كلمة لا بد منها....
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين نعم المولى و نعم المعين
كان المسلمون في عهد رسول الله كلمة واحدة.. لا فِرَق و لا مذاهب غير الإسلام المحمدي الحنيف. و ذلك لأنهم ما اختلفوا في أمر من الأمور إلا و رجعوا في حلها معضلتهم غلى رسول الله و ترحمان وحيه و خليفته في خلقه نبي الهدى و كهف الورى و الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه و على آله الغر الميامين و صحبه المنتجبين التابعين له بعلم و يقين.
فكان النبي يبيّن لهم ما اختلفوا فيه حتى لا تكون فتنة. و كان يبيّن لهم ما في كتاب الله الذي كان المصدر الأساسي لمعرفة الدين و هو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه.
فإذا عرضت عليه مسئلة من المسائل، كان قوله الفصل و الفارق، إذ لا قول معه لقائل، و لا اعتراض لسائل.. (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول) - النساء 58.
لكن بعد انتقال النبي الكريم إلى بارئه و خالقه جلت أسماؤه و تقدست آلاؤه، تشتت شمل المسلمين و تفرق جمعهم، و أحدث انشقاق عميق بين صفوفهم و جرح في كيانهم لم يبرئ بعد إلى يومنا هذا..
وقد كانت نتيجة ذلك الإنشقاق، ما شوهد من الاختلاف والتشتت في الأمة.. وبما أن المسلمين كانوا يتلقون الأحكام والقوانين والعبادات التي تنظّم شؤون المجتمع كأحكام الصلاة والصوم والجهاد والحج والمواريث والقضاء وغيرها من شخص الرسول، فهو مبلّغ الدين والداعي إلى سبيل الهدى والناطق بلسان الوحي. ولكن بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى وحدوث أمور ومواقف مستجدة تحتاج إلى بيان رأي الإسلام فيها، وتحديد الحكم الشرعي الذي ينظمها، شاع الخبط والشماس والتلوّن والاعتراض والجدل والانحراف بين المختلف طبقات المجتمع، وذلك لأنهم لم يجدوا آية محكمة أو سنّة صريحة في بيان حكم الكثير من المسائل لانقطاع مصدر التشريع عندهم مع وفاة النبي ، فقاسوا برأيهم واختلفوا أشد الاختلاف، وذلك لأنّهم لم يتمسكوا بالعروة الوثقى وبحبل الله المتين وصراطه المستقيم الذي أمروا بالاعتصام به.
فأحدثوا عشرات الفرق والمذاهب الضالة واختلفوا في كلّ شيء حتى في صفات الله تعالى وفي أسمائه العليا، ناهيك عن فروع الدين وتفاصيله.. فقال جمهور منهم بالتجسيم فعبدوا إلها خلقوه وصنعوه بأنفسهم في أوهامهم، وذهبت طائفة منهم إلى وحدة الوجود فعبدوا إلها ذاب في كل شيء وذاب فيه كل شيء حتّى رأوا أنفسهم جزءا منه، وكذلك اختلفوا في عصمة الأنبياء الذين هم حجج الله على الخلق ونسبوا لهم المعصية وأنزلوهم إلى أرذل الخلق، واختلفوا في جل الأصول والفروع والأحكام والسنن. وذلك لأن النبي لم يحكم بينهم في كل صغيرة وكبيرة، ولم يبين لهم إلاّ ما ابتلوا به واختلفوا فيه وإنّما أرجعهم إلى من يهديهم سواء السبيل، ذلك لأن العمل بالرأي والقياس موجب للاشتباه والالتباس لأنهما لا يفيدان اليقين أبدا.
قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)، فلما خولف رسول الله ونبذ قوله وعصي أمره، واستبدوا بالأمر دون أهل بيت الرسول ، وجحدوا حقهم، ومنعوا تراثهم، ووقع التمالئ عليهم بغيا وحسدا وظلما وعدوانا، حق على المخالفين أمره والعاصين ذريته وعلى التابعين لهم والراضين بفعلهم ما توعدهم الله من الفتنة والعذاب الأليم، فعجل لهم الفتنة في الدين بالعمى عن سواء السبيل والاختلاف في الأحكام والأهواء والتشتت.
