إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 3 ص 13 : -



    انقسام الأمة إلى قسمين

    تلكم التظاهرة الضخمة في الأقوال أدت إلى انقسام الأمة إلى قسمين ، وذلك ان الناس مدى الدهر ينقسمون إلى قسمين :
    1 - همج رعاع ، اتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح - كما وصفهم الإمام علي ( ع ) ( 2 ) .
    2 - وقسم آخر يتحركون ، واعين لتحركهم هادفين وينظر في تقييم أفعال الناس في المجتمع وتعليلها إلى الواعين الهادفين .

    والواعون الهادفون في المجتمع يومذاك انقسموا على اثر تلك التظاهرة إلى قسمين :

    أ - محب لأهل البيت ، موال لهم مقر بفضلهم .
    ب - مستنكر للاستهانة بمقام الشيخين مستهزئ بأقوال الإمام ، يزداد حقدهم له يوما بعد يوم ، وكان جل هؤلاء الحاقدين على الإمام ممن ثار قبل ذلك على عثمان حتى قتلوه : وهؤلاء هم الخوارج الذين رفعوا شعار " لا حكم الا الله " واشرب في قلوبهم حب الشيخين ، والسخط على عائشة ، وطلحة ، والزبير ، وعثمان ، وعلي . وخرج هؤلاء على الإمام فقاتلهم في نهروان .

    ولم يقض عليهم ، فأردوه قتيلا في محرابه ، واستولى على الحكم معاوية بعده ، فبذل جهده في عشرين سنة مدة حكمه في توجيه الأمة توجيها تساير مع هواه وتسير طائعة راغبة إلى ما يشتهيه . وكان معاوية بالإضافة إلى ذلك يغيضه انتشار ذكر بني هاشم أعداء أسرته

    2 ) ترجمة الإمام على بتاريخ دمشق لابن عساكر ، ط الأولى سنة 1935 ه‍ بمطبعة العاملية 2 / 285 الحديث 501 - 528 خاصة رقم 521 - 522 . ( * )

    - ج 3 ص 14 -


    التقليديين عامة ، وخاصة ذكر الرسول وابن عمه الإمام علي ، وذلك لانتشار ذكرهما بين المسلمين انتشارا هائلا ( 1 ) في مقابل خمول ذكر بني أبيه أمثال عتبة ، وشيبة ، وأبي سفيان ، والحكم بن أبى العاص أولا ، وثانيا لما يناقض انتشار ذكر الرسول وابن عمه ما يتوخاه من تركيز الخلافة لنفسه ، وتوريثه لعقبه ، فان مع انتشار ذكرهما تتجه أنظار المسلمين إلى شبليهما الحسن والحسين ، لهذا كله جد معاوية في إطفاء نورهم عامة ، وخاصة ذكر الرسول وابن عمه ، فقدر لهذا

    ودبر ما يلي :
    أ - رفع ذكر الخليفتين أبي بكر وعمر ، وألحق بهما أخيرا ابن عمه عثمان ثالث الخلفاء ( 2 ) .
    ب - العمل سرا لتحطيم شخصية الرسول في نفوس المسلمين وجهارا لتحطيم شخصية ابن عمه ، وللوصول إلى هذين الهدفين ، دفع قوما من الصحابة والتابعين ليضعوا أحاديث في ما يرفع ذكر الخلفاء ، ويضع من كرامة الرسول وابن عمه وصرف حوله وطوله في إنجاح هذا التدبير ، وكتم أنفاس من خالفه في ذلك من أولياء علي وأهل بيته وقتلهم شر قتلة ، صلبا على جذوع النخل ، وتمثيلا بهم ، ودفنهم أحياء .

    فنجح في ما دبر نجاحا منقطع النظير حين انتشر بين الأمة على اثر ذلك أحاديث تروى عن رسول الله انه قال في مناجاته لربه : إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن لعنته أو سببته ، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها اليك يوم القيامة .
    وفي رواية " طهورا : أجرا " ( 3 ) .
    وانه قال " انتم أعلم بأمر دنياكم " أو قال " وإذا أمرتكم بشئ من رأي فانما أنا بشر " وانه قال ذلك عندما نهاهم عن تأبير النخل وفسد تمرهم ( 4 ) أو أنه رفع

    1 ) اما انتشار ذكر الرسول فواضح واما اسم على فمن مواقفه في بدر وأحد وخندق وخيبر ومن أحاديث الرسول في شأنه في تلك المواقف وفى تبوك والغدير ، وعمل الرسول في المباهلة ، وعند نزول آية التطهير ، وآيات صدر سورة البراءة . من كل ذلك ونظائرها انتشر له ذكر جميل ، وسعى معاوية لإخفاء معالمه .
    2 ) راجع قبله فصل " على عهد معاوية " من باب الحديث 336 فما بعد .
    3 ) صحيح مسلم باب " من لعنه النبي ( ص ) أو سبه . . . كان له زكاة وأجرا ورحمة " من كتاب البر ح 88 - 97 ، وأبو داود السنة - 10 ، والدارمي الرقاق - 52 ، ومسند احمد 2 / 317 و 390 و 449 و 448 و 493 و 496 و 3 / 33 و 391 و 400 و 5 / 437 و 439 و 6 / 45 .
    4 ) صحيح مسلم ، باب " وجوب امتثال ما قاله شرعا ، دون ما ذكره ( ص ) من معايش الدنيا على سبيل الرأى " من كتاب الفضائل ح 139 - 141 ، وابن ماجة باب تلقيح النخل ، ومسند احمد 1 / 162 و 3 / 152 . ( * )

    - ج 3 ص 15 -


    زوجته عائشة لتنظر إلى رقص الحبشة بمسجده ( 1 ) ، أو أنه أقيم مجلس الغناء في داره ( 2 ) هذه الأحاديث إلى عشرات غيرها ، نراها قد وضعت بإمعان في عصر معاوية ( 3 ) وامتد أثرها على مدرسة الخلفاء إلى يومنا الحاضر ، وانها هي التي جعلت طائفة من المسلمين لا ترى لرسول الله القدرة على إتيان المعجزات ، ولا الشفاعة ، ولا حرمة لقبره ، ولا ميزة له بعد موته .

    اما الإمام علي ( ع ) فقد نجح معاوية في تحطيم شخصيته في المجتمع الإسلامي يومذاك إلى حد أن المسلمين استمروا على لعنه فوق جميع منابرهم في شرق الأرض وغربها ، خاصة في خطبة الجمعة كفريضة من فرائض صلاة الجمعة زهاء ألف شهر مدة حكم آل أمية ، والى جانب ذلك نجح معاوية في رفع مقام الخلافة في نفوس المسلمين ( 4 ) .

    واستمرت الأمة بعده في سيرها الفكري على هذا الاتجاه إلى حد أنه أمكن الولاة أن يقولوا على منابر المسلمين أخليفة أحدكم أكرم عنده أم رسوله ؟ أي أن الخليفة الذي يعتبرونه خليفة الله في الأرض أكرم على الله من رسوله خاتم النبيين .

    نتيجة مساعي الخليفة معاوية

    وكانت نتيجة تلك المساعي أن المسلمين وغير المسلمين منذ عهد معاوية وإلى اليوم عرفوا رسول الله وابن عمه والخلفاء الثلاثة وشخصيات إسلامية أخرى من خلال ما وضع من حديث على عهد معاوية وكما أراد معاوية وكان ما أراده خلاف الواقع الذي كانوا عليه ، وبالإضافة إلى ذلك كان لمعاوية اجتهادات في تغيير الأحكام

    1 ) صحيح البخاري كتاب الصلاة باب أصحاب الحراب في المسجد كتاب العيدين ، باب : 25 ، كتاب الجهاد ، باب 79 . وكتاب النكاح باب نظر المرأة إلى الجيش ونحوهم من غير ريبة وباب حسن المعاشرة مع الأهل وكتاب المناقب باب قصة الحبش .
    وصحيح مسلم كتاب صلاة العيدين باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه . مساجد 18 ، نسائي 34 و 35 ، مسند أحمد 2 / 368 و 6 / 56 و 83 و 84 و 85 و 166 و 186 .
    2 ) صحيح البخاري " كتاب فضائل النبي " باب مقدم أصحاب النبي المدينة - وكتاب العيدين - باب سنة العيدين لاهل الاسلام ، وباب إذا فانه العيد يصلى ركعتين ، وباب الحراب والدرق ، وكتاب مناقب الأنصار / 46 وصحيح مسلم باب اللعب الذى لا معصية فيه كتاب العيدين / 16 . سنن ابن ماجة ، كتاب النكاح - 21 ، ومسند أحمد 6 / 134 .
    3 ) راجع فصل " مع معاوية " من كتاب أحاديث عائشة للمؤلف .
    4 ) سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى . ( * )


    - ج 3 ص 16 -


    الإسلامية بدل منها ما بدل باجتهاده ، سمى بعضها بأوليات معاوية ( 1 ) .

    استطاع معاوية بكل تلك الجهود أن يبدل الإسلام ويعرفه كما يشتهي ، حتى لم يبق من الإسلام في آخر عهده الا اسمه ومن القرآن الا رسمه ، وانما حافظ معاوية ومن جاء بعده على اسم الإسلام لأنهم كانوا يحكمون باسم الإسلام .

    كذلك كانت حالة المسلمين عندما توفي معاوية في سنة ستين واستولى على الحكم ابنه يزيد ، فما كان أمام سبط الرسول ووريثه الا واحدة من اثنتين : البيعة ، أو القتال .

    وبيعة الحسين ( ع ) ليزيد كان معناها إقراره على أفعاله وتصديقه لأقواله . فأبى الحسين ( ع ) أن يبايع يزيد واستشهد في سبيل ذلك .

    1 ) ذكر بعضها اليعقوبي في تأريخه والسيوطي في تاريخ الخلفاء في ذكر سيرة معاوية . ( * )


    يتبع..........

    الإمام الحسين ( ع ) امتنع من بيعة يزيد

    تعليق


    • #47
      معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 3 ص 17 : -



      الإمام الحسين ( ع ) امتنع من بيعة يزيد

      فكيف كان يزيد في أفعاله وأقواله ؟
      ولماذا أبى الإمام أن يبايعه ؟ وهل كان يعرف مصيره حين أبى ؟
      وماذا كان أثر استشهاده على الإسلام والمسلمين ؟

      في ما يلي نحاول تفهم كل ذلك من خلال كتب الحديث والسيرة ان شاء الله تعالى .

      أولا : يزيد في أفعاله وأقواله في تاريخ ابن كثير : كان يزيد صاحب شراب ، فأحب معاوية أن يعظه في رفق ، فقال : يا بني ما أقدرك على أن تصل حاجتك من غير تهتك يذهب بمروءتك وقدرك ويشمت بك عدوك ويسئ بك صديقك ، ثم قال : يا بني اني منشدك أبياتا فتأدب بها وأحفظها فأنشده :

      انصب نهارك في طلاب العلا * واصبر على هجر الحبيب القريب
      حتى إذا الليل أتى بالدجا * واكتحلت بالغمض عين الرقيب
      فباشر الليل بما تشتهى * فانما الليل نهار الاريب
      كم فاسق تحسبه ناسكا * قد باشر الليل بأمر عجيب
      غطى عليه الليل أستاره * فبات في أمن وعيش خصيب
      ولذة الاحمق مكشوفة * يسعى بها كل عدو مريب ( 1 ) .

      1 ) تاريخ ابن كثير 8 / 228 . ( * )

      - ج 3 ص 18 -


      وقال : وكان فيه أيضا إقبال على الشهوات وترك بعض الصلوات ، في بعض الأوقات ، واقامتها في غالب الأوقات ( 1 ) .

      * * *

      لما أراد معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد من الناس ، طلب من زياد أن يأخذ بيعة المسلمين في البصرة ، فكان جواب زياد له : ما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد ، وهو يلعب بالكلاب والقرود ، ويلبس المصبغات ، ويدمن الشراب ، ويمشى على الدفوف وبحضرتهم الحسين بن على ، و عبد الله بن عباس ، و عبد الله بن الزبير ، و عبد الله بن عمر ، ولكن تأمره يتخلق بأخلاق هؤلاء حولا أو حولين فعسينا أن نموه على الناس ( 2 ) .

      فاغزى معاوية يزيد الصائفة مع الجيش الغازي الروم " فتثاقل وعتل وأمسك عنه ابوه " ( 3 ) فأصاب المسلمين حمى وجدري في بلاد الروم ويزيد حينذاك كان مصطبحا بدير مران مع زوجته أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر ، فلما بلغه خبرهم قال :

      إذا ارتفقت على الانماط مصطبحا * بدير مران عندي أم كلثوم
      فما أبالي بما لاقت جنودهم * ب‍ ( الغد قدونة ) من حمى ومن موم ( 4 )

      وبعده في معجم البلدان : فبلغ معاوية ذلك فقال : لا جرم ليلحقن بهم ويصيبه ما أصابهم والا خلعته فتهيأ للرحيل وكتب إليه :

      تجنى لا تزل تعد ذنبا * لتقطع حبل وصلك من حبالي
      فيوشك أن يريحك من بلائي * نزولي في المهالك وارتحالي ( 5 )

      وأرسل معاوية يزيد إلى الحج وقيل بل أخذه معه فجلس يزيد بالمدينة على شراب فاستأذن عليه عبد الله بن العباس والحسين بن علي فأمر بشرابه فرفع ، وقيل له : ان ابن عباس ان وجد ريح شرابك عرفه ، فحجبه واذن للحسين ، فلما دخل وجد رائحة الشراب مع الطيب ، فقال : ما هذا يا ابن معاوية ؟ فقال : يا أبا عبد الله هذا طيب

      1 ) تاريخ ابن كثير 8 / 230 .
      2 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 220 .
      3 ) هذا نص ابن الأثير في تاريخه 3 / 181 في ذكر حوادث سنة 49 .
      4 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 229 ، والأغاني ط . ساسى 16 / 33 ، وانساب الأشراف 4 / 2 / 3 .
      5 ) ترجمة دير مران والغذ قدونة : من معجم البلدان . ( * )

      - ج 3 ص 19 -


      يصنع لنا بالشام ثم دعا بقدح فشربه ثم دعا بقدح آخر فقال : اسق أبا عبد الله يا غلام . فقال الحسين : عليك شرابك أيها المرء . . . فقال يزيد :

      ألا يا صاح للعجب * دعوتك ثم لم تجب
      إلى القينات واللذا * ت والصهباء والطرب
      وباطية مكللة * عليها سادة العرب
      وفيهن التي تبلت * فؤادك ثم لم تتب

      فوثب الحسين عليه وقال : بل فؤادك يا ابن معاوية تبلت ( 1 ) .

      وحج معاوية وحاول أن يأخذ البيعة من أهل مكة والمدينة فأبى عبد الله بن عمر وقال : نبايع من يلعب بالقرود والكلاب ويشرب الخمر ويظهر الفسوق ، ما حجتنا عند الله ؟ وقال ابن الزبير : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وقد أفسد علينا ديننا ( 2 )

      وفي رواية : إن الحسين قال له : كأنك تصف محجوبا أو تنعت غائبا أو تخبر عما كان احتويته لعلم خاص وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه فخذ ليزيد في ما أخذ من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش والحمام السبق لاترابهن ، والقينات ذوات المعازف وضروب الملاهي تجده ناصرا ودع عنك ما تحاول ( 3 ) . انتهى .

