معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 3 ص 13 : -
انقسام الأمة إلى قسمين
تلكم التظاهرة الضخمة في الأقوال أدت إلى انقسام الأمة إلى قسمين ، وذلك ان الناس مدى الدهر ينقسمون إلى قسمين :
1 - همج رعاع ، اتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح - كما وصفهم الإمام علي ( ع ) ( 2 ) .
2 - وقسم آخر يتحركون ، واعين لتحركهم هادفين وينظر في تقييم أفعال الناس في المجتمع وتعليلها إلى الواعين الهادفين .
والواعون الهادفون في المجتمع يومذاك انقسموا على اثر تلك التظاهرة إلى قسمين :
أ - محب لأهل البيت ، موال لهم مقر بفضلهم .
ب - مستنكر للاستهانة بمقام الشيخين مستهزئ بأقوال الإمام ، يزداد حقدهم له يوما بعد يوم ، وكان جل هؤلاء الحاقدين على الإمام ممن ثار قبل ذلك على عثمان حتى قتلوه : وهؤلاء هم الخوارج الذين رفعوا شعار " لا حكم الا الله " واشرب في قلوبهم حب الشيخين ، والسخط على عائشة ، وطلحة ، والزبير ، وعثمان ، وعلي . وخرج هؤلاء على الإمام فقاتلهم في نهروان .
ولم يقض عليهم ، فأردوه قتيلا في محرابه ، واستولى على الحكم معاوية بعده ، فبذل جهده في عشرين سنة مدة حكمه في توجيه الأمة توجيها تساير مع هواه وتسير طائعة راغبة إلى ما يشتهيه . وكان معاوية بالإضافة إلى ذلك يغيضه انتشار ذكر بني هاشم أعداء أسرته
2 ) ترجمة الإمام على بتاريخ دمشق لابن عساكر ، ط الأولى سنة 1935 ه بمطبعة العاملية 2 / 285 الحديث 501 - 528 خاصة رقم 521 - 522 . ( * )
- ج 3 ص 14 -
التقليديين عامة ، وخاصة ذكر الرسول وابن عمه الإمام علي ، وذلك لانتشار ذكرهما بين المسلمين انتشارا هائلا ( 1 ) في مقابل خمول ذكر بني أبيه أمثال عتبة ، وشيبة ، وأبي سفيان ، والحكم بن أبى العاص أولا ، وثانيا لما يناقض انتشار ذكر الرسول وابن عمه ما يتوخاه من تركيز الخلافة لنفسه ، وتوريثه لعقبه ، فان مع انتشار ذكرهما تتجه أنظار المسلمين إلى شبليهما الحسن والحسين ، لهذا كله جد معاوية في إطفاء نورهم عامة ، وخاصة ذكر الرسول وابن عمه ، فقدر لهذا
ودبر ما يلي :
أ - رفع ذكر الخليفتين أبي بكر وعمر ، وألحق بهما أخيرا ابن عمه عثمان ثالث الخلفاء ( 2 ) .
ب - العمل سرا لتحطيم شخصية الرسول في نفوس المسلمين وجهارا لتحطيم شخصية ابن عمه ، وللوصول إلى هذين الهدفين ، دفع قوما من الصحابة والتابعين ليضعوا أحاديث في ما يرفع ذكر الخلفاء ، ويضع من كرامة الرسول وابن عمه وصرف حوله وطوله في إنجاح هذا التدبير ، وكتم أنفاس من خالفه في ذلك من أولياء علي وأهل بيته وقتلهم شر قتلة ، صلبا على جذوع النخل ، وتمثيلا بهم ، ودفنهم أحياء .
فنجح في ما دبر نجاحا منقطع النظير حين انتشر بين الأمة على اثر ذلك أحاديث تروى عن رسول الله انه قال في مناجاته لربه : إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن لعنته أو سببته ، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها اليك يوم القيامة .
وفي رواية " طهورا : أجرا " ( 3 ) .
