السلام على الأحبة المؤمنين جميعا ورحمة الله وبركاته :
هناك بعض الأسئلة القوية والتي تحفر حروفها الذاكرة فلا تكاد تغادرها . ومن تلك الأسئلة أذكر لكم
هذا السؤال والذي طرق سمعي أول مرة حينما كنت طالبا في الجامعة .. إذ أخذت مقرر تاريخ حضارة
عربية إسلامية في إحدى السنوات .. وكان أستاذ المقرر دكتورا عراقيا إسمه على ما أذكر:
د. عبدالجبار العبيدي
كان صاحبنا الدكتور يقول لنا في بداية الأيام بأن هناك من يقول لكم بأن باب النقاش مفتوح بينما أقول
لكم باب النقاش مخلوع .. فلكم أن تسألوا بكل حرية وتناقشوا ما أحببتم .. وأخذ يشرح لنا كيف أن
الإسلام دين السعادة الإنسانية والذي لو حكم به المجتمع لسادته قيم العدالة والفضيلة وعمه السلام
والأمان .. وهكذا إستطرد في محاضراته على نفس الوتيرة يبين فيها عظمة وأهمية الإسلام وأنه
هو الحل لمعاناة الشعوب وبالإسلام تتحقق كل تطلعات الأمة من الأمن والسعادة .. وفي إحدى
المحاضرات توجه إليه أحد الطلبة بالسؤال :
دكتورنا .. تفضلتم وقلتم عن عظمة وأهمية الإسلام في تحقيق القيم التي تتطلع إليها المجتمعات
وأنه هو الحل .. فلماذا سادت الحروب والفتن الصدر الأول من المسلمين بعد وفاة النبي ؟؟
هنا صمت الدكتور .. وعم الصمت القاعة أيضا إنتظارا للجواب .. أخذت أفكر فيما سيكون عليه رد
دكتورنا والذي طال صمته لمدة تزيد عن الدقيقة وكأنه في لحظة حداد .. أخيرا نطق فقال :
تعلمون أنه كان هناك تيارا من السبئيين ومن المندسين الذين خططوا لنشر الفتن وإشعال الحروب
في المجتمع المسلم وما بين الصحابة .. فحدث ما حدث ..
بعد ما إنتهت المحاضرة قمت إلى الدكتور ومشيت معه إلى مكتبه وسألته :
دكتورنا هل تقصدون بأن الصحابة أصبحوا دمى بيد أمثال هؤلاء المندسين ويثيروا الحروب بسببهم ؟؟
هنا إنتفض الدكتور غاضبا وكأنني كدت أحطم قداسة بعض تلك الأصنام الفكرية التي طالما تشدق
بتحرره منها فقال :
أبدا لم أقل ذلك.
قلت له :
دكتورنا ولكن هكذا يفهم من كلامك .. فأرجو التوضيح كيف إستطاع هؤلاء نشر تلك الفتن
ما بين الصحابة ؟؟
إحتد الدكتور وإشتد غضبه أكثر فقال لي :
أبدا هذا هو فهمك أنت ولتخرج الآن ..
وظل حاقدا علي وحاملا ضغينته ضدي حتى آخر يوم حينما قدمت الإمتحان النهائي .
هذا الموقف وإن غابت بعض تفاصيله إلا أن ذلك السؤال لازال قوي الحضور في الذاكرة وأنتظر
جوابه ممن يحملون نفس فكر ذلك الدكتور المتحرر صاحب باب النقاش مخلوع ..
هناك بعض الأسئلة القوية والتي تحفر حروفها الذاكرة فلا تكاد تغادرها . ومن تلك الأسئلة أذكر لكم
هذا السؤال والذي طرق سمعي أول مرة حينما كنت طالبا في الجامعة .. إذ أخذت مقرر تاريخ حضارة
عربية إسلامية في إحدى السنوات .. وكان أستاذ المقرر دكتورا عراقيا إسمه على ما أذكر:
د. عبدالجبار العبيدي
كان صاحبنا الدكتور يقول لنا في بداية الأيام بأن هناك من يقول لكم بأن باب النقاش مفتوح بينما أقول
لكم باب النقاش مخلوع .. فلكم أن تسألوا بكل حرية وتناقشوا ما أحببتم .. وأخذ يشرح لنا كيف أن
الإسلام دين السعادة الإنسانية والذي لو حكم به المجتمع لسادته قيم العدالة والفضيلة وعمه السلام
والأمان .. وهكذا إستطرد في محاضراته على نفس الوتيرة يبين فيها عظمة وأهمية الإسلام وأنه
هو الحل لمعاناة الشعوب وبالإسلام تتحقق كل تطلعات الأمة من الأمن والسعادة .. وفي إحدى
المحاضرات توجه إليه أحد الطلبة بالسؤال :
دكتورنا .. تفضلتم وقلتم عن عظمة وأهمية الإسلام في تحقيق القيم التي تتطلع إليها المجتمعات
وأنه هو الحل .. فلماذا سادت الحروب والفتن الصدر الأول من المسلمين بعد وفاة النبي ؟؟
هنا صمت الدكتور .. وعم الصمت القاعة أيضا إنتظارا للجواب .. أخذت أفكر فيما سيكون عليه رد
دكتورنا والذي طال صمته لمدة تزيد عن الدقيقة وكأنه في لحظة حداد .. أخيرا نطق فقال :
تعلمون أنه كان هناك تيارا من السبئيين ومن المندسين الذين خططوا لنشر الفتن وإشعال الحروب
في المجتمع المسلم وما بين الصحابة .. فحدث ما حدث ..
بعد ما إنتهت المحاضرة قمت إلى الدكتور ومشيت معه إلى مكتبه وسألته :
دكتورنا هل تقصدون بأن الصحابة أصبحوا دمى بيد أمثال هؤلاء المندسين ويثيروا الحروب بسببهم ؟؟
هنا إنتفض الدكتور غاضبا وكأنني كدت أحطم قداسة بعض تلك الأصنام الفكرية التي طالما تشدق
بتحرره منها فقال :
أبدا لم أقل ذلك.
قلت له :
دكتورنا ولكن هكذا يفهم من كلامك .. فأرجو التوضيح كيف إستطاع هؤلاء نشر تلك الفتن
ما بين الصحابة ؟؟
إحتد الدكتور وإشتد غضبه أكثر فقال لي :
أبدا هذا هو فهمك أنت ولتخرج الآن ..
وظل حاقدا علي وحاملا ضغينته ضدي حتى آخر يوم حينما قدمت الإمتحان النهائي .
هذا الموقف وإن غابت بعض تفاصيله إلا أن ذلك السؤال لازال قوي الحضور في الذاكرة وأنتظر
جوابه ممن يحملون نفس فكر ذلك الدكتور المتحرر صاحب باب النقاش مخلوع ..
تعليق