      قال المؤلف لست ادري هل كان هذا الحوار من سبط النبي مع معاوية وحوار ابن الزبير وابن عمر معه في مجلس واحد أو في مجلسين ، ومهما يكن من أمره فان معاوية لم يستطع ان يأخذ البيعة من هؤلاء واستطاع أن يأخذ البيعة من أهل الحرمين ويموه عليهم أمر العبادلة في بيعة ابنه وارتحل عنهم .

      * * *

      وجدنا يزيد في سفريه إلى الحج والغزو يتظاهر باللامبالاة بالمقدسات الإسلامية وعدم الاكتراث بنكبة الجيش الإسلامي الغازي ، خلافا لرغبة أبيه معاوية ووصية دعيه زياد أن يتظاهر بالتخلق بالأخلاق الإسلامية حولا أو حولين عساهم ان يموهوا

      1 ) الأغاني 14 / 61 ، وتاريخ ابن الأثير 4 / 50 في ذكره سيرة يزيد وقد أوردت الخبر بإيجاز .
      2 ) تاريخ اليعقوبي 2 / 228 .
      3 ) الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1 / 170 ( * )

      - ج 3 ص 20 -


      على الناس أمره ولم يكتف بذلك حتى نظم في سكره واعلام أمره ما سارت به الركبان .

      وأكثر يزيد من نظم الشعر في الخمر والغناء مثل قوله :

      معشر الندمان قوموا * واسمعوا صوت الأغاني
      واشربوا كأس مدام * واتركوا ذكر المثاني ( 1 )
      شغلتني نغمة العيدان * عن صوت الأذان
      وتعوضت من الحور * عجوزا في الدنان

      وقوله :

      ولو لم يمس الأرض فاضل بردها * لما كان عندي مسحة للتيمم

      واظهر ذات صدره في قصيدته التي يقول فيها :

      عليه هاتى وأعلني وترنمي * بذلك إنى لا أحب التناجيا
      حديث ابى سفيان قدما سما بها * إلى أحد حتى أقام البواكيا
      الا هات سقينى على ذاك قهوة * تخيرها العنسي كرما شاميا
      إذا ما نظرنا في أمور قديمة * وجدنا حلال شربها متواليا
      وان مت يا أم الاحيمر فانكحي * ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا
      فان الذي حدثت عن يوم بعثنا * أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا
      ولا بد لى من أن ازور محمدا * بمشمولة صفراء تروى عظاميا

      إلى غير ذلك مما نقلت من ديوانه . انتهى نقلا عن تذكرة خواص الأمة ( 2 ) .

      يخاطب يزيد في هذه القصيدة حبيبته ويقول لها : ترنمي وأعلني قصة ابي سفيان لما جاء إلى أحد وفعل ما فعل ، حتى أقام البواكي على حمزة وغيره من شهداء أحد ، اعلني ذلك ولا تذكريه في نجوى ، واسقني على ذلك خمرا تخيرها الساقي من كروم الشام .

      فانا إذ نظرنا في أمور قديمة من أعراف قريش وآل أمية في الجاهلية وجدنا حلالا شربها متواليا واما ما قيل لنا عن البعث فهي من قبيل أساطير ( طسم ) تشغل

      1 ) في الأصل : " المعاني " تحريف ويقصد بالمثاني : السبع المثاني أي اتركوا قراءة الحمد في الصلاة .
      2 ) تذكرة خواص الأمة - ص 164 تأليف أبى المظفر يوسف بن قزاوغلى أي السبط وكان سبط جمال الدين عبد الرحمن بن الجوزى . من مؤلفاته التاريخ المسمى بمرآة الزمان ( ت 654 ) راجع ترجمة جده في وفيات الأعيان لابن خلكان . ( * )

      - ج 3 ص 21 -


      قلبنا فلا بعث ولا نشور فإذا مت فانكحي بعدي فلا تلاقي بعد الموت ، ثم يستهزئ بالرسول ، ويقول : ولا بد أن القاه بخمرة باردة تروي عظامي ، كان يزيد يستهين بمشاعر المسلمين وينادم النصارى .

      وروى صاحب الأغاني وقال : كان يزيد بن معاوية أول من سن الملاهي في الإسلام من الخلفاء وآوى المغنين واظهر الفتك وشرب الخمر ، وكان ينادم عليها سرجون النصراني مولاه ، والاخطل - الشاعر النصراني - وكان يأتيه من المغنين سائب خاثر فيقيم عنده فيخلع عليه . . . ( 1 ) .

      كان يزيد بن معاوية أول من أظهر شرب الشراب والاستهتار بالغناء والصيد واتخاذ القيان والغلمان والتفكه بما يضحك منه المترفون من القرود والمعافرة بالكلاب والديكة ( 2 ) .

      وكان من الطبيعي أن يتأثر بيزيد حاشيته ويتظاهر الخلعاء والماجنون أمرهم كما ذكره المسعودي في مروجه قال : وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق ، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة ، واستعملت الملاهي وأظهر الناس شرب الشراب .

      وكان له قرد يكنى بأبي قيس يحضره مجلس منادمته ، ويطرح له متكأ ، وكان قردا خبيثا ، وكان يحمله على أتان وحشية قد ريضت وذللت لذلك بسرج ولجام ويسابق بها الخيل يوم الحلبة فجاء في بعض الأيام سابقا ، فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل وعلى أبى قيس قباء من الحرير الأحمر والأصفر مشمر وعلى رأسه قلنسوة من الحرير ذات الألوان بشقائق ، وعلى الاتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملمع بأنواع من الألوان فقال في ذلك بعض شعراء الشام في ذلك اليوم .

      تمسك أبا قيس بفضل عنانها * فليس عليها إن سقطت ضمان
      ألا من رأى القرد الذي سبقت به * جياد أمير المؤمنين أتان ( 3 )


      وروى البلاذري عن قصة هذا القرد وقال : كان ليزيد بن معاوية قرد يجعله بين يديه ويكنيه أبا قيس ، ويقول : هذا شيخ من بني إسرائيل أصاب خطيئة فمسخ

      1 ) الأغاني 16 / 68 .
      2 ) أنساب الاشراف للبلاذري ج 4 القسم الأول ص 1 . المعافرة كالمهارشة .
      3 ) مروج الذهب 3 / 67 - 68 ( * ) .

      - ج 3 ص 22 -


      وكان يسقيه النبيذ ويضحك مما يصنع وكان يحمله على أتان وحشية ويرسلها مع الخيل فيسبقها ، فحمله يوما وجعل يقول تمسك . . . البيتين ( 1 ) .

      واشتهر يزيد بمنادمة القرود حتى قال فيه رجل من التنوخ :

      يزيد صديق القرد مل جوارنا * فحن إلى أرض القرود
      يزيد فتبا لمن أمسى علينا خليفة * صحابته الادنون منه قرود ( 2 ) .

      وقال ابن كثير : اشتهر يزيد بالمعازف وشرب الخمور والغناء والصيد واتخاذ القيان والكلاب والنطاح بين الاكباش والدباب والقرود وما من يوم الا ويصبح فيه مخمورا : وكان يشد القرد على فرس مسرجة بحبال ويسوق به ويلبس القرد قلانس الذهب وكذلك الغلمان وكان يسابق بين الخيل وكان إذا مات القرد حزن عليه وقيل أن سبب موته أنه حمل قردة وجعل ينقزها فعضته . . . ( 3 ) .

      وروى البلاذري عن شيخ من أهل الشام : ان سبب وفاة يزيد أنه حمل قردة على الاتان وهو سكران ثم ركض خلفها فسقط فاندقت عنقه أو انقطع في جوفه شئ .

      وروى عن ابن عياش أنه قال : خرج يزيد يتصيد بحوارين وهو سكران فركب وبين يديه أتان وحشية قد حمل عليها قردا وجعل يركض الاتان ويقول :

      أبا خلف احتل لنفسك حيلة * فليس عليها إن هلكت ضمان فسقط واندقت عنقه ( 4 ) .

      ولا منافاة بين هذه الروايات فمن الجائز أنه اركب قردة على أتان وركب هو أيضا وركض خلفه وجعل ينقزها فعضته وسقط واندقت عنقه وانقطع في جوفه شئ وهكذا استشهد الخليفة قتيل القرد .

      * * *

      كان هذا شيئا من سيرة يزيد ، وكان أبناء الأمة انذاك قد تبلد إحساسها وأخلدت إلى سبات عميق وما غير حالها تلك عدا استشهاد الإمام الحسين ( ع ) كما نشرحه في الباب التالي .

      1 ) أنساب الاشراف 4 / 1 / 1 - 2 وفى لفظ البيتين اختلاف يسير مع رواية المسعودي .
      2 ) أنساب الاشراف 4 / 1 / 2 .
      3 ) ابن كثير 8 / 436 .
      4 ) أنساب الاشراف 4 / 1 / 2 ويبدو ان هذا القرد الذى كناه ابا خلف غير القرد الذى كناه ابا قيس . ( * )


      يتبع...استشهاد الإمام الحسين أيقظ الأمة من سباتها العميق

      تعليق


      • #48
        أنباء باستشهاد الإمام الحسين قبل وقوعه

        معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 3 ص 23 : -



        معالم المدرستين - القسم الأول البحث الرابع
        الفصل الأول استشهاد الإمام الحسين أيقظ الأمة من سباتها العميق

        - ج 3 ص 25 -


        ينبغي لنا في سبيل دراسة آثار استشهاد الإمام الحسين على الإسلام وأهله ان ندرس جميع جوانبه بدءا بدراسة ما ورد من أنباء باستشهاده قبل وقوعه عن الأنبياء السابقين وخاتم الأنبياء والإمام علي مما مهد السبيل لقيامه كما يلي بيانه :

        - ج 3 ص 26 -


        أنباء باستشهاد الحسين ( ع ) قبل وقوعه

        1 - خبر رأس الجالوت : روى الطبري والبلاذري والطبراني وابن سعد واللفظ للأول عن رأس الجالوت عن أبيه قال : ما مررت بكربلاء ، الا وأنا أركض دابتي حتى أخلف المكان ، قال : قلت : لم ؟ قال : كنا نتحدث أن ولد نبي مقتول في ذلك المكان وكنت أخاف أن أكون أنا ، فلما قتل الحسين قلنا : هذا الذي كنا نتحدث ، وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير ولا أركض ( 1 ) .


        2 - خبر كعب : روى الذهبي والهيثمي والعسقلاني وابن كثير عن عمار الدهني قال : مر علي ( ع ) على كعب فقال : يقتل من ولد هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد ( ص ) ، فمر حسن ( ع ) فقالوا : هذا ؟ قال : لا ، فمر حسين ( ع ) فقالوا : هذا ؟ قال : نعم ( 2 ) .

        1 ) تاريخ الطبري 6 / 223 وترجمة الامام الحسين بمعجم الطبراني الكبير تأليف أبى القاسم سليمان بن أحمد ( ت : 360 ه‍ ) ، ح - 61 . ص 128 وقد طبع ضمن مجموعة باسم " الحسين والسنة " اختيار وتنظيم السيد عبد العزيز الطباطبائى بمطبعة مهر قم . وفى المجموعة بالإضافة إليه فضائل الحسين من كتاب فضائل إمام الحنابلة أحمد بن حنبل ، وفى تاريخ ابن عساكر ح - 641 وفى لفظه " فلما قتل حسين كنت أسير على هيئتي " ، وسير النبلاء 3 / 195 بايجاز .
        2 ) معجم الطبراني الكبير ح 85 ، وطبقات ابن سعد بترجمة الإمام الحسين ح 277 ، تاريخ ابن عساكر =>


        - ج 3 ص 27 -


        وأخرج ابن قولويه ( ت : 367 ه‍ ) أربع روايات في باب علم الأنبياء بمقتل الحسين من كتابه كامل الزيارة ، وفي باب علم الملائكة حديثا واحدا ، وفي باب لعن الله ولعن الأنبياء لقاتليه روايتين إحداهما ما رواها عن كعب ان إبراهيم وموسى وعيسى أنبأوا بقتله ولعنوا قاتله ( 1 ) .


        3 - حديث أسماء بنت عميس : عن علي بن الحسين ( ع ) قال : حدثتني أسماء بنت عميس قالت : قبلت جدتك فاطمة بالحسن والحسين . . . فلما ولد الحسين فجاءني النبي ( ص ) فقال : يا أسماء هاتي ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، فأذن في أذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، ثم وضعه في حجره وبكى ، قالت أسماء : فقلت فداك أبي وأمي مم بكاؤك ؟ قال : على ابني هذا . قلت : انه ولد الساعة ، قال : يا أسماء تقتله الفئة الباغية لا أنالهم الله شفاعتي ، ثم قال : يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا ، فانها قريبة عهد بولادته . الحديث ( 2 ) .


        4 - حديث أم الفضل : في مستدرك الصحيحين وتأريخ ابن عساكر ومقتل الخوارزمي وغيرها واللقظ للأول عن أم الفضل بنت الحارث . انها دخلت على رسول الله ( ص ) فقالت : يا رسول الله اني رأيت حلما منكرا الليلة ، قال : وما هو ؟ قالت : انه شديد قال : وما هو ؟ قالت : رأيت كأن قطعة من

        => - ح - 639 و 640 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 3 / 11 ، وسير النبلاء له 3 / 195 ، ومجمع الزوائد 9 / 193 ، وفى مقتل الخوارزمي أخبار من كعب بقتل الحسين 1 / 165 ، وتهذيب التهذيب 2 / 347 ، والروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير تأليف الحسين بن احمد بن الحسين السياغى الحيمى الصنعانى ( ت : 1221 ه‍ ) وفى لفظ بعضهم مع بعض اختلاف .
        نقلنا هذا الخبر عن كعب مع عدم اعتمادنا عليه ، لتواتر الأخبار عن رسول الله أنه أنبأ بقتل الحسين فلعل كعبا سمع ممن سمع من النبي ومن الجائز أنه قرأ شيئا من ذلك في كتب أهل الكتاب .

        1 ) كامل الزيارة لابن قولويه ط . المرتضوية - النجف سنة 1356 ص 64 - 67 الأبواب 19 و 20 و 21 من الكتاب .
        2 ) مقتل الحسين للخوارزمي 1 / 87 - 88 وذخائر العقبى 119 واللفظ للأول . لا تستقيم هذه الرواية مع الواقع التاريخي فإن أسماء كانت بالحبشه ورجعت مع زوجها جعفر بعيد فتح خيبر وقد ولد الحسنان ( ع ) قبل ذلك ولعل الصحيح سلمى بنت عميس زوجة حمزة سيد الشهداء . ترجمتها باسد الغابة 5 / 479 ( * ).


        - ج 3 ص 28 -


        جسدك قطعت ووضعت في حجري ، فقال رسول الله ( ص ) : رأيت خيرا ، تلد فاطمة - إن شاء الله - غلاما فيكون في حجرك ، فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري - كما قال رسول الله ( ص ) - فدخلت يوما إلى رسول الله ( ص ) فوضعته في حجره ، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله ( ص ) تهريقان من الدموع قالت : فقلت : يا نبي الله بأبي أنت وأمي مالك ؟ قال : أتاني جبرئيل عليه الصلاة والسلام فأخبرني ان أمتي ستقتل ابني هذا ، فقلت : هذا ؟ فقال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ( 1 ) .


