قرب الأماكن التي استهدفتها التفجيرات. وإضافة إلى كونها تتميز بالعشوائية، تشير عديد العوامل إلى أن عدد من هذه الهجمات كانت ترمي بالأساس إلى ترهيب المدنيين، وهو انتهاك للقانون الدولي. وفي عديد من الهجمات، تم تفجير سيارتين بشكل متتال في نفس المكان، وهو ما يبرز نية التسبب في عدد كبير من الضحايا والجرحى.

                  لم تتبن مجموعات المعارضة المسلحة أغلب الهجمات التي استخدمت سيارات مفخخة والتي حققت فيها هيومن رايتس ووتش، مثل الهجوم الذي جدّ في سبتمبر/أيلول 2013 في ساحة الوحدة في جرمانا. ولكن الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية تبنت بعض الهجمات، مثل التفجير الذي جدّ في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2013 في شارع الأهرام قرب ميدان النزهة في حمص والذي تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين بجروح. وكانت جبهة النصرة قد أعلنت مسؤوليتها عن التفجير، وقالت إنه جاء ردًا على هجمات الحكومة على الأحياء السُنية.


                  القصف العشوائي لمناطق سكنية


                  كثيرا ما تطلق مجموعات المعارضة المسلحة قذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع وغيرها من القذائف على دمشق والمناطق القريبة منها وعلى حمص، في هجمات عشوائية تسببت في مقتل عدد كبير من المدنيين. وقامت هيومن رايتس ووتش بجمع معطيات حول مئات الهجمات المدفعية على جرمانا، جدّ العشرات منها في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2013. واستهدفت هذه الهجمات أماكن قريبة من ستة مدارس على الأقل، واستهدفت اثنان منها مراكز إغاثة، بينما استهدفت أربعة أخرى مناطق سكنية وسط المدينة.

                  وباستثناء حالتين اثنتين، لم تكشف المقابلات التي أجريت مع الشهود والزيارات الميدانية في دمشق وريفها عن ، وجود أدلة على أهداف عسكرية في المناطق المستهدفة، وهو ما يعني أن الهجمات على المدنيين كانت عشوائية وربما متعمدة. وفي حالتين اثنتين، تأكد وجود نقاط تفتيش في أماكن قريبة، ولكن الهجمات التي استهدفتها كانت أيضا عشوائية. وبحسب روايات الشهود والتحقيقات الميدانية والبيانات الصادرة عن المجموعات المسلحة، يبدو أن معظم القصف الذي استهدف دمشق وريفها والذي تم توثيقه في هذا التقرير كان مصدره أحياء جوبر وبيت سحم وعين ترما وشبها ومليحة، وكانت جميعها تحت سيطرة مجموعات المعارضة المسلحة آنذاك.

                  في حمص، رغم أن مجموعات المعارضة المسلحة فقدت سيطرتها على مناطق لصالح القوات الحكومية، إلا أنها استخدمت مواقعها في هذه المناطق في الفترة الممتدة بين يناير/كانون الثاني 2013 وأبريل/نيسان 2014 لقصف مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة. وأعلنت في بيانات أن هجماتها كانت تستهدف القوات الحكومية التي كانت تهاجمها بانتظام. ولكن المقابلات التي أجريت مع الشهود والزيارات التي تمت في مواقع الهجمات لم توفر أي أدلة على وجود أهداف عسكرية قريبة من الأماكن المستهدفة، وهو ما يعني أن الهجمات استهدفت المدنيين بشكل عشوائي وقد تكون متعمدة. وأكدت التقارير وإفادات الشهود أن الهدف العسكري الوحيد الذي تم استهدافه في جرمانا كان مقر قوات الدفاع الوطني.

                  شاركت أكثر من عشر مجموعات في قصف المناطق الخاضعة للحكومة في حمص ودمشق. ونتيجة لذلك، لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تحديد مسؤولية كل مجموعة مسلحة على هجمات بعينها، ولكنها تمكنت من تحديد المجموعات التي كانت تشن هذه العمليات أثناء الفترة التي يغطيها هذا التقرير.

                  تبرير الهجمات والقانون الدولي


                  ينطبق القانون الإنساني الدولي، أو ما يعرف بقوانين الحرب، على النزاع المسلح في سوريا. يحظر القانون على جميع أطراف النزاع، بمن في ذلك مجموعات المعارضة المسلحة، شن هجمات مباشرة على المدنيين، أو هجمات لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، أو هجمات تلحق أضرارًا بالمدنيين بشكل لا يتناسب مع الأهداف العسكرية المرجو تحقيقها. ويكون الأفراد الذين يخططون أو يأمرون أو ينفذون هجمات غير قانونية بنية إجرامية عرضة إلى المحاكمة بتهمة جرائم الحرب، بما في ذلك مسؤولية القيادة.

                  حاولت مجموعات المعارضة المسلحة، في عديد من الحالات، تبرير التفجيرات العشوائية التي تستخدم سيارات مفخخة والهجمات المدفعية التي تستهدف مناطق سكنية بأنها كانت تستهدف معاقل الشبيحة. ويعني مصطلح الشبيحة الميليشيات المساندة للحكومة، واستخدم أيضا للإحالة على مساندي الحكومة ومن يكن لها بالولاء، بما في ذلك افراد من الأقلية العلوية والشيعية. وفي بعض الحالات، قالت المجموعات المسلحة إن الهجمات التي تشنها كانت انتقاما من هجمات تنفذها الحكومة على مدنيين في مناطق أخرى في البلاد.

                  تبرز التبريرات المقدمة وجود قناعة لدى الجماعات المسلحة بأن جميع الوسائل مشروعة لمقاتلة حكومة الرئيس بشار الأسد، وأنه يمكن مهاجمة السكان الذين يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة للانتقام من الهجمات التي تشنها الحكومة على المناطق الخاضعة لسيطرتها، وأن السكان الذين يُعتقد أنهم يساندون الحكومة هم أيضا عرضة إلى الهجمات.

                  يحظر القانون الإنساني الدولي مثل هذه التبريرات لأن احترام القانون لا يقوم على المعاملة بالمثل، أي أن يحترم أحد الأطراف القانون فقط عندما يحترمه الطرف الآخر، بل إن كل طرف ملزم بالتقيد بالقانون بمعزل عن الأعمال التي يرتكبها الطرف الآخر. وإذا كان الأمر مختلفا، والانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع في سوريا تدلّ على ذلك، فإن الانتهاكات التي يرتكبها أحد أطراف النزاع ستشجع الطرف الآخر على ارتكاب أعمال مماثلة، وهو ما يؤدي إلى دوامة من العنف المميت.

                  يتعين على جميع القوات العسكرية والمجموعات المسلحة في سوريا الكف عن شن هجمات غير قانونية، وعلى المساندين الفاعلين، بما في ذلك القادة السياسيين والدينيين في سوريا وخارجها ممن اتخذوا مواقف من النزاع الدائر هناك، إلى إدانة هذه الأعمال بسبب الأضرار الكبيرة التي تلحقها بالمدنيين. كما يتعين على الحكومات والأشخاص الذين يقدمون مساعدات عسكرية إلى مقاتلين ارتكبوا بها انتهاكات ممنهجة لقوانين الحرب أن يكفوا عن تقديم مثل هذه المساعدات التي ربما تجعلهم شركاء في ما يحصل.

                  تسعى هيومن رايتس ووتش، من خلال توثيق هذه الانتهاكات، إلى كشف عدم احترام القانون الدولي الذي أقرته بعض مجموعات المعارضة المسلحة في سوريا. وبغض النظر عن الانتهاكات الموثقة التي ارتكبتها الحكومة السورية والميليشيات المساندة لها، يتعين على المجموعات المسلحة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي. لا يرمي القانون الإنساني الدولي إلى التفريق بين أطراف النزاع أو تقييم حجم الانتهاكات التي ترتكبها في ضوء الإمكانيات المتاحة لها، وإنما إلى الحدّ من تعريض السكان المدنيين وغير المقاتلين إلى الخطر.

                  في فبراير/شباط 2014، تبنى مجلس الأمن القرار رقم 2139 الذي طالب "جميع الأطــراف بــالكف فــورا عــن جميع الهجمات الــتي تــشنها ضــد المدنيين، فضلا عن الاستخدام العـشوائي للأسـلحة في المناطق المأهولة بالـسكان، بمـا في ذلـك عمليات القصف المـدفعي والقـصف الجـوي، كاسـتخدام البراميـل المتفجرة، واللجـوء لوسـائل الحرب التي تتسبب بطبيعتها في إصابات زائدة عن الحد أو معاناة لا داعي لها". ولكن جميع أطراف النزاع في سوريا استمرت في شن هجمات غير قانونية.

                  تدعو هيومن رايتس ووتش جميع أطراف النزاع إلى التقيد بقوانين الحرب، وخاصة الكف الفوري عن شن هجمات عشوائية أو متعمدة وغير متناسبة على المدنيين. ويجب محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب هذه الانتهاكات.

                  منذ 2012، تسببت الأسلحة المتفجرة في قتل وإصابة آلاف المدنيين السوريين. ويتعين على الحكومة السورية ومجموعات المعارضة المسلحة الكف عن استخدام الأسلحة المتفجرة التي تلحق أضرارًا واسعة في المناطق السكنية.

                  كما نكرر دعوة مجلس الأمن لإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، وفرض حظر على الأسلحة للقوات المتورطة في ارتكاب انتهاكات واسعة وممنهجة إلى أن تكف عن هذه الممارسات، ويتم تقديم المتورطين إلى المحاسبة.

                  تعليق


                  • #39
                    سوريا/روسيا: الهجوم على مدارس حاس قد يشكل جريمة حرب
                    الاعتداء التاسع والثلاثون على المدارس في سوريا هذا العام
                    نوفمبر 6, 2016


                    (نيويورك) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن الضربات الجوية التي نفذتها العملية العسكرية الروسية - السورية المشتركة في شمال محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها المعارضة، في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016، قد ترقى إلى جريمة حرب. قتلت هذه الضربات عشرات المدنيين معظمهم من أطفال المدارس.


                    رجل يحمل ما يبدو أنها بقايا منظومة مظلة من إحدى القنابل المستخدمة في الهجوم على مجمع المدارس في حاس، 26 أكتوبر/تشرين الأول.
                    © 2016 بلال بيوش/مركز كفرنبل الإعلامي
                    قال شهود عيان لـ هيومن رايتس ووتش إن الهجمات أصابت مجمع مدارس في منطقة سكنية وسط بلدة حاس، عندما كان الأطفال في صفوفهم. يضم المجمع روضة أطفال ومدرسة ابتدائية ومدرستين إعداديتين ومدرسة ثانوية. أصابت الهجمات أيضا بنى تحتية مدنية مجاورة.

                    قال بيل فان إسفلد، باحث أول في قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: "هاجمت طائرات حربية مجمع مدارس كبير أثناء دوام التلاميذ، في صباح صاف، واستمرت في القصف خلال محاولة الأطفال والمدرسين الفرار. الفظاعة الشديدة لهذا الهجوم على أطفال المدارس دليل على عدم كفاية الاستجابة الدولية لجرائم الحرب الجارية في سوريا".

                    أفادت وكالات أنباء أن التلفزيون السوري الحكومي نقل في 26 أكتوبر/تشرين الأول عن مصدر عسكري قوله إن الهجمات استهدفت مواقع المعارضة في حاس وقتلت مقاتلين. قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إنه لم يكن هناك أهداف عسكرية في المدارس أو قربها ذلك الوقت، وإن جميع القتلى والجرحى من المدنيين.
                    The fresh horror of this attack on schoolchildren is a testament to the inadequacy of the international response to ongoing war crimes in Syria.
                    Bill Van Esveld
                    Senior children’s rights researcher
                    تحدثت هيومن رايتس ووتش هاتفيا مع 7 شهود على الهجوم، وحللت عدة مقاطع فيديو نشرتها جماعات المعارضة والمواقع الإخبارية، وقابلت أحد مصوري الفيديو، الذي قال: "كان هناك عديد من الجثث الممزقة على الأرض، واختلطت الكتب المدرسية بالدم".

                    قال شهود عيان إن طائرة مقاتلة بدأت الهجوم الساعة 10 صباحا وإن طائرة ثانية تابعت الهجوم، الذي استمر بين 20 و30 دقيقة. قدم شهود عيان روايات متوافقة عن رؤيتهم قنابل تهبط بالمظلات، وأحصوا ما بين 7 و9 انفجارات في حاس، معظمها في مجمع المدارس والطرق المؤدية إليه.

