وارث علم الصدرين

بسم الله الرحمن الرحيم  قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَــيْها وَما أَنـا عَلَـيْكُمْ بِـحَفِيظٍ  سماحة السيد محمود الحسني (دام ظله) من مواليد 1965 مـ ولد في الكاظمية ، أكمل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ، ثم دخل في جامعة بغداد كلية الهندسة – قسم مدني ، وتخرج منها ودخل الحوزة في النجف الاشرف في أواسط التسعينيات وجد واجتهد فنال الاجتهاد بفترة زمنية قصيرة لا تتجاوز ثمان سنوات. وواجه سماحة السيد الحسني (دام ظله) الكثير من الشبهات فور تصديه للمرجعية، وبالرغم من كل الشبهات والتشكيكات التي تــُثار حول قضية السيد الحسني (دام ظله) ولكنه يتمتع بعدة أمور لم يتمتع بها غيره من مراجع الدين العاملين (حفظهم الله وأيدهم) في داخل وخارج العراق , ورغم ذلك يوجد الكثيرون يجهلون واقع هذا المفكر الإسلامي وان البعض يسمع من أولئك المشككين في أصل اجتهاده فسأشير باختصار إلى هذه النقطة حيث أن الفقهاء في كتبهم ومصنفاتهم أجمعوا على أن الدال على الاجتهاد – ملكة الاستنباط – وتـُعْرَفْ بالحث الاستدلالي التام الأصولي أو الفقهي التام أو بحثه الخارج الأصولي وكذلك للتقريرات على دروس أساتذته على مستوى البحث الخارج لها مدخلية للإشارة إلى اجتهاد صاحبها , أي أن الأثر يدل على المؤثر , والحمد لله أن سيدنا الحسني (دام ظله) يملكها جميعاً وزيادة وإذا شك أحد في مدى تماميتها وتفوقها على مستوى أقرانه فما عليك إلا أن تطلب ما تقدم من مكاتب سماحته (دام ظله) واذهب بها إلى أي مرجع قادر للتقييم واطلب منهُ تحديد أي موطن خاطئ أو قابل لاستشكال أو اطلب منهُ أن يحدد مواطن الركاكة فيها وبعد هذه المقدمة البسيطة أورد لك بعض الأمور التي اختص بها السيد الحسني (دام ظله) دون غيره : 1 – أكمل السيد الحسني (دام ظله) حلقات الأصول للسيد محمد باقر الصدر (قدس سره) مع تقريرات الشيخ المظفر (قدس سره) واللمعة الدمشقية قبل دخوله الحوزة العلمية في النجف الاشرف . 2 – هو المرجع الوحيد الذي ينتسب إلى مدرسة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) واستطاع رد إشكالات الشيخ الفياض (دام ظله) التي أشكل بها الشيخ الفياض على السيد محمد باقر الصدر . وذلك فـي كتـاب (الفكر المتين) مطبوع منه جزئين والثالث مخطوط وربما تصل إلى أكثر من ذلك حيث سجل الإشكالات والتعليقات التي أوردها بعض الأساتذة والعلماء مثل سماحة الشيخ الفياض (دام ظله) , السيد الهاشمي (دام ظله) على سماحة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) ثم قام بدفع تلك الإشكالات بأسلوب واضح , وتنقسم بحوثه في هذا المصنف (الفكر المتين) إلى ثلاثة أقسام : المدخل وبحوث الأدلة اللفظية والبحوث الأصولية وهذه البحوث تعتبر المتن , أما التعليقات فتشير إلى ما تمسك به سماحته (دام ظله) من آراء ونظريات أصولية يقطع فيها إلى عدم تمامية ما سجل على مباني السيد الصدر الأول (قدس سره) من إشكالات . 3 – يعتبر سماحته (دام ظله) المرجع الأول في العالم الإسلامي الذي استطاع أن يَرد إشكالات السيد الصدر الثاني (قدس سره) حيث إن الصدر الثاني عندما قـَدَّمَ تلك الإشكالات لم يستطع ردها أي مرجع لا في النجف ولا في خارج النجف , وعندما استطاع السيد الحسني (دام ظله) أن يرد تلك الإشكالات وقدمها إلى أستاذه الصدر الثاني (قدس سره) في كتابيه (مبحث الضد) و (حالات خاصة في الأمر) وعندما أطلـَعَ سماحة السيد الشهيد الصدر الثاني على هذه البحوث بتقريراتها وتعليقاتها التامة ابتهج السيد الصدر (قدس سره) لهذا المستوى وكتب هذهِ المقدمة الخطية التي يشير فيها إلى تمامية هذه البحوث والتقريرات العلمية حيث جاء فيها :- (( لقد استقرأت بالجملة هذا البحث الجليل الذي تفضل بهِ هذا السيد الجليل (دام عزه) فوجدته وافيا ً بالمقصود مسيطرا ً على المطلوب ... )) . 