وانه قال " انتم أعلم بأمر دنياكم " أو قال " وإذا أمرتكم بشئ من رأي فانما أنا بشر " وانه قال ذلك عندما نهاهم عن تأبير النخل وفسد تمرهم ( 4 ) أو أنه رفع
1 ) اما انتشار ذكر الرسول فواضح واما اسم على فمن مواقفه في بدر وأحد وخندق وخيبر ومن أحاديث الرسول في شأنه في تلك المواقف وفى تبوك والغدير ، وعمل الرسول في المباهلة ، وعند نزول آية التطهير ، وآيات صدر سورة البراءة . من كل ذلك ونظائرها انتشر له ذكر جميل ، وسعى معاوية لإخفاء معالمه .
2 ) راجع قبله فصل " على عهد معاوية " من باب الحديث 336 فما بعد .
3 ) صحيح مسلم باب " من لعنه النبي ( ص ) أو سبه . . . كان له زكاة وأجرا ورحمة " من كتاب البر ح 88 - 97 ، وأبو داود السنة - 10 ، والدارمي الرقاق - 52 ، ومسند احمد 2 / 317 و 390 و 449 و 448 و 493 و 496 و 3 / 33 و 391 و 400 و 5 / 437 و 439 و 6 / 45 .
4 ) صحيح مسلم ، باب " وجوب امتثال ما قاله شرعا ، دون ما ذكره ( ص ) من معايش الدنيا على سبيل الرأى " من كتاب الفضائل ح 139 - 141 ، وابن ماجة باب تلقيح النخل ، ومسند احمد 1 / 162 و 3 / 152 . ( * )
- ج 3 ص 15 -
زوجته عائشة لتنظر إلى رقص الحبشة بمسجده ( 1 ) ، أو أنه أقيم مجلس الغناء في داره ( 2 ) هذه الأحاديث إلى عشرات غيرها ، نراها قد وضعت بإمعان في عصر معاوية ( 3 ) وامتد أثرها على مدرسة الخلفاء إلى يومنا الحاضر ، وانها هي التي جعلت طائفة من المسلمين لا ترى لرسول الله القدرة على إتيان المعجزات ، ولا الشفاعة ، ولا حرمة لقبره ، ولا ميزة له بعد موته .
اما الإمام علي ( ع ) فقد نجح معاوية في تحطيم شخصيته في المجتمع الإسلامي يومذاك إلى حد أن المسلمين استمروا على لعنه فوق جميع منابرهم في شرق الأرض وغربها ، خاصة في خطبة الجمعة كفريضة من فرائض صلاة الجمعة زهاء ألف شهر مدة حكم آل أمية ، والى جانب ذلك نجح معاوية في رفع مقام الخلافة في نفوس المسلمين ( 4 ) .
واستمرت الأمة بعده في سيرها الفكري على هذا الاتجاه إلى حد أنه أمكن الولاة أن يقولوا على منابر المسلمين أخليفة أحدكم أكرم عنده أم رسوله ؟ أي أن الخليفة الذي يعتبرونه خليفة الله في الأرض أكرم على الله من رسوله خاتم النبيين .
نتيجة مساعي الخليفة معاوية
وكانت نتيجة تلك المساعي أن المسلمين وغير المسلمين منذ عهد معاوية وإلى اليوم عرفوا رسول الله وابن عمه والخلفاء الثلاثة وشخصيات إسلامية أخرى من خلال ما وضع من حديث على عهد معاوية وكما أراد معاوية وكان ما أراده خلاف الواقع الذي كانوا عليه ، وبالإضافة إلى ذلك كان لمعاوية اجتهادات في تغيير الأحكام
1 ) صحيح البخاري كتاب الصلاة باب أصحاب الحراب في المسجد كتاب العيدين ، باب : 25 ، كتاب الجهاد ، باب 79 . وكتاب النكاح باب نظر المرأة إلى الجيش ونحوهم من غير ريبة وباب حسن المعاشرة مع الأهل وكتاب المناقب باب قصة الحبش .