                    تُظهر لقطات ومقاطع فيديو قال شهود عيان إنها للهجوم، طائرة "سوخوي 24" على ارتفاع متوسط ترمي ذخائر بمظلات أثناء هبوطها، قبل أن تنفجر قرب سطح الأرض. ينفّذ الجيشان الروسي والسوري ضربات الجوية باستخدام طائرات من طراز سوخوي 24. لم تستطع هيومن رايتس ووتش التحقق من الصور بشكل مستقل، ولكنها تتفق مع وصف الشهود للهجوم.


                    آثار غارة جوية على حاس، سوريا، يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول. بين 7 و9 قنابل قتلت عشرات المدنيين، منهم أطفال. تركز القصف على مجمع المدارس في البلدة والطرق المؤدية إليها.
                    © 2016 بلال بيوش/مركز كفرنبل الإعلامي
                    قال مصور الفيديو الذي نُشرته وسيلة إعلام محلية في يوتيوب لـ هيومن رايتس ووتش عبر رسائل "واتس أب"، إنه كان على بعد 300 متر من المدارس التي أصيبت عندما التقط الفيديو، وإن مقاتلي المعارضة في كفرنبل التي تبعد 3 كم عن حاس أطلقوا مضادات الطيران التي يُسمع صوتها في الفيديو. قال المصور إنه ذهب إلى موقع الضربة بعد أن التقط الفيديو، وإنه لم يكن هناك أهداف عسكرية في المدارس أو قربها، وإنه لا توجد أهداف عسكرية في حاس، على حد علمه.

                    قتلت الهجمات 14 طفلا بينهم 9 بنات، و12 رجلا، و7 نساء، جميعهم من المدنيين، حسب "مركز توثيق الانتهاكات"، مجموعة مراقبة سورية. ذكرت "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسيف) أن الهجوم قتل 22 طفلا. قال أحد السكان لـ هيومن رايتس ووتش إن الإصابات شملت 22 طفلا و7 آباء جاؤوا لأخذ أطفالهم بعد الانفجار الأول لعدة قنابل، وإن عدد القتلى قد يرتفع بين أكثر من 40 جريحا أرسِلوا إلى المستشفيات في سوريا، أو نُقلوا إلى أنطاكية بتركيا.

                    قالت اليونيسيف إن هذه الضربات الجوية على المدارس في سوريا هي الأكثر دموية منذ أبريل/نيسان 2014، عندما قتلت غارة جوية 30 طفلا في مدرسة بإدلب. وقع 60 هجوما على المدارس عام 2015، أسفر عن مقتل ما مجموعه 591 طفلا. وقع 38 هجوما على المدارس منذ بداية عام 2016، أدى إلى مقتل 32 طفلا.

                    شنّ مقاتلو المعارضة شرق حلب المحاصرة هجوما صاروخيا أصاب "المدرسة الوطنية" الخاصة، حوالي الساعة 10 صباح 27 أكتوبر/تشرين الأول، في حي الشهباء غربي حلب التي تسيطر عليها الحكومة، وأسفر عن مقتل 3 أطفال على الأقل وفقا لأحد التقارير وما يصل الى 6 وفقا لآخر، بينهم 3 أشقاء من عائلة واحدة. كما أصيب في الهجوم 14، وفقا لمصادر أنباء سورية.

                    هناك حوالي 1.7 مليون طفل سوري خارج المدارس في البلاد بسبب الصراع، وواحدة من كل 3 مدارس مغلقة بسبب الدمار، أو تستخدم لأغراض عسكرية، أو لإيواء النازحين. هناك نحو 750 ألف طفل سوري لاجئ في المنطقة خارج المدرسة.

                    نشرت وزارة الدفاع الروسية في صفحتها على فيسبوك، صورة جوية من طائرة بدون طيار روسية لمجمع المدارس في حاس، تدّعي أنه لا يوجد ضرر على أسطح المباني ولا حفر لقنابل جوية في مكان قريب. كرر المتحدث باسم وزارة الدفاع هذه الادعاءات، وأضاف أن ربما "موجة الانفجار جرفت" كل الأثاث المدرسي، وأن مقاطع الفيديو للحادثة تم تحريرها. قالت هيومن رايتس ووتش إن الأضرار التي لحقت بالمدرسة والواضحة في الصورة الجوية تتفق مع تفجير فوق سطح الأرض أو انفجار ذخيرة معززة.

                    يسيطر "جيش الفتح" على محافظة إدلب إلى حد كبير، وهو تحالف من جماعات معارضة مسلحة، يضم "جبهة فتح الشام" التي تخلت عن تسمية "جبهة النصرة"، بعد فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة" في وقت سابق من هذا العام.

                    قالت هيومن رايتس ووتش إن الهجوم المتكرر على مجمع مدارس كبير في منطقة سكنية يشير إلى أن الهجمات غير قانونية، لأنها استهدفت المدنيين إما عشوائيا أو عمدا، ويحتمل أن تشكل جرائم حرب. عندما تُرتكب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي (قوانين الحرب)، بقصد إجرامي، فهي ترقى إلى مستوى جرائم حرب. يشكل الفعل المتعمد أو العشوائي قصدا إجراميا.

                    وثّقت هيومن رايتس ووتش ضربات جوية نفذتها الحكومة السورية سابقا، قتلت أطفال في المدارس ومعلمين، ودمرت مبان مدرسية. وثّقت هيومن رايتس ووتش سابقا أيضا هجمات عشوائية بمدافع الهاون والصواريخ محلية الصنع، وهجمات بالمدفعية نفذتها جماعات معارضة مسلحة في محافظتي دمشق وحمص، أصابت حافلات مدرسية ومدارس وجامعات أو أماكن قربها أثناء دوامها، وسيارات مفخخة استهدفت مدارس في مناطق تسيطر عليها الحكومة. قتلت الهجمات مدنيين، من بينهم أطفال.

                    لطالما دعت هيومن رايتس ووتش الأمم المتحدة إلى فرض حظر على الأسلحة وعقوبات فردية على المسؤولين عن الفظائع من قبل جميع الأطراف في سوريا، وإحالة وضعها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

                    حثّ المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعليم العالي غوردون براون خلال حديثه لمراسلي الأمم المتحدة في 27 أكتوبر/تشرين الأول، مجلس الأمن، بما يتعلق بالهجوم في حاس على "الطلب من المحكمة الجنائية الدولية إلى إجراء تحقيق فيما يجري في مدارس سوريا وفي البلاد ككل". دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيضا إلى إجراء تحقيق في الهجوم.

                    دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في 27 أكتوبر/تشرين الأول إلى إجراء تحقيق و"الطلب من جميع المنظمات الدولية الانضمام إلى التحقيق دون مزيد من التأخير". في اليوم التالي كتبت في صفحتها على فيسبوك أن صور آثار الهجوم كانت "رسومات كمبيوتر".

                    اعترضت روسيا والصين عام 2014 على قرار مجلس الأمن الذي من شأنه أن يعطي مدعي المحكمة الجنائية الدولية تفويضا للتحقيق في الجرائم الخطيرة في سوريا، رغم الانتهاكات الخطيرة في البلاد. استخدمت روسيا الفيتو ضد قرار خامس في مجلس الأمن بشأن الصراع بسوريا في 8 أكتوبر/تشرين الأول، 2016، وعرقلت بذلك الجهود الرامية إلى وقف الغارات الجوية السورية-الروسية على المدنيين في شرق حلب.

                    قالت هيومن رايتس ووتش إنه، في ضوء فشل مجلس الأمن الدولي في حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين في سوريا، على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة طلب عقد دورة استثنائية طارئة للجمعية العامة بشأن سوريا. على الجمعية العامة اتخاذ الخطوات اللازمة لإنشاء آلية للتحقيق في الجرائم الخطيرة في سوريا خلال هذه الدورة، بهدف إعداد القضايا للمحاكمة الجنائية في المستقبل.

                    قال فان إسفلد: "على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة العمل معا لإنهاء الهجمات غير القانونية على المدنيين، بعد فشل مجلس الأمن في ذلك، وإلا ستسمر معاناة تلاميذ المدارس السوريين وغيرهم. ستكون العواقب فظيعة بما يفوق التصور".

                    استنتاجات من لقطات الفيديو


                    أظهرت لقطات فيديو نُشرت في يوتيوب وسائل إعلام محلية موالية للمعارضة، و "وكالة سمارت للأنباء" قنابل معلقة بمظلات بيضاء تسقط من السماء، تلتها انفجارات كبيرة.

                    أظهر فيديو آخر نشره "المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية" في جزء منه طائرة سوخوي 24 في السماء. ويظهر الجزء الثاني منه، الذي التقط من الزاوية ذاتها، عمود دخان يتصاعد من المباني في الأفق وجسم يسقط، ما تسبب في حدوث انفجار. تبدو الخلفية والمباني الظاهرة في الفيديو، بما فيها برجي مياه، متفقة مع صور الأقمار الصناعية لحاس. يبدو أن الفيديو تم تصويره من زاوية غرب مجمع المدارس.

                    أظهرت لقطات فيديو نشرتها مجموعات تابعة للمعارضة أيضا أضرار جسيمة في عدد من المباني، بما فيها المدارس. يظهر فيديو ضررا كبيرا ناجما عن انفجار في جدار إحدى المدارس في المجمع، وواجهات عديد من المباني داخل مجمع المدارس. قالت هيومن رايتس ووتش إن الضرر يتسق مع تفجير فوق سطح الأرض أو انفجار ذخيرة معززة.

                    يمكن سماع نيران مضادة للطائرات في مقاطع الفيديو الثلاثة.

                    حدد "فريق استخبارات النزاعات"، الذي يحلل المعلومات الواردة من المصادر العامة بشأن الهجمات العسكرية، مواقع قرب حاس صُورت فيها 3 مقاطع فيديو، تظهر انفجارات في مبنى المدرسة. لاحظ الفريق أن صور الأقمار الصناعية التي تظهر المنازل المجاورة المدمرة لم تُدرج في صور مجمع المدارس التي التقطتها طائرة بدون طيار ونشرتها وزارة الدفاع الروسية، التي ادعت أنه لا يوجد دليل على تعرض المنطقة للهجوم.


                    روايات الشهود


                    قال بلال بيوش، مصور الفيديو، والصحفي في "مركز كفرنبل الإعلامي"، مجموعو محلية من ناشطي المعارضة، لـ هيومن رايتس ووتش عبر رسائل واتس أب إنه صوّر هجوم القنابل الخامس على مسافة 300 متر الساعة 10:26 صباحا. وصل بيوش إلى المنطقة بعد الهجمات، وحدد المدارس المتضررة من الهجوم على أنها روضة أطفال ومدرسة "الشهيد كمال قلعجي" الابتدائية، ومدرستي حاس للبنين وحاس للبنات الإعداديتين، ومدرسة حاس الثانوية العامة.

                    ردا على سؤال حول النيران المضادة للطائرات المسموعة في الفيديو، قال بيوش إن قوات المعارضة نصبت مدفع مضاد للطائرات في بساتين الزيتون في منطقة خارج حاس، ويعتقد أنهم أطلقوا النار "على الطائرات والمظلات و[القنابل]، على أمل تفجيرها في الهواء":

                    لم يكونوا في حاس. كانوا في كفرنبل، على بعد 3 كم. لم يكن هناك أي وجود عسكري في حاس على الإطلاق. كان هناك 7 ضربات، جميعها على المدارس. ذهبت هناك، ولكن في البداية لم أستطع الاقتراب. قال العناصر في نقاط الحراسة إن الهجوم انتهى، ولكن الطائرة عادت وضربت 3 مرات. دخلنا أخيرا وبدأنا إنقاذ الناس بمساعدة "الدفاع المدني". كان هناك عديد من الجثث الممزقة على الأرض. اختلطت الكتب المدرسية بالدم. نُقلت الجثث إلى المسجد الكبير. كان بعض الآباء والأمهات في مكان الحادث وكانوا يصرخون. وقعت لتعثري بصخرة عندما كنت أحمل امرأة مسنّة جريحة. كسرت ساقي.

                    تظهر لقطة فيديو التقطها بيوش وأرسلها إلى هيومن رايتس ووتش ما يبدو أنه بقايا قنبلة بمظلة استخدمت في الهجوم. قال بيوش إن البقايا أخِذت من منزل مدني قرب المدارس.