        5 - في مقتل الخوارزمي : لما أتى على الحسين من ولادته سنة كاملة هبط على رسول الله ( ص ) اثنا عشر ملكا محمرة وجوههم قد نشروا أجنحتهم وهم يقولون : يا محمد سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل ، وسيعطى مثل أجر هابيل ، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل ، قال : ولم يبق في السماء ملك الا ونزل على النبي يعزيه بالحسين ويخبره بثواب ما يعطي ، ويعرض عليه تربته ، والنبي يقول : اللهم اخذل من خذله ، واقتل من قتله ، ولا تمتعه بما طلبه . ولما أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبي في سفر فلما كان في بعض الطريق وقف فاسترجع ودمعت عيناه ، فسئل عن ذلك فقال : هذا جبريل يخبرني عن أرض بشاطئ الفرات يقال لها : كربلاء يقتل فيها ولدي الحسين بن فاطمة ، فقيل : من يقتله يا رسول الله ؟ فقال : رجل يقال له يزيد ، لا بارك الله في نفسه ، وكأني أنظر إلى منصرفه ومدفنه بها ، وقد أهدى رأسه ، والله ما ينظر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح الا خالف الله بين قلبه ولسانه - يعني ليس في قلبه ما يكون بلسانه من الشهادة .

        1 ) مستدرك الصحيحين 3 / 176 وباختصار في ص 179 منه ، وتاريخ ابن عساكر ح - 631 ، وقريب منه في ح - 630 ، وفى مجمع الزوائد 9 / 179 ، ومقتل الخوارزمي 1 / 159 وفى 162 بلفظ آخر ، وتاريخ ابن كثير 6 / 230 وأشار إليه في 8 / 199 ، وأمالى السجرى ص 188 . وراجع الفصول المهمة لابن الصباغ المالكى ص 145 ، والروض النضير 1 / 89 ، والصواعق 115 وفى ط 190 ، وراجع كنز العمال ط القديمة 6 / 223 ، والخصائص الكبرى 2 / 125 . وفى كتب اتباع مدرسة أهل البيت ورد في مثير الأحزان ص 8 واللهوف لابن طاوس 6 - 7 . ( * )

        - ج 3 ص 29 -


        قال : ثم رجع النبي من سفره ذلك مغموما فصعد المنبر فخطب ووعظ والحسين بين يديه مع الحسن ، فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسين ورفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم اني محمد عبدك ونبيك وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي وأرومتي ومن أخلفهما بعدي .

        اللهم وقد أخبرني جبريل بان ولدي هذا مقتول مخذول ، اللهم فبارك لي في قتله واجعله من سادات الشهداء انك على كل شئ قدير ، اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله . قال : فضج الناس في المسجد بالبكاء ، فقال النبي : أتبكون ولا تنصرونه ؟ اللهم فكن له أنت وليا وناصرا ( 1 ) .


        6 - رواية زينب بنت جحش في بيتها : في تاريخ ابن عساكر ومجمع الزوائد وتأريخ ابن كثير وغيرها واللفظ للاول عن زينب ، قالت : بينا رسول الله ( ص ) في بيتي وحسين عندي حين درج ، فغفلت عنه ، فدخل على رسول الله ( ص ) فقال : دعيه - إلى قولها - ثم قام فصلى فلما قام احتضنه إليه فإذا ركع أو جلس وضعه ثم جلس فبكى ، ثم مد يده فقلت حين قضى الصلاة : يا رسول الله اني رأيتك اليوم صنعت شيئا ما رأيتك تصنعه ؟ قال : ان جبريل أتاني فأخبرني ان هذا تقتله أمتي ، فقلت : فأرني تربته ، فأتاني بتربة حمراء ( 2 ) .


        7 - حديث انس بن مالك : في مسند أحمد ومعجم الكبير للطبراني وتأريخ ابن عساكر وغيرها واللفظ للأول عن انس بن مالك ، قال : استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي ( ص ) فأذن له وكان في يوم أم سلمة ، فقال النبي ( ص ) : يا أم سلمة احفظي علينا الباب ، لا يدخل علينا أحد قال : فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي ( ع ) فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل النبي ( ص ) يلتزمه ويقبله فقال الملك : أتحبه ؟ قال : نعم . قال : ان أمتك ستقتله ، ان شئت أريتك المكان الذى يقتل فيه ؟ قال : نعم . قال : فقبض قبضة من المكان الذي قتل فيه فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها .

        1 ) مقتل الخوارزمي 1 / 163 - 164 وقد أوردنا ما ذكره باختصار .
        2 ) تاريخ ابن عساكر ح - 629 ومجمع الزوائد 9 / 188 ، وكنز العمال 13 / 112 ، واشار إليه ابن كثير بتاريخه 8 / 199 وورد في كتب اتباع مدرسة أهل البيت بأمالي الشيخ الطوسي 1 / 323 ، ومثير الأحزان ص 7 - 8 ، وورد قسم منه في ص 9 - 10 وفى آخره تتمة مهمة وكذلك في اللهوف ص 7 - 9 ( * ).

        - ج 3 ص 30 -


        قال ثابت : فكنا نقول إنها كربلاء ( 1 ) .


        8 - حديث أبي امامة : في تاريخ ابن عساكر والذهبي ومجمع الزوائد وغيرها واللفظ للأول عن أبي امامة . قال : قال رسول الله ( ص ) لنسائه : " لا تبكوا هذا الصبي " يعني حسينا .

        قال : وكان يوم أم سلمة فنزل جبرئيل فدخل على رسول الله ( ص ) الداخل وقال لام سلمة : " لا تدعى أحدا أن يدخل علي " فجاء الحسين فلما نظر إلى النبي ( ص ) في البيت أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكته فلما اشتد في البكاء خلت عنه ، فدخل حتى جلس في حجر النبي ( ص ) فقال جبريل للنبي ( ص ) إن أمتك ستقتل ابنك هذا ، فقال النبي ( ص ) " يقتلونه وهم مؤمنون بى ؟ " قال : نعم يقتلونه . فتناول جبريل تربة فقال : مكان كذا وكذا ، فخرج رسول الله ( ص ) وقد احتضن حسينا كاسف البال ، مهموما .

        فظنت أم سلمة انه غضب من دخول الصبي عليه فقالت : يا نبي الله جعلت لك الفداء إنك قلت لنا : لا تبكوا هذا الصبي ، وأمرتني ان لا ادع أحدا يدخل عليك ، فجاء فخليت عنه ، فلم يرد عليها ، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال " ان أمتي يقتلون هذا " وفي القوم أبو بكر وعمر ، وفي آخر الحديث : فأراهم تربته ( 2 ) .

        1 ) مسند احمد 3 / 242 و 265 ، تاريخ ابن عساكر ح - 615 و 617 ، وتهذيبه 4 / 325 واللفظ له ، وبترجمة الحسين من المعجم الكبير للطبراني ح - 47 ، ومقتل الخوارزمي 1 / 160 - 162 ، والذهبي في تاريخ الإسلام 3 / 10 ، وسير النبلاء 3 / 194 ، وذخائر العقبى ص 146 - 147 ، ومجمع الزوائد 9 / 187 ، وفى ص 190 منه بسند آخر وقال : اسناده حسن ، وفى باب الأخبار بمقتل الحسين من تاريخ ابن كثير 6 / 229 في لفظه " وكنا نسمع يقتل بكربلاء " ، وفى ج 8 / 199 ، وكنزل العمال 16 / 266 ، والصواعق ص 115 ، وراجع الدلائل للحافظ ابى نعيم 3 / 202 ، والروض النضير 1 / 192 ، والمواهب اللدنية للقسطلاني 2 / 195 ، والخصائص للسيوطي 2 / 25 ، وموارد الظمآن بزوائد صحيح ابن حبان لأبي بكر الهيتمى ص 554 . وفى كتب اتباع مدرسة اهل البيت بأمالي الشيخ الطوسي ( ت : 460 ه‍ ) . ط - النعمان بالنجف سنة 1384 ه‍ 1 / 221 وفى لفظه : " ان عظيما من عظماء الملائكة . . . " .
        2 ) تاريخ ابن عساكر ح - 618 ، وتهذيبه 4 / 325 ، تاريخ الإسلام للذهبي 3 / 10 ، وسير النبلاء له 3 / 10 ، ومجمع الزوائد 9 / 189 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 199 ، وامالي الشجرى ص 186 وفى الروض النضير 1 / 93 - 94 اسناده حسن ، وأبو امامة هذا صدى بن عجلان . ( * )

        يتبع.........

        تعليق


        • #49
          - معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 3 ص 31 : -



          9 - روايات أم سلمة :

          أ - عن عبد الله بن وهب بن زمعة : في مستدرك الصحيحين وطبقات ابن سعد وتاريخ ابن عساكر وغيرها واللفظ للأول - قال : أخبرتني أم سلمه : رضي الله عنها : ان رسول الله ( ص ) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر ( 1 ) ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها ( 2 ) فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟ قال : أخبرني جبريل ( عليه الصلاة والسلام ) ان هذا يقتل بأرض العراق - للحسين - فقلت لجبريل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها . فقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ( 3 ) .


          ب - عن صالح بن اربد : روى الطبراني وابن أبي شيبة والخوارزمي وغيرهم واللفظ للأول ، عن صالح بن أربد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : اجلسي بالباب ، ولا يلجن علي أحد ، فقمت بالباب إذ جاء الحسين رضي الله عنه فذهبت أتناوله فسبقني الغلام فدخل على جده ، فقلت : يا نبي الله جعلني الله فداك أمرتني أن لا يلج عليك أحد ، وان ابنك جاء فذهبت أتناوله فسبقني ، فلما طال ذلك تطلعت من الباب فوجدتك تقلب بكفيك شيئا ودموعك تسيل والصبي على بطنك ؟ قال : نعم ، أتاني جبريل ( ع ) فاخبرني أن أمتي يقتلونه ، وأتاني بالتربة التي يقتل عليها فهي التي أقلب بكفي ( 4 ) .


          ج - عن المطلب بن عبد الله بن حنطب : في معجم الطبراني وذخائر العقبى ومجمع الزوائد وغيرها واللفظ للأول ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم سلمة قالت : كان رسول الله ( ص ) جالسا ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخل علي أحد

          1 ) كذا في لفظ الحاكم والبيهقي وفى غيرهما من الأصول : خائر ، وفى النهاية : أصبح رسول الله وهو خائر النفس ، أي ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط ه‍ .
          2 ) في الحديث الاتى " يقلبها " .
          3 ) مستدرك الصحيحين 4 / 398 ، والمعجم الكبير للطبراني ح - 55 ، وتاريخ ابن عساكر ح - 619 - 621 ، وترجمة الحسين بطبقات ابن سعد بترجمة الحسين ح - 267 ، والذهبي في تاريخ الإسلام 3 / 11 ، وسير النبلاء 3 / 194 - 195 ، والخوارزمي في المقتل 1 / 158 - 159 باختصار ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ص 148 - 149 ، وتاريخ ابن كثير 6 / 230 ، وكنز العمال للمتقى 16 / 266 .
          4 ) ترجمة الحسين في المعجم الكبير للطبراني ح - 54 - ص 124 ، وطبقات ابن سعد ح - 268 ، ومقتل الخوارزمي 1 / 158 ، وكنز العمال 16 / 226 أخرجه ابن أبى شيبة في المصنف ج 12 بلفظ آخر . ( * )

          - ج 3 ص 32 -


          فانتظرت فدخل الحسين رضي الله عنه فسمعت نشيج رسول الله ( ص ) يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي ( ص ) يمسح جبينه وهو يبكي فقلت : والله ما علمت حين دخل فقال : ان جبريل ( ع ) كان معنا في البيت فقال : تحبه ؟ قلت : أما من الدنيا فنعم ، قال : ان أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها : كربلاء . فتناول جبريل ( ع ) من تربتها فأراها النبي ( ص ) . فلما أحيط بحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء ، قال : صدق الله ورسوله ، أرض كرب وبلاء ( 1 ) .


          د - عن شقيق بن سلمة : في معجم الطبراني وتأريخ ابن عساكر ومجمع الزوائد وغيرها واللفظ للأول ، عن أبي وايل شقيق بن سلمة عن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي النبي ( ص ) في بيتي فنزل جبريل ( ع ) فقال : يا محمد ان أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك فأومأ بيده إلى الحسين ، فبكى رسول الله ( ص ) ووضعه إلى صدره ، ثم قال رسول الله ( ص ) : وديعة عندك هذه التربة ، فشمها رسول الله ( ص ) وقال : ويح كرب وبلاء . قالت : وقال رسول الله ( ص ) : يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي ان ابني قد قتل ، قال : فجعلتها أم سلمة في قارورة . ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول : ان يوما تحولين دما ليوم عظيم ( 2 ) .


          ه‍ - عن سعيد بن ابى هند : في تاريخ ابن عساكر وذخائر العقبى وتذكرة خواص الأمة وغيرها واللفظ للأول عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه قال : قالت أم سلمة رضي الله عنها . كان النبي ( ص ) نائما في بيتي فجاء حسين رضي الله عنه يدرج فقعدت على الباب فأمسكته مخافة أن يدخل فيوقظه ، ثم غفلت في شئ فدب فدخل فقعد على بطنه قالت : فسمعت نحيب رسول الله ( ص ) فجئت فقلت : يا رسول الله والله ما علمت به

          1 ) معجم الطبراني ح - 53 ص 125 ، مجمع الزوائد 9 / 188 - 189 ، وكنز العمال 16 / 265 ، وفى ذخائر العقبى ص 147 بايجاز ، وراجع نظم الدرر ص 215 للحافظ جمال الدين الزرندى .
          2 ) معجم الطبراني ح - 51 ص 124 ، وتاريخ ابن عساكر ح 622 ، وتهذيبه 4 / 325 ، وبايجاز في ذخائر العقبى ص 147 ، ومجمع الزوائد 9 / 189 ، وراجع طرح التثريب للحافظ العراقى 1 / 42 ، والمواهب اللدنية 2 / 195 ، والخصائص الكبرى للسيوطي 2 / 152 ، والصراط السوى للشيخاني المدنى 93 ، وجوهرة الكلام ص 120 ، والروض النضير 1 / 92 - 93 ( * ).

          - ج 3 ص 33 -


          فقال : انما جاءني جبريل ( ع ) - وهو على بطني قاعد - فقال لي : أتحبه ؟ فقلت : نعم ، قال : ان أمتك ستقتله ، ألا أريك التربة التي يقتل بها ؟ قال : فقلت : بلى قال : فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة ، قالت : وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري من يقتلك بعدي ؟ ( 1 ) .


          و - عن شهر بن حوشب : في فضائل ابن حنبل وتاريخ ابن عساكر وذخائر العقبى وغيرها واللفظ للأول ، عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت : كان جبريل عند النبي ( ص ) معي فبكى فتركته فدنا من النبي ( ص ) فقال جبريل : أتحبه يا محمد ؟ فقال : نعم ، قال : ان أمتك ستقتله وان شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها ، فأراه اياها فإذا الأرض يقال لها : كربلاء ( 2 ) .


          ز - عن داود : في تأريخ ابن عساكر وغيره واللفظ له ، عن داود ، قال : قالت أم سلمة : دخل الحسين على رسول الله ففزع ، فقالت أم سلمة : مالك يا رسول الله ؟ قال : ان جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل وانه اشتد غضب الله على من يقتله ( 3 ) .


