(68)
قال لها وهي ينظر للساعة : الوقت يمرّ بسرعة ..
قالت له : نعم ، هذا صحيح ؟!
قال لها : ولكن هذا طبيعي؟!
قالت لهُ : وكيف ؟!
قال لها : الامر كالنظرية النسبية التي وضعها انشتاين ؟!
قالت لهُ : ماذا تقصد ؟!
قال لها : لا شأن لكِ بها ..
قالت لهُ : حسناً ، كم مرة تُريدني ان أقول لكَ ارجوك ..
ابتسم لها وقال : بعدد القطرات الذي يحتويه كوب عصيرك ...
قالت لهُ : ارجوك ..
قال لها : لو كنتُ جالساً بالقرب مِن انسان أنيق الروح وتُحدثه عشر ساعات ، ستكون كأنها عشر دقائق ، وعندما تكون جالساً بالقرب مِن انسان ثقيل الروح لو حدثته عشر دقائق ستكون وكأن العشر دقائق ، عشرُ ساعات .
قالت لهُ : كم تُريد من العصير ..
قال لها ضاحكاً : حتى العصير طعمه خاضع للنظرية النسبية ..
قالت لهُ : ارجوك ، كُف عن هذا ..
قال لها : لقد قلتي سابقاً ، ان التفكير اسلم من الشك ، كيف ذلك ؟!
قالت لهُ :لو عُدنا الى الايات التي تتكلم عن الشك ، يا تُرى كيف ترى الامر؟!
لوجدنا انها تُدين الشك وتعتبرته منقصة ورذيلة ولا نجد آية واحدة تمتدح الشك وتثني عليه أو تدفع باتجاهه ولو في مورد واحد وكذا الاحاديث ، وهذا ما ذهب اليه المُختصين
(قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)
(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ)
(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)
(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ)
(إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُون)
(لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (*) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (*) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ)
وفي المقابل نجد المدح كل المدح لليقين والإيمان وفي آيات كثيرة ومنها:
(وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ)
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
(لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا)
وأما الاحاديث ايضا تضع الشك في خانة الرذائل والنواقص والمبغوضات ،قال أمير المؤمنين ومولى الموحدين
(لا ترتابوا فتشكّوا، ولا تشكّوا فتكفروا، ولا تكفروا فتندموا) فقد اعتبر
الريب مقدمة موصلة للشك والشك مقدمة للكفر والكفر مقدمة للندم، وبذلك جمع الإمام
بين مفاسد الشك الدنيوية بإشارته إلى الندم والأخروية بإشارته إلى الكفر.
وقال الإمام الصادق
: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوّذ في كل يوم من ست: من الشك والشرك والحميّة والغضب والبغي والحسد) ويرى المختصون التفاته في الحديث الشريف أنه جعل الشك إلى جوار الشرك تماماً، ولا تخفى ما في المقارنة من الدلالة الكبيرة وما في اعتبارهما ثنائياً بغيضاً يتعوذ منه رسول الله
كل يوم من التحذير الأكيد من (الشك).
عندها لا يمكن ان نمتدح الشك ونعتبره أن له قيمة معرفية ، ونتخذهُ فضيلة من الفضائل .
قال لها : هذا على مستوى النقل اما على مستوى العقل نعرف ان هناك الشك النافع والشك الضار؟!
قالت لهُ :"يُقسيم الشك ،كما بينّه ذي الاختصاص تارة بلحاظ متعلَّقة وتارة اخرى بلحاظ ما يؤدي إليه ، إلى الشك النافع والشك الضار، وهذا شيء مُهم يجب ان نلتفت اليه اي يمكن القول : إلى ما يُعدّ نقطة قوة وما يعدّ نقطة ضعف، وعليه، ليس من الصحيح معرفياً التعميم وإطلاق القول بأن الشك مفتاح التقدم وسر التطور وأن له القيمة المعرفية المطلقة، وان نكون منصفين في هذا الامر ولا ندفع باتجاه الشك المذهبي وانما بأتجاه شك منهجي وضمن حدود وبضوابط وعلى حسب المتعلقات والمضامين والنتائج، وقد وضحت لك ما هو الشك المنهجي في بداية حديثنا .