                    قال موسى زيدان، المتطوع مع "الدفاع المدني السوري"، منظمة البحث والإنقاذ التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، في مقابلة هاتفية إنه تلقّى إخطارا من الدفاع المدني عن طريق الهاتف الساعة 10:48 صباحا ببدء هجوم وذهب إلى المنطقة على الفور:

                    قالت نقاط الحراسة لنا إن [طائرة] ضربت 3 مرات في الجانب الشمالي من حاس. بينما كنا في طريقنا كان هناك طائرة حربية أخرى في طريقها نحو المدينة وضربت 6 مرات، واستهدفت الطريق الرئيسي المؤدي إلى السكن الطلابي حيث يوجد عديد من المدارس الابتدائية والثانوية، وبعض الكليات المهنية. سقطت بعض القنابل مباشرة على المدارس وفي الملعب وفي مكان دوام الطلاب. كان هناك جثث على الأرض وحاولنا إنقاذها. تلاميذ في الصف الأول والثاني وحتى التاسع. لم يستهدفوا جماعات مسلحة. المدارس في وسط المدينة. صُدم الأطفال. عندما سألتهم "من آباؤكم"؟ أين منازلكم؟" لم يجيبوا.

                    قال مروان حميّد، الصحفي المحلي الذي يوثق الحرب في سوريا، في مقابلة هاتفية إنه كان يوجد "نحو 300 إلى 400 تلميذ" في صفوفهم في ذلك الوقت، وإن مدرستين "سُويتا بالأرض، وواحدة تضررت جزئيا". أضاف مروان إنه بالإضافة إلى مجمع المدارس، "ضمت المنطقة التي ضربها الهجوم عيادة طبية ومخبز ومجمع سكني قريب". نُقل المصابون في البداية إلى المسجد الكبير. "بعض الناس كانوا يشتمون [الرئيس السوري] بشار [الأسد]، وكان البعض يصلي. والبعض الآخر كان صامتا. كان ذلك مروّعا، لم يستطيعوا قول أي شيء".

                    حسن اليونس، الذي يعيش قرب مجمع المدارس، قال في مقابلة هاتفية إنه رأى قنابل بمظلات تسقط على حاس، وانفجرت 8 منها. كان الطلاب في الصف عندما انفجرت القنبلة الأولى على جدار إحدى المدارس، فصُرف بقية الطلاب، إلا أن "طائرة أخرى في السماء" نفذت هجوما آخرا مع بدء الإخلاء. "ذُعر الجميع. التجأ بعض التلاميذ إلى منازل مجاورة، ولكن استُهدفوا أيضا. كان هناك أقل من دقيقة أو دقيقة نصف بين الضربة والأخرى. قال اليونس:

                    لا يزال النظام يدير المدارس في الواقع. يدفع النظام رواتب المعلمين هناك. ليس هناك أي وجود عسكري نهائيا. لا توجد مقار عسكرية داخل البلدة، جميعها خارجها. المدارس مدمرة وخارج الخدمة الآن. لا يستطيع التلاميذ العودة إلى المدرسة. حتى الناس لا يجرؤون على إعادتهم. لا أعرف ماذا أقول. استمروا في قصفنا بينما كانت جثث الأطفال في الشارع. لم نتمكن من إنقاذهم.

                    "مصطفى"، أحد السكان، والذي طلب إخفاء اسمه الحقيقي، قال في مقابلة هاتفية إنه أصيب في ساقه عندما ذهب بعد أول هجوم إلى مجمع المدارس للبحث عن أبناء أخيه، الذين يحضرون الصف هناك:

                    كانت الضربة الأولى بالقرب من المدارس، تلتها ضربة ثانية وثالثة ورابعة على المدارس. ضربت 3 أخريات الطرق المؤدية إليها. كانت [القنابل] متصلة بمظلات. كان الجميع يصرخون، وبدأ الآباء بالوصول إلى مكان الحادث. تناثرت الجثث، وأصيب الناس. مات البعض في ذلك الشارع.

                    أكد أيضا "ياسر"، أحد السكان، والذي طلب إخفاء اسمه الحقيقي، إنه لم يكن هناك جماعات مسلحة أو مركبات عسكرية في منطقة المدرسة في ذلك الوقت. أضاف: " كانت منازل ومدارس فقط. لم تكن هناك عربات مدرعة، لا شيء من هذا القبيل. كان هناك مدنيون فقط ومدارس وأطفال، لا أكثر".

                    تعليق


                    • #40
                      روسيا/سوريا: صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو تؤكد الهجوم على المدارس
                      الأدلة تناقض الإنكار الروسي
                      نوفمبر 16, 2016


                      (بيروت) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم في رسالة إلى وزارة الدفاع الروسية إن تحليل صور الأقمار الصناعية يقدم تأكيدا إضافيا بأن الأضرار التي لحقت بمجمع للمدارس في قرية حاس بإدلب في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016 سببها هجمات جوية نفذتها العملية العسكرية المشتركة بين روسيا وسوريا. قال شهود عيان اتصلنا بهم هاتفيا إن المجمع ضم روضة أطفال، ومدرسة ابتدائية ومدرستين متوسطتين ومدرسة ثانوية. كما ضربت الهجمات بنى تحتية مدنية أخرى مجاورة.

                      نفت وزارة الدفاع الروسية أن وقوع هجمات على بلدة حاس التي تسيطر عليها المعارضة، على أساس صورتين من مقطع فيديو نشرتهما لمجمع المدارس من طائرة مراقبة بدون طيار. رفض الجيش تقرير هيومن رايتس ووتش بتاريخ 6 نوفمبر/تشرين الثاني حول الهجمات التي استندت إلى مقابلات مع شهود. وخلص التقرير إلى أن الغارات على حاس قتلت عشرات الأشخاص، معظمهم من طلاب المدارس. لكن لقطات الطائرات بدون طيار التي قدمتها وزارة الدفاع الروسية توضح مكان الضرر الذي يطابق الأضرار الظاهرة في صور الأقمار الصناعية في تحليل هيومن رايتس ووتش. استند تقرير هيومن رايتس ووتش أيضا إلى استعراض العديد من مقاطع الفيديو للهجوم ومقابلة مع أحد مصوري الفيديو.




                      قال بيل فان إسفلد، باحث أول في قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: "نفي الحكومة الروسية الأخير يناقض إفادات الشهود وما تؤكده مقاطع الفيديو وصور القمر الصناعي، بل وحتى لقطات الطائرة بدون طيار الروسية. هذا الإنكار إهانة للضحايا، وهو دليل على ظاهرة الإفلات من العقاب والتلاعب بالمعلومات التي اتسم بها النزاع السوري".

                      صور الأقمار الصناعية لحاس والتي التُقطت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني تظهر 4 قرائن للضرر نتيجة الضربات الجوية، إثنتان منها على المدارس المجاورة، وهي جزء من مجمع المدارس، وثالثة على مفترق طرق على بعد 100 متر إلى الشمال، والرابعة على مبنيين يبعدان حوالي 100 متر إلى الشرق من المدارس بجوار بستان. راجعت هيومن رايتس ووتش صورا بتاريخ 22 أبريل/نيسان، قبل الهجوم الأخير، لم تظهر أي ضرر على مجمع المدارس.



                      تظهر صور الأقمار الصناعية أن الضربات أصابت موقعين داخل مجمع المدارس ودمرت جزئيا جدران فناء المدارس وعديد المباني الصغيرة داخل المجمع. كما دُمرت في إحدى الغارتين مبان في الجهة المقابلة من الشارع.

                      يتوافق الضرر الظاهر في صور الأقمار الصناعية مع عدة مقاطع فيديو وصور نُشرت عن الهجمات. شريط فيديو صَوره "مركز كفرنبل الإعلامي"، مجموعة مؤيدة للمعارضة، نُشر على "يوتيوب" في 26 أكتوبر/تشرين الأول، أظهر سقوط وانفجار ذخيرة محمولة بمظلة. حددت هيومن رايتس ووتش أن الذخيرة ضربت مجمع المدارس في حاس، بعد مطابقة المعالم في الفيديو بصور الأقمار الصناعية.

                      هناك فيديو آخر نشره "المكتب الإعلامي للقوات الثورية بسوريا" يشمل مقطعا واحدا يُظهر طائرة SU-24 تحلق على ارتفاع متوسط. والجزء الثاني تم تصويره من نقطة تصوير واحدة، يُظهر عمود دخان يتصاعد من المباني عن بُعد، وسقوط جسم سبّب الانفجار. تتناسب المعالم والمباني الظاهرة في الفيديو مع صور الأقمار الصناعية لحاس. ينفذ الجيشان الروسي والسوري فقط غارات جوية في سوريا بطائرات SU-24.

                      بدأ سلاح الجو السوري استخدام الذخائر المحمولة بمظلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وأيضا خلال العملية العسكرية الروسية السورية المشتركة التي بدأت في سبتمبر/أيلول 2015. وفي هذه الحالة، يبدو أنه تم تفجير القنابل في الهواء، على مقربة من الأرض، لتحقيق أقصى ضرر مُمكن. القنابل التي يتم تفجيرها في الهواء بهذه الطريقة لا تخلق حفرة في الأرض، كما هو الحال بالنسبة للقنابل التي تنفجر لدى اصطدامها بالأرض.

                      كما تتوافق صور الأقمار الصناعية التي حللتها هيومن رايتس ووتش مع لقطات من المدارس صورتها طائرة مراقبة روسية بدون طيار بتاريخ 27 أكتوبر/تشرين الأول. أعلنت وزارة الدفاع الروسية مرارا أن الصورتين المنشورتين من الطائرة بدون طيار تؤكدان عدم وقوع ضربات جوية؛ لأنها لا تظهر أضرارا لحقت بأسطح المباني المدرسية أو حفرا أحدثتها القنابل الجوية في مكان قريب.

                      لكن لقطات الطائرات بدون طيار لا تظهر الأضرار التي لحقت بساحتي مدرستين والتي تتوافق مع حدوث تفجير فوق سطح الأرض أو انفجار ذخيرة مضاعف. تحدد صورة موقع الضرر الناجم عن غارة جوية على مجمع مدرسة واحدة. أما الثانية فتحجب جزئيا الأضرار التي لحقت بمجمع المدارس الثاني تحت علامة التسديد في نظام مراقبة الطائرات بدون طيار.

                      الأضرار التي تم تحديدها في صور الأقمار الصناعية تتفق كذلك مع العديد من مقاطع الفيديو الأخرى المنشورة بما في ذلك فيديو نشرته على موقع يوتيوب "شبكة الثورة السورية" ويُبيّن أضرارا ناجمة عن انفجار كبير في جدار إحدى المدارس، ومجمع المباني المدرسية، وواجهات العديد من المباني داخل مجمع المدارس؛ وهناك فيديو نشرته قناة الجزيرة يظهر الأضرار التي لحقت باثنين على الاقل من المباني المدرسية. وتوجد صورة لصف دراسي مدمر صورتها "وكالة فرانس برس"، إضافة إلى فيديو نشرته "سمارت نيوز" يبين الأضرار الفادحة في موقعين آخرين خارج مجمع المدارس.

                      قال فان إسفلد: "على وزارة الدفاع الروسية الكف عن محاولة إنكار الأدلة الواضحة للغارات الجوية على هذه المدارس والتأكد من أن القوات الروسية والسورية لا تهاجم المدارس. إفادة روسيا التي تنكر سقوط القنابل وقتل طلاب المدارس هي إنكار باعث على السخرية، وتذكير بضرورة المساءلة في سوريا".


                      إفادة مُعلمة حول الضربات الجوية على المدارس في حاس
                      تحدث باحثو هيومن رايتس ووتش في وقت سابق إلى 7 شهود حول هجمات حاس. بتاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني، وصفت مروى، معلمة في مدرسة البنين في المجمع طلبت عدم نشر اسمها الحقيقي، تجربتها مع الهجمات في مكالمة هاتفية مع هيومن رايتس ووتش.

                      يضم مجمع المدارس مدرسة للبنين يفصلها شارع عن مدرسة البنات إلى الجنوب الشرقي.

                      قالت مروى: "وبعدها توجد روضة استهدفتها غارة جوية قبل 3 سنوات، بعد انسحاب الجيش السوري من البلدة. وبين هذه وتلك، مدرسة ابتدائية... يفصل المدارس شارع يمر عبرها. توفي عدد أكبر من [الأطفال والمعلمين] من مدرسة البنات لأنهم انكشفوا عندما خرجوا. أما في مدرسة البنين فهربنا تجاه الغرب".

                      أضافت مروى أن الضربات الجوية بدأت خلال تدريسها الحصة الثالثة، حوالي الساعة 10:10 صباحا.



                      سمعت طائرة في السماء ولاحظت عبر النافذة، صاروخا [قالت قنبلة] يسقط. انحنيت وطلبت من الطلاب الانحناء. في البداية، ضحكوا قائلين إنه "لن يصيبنا". لم يعرفوا ما كان على وشك الحدوث.



