إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد

    ان حياة الائمة (ع) الذين جعلهم النبي (ص) عدلا للقرآن الكريم ، وانهما لا يفترقان حتى يردا عليه الحوض ، اجل من ان يحاط بهم بهذه الكلمات القليلة .. الا انه غيض من فيض ، وقطرة من بحر ، و الميسور لا يترك بالمعسور ، ومن اراد المزيد فليراجع المطولات .. واننا لننصح من لا يعتقد باصول الامامة ، وادلتها التفصيلية من الكتاب والسنة ، تثبيت الاعتقاد أولا بامامتهم كما ارادها الله تعالى ورسوله ، ليسهل له استيعاب الحقائق المطروحة في هذا الباب .. ====================

    ==============

    قبس من حياة الامام الحسين بن علي (ع)
    مقدمة :

    هو ثالث أئمّة أهل البيت الطاهر، وثاني السبطين، وسيدي شباب أهل الجنّة، وريحانتي المصطفى (ص) ، وأحد الخمسة أصحاب الكساء، وسيد الشهداء، وأمّه فاطمة بنت رسول الله (ص) .

    ولد في المدينة المنوّرة في الثالث من شعبان سنة ثلاث أو أربع من الهجرة، ولما ولد جيء به الى رسول الله (ص) فاستبشر به، وأذن في أُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، فلمّا كان اليوم السابع سمّاه حسينا، وعقّ عنه بكبش، وأمر أُمّه ان تحلق رأسه وتتصدق بوزن شعره فضّة، كما فعلت بأخيه الحسن، فامتثلت - عليها السلام - ما أمرها به.

    ولقد استشهد يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة 61 من الهجرة، وقيل يوم السبت، وكان قد ادرك من حياة النبيّ الأكرم (ص) خمس أو ست سنوات، وعاش مع ابيه 36 سنة، ومع اخيه 46 سنة.

    إنّ حياة الإمام الحسين من ولادته الى شهادته حافلة بالأحداث، والاشارة - فضلاً عن الاحاطة - الى كل ما يرجع اليه يحتاج الى تأليف مفرد، وقد أغنانا في ذلك ما كتبه المؤلّفون والباحثون عن جوانب من حياته (ع) حيث تحدثوا في مؤلّفاتهم المختلفة عن النصوص الواردة من جدّه وأبيه في حقّه، وعن علمه ومناظراته ، وخطبه وكتبه وقصار كلمه، وفصاحته وبلاغته، ومكارم أخلاقه وكرمه وجوده، وزهده، وعبادته، ورأفته بالفقراء والمساكين، وعن أصحابه والرواة عنه، والجيل الذي تربّى على يديه. وذلك في مؤلّفات قيمة لا تعد ولا تحصى.

    غير أنّ للحسين (ع) وراء ذلك، خصيصه أُخرى وهي كفاحه وجهاده الرسالي والسياسي الذي عُرِفَ به، والذي اصبح مدرسة سياسية دينية، لعلها أصبحت الطابع المميز له (ع) والصبغة التي اصطبغت حياته الشريفة بها، وأسوة وقدوة مدى اجيال وقرون، ولم يزل منهجه يؤثر في ضمير الامّة ووعيها، ويحرّك العقول المتفتحة، والقلوب المستنيرة الى التحرّك والثورة ، ومواجهة طواغيت الزمان بالعنف والشدّة.

    وها نحن نقدم اليك نموذجاً من غرر كلماته في ذلك المجال حتى تقف على كفاحه وجهاده أمام التيارات الإلحادية والانهيار الخلقي.

    إباؤه للضيم ومعاندة الجور:

    لما توفي أخوه الحسن في العام الخمسين من الهجرة أوصى اليه بالإمامة فاجتمعت الشيعة حوله، يرجعون اليه في حلّهم وترحالهم، وكان لمعاوية عيون في المدينة يكتبون اليه ما يكون من الاحداث المهمّة التي لا توافق هوى السلطة الاموية المنحرفة، والتي قد تشكل خطراً جدياً على وجودها غير المشروع، ولقد كان هم هذه السلطة هو الإمام الحسين (ع) لما يعرفونه عنه من موقف لا يلين ولا يهادن في الحق، ومن هنا فقد كتب مروان بن الحكم - وكان عامل معاوية على المدينة -:
    إنّ رجالاً من أهل العراق ووجوه أهل الحجاز يختلفون الى الحسين بن علي ، وأنّه لا يأمن وثوبه، ولقد بحثت عن ذلك فبلغني انّه لا يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن ان يكون هذا ايضاً لما بعده.

    ولما بلغ الكتاب الى معاوية كتب رسالة الى الحسين (ع) وهذا نصّها:
    أمّا بعد: فقد انتهت اليّ أمور عنك ان كانت حقاً فإنّي أرغب بك عنها، ولعمر الله انّ من أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء، وأنّ حقّ الناس بالوفاء من كان في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك الله لها...( الإمامة والسياسة 1 / 163).

    ولما وصل الكتاب الى الحسين بن علي، كتب اليه رسالة مفصّلة ذكر فيها نقضه ميثاقه وعهده، نقتبس منها ما يلي:

    «ألست قاتل حجر بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلّين العابدين، الذين ينكرون الظلم، ويستفظعون البدع، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ولا يخافون في الله لومة لائم، ثمّ قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة، ولا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم، جرأة على الله واستخفافاً بعهده.

    أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله، العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه واصفرّ لونه، فقتلته بعد ما أمنته وأعطيته العهود ما لو فهمته العصم ، لنزلت من شعف الجبال.

    أولست المدعي زياد بن سميّة المولود على فراش عبيد بن ثقيف فزعمت أنّه ابن أبيك، وقد قال رسول الله (ص) الولد للفراش وللعاهر الحجر، فتركت سنّة رسول الله (ص) تعمّداً وتبعت هواك بغير هدى من الله، ثمّ سلّطته على أهل الإسلام يقتلهم، ويقطع أيديهم وأرجلهم، ويُسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنّك لست من هذه الأمّة وليسوا منك.

    أولست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنّهم على دين علي - صلوات الله عليه - فكتبت اليه: أن اقتل كل من كان على دين عليّ، فقتلهم ومثـل بهم بأمرك، ودين علي هو دين ابن عمه (ص) الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي أنت فيه، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشّم الرحلتين رحلة الشتاء والصيف» ..( الإمامة والسياسة 1 / 164).

    هذا هو الحسين، وهذا هو إباؤه للضيم ودفاعه عن الحق ونصرته للمظلومين في عصر معاوية. وذكرنا هذه المقتطفات كنموذج من سائر خطبه ورسائله التي ضبطها التاريخ.

    رفضه البيعة ليزيد:

    لما مات معاوية في منتصف رجب سنة 60 هجرية كتب يزيد الى الوليد بن عتبة والي المدينة أن يأخذ الحسين (ع) بالبيعة له، فأنفذ الوليد الى الحسين (ع) فاستدعاه، فعرف الحسين (ع) ما أراد، فدعا جماعة من مواليه وأمرهم بحمل السلاح وقال: «اجلسوا على الباب، فإذا سمعتم صوتي قد علا فادخلوا عليه ولا تخافوا عليّ».

    وصار (ع) إلى الوليد فنعى الوليد اليه معاوية فاسترجع الحسين (ع) ثمّ قرأ عليه كتاب يزيد بن معاوية، فقال الحسين (ع) :
    «إني لا أراك تقنع ببيعتي ليزيد سراً حتى أبايعه جهراً فيعرف ذلك الناس»، فقال له الوليد: أجل، فقال الحسين (ع) :
    «فتصبح وترى رأيك في ذلك» .
    فقال الوليد: انصرف على اسم الله تعالى، فقال مروان: والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها ابداً حتى يكثر القتلى بينكم وبينه، احبس الرجل فلا يخرج من عندك حتى يبايع او تضرب عنقه، فوثب عند ذلك الحسين (ع) وقال:
    «أنت يا بن الزرقاء تقتلني أو هو؟ كذبت والله وأثمت» ثمّ خرج(الشيخ المفيد: الارشاد 200).

    وأصبح الحسين من غده يستمع الاخبار، فاذا هو بمروان بن الحكم قد عارضه في طريقه فقال: أبا عبد الله إنّي أرشدك لبيعة يزيد فانّها خير لك في دينك وفي دنياك، فاسترجع الحسين (ع) وقال:
    «إنّا لله وإنّا إليه راجعون وعلى الإسلام السلام اذا بليت الأمّة براع مثل يزيد، ثمّ قال: يا مروان أترشدني لبيعة يزيد!! ويزيد رجل فاسق، لقد قلت شططاً من القول وزللاً، ولا الومك فإنّك اللعين الذي لعنك رسول الله وأنت في صلب ابيك الحكم بن العاص، ومن لعنه رسول الله فلا ينكر منه أن يدعو لبيعة يزيد، اليك عنّي يا عدوّ الله، فإنّا أهل بيت رسول الله الحق فينا ينطق على ألسنتنا، وقد سمعت جدّي رسول الله يقول: الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان الطلقاء وأبناء الطلقاء، فاذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه. ولقد رآه أهل المدينة على منبر رسول الله فلم يفعلوا به ما امروا فابتلاهم بابنه يزيد» (الخوارزمي: مقتل الحسين 1 / 184 )

    ثمّ إنّ الحسين غادر المدينة الى مكة، ولما بلغ اهل الكوفة هلاك معاوية اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد ، فاتّفقوا أن يكتبوا الى الحسين رسائل وينفذوا رسلاً طالبين منه القدوم اليهم في الكوفة ، لانّ القوم قد بايعوه ونبذوا بيعة الامويين، وألّحوا في ذلك الامر أيّما الحاح، مبّينين للإمام (ع) أنّ السبل ميسرة والظروف مهيأة لقدومه، حيث كتب له وجهاؤهم من جملة ما كتبوه:
    «أمّا بعد: فقد اخضرّ الجناب وأينعت الثمار، فاذا شئت فأقبل على جند لك مجنّدة».

    ولما جاءت رسائل أهل الكوفة تترى على الحسين (ع) أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل - رضوان الله عليه - الى الكوفة ممثلاً عنه لأخذ البيعة له منهم، وللتحقق من جدية هذا الأمر، ثمّ كتب اليهم:
    «أمّا بعد: فإنّ هانئاً وسعيداً قدما عليّ بكتبكم، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلّكم انّه ليس علينا امام فاقبل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الحق والهدى، وإنّي باعث اليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، فإن كتب إليّ: انّه قد اجتمع رأي ملائكم وذوو الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت عليّ به رسلكم، وقرأته في كتبكم، فإنّي أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله، فلعمري ما الإمام إلاّ الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحق، الحابس نفسه على ذات الله».. ( المفيد: الارشاد 204).

    ثمّ خرج الإمام من مكة متوجّهاً الى الكوفة يوم التروية او يوماً قبله مع اهل بيته وجماعة من أصحابه وشيعته، وكان كتاب من مسلم بن عقيل قد وصل اليه يخبره ببيعة ثمانية عشر ألفاً من اهل الكوفة، وذلك قبل أن تنقلب الامور على مجاريها بشكل لا تصدّقه العقول، حيث استطاع عبيد الله بن زياد بخبثه ودهائه، وافراطه في القتل، أن يثبط همم أهل الكوفة، وأن تنكث بيعة الإمام الحسين (ع) ، ويقتل سفيره بشكل وحشي بشع.

    ولما أخذ الإمام (ع) يقترب من الكوفة استقبله الحر بن يزيد الرياحي بألف فارس مبعوثاً من الوالي عبيد الله بن زياد لاستقدامه واكراهه على اعطاء البيعة ليزيد وارساله قهراً الى الكوفة، فعند ذلك قام الإمام وخطب بأصحابه وأصحاب الحر بقوله:
    «أيها الناس إنّ رسول الله قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً حرم الله ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباده بالإثم والعدوان، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله، ألا وأنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحّلوا حرام الله وحرّموا حلاله، وأنا أحق من غَيَّر» .. ( الطبري: التاريخ 4 / 304 حوادث سنة 61 هجري، وأمّا ما جرى على الإمام وأهل بيته حتى نزل أرض كربلاء فراجع المقاتل).

    الدافع الواقعي للهجرة إلى العراق:

    رغم انّ الدافع الظاهري لهجرته (ع) الى العراق كانت رسائل أهل الكوفة ورسلهم حتى أنّ الإمام احتجّ بها عندما واجه الحر بن يزيد الرياحي وعمر بن سعد عندما سألاه عن سرّ مجيئه الى العراق فقال: «كتب إليّ أهل مصركم هذا أن أقدم»( المفيد: الارشاد 224 - 228).

    إلاّ ان السر الحقيقي لهجرته (ع) رغم ادراكه الواضح لما سيترتب عليها من نتائج خطرة ستؤدي بحياته الشريفة، وهو ما وطّن نفسه (ع) عليه، يمكن ادراكه من خلال الاستقراء الشامل لمسيرة حياته وكيفية تعامله مع مجريات الاحداث. انّ الامر الذي لا مناص من الذهاب اليه هو ادراك الإمام (ع) ما يشكله الاذعان والتسليم لتولّي يزيد بن معاوية خلافة المسلمين ، رغم ما عُرف عنه من تهتك ومجون وانحراف واضح عن ابسط المعايير الإسلامية، وفي هذا مؤشّر خطر عن عظم الانحراف الذي أصاب مفهوم الخلافة الإسلامية، وابتعادها الرهيب عن مضمونها الشرعي.

    ومن هنا فكان لابد من وقفة شجاعة تعيد للأمّة جانباً من رشدها المضاع وتفكيرها المسلوب. إنّ الإمام الحسين (ع) قد أعلنها صراحة بقوله لما طالبه مروان بن الحكم بالبيعة ليزيد، حيث قال:
    « فعلى الإسلام السلام اذا بليت الامّة براع مثل يزيد» كما عرفت سابقاً.

    نعم إنّ رسول الله (ص) قال: «صنفان من أُمّتي اذا صلحا صلحت أمّتي واذا فسدا فسدت أُمتي، قيل: يا رسول الله ومن هما؟ فقال: الفقهاء والأمراء» ( القمي: سفينة البحار 2 / 30 مادة أمر) ، فاذا كان صلاح الامّة وفسادها رهن صلاح الخلافة وفسادها، فقيادة مثل يزيد لا تزيد الامر إلاّ عبثـاً وفساداً.

    إنّ القيادة الإسلامية بين التنصيص والشورى، ولم يملك يزيد السلطة لا بتنصيص من الله سبحانه ولا بشورى من الامّة، وهذا ما ادركه المسلمون آنذاك حيث كتبوا الى الحسين (ع) رسالة جاء فيها: أمّا بعد فالحمد لله الذي قصم عدوّك الجبّار العنيد الذي انتزى على هذه الامّة فابتزّها أمرها وغصبها فيئها وتأمّر عليها بغير رضى منها، ثمّ قتل خيارها واستبقى شرارها(الجزري: الكامل 2 / 266 - 267، والارشاد 203).

    ولم يكن الولد (يزيد) فريداً في غصب حق الأمّة بل سبقه والده معاوية إلى ذلك كما هو معروف وليس بخاف على أحد، وإلى تلك الحقيقة الممجوجة يشير الإمام علي (ع) في كتاب له الى معاوية، حيث يقول:
    «فقد آن لك أن تنتفع باللمح الباصر من عيان الامور، فقد سلكت مدارج اسلافك بادعائك الأباطيل واقتحامك غرور المين والاكاذيب، وبانتحالك ما قد علا عنك، وابتزازك لما قد اختزن دونك فراراً من الحق وجحوداً لما هو ألزم لك من لحمك ودمك ممّا قد وعاه سمعك، وملئ به صدرك، فماذا بعد الحق إلاّ الضلال المبين» .. (نهج البلاغة، قسم الكتب، برقم 65)

    هذا ونظائره المذكورة في التاريخ ما دفع الحسين الى الثورة، وتقديم نفسه وأهل بيته قرابين طاهرة من أجل نصرة هذا الدين العظيم، مع علمه بأنّه وفقاً لما تحت يديه من الامكانات المادية لن يستطع ان يواجه دولة كبيرِة تمتلك القدرات المادية الضخمة ما يمكنها من القضاء على أي ثورة فتية، نعم إنّ الإمام الحسين (ع) كان يدرك قطعاً هذه الحقيقة، إلاّ أنّه أراد أن يسقي بدمائه الطاهرة المقدسة شجرة الإسلام الوارفة التي يريد الأمويون اقتلاعها من جذورها.

    كما أنّ الإمام (ع) أراد أن يكسر حاجز الخوف الذي أصاب الامّة فجعلها حائرة مترددة أمام طغيان الجبابرة وحكّام الجور، وان تصبح ثورته مدرسة تتعلّم منها الأجيال معنى البطولة والتضحية من اجل المبادئ والعقائد، وكان كل ذلك بعد استشهاد الإمام (ع) ، والتاريخ خير شاهد على ذلك.

    كان المعروف منذ ولادة الإمام الحسين (ع) أنّه سيستشهد في العراق في أرض كربلاء وعرف المسلمون ذلك في عصر النبيّ الأكرم (ص) ووصيّه، لذا كان الناس يترقّبون حدوث تلك الفاجعة، كما أنّ هناك الكثير من القرائن التي تدلّ بوضوح على حتمية استشهاده (ع) ، ومن ذلك:

    1 - روى غير واحد من المحدّثين عن أنس بن الحارث الذي استشهد في كربلاء أنّه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول:
    «إنّ ابني هذا يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره» فخرج انس بن الحارث فقتل بها مع الحسين (ع) .. (الاصابة 1 / 81 برقم 266).