وصحيح مسلم كتاب صلاة العيدين باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه . مساجد 18 ، نسائي 34 و 35 ، مسند أحمد 2 / 368 و 6 / 56 و 83 و 84 و 85 و 166 و 186 .
2 ) صحيح البخاري " كتاب فضائل النبي " باب مقدم أصحاب النبي المدينة - وكتاب العيدين - باب سنة العيدين لاهل الاسلام ، وباب إذا فانه العيد يصلى ركعتين ، وباب الحراب والدرق ، وكتاب مناقب الأنصار / 46 وصحيح مسلم باب اللعب الذى لا معصية فيه كتاب العيدين / 16 . سنن ابن ماجة ، كتاب النكاح - 21 ، ومسند أحمد 6 / 134 .
3 ) راجع فصل " مع معاوية " من كتاب أحاديث عائشة للمؤلف .
4 ) سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى . ( * )
- ج 3 ص 16 -
الإسلامية بدل منها ما بدل باجتهاده ، سمى بعضها بأوليات معاوية ( 1 ) .
استطاع معاوية بكل تلك الجهود أن يبدل الإسلام ويعرفه كما يشتهي ، حتى لم يبق من الإسلام في آخر عهده الا اسمه ومن القرآن الا رسمه ، وانما حافظ معاوية ومن جاء بعده على اسم الإسلام لأنهم كانوا يحكمون باسم الإسلام .
كذلك كانت حالة المسلمين عندما توفي معاوية في سنة ستين واستولى على الحكم ابنه يزيد ، فما كان أمام سبط الرسول ووريثه الا واحدة من اثنتين : البيعة ، أو القتال .
وبيعة الحسين ( ع ) ليزيد كان معناها إقراره على أفعاله وتصديقه لأقواله . فأبى الحسين ( ع ) أن يبايع يزيد واستشهد في سبيل ذلك .
1 ) ذكر بعضها اليعقوبي في تأريخه والسيوطي في تاريخ الخلفاء في ذكر سيرة معاوية . ( * )
يتبع..........
الإمام الحسين ( ع ) امتنع من بيعة يزيد
انقسام الأمة إلى قسمين
تلكم التظاهرة الضخمة في الأقوال أدت إلى انقسام الأمة إلى قسمين ، وذلك ان الناس مدى الدهر ينقسمون إلى قسمين :
1 - همج رعاع ، اتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح - كما وصفهم الإمام علي ( ع ) ( 2 ) .
2 - وقسم آخر يتحركون ، واعين لتحركهم هادفين وينظر في تقييم أفعال الناس في المجتمع وتعليلها إلى الواعين الهادفين .
والواعون الهادفون في المجتمع يومذاك انقسموا على اثر تلك التظاهرة إلى قسمين :
أ - محب لأهل البيت ، موال لهم مقر بفضلهم .
ب - مستنكر للاستهانة بمقام الشيخين مستهزئ بأقوال الإمام ، يزداد حقدهم له يوما بعد يوم ، وكان جل هؤلاء الحاقدين على الإمام ممن ثار قبل ذلك على عثمان حتى قتلوه : وهؤلاء هم الخوارج الذين رفعوا شعار " لا حكم الا الله " واشرب في قلوبهم حب الشيخين ، والسخط على عائشة ، وطلحة ، والزبير ، وعثمان ، وعلي . وخرج هؤلاء على الإمام فقاتلهم في نهروان .