                      قالت مروى إن القنبلة الاولى انفجرت خارج مبنى المدرسة، وإن الأطفال "قفزوا إلى النوافذ لمشاهدة ما حدث". أضافت أنها رأت طائرة بيضاء، وقنبلة بيضاء محمولة بمظلة.



                      حذرتهم فانحنينا كلنا. سقطت الثانية [القنبلة] على جدار مدرسة أخرى إلى الشرق. تحطمت نافذتنا جراء الانفجار وأصيب الأطفال بالذعر. أمسكوا بي وبدأوا بالصراخ. كنت خائفة كثيرا. خرجنا إلى الممر لأنه محمي أكثر. جمع كل المعلمين الآخرين في نفس الطابق [الطلاب]. أحاط 10 أو 15 طفلا بكل معلم. كانوا جميعا يصرخون.



                      قالت إن القنبلة الثالثة "سقطت على مدرستنا"، وأصابت ذراع طفل، وذقن آخر، وتركت ثالث ينزف على الأرض. حمل معلم الصبي للخارج.



                      انهارت أعصابنا. أصيب بعض الطلاب حولي بالذعر وطالبوني بالهرب. كنت مترددة لأن صوت الطائرات كان ما زال مسموعا في الخارج. أحدثت الضربة الرابعة الكثير من الدخان والغبار حتى كادت تحجب الرؤية. قلت للطلاب أن يمسكوا أيدي بعضهم وخرجنا. في طريقنا، وجدنا أن القصف كان على مدخل المدرسة. كانت الجثث على الأرض. لم نعرف علامَ نطأ.



                      عندما غادرنا مجمع المدارس، "بدأ الناس بالصراخ لوجود غارة خامسة"، فاتخذوا منزلا قريبا مأوى، حيث كانت "فتاة صغيرة تصرخ طلبا للعون. لم تقو على المسير. فشرعت رفقة معلمين آخرين بالنداء على الدفاع المدني ليأخذها". قالت مروى إنها سمعت انفجارات أخرى، وكل ذلك خلال 20 دقيقة من الهجمة الأولى. "تابعنا هربنا من منزل لآخر"، لكن القنابل قتلت الناس داخل المدارس إضافة لمن هرب، "لأن الطائرات استهدفت كذلك الطرق والمنازل في الخارج".

                      خافت مروى من أن تكون الهجمات قد آذت ابنيها وابنتها، الذين يرتادون المدارس في المجمع، وذلك عندما طالب المسجد الناس بالتعرف على جثث الأطفال، "كنت أبكي، أصابني انهيار عصبي" بسبب القلق. بحثَت عن جثث أطفالها في المستشفى، "لأني لم أتوقع أنهم أحياء. ما رأيناه، الجثث على الأرض... لن ينجو أحد". تعرّف أحد أقرباء مروى على جثة فتاة قال إنها ابنتها. "قال لي إنها كانت ترتدي لباسا أسود. لكنها كانت ترتدي الجينز وسترة في ذلك اليوم. وصلَت البنت لاحقا. قالت إنها اختبأت في منزل امرأة مُسنّة حتى غادرت الطائرات. إنها بأمان الآن". وقالت إن ولديها بأمان أيضا.

                      تعرفت مروى على 5 معلمين قتلوا في الهجمات، منهم موظفين في مدرسة البنين، ومعلم الرياضيات في مدارس البنات، ومعلم اللغة الانغليزية في المدرسة الابتدائية. المدارس لا تعمل الآن، حسبما قالت، و"أما المعلمون الذين ما زالوا قادرين على العمل فهم يدرسون الأطفال في بعض البيوت".

                      قالت مروى: "لم يتواجد مسلحون حول المدارس. ولو كانوا موجودين؛ لما درّسنا في ذلك اليوم".

                      تعليق


                      • #41
                        لماذا يعاني الأطفال في حلب؟
                        الفظائع المرتكبة خلال الأشهر القليلة الماضية وحدها أكثر من أن تُروى
                        نوفمبر 30, 2016


                        كيف يعاني الأطفال في حلب؟ كانت الفظائع المرتكبة خلال الأشهر القليلة الماضية وحدها أكثر من أن تُروى.

                        يُقصفون بالغارات الجوية السورية الروسية على حلب الشرقية. أحيانا نرى نتائج ذلك، كما في الفيديو الذي صوّر صبيين صغيرين يبكيان أخاهما المقتول بغارة جوية في أغسطس/آب في ضواحي حلب الشرقية. بعدها بأيام، قصفت الطائرات السورية الجنازة، ثم قصفوا من هبّوا للنجدة.


                        لقطة من فيديو صُوّر في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2016 لمشهد عام للمدينة القديمة في حلب وقدّ دمرتها القنابل، سوريا. نُشر الفيديو في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
                        © 2016 رويترز
                        يُقتلون بقذائف هاون وصواريخ وأسلحة انفجارية أخرى تطلقها جماعات المعارضة المسلحة، مثل المستخدمة في هجمات قتلت 22 طفلا على الأقل في حلب الغربية في أكتوبر/تشرين الأول.

                        يُقتلون ويُصابون بأسلحة مُستخدمة في الغارات الجوية لقوات التحالف السوري-الروسي. يُصاب الأطفال بالقنابل العنقودية التي تحظرها "اتفاقية الذخائر العنقودية"، ومخلفاتها المتفجرة، كما في حالة طفلة في الرابعة قتلتها واحدة من المخلفات التي التقطتها وهي تظن أنها لعبة. يقع الأطفال ضحايا للأسلحة الكيميائية، المُستخدمة في خرق لـ "اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية"، كما يعانون من هجمات الأسلحة الحارقة التي تُشعل حرائق هائلة وتسبب حروقا مؤلمة لا تطاق.

                        تقصف القوات السورية-الروسية المستشفيات التي تعالج جراحهم. في 23 يوليو/تموز، قصفت غارتان مستشفى للأطفال وأسفرت عن مقتل 4 رُضّع. في سبتمبر/أيلول، قصفت غارات مستشفى أطفال آخر. دمرت وأعطبت الغارات كل مستشفيات حلب الشرقية تقريبا.

                        مُنع إخلاء المدنيين من شرق حلب لتلقي العلاج الطبي، مع مهاجمة القوات الحكومية معبر الخروج الوحيد من المدينة. في أكتوبر/تشرين الأول، رفضت جماعات المعارضة المسلحة مناشدة من الأمم المتحدة بالسماح بخروج الناس لتلقي الرعاية الطارئة، مثل طفل عمره 9 سنوات يعاني من مشاكل في القلب، وطفل عمره 14 سنة يعاني من مرض معوي، وذلك بعد فشل التوصل الى اتفاق إخلاء مع السلطات السورية.

                        تجوّعهم القوات الحكومية. في 7 يوليو/تموز تمكنت الأمم المتحدة لآخر مرة من دخول حلب الشرقية، حيث يوجد 100 آلف طفل تحت الحصار، وتوشك إمداداتهم الغذائية على النفاد. في سبتمبر/أيلول، عندما أُبلغ عن وفيات ناجمة عن سوء التغذية، هاجمت الطائرات السورية الروسية قوافل المساعدات مرارا مما أسفر عن مقتل 18 شخصا. قطعت كل من الحكومة وجماعات المعارضة السورية إمدادات المياه عن المدنيين.

                        يُقتلون عندما يذهبون إلى المدرسة، أحيانا بالغارات الجوية السورية الروسية، وأحيانا بقذائف الهاون وصواريخ المعارضة - مثل تلك التي قتلت 8 أطفال في مدارس حلب الغربية قبل أسبوعين، وقت أن كان فصل من أطفال الصف الرابع يحضرون لتدريب على الرقص. أُغلقت مدارس حلب الشرقية، وانتقل بعضها إلى الأقبية، في محاولة يائسة لإبقاء الأطفال في مأمن من القنابل. ثلث المدارس السورية فقط ما زالت مفتوحة.

                        لماذا لا تهرب أسر الأطفال في حلب الشرقية من هذه الفظائع؟ ألقت قوات العملية السورية الروسية المشتركة منشورات للسكان هناك، ويُقدر عددهم بـ 250 ألف مدني، تقول "إن لم تغادر بسرعة، ستموت... لقد تخلى الجميع عنك وتركوك تواجه الموت".


                        لكن الكثيرين إما مرضى أو ضعفاء أو مسنين أو صغار أو يخافون الهروب نظرا لمهاجمة ممرات الخروج مرارا وخوفا من انتقام القوات السورية منهم حال وصولهم الأراضي الخاضعة للحكومة.

                        مطالبة الجيش المدنيين بالمغادرة لا تمنحه تفويضا مطلقا ليهاجم كما لو كانوا غادروا حقا. بتحذير أو بدونه، لا يمكن تنفيذ هجمات إلا ضد أهداف عسكرية، مع ضرورة توفر شرط التناسب في الهجمات.

                        لماذا يعاني أطفال حلب؟ بسبب جرائم الحرب.

                        كيف يمكن للسلطات الروسية تخفيف معاناة الأطفال؟ عبر إنهاء الهجمات غير القانونية والكف عن استخدام الأسلحة غير المشروعة، ودفع القوات السورية للقيام بالمثل. من خلال السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المحاصرين في حلب الشرقية، والسماح للمدنيين بالخروج. وعبر الدعوة إلى العدالة لا صدها.

                        تعليق


                        • #42
                          ملاحظة : هذا مقال طويل سيأخذ اكثر من تعليق وفيه توثيقات لا يمكن نسخها فليراجع الكلام كاملاً هنا .

                          روسيا/سوريا: جرائم حرب خلال شهر من قصف حلب
                          على الجمعية العامة للأمم المتحدة عقد جلسة استثنائية طارئة
                          ديسمبر 1, 2016


                          (نيويورك) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن قوات التحالف الروسي-السوري ارتكبت جرائم حرب خلال حملة قصف جوي لمدة شهر لمناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2016.

                          أكد "مركز توثيق الانتهاكات"، منظمة مراقبة مدنية سورية، أن حملة القصف قتلت أكثر من 440 مدنيا، من بينهم أكثر من 90 طفلا. في كثير من الأحيان كانت الضربات الجوية عشوائية بشكل فادح، استهدفت عمدا منشأة طبية واحدة على الأقل، وشملت استخدام أسلحة عشوائية مثل الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة. صور الأقمار الصناعية التي حللتها هيومن رايتس ووتش تظهر أكثر من 950 موقع انفجار ذخيرة جديد تتفق مع تفجير قنابل كبيرة شديدة الانفجار في جميع أنحاء المنطقة خلال شهر.

                          قال أولي سولفانغ، نائب مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: "من المتوقع أن استخدام هذا القدر من قوة النيران في منطقة يسكنها عشرات، إن لم يكن مئات، الآلاف من المدنيين يقتل مئات المدنيين. يجب أن يحاكَم الذين أمروا بشن هجمات غير مشروعة ونفذوها بتهمة ارتكاب جرائم حرب".


                          أنقاض منزل سكني تعرض للقصف في هجوم جوي، مما أسفر عن مقتل 24 مدنيا على الاقل في 27 سبتمبر 2016.
                          © 2016 الدفاع المدني السوري
                          دعا تحالف عالمي من 223 منظمة غير حكومية في 1 ديسمبر/كانون الأول الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى طلب عقد دورة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بوقف جميع الهجمات غير القانونية على المدنيين في حلب وأماكن أخرى في سوريا. طالبت المنظمات بوصول المساعدات الإنسانية فورا ودون قيد، بحيث تصل المساعدات الحيوية إلى جميع المحتاجين. قالت المنظمات إنه ينبغي على الدول الأعضاء أيضا استكشاف السبل الممكنة لتقديم المسؤولين عن الجرائم الخطيرة بموجب القانون الدولي إلى العدالة.

                          رابط للدعوى من التحالف

                          يأتي هذا النداء ردا على الفيتو الروسي في 8 أكتوبر/تشرين الأول على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي للمطالبة بوقف جميع عمليات القصف الجوي في حلب، وهي المرة الخامسة التي تمنع فيها موسكو تحرك المجلس منذ بدء النزاع في عام 2011. والمرة الأولى التي تمتنع فيها الصين عن التصويت على فيتو روسي يخص سوريا.

                          في 19 سبتمبر/أيلول أنهت السلطات السورية هدنة مدتها 7 أيام، بذريعة انتهاكات للهدنة ارتكبتها جماعات المعارضة المسلحة. شنت الطائرات الروسية والسورية في وقت لاحق حملة قصف مكثف على المناطق الشاسعة التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، والتي استمرت حتى إعلان روسيا انتهاء الهجمات الجوية في 18 أكتوبر/تشرين الأول. استأنف التحالف الروسي-السوري القصف الجوي لشرق حلب في 15 نوفمبر/تشرين الثاني.