    2 - إنّ أهل الخبرة والسياسة في عصر الإمام كانوا متّفقين على أنّ الخروج إلى العراق يشكّل خطراً كبيراً على حياة الإمام (ع) وأهل بيته ولاجل ذلك أخلصوا له النصيحة، وأصرّوا عليه عدم الخروج، ويتمثـل ذلك في كلام اخيه محمّد ابن الحنفية، وابن عمّه ابن عباس، ونساء بني عبد المطلب، ومع ذلك اعتذر لهم الإمام وأفصح عن عزمه على الخروج(لاحظ المحاورات التي جرت بين الإمام وهؤلاء في الارشاد 201 - 202 طبع النجف ومقاتل الطالبيين 109، اللهوف 20).

    3 - لما عزم الإمام المسير إلى العراق خطب وقال:
    « الحمد لله وما شاء الله ولا قوّة إلاّ بالله وصلّى الله على رسوله، خُطّ الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني الى اسلافي، اشتياق يعقوب الى يوسف، وخُيّر لي مصرع أنا ألاقيه، كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات، بين النواويس وكربلاء فيملأن منّي أكراشاً جُوّفاً وأجربة سغباً لا محيص عن يوم خطّ بالقلم ..رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله (ص) لحمته، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس تَقرّ بهم عينه، وينجز بهم وعده، ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته، موطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فانّي راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى» ( اللهوف 41).

    4 - لمّا بلغ عبد الله بن عمر ما عزم عليه الحسين (ع) دخل عليه فلامه في المسير، ولما رآه مصرّاً عليه قبّل ما بين عينيه وبكى وقال: أستودعك الله من قتيل(تذكرة الخواص 217 - 218).

    5 - لمّا خرج الحسين (ع) من مكة لقيه الفرزدق الشاعر فقال له: إلى أين يا بن رسول الله (ص) ما أعجلك عن الموسم؟ قال: « لو لم أعجل لاخذتُ، ثمّ قال له: أخبرني عن الناس خلفك: فقال: الخبير سألت، قلوب الناس معك، وأسيافهم عليك(الارشاد 218).

    6 - لما أتى الى الحسين خبر قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر، قال لأصحابه:
    « لقد خذلنا شيعتنا، فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف ليس معه ذمام» فتفرّق الناس عنه، واخذوا يميناً وشمالاً، حتى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة ونفر يسير مّمن انضمّوا اليه. ومع ذلك فقد واصل (ع) مسيره نحو الكوفة، ولما مرّ ببطن العقبة لقيه شيخ من بني عكرمة يقال عمر بن لوذان، فسأل الإمام: أين تريد؟ فقال له الحسين (ع) «الكوفة» فقال الشيخ: أنشدك لما انصرفت، فوالله ما تقدِمُ إلاّ على الأسنّة وحدّ السيوف، فقال له الحسين: «ليس يخفى علي الرأي، وأنّ الله تعالى لا يُغلب على أمره» ( الارشاد 223).

    وفي نفس النص دلالة على أنّ الإمام كان يدرك ما كان يتخوفّه غيره، وأنّ مصيره لو سار الى الكوفة هو القتل، ومع ذلك أكمل السير طلباً للشهادة من أجل نصرة الدين ورد كيد أعدائه، وحتى لا تبقى لاحد حجة يتذرّع بها لتبرير تخاذله وضعفه.

    نعم لقد كان الحسين (ع) على بيّنة من أمره وما سيؤول اليه سفره من مصير محتوم، فلا شيء يقف امام ارادته من اجل اعلاء كلمة الدين وتثبيت دعائمه التي اراد الأمويون تقويضها، أنظر اليه وهو يخاطب الحر بن يزيد الرياحي الذي يحذّره من مغبّة اصراره على موقفه حيث يقول له: «أفبالموت تخوّفني، وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني، وسأقول كما قال أخو الاوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله فخوّفه ابن عمّه وقال: أين تذهب فإنّك مقتول، فقال:

    سأمضي وما بالموت عار على الفتى *** إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلما
    وواسى الرجال الصالحين بنفسه *** وفارق مثبوراً وخالف مجرما
    فإن عشت لم أندم وإن مِتُّ لمَ أُلم *** كفى بك ذلاً أن تعيش وترغما
    ( المفيد: الارشاد 225، والطبري في تاريخه 5 / 204)

    ثمّ إنّه كان لشهادة الحسين (ع) أثر كبير في ايقاظ شعور الأمّة وتشجيعها على الثورة ضدّ الحكومة الأموية التي أصبحت رمزاً للفساد والانحراف عن الدين، ولاجل ذلك توالت الثورات بعد شهادته من قبل المسلمين في العراق والحجاز، وهذه الانتفاضات وإن لم تحقّق هدفها في وقتها ولكن كان لها الدور الأساسي في سقوط الحكومة الأموية بعد زمان.

    ولقد أجاد من قال: لولا نهضة الحسين (ع) وأصحابه - رضي الله عنهم - يوم الطف لما قام للإسلام عمود، ولا اخضرّ له عود، ولاماته معاوية وأتباعه ولدفنوه في أوّل عهده في لحده. فالمسلمون جميعاً بل الإسلام من ساعة قيامه الى قيام الساعة رهين شكر للحسين (ع) وأصحابه - رضي الله عنهم-( جنّة المأوى 208).

    بلى، أنّى للإمام الحسين (ع) الاذعان لحقيقة تسلّم يزيد مقاليد خلافة رسول الله (ص) ، يزيد المنحرف الفاسد، عدوّ الله وعدوّ رسوله، الذي لم يستطع اخفاء دفائنه عندما أحضر رأس سيد الشهداء بين يديه حيث أنشد:

    ليت أشياخي ببدر شهدوا *** جزع الخزرج من وقع الأسل
    قد قتلنا القرم من ساداتهم *** وعدلنا قتل بدر فاعتدل
    لأهلّوا واستهّلوا فرحا *** ثمّ قالوا يا يزيد لا تشل
    لست من خندف إن لم أنتقم *** من بني أحمد ما كان فعل

    لعبت هاشم بالملك فلا *** خبر جاء ولا وحي نزل(البيتان الأوّلان لابن الزبعرى، والثلاثة الأخيرة ليزيد، لاحظ تذكرة الخواص 235)

    وأمّا بيان خروجه من مكة متوجّهاً الى العراق والحوادث التي تعرّضت له في مسيره الى أن نزل بأرض كربلاء، والتي استشهد فيها مع أولاده وأصحابه البالغ عددهم 72 شخصاً، ظمآناً وعطشاناً، فهو خارج عن موضوع البحث. وقد أُلّف فيه مئات الكتب وعشرات الموسوعات. فسلام الله عليه يوم ولد، ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.
    ================================




    ما هي اهداف العزاء

    في البداية أود أن أقول أن الثورة الحسينية هي ثورة نموذجية صالحة لكل عصر وزمان وإلا لما استطعنا نحن أبناء القرن العشرين أن نتواصل مع هذه الثورة التي حدثت في القرن السابع ولا زالت حرارتها مستعرة إلى اليوم.

    فالثورة الحسينية تحمل الكثير من المعاني والقيم النبيلة والمبادئ الإسلامية ومن أجل هذه المبادئ قدّم الحسين(ع) نفسه وأهله وأطفاله ضحايا في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض وفي سبيل المبادئ السامية.

    فنحن عندما نعزي الحسين عليه السلام إنما نتذكر تلك الأيام العظام وتلك المبادئ التي نادى بها الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء.. ولو نظرت إلى عالم اليوم لرأيت كم نحن في حاجة إلى هذه المبادئ وهناك زعماء معاصرون أشادوا بالحسين(ع) وثورته مثل: المهاتما غاندي حيث قال: (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر ) ، كذلك قال عنه أنطوان بارا : (لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية ولأقمنا له في كل أرض منبر ولدعونا الناس للمسيحية باسم الحسين ) ، ويقول الكاتب الإنجليزي المعروف جارلس: ( إن كان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والأطفال والصبية!... إذن العقل يحكم بأنه ضحى فقط من أجل الإسلام)


    المهدي المنتظر والثورة الحسينية:

    هناك ارتباط وثيق جداً بين ثورة الإمام الحسين (ع) والثورة المرتقبة للإمام المهدي عجل الله فرجه الذي سوف يؤسس دولته بنفس المبادئ التي كان الحسين ينادي بها في كربلاء... فالحسين البداية .. والعزاءهو حلقة الوصل... والمهدي المنتظر هو تحقيق الأهداف...

    فلسفة البكاء على الحسين:

    إن الرسول (ص) أول من بكى على الحسين عندما أخبره جبرائيل في ليلة مولده بأن الحسين سوف يقتل ظمآناً في كربلاء ، فمآسي كربلاء كانت قدراً مقدر من الله .... يقول الحسين عن الفواطم والهواشم: "شاء الله أن يراهن سبايا" ويقول الرسول(ص): "لولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبداً"... فالبكاء على الحسين يمثل الجانب العاطفي المؤثر الذي حفظ المبادئ الحسينية عبر الزمان فلولا الدموع الجارية لما سمعنا نحن جيل اليوم إلا القليل عن معركة عسكرية حدثت في التاريخ.. فآل أمية وآل العباس حاولوا أن يمحوا كل اثر للحسين وثورته.. منعوا زيارته.. حولوا ماء الفرات على قبره الشريف.. قتلوا كل من ينادي يا حسين ويذكر ثورته ومبادئه ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يحاربوا القلوب والدموع الجارية فكانت هذه القلوب الدامية والدموع الجارية هي التي حفظت ثورة الحسين عبر الزمان.. فكان الإمامالصادق(ع) يحث الناس على البكاء ويقول: "من بكى على الحسين فله الجنة" ، لأنه يريد من الناس أن تحافظ على مبادئ الثورة بدموعها التي لا تسطيع أي قوة في العالم أن تمنع تساقطها.
    نسألكم الدعاء

  • #2
    محرم الحرام

    الاول من محرم
    وفيه: رُفِع النبي إدريس عليه وعلى نبيّنا السلام إلى السما‎ء ، بُعث بعد آدم عليه السلام بمائتي عام ، وقد جمع السلطان والنبوة . أقام بمسجد السهلة في مدينة الكوفة .
    وفيه: ولد الشيخ حسين بن عبد الصمد الهمداني العاملي الجبعي والد الشيخ البهائي في سنة 918 للهجرة .
    وفيه: توفّي الشيخ الأجل حسن بن زين الدين المعروف بالشهيد الثاني في سنة 1011 للهجرة ، وكان من أعلام الامامية .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الثاني من محرم
    وفيه: من سنة 60 للهجرة حلّ الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه بأرض كربلاء .
    وفيه: توفّي العالم الزاهد الشيخ ورام بن أبي فراس صاحب كتاب تنبيه الخواطر ، في الحلة سنة 605 للهجرة .
    وفيه: من سنة 1251 هـ توفي العالم الجليل سلمان عصره الشيخ حسين نجف التبريزي وكان امام جماعة في المسجد الهندي بالنجف .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الثالث من محرم
    وفيه: خلاص نبيّ الله يوسف عليه السلام من الجّب على يد القافلة التي مرّت ، فأدلى دلوه فخرج مع الدلو .
    وفيه: وصل عمر بن سعد أرض كربلاء مع أربعة آلاف مقاتل لمحاربة الإمام الحسين عليه السلام .
    وفيه: من سنة 1289 هـ توفي الفقيه الأصولي الشيخ موسى بن الشيخ حسن الربيعة الإحسائي ، له باع طويل في العلوم العقلية وتحقيقات في علم الجفر والرمل .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الرابع من محرم
    وفيه: من سنة 1298 هـ توفي العالم الفاضل السيد علي بن السيد اسماعيل الموسوي القزويني .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الخامس من محرم
    وفيه: عبر كليم الله موسى بن عمران عليه السلام البحر لمّا انفلق له واُغرق فرعون وجنوده .
    وفيه: من سنة 1310 هـ توفي العالم الجليل الشيخ أحمد بن علي أكبر المراغي ، توفي بالوباء الذي حلّ بأهالي النجف .



    --------------------------------------------------------------------------------


    السادس من محرم
    وفيه: توفّي السيد الرضي الذي جمع خطب الامام علي عليه السلام وسماه بـ « نهج البلاغة » محمد بن الحسين نقيب العلويين في بغداد سنة 406 للهجرة .



    --------------------------------------------------------------------------------


    السابع من محرم
    وفيه: كلّم الله تبارك وتعالى نبيّه موسى بن عمران عليه السلام على الطور .
    وفيه: أوكل عمر بن سعد لعمرو بن الحجاج حراسة نهر العلقمي لمنع الإمام الحسين عليه السلام من الوصول الى الماء .
    وفيه: من سنة 1370 هـ توفي العالم الخبير الشيخ جعفر ابن الحاج محمد بن عبد الله النقدي ، وكان في الأدباء المتبحرين .



    --------------------------------------------------------------------------------


    التاسع من محرم
    وفيه: تم محاصرة الامام الحسين عليه السلام من جميع الجهات في أرض كربلاء واجتمع عليه خيل أهل الشام كالدائرة بقيادة عمر بن سعد .
    وفيه: خرج نبي الله يونس عليه السلام من بطن الحوت.
    وفيه: ولد موسى ويحيى ومريم عليهم السلام.
    وفيه: ولد شيخ المقرئين والمحدّثين سليمان بن مهران الأعمش في سنة 61 للهجرة .
    وفيه: ولد الفقيه المحدّث والذي يعدّ من أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما السلام محمد بن مسلم الزهري في سنة 61 للهجرة .



    --------------------------------------------------------------------------------


    العاشر من محرم
    وفيه: من سنة 60 للهجرة يوم نشوب معركة الطف المروّعة التي آلت إلى قتل سبط النبي المصطفى وريحانته سيد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليه وعليهم السلام ، وذلك في سنة 61 للهجرة .
    وفيه: توفّي العابد الزاهد المحدّث بشر بن حارث المعروف ببشر الحافي البغدادي في سنة 226 للهجرة.
    وفيه: أمر معزّ الدولة الديلمي أهالي بغداد بإغلاق المحلات والأسواق وأقامة مجالس العزاء على الإمام الحسين بن علي عليه السلام وذلك في سنة 352 للهجرة .
    وفيه: دخل هولاكو مدينة بغداد الذي على يده انقرضت الدولة العباسية في سنة 656 للهجرة .
    وفيه: من سنة 1193 توفي العالم الفاضل الفقيه الزاهد الشيخ حسين بن الشيخ محمد يحيى . وحضر على علماء عصره كالسيد بحر العلوم والشيخ كاشف الغطاء .
    وفيه: من سنة 1272 هـ توفي العالم التحرير والفاضل المتبحر الشيخ ظهير الدين حسن بن الشيخ أحمد المحسني الأحسائي الفلاحي .
    وفيه: في سنة 1393 هـ توفي العالم الفاضل السيد جعفر ابن السيد محمد رضا الحزائري التستري ، وكان متظلعاً في علم الرجال والدراسة والحديث .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الحادي عشر من محرم
    وفيه: سار جيش عمر بن سعد بسبايا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي عليهم السلام من كربلاء إلى الكوفة. اُسارى مربطين بالحبال كسبي الترك والديلم .
    وفيه: من سنة 1336 هـ توفي العالم الفاضل الشيخ حسين ابن الميرزا محمد الشيرواني القمي ، هاجر إلى النجف لطلب العلم ، ثمم عاد إلى طهران وقام بالنشاط الديني .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الثاني عشر من محرم
    وفيه: توفّي صفي الدين اسحاق الأردبيلي وهو من أولاد حمزة بن الامام موسى الكاظم عليه السلام في سنة 735 للهجرة وهو من أجداد الصفويين .
    وفيه: من سنة 1364 هـ توفي العالم الجليل الشيخ عبد الحسين مبارك آل معبّر الجزائري ، وكان ممن يشار إليهم بالتقي والسداد .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الثالث عشر من محرم
    وفيه: توفّي صدر الدين محمد بن السيد صالح العاملي الأصفهاني في سنة 1263 أو 1264 للهجرة .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الرابع عشر من محرم
    وفيه: من سنة 1397 هـ توفي العالم الجليل الشيخ جمال الدين بن محمد حسين النائيني درس في النجف ثم عاد إلى نائين واشتغل بالشؤون العلمية والدينية حتى يوم وفاته



    --------------------------------------------------------------------------------


    الخامس عشر من محرم
    وفيه: تم فتح خيبر على يد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله في السنة السابعة للهجرة . وعلى رأي الشيخ القمي في 24 رجب .
    وفيه: ولد السيد الأجل صاحب التصانيف ومن أجلاء الطائفة ابن طاووس رضي الدين علي بن موسى الحلّي في سنة 589 للهجرة .
    وفيه: من السنة الثالثة للهجرة حدثت غزوة قرقرة الكدر حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى موضع فيه سليمه وغطفان ، وكان حامل لوائه يومئذ الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، فسار إليهم ولم يجد أحداً إلاّ رعاء ، فانصرف وظفر بالنعم وكانت خمسمأتة بعير .
    وقال ابن اسحاق هذه الغزاة كانت في شوال من السنة الثامنية للهجرة .



    --------------------------------------------------------------------------------


    السادس عشر من محرم
    وفيه: تحوّلت قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المكرمة . وذلك في السنة الثانية من الهجرة .



    --------------------------------------------------------------------------------


    السابع عشر من محرم
    وفيه: نزل العذاب على أصحاب الفيل ( جيش ابرهة ) حينما أرادوا هدم الكعبة.
    وفيه: ولد العارف البارع والأديب الشاعر الشيخ البهائي محمد بن حسين العاملي في سنة 953 للهجرة .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الثامن عشر من محرم
    وفيه: من سنة 1293 هـ ولد الشيخ حيدر قلي الكابلي وكان من العلماء والفلاسفة في عصره ، عرف بالنبوغ وفراسة البيان متضلعاً في العلوم الحديثة والقديمة .