          ح - في معجم الطبراني وتاريخ ابن عساكر وغيرهما واللفظ للأول ، عن أم سلمة قالت : قال رسول الله ( ص ) يقتل الحسين بن علي ( رض ) على رأس ستين من مهاجري ( 4 ) .


          ط - في معجم الطبراني عن أم سلمة ، قالت : قال رسول الله يقتل الحسين حين يعلوه القتير . قال الطبراني : القتير : الشيب ( 5 ) .

          1 ) تاريخ ابن عساكر ح - 626 ، وذخائر العقبى ص 147 ، وراجع الفصول المهمة ص 154 ، وتذكرة خواص الأمة 142 نقلا عن الإمام الحسين ( ع ) وامالي الشجرى ص 163 و 166 و 181 .
          2 ) فضائل الحسن والحسين عن كتاب الفضائل تأليف أحمد بن حنبل ح - 44 ص 23 من المجموعة وطبقات ابن سعد ح - 272 ، وتاريخ ابن عساكر ح - 624 ، والعقد الفريد في الخلفاء وتواريخهم وقد اسنده إلى أم سلمة ، وذخائر العقبى ص 147 .
          3 ) تاريخ ابن عساكر ح - 623 ، وتهذيبه 4 / 325 ، كنز العمال 23 / 112 ، والروض النضير 1 / 93 .
          4 ) ترجمة الحسين ح - 41 ص 121 من المجموعة ، وتاريخ ابن عساكر ح - 634 ، وتهذيبه 4 / 325 ، ومجمع الزوائد 9 / 189 ، ومقتل الخوارزمي 1 / 161 ، وامالي الشجرى ص 184 .
          5 ) ترجمة الحسين من معجم الطبراني ح - 42 ص 121 من المجموعة ، وامالي الشجرى ص 184 ( * ).

          - ج 3 ص 34 -


          10 - روايات عائشة :

          أ - عن أبى سلمة بن عبد الرحمن في تاريخ ابن عساكر ومقتل الخوارزمي ومجمع الزوائد وغيرها واللفظ للثاني ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة ، قالت : ان رسول الله ( ص ) أجلس حسينا على فخذه فجاء جبريل إليه ، فقال : هذا ابنك ؟ قال : نعم ، قال : أما ان أمتك ستقتله بعدك ، فدمعت عينا رسول الله ، فقال جبريل : ان شئت أريتك الأرض التي يقتل فيها ؟ قال : " نعم " فأراه جبريل ترابا من تراب الطف . وفي لفظ آخر : فأشار له جبريل إلى الطف بالعراق فأخذ تربة حمراء ، فأراه إياها فقال ، هذه من تربة مصرعه ( 1 ) .


          ب - عن عروة بن الزبير : في مجمع الطبراني وغيره واللفظ له ، عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : دخل الحسين بن علي رضي الله عنه على رسول الله ( ص ) وهو يوحى إليه فنزا على رسول الله ( ص ) وهو منكب ولعب على ظهره فقال جبريل لرسول الله ( ص ) : أتحبه يا محمد ؟ قال : يا جبريل ومالي لا أحب ابني ؟ قال : فان أمتك ستقتله من بعدك ، فمد جبرئيل ( ع ) يده فأتاه بتربة بيضاء فقال : في هذه الأرض يقتل ابنك هذا يا محمد واسمها الطف ، فلما ذهب جبريل ( ع ) من عند رسول الله ( ص ) والتربة في يده يبكي فقال : يا عائشة ان جبريل ( ع ) أخبرني ان الحسين ابني مقتول في أرض الطف ، وان أمتي ستفتتن بعدي ، ثم خرج إلى أصحابه ، فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر ، رضي الله عنهم وهو يبكي فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : أخبرني جبريل : ان ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف وجاءني بهذه التربة وأخبرني أن فيها مضجعه ( 2 ) .

          1 ) طبقات ابن سعد ح - 269 تاريخ ابن عساكر بترجمة الحسين ح - 627 ، ومقتل الخوارزمي 1 / 159 واللفظ له . . ، ومجمع الزوائد 9 / 187 - 188 ، وكنز العمال 13 / 108 ، وفى ط . القديمة 6 / 223 ، والصواعق المحرقة لابن حجر ص 115 ، وفى ط : 19 ، وراجع خصائص السيوطي 2 / 125 و 126 ، وجوهرة الكلام للقره غولى ص 117 ، وفى امالي الشيخ الطوسى من كتب اتباع مدرسة أهل البيت ج 1 / 325 ، وفى امالي الشجرى ص 177 بتفصيل .
          2 ) بترجمة الحسين ( ع ) من معجم الطبراني ح - 48 وص 123 من المجموعة ، ومجمع الزوائد 9 / 187 ، وراجع اعلام النبوة للماوردى ص 83 ، وامالي الشجرى ص 166 ( * ).

          - ج 3 ص 35 -


          ج - عن المقبرى : في طبقات ابن سعد وتاريخ ابن عساكر واللفظ للثاني ، عن عثمان بن مقسم عن المقبري عن عائشة قالت : بينا رسول الله ( ص ) راقد إذ جاء الحسين يحبو إليه فنحيته عنه ثم قمت لبعض أمري فدنا منه فاستيقظ يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ قال : ان جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه ، وبسط يده فإذا فيها قبضة من بطحاء فقال : يا عائشة والذي نفسي بيده ( 1 ) انه ليحزنني ، فمن هذا من أمتي يقتل حسينا بعدي ( 2 ) ؟


          د - عن عبد الله بن سعيد ، في طبقات ابن سعد ومعجم الطبراني وغيرهما واللفظ للأخير عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة : ان الحسين بن علي دخل على رسول الله ( ص ) فقال النبي ( ص ) ، يا عائشة ألا أعجبك لقد دخل علي ملك آنفا ما دخل علي قط فقال : ان ابني هذا مقتول ، وقال : ان شئت أريتك تربة يقتل فيها ، فتناول الملك بيده فأراني تربة حمراء ( 3 ) .

          وعن أم سلمة أو عائشة ، كما في مسند أحمد وفضائله وطبقات ابن سعد وتاريخ الإسلام وسير النبلاء للذهبي ومجمع الزوائد واللفظ للأول ، عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة - شك عبد الله أن النبي قال لاحدهما : لقد دخل على البيت ملك لم يدخل علي قبلها ، فقال لي : ان ابنك هذا حسين مقتول ، وان شئت أريتك من تربة الارض التي يقتل بها ، قال : فأخرج تربة حمراء ( 4 ) .


          11 - رواية معاذ بن جبل :

          في معجم الطبراني ومقتل الخوارزمي وكنز العمال واللفظ للأول ، عن عبد الله

          1 ) في نسخه . تاريخ ابن عساكر الكلمة غير واضحة .
          2 ) ترجمة الحسين من طبقات ابن سعد ح - 270 وتاريخ ابن عساكر ح - 628 .
          3 ) حديث ابن عساكر ح - 627 ، ومعجم الطبراني ح - 49 ص 124 من المجموعة ، وكنز العمال 13 / 113 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 199 . ولدى اتباع مدرسة اهل البيت بمثير الأحزان ص - 8 و عبد الله بن سعيد أبو هند الفزارى ولاء المدنى ( ت : 147 ه‍ ) من رجال الصحاح الست .
          4 ) مسند أحمد 6 / 294 وبترجمة الحسين من فضائل أحمد ح - 10 ، وتاريخ ابن عساكر ح - 625 ، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام 3 / 11 ، اسناده صحيح . وفى سيرة النبلاء 3 / 195 ، ومجمع الزوائد 9 / 187 ، وكنز العمال 13 / 111 ، والصواعق 115 وفى طبعة 190 ، وراجع طرح التثريب 1 / 41 للعراقي ، والروض النضير 1 / 94 ، وامالي الشجرى ص 184 ( * ) .

          - ج 3 ص 36 -


          بن عمرو بن العاص ان معاذ بن جبل أخبره قال : خرج علينا رسول الله ( ص ) متغير اللون فقال : أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه ، فأطيعوني مادمت بين أظهركم ، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله عزوجل أحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ، أتتكم المؤتية بالروح والراحة ، كتاب الله من الله سبق ، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، تناسخت النبوة فصارت ملكا رحم الله من أخذها بحقها ، وخرج منها كما دخلها . أمسك يا معاذ واحص ، قال : فلما بلغت خمسة .

          قال : يزيد لا يبارك الله في يزيد ، ثم ذرفت عيناه ، ثم قال : نعي إلي حسين ، وأوتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله ، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه الا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا ، ثم قال : واها لفراخ آل محمد ( ص ) من خليفة مستخلف مترف ، يقتل خلفي وخلف الخلف . الحديث ( 1 ) .


          12 - رواية سعيد بن جمهان :

          في تاريخ ابن عساكر والذهبي وابن كثير واللفظ للأول ، عن سعيد بن جمهان : أن النبي ( ص ) أتاه جبريل بتراب من تراب القرية التي يقتل بها الحسين ، فقال : اسمها كربلاء ، فقال رسول الله ( ص ) كرب وبلاء ( 2 ) .



          13 - روايات ابن عباس :

          أ - أبو الضحى : في مقتل الخوارزمي ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس قال : ما كنا نشك أهل البيت وهم متوافرون ان الحسين بن علي يقتل بالطف ( 3 ) .

          ب - سعيد بن جبير : في تاريخ ابن عساكر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أوحى الله تعالى : يا محمد ، اني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، واني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا ، وسبعين ألفا ( 4 ) .

          1 ) معجم الطبراني ح - 95 ص 140 ، ومقتل الخوارزمي 160 - 161 ، وكنز العمال 13 / 113 . وامالي الشجرى ص 169 .
          2 ) تاريخ ابن عساكر ح - 632 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 3 / 11 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 200 .
          3 ) مقتل الخوارزمي 1 / 16 .
          4 ) تاريخ ابن عساكر ح - 684 ، وتهذيبه 4 / 339 ، وامالي الشجرى ص 160 ( * ).

          - ج 3 ص 37 -


          وسنذكر بقية رواياته في باب سبب استشهاد الحسين ( ع ) ان شاء الله تعالى .

          وروى ابن قولويه في باب قول رسول الله ( ص ) ان الحسين ( ع ) تقتله أمته من بعده في كامل الزيارة سبع روايات عن رسول الله ( ص ) ( 1 ) .



          يتبع.............

          تعليق


          • #50
            معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 3 ص 37 : -



            14 - روايات الإمام علي ( ع ) :

            أ - عن أبى حبرة : في ترجمة الإمام الحسين ( ع ) بمعجم الطبراني عن أبي حبرة ، قال : صحبت عليا ( رض ) حتى أتى الكوفة فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : كيف انتم إذا نزل بذرية نبيكم بين ظهرانيكم ؟ قالوا : اذن نبلى الله فيهم بلاءا حسنا ، فقال : والذي نفسي بيده لينزلن بين ظهرانيكم ولتخرجن إليهم فلتقتلنهم ثم أقبل يقول :

            هم أو ردوهم بالغرور وعردوا * أجيبوا نجاة لا نجاة ولا عذرا ( 2 ) .


            ب - عن هانئ بن هانئ في معجم الطبراني وتاريخ ابن عساكر وتاريخ الإسلام للذهبي وغيرها واللفظ لابن عساكر عن هانئ بن هانئ عن علي ، قال : يقتل الحسين بن علي قتلا واني لأعرف تربة الأرض التي يقتل بها ، يقتل بقرية ( بتربة ) قريبة من النهرين ( 3 ) .


            ج - في مقتل الخوارزمي : ان أمير المؤمنين علي ( ع ) لما سار إلى صفين نزل بكربلاء وقال لابن عباس : أتدرى ما هذه البقعة ؟ قال : لا ، قال : لو عرفتها لبكيت بكائي ، ثم بكى بكاء شديدا ، ثم قال : مالي ولآل أبى سفيان ؟ ثم التفت إلى الحسين . وقال : صبرا يا بني فقد لقى أبوك منهم مثل الذي تلقى بعده ( 4 ) .


            د - عن الحسن بن كثير ، في صفين : عن الحسن بن كثير ، عن أبيه : ان عليا أتى كربلاء فوقف بها ، فقيل : يا

            2 ) معجم الطبراني ح - 57 ص 128 ، وفى مجمع الزوائد 9 / 191 " اجيبوا دعاه ، وانساب الاشراف للبلاذرى ص 38 عن مجاهد بايجاز .
            3 ) معجم الطبراني ح - 57 ، ص - 128 ، وفى لفظه : " ليقتلن الحسين قتلا ، وانى لاعرف التربة التى يقتل فيها قريبا من النهرين " ، وتاريخ الإسلام للذهبي 3 / 11 ، وسير النبلاء له 3 / 195 ، ومجمع الزوائد 9 / 190 ، وكنز العمال 16 / 279 ، ومن كتب حديث اهل البيت بكامل الزيارة ص - 72 .
            4 ) مقتل الخوارزمي 1 / 162 ( * ).

            - ج 3 ص 38 -


            أمير المؤمنين هذه كربلاء ؟ قال : ذات كرب وبلاء ، ثم أوما بيده إلى مكان فقال هاهنا موضع رحالهم ، ومناخ ركابهم ، وأومأ إلى موضع آخر فقال : هاهنا مهراق دمائهم ( 1 ) .


            ه‍ - عن الاصبغ بن نباتة : وفي ذخائر العقبى وغيره ، عن الاصبغ بن نباتة قال : أتينا مع على فمررنا بموضع قبر الحسين ، فقال علي : هاهنا مناخ ركابهم ، وهاهنا موضع رحالهم ، هاهنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد يقتلون بهذه العرصة تبكى عليهم السماء والأرض ( 2 ) .


            و - عن غرفة الأزدي : في أسد الغابة ، عن غرفة الأزدي قال : دخلني شك من شأن على خرجت معه على شاطئ الفرات فعدل عن الطريق ووقف ، ووقفنا حوله ، فقال بيده : هذا موضع رواحلهم ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم بأبي من لا ناصر له في الأرض ولا في السماء الا الله ، فلما قتل الحسين خرجت حتى أتيت المكان الذي قتلوا فيه فإذا هو كما قال ما أخطأ شيئا قال : فاستغفرت الله مما كان منى من الشك ، وعلمت أن عليا رضي الله عنه لم يقدم الا بما عهد إليه فيه ( 3 ) .


            ز - عن أبى جحيفة : في صفين لنصر بن مزاحم عن أبى جحيفه قال : جاء عروة البارقى إلى سعيد بن وهب ، فسأله وأنا أسمع ، فقال : حديث حدثتنيه عن علي بن أبى طالب ، قال : نعم ، بعثني مخنف بن سليم إلى على فاتيته بكربلاء ، فوجدته يشير بيده ويقول : " هاهنا ، هاهنا " فقال له رجل : وما ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : " ثقل لآل محمد ينزل هاهنا فويل لهم منكم ، وويل لكم منهم " فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين قال : " ويل لهم منكم تقتلونهم ، وويل لكم منهم : يدخلكم الله بقتلهم النار " .