                          قال سكان محليون ونشطاء إعلاميون وعاملون في المجال الطبي لـ هيومن رايتس ووتش إن القصف لمدة شهر كان من أصعب الفترات منذ بداية النزاع. وقال أحد الصحفيين المحليين "كانت تلك أيام دموية، كان شهرا دمويا. قتلت الغارات الجوية الروسية والسورية العشرات يوميا. كان الشهر الأفظع منذ بداية الحرب".

                          قال بعض الذين تمت مقابلتهم إن القصف كان مرعبا لا سيما بسبب الاستخدام المتكرر لقنابل قالوا إنهم يروها لأول مرة في مدينة حلب. كانوا يُسمّونها "قنابل مخترقة للتحصينات"، وقالوا في كثير من الأحيان إن هذه الأسلحة كانت قادرة على اختراق وهدم مبان إسمنتية متعددة الطوابق بالكامل، ما يعني أن الاختباء في الأقبية والملاجئ تحت الأرض لم يعد آمنا. بعض الهجمات التي خلّفت أعدادا كبيرة من الإصابات في صفوف المدنيين كانت من الغارات الجوية التي تسببت بانهيار مبانٍ كاملة.


                          https://www.youtube.com/watch?v=btdQEtUIpgU
                          .قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن قوات التحالف الروسي-السوري ارتكبت جرائم حرب خلال حملة قصف جوي لمدة شهر لمناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول

                          أثّر القصف بشكل كبير على عدة مستشفيات في شرق حلب. سجلت "الجمعية الطبية السورية الأمريكية"، التي تدعم العديد من المستشفيات في حلب، 16 حادثة طال فيها القصف المستشفيات في هذه الفترة. في بعض الحالات، ألقت طائرات أسلحة عشوائية مثل الأسلحة الحارقة والقنابل العنقودية قرب المستشفيات، ما ألحق أضرارا بها. في حالات أخرى، استهدفت الهجمات المستشفيات، ما تسبب في أضرار مباشِرة أكبر بكثير.

                          بين 28 سبتمبر/أيلول و14 أكتوبر/تشرين الأول، هاجمت طائرات مركز الصاخور الطبي وهو مستشفى معروف في حلب منذ ما قبل الحرب، في 4 مرات مختلفة على الأقل، وأحيانا باستخدام ذخائر متنوعة. تؤكد الصور، ومشاهد الفيديو، وصور الأقمار الصناعية ما نقله شهود هاتفيا عن هذه الهجمات. قالت هيومن رايتس ووتش إن الهجمات المتكررة دليل قوي على أن المستشفى قد استهدف عمدا. توقف المستشفى عن العمل في 1 أكتوبر/تشرين الأول، بسبب الأضرار الكبيرة جراء الهجمات.

                          في نفس الفترة، استهدفت الهجمات أيضا فرق البحث والإنقاذ، بما في ذلك 4 مراكز يديرها "الدفاع المدني السوري"، مجموعة بحث وإنقاذ عاملة في مناطق المعارضة.

                          خلال شهر القصف، حاصرت القوات العسكرية السورية شرقي حلب التي تسيطر عليه المعارضة. غادر القليل من الناس رغم أن السلطات السورية والروسية أعلنت أنه بإمكان المدنيين والمقاتلين المغادرة عبر ممرات محددة. اتهمت السلطات السورية والروسية من جهة وجماعات المعارضة المسلحة من جهة أخرى بعضها البعض على ذلك. قالت هيومن رايتس ووتش إنه أيا كان السبب، كان على التحالف الروسي-السوري اتخاذ تدابير وقائية لتجنب الإصابات في صفوف المدنيين عند مهاجمة جماعات المعارضة المسلحة.


                          قدّرت الأمم المتحدة وجود نحو 275000 مدنيا و8000 مقاتلا في شرق حلب في ذلك الوقت. قال سكان محليون إن معظم هؤلاء المقاتلين كانوا بالقرب من الخطوط الأمامية وليس في الأحياء السكنية داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

                          في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، تقدمت القوات الموالية للحكومة السورية لتسيطر على أحياء أساسية في شرق حلب كانت بيد المعارضة المسلحة، منها حي الصاخور. أجبر آلاف المدنيين على الفرار إلى عمق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، أو إلى المناطق تحت سيطرة الحكومة، أو سيطرة الأكراد مثل الشيخ مقصود.


                          بقايا لقنبلة عنقودية من نوع إر بي كي – 500 تحمل ذخائر صغيرة من نوع بيتاب -1إم عُثر عليها في مركز الصاخور الطبي بعد هجوم 1 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
                          © 2016 خاص
                          وثقت هيومن رايتس ووتش أيضا هجمات نفذتها جماعات المعارضة المسلحة ضد مناطق تسيطر عليها الحكومة غرب حلب.

                          الهجمات المتعمدة أو المتهورة ضد المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المستشفيات، بنيّة إجرامية هي جرائم حرب. على أطراف النزاع التأكد دائما أثناء العمليات العسكرية من تجنيب السكان المدنيين و"اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة" لتجنب أو تقليل الخسائر في أرواح المدنيين والأضرار بالمنشآت المدنية، حسب قوانين الحرب. قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمجلس الأمن في 28 سبتمبر/أيلول، إن الذين يستخدمون الأسلحة العشوائية في حلب "يدركون أنهم يرتكبون جرائم حرب".

                          أيدت 73 دولة من جميع أنحاء العالم المبادرة الكندية التي تدعو الجمعية العامة إلى التحرك. حث التحالف المؤلف من 223 منظمة مجتمع مدني جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الانضمام إلى المبادرة.

                          قال تحالف المنظمات: "التقاعس عن العمل ينبغي ألا يكون خيارا. التاريخ سيحكم بقسوة على الذين لا يتحركون".

                          حملة القصف



                          وصف سكان محليون ونشطاء إعلاميون وعاملون في المجال الطبي اتصلت بهم هيومن رايتس ووتش هاتفيا قصف حلب لمدة شهر بالأصعب منذ بداية النزاع. كشفت هيومن رايتس ووتش عبر تحليل صور الأقمار الصناعية أكثر من 950 موقع انفجار ذخيرة جديد في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب ما بين 19 سبتمبر/أيلول و18 أكتوبر/تشرين الأول. تتفق مواقع الأثر مع تفجير قنابل كبيرة شديدة الانفجار. توزعت مواقع الضرر على جميع الأحياء تحت سيطرة المعارضة تقريبا.

                          استخدمت الطائرات الروسية والسورية مجموعة متنوعة من الذخائر التي تسقطها الطائرات غير موجهة بما في ذلك المتفجرة، وذات الانفجار المعزز، والانشطارية، وقنابل اختراق الخرسانة. كانت في كثير من الأحيان من فئة 500 كلغ – ما يعني أن كل واحدة قد تحتوي على ما يزيد عن 200 كلغ من المتفجرات. كما استُخدِمت الذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة في هذه الغارات الجوية.

                          لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تحديد نوع السلاح المستخدم في الهجمات التي هدمت مبانٍ بأكملها بشكل قاطع، وغالبا ما يشار إليها بين الشهود وفي وسائل الإعلام بأنها "قنابل مخترقة للتحصينات"، بسبب عدم وجود صور أو مقاطع فيديو لبقايا السلاح. إنما إشارة بعض الشهود إلى ارتجاج الأرض وقت وقوع الهجوم والتدمير واسع النطاق، ولكن المحدّد نسبيا، للمباني المنهارة تتفق مع استخدام قنابل مخترقة أو مدمرة للخرسانة مع صمامات تؤخر الانفجار مثل قنابل "بيتاب" (BETAB) أو "فاب-500" (FAB-500) غير الموجهة.

                          استخدمت قوات التحالف الروسي-السوري نوعَي الأسلحة في سوريا. قال مسؤولون عسكريون روس إنهم يستخدمون قنابل بيتاب ضد الجماعات "الإرهابية" في سوريا. تُظهر لقطات فيديو نُشرَت على موقع يوتيوب استخدام القوات الجوية السورية قنابل بيتاب قبل انضمام روسيا إلى الحرب. يُظهر مقطع فيديو نشرته "وكالة ثقة" الإخبارية على موقع يوتيوب في 17 نوفمبر/تشرين الثاني قنبلة هادمة من نوع "فاب-500 ش إن" (FAB-500ShN) لم تنفجر، قالت الوكالة إنه صُوِّر في شرق حلب.

                          القتلى المدنيون


                          وثّق مركز توثيق الانتهاكات، مجموعة رصد محلية، مقتل 446 مدنيا، من بينهم 91 طفلا، في هجمات جوية في شرق حلب ما بين 19 سبتمبر/أيلول و18 أكتوبر/تشرين الأول. جمع المركز أسماء 221 من الضحايا.

                          في العديد من الحالات، قالت مصادر محلية لـ هيومن رايتس ووتش إن أعداد الإصابات الفعلية أكبر من العدد الذي سجله المركز. على سبيل المثال، وثّق المركز مقتل 39 مدنيا بالغارات الجوية في حي بستان القصر، في11 و12 /أكتوبر تشرين الأول، في حين قال المجلس الثوري في بستان القصر إن الغارات الجوية قتلت 51 شخصا في هذين اليومين.

                          قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، منظمة مراقبة سورية، إن الهجمات الجوية قتلت 457 مدنيا، من بينهم 85 طفلا، في نفس الفترة.

                          تعليق


                          • #43
                            تكملة للمنشور السابق

                            قال عضوان في المجلس الثوري في الكلاسة وبستان القصر لـ هيومن رايتس ووتش في حديث هاتفي إن غارة جوية دمرت مبنى سكنيا مكونا من 6 طوابق في حي الكلاسة في وقت مبكر من صباح يوم 23 سبتمبر/أيلول.

                            قال محمّد نهاد، أحد العضوين، إنه عندما كان هناك عدة طائرات في السماء في تلك الليلة تقصف عدة أماكن:

                            كنت نائما في المنزل في ذلك الوقت، على بعد 250-300 متر من مكان سقوط الصاروخ تقريبا. سمعته يسقط ويرتطم بالأرض. ولكن الصوت كان غير عادي، لم يكن كانفجار عادي. لحق به زلزال صغير، حتى أقاربي في بستان القصر شعروا به. وصلت إلى موقع الهجوم بعد 15 إلى 20 دقيقة. تفاجأنا لرؤية المبنى منهارا بأكمله. وصل الدفاع المدني السوري ولكن لم يعثر على أي جريح في المكان، مات جميع من كانوا في المبنى. لم نتمكن من إنقاذ أحد. شعرنا بالعجز. استمر الدفاع المدني بالعمل 8 أيام وتمكن من سحب العديد من الجثث.
                            قال نهاد إن القنبلة سقطت إلى جانب محطة محروقات مجاورة، ثم اخترقت الأرض وانفجرت تحت المبنى، ما أدى إلى انهياره بعد وقت قصير. قال نهاد إن الهجمات أصابت محطة المحروقات نفسها ومبان سكنية أخرى في الفترة نفسها، لكن دون وقوع إصابات بين المدنيين.


                            بقايا قنبلة عنقودية من نوع إر بي كي – 500 تحمل ذخائر صغيرة من نوع ش أو أي بي – 0.5 في أحد شوارع حي الكلاسة بعد هجوم 24 سبتمبر/أيلول 2016.
                            © 2016 الدفاع المدني السوري
                            العضو الآخر، ياسر، الذي لم يشأ أن يذكر اسمه الكامل، قدم رواية مماثلة.

                            قال عضوا المجلس إن الهجوم أسفر عن مقتل 23 مدنيا. عدّ نهاد 16 شخصا من 4 عائلات، بينهم 8 أطفال، قُتلوا في الهجوم. وثق مركز توثيق الانتهاكات مقتل 16 مدنيا، جميعهم مجهولين، في الهجمات الجوية في حي الكلاسة في 23 سبتمبر/أيلول.

                            شارك نهاد صورا من موقع الانفجار تُظهر كومة من الأنقاض من المبنى المنهار. وتُظهِر مقاطع فيديو نُشرت على قناة الدفاع المدني السوري على يوتيوب جرافة تزيل الأنقاض في نفس الموقع. تُظهر الصور ولقطات الفيديو أن الضرر يتفق مع استخدام القنابل التي تخترق الخرسانة أو الهدم.

