المشاركة الأصلية بواسطة لانا
وخذي كلام سيد الموحدين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بدلاً من كلام الجاحد لرب العالمين أبن تيمية الناصبي
قال الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
في رده على سائل سأله أن يصف اللّه تعالى حتى كأنّه يراه عيانا فقال : فانظر أيّها السّائل
فما دلّك القرآن عليه من صفته فائتمّ به ، و استضيء بنور هدايته ، و ما كلّفك الشّيطان علمه ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه ، و لا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أئمّة الهدى أثره ، فكل علمه إلى اللّه سبحانه ، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك .
و اعلم أنّ الرّاسخين في العلم هم الّذين أغناهم عن اقتحام السّدد المضروبة دون الغيوب ، الأقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب ، فمدح اللّه تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما ، و سمّى تركهم التّعمّق فيما لم يكلّفهم البحث عن كنهه رسوخا . فاقتصر على ذلك ، و لا تقدّر عظمة اللّه سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين . هو القادر الّذي إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع قدرته ، و حاول الفكر المبرّأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته ، و تولّهت القلوب إليه لتجري في كيفيّة صفاته ، و غمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصّفات ، لتناول علم ذاته ، ردعها و هي تجوب مهاوي سدف الغيوب ، متخلّصة إليه سبحانه ، فرجعت إذ جبهت معترفة ، بأنّه لا ينال بجور الإعتساف كنه معرفته ، و لا تخطر ببال أولي الرّويّات خاطرة من تقدير جلال عزّته .
الّذي ابتدع الخلق على غير مثال امتثله ، و لا مقدار احتذى عليه ، من خالق معبود كان قبله . ( الخطبة 89 ، 1 ، 161 ) فأشهد أنّ من شبّهك بتباين أعضاء خلقك ، و تلاحم حقاق مفاصلهم المحتجبة لتدبير حكمتك ، لم يعقد غيب ضميره على معرفتك ، و لم يباشر قلبه اليقين بأنّه لا ندّ لك ،
و كأنّه لم يسمع تبرّؤ التّابعين من المتبوعين إذ يقولون : تَاللّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ، إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ كذب العادلون بك ، إذ شبّهوك بأصنامهم ،
و نحلوك حلية المخلوقين بأوهامهم ، و جزّؤوك تجزئة المجسّمات بخواطرهم ،
و قدّروك على الخلقة المختلفة القوى بقرائح عقولهم . و أشهد أنّ من ساواك بشيء من خلقك فقد عدل بك ، و العادل بك كافر بما تنزّلت به محكمات آياتك ، و نطقت عنه شواهد حجج بيّناتك و إنّك أنت اللّه الّذي لم تتناه في العقول ، فتكون في مهبّ فكرها مكيّفا ، و لا في رويّات خواطرها فتكون محدودا مصرّفا . ( الخطبة 89 ، 1 ، 163 )
تعليق