            وقد روى هذا الكلام على وجه آخر : أنه ( ع ) قال " فويل لكم منهم وويل

            1 ) صفين لنصر بن مزاحم ص 142 ، وشرح نهج البلاغة 1 / 278 .
            2 ) ذخائر العقبى ص 97 ، وراجع دلائل النبوة لأبي نعم 3 / 211 ، وفى تذكرة خواص الأمة ص 142 " هذا مصرع الرجل ثم ازداد بكاؤه " .
            3 ) أسد الغابة 4 / 169 قال في ترجمة غرفة الأزدي : " يقال له صحبة وهو معدود في الكوفيين روى عنه أبو صادق قال : وكان من أصحاب النبي ( ص ) ومن أصحاب الصفة ، وهو الذي دعا له النبي ( ص ) ان يبارك في صفقته " ثم أورد الخبر الذي اوردناه في المتن ، ثم قال بعد انتهائه " أخرجه ابن الدباغ مستدركا على أبى عمر " . وأشار إليه ابن حجر في ترجمته بالإصابة . ( * )

            - ج 3 ص 39 -


            لكم عليهم " قال الرجل : اما ويل لنا منهم فقد عرفت وويل لنا عليهم ما هو ؟ قال : ترونهم يقتلون ولا تستطيعون نصرهم ( 1 ) .


            ح - عون بن أبي جحيفة : في تاريخ ابن عساكر ، عن عون بن أبى جحيفة ، قال : انا لجلوس عند دار أبى عبد الله الجدلي ، فأتانا ملك بن صحار الهمداني ، فقال : دلوني على منزل فلان ، قال : قلنا له : ألا ترسل فيجئ ؟ إذ جاء فقال : أتذكر إذ بعثنا أبو مخنف إلى أمير المؤمنين وهو بشاطئ الفرات ، فقال : ليحلن هاهنا ركب من آل رسول الله ( ص ) يمر بهذا المكان فيقتلونهم فويل لكم منهم وويل لهم منكم ( 2 ) .


            ط - في تاريخ ابن كثير : روى محمد بن سعد وغيره من غير وجه عن علي بن أبى طالب : انه مر بكربلاء عند أشجار الحنظل وهو ذاهب إلى صفين فسأل عن اسمها فقيل : كربلاء . فقال : كرب وبلاء ، فنزل وصلى عند شجرة هناك ثم قال : يقتل هاهنا شهداء هم خير الشهداء غير الصحابة ، يدخلون الجنه بغير حساب - وأشار إلى مكان هناك - فعلموه بشئ ، فقتل فيه الحسين ( 3 ) .


            ى - عن نجى الحضرمي : في مسند أحمد ومعجم الطبراني وتاريخ ابن عساكر وغيرها واللفظ للأول ، عن عبد الله بن نجي عن أبيه : أنه سار مع على رضي الله عنه ، فلما جاؤا نينوى وهو منطلق إلى صفين ، فنادى على : اصبر أبا عبد الله اصبر ابا عبد الله ! بشط الفرات ، قلت : وماذا ؟ قال : دخلت على رسول الله ( ص ) ذات يوم وعيناه تفيضان . قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : بل قام من عندي جبريل قبل ، فحدثني : أن الحسين يقتل بشط الفرات ، قال فقال : هل لك إلى أن أشهدك من تربته ؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا ( 4 ) .

            1 ) صفين نصر بن مزاحم ص 142 .
            2 ) تاريخ ابن عساكر ح - 635 وتهذيبه 4 / 325 .
            3 ) تاريخ ابن كثير 8 / 199 - 200 ، ومجمع الزوائد 9 / 191 .
            4 ) في مسند أحمد 1 / 85 ، وقال بهامشه : إسناده صحيح ومعجم الطبراني ح - 45 ص 121 ، وتاريخ ابن عساكر ح - 611 - 612 ، وتهذيبه ج 4 / 325 ، ومجمع الزوائد 9 / 187 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 3 / 10 ، والنبلاء 3 / 193 ، وتهذيبه التهذيب 2 / 347 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 199 ، وتذكرة خواص الأمة بلفظ آخر في =>

            - ج 3 ص 40 -


            وفي رواية : " وكان صاحب مطهرته فلما حاذوا نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى على : صبرا أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله بشط الفرات ، قلت : ومن ذا أبو عبد الله . . . هل لك أن أشمك من تربته . . . " ( 1 ) .

            ك - عن عامر الشعبي : في طبقات ابن سعد وتاريخ ابن عساكر والذهبي وتذكرة خواص الأمة عن عامر الشعبي : أن عليا قال وهو بشط الفرات : صبرا أبا عبد الله ثم قال : دخلت على رسول الله ( ص ) وعيناه تفيضان ، فقلت : أحدث حدث ؟ قال : " أخبرني جبريل أن حسينا يقتل بشاطئ الفرات ثم قال : أتحب أن أريك من تربته ؟ قلت : نعم ، فقبض قبضة من تربتها فوضعها في كفى فما ملكت عيني أن فاضتا ( 2 ) .


            ل - عن كدير الضبي : في تاريخ ابن عساكر عن كدير الضبي قال : بينا أنا مع علي بكربلاء ، بين أشجار الحرمل ، - إذ - أخذ بعرة ففركها ، ثم شمها ، ثم قال : ليبعثن الله من هذا الموضع قوما يدخلون الجنة بغير حساب ( 3 ) .


            م - عن هرثمة : في معجم الطبراني عن هرثمة ، كنت مع على ( رض ) بنهرى كربلا فمر بشجرة تحتها بعر غزلان فاخذ منه قبضة فشمها ، ثم قال : يحشر من هذا الظهر سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب 4 . قد روى عن هرثمة حضوره مع الإمام على بكربلاء وما تبع ذلك غير واحد وكل راو يؤيد ما قاله الأخر كما نذكره في ما يلي :

            1 - رواية نشيط مولى هرثمة :

            => ص 142 ، ومقتل الخوارزمي 1 / 170 ، والصواعق لابن حجر ص 115 ، وفى ذخائر العقبى ص 148 من " دخلت . . . " إلى آخر الحديث ، وراجع الخصائص الكبرى للسيوطي 2 / 126 ، ولدى اتباع مدرسة أهل البيت بمثير الأحزان ص 9 ، وأمالي الشجرى ص 150 .
            1 ) كما في أحاديث تاريخ ابن كثير . والروض النضير 1 / 92 .
            2 ) طبقات ابن سعد ح - 173 ، وتاريخ ابن عساكر ح - 614 ص 393 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 3 / 10 ، والنبلاء 3 / 194 ، وأشار إليه ابن كثير في 8 / 199 من تاريخه وتذكره خواص الأمة ص 142 .
            3 ) تاريخ ابن عساكر ح - 638 ، وتهذيبه 4 / 326 .
            4 ) معجم الطبراني ح - 59 ص 128 ( * ).


            - ج 3 ص 41 -


            في مقتل الخوارزمي بسنده إلى نشيط ابى فاطمة قال : جاء مولاى هرثمة من صفين فأتيناه فسلمنا عليه فمرت شاة وبعرت فقال : لقد ذكرتني هذه الشاة حديثا . أقبلنا مع على ونحن راجعون من صفين فنزلنا كربلاء ، فصلى بنا الفجر بين شجرات ثم أخذ بعرات من بعر الغزال ففتها في يده ، ثم شمها فالتفت الينا وقال : يقتل في هذا المكان قوم يدخلون الجنة بغير حساب ( 1 ) .

            2 - رواية ابى عبد الله الضبي : في طبقات ابن سعد وتاريخ ابن عساكر بسنده عن أبى عبد الله الضبي قال : دخلنا على هرثمة الضبي ( 2 ) حين اقبل من صفين ، وهو مع على ، وهو جالس على دكان له ، وله امرأة يقال لها جرداء وهى اشد حبا لعلى وأشد لقوله تصديقا ، فجاءت شاة له فبعرت ، فقال لها : لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلى ، قالوا وما علم بهذا " قال : أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء ، فصلى بنا على صلاة الفجر بين شجيرات ودوحات حرمل ، ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه ، ثم قال : " اوه ، اوه ، يقتل بهذا الغائط قوم يدخلون الجنة بغير حساب " قال : قالت جرداء : وما تنكر من هذا ؟ هو أعلم بما قال منك ، نادت بذلك وهى في جوف البيت ( 3 ) .


            3 - عن هرثمة بن سليم : عن ابى عبيدة ، عن هرثمة بن سليم قال : غزونا مع علي بن ابي طالب غزوة صفين ، فلما نزلنا بكربلاء صلى بنا صلاة ، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال : واها لك أيتها التربة ، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب . فلما رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته - وهى جرداء بنت سمير ، وكانت شيعة لعلى فقال لها زوجها هرثمة : ألا أعجبك من صديقك أبى الحسين ؟ لما نزلنا كربلا رفع إليه من تربتها فشمها وقال : واها لك يا تربة ، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب وما علمه بالغيب ؟ فقالت : دعنا منك أيها الرجل ، فان أمير المؤمنين لم يقل الا حقا . فلما

            1 ) مقتل الخوارزمي 1 / 165 - 166 وفى لفظ أبو هرثمة .
            2 ) في الأصل " أبى هرثمه " تحريف . وان اعلام هذا الحديث وغير هذا الحديث اللاتى ذكرت في هذا البحث بحاجة إلى تحقيق لم يتسن لنا القيام به .
            3 ) في طبقات ابن سعد ح - 276 ، وتاريخ ابن عساكر ح - 636 ، وفى مقتل الخوارزمي 1 / 165 عن نشيط ابى فاطمة قال : جاء مولاى أبو هرثمة من صفين فاتيناه فسلمنا عليه فمرت شاة فبعرت . . . وليس في لفظه " وما علم بهذا " . ( * )

            - ج 3 ص 42 -


            بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن على وأصحابه ، قال : كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم ، فلما انتهيت إلى القوم وحسين وأصحابه عرفت المنزل الذي نزل بنا على فيه والبقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري ، فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين ، فسلمت عليه ، وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل ، فقال الحسين : معنا أنت أو علينا ؟ فقلت يا ابن رسول الله لا معك ولا عليك . تركت أهلي وولدي وعيالي أخاف عليهم من ابن زياد . فقال الحسين : فول هربا حتى لا ترى لنا مقتلا ، فو الذى نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا الا أدخله الله النار . قال : فأقبلت في الأرض هاربا حتى خفى على مقتلهم ( 1 ) .


            4 - عن جرداء بنت سمير : عن زوجها هرثمة بن سلمى ، قال : خرجنا مع على في بعض غزواته ، فسار حتى انتهى إلى كربلاء ، فنزل إلى شجرة فصلى إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها ، ثم قال : واها لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب . قال : فقفلنا من غزوتنا وقتل على ونسيت الحديث ، قال : وكنت في الجيش الذين ساروا إلى الحسين فلما انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة ، فذكرت الحديث ، فتقدمت على فرس لي فقلت : أبشرك ابن بنت رسول الله ( ص ) ، وحدثته الحديث ، قال : معنا أو علينا ؟ قلت لا معك ولا عليك ، تركت عيالا وتركت - كذا وكذا - ( 2 ) قال : اما لا فول في الأرض ، فو الذى نفس حسين بيده ، لا يشهد قتلنا اليوم رجل الا دخل جهنم . فانطلقت هاربا موليا في الأرض حتى خفي على مقتله ( 3 ) .


            ن - عن شيبان بن مخرم في معجم الطبراني وتاريخ ابن عساكر ومجمع الزوائد وغيرها واللفظ لابن عساكر عن ميمون عن شيبان بن مخرم - وكان عثمانيا يبغض عليا - قال : رجعنا مع علي إلى صفين فانتهينا إلى موضع ، قال : فقال : ما سمى هذا

            1 ) صفين لابن مزاحم ص 140 - 141 ، وتاريخ ابن عساكر ح 636 و 638 باختصار . وامالي الشجرى ص 184 .
            2 ) تهذيب ابن عساكر 4 / 328 .
            3 ) تاريخ ابن عساكر ح 677 ، وامالي الشجرى ص 184 ، وفى لفظ " عن جرد ابنة شمير " ، والامالي للصدوق ( ره ) ط . الإسلامية طهران سنة 1396 ه‍ ص 136 . ( * )

            - ج 3 ص 43 -


            الموضع ؟ قال : قلنا : كربلاء قال : كرب وبلا . قال : ثم قعد على دابته ، وقال يقتل هاهنا قوم أفضل شهداء على ظهر الأرض لا يكون شهداء رسول الله ( ص ) قال : قلت بعض كذباته ورب الكعبة . قال : فقلت لغلامي ، وثمة حمار ميت : جئني برجل هذا الحمار فاوتدته في المقعد الذى كان فيه قاعدا ، فلما قتل الحسين قلت لأصحابنا : انطلقوا ننظر ، فانتهينا إلى المكان فإذا جسد الحسين على رجل الحمار وإذا أصحابه ربضة حوله ( 1 ) .

            واخرج ابن قولويه في باب قول أمير المؤمنين في قتل الحسين من كامل الزيارة أربعة أحاديث ( 2 ) .


            15 - رواية أنس بن الحارث واستشهاده :

            في تاريخ البخاري وابن عساكر والاستيعاب وغيرها ان أنس بن الحارث بن نبيه قتل مع الحسين ، قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : " ان ابني هذا - يعنى الحسين - يقتل بارض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك فلينصره " ، فخرج أنس ابن الحارث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين .

            وفي مثير الأحزان : خرج انس بن الحارث الكاهلي وهو يقول :

            قد علمت كاهلنا وذودان * والخندفيون وقيس علان
            بان قومي آفة للاقران * يا قوم كونوا كاسود خفان
            واستقبلوا القوم بضرب الان * آل علي شيعة الرحمن وآل حرب شيعة الشيطان ( 3 ).

            1 ) ترجمة الحسين من طبقات ابن سعد ح - 275 ، وتاريخ ابن عساكر ح - 675 ، وتهذيب ابن عساكر 4 / 337 - 338 ، وقريب منه لفظ الحديث 676 في التأريخ وأسقطه في التهذيب ، والطبراني ح - 60 ص 128 ، والمقتل 1 / 161 ، وكنز العمال 16 / 265 ، ومجمع الزوائد ج 9 - ص 190 - 191 . وفى الأصل " رجع " تحريف ، وربضة : الجثة الجاثمة ، ومن الناس الجماعه والجاثم : الذي لزم الأرض . لسان العرب وغيره .
            2 ) كامل الزيارة باب 23 ص 71 - 72 .
            3 ) ترجمة أنس بن الحارث في الجرح والتعديل للرازي 1 / 287 ، وتاريخ البخاري الكبير 1 / 30 رقم الترجمة 1583 ، وابن عساكر ح - 680 ، وتهذيبه 4 / 338 ، والاستيعاب وأسد الغابة 1 / 123 ، والاصابة ومقتل الخوارزمي 1 / 159 - 160 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 199 ، والروض النضير 1 / 93 ، ومثير الأحزان ص 46 - 47 ( * ).


            - ج 3 ص 44 -


            16 - رجل من بني أسد :

            روى كل من ابن سعد وابن عساكر عن العريان بن هيثم بن الأسود النخعي الكوفي الأعور ، قال : كان أبي يتبدى ( 1 ) فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين ، فكنا لا نبدو ( 2 ) الا وجدنا رجلا من بني أسد هناك ، فقال له أبي : إني أراك ملازما هذا المكان ؟ قال : بلغني ان حسينا يقتل هاهنا ، فأنا اخرج لعلي أصادفه ، فاقتل معه ، فلما قتل الحسين ، قال أبي : انطلقوا ننظر ، هل الاسدي في من قتل ؟ واتينا المعركة فطوفنا فإذا الاسدي مقتول ( 3 ) .