قال لها : لماذا يقف القرآن والحديث موقف الذم من الشك والتشكيك ، فكما هناك شك ضار ، هناك شك نافع ؟!
قالت لهُ : قد يتساءل البعض عن السبب في موقف الآيات والروايات الشريفة الصارم والنهائي من الشك والتشكيك فان الملاحظ ان الآيات كافة والروايات كذلك ، تذم الشك والتشكيك وتدينه وتعتبره رذيلة، مع ان الشك قد يكون نافعاً أحياناً كما سبق بل ان التطور العلمي في العصر الحديث هو رهين التشكيك – بدرجة أو أخرى – فلولا التشكيك لما تم الوصول الى الكثير من الحقائق العلمية
ويرى ذي الاختصاص ان ذلك الموقف السلبي الصارم، يعود إلى وجهين:
" الوجه الأول : لأن الشك بما هو هو، نقصٌ وعمىٌ لأن الشك بنفسه وحسب طبعه الأولي نقص فانه يعني الجهل بالحقيقة فالشك بما هو هو ليس فضيلة إذ انه يعني العمى عن رؤية الواقع وهل الجهل والعمى فضيلة! نعم قد يكون الشك طريقاً لتلمس الواقع ويكون إحدى حلقات الوصول إليه، لكن ذلك لا يحوّل الشك بما هو هو وفي حد ذاته إلى فضيلة أبداً، بل يكون ذلك الشك الموصِل هو الاستثناء الذي يحتاج إلى الدليل ، وان القيمة المعرفية للشك هي كالقيمة المعرفية للأحلام وقراءة الكف والفنجان!
والذي يشهد لذلك الأشباه والنظائر مثل: (الأحلام) وقراءة (الكف) أو (الفنجان) و(الفال) و(التنجيم) وأشباه ذلك فانه لا شك في ان الأحلام قد تكون صادقة أحياناً وان قارئي الكف والفنجان قد يصيبون كبد الحقيقة ويكشفون لك المستقبل بدقة وكذلك قارئو الأبراج وغيرها، ولكن مع ذلك لا يرى العقلاء هذه الأمور طرقاً للوصول إلى الحقيقة بل انهم يردعون عنها ويسفهّون من يتعاطاها ولكن لماذا؟ لأنها قد اختلط صوابها بخطئها وحقها بباطلها فان العقلاء وإن لم ينكروا انها قد تصيب وتوصل للواقع أحياناً ولكن مع ذلك لا يُجوّز العقل الاعتماد عليها أبداً ولا يراها العقلاء حجة أصلاً؛ وذلك لأنها كثيراً ما (بل ذلك هو الأكثر) تخطئ وتجرّ إلى التهلكة فكيف يصح اعتبارها حجة؟ فمثلاً قد تكتشف العجوز قارئة الفنجان ان السارق للدار هو فلان وقد يكون الأمر كذلك أحياناً لكنها في كثير من الأحيان تخطئ وتتهم بريئاً فيعاقب كسارق من غير جرم ولا جريرة، وهكذا وهلم جرّا، ولذلك أغلق العقلاء هذه الأبواب بالمرة.
وكذلك (الشك) فانه بطبعه جهل ونقص وعمىً، وكونه يقع أحياناً طريقاً للوصول إلى الحقيقة لا يشفع له لدى العقلاء إذ ما أكثر ما كان طريقاً لسحق الحقيقة أيضاً، فيبقى هو الاستثناء الذي لا بد من البحث عن ضوابطه.