                            قال عضوا المجلس إن المبنى كان سكنيا مع محلات تجارية في الطابق الأرضي، وأنه لم تكن هناك مجموعات مسلحة قريبة. قال نهاد إن المجموعات المسلحة المعارضة كانت تقيم نقطة تفتيش قرب محطة المحروقات، لكنها توقفت عن ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني 2015. قال إن المحطة كانت متوقفة عن العمل منذ عدة سنوات.

                            الشعار، 27 سبتمبر/أيلول


                            عند الساعة 4 تقريبا من بعد ظهر 27 سبتمبر/أيلول وقع هجوم جوي على مبنى سكني من 5 طوابق في حي الشعار، قتل 24 مدنيا على الأقل، بينهم 6 أطفال، وفقا لمركز توثيق الانتهاكات، والدفاع المدني السوري، وكرم المصري، مصور صحفي محلي تحدث إلى هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف من حلب.
                            قال المصري:

                            رأيت المبنى مدمرا تماما وطفلة عالقة بين الأنقاض... تنزف دما. والدها الذي كان في العمل وصل بعد نصف ساعة وانهار باكيا. عندما سُحِبَت خارجا، سقط أرضا. لم يسمح الدفاع المدني بأخذها. احتفظ بها قائلا إنها نائمة، مجرد نائمة. لكنه لا يستطيع أن يوقظها. كان ذلك مفجعا.

                            قال إنه من 3 عائلات احتمت في المبنى، بقي طفل واحد فقط على قيد الحياة، وإن 25 شخصا لقوا مصرعهم. أعلن الدفاع المدني أن الهجوم أسفر عن مقتل 24 مدنيا وجرح 15. وثق مركز توثيق الانتهاكات 24 حالة وفاة بين المدنيين في حي الشعار، في ذلك اليوم، بما في ذلك 6 أطفال، وحصل على أسماء 10 من الضحايا.

                            قال المصري إن المبنى كان في شارع غالبا ما يشار إليه باسم "شارع الموبايلات" أو "شارع الألبسة" بسبب كثرة المحلات التجارية فيه، وإنه لم يكن هناك أي وجود مسلح بالقرب من موقع الانفجار. قال صحفيان محليان آخران أيضا إنه لم يكن هناك أي وجود مسلح في حي الشعار، وكان هناك الآلاف من المدنيين، والعديد من الأسواق الهامة، و4 مستشفيات في الحي.

                            تُظهِر الصور، ومقاطع الفيديو لموقع الارتطام بناء من عدة طوابق منهارا تماما في حين لا تزال المباني المجاورة سليمة نسبيا، ما يتفق مع استخدام قنابل هدّامة أو مخترقة للخرسانة. كما تُظهِر الصور ومقاطع الفيديو جثة محاصرة بين الطوابق المنهارة بينما يعمل منقذون على سحبها.


                            بستان القصر، 11 أكتوبر/تشرين الأول


                            أصابت غارات جوية مبنيَين سكنيَّين على الأقل في حي بستان القصر يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول. أحمد ك.، أحد السكان المحليين، قال لـ هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف إنه شعر بالقلق حين لم ترد حماته على الهاتف يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول. توجه إلى بيتها.

                            كان المبنى قد سوِّي بالأرض؛ لم يعد موجودا. كان الأمر مؤلما. تعلم بوجود مكان ما ثم يختفي. عشت هناك في بداية زواجي. لم يعد هناك أي شيء. اختفى المبنى. كان المبنى مؤلفا من 5 طوابق وتحته قبو عمقه 5 أمتار. حطمت القنبلة المبنى بأكمله، ودفنت من كان بداخله.
                            قال أحمد إن الدفاع المدني السوري وجد جثتي أخويّ زوجته في اليوم الثامن، وجثتي والدة زوجته وأختها في اليوم العاشر.
                            أضاف أن الهجوم على منزل عائلة زوجته قتل 24 مدنيا من 5 عائلات.

                            قال أحمد إن غارة أخرى أصابت مبنى سكنيا على بعد 100 متر تقريبا في الوقت نفسه، وقتلت حوالي 30 مدنيا.

                            المصري، المصور الصحفي، قال إنه كان بين أول الواصلين إلى موقع غارة بستان القصر يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول :

                            غطى الغبار المكان. بالكاد كنت أرى. لذا اقتربت. نظرت – اختفى المبنى، لم يكن هناك. اختفى. سمعت الناس يصرخون من تحت الأنقاض. حاول سكان المباني الأخرى المساعدة. اتصلوا بالدفاع المدني الذي وصل بعد نصف ساعة، كان هناك العديد من الضربات ذلك اليوم. عندما وصل، كان الصراخ من تحت الأنقاض قد توقف. اختنق الناس وماتوا.
                            قال المصري إن 35 شخصا قتلوا في المبنى الذي شهد انهياره. نشر المجلس الثوري بالكلاسة وبستان القصر قائمة لـ 51 شخصا، بينهم 5 أطفال قتلوا في الغارات الجوية على بستان القصر في 11 و12 أكتوبر/تشرين الأول. وثق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أن الغارات الجوية قتلت 39 مدنيا، بينهم 4 أطفال، في بستان القصر في 11 أكتوبر/تشرين الأول، دون معلومات عن 12 أكتوبر/تشرين الأول.

                            وصف أحمد المنطقة بأنها حي سكني مزدحم حيث تعيش عدة عائلات في كل مبنى. قال إنه لم تكن توجد أي قواعد عسكرية أو نقاط تفتيش في المنطقة.


                            نيران اندلعت بعد هجوم بالأسلحة الحارقة على حي الشعار في 30 سبتمبر/أيلول 2016.
                            © 2016 خاص
                            المرجة، 17 أكتوبر/تشرين الأول


                            ألقت طائرات صبيحة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول عدة قنابل على منطقة سكنية في حي المرجة، ما أسفر عن مقتل 13 مدنيا على الأقل وفقا لاثنين من السكان المحليين، والدفاع المدني السوري، ومركز توثيق الانتهاكات في سوريا، ولقطات فيديو نشرت على موقع يوتيوب.

                            قال زكريا عرب، أحد السكان المحليين في حي المرجة لـ هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف إنه سمع الطائرات في السماء صبيحة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول. قال إن قنبلة ضربت منزلا مجاورا حوالي الساعة 5:15 صباحا، يعود لوالده:

                            انهار المنزل. قضينا 3 ساعات نحفر بأيدينا لسحب والدي باستخدام أدواتنا الخاصة. لا توجد مجموعات مسلحة في مكان قريب، ولا جنود. هناك مسجد ومنازل ومحلات تجارية ومدارس وعيادات. إنه حي سكني.
                            أرانا عرب مقطعي فيديو لجهود الإنقاذ وصورة لجثة والده.

                            قال عرب إن قنابل أخرى سقطت على منزل ابن عمه في نفس الحي، ما أسفر عن مقتل 14، بينهم امرأتان و8 أطفال. أعلن الدفاع المدني السوري أن الهجمات قتلت رجلا يبلغ من العمر 60 عاما و12 فردا من عائلة القبس، بينهم 9 أطفال، 8 منهم في عمر 8 سنوات فما دون. وثق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أن الهجمات الجوية في المرجة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول قتلت رجلا يدعى تركي عرب و12 من أفراد عائلة القبس، بينهم 9 أطفال. نشرت "شبكة أخبار حلب" مقاطع فيديو على يوتيوب تظهر جثث 8 أطفال صغار، قالت إنه من هجوم 17 أكتوبر/تشرين الأول على المرجة.

                            قال ساكن محلي آخر: "حولت القنابل الشوارع المجاورة الى رماد. سُحقت الحجارة، كأنها ملح. كان الدمار عظيما. كأنك تعرف مكانا ثم تراه رمادا". نشرت "وكالة أنباء قاسيون" لقطات الفيديو تظهر منازل دمرت كليا بجوار مئذنة.

                            قال كلا الساكنَين المحليين إن عمال الإنقاذ لم يصلوا المنطقة قبل ساعات لأن الطائرات واصلت الهجوم.

                            مركز الصاخور الطبي


                            قال سكان محليون وعاملون في المستشفى إن جماعات المعارضة المسلحة لم يكن لديها أي قواعد في مكان قريب، ولم تكن هناك جماعات مسلحة أو أسلحة في المستشفى. قال أحمد سعيد، ممرض جراحة في المستشفى في حلب، لـ هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف:

                            جلبت سيارات الإسعاف المدنيين والمقاتلين الجرحى، لم يكن يوجد عسكري داخل المستشفى أو خارجها. لا يُسمَح بدخول الأسلحة إلى المستشفى. نحن صارمون جدا بشأن ذلك.
                            28 سبتمبر/أيلول


                            أصابت الغارات الجوية المستشفى حوالي الساعة 4 صباح يوم 28 سبتمبر/أيلول. قال الدكتور سعد، الجراح العام في مستشفى الصاخور والذي رفض الكشف عن اسمه الكامل، إن ذخيرة، برميل متفجر على ما يعتقد، ضربت جدار المستشفى، وألحقت أضرارا جزئية بجناح الجراحة ووحدة العناية المركزة. قال في مقابلة هاتفية مع هيومن رايتس ووتش: "امتلأ المستشفى بالأوساخ والغبار، ولكن لحسن الحظ لم تكن هناك وفيات أو إصابات".

                            تظهر الصور التي نشرها موقع الإنترنت المتخصص في التحقيقات "بيلينغكات" أضرارا ناجمة عن انفجار في الجزء الغربي من مجمع المستشفى.

                            صحفي سوري من "إن بي سي نيوز" الأسترالية التقط صورا لبقايا سلاح قرب المستشفى بعد الهجوم. شاركت إن بي سي نيوز الصورة مع هيومن رايتس ووتش، التي حددت البقايا على أنها ذخيرتين صغيرتين ملقاة جوا روسيتي الصنع من طراز "ش أو إيه بي-0.5" (ShOAB-0.5).

                            علقت المستشفى خدماتها مؤقتا بسبب الأضرار الناجمة عن الهجوم.

                            1 أكتوبر/تشرين الأول


                            قال عاملون في المستشفى إن طائرتين هاجمتا المستشفى مجددا حوالي الساعة 11 صباح يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول. على مدى ساعة ونصف، أصابت عدة ضربات المستشفى أو بالقرب منه.

                            قالوا إن غارة أصابت مرفقا ثانويا يستخدم لحالات المرضى غير الحرجة قبالة شارع ضيق من المستشفى. أخرجت الضربة المنشأة من الخدمة. كما دمرت الغارة سيارة إسعاف، يمكن رؤيتها في صور وشرائط فيديو لآثار الدمار. قالت ممرضة إن ضربة ثانية، بعد 5-7 دقائق، أصابت الشارع أمام المستشفى حيث تصطف سيارات الإسعاف. وأصابت ضربة ثالثة مكانا قريبا للجهة الأمامية للمستشفى.

                            عندما بدأت الهجمات، لجأ العاملون في المستشفى والمرضى، نحو 200 شخص وفقا لأحد الأطباء، إلى الطابق السفلي.

                            قال الدكتور سعد:

                            أصيب الجميع بالذعر. كان الأمر فظيعا حقا. كان الناس في العيادات وكذلك النساء والأطفال، امتلأت أجنحة الإفاقة بالمرضى، جميعهم من المدنيين... النساء كُنّ يبكين والأطفال يصرخون. بدا وكأن الموت يتساقط علينا من السماء. لم نعرف ما قد يلقى علينا لاحقا. كدنا نختنق من الدخان، والأوساخ، ورائحة البارود.
                            قال ممرض الجراحة أحمد سعيد:

                            كان الغبار في كل مكان. المرضى كانوا يصرخون: النساء والأطفال وحتى الرجال! شعرنا أنها نهاية العالم. لم نكن نعرف ما يجب القيام به. هل نختبئ؟ هل نحاول إنقاذ الناس في الطابق العلوي؟ علمنا أننا لم نكن في مأمن لاستخدامهم القنابل المخترقة للمخابئ. لم يخطر لنا ألا نكون آمنين تحت الأرض.
                            لقطات الفيديو التي التقطتها "أون ذا غراوند نيوز"، منظمة للصحفيين النشطاء، بجانب المستشفى ونشرت على يوتيوب، تظهر سيارة إسعاف مدمرة وحفرة بعرض عدة أمتار في الأسفلت خارج مدخل المستشفى.

                            قال الدكتور سعد أيضا إن الطائرة أسقطت قنبلتين عنقوديتين على المستشفى. وأضاف: "استمروا في القصف لمدة 30 ثانية".