            * * *

            أوردنا في ما سبق من الأحاديث التي فيها إنباء باستشهاد الإمام الحسين قبل وقوعه ، ما رواها الفريقان أو ما تفرد بروايتها اتباع مدرسة الخلفاء ، وتركنا إيراد ما تفرد بروايتها اتباع مدرسة أهل البيت ( 4 ) وتخيرنا في ما رواها الفريقان لفظ روايات مدرسة الخلفاء ، وينبغي ان نبحث بعد هذا عن سبب استشهاد الإمام الحسين ونرجع في هذا البحث في ما يلي إلى كتب الفريقين المشهورة دونما تخير رواية فريق على آخر .

            1 ) يتبدى أي يقيم في البادية وفى الاصل " يبتدى " تحريف .
            2 ) نبدو أي نخرج إلى البادية .
            3 ) بترجمة الحسين من كل من طبقات ابن سعد ح - 280 ، وتاريخ ابن عساكر ح - 666 .
            4 ) مثل ما روى الصدوق في أماليه ط . النجف ، ص 112 ، وط . دار الكتب الإسلامية طهران سنة 1355 ش . ه‍ ص 126 - 127 عن ميثم روايه مفصلة وما ورد في أمالي الشيخ الطوسي ( ره ) 1 / 323 - 4 ، ومثير الأحزان ص 9 - 13 ( * ).


            يتبع...............

            تعليق


            • #51
              - معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 3 ص 45 : -



              سبب استشهاد الإمام الحسين


              ينبغي ان نبحث في هذا المقام عن أمرين :
              أ - عن قاتل الإمام الحسين لماذا أقدم على قتله ؟
              ب - عن الإمام الحسين لماذا اختار القتل .

              وقد روى الطبري وغيره واللفظ للطبري ( 1 ) في بيان ذلك وقال : بويع ليزيد بن معاوية بالخلافة بعد وفاة أبيه في رجب سنة ستين وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبى سفيان ولم يكن ليزيد همة حين ولى الا بيعة النفر الذين ابوا على معاوية الإجابة إلى بيعة يزيد حين دعا الناس إلى بيعته وانه ولى عهده بعده والفراغ من أمرهم ، فكتب إلى الوليد يخبره بموت معاوية وكتب إليه في صحيفة كأنها أذن فأرة : أما بعد .

              فخذ حسينا و عبد الله بن عمر و عبد الله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام . فأشار عليه مروان أن يبعث إليهم في تلك الساعة ويدعوهم إلى البيعة والدخول في الطاعة فان فعلوا قبل منهم وكف عنهم وان أبوا قدمهم فضرب أعناقهم فانهم ان علموا بموت معاوية وثب كل منهم في جانب وأظهر الخلاف والمنابذة ودعا إلى نفسه عدا ابن عمر فانه لا يرى القتال الا أن يدفع الأمر إليه عفوا .

              فأرسل عبد الله بن عمرو بن عثمان إلى الحسين وابن الزبير يدعوهما فوجدهما في المسجد فدعاهما في ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس فقالا : انصرف الآن نأتيه

              1 ) الطبري باب خلافة يزيد بن معاوية 6 / 188 . ( * )

              - ج 3 ص 46 -


              فقال حسين لابن الزبير : أرى طاغيتهم قد هلك فبعث إلينا ليأخذنا بالبيعة قبل أن يفشو في الناس الخبر فقال : وانا ما أظن غيره فقام الحسين وجمع إليه مواليه وأهل بيته وسار إلى باب الوليد وقال لهم : انى داخل فان دعوتكم أو سمعتم صوته قد علا فاقتحموا على وإلا فلا تبرحوا حتى أخرج إليكم ، فدخل على الوليد ومروان جالس عنده فاقرأه الوليد الكتاب ودعاه إلى البيعة فاسترجع الحسين وقال : ان مثلى لا يعطى بيعته سرا ولا أراك تجتزئ بها منى سرا دون أن تظهرها على رؤوس الناس علانية ، قال : أجل ؟ قال : فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا فقال له الوليد ، وكان يحب العافية : انصرف على اسم الله ، فقال له مروان : والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها حتى تكثر القتلى بينكم وبينه احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه فوثب عند ذلك الحسين ، فقال : يا ابن الزرقاء ( 1 ) أنت تقتلني أم هو ؟ كذبت والله واثمت ( 2 ) .


              وفي تاريخ أعثم ومقتل الخوارزمي ومثير الأحزان ( 3 ) واللهوف واللفظ للأخير ( 4 ) ، كتب يزيد إلى الوليد يأمره بأخذ البيعة على أهلها عامة وخاصة على الحسين ( ع ) ويقول له : إن أبى عليك فاضرب عنقه ، ثم أوردوا الخبر نظير ما ذكره الطبري إلى قولهما ، فغضب الحسين وقال : ويلى عليك يا ابن الزرقاء أنت تأمر بضرب عنقي ؟ كذبت ولؤمت نحن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ويزيد فاسق شارب الخمر وقاتل النفس ومثلى لا يبايع مثله . قال الطبري : فقال له الوليد - وكان يحب العافية - : انصرف على اسم الله .

              وفي الرواية الأولى : فلما أصبح الحسين لقية مروان فقال أطعني ترشد ، قال : قل ،

              1 ) قال ابن الأثير في تاريخه الكامل 4 / 160 ط . اورپا وكان يقال له - أي لمروان ولولده بنو الزرقاء يقول ذلك من يريد ذمهم وعيبهم وهى الزرقاء بنت موهب جدة مروان بن الحكم لابيه وكانت من ذوات الرايات التى تستدل على بيوت البغاء فلهذا كانوا يلمون بها وقال البلاذرى : اسمها مارية ابنة موهب وكان قبنا . أنساب الاشراف 5 / 126 .
              2 ) الطبري 6 / 190 .
              3 ) مثير الأحزان لابن نما نجم الدين محمد بن جعفر بن أبى البقاء ( ت : 645 ه‍ ) ط . المطبعة الحيدرية في النجف سنة 1369 ه‍ ص 14 - 15 .
              4 ) اللهوف في قتلى الطفوف ط . مكتبة الاندلس بيروت ص 9 - 10 تأليف على بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسينى ( ت : 614 ه‍ ) ، فتوح اعثم ج 5 / 10 مقتل الخوارزمي 1 / 180 - 185 ( * ).

              - ج 3 ص 47 -


              قال : بايع أمير المؤمنين يزيد فهو خير لك في الدارين فقال الحسين : " إنا لله وانا إليه راجعون " ( 1 ) وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد ( 2 ) .

              أما ابن الزبير فانهم الحوا عليه وتعلل ولم يحضر دار الوليد وبعث الوليد إلى عبد الله بن عمر فقال : بايع ليزيد . فقال : إذا بايع الناس بايعت فانتظر حتى جاءت البيعة من البلدان فتقدم إلى الوليد فبايعه ( 3 ) .

              وفي رواية : أن الحسين خرج من منزله بعد ذلك وأتى قبر جده فقال : السلام عليك يا رسول الله أنا الحسين بن فاطمة فرخك وابن فرختك وسبطك والثقل الذي خلفته في أمتك ، فاشهد عليهم يا نبي الله انهم قد خذلوني وضيعوني ولم يحفظوني ، وهذه شكواي إليك حتى ألقاك صلى الله عليك . ثم صف قدميه فلم يزل راكعا ساجدا ( 4 ) إلى الفجر .

              وفي رواية أخرى : فصلى ركعات فلما فرغ من صلاته جعل يقول : اللهم هذا قبر نبيك محمد ( ص ) وأنا ابن بنت نبيك وقد حضرني من الأمر ما قد علمت ، اللهم انى أحب المعروف وأنكر المنكر وإني أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحق هذا القبر ومن فيه الا اخترت من أمري ما هو لك رضى ولرسولك رضى وللمؤمنين رضى ، ثم جعل يبكى عند القبر حتى إذا كان قريبا من الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى فإذا هو برسول الله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه فجاء وضم الحسين إلى صدره وقبل بين عينيه وقال " حبيبي يا حسين كأنى أراك عن قريب مرملا بدمائك ، مذبوحا بأرض كربلاء ، بين عصابة من أمتي ، وأنت في ذلك عطشان لا تسقى ، وظمآن لا تروى ، وهم في ذلك يرجون شفاعتي ، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة ، وما لهم عند الله من خلاق ، حبيبي يا حسين ان أباك وأمك وأخاك قدموا علي وهم اليك مشتاقون ، وان لك في الجنة لدرجات لن تنالها الا بالشهادة الحديث ( 5 ).

              1 ) لم أجد الاسترجاع في اللهوف .
              2 ) مثير الأحزان 14 - 15 ، اللهوف ص 9 - 10 ، وفتوح أعثم ومقتل الخوارزمي .
              3 ) الطبري 6 / 190 - 191 .
              4 ) مقتل الخوارزمي 1 / 186 .
              5 ) فتوح أعثم 5 / 29 ، ومقتل الخوارزمي 1 / 187 ( * ).

              - ج 3 ص 48 -


              وذهب إلى قبر أمه وأخيه وودعهما ( 1 ) .

              وروى عمر بن علي الاطرف وقال : لما امتنع أخي الحسين ( ع ) عن البيعة ليزيد بالمدينة دخلت عليه فوجدته خاليا ، فقلت له : جعلت فداك يا أبا عبد الله : حدثني أخوك أبو محمد الحسن عن أبيه ( ع ) . ثم سبقتني الدمعة ، وعلا شهيقي ، فضمني إليه ، وقال : أحدثك أني مقتول ؟ فقلت : حوشيت يا ابن رسول الله . فقال : سألتك بحق أبيك ، بقتلي خبرك أبي ؟ فقلت نعم ، فلولا تأولت وبايعت . فقال : حدثني أبي : أن رسول الله ( ص ) أخبره بقتله وقتلي وأن تربتي تكون بقرب تربته ، فتظن أنك علمت ما لم أعلمه واني لا أعطى الدنية من نفسي أبدا ولتلقين فاطمة أباها شاكية ما لقيت ذريتها من أمته ولا يدخل الجنة أحد آذاها في ذريتها ( 2 ) .

              * * *

              كان حكام ذلك العصر وأشياعهم قد اعتادوا على تسمية تغيير أحكام الله بالتأويل كما شرحناه في بحث الاجتهاد حتى أصبح المتبادر إلى الذهن من لفظ التأويل هو التغيير ، وأصبح ذلك شائعا وسائغا ومن ثم كان معاصروا الإمام الحسين الذين بلغهم نبأ استشهاد الحسين في العراق عن رسول الله يلحون على الإمام الحسين أن يؤول قضاء الله هذا أي يغيره بعدم ذهابه إلى العراق وبعضهم كان يضيف إلى ذلك طلبه من الإمام ان يؤوله بالبيعة اي يغيره بالبيعة ، وهذا ما عناه عمر بن علي بقوله ( فلولا تأولت وبايعت ) اي فلولا أولت قضاء الله بقتلك ببيعتك ، وكذلك كان قصد محمد بن الحنفية في حاور أخاه الإمام الحسين وان لم يصرح به .


              كما روى الطبري والمفيد وغيرهما واللفظ للمفيد : ان محمد بن الحنفية قال للحسين ( ع ) لما عزم على الخروج من المدينة : يا أخي أنت أحب الناس إلي وأعزهم علي ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق الا لك وأنت أحق بها . تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك فان بايعك الناس وبايعوا لك حمدت الله على ذلك وان اجتمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا تذهب به مروءتك ولا فضلك انى أخاف عليك أن تدخل مصرا من هذه الأمصار فيختلف الناس بينهم فمنهم طائفة معك وأخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنة غرضا ، فإذا خير هذه الأمة كلها نفسا وأبا وأما أضيعها

              1 و 2 ) اللهوف ص 11 ( * ).

              - ج 3 ص 49 -


              دما وأذلها أهلا . فقال له الحسين ( ع ) : فاين أذهب يا أخي ؟ قال : انزل مكة فان اطمأنت بك الدار بها فسبيل ذلك وان نبت بك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنظر إلى ما يصير أمر الناس إليه فانك أصوب ما تكون رأيا حين تستقبل الأمر استقبالا ( 1 ) .


              وفي فتوح أعثم ومقتل الخوارزمي بعده : فقال له الحسين : يا أخي والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية أبدا وقد قال ( ص ) : اللهم لا تبارك في يزيد ، فقطع محمد بن الحنفية الكلام وبكى فبكى معه الحسين ساعة ثم قال : جزاك الله يا أخي عنى خيرا لقد نصحت وأشرت بالصواب وأنا أرجو أن يكون ان شاء الله رأيك موفقا مسددا وانى قد عزمت على الخروج إلى مكة ، وقد تهيأت لذلك أنا وإخوتى وبنو اخوتى وشيعتي وأمرهم أمري ورأيهم رأيي واما أنت يا أخي فلا عليك أن تقيم بالمدينة فتكون لى عينا عليهم ولا تخف على شيئا من أمورهم . ثم دعا بدواة وبياض وكتب ( 2 ) هذه الوصية لأخيه محمد .

              1 ) إرشاد الشيخ المفيد ص 183 . 2 ) فتوح أعثم 5 / 32 - 33 ( * ).

              تعليق


              • #52
                - معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 3 ص 50 : -



                وصية الحسين ( ع ) ( 1 )


                بسم الله الرحمن الرحيم - هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبى طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية ان الحسين يشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله ، جاء بالحق من عند الحق ، وأن الجنة والنار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وانى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وانما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ( ص ) ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبى على بن أبى طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد على هذا أصبر حتى يقضى الله بينى وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين وهذه وصيتي يا أخي إليك وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب . ثم طوى الحسين الكتاب وختمه بخاتمه ودفعه إلى أخيه محمد ثم ودعه وخرج في جوف الليل ( 2 ) .

                1 ) اخترنا لفظ محمد بن أبى طالب الموسوي حسب رواية المجلس في البحار 44 / 329 .
                2 ) في فتوح أعثم 5 / 34 ، مقتل الخوارزمي 1 / 188 وبعد سيرة جدي وأبى ، أضافت يد التحريف " وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم " وان الراشدين اصطلاح تأخر استعماله عن عصر الخلافة الأموية ولم يرد في نص ثبت وجوده قبل ذلك ويقصد بالراشدين الذين أتوا إلى الحكم بعد رسول الله متواليا من ضمنهم الإمام علي ، فلا يصح ان يعطف الراشدين على اسم الإمام ، كل هذا يدلنا على أن الجملة أدخلت في لفظ الإمام الحسين . ( * )

                - ج 3 ص 51 -


                مسير الإمام الحسين ( ع ) إلى مكة المكرمة


                وروى الطبري والمفيد : أن الوليد أرسل إلى ابن الزبير بعد خروج الحسين فطاوله حتى خرج في جوف الليل إلى مكة وتنكب الطريق فلما أصبحوا سرح في طلبه الرجال فلم يدركوه فرجعوا وتشاغلوا به عن الحسين ( ع ) فلما أمسوا ، أرسل إلى الحسين فقال لهم : أصبحوا ثم ترون ونرى ، فكفوا عنه فسار من ليلته إلى مكة وهو يتلو ( فخرج منها خائفا يترقب قال : رب نجنى من القوم الظالمين ) وأبى ان يتنكب الطريق الاعظم مثل ابن الزبير ( 1 ) .