الوجه الثاني: ان القرآن الكريم والرسول الأعظم وأهل بيته الكرام، ينطلقون من منطلق الحق؛ فانهم يرون الحق والباطل بوضوح وجلاء كما يرى أحدنا يَدَهُ! ومن الطبيعي ان من يعرف الحق ويراه كما يرى السماء والأرض أو كما يرى داره وزوجته وأولاده، فانه إذا رأى غيره يشكّك في الواقع والحقيقة فلا مناص إلا من ان يذمّهُ على ذلك ويقرّعه ويؤنّبه؛ ألا ترى مثلاً الأب الذي يعتقد بوجود الجاذبية فانه إذا رأى ولده الصغير أو أخاه الكبير المبتلى بمرض التشكيك، يشكك في وجود الجاذبية ويقول من قال ذلك؟ انني لا أراها ولعلها مجرد أوهام وهل تكفي سقوط تفاحة نيوتن دليلاً على وجود الجاذبية دائماً! فلِأُجرِّب ولأرمِ نفسي من أعلى السطح لأرى هل الجاذبية حقيقة واقعية أم لا؟ فما هو موقف الأب أو الصديق حينئذٍ؟ هل تراه يمتدح له الشك ويتحدث له عن قيمته المعرفية وان العلم الحديث ابتنى على التشكيك في الثوابت؟ أم انه لا يرى محيصاً إلا ان يذمّ الشك ويعتبره جهلاً ومنقصة بل انه يجب عليه ان يذمه أشد الذم وبأبلغ العبارات ويردعه عن الاعتناء بهذا الشك ونظائره.
وكذلك المعلم في المدرسة لو رأى بعض تلامذته يشكك في المعادلات الرياضية من الجبر والمقابلة أو حتى الضرب والتقسيم والجمع والطرح، فهل عليه ان يزيّن له الشك حينئذٍ ويحسنّه في نظره؟ أو عليه ان يبرهن له صحة تلكم المعادلات؟ فان بقي شاكاً فعليه ان يحذّره من هذا الشك أشد التحذير وان يسفّه تشكيكاته أيضاً وذلك ليرجعه إلى أحضان الفطرة السليمة الرافضة لاعتبار الشك كقيمة، أو إذا لم يمكن له إصلاح هذا الطالب لتجذر الشك فيه كحالة مرضية مزمنة فانه يذمه أيضاً ليحصِّن سائر الطلاب من عدوى فايروس الشك الذي قد ينتشر بين سائر الطلبة انتشار النار في الهشيم."
اذن ومن خلال هذين الوجهين نتوصل الى:
" ان الشك نقص وليس كمال وانه وان (الشك) ليس طريقاً للمعرفة وان وقع – عَرَضَاً – كمقدمة للوصول إليها فهي ليست مطلوبة بحد ذاتها ان مثلَ الشك هو مثل المرض اذ ان المرض نقص والصحة هي الكمال.. ومع ذلك فانه قد يكون المرض سببا لهداية الانسان المغرور او الضال أو سيء الخلق وذلك لا يغير من حقيقة المرض وماهيته شيئاً ولا يجعله كمالا او طريقا عاما للهداية بل يبقى المرض نقصا الا ان الله تعالى بلطفه ورحمته ـ وهو السبب الواقعي ـ قد يجعل بعض الامور اسبابا ظاهرية لهداية عباده وارشادهم، وما المرض الا من جملة الاسباب الظاهرية لهداية البعض.
نعم ولو تنازلنا وقلنا ان للشك قيمة ونفع فنقول يبقى سلاح ذو حدين، فلا ينبغي ان نعطيه دورا وموقعاً اكبر من حجمه واستحقاقاته ، وهناك مثال يضربه ذي الاختصاص وهو " لو كنا في الصحراء وكانت لدينا بوصلة ولم نعتن بقراءتها وشككنا فيها ولم نمش على ضوئها، مع انها كانت صحيحة دقيقة فاننا يقينا سنضل في الصحراء القاحلة، وبالعكس: لو كانت البوصلة خاطئة واقعاً وكانت تشير للاتجاه المضاد، وشككنا فيها فلم نمش على ضوئها بل سرنا في الاتجاه المعاكس فاننا سنصل إلى بر الأمان ، ومعنى ذلك: ان الشك في الصحيح غلط وقد يجر على المرء الدواهي، والشك في الغلط صحيح فقد يربحه الكثير الكثير فالشك إذن سلاح ذو حدين." ولذلك هناك شروط للشك ولا يُمكن تركه بشكل عبثي وعشوائي ."
قال لها : اذن ما هي شروط الشك المُمنهج ؟!
قالت لهُ : تم بيانها في :
قال لها وهي ينظر للساعة : الوقت يمرّ بسرعة ..