                            تدعم الصور ولقطات الفيديو روايته. مقاطع الفيديو التي التقطتها أون ذا غراوند نيوز تظهر بقايا من عمود فتيل إشعال من قنبلة عنقودية وما يبدو أنها بقايا ذخائر صغيرة متفجرة من طراز "بيتاب-1 إم" (PTAB-1M). شاركت أون ذا غراوند نيوز مقاطع فيديو غير منشورة لبقايا الذخيرة مع هيومن رايتس ووتش، وأكدت أن اللقطات صُورت بالقرب من مستشفى الصاخور بعد هجوم 1 أكتوبر/تشرين الأول. تظهر صورا لبقايا سلاح من الهجوم شاركها صحفي محلي مع هيومن رايتس ووتش بشكل قاطع بقايا من قنبلة عنقودية روسية/سوفيتية الصنع من طراز "آر بي كي-500"

                            (RBK-500) الملقاة من الجو مع الذخائر الصغيرة بيتاب 1-إم.

                            قال عاملون طبيون وصحفيان أيضا إنهم يعتقدون أن الطائرات أسقطت القنبلة التي تحتوي على الكلور لأنهم وجدوا بقايا آثار صفراء حيث ارتطمت القنبلة بالأرض. رغم توثيق هيومن رايتس ووتش استخدام الكلور في هجمات في حلب سابقا، لم تكن قادرة على تأكيد استخدامه في هذا الهجوم.

                            قال محمد أبو رجب، رئيس إدارة المستشفى، في مقابلة عبر الهاتف إن الهجوم بتاريخ 1 أكتوبر/تشرين الأول أضر بمبنى المستشفى، وخصوصا المختبر. قال إن الهجوم دمر وحدة العناية المركزة مرة أخرى، وجناح المرضى، ودمر المولدات الكهربائية. وقدم زهير الشمالي، صحفي زار المستشفى بعد الهجوم، رواية مشابهة. قال الدكتور أبو رجب إن الهجمات قتلت شخصين على الأقل وجرحت 10. قال ممرض الجراحة أحمد سعيد، إنه رأى 4 جثث ملقاة خارج المستشفى بعد الهجوم.

                            في فيديو نشرته الـ "بي بي سي"، كان الدكتور أبو رجب يمشي داخل المستشفى، ليظهر الدمار الذي خلفه الهجوم، ولا سيما للمعدات الطبية. وتظهر لقطات الفيديو أيضا أن سيارة إسعاف دمرت في الهجوم.

                            تعليق


                            • #44
                              تكلمة للمنشور السابق

                              3 أكتوبر/تشرين الأول



                              حوالي الساعة 3:30 بعد ظهر يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول، أصابت غارة جوية مجددا الشارع المقابل للمستشفى، بالقرب من مكان سقوط إحدى القنابل في 1 أكتوبر/تشرين الأول.

                              تظهر مقاطع فيديو من 4 كاميرات مراقبة في المستشفى، نشرته بيلينغكات على يوتيوب، لحظة الغارة الجوية، بما في ذلك رجل يُدفن تحت الأنقاض.
                              قال الدكتور سعد:

                              كان المستشفى خارج الخدمة، لكن بعضنا بقي لإعادة تأهيله والقيام بأعمال الصيانة. اهتزت الأرض، ودُفن المستشفى تحت الأنقاض. ما تبقى هو حفرة كبيرة بعمق يقارب 4 أمتار وعرض 15 مترا.
                              قال موظفو المستشفى إن الهجوم قتل 3 أشخاص كانوا يعملون على إصلاح المستشفى على الأقل وأصاب ممرضا وسائق سيارة إسعاف.

                              14 أكتوبر/تشرين الأول


                              يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول، ضربت قنابل – قال أحد الأطباء إنها كانت 4 – مجددا بالقرب من المدخل الأمامي للمستشفى، مخترقة الطابق السفلي حيث تم تخزين اسطوانات الغاز المضغوط. انفجرت القنابل وأشعلت الحرائق. في الحريق الذي أعقب الانفجارات، عانى مدير المستشفى وموظف آخر من حروق خطيرة، وفقا لممرض الجراحة.

                              الهجمات السابقة

                              أفاد سكان محليون ووسائل إعلام أن هجمات ضربت مستشفى الصاخور عدة مرات أيضا قبل حملة القصف الأخيرة لمدة شهر. في مايو/أيار 2015، ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن الغارات الجوية أصابت مستشفى الصاخور عدة مرات في غضون أيام قليلة، مما اضطره للإغلاق. لقطات فيديو من كاميرا مراقبة على موقع يوتيوب تظهر أن قنبلة سقطت على الشارع أمام المستشفى في أغسطس/آب 2016.

                              النفي الروسي


                              نفت السلطات العسكرية الروسية مزاعم بأن الغارات الجوية أصابت مستشفى الصاخور. في 25 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، قدّم الفريق سيرغي رودسكوي إيجازا عسكريا، نُشر تسجيل فيديو له على قناة يوتيوب التابعة لوزارة الدفاع الروسية. وقدم صورتي أقمار صناعية قال إنهما التقطتا يومي 24 سبتمبر/أيلول و22 أكتوبر/تشرين الأول على التوالي، قائلا إنه لم تكن هناك اختلافات بين الصورتين. وخلص إلى أن الاتهامات الموجهة الى القوات الجوية الروسية كانت "محض خداع".

                              مع ذلك، بالإضافة إلى إفادات الشهود، والصور، ولقطات الفيديو من الغارات الجوية الأخيرة، تظهر عدة مجموعات من صور الأقمار الصناعية بوضوح حللتها هيومن رايتس ووتش أن المستشفى تعرض لأضرار كبيرة ما بين 30 سبتمبر/أيلول و10 أكتوبر/تشرين الأول. تظهر الصور حفرة كبيرة أمام المستشفى حيث انفجرت القنابل في 1 و3 و14 أكتوبر/تشرين الأول. وتظهر الصور أيضا الضرر الناجم عن الهجوم بتاريخ 1 أكتوبر/تشرين الأول الذي دمر سيارة الإسعاف ووضع أحد مرافق العيادات الخارجية خارج الخدمة. تتوافق الأضرار التي لحقت المستشفى مع التعرض لقصف الغارات الجوية.

                              الاستخدام غير القانوني للأسلحة المحظورة والمقيّدة

                              الأسلحة الحارقة


                              الأسلحة الحارقة تنتج الحرارة والنار من خلال تفاعل كيميائي لمادة قابلة للاشتعال، ما يسبب حروقا مؤلمة لا تطاق ويصعب علاجها. كما تسبب الأسلحة حرائق التي يصعب إطفاؤها، وتدمر الممتلكات المدنية والبنية التحتية.

                              "البروتوكول الثالث لاتفاقية الأسلحة التقليدية" يحظر استخدام الأسلحة الحارقة الملقاة جوا في المناطق ذات "تجمعات المدنيين". روسيا دولة طرف في بروتوكول الأسلحة الحارقة واعترفت "بالضرر الإنساني الكبير" الناجم عن الأسلحة الحارقة في سوريا، الذي عزته إلى "الاستخدام غير السليم"، في رسالة في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 إلى هيومن رايتس ووتش.

                              لم تنضم سوريا للبروتوكول الثالث، ولكنها ما تزال ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي العرفي، الذي يحظر استخدام أساليب أو وسائل القتال التي لا يمكن أن توجه إلى هدف عسكري محدد. الأسلحة الحارقة المستخدمة في شرق حلب نشرت ذخائر صغيرة حارقة على مساحة واسعة.

                              هيومن رايتس ووتش وثقت استخدام الأسلحة الحارقة سابقا في سوريا، بما في ذلك في المناطق التي توجد فيها تجمعات المدنيين.

                              الشعّار، 30 سبتمبر/أيلول


                              بين الساعة 5:30 و6 صباحا من يوم 30 سبتمبر/أيلول، ضربت الأسلحة الحارقة حي الشعار، مشعلة النيران بالعديد من المباني، بما في ذلك 3 مستشفيات.

                              قال صحفي من موقع أون ذا غراوند نيوز والذي كان في حي الشعار خلال الهجوم لـ هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف:

                              رأيت طائرة تحلق بالأعلى. ثم رأيت سحابة من الدخان في الهواء والعديد من الأجسام الطائرة في اتجاهات مختلفة. سقط أحد الأجسام خلفي. كان مادة مشتعلة تشبه الفحم. احترق لمدة 5 أو 6 دقائق، ثم تحول إلى رماد متوهج، كما تكون النار عندما تُخمد.
                              شارك الصحفي صورا من الأجسام المحترقة وغيرها من البقايا، والتي حددت هيومن رايتس ووتش أنها قنبلة حارقة من طراز "آر بي كي-500 زاب-2.5 إس إمم" (RBK-500 ZAB-2.5SM) ملقاة من الجو.

                              قال 3 موظفين في 2 من المستشفيات، قابلتهم هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف، إن الذخائر ضربت المستشفيات وأضرمت فيها النيران. قال الدكتور أبو المعتصم: "هبطت إحدى القذائف فوق المستشفى وأخرى في نهاية شارعنا. اعترانا الخوف والفوضى والذعر. حاولنا إخماد الحرائق باستخدام التراب".

                              شارك الدكتور أبو المعتصم الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها مع هيومن رايتس ووتش، وهي أظهرت حرائق صغيرة مشتعلة بشكل مكثف، مع علامات للأسلحة الحارقة. شارك موظفا المستشفى الآخران الصور ولقطات الفيديو التي التقطها زملاؤهما والتي تظهر حرائق مماثلة.

                              قال الصحفيون والعاملون الطبيون إن أحدا لم يُقتل أو يُصب في الهجوم، ولكن العديد من المباني، بما في ذلك المستشفيات الثلاث، أصيبت بالأضرار.

                              لم تستطع هيومن رايتس ووتش تحديد ما إذا كانت المستشفيات الهدف المقصود من الهجوم، لكن الهجمات ضربت المستشفيات الثلاث في الماضي، بما في ذلك في 23 يوليو/تموز 2016.

                              الذخائر العنقودية


                              الذخائر العنقودية يمكن أن تُطلق عبر المدفعية والصواريخ أو تسقطها الطائرات. عادة ما تنفجر في الهواء وتنشر العديد – في بعض الأحيان المئات – من القنابل الصغيرة أو الذخائر الصغيرة على مساحة بحجم ملعب كرة القدم. غالبا ما لا تنفجر الذخائر الصغيرة لدى الاصطدام الأول، مما يحول القنابل إلى ألغام أرضية تشكل خطرا حتى يتم تطهيرها وتدميرها.

                              حظرت ما مجموعه 119 بلدا الذخائر العنقودية بسبب تأثيرها العشوائي على نطاق واسع وقت الاستخدام، والخطر طويل الأمد على المدنيين. رغم أن روسيا وسوريا ليستا من الدول الأعضاء في "اتفاقية الذخائر العنقودية"، إلا أنهما ما تزالان ملزمتين بموجب القانون الإنساني الدولي العرفي، الذي يحظر الهجمات العشوائية.

                              باستعراض الصور ولقطات الفيديو، حددت هيومن رايتس ووتش نوعين من الذخائر العنقودية روسية الصنع التي تسقطها الطائرات من التي استخدمت خلال حملة القصف لمدة شهر: القنبلة العنقودية آر بي كي-500 مع الذخائر الصغيرة ش أو أيه بي-0.5 والقنبلة العنقودية آر بي كي-500 مع الذخائر الصغيرة بيتاب-1إم.

                              في العديد من الهجمات، من بينها هجمتان على مركز الصاخور الطبي، ألقت طائرات ذخائر عنقودية مع أنواع أخرى.

                              وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام الذخائر العنقودية سابقا على نطاق واسع في سوريا.

                              الكلاسة وبستان القصر، 24 سبتمبر/أيلول


                              يوم 24 سبتمبر/أيلول، استُخدمت الذخائر العنقودية في هجمات على حيي الكلاسة وبستان القصر، وفقا لشهود عيان، والمجلس الثوري المحلي، وصور ولقطات فيديو لبقايا الذخائر.

                              المصري، الصحفي، الذي كان في حي الكلاسة في ذلك اليوم، أخبر هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف أن قنبلة عنقودية سقطت على الحي في الصباح، لكنها لم تنشر ذخائر صغيرة. كما قام بأخذ صور لقنبلة عنقودية كانت عالقة على الأرض، نشر منها صورتين على حسابه على "تويتر". شارك الدفاع المدني السوري لقطات فيديو وصورة لنفس البقايا. حددت هيومن رايتس ووتش بأنها بقايا قنبلة عنقودية آر بي كي-500 مع ذخائر صغيرة من نوع ش أو أيه بي-0.5

                              وفي حوالي الساعة 11 صباحا أو 12 ظهرا، ضربت قنبلة عنقودية أخرى بستان القصر، وهو حي مجاور للكلاسة. وصل المصري لموقع سقوط القنبلة بعد وقت قصير من الهجوم وقال إن الهجوم ضرب منطقة فيها مئات المصطفين بالقرب من متجر للّبن.