    --------------------------------------------------------------------------------


    التاسع عشر من محرم
    وفيه: توفّي ركن الدولة الحسن بن بويه وهو والد عضد الدولة الديلمي في سنة 366 للهجرة في ري .



    --------------------------------------------------------------------------------


    العشرون من محرم
    وفيه: في مساء هذا اليوم تم زفاف فاطمة الزهراء عليها السلام الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في السنة الثالثة للهجرة .
    وفيه: توفّي صاحب التصانيف شيخ الطائفة العلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهر في سنة 726 للهجرة .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الحادي والعشرون من محرم
    وفيه: من سنة 460 توفي قدوة فقهاء الشيعة ومؤسس طريقة الإجتهاد والمطلق في الفقه واُصوله الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضوان الله عليه . ودفن في أحد مساجد النجف وسمي باسمه .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الثاني و العشرون من محرم
    وفيه: قتل الشاه حسين الصفوي في سجن اصفهان في سنة 1140 للهجرة . الذي دفن بجوار السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام بمدينة قم .
    وفيه: من سنة 1304 هـ توفي العالم الفاضل السيد ميرزا صالح ابن السيد مهدي القزويني الحلي .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الرابع و العشرون من محرم
    وفيه: من سنة 1313 هـ توفي المجتهد الفاضل السيد أبو الحسن ابن السيد علي شاه ، درس في النجف ثم عاد إلى الهند وواصل التدريس والتأليف .



    --------------------------------------------------------------------------------


    الخامس والعشرون من محرم
    وفيه: استشهد الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام ودفن في البقيع . وفي رواية في الثاني عشر من المحرم ، من سنة 95 للهجرة .
    وفيه: توفّي القاضي محسن بن علي التنوخي في سنة 354 للهجرة الذي ردّ قصيدة ابن المعتز في مفاخر بني العباس .



    --------------------------------------------------------------------------------


    السادس والعشرون من محرم
    وفيه: توفّي علي بن الحسن المثلّث بن الحسن المثنّى بن الامام الحسن المجتبى عليه السلام في سجن المنصور العباسي في سنة 146 للهجرة .
    وفيه: توفّي الزاهد الكامل ملا عبدالله بن الحسين التستري تلميذ المقدس الأردبيلي في سنة 1021 للهجرة في اصفهان .
    وفيه: من سنة 1021 هـ توفي العالم الفاضل المحدّث الفقيه المولى عبدالله بن الحسين التستري ، وكان من تلامذة المقدس الأردبيلي المقرّبين .
    وفيه: من سنة 1137 هـ توفي العالم الفاضل الشيخ محمد يحيى بن الشيخ يحيى بن الفقيه الشيخ قاسم بن محمد بن جواد .



    --------------------------------------------------------------------------------


    السابع والعشرون من محرم
    وفيه: دخل جيش الشام بقيادة الحصين بن نمير المدينة للقضاء على ابن الزبير ( يوم الحرّة ) في سنة 64 للهجرة .



    --------------------------------------------------------------------------------



    أحداث شهر محرم الحرام العامة
    من السنة الرابعة للهجرة حدثت غزوة ذات الرقاع ، وإنّما سميت بذلك لأنها كانت عند جبل فيه سواد وبياض وحمرة ، وكان سببها أن قادماً قدم المدينة فأخبر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أن أنماراً وثعلبة قد جمعوا لهم الجموع فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ، فجمع المسلمين وخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرح ، فلم يجد إلا نسوة ، فأخذهن وانصرفن راجعاً إلى المدينة .
    من سنة 726 هـ توفي علم الشيعة وعلامتها الشيخ حسن بن يوسف بن علي بن محمد بن المطهر الحلي .
    من سنة 1219 هـ حاصر الوهابيون جدة مرة ثانية إذ أقبل ابن شكبان والمضايفي باثني عشر ألف مقاتل لحصار جدة ، وإنتهى الحصار بإنهزام الوهابية .
    من سنة 1281 هـ الحدث العالم الفقيه الشيخ محمد حسين بن عباس علي القزويني ، وكان من أعاظم الفقهاء الأصوليين في النجف ثم جاور كربلاء وأصبح فيها رئيساً مقدماً ومدرساً كبيراً ومفتياً يرجع إليه في أحكام الشرعي .
    من سنة 1319 هـ توفي الشاعر الأديب السيد ابراهيم بن سيد حسين محمد رضا بن محمد مهدي وكان من فحول الشعراء وجهبذة الأدب في عصره .
    في سنة 1334 هـ توفي العالم الجليل الشيخ باقر بن الشيخ علي بن محمد آل حيدر البطائحي درس في سامراء عند المجدد الشيرازي ثم انتقل إلى النجف وبعد وفاة والده عاد إلى سوق الشيوخ وجلس مجلس والده .
    في سنة 1345 هـ توفي العالم الفاضل الشيخ حسن ابن الشيخ محمد حسن الصغير ، تضلع في العلم حتى صار من اساتذة الفقه والأصول وتزعم الحركة العلمية في النجف بعد والده .
    من سنة 1349 هـ توفي العالم الفاضل الشيخ أبو الحسن بن محمد المرندي ، درس في النجف ثم عاد إلى ايران واستقر في الري مجاوراً للسيد عبد العظيم الحسيني ( رحمه الله ) .
    في سنة 1351 هـ توفي العالم الفقيه السيد أحمد بن السيد محمد باقر البهبهاني .
    من السنة 1380 هـ توفي السيد إبرهيم المعروف بميرزا آغا الاصطهباناتي وكان أحد المراجع في النجف وممّن يقيم صلاة الجماعة في الصحن الشريف للإمام علي عليه السلام .

    تعليق


    • #3
      تقويم ثورة كربلاء



      نورد في هذا الموضوع الأحداث المتعلقة بثورة كر بلاء وفقا لتسلسلها الزمني سواء كانت قد وقعت في المدينة أم كر بلاء أم الكوفة أم الشام :



      15 رجب عام 60 للهجرة : موت معاوية في الشام وجلوس يزيد على كرسي الخلافة .

      28 رجب عام 60: وصول كتاب يزيد إلى والي المدينة بشأن أخذ البيعة من الحسين عليه السلام وغيره .

      29رجب 60: أرسل الوليد شخصا إلى الحسين يدعوه للمجيء والبيعة . وزيارة الحسين لقبر الرسول وتوديعه، ثم الهجرة من المدينة برفقة أهل بيته وجماعة من بني هاشم .

      3 شعبـان 60: وصول الحسين إلى مكة ولقائه بالناس .

      10رمضان 60: وصول كتاب من أهل الكوفة إلى الحسين عليه السلام بيد رجلين من شيعة الكوفة.

      15 رمضان 60 : وصول آلاف الكتب من أهالي الكوفة إلى الإمام ، فأرسل إليها مسلم بن عقيل ليطلع على الأوضاع فيها

      5 شوال 60 : وصول مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، واستقبال أهلها له ومبايعتهم إياه .

      11 ذي العقدة 60 : كتب من بن عقيل إلى الإمام الحسين عليه السلام من الكوفة يدعوه للقدوم إليها .

      8 ذي الحجة 60 : خروج مسلم بن عقيل في الكوفة على رأس أربعة آلاف شخص ، ثم تفرقهم عنه، وبقائه وحيدا، واختفائه في دار طوعة .

      وفي مكة أبدل الحسين الحج بالعمرة ، وخطب بالناس وخرج من مكة برفقة 82 شخصا من أهل بيته وأنصاره متوجها نحو الكوفة . وفي الكوفة قبض على هانئ بن عروة ثم قتل .

      9 ذي الحجة 60 : اشتباك مع أهالي الكوفة ثم القبض عليه وقتله فوق دار الأمارة. وفي خارج مكة لقي الإمام الحسين الفرزدق .

      ذي الحجة 60 : التقاء الحسين بالحر وجيشه في منزل "شراف" .

      ذي الحجة 60 وصول خبر مقتل مسلم بن عقيل وقيس بن مسهر في منزل عذيب الهجانات .

      2 محرم 61 : وصول الحسين إلى أرض كر بلاء وإناخة الرحال فيها .

      3 محرم 61 : وصول عمر بن سعد إلى كربلاء على رأس أربعة آلاف من جيش الكوفة ، وبدء مفاوضاته مع الحسين لإرغامه على الاستسلام والبيعة .

      5 محرم 61 : وصول شبث بن ربعي إلى كربلاء على رأس أربعة آلاف شخص.

      7 محرم 61 : وصول أمر من الكوفة بمنع الماء عن عسكر الإمام. فانتدب لهذه المهمة 500 فارس من جيش العدو على رأسهم عمرو بن الحجاج وسيطروا على شريعة الفرات .

      9 محرم 61 : وصول شمر إلى كربلاء على رأس خمسة آلاف شخص، مع كتاب من ابن زياد إلى عمر بن سعد يأمره فيها بمقاتله الحسين عليه السلام وقتله . وأتى معه أيضا بكتاب أمان إلى العباس . والهجوم التمهيدي لجيش عمر بن سعد على معسكر الإمام . وطلبه المهلة تلك الليلة الصلاة والدعاء .

      10 محرم 61 : وقوع المعركة بين أنصار الإمام وجيش الكوفة ، واستشهاد الإمام وأنصاره ونهب الخيم ، وإرسال الرأس الشريف إلى الكوفة مع خولي .

      11 محرم 61 : مسير جيش عمر بن سعد مع سبايا أهل البيت من كربلاء إلى الكوفة ، بعد ان صلى ابن سعد على القتلى من جيشه ودفنهم ، وأركب أهل البيت على الجمال وأخذهم إلى الكوفة .

      1 صفر 61 : وصول سبايا أهل البيت إلى دمشق .

      20 صفر 61 : عودة ؟أهل البيت من الشام إلى المدينة .

      إحصاء عن ثورة كر بلاء

      لا يخفى ما للإحصاء من دور في إبراز معالم أوضح عن أي موضوع أو حادثة. ولكن نظرا لاختلاف النقل التاريخي والمصادر في حادثة كربلاء وما سبقها وما تلاها من أحداث، لا يمكن الركون إلى إحصاء دقيق ومتفق عليه. وقد تجد أحيانا تفاوتا كبيرا فيما نقل عنها. ومع ذلك نرى أن عرض بعض الإحصائيات يجعل ثورة كربلاء أكثر تجسيدا ووضوحا. ولهذا السبب ننقل فيما يلي بعض النماذج والأرقام(القسم الأعظم من هذا الإحصاء منقول عن كتاب (حياة أبو عبدالله)، عماد زاده. و(وسيلة الدارين في أنصار الحسين)، للسيد إبراهيم الموسوي. و(أبصار العين)، للسماوي.).

      1- امتدت فترة قيام الإمام الحسين عليه السلام من يوم رفضه البيعة ليزيد وحتى يوم عاشوراء 175 يوما؛12يوما منها في المدينة، وأربعة أشهر وعشرة أيام في مكة، و23 يوما في الطريق من مكة إلى كربلاء، وثمانية أيام في كربلاء (2إلى 10 محرم).

      2- عدد المنازل بين مكة والكوفة والتي قطعها الإمام الحسين عليه السلام حتى بلغ كربلاء هي 18منزلا.(معجم البلدان).

      3- المسافة الفاصلة بين كل منزل وآخر ثلاثة فراسخ وأحيانا خمسة فراسخ.

      4- عدد المنازل من الكوفة إلى الشام والتي مر بها أهل البيت وهم سبايا 14منزلا.

      5- عدد الكتب التي وصلت من الكوفة إلى الإمام الحسين عليه السلام في مكة تدعوه فيها إلى القدوم هي 12000 كتابا (وفقا لنقل الشيخ المفيد).

      6- بلغ عدد من بايع مسلم بن عقيل في الكوفة18000 أو 25000؛ وقيل 40000شخص.

      7- عدد شهداء كربلاء من أبناء أبي طالب الذين وردت أسماؤهم في زيارة الناحية هم 17 شخصا. وعدد شهداء كربلاء من أبناء أبي طالب ممّن لم ترد أسماؤهم في زيارة الناحية هم 13 شخصاً. كما واستشهد ثلاثة أطفال من بني هاشم، فيكون بذلك مجموعهم 33 شخصا، وهم كما يلي:

      الإمام الحسين عليه السلام.

      أولاد الإمام الحسين عليه السلام: 3أشخاص.

      أولاد الإمام علي عليه السلام: 9أشخاص.

      أولاد الإمام الحسن عليه السلام: 4 أشخاص.

      أولاد عقيل: 12 شخصا.

      أولاد جعفر: 4أشخاص.

      8- بلغ عدد الشهداء الذين وردت أسماؤهم في زيارة الناحية المقدسة وبعض المصادر الأخرى -باستثناء الإمام الحسين عليه السلام وشهداء بني هاشم- 82 شخصا. ووردت أسماء 29 شخصا غيرهم في المصادر المتأخرة.

      9- بلغ مجموع شهداء الكوفة من أنصار الإمام الحسين عليه السلام 138 شخصا، وكان 14شخصا من هذا الركب الحسيني غلماناً (عبيدا).

      10- كان عدد رؤوس الشهداء التي قسمت على القبائل وأخذت من كربلاء إلى الكوفة: 78 رأسا مقسمة على النحو التالي:

      قيس بن الأشعث رئيس بني كندة: 13 رأساً.

      شمر، رئيس هوازن: 12رأسا.

      قبيلة بني تميم: 17رأسا.

      قبيلة بني أسد: 17 رأسا.

      قبيلة مِذْحج: 6 رؤوس.

      أشخاص من قبائل متفرقة: 13 رأسا.

      11- كان عمر سيد الشهداء حين شهادته 57 سنة.

      12- بلغت جراح الإمام عليه السلام بعد استشهاده: 33طعنة رمح و34ضربة سيف وجراح أخرى من أثر النبال.

      13- كان عدد المشاركين في رضّ جسد الإمام الحسين عليه السلام بالخيل 10أشخاص. 14- بلغ عدد جيش الكوفة القادم لقتال الإمام الحسين عليه السلام 33000شخص.

      وكان عددهم في المرة الأولى 22000 وعلى الشكل التالي:

      عمر بن سعد ومعه: 6000

      سنان ومعه: 4000

      عروة بن قيس ومعه: 4000

      شمر ومعه: 4000

      شبث بن ربعي و معه 4000

      ثم التحق بهم يزيد بن ركاب الكلبي ومعه: 2000

      والحصين بن نمير ومعه: 4000

      والمازني ومعه: 3000

      ونصر المازني ومعه: 2000

      15- نعى سيد الشهداء يوم العاشر من محرم، عشرة من أصحابه، وخطب في شهادتهم، ودعا لهم أو لعن أعداءهم، وأولئك الشهداء هم علي الأكبر، العبّاس، القاسم، عبد الله بن الحسن، عبد الله الرضيع، مسلم بن عوسجة، حبيب بن مظاهر، الحر بن يزيد الرياحي، زهير بن القين، وجون. و ترحّم على اثنين منهما وهما: مسلم وهانئ.

      16- سار الإمام الحسين وجلس عند رؤوس سبعة من الشهداء وهم: مسلم بن عوسجة، الحر، واضح الرومي، جون، العباس، علي الأكبر، والقاسم.

      17- أُلقي يوم العاشر من محرم بثلاثة من رؤوس الشهداء إلى جانب الإمام الحسين عليه السلام وهم: عبد الله بن عمير الكلبي، عمرو بن جنادة، وعابس بن أبي شبيب الشاكري.

      18- قطعت أجساد ثلاثة من الشهداء يوم عاشوراء، وهم: علي الأكبر، العباس، وعبد الرحمن بن عمير.

      19- كانت أمهات تسعة من شهداء كربلاء حاضرات يوم عاشوراء ورأين استشهاد أبنائهن، وهم: عبد الله بن الحسين وأُمّه رباب، عون بن عبد الله بن جعفر وأمّه زينب، القاسم بن الحسن وأمّه رملة، عبد الله بن الحسن وأمّه بنت شليل الجليلية، عبد الله بن مسلم وأمّه رقية بنت علي عليه السلام، محمد بن أبي سعيد بن عقيل، عمرو بن جنادة، عبد\الله بن وهب الكلبي وأمّه أُم وهب، وعلي الأكبر (وأُمّه ليلى كما وردت في بعض الأخبار ولكن هذا غير ثابت).

      20- استشهد في كربلاء خمسة صبيان غير بالغين وهم: عبدالله الرضيع، وعبدالله بن الحسن، محمد بن أبي سعيد بن عقيل، القاسم بن الحسن، وعمرو بن جنادة الانصاري.

      21- خمسة من أصحاب كربلاء كانوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهم: أنس بن حرث الكاهلي، حبيب بن مظاهر، مسلم بن عوسجة، هانيء بن عروة، وعبدالله بن بقطر(يقطر) العميري .

      22- استشهد بين يدي أبي عبدالله 15غلاماً وهم: نصر وسعد (من موالي علي عليه السلام)، مُنجِح (مولى الإمام الحسن عليه السلام)، أسلم وقارب (من موالي الإمام الحسين عليه السلام)، الحرث (مولى حمزة)، جون (مولى أبي ذر)، رافع (مولى مسلم الأزدي)، سعد (مولى عمر الصيداوي)، سالم (مولى بني المدينة)، سالم (مولى العبدي)، شوذب (مولى شاكر)، شيب (مولى الحرث الجابري) وواضح (مولى الحرث السلماني)، هؤلاء الأربعة عشر استشهدوا في كربلاء، أما سلمان (مولى الإمام الحسين عليه السلام) فقد كان قد بعثه إلى البصرة واستشهد هناك.