قالت له : نعم ، هذا صحيح ؟!
قال لها : ولكن هذا طبيعي؟!
قالت لهُ : وكيف ؟!
قال لها : الامر كالنظرية النسبية التي وضعها انشتاين ؟!
قالت لهُ : ماذا تقصد ؟!
قال لها : لا شأن لكِ بها ..
قالت لهُ : حسناً ، كم مرة تُريدني ان أقول لكَ ارجوك ..
ابتسم لها وقال : بعدد القطرات الذي يحتويه كوب عصيرك ...
قالت لهُ : ارجوك ..
قال لها : لو كنتُ جالساً بالقرب مِن انسان أنيق الروح وتُحدثه عشر ساعات ، ستكون كأنها عشر دقائق ، وعندما تكون جالساً بالقرب مِن انسان ثقيل الروح لو حدثته عشر دقائق ستكون وكأن العشر دقائق ، عشرُ ساعات .
قالت لهُ : كم تُريد من العصير ..
قال لها ضاحكاً : حتى العصير طعمه خاضع للنظرية النسبية ..
قالت لهُ : ارجوك ، كُف عن هذا ..
قال لها : لقد قلتي سابقاً ، ان التفكير اسلم من الشك ، كيف ذلك ؟!
قالت لهُ :لو عُدنا الى الايات التي تتكلم عن الشك ، يا تُرى كيف ترى الامر؟!
لوجدنا انها تُدين الشك وتعتبرته منقصة ورذيلة ولا نجد آية واحدة تمتدح الشك وتثني عليه أو تدفع باتجاهه ولو في مورد واحد وكذا الاحاديث ، وهذا ما ذهب اليه المُختصين
(قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)
(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ)
(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)
(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ)
(إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُون)
(لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (*) قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (*) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ)
وفي المقابل نجد المدح كل المدح لليقين والإيمان وفي آيات كثيرة ومنها:
(وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ)
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
(لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا)
وأما الاحاديث ايضا تضع الشك في خانة الرذائل والنواقص والمبغوضات ،قال أمير المؤمنين ومولى الموحدين



وقال الإمام الصادق


عندها لا يمكن ان نمتدح الشك ونعتبره أن له قيمة معرفية ، ونتخذهُ فضيلة من الفضائل .
قال لها : هذا على مستوى النقل اما على مستوى العقل نعرف ان هناك الشك النافع والشك الضار؟!
قالت لهُ :"يُقسيم الشك ،كما بينّه ذي الاختصاص تارة بلحاظ متعلَّقة وتارة اخرى بلحاظ ما يؤدي إليه ، إلى الشك النافع والشك الضار، وهذا شيء مُهم يجب ان نلتفت اليه اي يمكن القول : إلى ما يُعدّ نقطة قوة وما يعدّ نقطة ضعف، وعليه، ليس من الصحيح معرفياً التعميم وإطلاق القول بأن الشك مفتاح التقدم وسر التطور وأن له القيمة المعرفية المطلقة، وان نكون منصفين في هذا الامر ولا ندفع باتجاه الشك المذهبي وانما بأتجاه شك منهجي وضمن حدود وبضوابط وعلى حسب المتعلقات والمضامين والنتائج، وقد وضحت لك ما هو الشك المنهجي في بداية حديثنا .
قال لها : لماذا يقف القرآن والحديث موقف الذم من الشك والتشكيك ، فكما هناك شك ضار ، هناك شك نافع ؟!