                              كان الناس مرميّين على الأرض. اختلطت الدماء باللبن والخبز. كان الدم يتدفق لمسافة 15 مترا. كان نهرا من الدم. كان أمرا لا يصدق. أينما ذهبت وجدت مصابا. لم ينجُ أحد، حتى من اختبأ في المباني. رأيت بأم عينيّ ما لا يقل عن 60 مدنيا مصابا في المستشفى. كانت المستشفيات مزدحمة بحيث لا يمكن التعامل مع جميع الإصابات. بصراحة، كان ذلك أسوأ يوم لي خلال 2016. مجزرة!
                              لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تأكيد عدد الضحايا النهائي. قال المصري إن الهجوم أسفر عن مقتل 30 شخصا وجرح أكثر من 200. المجلس المحلي لحيي الكلاسة وبستان القصر قال في منشور على فيسبوك إن الهجوم أسفر عن مقتل 15 شخصا وجرح العشرات. المركز الإعلامي في حلب نشر مقاطع فيديو لمصابين يتلقون العلاج في مركز طبي، وقال الشرح إن الهجوم أسفر عن مقتل 13 وجرح 75. وثق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أسماء 5 مدنيين قتلوا في غارات جوية في بستان القصر في 24 سبتمبر/أيلول بينهم طفل، لكن هيومن رايتس ووتش لم تتمكن من تحديد ما إذا كان الخمسة قد قتلوا في هجوم بالقذائف العنقودية.

                              صلاح الدين، 25 سبتمبر/أيلول


                              بين الساعة 2 و3 من ظهر يوم 25 سبتمبر/أيلول، ألقت طائرات ذخائر عنقودية قرب دوار سيف الدولة في حي صلاح الدين في حلب. صلاح الدين هو حي سكني بالقرب من الخطوط الأمامية، وفقا للسكان المحليين.

                              قال زهير الشمالي وهو صحفي محلي، لـ هيومن رايتس ووتش في مقابلة عبر الهاتف، إن 4 مدنيين قتلوا في الهجوم. قال: "كنت أعرف أولئك الذين قتلوا. يمتلك أحدهم متجرا قريبا، وآخر يدير مولدا كهربائيا. كما يعيش الآخران في مكان قريب". وأكد صحفي آخر لـ هيومن رايتس ووتش أن والد صديقه قتل في الهجوم. أعلن الدفاع المدني السوري على صفحته على فيسبوك أن الذخائر العنقودية قتلت 3 مدنيين وجرحت 20.

                              نشر الدفاع المدني السوري لقطات فيديو لعمليات نقل الجرحى من موقع الاصطدام وتلقيهم العلاج في مركز طبي، وصورا لإطفاء النار في حافلة. نشرت وكالة الأنباء ثقة لقطات فيديو من مكان الحادث، تظهر حافلة مشتعلة.

                              زود الشمالي هيومن رايتس ووتش بصورة التقطها لبقايا الذخائر العنقودية نشرها أيضا على تويتر. بينما تظهر الصورة حاوية قنابل عنقودية، لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من تحديد نوع الذخائر الصغيرة التي استخدمت في الهجوم.

                              تعليق


                              • #45
                                سوريا: حاجة ماسة إلى إيصال المساعدات إلى حلب
                                معاناة كبيرة بسبب نقص الغذاء والماء والأدوات الطبية
                                ديسمبر 12, 2016


                                (نيويورك) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن على سلطات الحكومة السورية ومجموعات المعارضة المسلحة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بدون شروط إلى الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.

                                قال نشطاء وسكان في شرق حلب المحاصر لـ هيومن رايتس ووتش إن الوضع سيئ للغاية في المنطقة مع النقص في الغذاء والأدوية والقيود الشديدة على القدرة على تقديم المساعدة الطبية. وصفت الأمم المتحدة في 3 ديسمبر/كانون الأول 2016 الوضع الإنساني في شرق حلب بـ"الكارثي" حيث يحتاج ما لا يقل عن 400 مريضا أو مصابا بجروح خطيرة إلى الإخلاء الفوري. قالت منظمات الإغاثة إن سكان شرق حلب أصبحوا على شفير المجاعة، كما قالت لـ هيومن رايتس ووتش إن أي مساعدة لم تصل إلى شرق حلب منذ يوليو/تموز بالرغم من دعوات مجلس الأمن الدولي إلى جميع أطراف النزاع بضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين.


                                مدني يجمع أغصان أشجار من بين الركام في موقع مدمر في حي قاضي عسكر في الجزء المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة.
                                © 2016 رويترز

                                قالت لمى فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "رغم تراجع تقلص مساحة التي تسيطر عليها المعارضة، ، تظهر شهاداتن السكان أن النقص الحاد في الغذاء والماء والمواد الطبية مستمرة. ستكون العواقب أليمة إن لم يقم جميع الأطراف فورا بتسهيل وصول المساعدات، كما تقضي قوانين الحرب".
                                بدأت قوات تابعة للحكومة السورية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني بالسيطرة على أحياء مهمة في شرق حلب كانت تحت سيطرة مجموعات معارضة مسلحة. دفع الهجوم عشرات الآلاف إلى النزوح. الكثيرون منهم اتجهوا نحو غرب حلب الذي يسيطر عليه النظام وحي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الأكراد، بينما نزح آخرون إلى أماكن أخرى ضمن شرق المدينة. بحسب مكتب المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان، منعت المعارضة المسلحة المدنيين من مغادرة المناطق التي تهزها أعمال العنف، وظهرت مزاعم عن قيام القوات الحكومية بأعمال انتقامية ضد المدنيين المشتبه بمناصرتهم المعارضة المسلحة وفصل الرجال عن النساء والأطفال. ظهرت تقارير تقول إن الحكومة السورية تجري فحصا أمنيا للمدنيين بينما كانوا يفرون نحو المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. أخبر سكان شرق حلب هيومن رايتس ووتش أن الناس الذين يهربون إلى المناطق التي لا تزال المعارضة تسيطر عليها يسكنون عشوائيا في المباني المهجورة أو يتكدسون في الأزقة مع الأطفال، وتنقصهم المواد الأساسية مثل الماء والطعام. وقالوا إن الخدمات الطبية محدودة في المنطقة وأسعار الحد الأدنى من الكهرباء والغذاء والمياه أصبحت باهظة جدا.

                                قالت هيومن رايتس ووتش إن قصف التحالف الروسي-السوري الكثيف للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة يزيد من فظاعة الوضع الإنساني. وجد بحث هيومن رايتس ووتش أن التحالف ارتكب جرائم حرب خلال جولة قصف دامت شهرا بين سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول.

                                قال الممرض أحمد سعيد لـ هيومن رايتس ووتش في رسالة "واتساب": "اليوم بكينا مريضا مات في المستشفى عندنا. لم يستطع الطبيب القيام بأي شيء، لم يتمكن أحد في كامل المستشفى من فعل أي شيء. أضاف:

                                لم يعد لدينا قوارير أكسيجن وبدأت المؤن تنفذ. ليس لدينا وحدة عناية مركزة. لا أعرف ماذا أقول، الوضع الطبي الذي نعيشه يرثى له. الناس يأكلون ما يجدون وما يزرعون في حدائق منازلهم. إنهم يطحنون الفاصوليا البيضاء مع القمح لصناعة الخبز.
                                قال الطبيب الشرعي في مديرية الصحة في شرق حلب محمد أبو جعفر إن الشوارع مليئة بالجثث:

                                يأتي الناس إلى شرق حلب بدون أي شيء، يسيرون لمسافات طويلة ويصلون إلى أحياء حيث يستقبلهم السكان ويقدمون لهم ما يستطيعون. المياه مقطوعة في أغلب الأحياء بسبب استهداف الجيش للأنابيب وتدميرها. المواصلات شبه معدومة والناس يتنقلون سيرا على الأقدام فقط. ليس لدينا أي سيارة لنقل المصابين، نقلنا بعضهم على عربات الخضار. ولم يعد لدينا الوقت لإحصاء وإعلان الضحايا كما قبل. الآن تصلنا 30، 40، 50 جثة يوميا، ما يفوق طاقتنا. الوضع صعب بما يفوق يخال، حلب تعيش كارثة اليوم.
                                قال بلال، أحد سكان حي المرجة في شرق حلب، إن الوضع بائس:

                                تحصل مجازر والعالم يتفرج. أصبح كل شيء خارج الخدمة الآن، قُطعَت المياه وقُصفَت المستشفيات والمخابز. المواد الغذائية باهظة الثمن فسعر كيلو الطحين 20 دولار أمريكي تقريبا وكيلو السكر 13 دولار... تحصل كل عائلة على 5 أرغفة خبز فقط. لم يعد هناك خضار ولا أدوية ولا محروقات للسيارات، إننا ننقل المصابين على العربيات.
                                قال عمر العرب، مصور يعيش في شرق حلب، إن العديد من الناس يخافون على حياتهم:

                                هناك مناطق تُقصَف يوميا في حلب. المدينة تعج بالنازحين والطرقات مليئة بالجثث. هناك عيادات صغيرة تحاول معالجة الضحايا المصابين بالصدمة. في المرة القادمة عندما نتكلم قد أكون خارج حلب، هذا إن لم أكن قد متّ.
                                قال يان إيغلاند، كبير مستشاري المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، إن العنف المستمر في حلب جعل من المستحيل دخول المنطقة لتوزيع المساعدات. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه حصل على تقارير غير مؤكدة بأن مجموعات المعارضة المسلحة تمنع السكان من مغادرة شرق حلب إلى غرب حلب.

                                بموجب القانون الإنساني الدولي، على جميع أطراف النزاعات المسلحة تسهيل وصول سريع وبدون عوائق للدعم الإنساني لجميع المدنيين المحتاجين والسماح لهم بمغادرة المناطق المحاصرة. فالمجاعة كخطة حربية محظورة.

                                في فبراير/شباط 2014 أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 2139 لضمان وصول المساعدات داعيا جميع أطراف الحرب السورية إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى كل أجزاء سوريا. في ظل عدم التزام النظام السوري، أصدر مجلس الأمن القرار 2165 في 14 يوليو/تموز 2014 الذي يتيح لمنظمات الأمم المتحدة وشركائها على الأرض بتسليم المساعدات عبر 4 نقاط حدودية لا يسيطر عليها النظام.


                                يعيش نحو 4.9 مليون شخص في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. تعاني هذه المناطق من القصف وعدم كفاية المساعدات والغذاء والمياه والعناية الطبية.

                                بالرغم من استمرار عدم انصياع النظام لقرارات مجلس الأمن بالوصول الفوري للدعم الإنساني، وبالرغم من تأكيد مجلس الأمن التصعيد في القرار 2165 في حال عدم الانصياع، لم يتخذ الأخير أي تدابير جديدة. لجأت روسيا مرة جديدة في 5 ديسمبر/كانون الأول إلى الفيتو لعرقلة عمل مجلس الأمن في سوريا. كان في مسودة القرار دعوة إلى إيقاف الأعمال العدائية 7 أيام وطلب مدخل آمن إلى جميع المناطق للدعم الإنساني.

                                في ظل فشل مجلس الأمن في ردع الأعمال العدائية المستمرة في حلب، أطلقت هيومن رايتس ووتش وأكثر من 200 منظمة غير حكومية دعوة للجمعية العامة للأمم المتحدة بعقد دورة استثنائية طارئة للدعوة إلى إيقاف جميع الهجمات غير القانوينة على المدنيين في حلب وجميع أرجاء سوريا وتأمين مدخل، فورا وبدون عوائق، كي تصل المساعدات إلى جميع المحتاجين. أصدرت الجمعية العامة، كحل للجمود في مجلس الأمن، في 9 ديسمبر/كانون الأول قرارا غير ملزِم يدعو إلى إنشاء ممر إنساني آمن متصل بدون عوائق وغير مشروط في كل أنحاء سوريا.

                                قالت فقيه: "وقت المدنيين في حلب ينفذ، إن لم تتحرك الأمم المتحدة حالا سيكون قد فات الأوان".

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                                ردود 119
                                18,094 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                                استجابة 1
                                100 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                72 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                                ردود 2
                                156 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                                استجابة 1
                                109 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X