      23- أُسر اثنان من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ثم استشهدا، وهما: سوار بن منعم، ومنعم بن ثمامة الصيداوي.

      24- استشهد أربعة من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام من بعد استشهاده وهم: سعد بن الحرث وأخوه أبو الحتوف، وسويد بن أبي مطاع (وكان جريحاً)، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل.

      25- استشهد سبعة بحضور آبائهم وهم: علي الأكبر، عبدالله بن الحسين، عمرو بن جنادة، عبدالله بن يزيد، مجمع بن عائذ، وعبدالرحمن بن مسعود.

      26- خرجت خمس نساء من خيام الإمام الحسين عليه السلام باتجاه العدو لغرض الهجوم أو الاحتجاج عليه وهن: أمة مسلم بن عوسجة، أم وهب زوجة عبدالله الكلبي، أم عبدالله الكلبي، زينب الكبرى، وأم عمرو بن جنادة.

      27- المرأة التي استشهدت في كربلاء هي أم وهب (زوجة عبدالله بن عمير الكلبي).

      28- النساء اللواتي كن في كربلاء، هن: زينب، أم كلثوم، فاطمة، صفية، رقية، وأم هانئ (هؤلاء الستة من بنات أمير المؤمنين)، وفاطمة وسكينة (بنتا الإمام الحسين عليه السلام)، ورباب، وعاتكة، وأم محسن بن الحسن، وبنت مسلم بن عقيل، وفضة النوبية، وجارية الإمام الحسين، وأم وهب بن عبدالله.

      تعليق


      • #4
        مفهوم البكاء عند الامام زين العابدين عليه السلام

        بين البكاء والتباكي :
        بين البكاء والتباكي الهادفين خيط رفيع لا يمكن تجليته واكتناه فلسفته إلاّ بفهم الهدف من البكاء أولاً ، والتباكي ثانياً.
        فإذا كان الهدف من البكاء هو تربية النفوس وتجلية الصدأ الذي يرين عليها جرّاء زحمة الحياة وقساوة العيش ، ومن ثم توجيه البكاء إعلامياً للتأثير على الناس كشكل من أشكال العمل السياسي أو الرسالي الهادف النبيل ، يأتي هنا ممدوحاً ومندوباً ، وهو غير الجزع والضعف والنفاق والرياء الذي له أهداف هابطة اُخرى.
        أي أنّه في الدائرة الاُولى عاطفة نبيلة يمكن أن تنتزع من الاِنسان دواعي قسوة القلب وغلظته وشدّته ، وتحيله أكثر شفافية وسماحة ورقّة من جهة ، وهو عمل تربوي لتوجيه النفوس وتربيتها وتهذيب مشاعرها وأحاسيسها من جهة اُخرى.
        وهكذا التباكي هو الآخر ، إمّا أن يكون تمثيلاً أجوف لا هدف وراءه ولاجدوى منه ولا طائل ، وإمّا أن يكون مواساةً للباكي في صدق بكائه وتصديق انفعاله وتفاعله مع حدث ما أو مصيبة ما ، أو يكون مشاركةً إنسانية ووجدانية تواسي المبكى عليه في عظمة تضحيته ونبل إقدامه
        وهيبة موقفه ، وبالتالي فإنّ الدائرة الاُولى غير الثانية بالتأكيد..
        ومن هنا نلمس الفرق بين الندبة المعروفة :

        ويصيح واذلاّه أيـن عشيرتي * وسراة قومي أين أهل ودادي

        وبين الاُخرى التي تفجّر الدموع دماً :

        لا تطلبوا قبر الحسين بشرق أرضٍ أو بغربِ * فدعـوا الجميع وعـرجّوا فمشهـده بقلبي

        تفسير ظاهرة البكاء عند الاِمام عليه السلام :

        وكما ارتبك بعض المؤرخين في تفسير دور الاِمام السجاد عليه السلام في ريادة مشروع المعارضة للسلطة الاَموية ، وأخفقوا في تفسير مواقفه الدقيقة لبلورة الاتجاه المناهض لها ، ارتبك بعضهم الآخر في تفسير ظاهرة البكاء المعروفة لديه ، وراحوا يشرّقون حولها ويغرّبون أيضاً..
        نعم ، اتجه بعضهم إلى تحليل الظاهرة على أنها فجيعة ولدٍ بأبيه وأخوته فقط ، وبالتالي فانها لا تعدو كونها عاطفةً جياشةً لا يمكن التحكّم بانفجارها وتدفّقها في لحظات الانفعال الوجداني الذي لا يُكبح.. فيما اعتبرها آخرون أُسلوباً سياسياً ذكياً لاستنهاض الناس وتذكيرهم بالظلامة الكبيرة التي لحقت بأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
        وبين هذا التفسير وذاك ، راح المؤرخون يحلّلون ويكتبون ويبحثون ، وكلّ من زاويته أو فهمه للبكاء والتباكي ، فمن حزين مفجوع ينفّس ببكائه عن غصّة وألم دفينين لا يستطيع منهما فكاكاً ، إلى بكّاءٍ متباكٍ ينوي ببكائه وتباكيه إذكاء نار الغضب المقدس ضد الظالمين الذين تجرأوا على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه والصفوة من خيرة خلق الله بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..

        ومن هنا فلا يستطيع المؤرخ أو المحلل السياسي تفسير ظاهرة البكاء لدى الاِمام السجاد تفسيراً علمياً رصيناً إلاّ من خلال دراسة الظروف التي عاشها عليه السلام والفضاء الاِعلامي والسياسي الذي كان يتنفّس فيه ، وإلاّ شطّ به التحليل بين أقصى اليمين وأقصى اليسار ، وجنح في تفسير هذه الظاهرة وفق ظروف اُخرى ، ربما نفسية أو اجتماعية ، أو سياسية ، هي في الحقيقة ، غير تلك التي يجب أن تفسّر من خلالها أو على ضوئها...
        فحين نفهم مثلاً أنّ طائفةً كبيرةً من الناس كانت تجهل الدواعي والاَسباب التي دفعت الاِمام الحسين عليه السلام لخوض تلك المعركة غير المتكافئة ، يمكن أن نمسك بخيط واحد من خيوط التفسير العلمي لبكاء الاِمام السجاد عليه السلام .
        وحين ندرك أن الاِعلام الاَموي كان يفسّر خروج الاِمام الحسين عليه السلام ضد الطاغية يزيد بأنّه صراع على السلطة ، وأنه بخروجه إنّما شقّ عصا الطاعة وفرّق الجماعة ، وأن الصراع بين الحسين ويزيد إنّما هو صراع شخصي تفجّر بين عائلتين أو بيتين يعتدُّ كل منهما بتأريخه وأمجاده ، وهما البيت الاُموي والبيت الهاشمي ، ويعتقد كلّ منهما بوراثته لتراث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، تكون الكارثة أكبر والرزيّة أدهى على الاِمام السجاد عليه السلام ، لاَنّه سيواجه صعوبة بالغة في توضيح هذا المشتبك المؤلم ، ولو عِبر الدموع الغزيرة والنحيب المتواصل الذي أصبح إحدى خصال نفسه الزكية ، وطابعاً لروحه الطاهرة.
        ولما كان إعلام السلطة آنذاك هو الحاكم والمهيمن على عقول الناس وأفكارهم ، وللحدِّ الذي يواجه به أحدهم الاِمام الحسين عليه السلام
        قائلاً ( ياحسين ألا تتقي الله : تخرج من الجماعة وتفرّق بين هذه الاُمة ).
        وأكثر من ذلك حين يواجه المرء نداءات تخرج من هنا وهناك في أرض المعركة ، تقول ( الزموا طاعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرَقَ من الدين وخالف إمام المسلمين ) وفي رواية اُخرى ( أمير المؤمنين )
        وحين يسمع عفوية ذلك الشيخ الكبير الذي لا يعرف من الامور شيئاً ، فراح يواجه السبايا عند دخولهم الشام بقوله : ( الحمدُ لله الذي أهلككم وقتلكم وأراح البلاد من رجالكم وأمكنَ منكم أمير المؤمنين يزيد )
        تكون الرزية أكبر على الاِمام السجاد عليه السلام ، ويكون نشيجه هو المتنفّس الوحيد للتعبير عن الاَلم والمرارة ، وهو تحت مخالب اللئام وصليل سيوفهم وقعقعة رماحهم.

        المواجهة أو الصبر :
        في هذا الجو الاِعلامي الماكر ، ومن هذا الفضاء الملبّد بكل تهويمات التضليل ، والتكتم والتعتيم على أعظم ثائر وأعظم ثورة أرادت أن تعيد الحق إلى نصابه ، وتستنهض الضمائر الميّتة وبتضحية قلّ نظيرها في التاريخ البشري انتصاراً للدين المضيّع والحدود المستباحة ، كان على الاِمام السجاد أن ينتهج أحد خيارين :

        الاَول : هو المواجهة العلنية الصريحة ، والتنديد المباشر باجراءات السلطة الحاكمة وفضحها ، أي إقدامه عليه السلام على عملية استشهادية اُخرى تلحقه بأبيه وإخوته ، لا تكلّف خصومه أكثر من ضربة سيفٍ واحدة لايتردّد عن القيام بها جلواز واحد من جلاوزة السلطة يتقرب بها إلى الاَمير ، دون أن يرفّ له جفن أو يحاكمه ضمير ، وفي أُمّة ميتة لم يبقَ فيها للدم حرمة ولا للتضحية معنى أو صدى.. وبالتالي إيقاف أو إنهاء الدور الرسالي المهمّ الذي يسعى الاِمام السجاد عليه السلام إلى تحقيقه من خلال كشف تلك الغيوم وتبديدها...
        والثاني : هو الصبر على ذلك الضيم أو الحيف الذي شمله مع عمّته العقيلة زينب عليها السلام وتمرير المرحلة بالعضّ على الجرح بنيّة مواصلة مراحل الكشف المطلوبة في كل عملية تغييرية يُراد لها أن تعيد الاُمّة المضللة إلى وعيها ، أو تعيد الوعي إلى الاُمّة المغلوبة على أمرها ، المسلوبة إرادتها المغيّب ضميرها ، وفي ذلك الهوس الاِعلامي الصاخب ، والمناخ السياسي الملوّث.
        من هنا كان على الاِمام أن يختار طريقاً أو منهجاً يحقّق له هذا الهدف الكبير دون المساومة على مبادئه أو التفريط بها ، أو القفز عليها ، فاختار طريق البكاء أولاً ، ثم طريق الدعاء الذي سنأتي على ذكره في الفصل اللاحق إن شاء الله.

        ماذا حقق البكاء؟
        وعن طريق البكاء هذا المشفوع بالدعاء طبعاً ، استطاع الاِمام عليه السلام أن يحقق الاَغراض التالية :

        1 ـ تقريع أو استنهاض الضمير النابض في الاُمّة والذي لم يمت بعد ، أي مخاطبة الفطرة السليمة ، من خلال دموع ساخنة ونشيج صادق لايمكن تفسيره ببساطة على أنّه مجرد عواطف فائرة على فجيعةٍ مرّت وكارثة حلّت ، لا سيّما وانه من إمام يعرف أكثر من غيره القضاء والقدر وحتمية الموت وطوارق السُنن...
        2 ـ استثمار جميع المواقف والمناسبات التي تُذكّر الناس بالجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة ، وعبر بكاء حارّ صادق يتفجّر أمام قصاب مثلاً يذبح شاته فيسقيها ماءً قبل ذبحها ـ كما مرَّ ـ أو أمام ضيف فقد عزيزاً فغسّله وكفّنه ـ كما ذكرنا ـ أو على مائدة إفطار يُقدّم فيها الماء للعطاشى والضامئين ويكون شعارها مثلاً :

        « شيعتي ما إن شربتم عذب ماءٍ فاذكروني * أو سمعتـم بذبيح أو قتيـل فـاندبوني »!

        وغير ذلك مما كان يذكّر بتجاوز الحدود ، وقساوة القلوب ، أي قلوب القتلة التي كانت كالحجارة أو أشدُّ قسوة ، وهذا يعني تركيز الشعور بالاِثم الكبير الذي ارتكب في طفوف كربلاء والذي صار عنوانه : « اللهمَّ العن أُمّة قتلتك ، والعن أُمّة ظلمتك ، والعن أُمّة شايعت وبايعت على قتلك ، والعن أُمّة سمعت بذلك فرضيت به » !!
        3 ـ إيهام السلطة الحاكمة وعيونها وأزلامها ومرتزقتها أنّ المفجوع ليس لديه إلاّ البكاء ، وأنّه ليس عملاً جُرمياً يبرّر للسلطة اتخاذ إجراءٍ قمعي لمواجهته ، فكيف إذا كان المفجوع باكياً فعلاً وليس متباكياً ، كما هو حال الاِمام عليه السلام !!
        4 ـ وحين تختلط دموع البكاء مع تراب قبر المتوفّى ، وهو ما كان يفعله

        الاِمام حين كان يُطيل سجوده وبكاءه على التراب الذي احتفظ به من ثرى قبر والده ومسحه بخاتمه الذي أصرّ على لبسه والمحافظة عليه مع الشعار المنقوش عليه والذي كان يردده عليه السلام : « خزي وشقي قاتل الحسين بن علي »، تكون رسالة البكاء أكثر تعبيراً وأمضى أثراً في إذكاء الوجدان المعذّب والضمير الحي وتفجيرهما ضد الظلم والظالمين.
        5 ـ أما حين يمتزج البكاء مع الدعاء ، الذي سنأتي على ذكره ، وتتكامل لوحة الرفض المقدّس عبر العاطفة والفكر ، وعبر العقل والقلب ، يكون الهدف من البكاء أكثر تجليّاً وسطوعاً ، وهذا ما كان يُلاحظ عند الاِمام عليه السلام وهو يخرُّ ساجداً على حجارة خشنة في الصحراء يوماً ويشهق شهيقاً مرّاً مردّداً : « لا إله إلاّ الله حقاً حقّا.. لا إله إلاّ الله تعبّداً ورقّا.. لا إله إلاّ الله إيماناً وصدقا.. » ثمّ يرفع رأسه وإذا بلحيته ووجهه مخضبان بدموع عينيه ، فيقول له أحد أصحابه : أما آن لحزنك أن ينقضي ، ولبكائك أن يقلّ ؟ ! ويأتيه الجواب المارّ الذكر ، ليكون دالّة معبّرة عن حزنٍ ليس كمثله حزن ، وبكاء ليس كمثله بكاء...
        إنّه بوضوحٍ كاملٍ حزنٌ على رمزٍ مقدّس بكت عليه أهل الاَرض وملائكة السماء ، وليس حزن ولدٍ على أبيه قط ، وإنه حزنٌ على فجيعةٍ بدين ، أي أنّه حزن على دين مضيّع صيّره الصبيان لعبةً يعبث بها غلمان بني أمية ، ودمية تتلاقفها أكفُّ أحفاد أبناء الطلقاء...
        إنّه باختصار شديد ، رسالة صامتة شديدة اللهجة ، ودموع حرّى ناطقة ، وبيان صارخ مشحون بعواطف البكاء النبيلة ممزوجة بثرى تراب طاهر ، مشفوعاً بتأوّهات خالصة أرادت وتريد أن تواجه الظالم بأفصح


        ما يكون التعبير عن الرفض والغضب المقدّس وأقدس ما يكون الاِفصاح عن الثورة والتمرّد.

        إنّه سلاح ماضٍ لكشف الجرم الكبير وفضحه والدعوة لقطع اليد التي نفّذته ، وأمام من ؟ وبدموع من ؟
        بدموع الثائر المفجوع الذي لم يستطع الاستشهاد في اليوم العظيم ، لمرضٍ أقعده ، وعلَّة ما كان يستطيع الوقوف على قدميه بسببها ، فشاءت إرادة الله أن تحتفظ به ليكشف خيوط الجريمة الكبرى وهو يبكي وينشج ويقول :


        وهنّ المنـايا أي وادٍ سلكتـه * عليها طـريقي أو علـيّ طريقها
        وكـلاً ألاقـي نكبةً وفيجعـةً * وكأس مرارّات ذعافاً أذوقها

        ثم يختتمها بدعاء دامع حزين : « يا نفس حتّامَ إلى الدنيا سكونك ؟ وإلى عمارتها ركونك ؟ أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ؟ ومن وارته الاَرض من أُلاّفك ؟ ومن فجعتِ به من إخوانك ؟ ونُقل إلى الثرى من أقرانك ؟ فحتّامَ إلى الدنيا إقبالك ، وبشهواتها اشتغالك وقد رأيتِ انقلاب أهل الشهوات ، وعاينتِ ما حلَّ بها من المصيبات ... » نعم ، إنّه البكاء الهادف ، والنشيج المدوّي ، والدموع الناطقة ، إنه رسالة صامتة شديدة اللهجة صارخة الاحتجاج ، محبوكة المتن ، متينة السند.. إنّه بكاء أفقه أهل زمانه وأعلمهم وأورعهم وأتقاهم ، حفيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وابن سبطه ، المفجوع بقتله ، الشاهد على دمه ، حامل رسالته ومبلّغ أمانته ووصيه ووريثه والداعي إلى حقّه.. إنّه بكاء علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .


        منقول من كتاب
        الامام علي بن الحسين عليه السلام
        دراسة تحليلية . .
        منقول عن احد المواقع الاسلاميه

        تعليق


        • #5
          الدم قلاده***في جيد الشهاده
          قالها الحسين***إنها السعاده
          كلا ولاأعطي ***إعطاء الذليل
          كلا لاأفر***فالموت سبيلي
          جئت لأحامي ***عن مذهب جدي
          في نفسي ومالي***في صحبي وولدي







          عظم الله لكم الاجر في مصاب ابي عبدالله الحسين عليه السلام

          تعليق


          • #6
            زياره عاشوراء

            السَّلام عَلَيْكَ يَا أبَا عَبْدِ اللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمِيرِ المُؤْمِنينَ ، وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ ، السَّلام عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةَ الزّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ ، السَّلام عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللهِ وابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ المَوْتُورَ ، السَّلام عَلَيْكَ وَعَلَى الأرواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ ، وَأنَاخَتْ بِرحْلِك عَلَيْكُمْ مِنّي جَميعاً سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ.يَا أبَا عَبْدِ اللهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ ، وجَلّتْ وعَظُمَتْ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أهْلِ الإسلام ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أهْلِ السَّمَوَاتِ ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسَّسَتْ أساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أهْلَ البَيْتِ ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الّتِي رَتَّبَكُمُ اللهُ فِيها ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ ، بَرِئْتُ إلى اللهِ وَإلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ وَأوْلِيائِهِمْ.يَا أبَا عَبْدِ اللهِ ، إنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوليٌ لِمَنْ والاكُم وعدوٌّ لِمَنْ عَاداكُمْ إلى يَوْمِ القِيامَةِ ، وَلَعَنَ اللهُ آل زِيَاد وَآلَ مَرْوانَ ، وَلَعَنَ اللهُ بَنِي اُمَيَّةَ قاطِبَةً ، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ ، وَلَعَنَ اللهُ عُمَرَ بْنَ سَعْد ، وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسْرَجَتْ وَألْجَمَتْ وَتَهيّأتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ ، بِأبِي أنْتَ وَاُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ ، فَأسْالُ اللهَ الّذِي أكْرَمَ مَقامَكَ ، وَأكْرَمَنِي بِكَ ، أنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إمام مَنْصُور مِنْ أهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلام فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ مِنَ المقَرّبينْ . يَا أبَا عَبْدِ اللهِ ، إنِّي أتَقَرَّبُ إلى اللهِ تعالى ، وَإلَى رَسُولِهِ ، وَإلى أمِيرِ المُؤْمِنينَ ، وَإلَى فاطِمَةَ ، وإلى الحَسَنِ وَإلَيْكَ بِمُوالاتِكَ ، ومُوالاةِ أَوليائِك وَبِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ وَنَصبَ لَكَ الحَربَ ، وبالْبَرَاءةِ مِمَّنْ أسَّسَ أساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ ، وَعلى أشياعِكُم وَأبْرَأُ إلى اللهِ وَإلى رَسُولِهِ وَبِالبراءِةِ مِمَّنْ أسَّسَ أساسَ ذلِكَ ، وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ ، وَجَرَى في ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ إلى اللهِ وَإلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَأتَقَرَّبُّ إلى اللهِ وَإلى رَسولِهِ ثُمَّ إلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُم وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ ، وَبِالْبَرَاءَةِ مِنْ أعْدائِكُمْ ،وَالنَّاصِبِينَ لَكُم الحَرْبَ ، وَبِالبَرَاءَةِ مِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ ، يا أبا عَبدِ الله إنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، وَوَلِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ ، فَأسْألُ اللهَ الّذِي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ ، وَمَعْرِفَةِ أوْلِيائِكُمْ ، وَرَزَقَني البَراءَةَ مِنْ أعْدائِكُمْ ، أنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، وَأنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْق في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، وَأسْألُهُ أنْ يُبَلِّغَنِي الْمقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ ، وَأنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِي مَعَ إمَام مَهْدِيٍّ ظَاهِر نَاطِق بالحقِّ مِنْكُمْ ، وَأسْألُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أفْضَلَ ما يُعْطِي مصاباً بِمُصِيبَتِهِ ، يا لَها منْ مُصِيبَة مَا أعْظَمَها وَأعْظَمَ رَزِيّتهَا فِي الإسلام وَفِي جَمِيعِ أهلِ السَّموَاتِ وَالارْضِ . اللهُمَّ اجْعَلْني في مَقامِي هذا مِمَّن تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ . اللهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد . اللهُمَّ إنَّ هَذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الاكْبادِ ، اللعِينُ بْنُ اللعِينِ عَلَى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ في كُلِّ مَوْطِن وَمَوْقِف وَقَفَ فِيهِ نَبيُّكَ - صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ - . اللهُمَّ الْعَنْ أبَا سُفْيانَ وَمُعَاوِيَةَ وَيَزيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وآلَ مَرْوَانَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللعْنَةُ أبَدَ الآبِدِينَ ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيَاد وَآلُ مَرْوانَ عَليهِمُ اللَّعْنةُ بِقَتْلِهِمُ الحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلام ، اللهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللعْنَ وَالعَذابَ الأليم . اللهُمَّ إنِّي أتَقَرَّبُّ إلَيْكَ في هذَا اليَوْمِ ، وَفِي مَوْقِفِي هَذا ، وَأيَّامِ حَيَاتِي بِالبَرَاءَةِ مِنْهُمْ، وَاللعْنَةِ عَلَيْهِمْ ، وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيِه وعَلَيْهِمُ السَّلام.

            ثمّ يقول : اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَآخِرَ تَابِع لَهُ عَلَى ذلِكَ ، اللهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلام وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ. اللهُمَّ الْعَنْهم جَميعاً ( يقول ذلك مائة مرّة ).

            ثمّ يقول : السَّلام عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ ، وَأنَاخَت برَحْلِك عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ ، أهْلَ البَيتِ السَّلام عَلَى الحُسَيْن ، وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَينِ الذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُم دُونَ الحُسين ( يقول ذلك مائة مرّة ).

            ثمّ يقول : اللهمَّ خُصَّ أنْتَ أوّلَ ظالم بِاللّعْنِ مِنِّي ، وَابْدَأْ بِهِ أوّلاً ، ثُمَّ الثَّانِي ، وَالثَّالِثَ وَالرَّابِع ، اللهُمَّ الْعَنْ يزِيَدَ خامِساً ، وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِيَاد وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْد وَشِمْراً وَآلَ أبي سُفْيانَ وَآلَ زِيَاد وآلَ مَرْوانَ إلَى يَوْمِ القِيامَةِ.

            ثم تسجد وتقول : اللهمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرينَ لَكَ عَلَى مُصابِهِمْ ، الحَمْدُ للهِ عَلَى عَظِيمِ رَزِيّتي.

            اللهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الحُسَيْن عَلَيهِ السَّلام يَوْمَ الوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأصْحابِ الحُسَيْن الّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلام.

            قال علقمة : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) وإن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة من دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك.

            تعليق


            • #7
              ألامام ابي عبدالله الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام




              ثالث أئمة أهل البيت الطاهر و ثاني السبطين سيدي شباب أهل الجنة و ريحانتي المصطفى و أحد الخمسة أصحاب الكساء و سيد الشهداء


              أمه
              أمه فاطمة بنت رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله.
              مولده الشريف
              ولد بالمدينة في الثالث من شعبان و قيل لخمس خلون منه سنة ثلاث أو أربع من الهجرة و روى الحاكم في المستدرك من طريق محمد بن إسحاق الثقفي بسنده عن قتادة أن ولادته لست سنين و خمسة أشهر و نصف من التاريخ (اه) و قيل ولد في أواخر ربيع الأول و قيل لثلاث أو خمس خلون من جمادى الأولى و المشهور المعروف أنه ولد في شعبان و كانت مدة حمله ستة أشهر.
              و لما ولد جي‏ء به إلى رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله فاستبشر به و أذن في أذنه اليمنى و أقام في اليسرى فلما كان اليوم السابع سماه حسينا و عق عنه بكبش و أمر أن تحلق رأسه و تتصدق بوزن شعره فضة كما فعلت بأخيه الحسن فامتثلت ما أمرها به و عن الزبير بن بكار في كتاب أنساب قريش أن رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله سمى حسنا و حسينا يوم سابعهما و اشتق اسم حسين من اسم حسن. (اه)
              و روى الحاكم في المستدرك و صححه بسنده عن أبي رافع رأيت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه‏ وآله أذن في أذن الحسين حين ولدته فاطمة (و بسنده) عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي عليه ‏السلام و صححه أن رسول الله صلى ‏الله ‏عليه‏ وآله أمر فاطمة فقال زني شعر الحسين و تصدقي بوزنه فضة و أعطي القابلة رجل العقيقة. (و بسنده) أن رسول الله صلى ‏الله ‏عليه‏ وآله عق عن الحسن و الحسين يوم السابع و سماهما و أمر أن يماط عن رءوسهما الأذى.و بسنده عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال عق رسول الله صلى ‏الله ‏عليه‏ وآله عن الحسين بشاة و قال يا فاطمة احلقي رأسه و تصدقي بزنة شعره فوزناه و كان وزنه درهما و بسنده أن النبي صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله عق عن الحسن و الحسين عن كل واحد منهما كبشين اثنين مثليين متكافيين.

              شهادته و مدة عمره
              قتل عليه‏ السلام شهيدا في كربلاء من أرض العراق عاشر المحرم سنة 61 من الهجرة بعد الظهر مظلوما ظمآن صابرا محتسبا. قال المفيد يوم السبت و الذي صححه أبو الفرج في مقاتل الطالبيين أنه استشهد يوم الجمعة قال و كان أول المحرم الأربعاء استخرجنا ذلك بالحساب الهندي من سائر الزيجات تنضاف إليه الرواية.أما ما تعارفه العوام من أنه قتل يوم الإثنين فلا أصل له و لا وردت به رواية (اه) و كان عمره عليه‏ السلام يوم قتل «56 سنة و خمسة أشهر و سبعة أيام أو خمسة أيام أو تسعة أشهر و عشرة أيام أو ثمانية أشهر و سبعة أيام أو خمسة أيام« أو «57 سنة« بنوع من التسامح بعد السنة الناقصة سنة كاملة أو «58 سنة« أو «55 سنة و ستة أشهر« على اختلاف الروايات و الأقوال المتقدمة في مولده و غيرها.
              و من الغريب قول المفيد إن عمره الشريف «58 سنة« مع ذكره أن مولده لخمس خلون من شعبان سنة أربع و شهادته كما مر فإن عمره على هذا يكون «56 سنة و خمسة أشهر و خمسة أيام« .عاش منها مع جده رسول الله صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله ست سنين أو سبع سنين و شهورا و قال المفيد سبع سنين و مع أبيه أمير المؤمنين 37 سنة قاله المفيد و مع أبيه بعد وفاة جده صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله 30 سنة إلا أشهرا و مع أخيه الحسن 47 سنة قاله المفيد و مع أخيه بعد وفاة أبيه نحو عشر سنين و قال المفيد إحدى عشرة سنة و قيل خمس سنين و أشهرا للاختلاف في وفاة الحسن عليه‏ السلام و هي مدة خلافته و إمامته.

              كنيته و لقبه و نقش خاتمه و شاعره و ملوك عصره
              كنيته: أبو عبد الله لقبه: الرشيد و الوفي و الطيب و السيد الزكي و المبارك و التابع لمرضاة الله و الدليل على ذات الله و السبط و أعلاها رتبة ما لقبه به جده صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله في قوله عنه و عن أخيه الحسن أنهما سيدا شباب أهل الجنة و كذلك السبط لقوله صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله حسين سبط من الأسباط.
              نقش خاتمه: في الفصول المهمة : »لكل أجل كتاب« و في الوافي و غيره عن الصادق عليه‏ السلام »حسبي الله« و عن الرضا عليه‏ السلام »أن الله بالغ أمره« و لعله كان له عدة خواتيم هذه نقوشها.
              شاعره: يحيى بن الحكم و جماعة.
              ملوك عصره: معاوية و ابنه يزيد .

              أولاده
              له من الأولاد ستة ذكور و ثلاث بنات. علي الأكبر شهيد كربلاء أمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفية. علي الأوسط. علي الأصغر زين العابدين أمه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس و معنى شاه زنان بالعربية ملكة النساء. و قال المفيد: الأكبر زين العابدين و الأصغر شهيد كربلاء و المشهور الأول.و محمد .و جعفر مات في حياة أبيه و لم يعقب أمه قضاعية.و عبد الله الرضيع جاءه سهم و هو في حجر أبيه فذبحه.و سكينة أمها و أم عبد الله الرضيع الرباب بنت إمرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم ، كلبية معدية.و فاطمة أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبد الله تيمية.و زينب . و الذكر المخلد و الثناء المؤبد لعلي زين العابدين عليه‏ السلام و منه عقبه.

              مناقبه عليه ‏السلام
              مر الكلام على جملة مما يشترك فيه مع أخيه الحسن عليه‏ السلام في سيرة الحسن فأغنى عن إعادته.


              كرمه و سخاؤه عليه ‏السلام
              دخل الحسين عليه‏ السلام على أسامة بن زيد و هو مريض و هو يقول وا غماه فقال و ما غمك قال ديني و هو ستون ألف درهم فقال هو علي قال إني أخشى أن أموت قبل أن يقضى قال لن تموت حتى أقضيها عنك فقضاها قبل موته.و لما أخرج مروان الفرزدق من المدينة أتى الفرزدق الحسين عليه‏ السلام فأعطاه الحسين أربعمائة دينار فقيل له إنه شاعر فاسق فقال إن خير مالك ما وقيت به عرضك و قد أثاب رسول الله صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله كعب بن زهير و قال في العباس ابن مرداس اقطعوا لسانه عني.و روى ابن عساكر في تاريخ دمشق أن سائلا خرج يتخطى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين فقرع الباب و أنشا يقول:
              لم يخب اليوم من رجاك و من حرك من خلف بابك الحلقه
              ‏فأنت ذو الجود أنت معدنه أبوك قد كان قاتل الفسقة
              و كان الحسين واقفا يصلي فخفف من صلاته و خرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر ضر و فاقة فرجع و نادى بقنبر فأجابه لبيك يا ابن رسول الله صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله قال ما تبقى معك من نفقتنا؟قال مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك فقال هاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم فأخذها و خرج يدفعها إلى الأعرابي و أنشا يقول:
              خذها فإني إليك معتذر و اعلم بأني عليك ذو شفقه
              ‏لو كان في سيرنا الغداة عصا كانت سمانا عليك مندفقه‏
              لكن ريب الزمان ذو نكد و الكف منا قليلة النفقه
              فأخذها الأعرابي و ولى و هو يقول:
              مطهرون نقيات جيوبهم تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
              و أنتم أنتم الأعلون عندكم علم الكتاب و ما جاءت به السور
              من لم يكن علويا حين تنسبه فما له في جميع الناس مفتخر
              و في تحف العقول : جاءه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة و ارفع حاجتك في رقعة فإني آت فيها ما هو سارك إن شاء الله فكتب يا أبا عبد الله إن لفلان علي خمسمائة دينار و قد ألح بي فكلمه أن ينظرني إلى ميسرة فلما قرأ الحسين عليه‏ السلام الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرة فيها ألف دينار و قال له: أما خمسمائة فاقض بها دينك و أما خمسمائة فاستعن بها على دهرك، و لا ترفع حاجتك إلا إلى ثلاثة إلى ذي دين أو مروءة أو حسب، فأما ذو الدين فيصون دينه، و أما ذو المروءة فإنه يستحيي لمروءته، و أما ذو الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك.

              رأفته بالفقراء و المساكين و إحسانه إليهم
              وجد على ظهره عليه‏ السلام يوم الطف أثر فسئل زين العابدين عليه‏ السلام عن ذلك فقال هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل و اليتامى و المساكين.

              تواضعه
              مر عليه‏ السلام بمساكين و هم يأكلون كسرا على كساء فسلم عليهم فدعوه إلى طعامهم فجلس معهم و قال لو {لا} أنه صدقة لأكلت معكم ثم قال قوموا إلى منزلي فأطعمهم و كساهم و أمر لهم بدراهم.
              و روى ابن عساكر في تاريخ دمشق أنه عليه‏ السلام مر بمساكين يأكلون في الصفة فقالوا الغداء فنزل و قال إن الله لا يحب المتكبرين فتغدى ثم قال لهم قد أجبتكم فأجيبوني قالوا نعم فمضى بهم إلى منزله و قال للرباب خادمته اخرجي ما كنت تدخرين (اه) .

              حلمه
              جنى غلام له جناية توجب العقاب فأمر بضربه فقال يا مولاي و الكاظمين الغيظ قال خلوا عنه، فقال يا مولاي و العافين عن الناس قال قد عفوت عنك، قال يا مولاي و الله يحب المحسنين قال أنت حر لوجه الله و لك ضعف ما كنت أعطيك.

              فصاحته و بلاغته عليه ‏السلام
              ربي الحسين عليه‏ السلام بين رسول الله صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله أفصح من نطق بالضاد و أمير المؤمنين عليه‏ السلام الذي كان كلامه بعد كلام النبي صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله فوق كلام المخلوق و دون كلام الخالق و فاطمة الزهراء التي تفرغ عن لسان أبيها صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله فلا غرو إن كان أفصح الفصحاء و أبلغ البلغاء و هو الذي كان يخطب يوم عاشوراء و قد اشتد الخطب و عظم البلاء و ضاق الأمر و ترادفت الأهوال فلم يزعزعه ذلك و لا اضطرب و لا تغير و خطب في جموع أهل الكوفة بجنان قوي و قلب ثابت و لسان طلق ينحدر منه الكلام كالسيل فلم يسمع متكلم قط قبله و لا بعده أبلغ في منطق منه و هو الذي قال فيه عدوه و خصمه في ذلك اليوم: ويلكم كلموه فإنه ابن أبيه و الله لو وقف فيكم هكذا يوما جديدا لما انقطع و لما حصر.