قالت لهُ : قد يتساءل البعض عن السبب في موقف الآيات والروايات الشريفة الصارم والنهائي من الشك والتشكيك فان الملاحظ ان الآيات كافة والروايات كذلك ، تذم الشك والتشكيك وتدينه وتعتبره رذيلة، مع ان الشك قد يكون نافعاً أحياناً كما سبق بل ان التطور العلمي في العصر الحديث هو رهين التشكيك – بدرجة أو أخرى – فلولا التشكيك لما تم الوصول الى الكثير من الحقائق العلمية
ويرى ذي الاختصاص ان ذلك الموقف السلبي الصارم، يعود إلى وجهين:
" الوجه الأول : لأن الشك بما هو هو، نقصٌ وعمىٌ لأن الشك بنفسه وحسب طبعه الأولي نقص فانه يعني الجهل بالحقيقة فالشك بما هو هو ليس فضيلة إذ انه يعني العمى عن رؤية الواقع وهل الجهل والعمى فضيلة! نعم قد يكون الشك طريقاً لتلمس الواقع ويكون إحدى حلقات الوصول إليه، لكن ذلك لا يحوّل الشك بما هو هو وفي حد ذاته إلى فضيلة أبداً، بل يكون ذلك الشك الموصِل هو الاستثناء الذي يحتاج إلى الدليل ، وان القيمة المعرفية للشك هي كالقيمة المعرفية للأحلام وقراءة الكف والفنجان!
والذي يشهد لذلك الأشباه والنظائر مثل: (الأحلام) وقراءة (الكف) أو (الفنجان) و(الفال) و(التنجيم) وأشباه ذلك فانه لا شك في ان الأحلام قد تكون صادقة أحياناً وان قارئي الكف والفنجان قد يصيبون كبد الحقيقة ويكشفون لك المستقبل بدقة وكذلك قارئو الأبراج وغيرها، ولكن مع ذلك لا يرى العقلاء هذه الأمور طرقاً للوصول إلى الحقيقة بل انهم يردعون عنها ويسفهّون من يتعاطاها ولكن لماذا؟ لأنها قد اختلط صوابها بخطئها وحقها بباطلها فان العقلاء وإن لم ينكروا انها قد تصيب وتوصل للواقع أحياناً ولكن مع ذلك لا يُجوّز العقل الاعتماد عليها أبداً ولا يراها العقلاء حجة أصلاً؛ وذلك لأنها كثيراً ما (بل ذلك هو الأكثر) تخطئ وتجرّ إلى التهلكة فكيف يصح اعتبارها حجة؟ فمثلاً قد تكتشف العجوز قارئة الفنجان ان السارق للدار هو فلان وقد يكون الأمر كذلك أحياناً لكنها في كثير من الأحيان تخطئ وتتهم بريئاً فيعاقب كسارق من غير جرم ولا جريرة، وهكذا وهلم جرّا، ولذلك أغلق العقلاء هذه الأبواب بالمرة.
وكذلك (الشك) فانه بطبعه جهل ونقص وعمىً، وكونه يقع أحياناً طريقاً للوصول إلى الحقيقة لا يشفع له لدى العقلاء إذ ما أكثر ما كان طريقاً لسحق الحقيقة أيضاً، فيبقى هو الاستثناء الذي لا بد من البحث عن ضوابطه.
الوجه الثاني: ان القرآن الكريم والرسول الأعظم وأهل بيته الكرام، ينطلقون من منطلق الحق؛ فانهم يرون الحق والباطل بوضوح وجلاء كما يرى أحدنا يَدَهُ! ومن الطبيعي ان من يعرف الحق ويراه كما يرى السماء والأرض أو كما يرى داره وزوجته وأولاده، فانه إذا رأى غيره يشكّك في الواقع والحقيقة فلا مناص إلا من ان يذمّهُ على ذلك ويقرّعه ويؤنّبه؛ ألا ترى مثلاً الأب الذي يعتقد بوجود الجاذبية فانه إذا رأى ولده الصغير أو أخاه الكبير المبتلى بمرض التشكيك، يشكك في وجود الجاذبية ويقول من قال ذلك؟ انني لا أراها ولعلها مجرد أوهام وهل تكفي سقوط تفاحة نيوتن دليلاً على وجود الجاذبية دائماً! فلِأُجرِّب ولأرمِ نفسي من أعلى السطح لأرى هل الجاذبية حقيقة واقعية أم لا؟ فما هو موقف الأب أو الصديق حينئذٍ؟ هل تراه يمتدح له الشك ويتحدث له عن قيمته المعرفية وان العلم الحديث ابتنى على التشكيك في الثوابت؟ أم انه لا يرى محيصاً إلا ان يذمّ الشك ويعتبره جهلاً ومنقصة بل انه يجب عليه ان يذمه أشد الذم وبأبلغ العبارات ويردعه عن الاعتناء بهذا الشك ونظائره.