                وفى تاريخ الطبري وغيره ، أن عبد الله بن عمر التقى بالحسين وابن الزبير في الطريق فقال لها : اتقيا الله ولا تفرقا جماعة المسلمين ( 2 ) .

                ولقى الحسين - أيضا - عبد الله بن مطيع ، فقال له : جعلت فداك اين تريد ؟ قال : اما الآن فمكة وأما بعد فاني استخير الله قال : خار الله لك وجعلنا فداءك فإذا أتيت مكة فإياك أن تقرب الكوفة فإنها بلدة مشؤومة بها قتل أبوك وخذل أخوك واغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه .

                الزم الحرم فانك سيد العرب لا تعدل بك أهل الحجاز أحدا ويتداعى إليك الناس من كل جانب لا تفارق الحرم فداك عمى وخالي فوالله لئن هلكت لنسترقن بعدك ، وسار الحسين حتى دخل مكة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان وهو يقرأ : " ولما توجه تلقاء مدين ، قال : عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل " ، ودخل ابن الزبير مكة ولزم الكعبة ، يصلى عندها عامة النهار ، ويطوف

                1 ) تاريخ الطبري 6 / 190 ، وارشاد المفيد ص 184 2 ) تاريخ الطبري 6 / 191 ( * ) .

                - ج 3 ص 52 -


                ويأتي حسينا في من يأتيه ، ويشير عليه بالرأي ، وهو أثقل خلق الله على ابن الزبير ، قد عرف ان أهل الحجاز لا يبايعونه أبدا ما دام الحسين بالبلد وأنه أعظم في أعينهم وأنفسهم منه وأطوع في الناس منه ( 2 ) . فأقبل أهلها يختلفون إليه ويأتيه المعتمرون وأهل الافاق ( 2 ) .

                وفي هذه السنة عزل يزيد الوليد وولى على الحرمين عمرو بن سعيد ( 3 ) وبلغ أهل الكوفة موت معاوية وامتناع الحسين وابن الزبير وابن عمر عن البيعة فاجتمعوا وكتبوا إليه كتابا واحدا . . . أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزل على هذه الأمة فابتزها أمرها وتآمر عليها بغير رضى منها . . . فبعدا له كما بعدت ثمود انه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق والنعمان بن بشير - الوالي - في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا عيد ولو قد بلغنا أنك قد أقبلت أخرجناه حتى نلحقه بالشام . . .

                وبعثوا بالكتاب مع رجلين فاغذا السير حتى قدما على الإمام الحسين لعشر مضين من شهر رمضان . ثم مكثوا يومين وسرحوا إليه ثلاثة رجال معهم نحوا من ثلاث وخمسين صحيفة من الرجال والاثنين والأربعة ثم لبثوا يومين آخرين وأرسلوا رسولين وكتبوا معهما . . . إلى الحسين بن على من شيعته المؤمنين والمسلمين ، أما بعد فحى هلا فان الناس ينتظرونك ولا رأى لهم في غيرك فالعجل العجل والسلام عليك . وكتب إليه رؤوس من رؤساء الكوفة كتابا ورد فيه : فأقدم على جند لك مجندة والسلام عليك ( 4 ) .

                وفي رواية الطبري : كتب إليه أهل الكوفة " أنه معك مائة ألف " ( 5 ) .

                1 ) تاريخ الطبري 6 / 196 - 197 .
                2 ) الطبري 6 / 196 .
                3 ) الطبري 6 / 191 . 4 ) الطبري 6 / 197 ، وراجع انساب الاشراف ص 157 - 158 .
                5 ) الطبري 6 / 221 ، ومثير الأحزان ص 16 ( * ).

                - ج 3 ص 53 -


                إرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة

                وهكذا تلاقت الرسل وتكدست الكتب لديه فكتب الإمام في جوابهم . . . إلى الملا من المؤمنين والمسلمين أما بعد . . . قد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلكم انه ليس علينا إمام فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق وقد بعثت إليكم أخي وابن عمى وثقتي من أهل بيتي وأمرته أن يكتب إلى بحالكم وأمركم ورأيكم فان كتب إلى أنه قد أجمع رأى ملئكم وذوى الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم ، أقدم عليكم وشيكا ان شاء الله فلعمري ما الإمام الا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله والسلام ( 1 ) .

                وأرسل إليهم مسلم بن عقيل ( 2 ) فاقبل حتى دخل الكوفة فاجتمع إليه الشيعة واستمعوا إلى كتاب الحسين وهم يبكون وبايعه ثمانية عشر ألفا ( 3 ) .

                فكتب مسلم بن عقيل إلى الحسين : أما بعد فان الرائد لا يكذب أهله وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فعجل الإقبال حين يأتيك كتابي فان الناس كلهم معك ليس لهم في آل معاوية رأى ولا هوى والسلام ( 4 ) .

                وفي رواية بايع مسلم بن عقيل خمسة وعشرون ألفا .

                1 ) الطبري 6 / 198 ، والأخبار الطوال للدينورى 238 .
                2 ) الطبري 6 / 198 .
                3 ) الطبري 6 / 211 ، ومثير الأحزان ص 21 ، واللهوف ص 10 .
                4 ) الطبري 6 / 211 ( * ).

                - ج 3 ص 54 -


                وفي رواية أخرى أربعين ألفا ( 1 ) .

                قال المؤلف : ولعل أهل الكوفة استمروا على البيعة لمسلم بعد إرساله الكتاب إلى الإمام الحسين حتى بلغوا خمسا وعشرين أو أربعين ألفا .

                قال الطبري : اجتمع ناس من الشيعة بالبصرة وتذاكروا أمر الحسين والتحق بعضهم به وسار معه حتى استشهد وكتب إليهم الحسين يستنصرهم ( 2 ) .

                قال : وعزل يزيد نعمان بن بشير عن ولاية الكوفة وولى عبيد الله بن زياد عليها ( 3 ) بالإضافة إلى ولايته على البصرة وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل حتى يقتله فقدم الكوفة وتتبع الشيعة فثار عليه مسلم بن عقيل وخذله من بايعه من أهل الكوفة وبقى وحيدا يحارب جنود ابن زياد فضرب بسيف قطع شفته العليا ونصلت ثناياه وأخذوا يرمونه بالحجارة من فوق البيوت ويلهبون النار في أطنان القصب ثم يقلبونها عليه فتقدم إليه محمد بن الأشعث وقال : لك الأمان لا تقتل نفسك وكان قد أثخن بالحجارة وعجز عن القتال وانبهر وأسند ظهره إلى جنب الدار فدنا منه ابن الأشعث فقال : لك الأمان قال : آمن أنا ؟ قال : نعم . وقال القوم أنت آمن .

                فقال : أما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم فاجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه من عنقه فقال : هذا أول الغدر أين أمانكم ؟ ثم أقبل على ابن الأشعث وقال له : انى أراك والله ستعجز عن أماني فهل عندك خير ؟ تستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني يبلغ حسينا فاني لا أراه الا قد خرج إليكم اليوم مقبلا أو هو خارج غدا هو وأهل بيته وان ما ترى من جزعي لذلك فيقول : ان ابن عقيل بعثني إليك وهو في أيدي القوم أسير لا يرى أن تمشى حتى تقتل ، ارجع بأهل بيتك ولا يغرك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل ، ان أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لمكذوب رأي . فقال الأشعث : والله لافعلن ولاعلمن ابن زياد اني قد أمنتك .

                وادخل مسلم على ابن زياد على تلك الحالة وجرى بينهم محاورة فقال له ابن زياد لعمري لتقتلن . قال : كذلك ؟ قال : نعم قال : فدعني أوص إلى بعض قومي فنظر إلى جلساء

                1 ) تاريخ ابن عساكر 649 . 2 ) الطبري 6 / 198 - 200 . 3 ) الطبري 6 / 199 - 215 ( * ) .

                - ج 3 ص 55 -


                عبيد الله وفيهم عمر بن سعد . فقال : يا عمر ان بيني وبينك قرابة ولى إليك حاجة وقد يجب لي عليك نجح حاجتي وهو سر ، فأبى أن يمكنه من ذكرها فقال له عبيد الله : لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك فقام معه فجلس حيث ينظر إليه ابن زياد فقال له : ان على بالكوفة دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمائة درهم فاقضها عنى وانظر جثتي فاستوهبها من ابن زياد فوارها وابعث إلى حسين من يرده فانى قد كتبت إليه أعلمه ان الناس معه ولا أراه الا مقبلا .

                فاخبر ابن سعد ابن زياد بما قال مسلم فقال ابن زياد . انه لا يخونك الأمين ولكن يؤتمن الخائن وأمر بمسلم ان يصعد به فوق القصر ويضرب عنقه فقال لابن الأشعث : أما والله لولا أنك أمنتني ما استسلمت قم بسيفك دوني فقد أخفرت ذمتك فصعد به وهو يكبر ويستغفر ويصلى على ملائكة الله ورسله ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا وأذلونا . واشرف به وضربت عنقه وأتبع جسده رأسه .

                وأمر ابن زياد بهانئ بن عروة فاخرج إلى السوق فضرب عنقه وأرسل ابن زياد برأسيهما مع كتاب إلى يزيد فكتب إليه يزيد : أما بعد فانك لم تعد ان كتب كما أحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش فقد أغنيت وكفيت وصدقت ظني بك ورأيي فيك . . . الكتاب ( 1 ) .

                1 ) الطبري 6 / 199 - 215 ، وارشاد المفيد 199 - 200 ( * ).



                يتبع..........

                تعليق


                • #53
                  - معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 3 ص 56 : -



                  عزم الإمام الحسين ( ع ) على المسير إلى العراق


                  هكذا استشهد مسلم بن عقيل ، أما الإمام الحسين فقد استعد بعد تسلمه كتاب سفيره مسلم - الآنف الذكر - للتوجه إلى العراق ولما علم ابن الزبير بقصده قال له : أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها ، ثم خشي أن يتهمه فقال : أما انك لو أقمت بالحجاز ثم أردت هذا الأمر ههنا ما خولف عليك ان شاء الله ولما خرج من عند الإمام الحسين قال الإمام : ان هذا ليس شئ يؤتاه من الدنيا أحب إليه من أن أخرج من الحجاز إلى العراق وقد علم أنه ليس له من الأمر معي شئ وان الناس لم يعدلوه بى فود أنى خرجت منها لتخلوله ( 1 ) .


                  وفي يوم التروية التقيا بين الحجر والباب فقال له ابن الزبير : ان شئت أقمت فوليت هذا الأمر آزرناك وساعدناك ونصحناك وبايعناك فقال له الحسين : ان أبى حدثني أن بها كبشا يستحل حرمتها فما أحب أن أكون ذلك الكبش فقال له ابن الزبير : فأقم ان شئت وتوليني أنا الأمر فتطاع ولا تعصى فقال : وما أريد هذا ثم انهما أخفيا كلامهما ( 2 ) .

                  وفى رواية : فسار ابن الزبير الحسين فالتفت إلينا الحسين ، فقال : يقول ابن الزبير : أقم في هذا المسجد أجمع لك الناس ، ثم قال : والله لئن أقتل خارجا منها أحب إلى من أن أقتل داخلا منها بشبر ، وايم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام

                  1 ) الطبري 6 / 216 . 2 ) الطبري 6 / 317 ، وراجع انساب الاشراف ص 164 ( * ).

                  - ج 3 ص 57 -


                  لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم ووالله ليعتدن على كما اعتدت اليهود في السبت ( 1 ) .

                  وفى تاريخ ابن عساكر وابن كثير : لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلى من أن تستحل بى يعنى مكة ( 3 ) . ثم طاف الحسين بالبيت وبين الصفا والمروة وقص من شعره وأحل من احرامه وجعلها عمرة ( 3 ) .


                  الحسين مع ابن عباس :

                  وفي تاريخ الطبري وغيره ، لما عزم على الخروج أتاه ابن عباس وقال له في ما قال : أقم في هذا البلد فانك سيد أهل الحجاز فان كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب إليهم فلينفوا عاملهم وعدوهم ، ثم أقدم عليهم فان أبيت الا أن تخرج فسر إلى اليمن فان بها حصونا وشعابا وهى أرض عريضة طويلة ولأبيك بها شيعة وأنت عن الناس في عزلة فتكتب إلى الناس وترسل وتبث دعاتك . فاني أرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحب . فقال له الحسين : يا ابن عم إني والله أعلم أنك ناصح مشفق وقد أزمعت وأجمعت المسير ، فقال له ابن عباس : فان كنت سائرا فلا تسر بنسائك وصبيتك ، فاني خائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه ، وفي الأخبار الطوال بعده قال الحسين : يا بن عم ما أرى الخروج إلا بالأهل والولد ( 4 ) .

                  وفي رواية : فقال الحسين : لئن اقتل بمكان كذا وكذا أحب إلى من أن أقتل بمكة وتستحل بى ، فبكى ابن عباس ( 5 ).

                  وفي رواية فقال : فذلك الذي سلا بنفسي عنه ( 6 ) .


                  كتابه إلى بني هاشم :

                  في كامل الزيارة قال : كتب الحسين بن علي من مكة إلى محمد بن على :

                  1 ) الطبري 6 / 217 ، ابن الأثير 4 / 16 ، وقوله " ليعتدن على . . . " في طبقات ابن سعد ح - 278 ، وتاريخ ابن عساكر ح - 664 ، وابن كثير 8 / 166 .
                  2 ) تاريخ ابن عساكر ح - 648 ، وابن كثير 8 / 166 .
                  3 ) ارشاد المفيد ص 201 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 166 .
                  4 ) الطبري 6 / 216 - 217 ، وابن الأثير 4 / 16 ، والأخبار الطوال ص 244 .
                  5 ) تاريخ ابن عساكر بترجمة الامام الحسين الحديث 642 - 644 ، وابن كثير 8 / 165 ، وذخائر العقبى ص 151 ، ومقتل الخوارزمي 1 / 219 .
                  6 ) معجم الطبراني ح - 93 ، ومجمع الزوائد 9 / 192 ( * ) .

                  - ج 3 ص 58 -


                  بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى محمد بن على ومن قبله من بني هاشم ، أما بعد : فان من لحق بى استشهد ومن تخلف لم يدرك الفتح والسلام ( 1 ) .

                  قال ابن عساكر : وبعث حسين إلى المدينة فقدم عليه من خف معه من بنى عبد المطلب . . . وتبعهم محمد بن الحنفية بمكة . . . ( 2 )


                  الإمام الحسين مع أخيه محمد بن الحنفية :

                  في اللهوف : سار محمد بن الحنفية إلى الحسين ( ع ) في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكة ، فقال : يا أخي ان أهل الكوفة من عرفت غدرهم بأبيك وأخيك وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى ، فان رأيت أن تقيم فانك أعز من في الحرم وأمنعه ، فقال : يا أخي خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم ، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت . . . ( 3 )


                  خروج الإمام الحسين من مكة وممانعة رسل الوالي إياه :

                  خرج الإمام الحسين من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة ( 4 ) فاعترضه رسل الوالي من قبل يزيد عمرو بن سعيد ، وتدافع الفريقان واضطربوا بالسياط ، وامتنع الحسين وأصحابه منهم امتناعا قويا ، ومضى فنادوه : يا حسين ألا تتقي الله تخرج من الجماعة وتفرق بين هذه الأمة فتأول حسين قول الله عزوجل : " لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون " ( 5 ) .