              إباؤه للضيم
              أما إباؤه للضيم و مقاومته للظلم و استهانته القتل في سبيل الحق و العز فقد ضربت به الأمثال و سارت به الركبان و ملئت به المؤلفات و خطبت به الخطباء و نظمته الشعراء و كان قدوة لكل أبي و مثالا يحتذيه كل ذي نفس عالية و همة سامية و منوالا ينسج عليه أهل الإباء في كل عصر و زمان و طريقا يسلكه كل من أبت نفسه الرضا بالدنية و تحمل الذل و الخنوع للظلم، و قد أتى الحسين عليه‏ السلام في ذلك بما حير العقول و أذهل الألباب و أدهش النفوس و ملأ القلوب و أعيا الأمم عن أن يشاركه مشارك فيه و أعجز العالم أن يشابهه أحد في ذلك أو يضاهيه و أعجب به أهل كل عصر و بقي ذكره خالدا ما بقي الدهر، أبى أن يبايع يزيد بن معاوية السكير الخمير صاحب الطنابير و القيان و اللاعب بالقرود و المجاهر بالكفر و الإلحاد و الاستهانة بالدين.
              قائلا لمروان و على الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد ، و لأخيه محمد بن الحنفية : و الله لو لم يكن في الدنيا ملجأ و لا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية ، في حين أنه لو بايعه لنال من الدنيا الحظ الأوفر و النصيب الأوفى و لكان معظما محترما عنده مرعي الجانب محفوظ المقام لا يرد له طلب و لا تخالف له إرادة لما كان يعلمه يزيد من مكانته بين المسلمين و ما كان يتخوفه من مخالفته له و ما سبق من تحذير أبيه معاوية له من الحسين فكان يبذل في إرضائه كل رخيص و غال، و لكنه أبى الانقياد له قائلا: إنا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة بنا فتح الله و بنا ختم و يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة و مثلي لا يبايع مثله، فخرج من المدينة بأهل بيته و عياله و أولاده، ملازما للطريق الأعظم لا يحيد عنه، فقال له أهل بيته: لو تنكبته كما فعل ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب، فأبت نفسه أن يظهر خوفا أو عجزا و قال: و الله لا أفارقه حتى يقضي الله ما هو قاض، و لما قال له الحر : أذكرك الله في نفسك فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلن، أجابه الحسين عليه‏ السلام مظهرا له استهانة الموت في سبيل الحق و نيل العز، فقال له: أ فبالموت تخوفني و هل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني، و سأقول كما قال أخو الأوس و هو يريد نصرة رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآله فخوفه ابن عمه و قال: أين تذهب فإنك مقتول: فقال:
              سأمضي و ما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقا و جاهد مسلما
              أقدم نفسي لا أريد بقاءها لتلقي خميسا في الوغى و عرمرما
              فإن عشت لم أندم و إن مت لم ألم كفى بك ذلا أن تعيش فترغما
              يقول الحسين عليه ‏السلام : ليس شأني شأن من يخاف الموت ما أهون الموت علي في سبيل نيل العز و إحياء الحق ليس الموت في سبيل العز إلا حياة خالدة، و ليست الحياة مع الذل إلا الموت الذي لا حياة معه، أ فبالموت تخوفني هيهات طاش سهمك و خاب ظنك لست أخاف الموت إن نفسي لأكبر من ذلك و همتي لأعلى من أن أحمل الضيم خوفا من الموت و هل تقدرون على أكثر من قتلي مرحبا بالقتل في سبيل الله و لكنكم لا تقدرون على هدم مجدي و محو عزي و شرفي فإذا لا أبالي بالقتل.و هو القائل: موت في عز خير من حياة ذل، و كان يحمل يوم الطف و هو يقول:
              الموت خير من ركوب العار و العار أولى من دخول النار
              و لما أحيط به بكربلاء و قيل له: أنزل على حكم بني عمك، قال: لا و الله!لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل و لا أقر إقرار العبيد، فاختار المنية على الدنية و ميتة العز على عيش الذل، و قال: إلا أن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين السلة و الذلة و هيهات منا الذلة يأبى الله ذلك لنا و رسوله و المؤمنون و جدود طابت و حجور طهرت و أنوف حمية و نفوس أبية لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.أقدم الحسين عليه‏ السلام على الموت مقدما نفسه و أولاده و أطفاله و أهل بيته للقتل قربانا وفاء لدين جده صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله بكل سخاء و طيبة نفس و عدم تردد و توقف قائلا بلسان حاله:
              إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني

              يتبع.............






















              التعديل الأخير تم بواسطة ibrahim aly awaly; الساعة 11-02-2005, 10:30 AM.

              تعليق


              • #8
                الأمام علي بن موسى الرضا( عليهما السلام) :

                إن محرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون القتال فيه فاستحلت فيه دماؤنا وهتكت فيه حرماتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا واضرمت النيران في مضاربنا وانتهبت ما فيها من ثقلها ، ولم تدع لرسول الله ( صلى الله عليه واله ) حرمة في أمرنا إن يوم قتل الحسين عليه السلام اقرح جفوننا واسبل دموعنا ، واذل عزيزنا ، أرض كربلاء أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الأنقضاء ،

                فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون ، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام

                تعليق


                • #9
                  المراد من (هدف) الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء هي الغاية التي كان ينبغي بلوغها أو تحقيقها وإن طال الزمن، والتي بادر بثورته تلك من أجلها واستشهد في سبيلها نقدّم فيما يلي مسردا بتلك الأهداف المقدسة كما يلي :

                  1- إحياء الإسلام.

                  2- توعية المسلمين و كشف الماهية الحقيقية للأمويين.

                  3- إحياء السنة النبوية والسيرة العلوية.

                  4- إصلاح المجتمع واستنهاض الأمة.

                  5- إنهاء استبداد بني أمية على المسلمين.

                  6- تحرير إرادة الأمة من حكم القهر والتسلّط.

                  7- إقامة الحق وتقوية أهله.

                  8- توفير القسط والعدالة الاجتماعية وتطبيق حكم الشريعة.

                  9- إزالة البدع والانحرافات.

                  10- إنشاء مدرسة تربوية رفيعة وإعطاء المجتمع شخصيته ودوره.

                  لقد تجلّت هذه الأهداف في فكر سيد الشهداء وفي عمله أيضا، وكذلك لدى أنصاره وأتباعه. ومن جملة خطب الإمام الحسين عليه السلام المعبرة عن أهدافه، هي قوله: ((..إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب))(حياة الإمام الحسين بن علي 264:2).

                  و كتب إلى وجوه أهل البصرة: ((أنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، فإنّ السنة قد أميتت والبدعة قد أحييت فإن تسمعوا قولي أهدِكم سبيل الرشاد))( حياة الإمام الحسين بن علي: 322).

                  و أرسل مع مسلم بن عقيل كتابا إلى أهل الكوفة حدّد فيه رسالة الإمامة بما يلي: ((..فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، و الدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات الله والسلام..)) (حياة الإمام الحسين بن علي:340).

                  و في كربلاء خطب بأنصاره قائلا: (( ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإني لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برما))(حياة الإمام الحسين بن علي 98:3).


                  received by e mail

                  تعليق


                  • #10
                    هل قتل الشيعة الإمام الحسين (ع) ؟

                    بقلم فرج الخضري




                    هل الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليه السلام بكربلاء ؟ و هل بكائهم عليه و ما يقومون به من مراسيم العزاء و الشعائر الحسينية هو تكفير عما فعله أسلافهم به ؟
                    إن هذا السؤال متناقض جدًا ، فإن التشيع و قتل الحسين عليه السلام ضدان لا يجتمعان ، مثل أن نقول أن اليهود قتلوا نبي الله داود عليه السلام ، أو أن المسيحين قتلوا نبي الله عيسى عليه السلام ، أو أن المسلمين قتلوا نبي الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، أو أن الشيعة قتلوا الامام علي عليه السلام .. فهل هذا كلام منطقي ؟! .. بالطبع لا .

                    إن الإمام الحسين عليه السلام مقدس عند الشيعة ، بل حتى عند الغير ملتزم منهم ، و قدسيته ليس فوقها إلا قدسية الله جل جلاله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ، فالشيعي يعتقد أن الإمام الحسين عليه السلام إمامه و وليه و حجة الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ، و هو أولى بالناس من أنفسهم ، و حبه عقيدة و دين ، فهو الوسيلة و الشفيع و المستنجد و الطريق لرضى الله و نيل جنته ، و مخالفته معصية و ذنب و نفاق و كفر ، فما بالكم بإيذاءه و أهله و سفك دمه و دم اهله ، و الشيعي يفضل أن يُقتل فدائًا لتراب قدمي الإمام الحسين عليه السلام أو يَقْتل نفسه إن إضطر و لا يتجرأ حتى أن يفكر لحظة بقتل مولاه و العياذ بالله .

                    إذًا من قتل الإمام الحسين عليه السلام و الروايات تقول أن قاتليه يعدون ثلاثين ألفًا أو سبعين ألفًا أو مائة و عشرون ألف مقاتل ، و كما أجمع المؤرخون أنهم جميعًا كانوا من أهل الكوفة ؟!
                    و نحن نرى الآن الغالب على أهل الكوفة بشكل خاص و العراق بشكل عام التشيع و اعتناق مذهب آل البيت عليهم السلام !

                    و نقول إن ما نراه اليوم من تشيع أهل العراق فإنه حدث بعد هلاك الأمويين و ذهاب سلطانهم ، و ما تلا ذلك من فترات بين مد و جر نال الشيعة فيها حرية التعبد بمنهاج آل البيت عليهم السلام و نشر مذهبهم ، و ببركة المقامات المقدسة و المراقد الطاهرة لآل البيت عليهم السلام المتوزعة في أنحاء بلاد الرافدين ، و كذلك احلوزة العلمية التي أسست في النجف الأشرف منذ أكثر من ألف عام ، و الحوزات الاخرى في كربلاء و سامراء و أثرها في نشر التشيع في العراق و الأمصار الاخرى .

                    أما في زمن الإمام الحسين عليه السلام فلم يكن الشيعة غالبية في الكوفة ، و لكن كان هناك شيعة آخرين هم الغالبية و هم ( شيعة آل أبي سفيان ) كما خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام .
                    فعن إبن بطة و هو أحد علماء أهل السنة في ( المنتقى ) ص 360 : " عن عبد الله بن زياد بن جديد قال : قدم أبو إسحاق السبيعي من الكوفة فقال لنا شمر بن عطية : قوموا إليه ، فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحاق : خرجت من الكوفة و ليس أحد يشك في فضل أبي بكر و عمر و تقديمهما " .
                    و قال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى : " هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فإن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها " .

                    إذًا كان أهل الكوفة في عهد الإمام الحسين عليه السلام ليسوا شيعة إذ يقدمون أبي بكر و عمر على الإمام علي عليه السلام و كما يثبت التاريخ أن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها في عهد الإمام الحسين عليه السلام ، بل أن أهل الكوفة لم يكونوا شيعة حتى في عهد الإمام علي عليه السلام و قد ذكر الكليني في ( روضة الكافي ) ص 50 في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام قال عنها العلامة المجلسي في ( مرآة العقول ) ج 25 ص 131 : " إن الخبر عندي معتبر لوجوه ذكرها محمد بن سليمان في كتاب ( منتخب البصائر ) " و هو : عن سليم بن قيس الهلالي قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ( قد عملت الولاة عندي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و آله و سلم .. إذ لفترقوا عني و الله لقد أمرت الناس ألا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة و أعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غُيّرت سُنة عُمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعًا ، و لقد خفت أن يثوروا في ناحية عسكري .. ما لقيت من هذه الامة من الفرقة و طاعة أئمة الضلالة و الدعاة إلى النار ) .

                    لاحظوا كيف كان أهل الكوفة متعصبين لسنة عمر لدرجة أنهم كانوا مستعين للقيان بانقلاب عسكري ضد أمير المؤمنين عليه السلام لولا أن تراجع عن دعوته لتغيير سنة عمر ، و أيضًا لاحظوا يصف قلة الشيعة بقوله : " أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي " .

                    هذا عندما كانت الكوفة في عهد أمير المؤمنين عليه السلام ، اما في عهد معاوية فيذكر في كتاب ( النصائح الكافية ) ص 72 أن معاوية كان يختم خطابه بقوله ( اللهم أن أبا تراب ألحد في دينك و صد عن سبيلك فألعنه لعنًا و بيلا ، و عذبه عذابًا أليما ) !

                    و في ( تاريخ الطبري ) ج 6 ص 141 يذكر أن لما ولى معاوية المغيرة بن شعبة إمارة الكوفة كان أهم ما عهده إليه أن لا يتسامحوا في شتم الغمام عليه السلام و الترحم على عثمان و العيب لأصحاب علي عليه السلام و إقصائهم ، و أقام المغيرة واليًا على الكوفة سبع سنين و هو لا يدع ذم علي عليه السلام و الوقوع فيه ، بل كما في ( تهذيب التهذيب ) ج 6 ص 319 : " قد عهد بقتل كل مولود يسمى عليا " . و في ( شرح نهج البلاغة ) لأبن أبي الحديد ج 11 ص 14 : " أن العلماء و المحدثين تحرجوا في ذكر الغمام علي عليه السلام و الرواية عنه خوفًا من بني أمية فكانوا إذا أرادوا أن يرووا عنه يقولون : ( قال أبو زينب ) " .

                    و قد أمر معاوية بحرمان الشيعة من العطاء ففي ( شرح النهج ) ج 11 ص 44 كتب معاوية : " أنظروا إلى من قامت عليه البينة أن يحب عليا و أهل بيته فأمحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه " . و أسقط شهادتهم في القضاء و غيره ، و في ( تاريخ الشعوب الإسلامية ) ج 1 ص 147 : " أن زياد ابن أبيه قام بتسفير 50 ألف شيعي من الكوفة إلى خراسان المقاطعة الشرقية في فارس " .

                    أما البقية فتم ترويع نساءهم و هدم دورهم و تقطيع أيديهم و أرجلهم و ألسنتهم و تسميل أعينهم و صلبهم على جذوع النخل ، و دفنهم أحياء ، ففي ( تاريخ اليعقوبي ) ج 2 ص 206 : قال معاوية للإمام الحسين عليه السلام : " يا أبا عبد الله علمت انا قتلنا شيعة أبيك و كفناهم و صلينا عليهم و دفناهم " ، و ذلك غمعانًا في إيذاء الإمام عليه السلام و شيعته .

                    فماذا بقي من الشيعة في الكوفة بعد كل هذا ؟ إن ما تبقى من شيعة الإمام الحسين عليه السلام و حين قدومه لكربلاء قد نكل بهم ابن زياد و البقية و الذين هم على أكثر تقدير كما يذكر المؤرخون لا يزيدون عن ثلاثة عشر ألف شيعي قد زج بهم ابن زياد في السجون و المعتقلات ، و هم الذين كسروا السجون بعد أن ترك ابن زياد العراق و إلتحق بالشام و خرجوا ثائرين بدم الإمام الحسين عليه السلام و ذلك قبل ثورة المختار ، و توجهوا نحو الشام و التقوا بجيوش الامويين و قاتلوا حتى قتلواو عرفوا بالتاريخ باسم ( التوابين ) و هي تسمية غير واقعية لأنهم في الواقع ( الآسفون ) لأنهم ياسفون أنهم لم يستطيعوا أن ينصروا الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء .

                    أما من قتل الإمام الحسين عليه السلام فهم أهل الكوفة الذين يتألفون من خليط عجيب و غريب كما يذكر المؤرخون في كتب التاريخ مثل طبقات ابن سعد و مختصر كتاب البلدان ، و معجم قبائل العرب ، و فتوح البلدان ، و معجم البلدان ، و الاخبار الطوال ، و تاريخ الطبري ، و البيان و التبيين ، و عيون الأخبار ، و الغاني ، و تاريخ الكوفة ، و نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ، و خطط الكوفة ، و أنساب الأشراف ، و البداية و النهاية .

                    فقد كانوا خليط من القوميات و الأعراق و الأديان و المذاهب ، فهم من العرب من القبائل اليمانية و النزارية و من الفرس و هم بقايا فلول الجيوش الساسانية و كانوا يسمون الحمر أو الحمراء و الأنباط و السريانية و الخوارج و الحزب العثماني الأموي الحاكم و النصارى و هم نصارى تغلب و نجران و اليهود الذين أجلاهم عمر بن الخطاب من الحجاز و المنافقين و المرتزقة و العبيد و الصابئة و غيرهم .

                    هؤلاء هم الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام و ليس فيهم و لا شيعي واحد شارك في حرب الإمام الحسين عليه السلام ، إنما الشيعة كانوا في الجبهة الأخرى ، جبهة الحق و البطولة و الشرف و العز و الخلود و الشهادة ، البهة التي رضي الله عنها و رسوله الكريم و أمير المؤمنين و سبطه الحسن الجميل و سيدة نساء العالمين و إبنها الجرح الأبدي المظلوم الشهيد صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .

                    السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و أطعت الله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.
                    التعديل الأخير تم بواسطة م1; الساعة 13-02-2005, 11:12 AM.

                    تعليق


                    • #11
                      هل قتل الشيعة الإمام الحسين (ع) ؟

                      بقلم فرج الخضري




                      هل الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليه السلام بكربلاء ؟ و هل بكائهم عليه و ما يقومون به من مراسيم العزاء و الشعائر الحسينية هو تكفير عما فعله أسلافهم به ؟
                      إن هذا السؤال متناقض جدًا ، فإن التشيع و قتل الحسين عليه السلام ضدان لا يجتمعان ، مثل أن نقول أن اليهود قتلوا نبي الله داود عليه السلام ، أو أن المسيحين قتلوا نبي الله عيسى عليه السلام ، أو أن المسلمين قتلوا نبي الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، أو أن الشيعة قتلوا الامام علي عليه السلام .. فهل هذا كلام منطقي ؟! .. بالطبع لا .