وكذلك المعلم في المدرسة لو رأى بعض تلامذته يشكك في المعادلات الرياضية من الجبر والمقابلة أو حتى الضرب والتقسيم والجمع والطرح، فهل عليه ان يزيّن له الشك حينئذٍ ويحسنّه في نظره؟ أو عليه ان يبرهن له صحة تلكم المعادلات؟ فان بقي شاكاً فعليه ان يحذّره من هذا الشك أشد التحذير وان يسفّه تشكيكاته أيضاً وذلك ليرجعه إلى أحضان الفطرة السليمة الرافضة لاعتبار الشك كقيمة، أو إذا لم يمكن له إصلاح هذا الطالب لتجذر الشك فيه كحالة مرضية مزمنة فانه يذمه أيضاً ليحصِّن سائر الطلاب من عدوى فايروس الشك الذي قد ينتشر بين سائر الطلبة انتشار النار في الهشيم."
اذن ومن خلال هذين الوجهين نتوصل الى:
" ان الشك نقص وليس كمال وانه وان (الشك) ليس طريقاً للمعرفة وان وقع – عَرَضَاً – كمقدمة للوصول إليها فهي ليست مطلوبة بحد ذاتها ان مثلَ الشك هو مثل المرض اذ ان المرض نقص والصحة هي الكمال.. ومع ذلك فانه قد يكون المرض سببا لهداية الانسان المغرور او الضال أو سيء الخلق وذلك لا يغير من حقيقة المرض وماهيته شيئاً ولا يجعله كمالا او طريقا عاما للهداية بل يبقى المرض نقصا الا ان الله تعالى بلطفه ورحمته ـ وهو السبب الواقعي ـ قد يجعل بعض الامور اسبابا ظاهرية لهداية عباده وارشادهم، وما المرض الا من جملة الاسباب الظاهرية لهداية البعض.
نعم ولو تنازلنا وقلنا ان للشك قيمة ونفع فنقول يبقى سلاح ذو حدين، فلا ينبغي ان نعطيه دورا وموقعاً اكبر من حجمه واستحقاقاته ، وهناك مثال يضربه ذي الاختصاص وهو " لو كنا في الصحراء وكانت لدينا بوصلة ولم نعتن بقراءتها وشككنا فيها ولم نمش على ضوئها، مع انها كانت صحيحة دقيقة فاننا يقينا سنضل في الصحراء القاحلة، وبالعكس: لو كانت البوصلة خاطئة واقعاً وكانت تشير للاتجاه المضاد، وشككنا فيها فلم نمش على ضوئها بل سرنا في الاتجاه المعاكس فاننا سنصل إلى بر الأمان ، ومعنى ذلك: ان الشك في الصحيح غلط وقد يجر على المرء الدواهي، والشك في الغلط صحيح فقد يربحه الكثير الكثير فالشك إذن سلاح ذو حدين." ولذلك هناك شروط للشك ولا يُمكن تركه بشكل عبثي وعشوائي ."
قال لها : اذن ما هي شروط الشك المُمنهج ؟!
قالت لهُ : تم بيانها في :
أولا : الشك في المحل القابل والموضوع الصالح
ان يكون الشك والتشكيك في المحل القابل وفي الموضوع القابل اما التشكيك لا في المحل القابل ولا في الموضوع القابل فهو ظلم وضلال وإضلال وإفساد.
مثال ذلك: شخص يعرف والده وسلسلة نَسَبِهِ الا انه يريد التأكد أكثر فلابأس ان يشك في ذلك اولا ويبدأ البحث والتحقيق من نقطة الصفر، ولكن، وفي المقابل فان تشكيك طفل صغير في الثالثة أو الخامسة من العمر مثلاً بنسبه وانه من ادراك بان هذا والدك وهذه أمك، يُعدّ –عقلائياً– من أنواع الفساد والإضلال وليس امرا عقلائيا.وكذلك تشكيك المعلم للأطفال في الابتدائية بالقواعد الرياضية أو بمسلمات الجغرافيا مثلاً.فالمفترض ان يكون الشك في المحل القابل (أي الشخص القابل). والكلام نفس الكلام في الموضوع القابل أي المسائل التي يصح ان يُشكك فيها.