4 – هو الوحيد من طلبة السيد محمد صادق الصدر (قدس سره) الذي تمكن من الإشكال على مباني السيد الخوئي (قدس سره) وثبتها في كتابه (نجاسة الخمر) وطلب من المراجع الذين يتبنون مباني السيد الخوئي (قدس سره) طلب منهم تقييما ً ولم يرد أحد منهم أي إشكال أو رد علمي . 5 – يعتبر سماحته (دام ظله) هو الوحيد الذي دخل البحث الخارجي خلال سنة أو أقل استطاع أن ينقض ويستشكل ويرد إشكالات ومباني أساتذته وثبت ذلك بتقريرات سجلها . 6 – يعتبر (دام ظله) هو المرجع الوحيد الذي دخل في أواسط التسعينات وخلال أقل من عشر سنوات حصل على الاجتهاد والأعلمية والولاية العامة ولم يكن ذلك مجرد دعوى وإنما أيد ذلك بأدلة ومؤيدات علمية عددها إحدى وعشرين مؤيد ودليل لأحقية قضيته . 7 – هو المرجع الوحيد الذي أشكل وفند آراء صاحب كتاب (القول الفصل) _ دام عزه – الذي قال صاحبه في مقدمة الكتاب ( .... أنا لا أستعجل في الحكم على قيمة هذا الكتاب ... وعلى الفضلاء الذين يرشدون إلى الأعلم أن كان أعلمهم ليس أعلما ً في هذه المسألة فعليهم أن يرشدوا إلى الأعلم فيها ...) . كما هو واضح فإن صاحب هذا الكتاب (القول الفصل) طرح هذا البحث على مستوى ترجيح الأعلمية ولكن سماحة السيد الحسني (دام ظله) ومن منطلق تحمل المسؤولية والأمانة العلمية تقدم ونقض على هذا البحث حيث قدم ( 35 ) موردا ً وكل مورد يشمل على العديد من الإشكالات وبالمعدل ثلاثة إشكالات , وبهذا يكون عدد الإشكالات أكثر من ( 105 ) إشكال تام لم يتمكن صاحب الكتاب من الرد أو الدفاع عن مبانيه وقدم سماحة السيد (دام ظله) تلك الإشكالات في كتاب أسماه ( الفصل في القول الفصل) وطرح هذه المباني والإشكالات إلى أهل الاختصاص وعندما قـُدِمَت إلى سماحة الشيخ جواد مهدوي (دام عزه) قال :- ( إنها إشكالات تامة ) . 8 – سماحة السيد الحسني (دام ظله) هو المرجع الوحيد في هذا اليوم الذي يطلب المناظرة العلمية مع جميع المراجع في النجف وفي خارج النجف كما فعل ذلك في السابق السيد الشهيد محمد صادق الصدر (قدس سره) . 9 – مما تقدم يعتبر هو المرجع الوحيد من طلبة السيد الصدر (قدس سره) الذي أعلن اجتهاده وتصديه للمرجعية بأدلة علمية . 10 – أقام سماحة السيد الحسني (دام ظله) صلاة الجمعة في داره الواقعة في النجف قرب شارع المدينة, مع لبس الكفن وأسماها بــ(جمعة الأقصى) مما أدى إلى اعتقاله الأول من قبل القوات الصدامية . 11 – في زمن النظام الصدامي المقبور واجه سماحة السيد الحسني (دام ظله) مضايقات عديدة مختلفة انتهت باعتقالهِ ليلاً بعد اقتحام داره بتاريخ 21 / 12 / 2002م الموافق 16 / شوال / 1423 هـ , حُـكِمَ عليه مع مجموعة من المؤمنين بالإعدام ولكن الإرادة والمشيئة الإلهية وتسديدات مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) حالت دون ذلك فشاء الله تعالى أن يبقى سماحة السيد الحسني (دام ظله) عَلمَا ً ومنارا ً وصرحا ً شامخا ً للعلم والدين والمذهب ورحمة ً لأهل العراق الأخيار , فندعو الجميع إلى الفحص في قضية السيد الحسني (دام ظله) , ويكفيك أخي القارئ أن تعرف أن سماحة السيد الحسني (دام ظله) قد أحاط بمباني السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) الأصولية وقد ردَّ الإشكالات الموجهة لها من كلا المدرستين الأصوليتين ( مدرسة السيد الخوئي (قدس سره) ومدرسة السيد الصدر الأول (قدس سره) المتمثلة بإشكالات السيد الصدر الثاني والسيد محمود الهاشمي (دام ظله) , وهو بطلبه لتقييمها ومناظرته بها بجميع المراجع (ادامهم الله) يعلن عن ثـقته في أنها تامة وأقوى كل المباحث والمباني الأصولية المطروحة حاليا ً في الساحة العلمية في داخل النجف وخارجه ) . اللـّـهمَّ احفظه وأيده وسدده واجعلنا وإياه من أنصار الحق ومن خدمة الدين والمذهب ومن الذين يتشرفون برؤية مولانا صاحب العصر والزمان ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) مؤسس دولة العدل الإلهي الموضوع