                      إن الإمام الحسين عليه السلام مقدس عند الشيعة ، بل حتى عند الغير ملتزم منهم ، و قدسيته ليس فوقها إلا قدسية الله جل جلاله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ، فالشيعي يعتقد أن الإمام الحسين عليه السلام إمامه و وليه و حجة الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ، و هو أولى بالناس من أنفسهم ، و حبه عقيدة و دين ، فهو الوسيلة و الشفيع و المستنجد و الطريق لرضى الله و نيل جنته ، و مخالفته معصية و ذنب و نفاق و كفر ، فما بالكم بإيذاءه و أهله و سفك دمه و دم اهله ، و الشيعي يفضل أن يُقتل فدائًا لتراب قدمي الإمام الحسين عليه السلام أو يَقْتل نفسه إن إضطر و لا يتجرأ حتى أن يفكر لحظة بقتل مولاه و العياذ بالله .

                      إذًا من قتل الإمام الحسين عليه السلام و الروايات تقول أن قاتليه يعدون ثلاثين ألفًا أو سبعين ألفًا أو مائة و عشرون ألف مقاتل ، و كما أجمع المؤرخون أنهم جميعًا كانوا من أهل الكوفة ؟!
                      و نحن نرى الآن الغالب على أهل الكوفة بشكل خاص و العراق بشكل عام التشيع و اعتناق مذهب آل البيت عليهم السلام !

                      و نقول إن ما نراه اليوم من تشيع أهل العراق فإنه حدث بعد هلاك الأمويين و ذهاب سلطانهم ، و ما تلا ذلك من فترات بين مد و جر نال الشيعة فيها حرية التعبد بمنهاج آل البيت عليهم السلام و نشر مذهبهم ، و ببركة المقامات المقدسة و المراقد الطاهرة لآل البيت عليهم السلام المتوزعة في أنحاء بلاد الرافدين ، و كذلك احلوزة العلمية التي أسست في النجف الأشرف منذ أكثر من ألف عام ، و الحوزات الاخرى في كربلاء و سامراء و أثرها في نشر التشيع في العراق و الأمصار الاخرى .

                      أما في زمن الإمام الحسين عليه السلام فلم يكن الشيعة غالبية في الكوفة ، و لكن كان هناك شيعة آخرين هم الغالبية و هم ( شيعة آل أبي سفيان ) كما خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام .
                      فعن إبن بطة و هو أحد علماء أهل السنة في ( المنتقى ) ص 360 : " عن عبد الله بن زياد بن جديد قال : قدم أبو إسحاق السبيعي من الكوفة فقال لنا شمر بن عطية : قوموا إليه ، فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحاق : خرجت من الكوفة و ليس أحد يشك في فضل أبي بكر و عمر و تقديمهما " .
                      و قال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى : " هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فإن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها " .

                      إذًا كان أهل الكوفة في عهد الإمام الحسين عليه السلام ليسوا شيعة إذ يقدمون أبي بكر و عمر على الإمام علي عليه السلام و كما يثبت التاريخ أن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها في عهد الإمام الحسين عليه السلام ، بل أن أهل الكوفة لم يكونوا شيعة حتى في عهد الإمام علي عليه السلام و قد ذكر الكليني في ( روضة الكافي ) ص 50 في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام قال عنها العلامة المجلسي في ( مرآة العقول ) ج 25 ص 131 : " إن الخبر عندي معتبر لوجوه ذكرها محمد بن سليمان في كتاب ( منتخب البصائر ) " و هو : عن سليم بن قيس الهلالي قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ( قد عملت الولاة عندي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و آله و سلم .. إذ لفترقوا عني و الله لقد أمرت الناس ألا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة و أعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غُيّرت سُنة عُمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعًا ، و لقد خفت أن يثوروا في ناحية عسكري .. ما لقيت من هذه الامة من الفرقة و طاعة أئمة الضلالة و الدعاة إلى النار ) .

                      لاحظوا كيف كان أهل الكوفة متعصبين لسنة عمر لدرجة أنهم كانوا مستعين للقيان بانقلاب عسكري ضد أمير المؤمنين عليه السلام لولا أن تراجع عن دعوته لتغيير سنة عمر ، و أيضًا لاحظوا يصف قلة الشيعة بقوله : " أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي " .

                      هذا عندما كانت الكوفة في عهد أمير المؤمنين عليه السلام ، اما في عهد معاوية فيذكر في كتاب ( النصائح الكافية ) ص 72 أن معاوية كان يختم خطابه بقوله ( اللهم أن أبا تراب ألحد في دينك و صد عن سبيلك فألعنه لعنًا و بيلا ، و عذبه عذابًا أليما ) !

                      و في ( تاريخ الطبري ) ج 6 ص 141 يذكر أن لما ولى معاوية المغيرة بن شعبة إمارة الكوفة كان أهم ما عهده إليه أن لا يتسامحوا في شتم الغمام عليه السلام و الترحم على عثمان و العيب لأصحاب علي عليه السلام و إقصائهم ، و أقام المغيرة واليًا على الكوفة سبع سنين و هو لا يدع ذم علي عليه السلام و الوقوع فيه ، بل كما في ( تهذيب التهذيب ) ج 6 ص 319 : " قد عهد بقتل كل مولود يسمى عليا " . و في ( شرح نهج البلاغة ) لأبن أبي الحديد ج 11 ص 14 : " أن العلماء و المحدثين تحرجوا في ذكر الغمام علي عليه السلام و الرواية عنه خوفًا من بني أمية فكانوا إذا أرادوا أن يرووا عنه يقولون : ( قال أبو زينب ) " .

                      و قد أمر معاوية بحرمان الشيعة من العطاء ففي ( شرح النهج ) ج 11 ص 44 كتب معاوية : " أنظروا إلى من قامت عليه البينة أن يحب عليا و أهل بيته فأمحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه " . و أسقط شهادتهم في القضاء و غيره ، و في ( تاريخ الشعوب الإسلامية ) ج 1 ص 147 : " أن زياد ابن أبيه قام بتسفير 50 ألف شيعي من الكوفة إلى خراسان المقاطعة الشرقية في فارس " .

                      أما البقية فتم ترويع نساءهم و هدم دورهم و تقطيع أيديهم و أرجلهم و ألسنتهم و تسميل أعينهم و صلبهم على جذوع النخل ، و دفنهم أحياء ، ففي ( تاريخ اليعقوبي ) ج 2 ص 206 : قال معاوية للإمام الحسين عليه السلام : " يا أبا عبد الله علمت انا قتلنا شيعة أبيك و كفناهم و صلينا عليهم و دفناهم " ، و ذلك غمعانًا في إيذاء الإمام عليه السلام و شيعته .

                      فماذا بقي من الشيعة في الكوفة بعد كل هذا ؟ إن ما تبقى من شيعة الإمام الحسين عليه السلام و حين قدومه لكربلاء قد نكل بهم ابن زياد و البقية و الذين هم على أكثر تقدير كما يذكر المؤرخون لا يزيدون عن ثلاثة عشر ألف شيعي قد زج بهم ابن زياد في السجون و المعتقلات ، و هم الذين كسروا السجون بعد أن ترك ابن زياد العراق و إلتحق بالشام و خرجوا ثائرين بدم الإمام الحسين عليه السلام و ذلك قبل ثورة المختار ، و توجهوا نحو الشام و التقوا بجيوش الامويين و قاتلوا حتى قتلواو عرفوا بالتاريخ باسم ( التوابين ) و هي تسمية غير واقعية لأنهم في الواقع ( الآسفون ) لأنهم ياسفون أنهم لم يستطيعوا أن ينصروا الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء .

                      أما من قتل الإمام الحسين عليه السلام فهم أهل الكوفة الذين يتألفون من خليط عجيب و غريب كما يذكر المؤرخون في كتب التاريخ مثل طبقات ابن سعد و مختصر كتاب البلدان ، و معجم قبائل العرب ، و فتوح البلدان ، و معجم البلدان ، و الاخبار الطوال ، و تاريخ الطبري ، و البيان و التبيين ، و عيون الأخبار ، و الغاني ، و تاريخ الكوفة ، و نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ، و خطط الكوفة ، و أنساب الأشراف ، و البداية و النهاية .

                      فقد كانوا خليط من القوميات و الأعراق و الأديان و المذاهب ، فهم من العرب من القبائل اليمانية و النزارية و من الفرس و هم بقايا فلول الجيوش الساسانية و كانوا يسمون الحمر أو الحمراء و الأنباط و السريانية و الخوارج و الحزب العثماني الأموي الحاكم و النصارى و هم نصارى تغلب و نجران و اليهود الذين أجلاهم عمر بن الخطاب من الحجاز و المنافقين و المرتزقة و العبيد و الصابئة و غيرهم .

                      هؤلاء هم الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام و ليس فيهم و لا شيعي واحد شارك في حرب الإمام الحسين عليه السلام ، إنما الشيعة كانوا في الجبهة الأخرى ، جبهة الحق و البطولة و الشرف و العز و الخلود و الشهادة ، البهة التي رضي الله عنها و رسوله الكريم و أمير المؤمنين و سبطه الحسن الجميل و سيدة نساء العالمين و إبنها الجرح الأبدي المظلوم الشهيد صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .

                      السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و أطعت الله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.


                      received by e mail
                      التعديل الأخير تم بواسطة م1; الساعة 13-02-2005, 11:09 AM.

                      تعليق


                      • #12

                        المراد من (هدف) الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء هي الغاية التي كان ينبغي بلوغها أو تحقيقها وإن طال الزمن، والتي بادر بثورته تلك من أجلها واستشهد في سبيلها نقدّم فيما يلي مسردا بتلك الأهداف المقدسة كما يلي :

                        1- إحياء الإسلام.

                        2- توعية المسلمين و كشف الماهية الحقيقية للأمويين.

                        3- إحياء السنة النبوية والسيرة العلوية.

                        4- إصلاح المجتمع واستنهاض الأمة.

                        5- إنهاء استبداد بني أمية على المسلمين.

                        6- تحرير إرادة الأمة من حكم القهر والتسلّط.

                        7- إقامة الحق وتقوية أهله.

                        8- توفير القسط والعدالة الاجتماعية وتطبيق حكم الشريعة.

                        9- إزالة البدع والانحرافات.

                        10- إنشاء مدرسة تربوية رفيعة وإعطاء المجتمع شخصيته ودوره.

                        لقد تجلّت هذه الأهداف في فكر سيد الشهداء وفي عمله أيضا، وكذلك لدى أنصاره وأتباعه. ومن جملة خطب الإمام الحسين عليه السلام المعبرة عن أهدافه، هي قوله: ((..إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب))(حياة الإمام الحسين بن علي 264:2).

                        و كتب إلى وجوه أهل البصرة: ((أنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، فإنّ السنة قد أميتت والبدعة قد أحييت فإن تسمعوا قولي أهدِكم سبيل الرشاد))( حياة الإمام الحسين بن علي: 322).

                        و أرسل مع مسلم بن عقيل كتابا إلى أهل الكوفة حدّد فيه رسالة الإمامة بما يلي: ((..فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، و الدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات الله والسلام..)) (حياة الإمام الحسين بن علي:340).

                        و في كربلاء خطب بأنصاره قائلا: (( ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإني لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برما))(حياة الإمام الحسين بن علي 98:3).



                        تعليق


                        • #13
                          تابع سيره ابو عبدالله الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام

                          شجاعته
                          أما شجاعته فقد أنست شجاعة الشجعان و بطولة الأبطال و فروسية الفرسان من مضى و من سيأتي إلى يوم القيامة، فهو الذي دعا الناس إلى المبارزة فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة، و هو الذي قال فيه بعض الرواة: و الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جاشا و لا أمضى جنانا و لا أجرأ مقدما منه و الله ما رأيت قبله و لا بعده مثله و إن كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه و عن شماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب، و لقد كان يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر، و هو الذي حين سقط عن فرسه إلى الأرض و قد أثخن بالجراح، قاتل راجلا قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية و يفترص العورة.و يشد على الشجعان و هو يقول: أ علي تجتمعون، و هو الذي جبن الشجعان و أخافهم و هو بين الموت و الحياة حين بدر خولي ليحتز رأسه فضعف و أرعد.و في ذلك يقول السيد حيدر الحلي :
                          عفيرا متى عاينته الكماة يختطف الرعب ألوانها
                          فما أجلت الحرب عن مثله قتيلا يجبن شجعانها
                          و هو الذي صبر على طعن الرماح و ضرب السيوف و رمي السهام حتى صارت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ و حتى وجد في ثيابه مائة و عشرون رمية بسهم و في جسده ثلاث و ثلاثون طعنة برمح و أربع و ثلاثون ضربة بسيف.

                          أهل بيته
                          أما أهل بيته من أبنائه و أخواته و بني أخيه و بني عمه فكانوا خيرة أهل الأرض وفاء و إباء و شجاعة و إقداما و علو همم و شرف نفوس و كرم طباع، أبوا أن يفارقوه و قد أذن لهم و فدوه بنفوسهم بذلوا دونه مهجهم و قالوا له لما أذن لهم بالانصراف: و لم نفعل ذلك لبقي {لنبقى} بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا، و لما قال لبني عقيل : حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم ، اذهبوا فقد أذنت لكم، قالوا: سبحان الله!فما يقول الناس لنا، و ما نقول لهم إنا تركنا شيخنا و سيدنا و بني عمومتنا خير الأعمام و لم نرم معهم بسهم و لم نطعن معهم برمح و لم نضرب معهم بسيف و لا ندري ما صنعوا، لا و الله ما نفعل، و لكنا نفديك بأنفسنا و أحوالنا {أموالنا} و أهلينا و نقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك، فقتلوا جميعا بين يديه مقبلين غير مدبرين، و هو الذي كان يقول لهم، و قد حمي الوطيس و احمر البأس مبتهجا بأعمالهم: صبرا يا بني عمومتي صبرا يا أهل بيتي فو الله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا.فلله درهم من عصبة رفعوا منا الفخر و لبسوا ثياب العز غير مشاركين فيها و تجلببوا جلباب الوفاء، و ضمخوا أعوام الدهر بعاطر ثنائهم و نشروا راية المجد و الشرف تخفق فوق رءوسهم، و جلوا جيد الزمان بأفعالهم الجميلة، و أمسى ذكرهم حيا مدى الأحقاب و الدهور مالئا المشارق و المغارب و نقشوا على صفحات الأيام سطور مدح لا تمحى و إن طال العهد و عاد سنا أنوارهم يمحو دجى الظلمات و يعلو نور الشمس و الكواكب.

                          أصحابه
                          و أما أصحابه فكانوا خير أصحاب فارقوا الأهل و الأحباب و جاهدوا دونه جهاد الأبطال و تقدموا مسرعين إلى ميدان القتال قائلين له أنفسنا لك الفداء نقيك بأيدينا و وجوهنا يضاحك بعضهم بعضا قلة مبالاة بالموت و سرورا بما يصيرون إليه من النعيم، و لما أذن لهم في الانصراف أبوا و أقسموا بالله لا يخلونه أبدا و لا ينصرفون عنه قائلين أ نحن نخلي عنك و قد أحاط بك هذا العدو و بم نعتذر إلى الله في أداء حقك، و بعضهم يقول لا و الله لا يراني الله أبدا و أنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي و أضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي و لو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة و لم أفارقك أو أموت معك و بعضهم يقول و الله لو علمت إني أقتل فيك ثم أحيا ثم أحرق حيا يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك و بعضهم يقول و الله لوددت أني قتلت ثم نشرت ألف مرة و أن الله يدفع بذلك القتل عنك و عن أهل بيتك و بعضهم يقول أكلتني السباع حيا إن فارقتك و لم يدعو أن يصل إليه أذى و هم في الأحياء و منهم من جعل نفسه كالترس له ما زال يرمي بالسهام حتى سقط و أبدوا يوم عاشوراء من الشجاعة و البسالة ما لم ير مثله فأخذت خيلهم تحمل و إنما هي اثنان و ثلاثون فارسا فلا تحمل على جانب من خيل الأعداء إلا كشفته.