ثانيا : ان يكون لك مرشد ودليل : ان يكون لك حين الشك مرشد خبير، والمرشد اما داخلي وهو الفطرة او خارجي وهو الوحي والانبياء والائمة ع والقران الكريم او العلماء بالله تعالى أو حتى العلماء والخبراء في الفيزياء والكيمياء والفلك والرياضيات وغيرها.اما التشكيك بلا مرشد فانه كثيراً ما يكون طريقاً الى الاضلال والافساد. وهنا نجد ان الامام المجتبى (عليه السلام) يرشدنا إلى عمق الحقيقة في كلمته القيمة: "وَاعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّكُمْ لَنْ تَعْرِفُوا التُّقَى حَتَّى تَعْرِفُوا صِفَةَ الْهُدَى"ومعنى ذلك: ان طريق المعرفة هو معرفة الهدى وصفته وعلاماته وليس الشك كما يزعمون.والتقى: أي ما تتقيه فانه لا يمكن للانسان ان يتقي المزالق والمهاوي والمخاطر حتى يعرف الهدى والحق والطريق الموصلة إلى بر الأمان.
ثم ان الامام علي
يوضح طريقة لمعرفة الحقيقة من البدعة وما يُثار بينهما من شك " وَلَنْ تَمَسَّكُوا بِمِيثَاقِ الْكِتَابِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَبَذَهُ" أي الذي تركه وراء ظهره "وَلَنْ تَتْلُوا الْكِتَابَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي حَرَّفَهُ فَإِذَا عَرَفْتُمْ ذَلِكَ عَرَفْتُمُ الْبِدَع".فلا يقولن احد ليس من المهم أبداً معرفة الأشخاص ما دمت اعرف المبادئ والقيم، كلا فان الاشخاص والقادة هم الذين يخدعون الناس من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون.ذلك ان السير وراء الاشخاص من القادة والزعماء والكبراء وأتباعهم بشكل أعمى أو بدون تثبت هو امر شائع ومستحكم عند اغلب الناس في مختلف الديانات بل حتى لدى المثقفين والعلماء فضلا عن العوام وسواد الناس ولذا نجد ان أغلب الناس يعرفون رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو عيسى المسيح أو الامام الصادق (عليه السلام) ومكانته مثلا ثم يهتدوا بهداه.. وفي الطرف الاخر نجد الكثير من العلماء والعوام الذين يتبعون الطغاة وأئمة السوء وأرباب الديانات نتيجة إيمانهم بالشخص القائد نفسه، ومن هنا كان هناك ائمة حق وائمة ضلال على مر التاريخ وسيبقى الامر الى ان تقوم الساعة."فَإِذَا عَرَفْتُمْ ذَلِكَ عَرَفْتُمُ الْبِدَعَ وَالتَّكَلُّفَ" أي عرفتم البدع عبر معرفتكم المبتدعين كما عرفتم التكلف في تفسير كتاب الله تعالى عبر معرفة المتكلفين تفسيره بغير علم ولا كتاب مبين "وَرَأَيْتُمُ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ وَالتَّحْرِيفَ وَرَأَيْتُمْ كَيْفَ يَهْوِي مَنْ يَهْوِي وَلَا يُجْهِلَنَّكُمُ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" وهنا محور الكلام "وَلَا يُجْهِلَنَّكُمُ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُون" أي الذين لا يعلمون وهم الجهلة حقيقة لا يأخذوا بأيديكم الى حيث جهلهم وترددهم في غيهم وضلالهم فمن يقول لك: عليك ان تشك في هذه الحقيقة العقلية وفي تلك الحقيقة الإلهية كما هو دأب المنهج التشكيكي، انما يقول ذلك لأنه جاهل لا يعلم ولو كان يعلم الحق لما شكك فيه غيره.ثم ان الامام (عليه السلام) يعطينا المقياس والمرشد فيقول: "وَالْتَمِسُوا ذَلِكَ عِنْدَ أَهْلِهِ فَإِنَّهُمْ خَاصَّةً نُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِمْ وَأَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِهِمْ، بِهِمْ عَيْشُ الْعِلْمِ" أي ان العلم يعيش ويحيى بهم "وَمَوْتُ الْجَهْلِ" فكأن الجهل مخلوق يموت وينعدم عند وجود الادلاء إلى الله تعالى وإلى كافة الحقائق "وَهُمُ الَّذِينَ أَخْبَرَكُمْ حِلْمُهُمْ عَنْ جَهْلِهِمْ وَحُكْمُ مَنْطِقِهِمْ عَنْ صَمْتِهِمْ وَظَاهِرُهُمْ عَنْ بَاطِنِهِمْ لَا يُخَالِفُونَ الْحَقَّ وَلا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ..."والخلاصة: انه لا بد من وجود المرشد والهادي عند الابتلاء بكل حالة شك أو بكل موجة تشكيكية.