ولم يقض عليهم ، فأردوه قتيلا في محرابه ، واستولى على الحكم معاوية بعده ، فبذل جهده في عشرين سنة مدة حكمه في توجيه الأمة توجيها تساير مع هواه وتسير طائعة راغبة إلى ما يشتهيه . وكان معاوية بالإضافة إلى ذلك يغيضه انتشار ذكر بني هاشم أعداء أسرته
2 ) ترجمة الإمام على بتاريخ دمشق لابن عساكر ، ط الأولى سنة 1935 ه بمطبعة العاملية 2 / 285 الحديث 501 - 528 خاصة رقم 521 - 522 . ( * )
- ج 3 ص 14 -
التقليديين عامة ، وخاصة ذكر الرسول وابن عمه الإمام علي ، وذلك لانتشار ذكرهما بين المسلمين انتشارا هائلا ( 1 ) في مقابل خمول ذكر بني أبيه أمثال عتبة ، وشيبة ، وأبي سفيان ، والحكم بن أبى العاص أولا ، وثانيا لما يناقض انتشار ذكر الرسول وابن عمه ما يتوخاه من تركيز الخلافة لنفسه ، وتوريثه لعقبه ، فان مع انتشار ذكرهما تتجه أنظار المسلمين إلى شبليهما الحسن والحسين ، لهذا كله جد معاوية في إطفاء نورهم عامة ، وخاصة ذكر الرسول وابن عمه ، فقدر لهذا
ودبر ما يلي :
أ - رفع ذكر الخليفتين أبي بكر وعمر ، وألحق بهما أخيرا ابن عمه عثمان ثالث الخلفاء ( 2 ) .
ب - العمل سرا لتحطيم شخصية الرسول في نفوس المسلمين وجهارا لتحطيم شخصية ابن عمه ، وللوصول إلى هذين الهدفين ، دفع قوما من الصحابة والتابعين ليضعوا أحاديث في ما يرفع ذكر الخلفاء ، ويضع من كرامة الرسول وابن عمه وصرف حوله وطوله في إنجاح هذا التدبير ، وكتم أنفاس من خالفه في ذلك من أولياء علي وأهل بيته وقتلهم شر قتلة ، صلبا على جذوع النخل ، وتمثيلا بهم ، ودفنهم أحياء .
فنجح في ما دبر نجاحا منقطع النظير حين انتشر بين الأمة على اثر ذلك أحاديث تروى عن رسول الله انه قال في مناجاته لربه : إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن لعنته أو سببته ، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها اليك يوم القيامة .
وفي رواية " طهورا : أجرا " ( 3 ) .
وانه قال " انتم أعلم بأمر دنياكم " أو قال " وإذا أمرتكم بشئ من رأي فانما أنا بشر " وانه قال ذلك عندما نهاهم عن تأبير النخل وفسد تمرهم ( 4 ) أو أنه رفع
1 ) اما انتشار ذكر الرسول فواضح واما اسم على فمن مواقفه في بدر وأحد وخندق وخيبر ومن أحاديث الرسول في شأنه في تلك المواقف وفى تبوك والغدير ، وعمل الرسول في المباهلة ، وعند نزول آية التطهير ، وآيات صدر سورة البراءة . من كل ذلك ونظائرها انتشر له ذكر جميل ، وسعى معاوية لإخفاء معالمه .
2 ) راجع قبله فصل " على عهد معاوية " من باب الحديث 336 فما بعد .
3 ) صحيح مسلم باب " من لعنه النبي ( ص ) أو سبه . . . كان له زكاة وأجرا ورحمة " من كتاب البر ح 88 - 97 ، وأبو داود السنة - 10 ، والدارمي الرقاق - 52 ، ومسند احمد 2 / 317 و 390 و 449 و 448 و 493 و 496 و 3 / 33 و 391 و 400 و 5 / 437 و 439 و 6 / 45 .
4 ) صحيح مسلم ، باب " وجوب امتثال ما قاله شرعا ، دون ما ذكره ( ص ) من معايش الدنيا على سبيل الرأى " من كتاب الفضائل ح 139 - 141 ، وابن ماجة باب تلقيح النخل ، ومسند احمد 1 / 162 و 3 / 152 . ( * )
- ج 3 ص 15 -
زوجته عائشة لتنظر إلى رقص الحبشة بمسجده ( 1 ) ، أو أنه أقيم مجلس الغناء في داره ( 2 ) هذه الأحاديث إلى عشرات غيرها ، نراها قد وضعت بإمعان في عصر معاوية ( 3 ) وامتد أثرها على مدرسة الخلفاء إلى يومنا الحاضر ، وانها هي التي جعلت طائفة من المسلمين لا ترى لرسول الله القدرة على إتيان المعجزات ، ولا الشفاعة ، ولا حرمة لقبره ، ولا ميزة له بعد موته .