                          إقامة الذكرى لقتل الحسين عليه ‏السلام و البكاء عليه كل عام

                          قد قضى العقل و الدين باحترام عظماء الرجال أحياء و أمواتا و تجديد الذكرى لوفاتهم و شهادتهم و إظهار الحزن عليهم لا سيما من بذل نفسه و جاهد حتى قتل لمقصد سام و غاية نبيلة و قد جرت على ذلك الأمم في كل عصر و زمان و جعلته من أفضل أعمالها و أسنى مفاخرها فحقيق المسلمين {بالمسلمين} بل جميع الأمم أن يقيموا الذكرى في كل عام للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فإنه من عظماء الرجال و أعاظمهم في نفسه و من الطراز الأول جمع أكرم الصفات و أحسن الأخلاق و أعظم الأفعال و أجل الفضائل و المناقب علما و فضلا و زهادة و عبادة و شجاعة و سخاء و سماحة و فصاحة و مكارم أخلاق و إباء للضيم و مقاومة للظلم.
                          و قد جمع إلى كرم الحسب شرف العنصر و النسب فهو أشرف الناس أبا و أما و جدا و جدة و عما و عمة و خالا و خالة جده رسول الله صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله سيد النبيين و أبوه علي أمير المؤمنين و سيد الوصيين و أمه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين و أخوه الحسن المجتبى و عمه جعفر الطيار و عم أبيه حمزة سيد الشهداء و جدته خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما و عمته أم هانئ و خاله إبراهيم ابن رسول الله صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله و خالته زينب بنت رسول الله صلى‏ الله ‏عليه ‏و آله .و قد جاهد لنيل أسمى المقاصد و أنبل الغايات و قام بما لم يقم بمثله أحد قبله و لا بعده فبذل نفسه و ماله و آله في سبيل إحياء الدين و إظهار فضائح المنافقين و اختار المنية على الدنية و ميتة العز على حياة الذل و مصارع الكرام على طاعة اللئام و أظهر من إباء الضيم و عزة النفس و الشجاعة و البسالة و الصبر و الثبات ما بهر العقول و حير الألباب و اقتدى به في ذلك كل من جاء بعده حتى قال القائل:
                          و إن الأولى بالطف من آل هاشم تأسوا فسنوا للكرام التأسيا
                          و حتى قال آخر كان أبيات أبي تمام ما قيلت إلا في الحسين عليه‏ السلام و هي قوله:
                          و قد كان فوت الموت سهلا فرده إليه الحفاظ المر و الخلق الوعر
                          »الأبيات المتقدمة«و حقيق بمن كان كذلك أن تقام له الذكرى في كل عام و تبكي له العيون دما بدل الدموع.
                          الحسين عليه‏ السلام معظم حتى عند الخوارج أعداء أبيه و أخيه و ليس أعجب ممن يتخذ يوم عاشوراء يوم فرح و سرور و اكتحال و توسعة على العيال لأخبار وضعت في زمن الملك العضوض اعترف بوضعها النقاد و سنها الحجاج بن يوسف عدو الله و عدو رسوله و أي مسلم تطاوعه نفسه أو يساعده قلبه على الفرح في يوم قتل ابن بنت نبيه و ريحانته و ابن وصيه و بما ذا يواجه رسول الله صلى ‏الله ‏عليه‏ وآله و بما ذا يتعذر إليه و هو مع ذلك يدعي محبة رسول الله صلى ‏الله ‏عليه‏ وآله و آله و من شروط المحبة و الفرح لفرح المحبوب و الحزن لحزنه.و لو أنصف باقي المسلمين ما عدوا طريقة الشيعة في إقامة الذكرى للحسين عليه ‏السلام كل عام و إقامة مراسم الحزن يوم عاشوراء، فهل كان الحسين عليه ‏السلام دون جاندارك التي يقيم لها الإفرنسيون الذكرى في كل عام و هل عملت لأمتها ما عمله الحسين لأمته أو دونه.
                          الحسين عليه ‏السلام سن للناس درسا نافعا، و نهج لهم سبيلا مهيعا في تعلم الآباء و الشمم و طلب الحرية و الاستقلال، و مقاومة الظلم، و معاندة الجور، و طلب العز و نبذ الذل، و عدم المبالاة بالموت في سبيل نيل الغايات السامية، و المقاصد العالية، و أبان فضائح المنافقين، و نبه الأفكار إلى التحلي بمحاسن الصفات، و سلوك طريق الإباة و الاقتداء بهم و عدم الخنوع للظلم و الجور و الاستعباد.
                          و بكى زين العابدين على مصيبة أبيه عليه ‏السلام أربعين سنة و كان الصادق عليه‏ السلام يبكي لتذكر مصيبة الحسين عليه ‏السلام و يستنشد الشعر في رثائه و يبكي و كان الكاظم عليه‏ السلام إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا و كانت الكابة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه، فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه، و قال الرضا عليه ‏السلام إن يوم الحسين أقرح جفوننا و أسال دموعنا و أورثنا الكرب و البلاء إلى يوم الانقضاء، و قد حثوا شيعتهم و أتباعهم على إقامة الذكرى لهذه الفاجعة الأليمة في كل عام، و هم نعم القدوة و خير من أتبع و أفضل من اقتفى أثره و أخذت منه سنة رسول الله .

                          الاعتذار عمن خذله
                          قال السيد علي جلال الحسيني في كتاب الحسين: الصحابة الموجودون في عصر الحسين كانوا يعلمون فسق يزيد و ظلمه فمنهم من رأى الخروج عليه كابن الزبير و منهم من امتنع عن مبايعته كعبد الله بن عمر {عمرو} بن العاص حتى دعا نائب أمير مصر بالنار ليحرق عليه بابه، و منهم من أبى الخروج عليه و قعدوا عن نصرة الحسين ، و هؤلاء كان عدم خروجهم اجتهادا منهم، و هم إن قعدوا عما رآه الحسين حقا فلم ينصروا الباطل و لا لوم عليهم فيما فعلوا.
                          (أقول) : بل اللوم عليهم حاصل و الاجتهاد في مقابل النص باطل، و من خذل الحق فهو كمن نصر الباطل و كلاهما عن الصواب مائل لا يعذره عاقل، أما ابن الزبير فما كان خروجه إلا طلبا للملك و لو كان لنصر الحق لنصر الحسين و قد كان الحسين أثقل الناس عليه بمكة .

                          بكاء علي بن الحسين زين العابدين على أبيه عليهماالسلام.
                          روى ابن شهرآشوب في المناقب عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال : بكى علي بن الحسين عشرين سنة و ما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف أن تكون من الهالكين، قال عليه‏ السلام: إنما أشكو بثي و حزني إلى الله و أعلم من الله ما لا تعلمون إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة (و رواه) ابن قولويه في الكامل بسنده عن الصادق عليه‏ السلام مثله إلا أنه زاد بعد عشرين سنة أو أربعين سنة.
                          (قال) ابن شهرآشوب : و في رواية : أما آن لحزنك أن ينقضي فقال له ويحك إن يعقوب النبي عليه‏ السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه و أحدودب ظهره من الغم و كان ابنه حيا في دار الدنيا، و أنا نظرت إلى أبي و أخي و عمي و سبعة عشر رجلا من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني. (قال) و قد ذكر في الحلية نحوه و قيل إنه بكى حتى خيف على عينيه.و قيل له إنك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا فقال نفسي قتلتها و عليها أبكي (اه) .

                          يتبع..........

                          تعليق


                          • #14
                            شيعتي..
                            تذكروا دوماً أمي الزهراء (ع) فلقد كانت ملأ سمعي وبصري وقلبي يوم عاشوراء.. وتذكروا ضلعها المكسور.. وتلك الدماء الزاكية المتساقطة على الأرض.. وأخي المحسن السقط.. وآثار الضرب على جسدها.. والدملج على عضدها.. ليتني كنت وقاءاً وفداء... والعنوا ضاربيها وغاصبي حقوقها وقاتليها ابد الدهر. وتبرّؤوا بهم بقلوبكم وألسنتكم وأقلامكم، على كرّ الأيام، ومرّ الأعوام.

                            تعليق


                            • #15
                              قال عنه أنطوان بارا : (لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية ولأقمنا له في كل أرض منبر ولدعونا الناس للمسيحية باسم الحسين ) ، ويقول الكاتب الإنجليزي المعروف جارلس: ( إن كان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والأطفال والصبية!... إذن العقل يحكم بأنه ضحى فقط من أجل الإسلام)



                              هل الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليه السلام بكربلاء ؟ و هل بكائهم عليه و ما يقومون به من مراسيم العزاء و الشعائر الحسينية هو تكفير عما فعله أسلافهم به ؟
                              إن هذا السؤال متناقض جدًا ، فإن التشيع و قتل الحسين عليه السلام ضدان لا يجتمعان ، مثل أن نقول أن اليهود قتلوا نبي الله داود عليه السلام ، أو أن المسيحين قتلوا نبي الله عيسى عليه السلام ، أو أن المسلمين قتلوا نبي الله محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، أو أن الشيعة قتلوا الامام علي عليه السلام .. فهل هذا كلام منطقي ؟! .. بالطبع لا .

                              إن الإمام الحسين عليه السلام مقدس عند الشيعة ، بل حتى عند الغير ملتزم منهم ، و قدسيته ليس فوقها إلا قدسية الله جل جلاله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ، فالشيعي يعتقد أن الإمام الحسين عليه السلام إمامه و وليه و حجة الله و رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ، و هو أولى بالناس من أنفسهم ، و حبه عقيدة و دين ، فهو الوسيلة و الشفيع و المستنجد و الطريق لرضى الله و نيل جنته ، و مخالفته معصية و ذنب و نفاق و كفر ، فما بالكم بإيذاءه و أهله و سفك دمه و دم اهله ، و الشيعي يفضل أن يُقتل فدائًا لتراب قدمي الإمام الحسين عليه السلام أو يَقْتل نفسه إن إضطر و لا يتجرأ حتى أن يفكر لحظة بقتل مولاه و العياذ بالله .

                              إذًا من قتل الإمام الحسين عليه السلام و الروايات تقول أن قاتليه يعدون ثلاثين ألفًا أو سبعين ألفًا أو مائة و عشرون ألف مقاتل ، و كما أجمع المؤرخون أنهم جميعًا كانوا من أهل الكوفة ؟!
                              و نحن نرى الآن الغالب على أهل الكوفة بشكل خاص و العراق بشكل عام التشيع و اعتناق مذهب آل البيت عليهم السلام !

                              و نقول إن ما نراه اليوم من تشيع أهل العراق فإنه حدث بعد هلاك الأمويين و ذهاب سلطانهم ، و ما تلا ذلك من فترات بين مد و جر نال الشيعة فيها حرية التعبد بمنهاج آل البيت عليهم السلام و نشر مذهبهم ، و ببركة المقامات المقدسة و المراقد الطاهرة لآل البيت عليهم السلام المتوزعة في أنحاء بلاد الرافدين ، و كذلك احلوزة العلمية التي أسست في النجف الأشرف منذ أكثر من ألف عام ، و الحوزات الاخرى في كربلاء و سامراء و أثرها في نشر التشيع في العراق و الأمصار الاخرى .

                              أما في زمن الإمام الحسين عليه السلام فلم يكن الشيعة غالبية في الكوفة ، و لكن كان هناك شيعة آخرين هم الغالبية و هم ( شيعة آل أبي سفيان ) كما خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام .
                              فعن إبن بطة و هو أحد علماء أهل السنة في ( المنتقى ) ص 360 : " عن عبد الله بن زياد بن جديد قال : قدم أبو إسحاق السبيعي من الكوفة فقال لنا شمر بن عطية : قوموا إليه ، فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحاق : خرجت من الكوفة و ليس أحد يشك في فضل أبي بكر و عمر و تقديمهما " .
                              و قال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقى : " هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فإن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها " .

                              إذًا كان أهل الكوفة في عهد الإمام الحسين عليه السلام ليسوا شيعة إذ يقدمون أبي بكر و عمر على الإمام علي عليه السلام و كما يثبت التاريخ أن أبا اسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة و عالمها في عهد الإمام الحسين عليه السلام ، بل أن أهل الكوفة لم يكونوا شيعة حتى في عهد الإمام علي عليه السلام و قد ذكر الكليني في ( روضة الكافي ) ص 50 في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام قال عنها العلامة المجلسي في ( مرآة العقول ) ج 25 ص 131 : " إن الخبر عندي معتبر لوجوه ذكرها محمد بن سليمان في كتاب ( منتخب البصائر ) " و هو : عن سليم بن قيس الهلالي قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال : ( قد عملت الولاة عندي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي من كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و آله و سلم .. إذ لفترقوا عني و الله لقد أمرت الناس ألا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة و أعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غُيّرت سُنة عُمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعًا ، و لقد خفت أن يثوروا في ناحية عسكري .. ما لقيت من هذه الامة من الفرقة و طاعة أئمة الضلالة و الدعاة إلى النار ) .

                              لاحظوا كيف كان أهل الكوفة متعصبين لسنة عمر لدرجة أنهم كانوا مستعين للقيان بانقلاب عسكري ضد أمير المؤمنين عليه السلام لولا أن تراجع عن دعوته لتغيير سنة عمر ، و أيضًا لاحظوا يصف قلة الشيعة بقوله : " أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي " .

                              هذا عندما كانت الكوفة في عهد أمير المؤمنين عليه السلام ، اما في عهد معاوية فيذكر في كتاب ( النصائح الكافية ) ص 72 أن معاوية كان يختم خطابه بقوله ( اللهم أن أبا تراب ألحد في دينك و صد عن سبيلك فألعنه لعنًا و بيلا ، و عذبه عذابًا أليما ) !

                              و في ( تاريخ الطبري ) ج 6 ص 141 يذكر أن لما ولى معاوية المغيرة بن شعبة إمارة الكوفة كان أهم ما عهده إليه أن لا يتسامحوا في شتم الغمام عليه السلام و الترحم على عثمان و العيب لأصحاب علي عليه السلام و إقصائهم ، و أقام المغيرة واليًا على الكوفة سبع سنين و هو لا يدع ذم علي عليه السلام و الوقوع فيه ، بل كما في ( تهذيب التهذيب ) ج 6 ص 319 : " قد عهد بقتل كل مولود يسمى عليا " . و في ( شرح نهج البلاغة ) لأبن أبي الحديد ج 11 ص 14 : " أن العلماء و المحدثين تحرجوا في ذكر الغمام علي عليه السلام و الرواية عنه خوفًا من بني أمية فكانوا إذا أرادوا أن يرووا عنه يقولون : ( قال أبو زينب ) " .

                              و قد أمر معاوية بحرمان الشيعة من العطاء ففي ( شرح النهج ) ج 11 ص 44 كتب معاوية : " أنظروا إلى من قامت عليه البينة أن يحب عليا و أهل بيته فأمحوه من الديوان و أسقطوا عطاءه و رزقه " . و أسقط شهادتهم في القضاء و غيره ، و في ( تاريخ الشعوب الإسلامية ) ج 1 ص 147 : " أن زياد ابن أبيه قام بتسفير 50 ألف شيعي من الكوفة إلى خراسان المقاطعة الشرقية في فارس " .

                              أما البقية فتم ترويع نساءهم و هدم دورهم و تقطيع أيديهم و أرجلهم و ألسنتهم و تسميل أعينهم و صلبهم على جذوع النخل ، و دفنهم أحياء ، ففي ( تاريخ اليعقوبي ) ج 2 ص 206 : قال معاوية للإمام الحسين عليه السلام : " يا أبا عبد الله علمت انا قتلنا شيعة أبيك و كفناهم و صلينا عليهم و دفناهم " ، و ذلك غمعانًا في إيذاء الإمام عليه السلام و شيعته .

                              فماذا بقي من الشيعة في الكوفة بعد كل هذا ؟ إن ما تبقى من شيعة الإمام الحسين عليه السلام و حين قدومه لكربلاء قد نكل بهم ابن زياد و البقية و الذين هم على أكثر تقدير كما يذكر المؤرخون لا يزيدون عن ثلاثة عشر ألف شيعي قد زج بهم ابن زياد في السجون و المعتقلات ، و هم الذين كسروا السجون بعد أن ترك ابن زياد العراق و إلتحق بالشام و خرجوا ثائرين بدم الإمام الحسين عليه السلام و ذلك قبل ثورة المختار ، و توجهوا نحو الشام و التقوا بجيوش الامويين و قاتلوا حتى قتلواو عرفوا بالتاريخ باسم ( التوابين ) و هي تسمية غير واقعية لأنهم في الواقع ( الآسفون ) لأنهم ياسفون أنهم لم يستطيعوا أن ينصروا الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء .

                              أما من قتل الإمام الحسين عليه السلام فهم أهل الكوفة الذين يتألفون من خليط عجيب و غريب كما يذكر المؤرخون في كتب التاريخ مثل طبقات ابن سعد و مختصر كتاب البلدان ، و معجم قبائل العرب ، و فتوح البلدان ، و معجم البلدان ، و الاخبار الطوال ، و تاريخ الطبري ، و البيان و التبيين ، و عيون الأخبار ، و الغاني ، و تاريخ الكوفة ، و نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ، و خطط الكوفة ، و أنساب الأشراف ، و البداية و النهاية .

                              فقد كانوا خليط من القوميات و الأعراق و الأديان و المذاهب ، فهم من العرب من القبائل اليمانية و النزارية و من الفرس و هم بقايا فلول الجيوش الساسانية و كانوا يسمون الحمر أو الحمراء و الأنباط و السريانية و الخوارج و الحزب العثماني الأموي الحاكم و النصارى و هم نصارى تغلب و نجران و اليهود الذين أجلاهم عمر بن الخطاب من الحجاز و المنافقين و المرتزقة و العبيد و الصابئة و غيرهم .

                              هؤلاء هم الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام و ليس فيهم و لا شيعي واحد شارك في حرب الإمام الحسين عليه السلام ، إنما الشيعة كانوا في الجبهة الأخرى ، جبهة الحق و البطولة و الشرف و العز و الخلود و الشهادة ، البهة التي رضي الله عنها و رسوله الكريم و أمير المؤمنين و سبطه الحسن الجميل و سيدة نساء العالمين و إبنها الجرح الأبدي المظلوم الشهيد صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .

                              السلام عليك يا ثار الله و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و أطعت الله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك و لعن الله أمة ظلمتك و لعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به



                              احسنت اخي وجزاك الله خير الجزاء على ماخطته يمينك المباركة .. رحم الله امك وابوك في الدنيا والاخرة واسكنكم جميعا فسيح جنانه بعد عمر طويل ان شاء الله .



                              تحياتي اخي الفاضل



                              اللهم اني لااريد الجنة ... اللهم اجعلني الوقود التي تحرق كل ظالمي ال محمد وشيعتهم ومن كسر ضلع الزهراء يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلبٍ سليم

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X