واضافت ... عُذراً على الاطالة ولكن ..
قال لها مُبتسماً : لا عليكِ نظرية انشتاين حاضرة في كُل وقت مع شخص ما !
قالت لهُ : ومن هذا الشخص ؟!
قال لها : لا عليكِ
قالت لهُ : ارجوك ..
قال لها ضاحكاً : عديني ان تجلبي لي كوب قهوة وليس عصير ..
قالت لهُ : سأعد العصير ..
يُتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــع
ان يكون الشك والتشكيك في المحل القابل وفي الموضوع القابل اما التشكيك لا في المحل القابل ولا في الموضوع القابل فهو ظلم وضلال وإضلال وإفساد.
مثال ذلك: شخص يعرف والده وسلسلة نَسَبِهِ الا انه يريد التأكد أكثر فلابأس ان يشك في ذلك اولا ويبدأ البحث والتحقيق من نقطة الصفر، ولكن، وفي المقابل فان تشكيك طفل صغير في الثالثة أو الخامسة من العمر مثلاً بنسبه وانه من ادراك بان هذا والدك وهذه أمك، يُعدّ –عقلائياً– من أنواع الفساد والإضلال وليس امرا عقلائيا.وكذلك تشكيك المعلم للأطفال في الابتدائية بالقواعد الرياضية أو بمسلمات الجغرافيا مثلاً.فالمفترض ان يكون الشك في المحل القابل (أي الشخص القابل). والكلام نفس الكلام في الموضوع القابل أي المسائل التي يصح ان يُشكك فيها.
ثانيا : ان يكون لك مرشد ودليل : ان يكون لك حين الشك مرشد خبير، والمرشد اما داخلي وهو الفطرة او خارجي وهو الوحي والانبياء والائمة ع والقران الكريم او العلماء بالله تعالى أو حتى العلماء والخبراء في الفيزياء والكيمياء والفلك والرياضيات وغيرها.اما التشكيك بلا مرشد فانه كثيراً ما يكون طريقاً الى الاضلال والافساد. وهنا نجد ان الامام المجتبى (عليه السلام) يرشدنا إلى عمق الحقيقة في كلمته القيمة: "وَاعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّكُمْ لَنْ تَعْرِفُوا التُّقَى حَتَّى تَعْرِفُوا صِفَةَ الْهُدَى"ومعنى ذلك: ان طريق المعرفة هو معرفة الهدى وصفته وعلاماته وليس الشك كما يزعمون.والتقى: أي ما تتقيه فانه لا يمكن للانسان ان يتقي المزالق والمهاوي والمخاطر حتى يعرف الهدى والحق والطريق الموصلة إلى بر الأمان.
ثم ان الامام علي

واضافت ... عُذراً على الاطالة ولكن ..
قال لها مُبتسماً : لا عليكِ نظرية انشتاين حاضرة في كُل وقت مع شخص ما !
قالت لهُ : ومن هذا الشخص ؟!
قال لها : لا عليكِ
قالت لهُ : ارجوك ..
قال لها ضاحكاً : عديني ان تجلبي لي كوب قهوة وليس عصير ..
قالت لهُ : سأعد العصير ..
يُتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــع
تعليق