اما الإمام علي ( ع ) فقد نجح معاوية في تحطيم شخصيته في المجتمع الإسلامي يومذاك إلى حد أن المسلمين استمروا على لعنه فوق جميع منابرهم في شرق الأرض وغربها ، خاصة في خطبة الجمعة كفريضة من فرائض صلاة الجمعة زهاء ألف شهر مدة حكم آل أمية ، والى جانب ذلك نجح معاوية في رفع مقام الخلافة في نفوس المسلمين ( 4 ) .
واستمرت الأمة بعده في سيرها الفكري على هذا الاتجاه إلى حد أنه أمكن الولاة أن يقولوا على منابر المسلمين أخليفة أحدكم أكرم عنده أم رسوله ؟ أي أن الخليفة الذي يعتبرونه خليفة الله في الأرض أكرم على الله من رسوله خاتم النبيين .
نتيجة مساعي الخليفة معاوية
وكانت نتيجة تلك المساعي أن المسلمين وغير المسلمين منذ عهد معاوية وإلى اليوم عرفوا رسول الله وابن عمه والخلفاء الثلاثة وشخصيات إسلامية أخرى من خلال ما وضع من حديث على عهد معاوية وكما أراد معاوية وكان ما أراده خلاف الواقع الذي كانوا عليه ، وبالإضافة إلى ذلك كان لمعاوية اجتهادات في تغيير الأحكام
1 ) صحيح البخاري كتاب الصلاة باب أصحاب الحراب في المسجد كتاب العيدين ، باب : 25 ، كتاب الجهاد ، باب 79 . وكتاب النكاح باب نظر المرأة إلى الجيش ونحوهم من غير ريبة وباب حسن المعاشرة مع الأهل وكتاب المناقب باب قصة الحبش .
وصحيح مسلم كتاب صلاة العيدين باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه . مساجد 18 ، نسائي 34 و 35 ، مسند أحمد 2 / 368 و 6 / 56 و 83 و 84 و 85 و 166 و 186 .
2 ) صحيح البخاري " كتاب فضائل النبي " باب مقدم أصحاب النبي المدينة - وكتاب العيدين - باب سنة العيدين لاهل الاسلام ، وباب إذا فانه العيد يصلى ركعتين ، وباب الحراب والدرق ، وكتاب مناقب الأنصار / 46 وصحيح مسلم باب اللعب الذى لا معصية فيه كتاب العيدين / 16 . سنن ابن ماجة ، كتاب النكاح - 21 ، ومسند أحمد 6 / 134 .
3 ) راجع فصل " مع معاوية " من كتاب أحاديث عائشة للمؤلف .
4 ) سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى . ( * )
- ج 3 ص 16 -
الإسلامية بدل منها ما بدل باجتهاده ، سمى بعضها بأوليات معاوية ( 1 ) .
استطاع معاوية بكل تلك الجهود أن يبدل الإسلام ويعرفه كما يشتهي ، حتى لم يبق من الإسلام في آخر عهده الا اسمه ومن القرآن الا رسمه ، وانما حافظ معاوية ومن جاء بعده على اسم الإسلام لأنهم كانوا يحكمون باسم الإسلام .
كذلك كانت حالة المسلمين عندما توفي معاوية في سنة ستين واستولى على الحكم ابنه يزيد ، فما كان أمام سبط الرسول ووريثه الا واحدة من اثنتين : البيعة ، أو القتال .
وبيعة الحسين ( ع ) ليزيد كان معناها إقراره على أفعاله وتصديقه لأقواله . فأبى الحسين ( ع ) أن يبايع يزيد واستشهد في سبيل ذلك .
1 ) ذكر بعضها اليعقوبي في تأريخه والسيوطي في تاريخ الخلفاء في ذكر سيرة معاوية . ( * )
يتبع..........
الإمام الحسين ( ع ) امتنع من بيعة يزيد
تعليق