                  مع عبد الله بن جعفر وكتاب الوالي :

                  فكتب إليه عبد الله بن جعفر مع ابنيه عون ومحمد : أما بعد ، فاني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي فاني مشفق عليك من الوجه الذي توجه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك ، وان هلكت اليوم طفئ نور الأرض ، فانك علم

                  1 ) كامل الزيارة ص 75 باب 75 ، وفى اللهوف عن الكليني : ان هذا الكتاب كتبه إليهم لما فصل من مكة ولفظه من الحسين بن على إلى بني هاشم اما بعد ، فانه من لحق بى منكم استشهد ومن تخلف عنى لم يبلغ الفتح ، اللهوف ص 25 ومثير الأحزان ص 27 .
                  2 ) ترجمة الإمام الحسين في تاريخ ابن عساكر ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 343 .
                  3 ) اللهوف ص 24 - 25 .
                  4 ) الطبري 6 / 211 .
                  5 ) الطبري 6 / 217 - 218 ، وابن الأثير 4 / 17 ، وابن كثير 8 / 166 ، وانساب الاشراف ص 164 ( * ).

                  - ج 3 ص 59 -


                  المهتدين ، ورجاء المؤمنين ، فلا تعجل بالسير ، فاني في اثر الكتاب والسلام . وطلب من عمرو بن سعيد أن يكتب له أمانا ويمنيه البر والصلة ويبعثه إليه ، فكتب : أما بعد ، فاني أسأل الله ان يصرفك عما يوبقك ، وان يهديك لما يرشدك ، بلغني أنك توجهت إلى العراق ، واني أعيذك بالله من الشقاق ، فاني أخاف عليك فيه الهلاك ، وقد بعث إليك عبد الله بن جعفر ، ويحيى بن سعيد - أخا الوالي - فاقبل إلي معهما ، فان لك عندي الأمان ، والصلة والبر وحسن الجوار . . فذهبا بالكتاب ولحقا الإمام الحسين ، واقرأه يحيى الكتاب فجهدا به وكان مما اعتذر به أن قال : اني رأيت رؤيا فيها رسول الله ( ص ) وأمرت فيها بأمر انا ماض له على كان أولي ، فقالا : فما تلك الرؤيا ؟ قال : ما حدثت بها احدا وما انا محدث بها حتى ألقى ربى ( 1 ) .


                  وكتب الإمام الحسين في جواب عمرو بن سعيد : اما بعد فانه لم يشاقق الله ورسوله من دعا إلى الله عزوجل وقال : انني من المسلمين ، وقد دعوت إلى الأمان والبر والصلة ، فخير الأمان أمان الله ، ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا ، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة فان كنت نويت بالكتاب صلتي وبرى ، فجزيت خيرا . . . ( 2 )


                  كتاب عمرة بنت عبد الرحمن :

                  وفي تاريخ ابن عساكر : كتبت إليه عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد ان يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة ، وتخبره أنه انما يساق إلى مصرعه ، وتقول : اشهد لحدثتني عائشة انها سمعت رسول الله ( ص ) يقول : يقتل حسين بأرض بابل ، فلما قرأ كتابها ، قال : فلابد لي إذا من مصرعي ، ومضى ( 3 ) .


                  مع ابن عمر :

                  وفيه أيضا : ان عبد الله بن عمر كان بمال له فبلغه ان الحسين بن على قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ونهاه عن المسير إلى العراق فأبى الحسين ،

                  1 ) الطبري 6 / 219 - 220 ، ابن الأثير 3 / 17 ، وابن كثير 8 / 167 ، وفي 163 منه بايجاز وارشاد المفيد ص 202 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 343 .
                  2 ) في الطبري وابن الأثير وابن كثير تتمة للخبر السابق .
                  3 ) تاريخ ابن عساكر بعد الحديث 653 . وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية أكثرت عن عائشة ثقة من الثالثة ماتت قبل المائة . تقريب التهذيب 2 / 607 ( * ) .

                  - ج 3 ص 60 -


                  فاعتنقه ابن عمر ، وقال : استودعك الله من قتيل ( 1 ) .


                  وفي فتوح أعثم ومقتل الخوارزمي ومثير الأحزان وغيرها واللفظ للأخير : ان ابن عمر لما بلغه توجه الحسين إلى العراق لحقه وأشار عليه بالطاعة والانقياد ، فقال له الحسين : يا عبد الله أما علمت أن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل - إلى قوله - فلم يعجل الله عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ، ثم قال : اتق الله يا ابا عبد الرحمن ولا تدعن نصرتي ( 2 ) .

                  1 ) تاريخ ابن عساكر ح ؟ 645 و 646 ، وتهذيبه 4 / 329 ، وقد اوردنا موجزا من الحديث . وانساب الاشراف ح 21 ص 163.
                  2 ) فتوح أعثم 5 / 42 - 43 ، والمقتل 1 / 192 - 193 ، ومثير الأحزان 29 ، واللهوف ص 13 ، ويبدو ان ابن عمر حاور الحسين في هذا الأمر مرتين أولاهما عند توجهه إلي مكة والثانية بعد خروجه منها متوجها إلى العراق . ( * )


                  يتبع...........

                  تعليق


                  • #54
                    معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري ج 3 ص 61 : -



                    توجه الإمام الحسين ( ع ) إلى العراق


                    خطبة الأمام ( ع ) : وفي مثير الأحزان بعد المحاورة السابقة : ثم قام خطيبا فقال : الحمد لله وما شاء الله ، ولا قوة الا بالله ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع انا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا ، فيملان مني أكراشا جوفا وأحوية سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم ، رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله لحمته ، وهي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقر بهم عينه وينجز بهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته ، وموطنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل معنا فاني راحل مصبحا إن شاء الله ( 1 ) .


                    لفت نظر :

                    لم نتوخ في إيراد هذه المحاورات تسجيلها حسب تسلسلها الزماني أو المكاني كي نبحث عنها كذلك ثم نرتب تدوينها حسبما يؤدى إليه البحث لانا استهدفنا في هذا البحث اعطاء صورة عن رؤية الإمام الحسين ورؤية معاصريه لواقعة استشهاده لنتمكن من معرفة حكمة استشهاده وآثارها ، وكان يكفينا في هذا المقام إيراد المحاورات والحوادث حسبما أدى إليه ظننا وهكذا فعلنا .

                    1 ) مثير الأحزان ص 29 ، وفى اللهوف ص 23 انه خطب بها في مكة لما عزم على الخروج وفى لفظه " أجربة سغبا . ( * ) "

                    - ج 3 ص 62 -


                    أوامر الخليفة يزيد :

                    ولما بلغ نبأ مسير الإمام إلى يزيد كتب إلى ابن زياد : انه قد بلغني ان حسينا قد سار إلى الكوفة وقد ابتلى به زمانك من بين الأزمان ، وبلدك من بين البلدان ، وابتليت به أنت من بين العمال ، وعندها تعتق أو تعود عبدا كما تعتبد العبيد ( 1 ) .

                    لعل يزيد يشير في كتابه إلى أن زيادا والد عبيد ابن زياد ، ولد من أبوين عبدين وهما عبيد وسمية ، وبعد ان الحقه معاوية بابيه أبى سفيان ، أصبح أمويا ( 2 ) ومن الأحرار في حساب العرف القبلي الجاهلي ، وان يزيد يهدد ابنه ابن زياد : انه ان لم يقم بواجبه في القضاء على الحسين فانه سينفيه من نسب آل أبي سفيان فيعود عبدا .

                    وفي رواية : ان عمرو بن سعيد أيضا كتب إلى ابن زياد نظير هذا الكتاب ( 3 ) .


                    مع الفرزدق : سار الإمام الحسين حتى انتهى إلى الصفاح ( 4 ) فلقيه الفرزدق بن غالب الشاعر فقال للإمام : بأبي وأمي يا ابن رسول الله ما أعجلك عن الحج فقال : لو لم أعجل لأخذت .

                    ثم سأل الفرزدق عن نبأ الناس خلفه فقال له الفرزدق : قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء . فقال له الحسين : صدقت لله الأمر ، والله يفعل ما يشاء ، وكل يوم ربنا في شأن ان نزل القضاء بما نحب فنحمد الله على نعمائه ، وهو المستعان على أداء الشكر وان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته ، والتقوى سريرته ، ثم حرك الحسين راحلته فقال : السلام عليك ( 5 ) .

                    1 ) تاريخ ابن عساكر ح - 657 ، وفى ح - 656 أمره بمحاربته ، وفى تهذيبه 4 / 332 ، ومعجم الطبراني ح - 80 ، وانساب الاشراف للبلاذرى بترجمة الحسين ح 180 ص 160 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 344 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 165 .
                    2 ) راجع كتاب عبد الله بن سبأ ج 1 فصل استلحاق زياد .
                    3 ) تاريخ ابن عساكر ح - 653 ، وتهذيبه 4 / 326 ، وتاريخ ابن كثير 8 / 165 ، وتاريخ الإسلام للذهبي 2 / 343 .
                    4 ) الصفاح بين حنين وانصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة .
                    5 ) الطبري 6 / 218 ، وابن الأثير 4 / 16 ، وإرشاد المفيد ص 201 ، وابن كثير 8 / 168 ، وانساب الاشراف ص 165 - 166 . ( * )

                    - ج 3 ص 63 -


                    ولما بلغ الحاجر أرسل إلى أهل الكوفة بكتاب يخبرهم فيه انه خرج من مكة يوم التروية متجها إليهم ( 1 ) .


                    مع عبد الله بن مطيع ( 2 ) :

                    وفي بعض المياه التقى بعبد الله بن مطيع العدوي فقال له : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما أقدمك ؟ فاخبره الحسين بخبره فقال ابن مطيع : أذكرك الله يا ابن رسول الله وحرمة الإسلام ان تنتهك ، أنشدك الله في حرمة رسول الله ( ص ) ، أنشدك الله في حرمة العرب ، فوالله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك : ولئن قتلوك لا يهابون بعدك أحدا أبدا ، والله انها لحرمة الإسلام تنتهك وحرمة قريش وحرمة العرب ، فلا تفعل ولا تأت الكوفة ولا تعرض لبني أمية ، فأبى الا أن يمضي ( 3 ) .

                    وفي رواية ، فقال الحسين : لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ، ثم ودعه ومضى ( 4 ) .


                    من رأى ان الحسين ( ع ) لا يجوز فيه السلاح :

                    خلافا لمن سبق ذكر رأيه كان عبد الله بن عمرو بن العاص من عصبة الخلافة من الصحابة يأمر الناس بإتباع الإمام الحسين ، قال الفرزدق بعد ذكره لقاءه للإمام الحسين : ثم مضيت فإذا بفسطاط مضروب في الحرم وهيئته حسنة فاتيته فإذا هو لعبد الله بن عمرو بن العاص فسألني فاخبرته بلقاء الحسين بن علي ، فقال لي : ويلك فهلا اتبعته : فوالله سيملكن ولا تجوز السلاح فيه ولا في أصحابه . قال : فهممت والله ان الحق به ووقع في قلبي مقالته ثم ذكرت الأنبياء وقتلهم فصدني ذلك عن اللحاق بهم . . . الحديث ( 5 ) .

                    1 ) الطبري 6 / 223 - 224 ، الأخبار الطوال للدينورى ص 245 ، وكان الحاجر ببطن الرمة ويجتمع فيه أهل الكوفة والبصرة بطريق مكة - مادة الحاجر وبطن الرمة بمعجم البلدان وراجع انساب الاشراف ص 166 .
                    2 ) عبد الله بن مطيع بن الاسود العدوى المدني ، له رؤية ، وكان رأس قريش يوم الحرة وأمره ابن الزبير على الكوفة ثم قتل معه سنة ثلاث وسبعين اخرج حديثه البخاري ومسلم . تقريب التهذيب 2 / 452 .
                    3 ) الطبري 6 / 224 ، وإرشاد المفيد ص 203 ، وانساب الاشراف ص 155 .
                    4 ) الأخبار الطوال للدينورى 246 .
                    5 ) الطبري 6 / 218 - 219 . ( * )

                    - ج 3 ص 64 -


                    مع زهير بن القين :

                    سار الإمام الحسين حتى نزل زرود فالتقى فيها بزهير بن القين - وكان عثمانيا ( 1 ) قال الراوي الذي كان مع زهير : اقبلنا من مكة نساير الحسين فلم يكن شئ أبغض إلينا من ان نسايره في منزل فإذا سار الحسين تخلف زهير وإذا نزل تقدم ، حتى نزلنا منزلا لم نجد بدا من ان ننازله فيه ، فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب ، فبينا نحن جلوس نتغذى إذ أقبل رسول الحسين فسلم ، وقال : يا زهير بن القين ان ابا عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه ، قال : فطرح كل انسان ما في يده حتى كاننا على رؤوسنا الطير .

                    فقالت له زوجته : أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه ؟ سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ! فأتاه زهير بن القين ، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه ، فأمر بفسطاطه ومتاعه فحمل إلى الحسين ، ثم قال لامرأته : أنت طالق ! الحقي بأهلك ، فاني لا أحب ان يصيبك من سببي الا خير ، ثم قال لأصحابه : من أحب منكم أن يتبعني والا فانه آخر العهد .

                    وفي رواية : من أحب منكم الشهادة فليقم ومن كرهها فليتقدم ( 2 ) . إني سأحدثكم حديثا غزونا بلنجر ففتح الله علينا وأصبنا غنائم ، فقال لنا سلمان الباهلي : أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من المغانم ؟ فقلنا : نعم . فقال لنا : إذا أدركتم شباب آل محمد - وفي رواية : سيد شباب أهل محمد ( 3 ) فكونوا أشد فرحا بقتالكم معهم بما أصبتم من الغنائم فاما أنا فاستودعكم الله 4 فقالت له زوجته : خار الله لك وأسألك ان تذكرني يوم القيامة عند جد الحسين ( ع ) .

                    1 ) في انساب الاشراف ط . الأولى ، 1397 ص 168 وص 167 وتاريخ ابن الأثير 4 / 17 انه كان عثمانيا وزرود في وسط رمال عالج كان منزلا للحاج العراقى .
                    2 ) الأخبار الطوال ص 246 - 247 ، وأنساب الاشراف ص 168 .
                    3 ) ابن الأثير 4 / 17 .
                    4 ) نقلنا الرواية من الطبري 6 / 224 - 225 ، وسلمان المذكور في الخبر هو ابن ربيعة الباهلي ارسله الخليفة عثمان لغزو اران من آذربايجان ففتح كورها صلحا وحربا وقتل خلف نهر بلنجر ، فتوح البلدان ص 240 - 241 ، وراجع اسد الغابة ترجمته 2 / 225 .



                    يتبع.............

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x

                    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                    صورة التسجيل تحديث الصورة

                    اقرأ في منتديات يا حسين

                    تقليص

                    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                    يعمل...
                    X