فبالرغم من اشتراك الأمة في كلمة (لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله) ولكنهم على أشد اختلاف في مصاديقها وتفاصيلها، كاختلافهم في ذات الله والتوحيد والعدل والمعاد والبعث والنبوة وعصمة الأنبياء والرسل، واختلفوا في أصول الدين وفروعه حتى تحقق خبر رسول الله: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة واحدة" فيجب أن يبحث كلٌ عن الفرقة الناجية التي تمسكت بالدين الإسلامي المحمدي الأصيل ويجتهد في البحث والتنقيب لكي لا يغدوا من الفرق الضالة الأخرى، فيهوى إلى النار و العياذ بالله.
وقد أبى الله عز و جل بعد رسول الله أن يترك العباد ولا حجة عليهم، وأبى الله عزّ ذكره أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود والأحكام والمسائل الشرعية المستجدةّ وليس تفسيرها عند إمام محدَّث مؤيّد من الله يخلفه في الأرض لكي لا تخل الأرض من حجة.
ولو قيل أن الله سبحانه و تعالى أقام القرآن والسنة النبوية الشريفة للناس حجة ودليلا كي لا يتشتتوا ويختلفوا بعد النبي ، فلم اختلفت الأمة وكفّر المسلمون بعضهم بعضاً ولا زالت الأمة تمخر في بحور من الدماء، منذ يوم كارثة السقيفة المشئوم إلى يومنا هذا، ثم إلى يوم يأتي الله بالفرج على يد ولي العصر وصاحب الزمان وخليفة الرحمن الحجة بن الحسن، مهدي هذه الأمة وطاووس أهل الجنة ومنقذ البشرية سلام الله عليه.
يتبع تفاصيل و سيره و تاريخ و الخ...
نقلا عن موقع الفاروق
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين نعم المولى و نعم المعين
كان المسلمون في عهد رسول الله كلمة واحدة.. لا فِرَق و لا مذاهب غير الإسلام المحمدي الحنيف. و ذلك لأنهم ما اختلفوا في أمر من الأمور إلا و رجعوا في حلها معضلتهم غلى رسول الله و ترحمان وحيه و خليفته في خلقه نبي الهدى و كهف الورى و الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه و على آله الغر الميامين و صحبه المنتجبين التابعين له بعلم و يقين.
فكان النبي يبيّن لهم ما اختلفوا فيه حتى لا تكون فتنة. و كان يبيّن لهم ما في كتاب الله الذي كان المصدر الأساسي لمعرفة الدين و هو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه.
فإذا عرضت عليه مسئلة من المسائل، كان قوله الفصل و الفارق، إذ لا قول معه لقائل، و لا اعتراض لسائل.. (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول) - النساء 58.
لكن بعد انتقال النبي الكريم إلى بارئه و خالقه جلت أسماؤه و تقدست آلاؤه، تشتت شمل المسلمين و تفرق جمعهم، و أحدث انشقاق عميق بين صفوفهم و جرح في كيانهم لم يبرئ بعد إلى يومنا هذا..
وقد كانت نتيجة ذلك الإنشقاق، ما شوهد من الاختلاف والتشتت في الأمة.. وبما أن المسلمين كانوا يتلقون الأحكام والقوانين والعبادات التي تنظّم شؤون المجتمع كأحكام الصلاة والصوم والجهاد والحج والمواريث والقضاء وغيرها من شخص الرسول، فهو مبلّغ الدين والداعي إلى سبيل الهدى والناطق بلسان الوحي. ولكن بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى وحدوث أمور ومواقف مستجدة تحتاج إلى بيان رأي الإسلام فيها، وتحديد الحكم الشرعي الذي ينظمها، شاع الخبط والشماس والتلوّن والاعتراض والجدل والانحراف بين المختلف طبقات المجتمع، وذلك لأنهم لم يجدوا آية محكمة أو سنّة صريحة في بيان حكم الكثير من المسائل لانقطاع مصدر التشريع عندهم مع وفاة النبي ، فقاسوا برأيهم واختلفوا أشد الاختلاف، وذلك لأنّهم لم يتمسكوا بالعروة الوثقى وبحبل الله المتين وصراطه المستقيم الذي أمروا بالاعتصام به.
فأحدثوا عشرات الفرق والمذاهب الضالة واختلفوا في كلّ شيء حتى في صفات الله تعالى وفي أسمائه العليا، ناهيك عن فروع الدين وتفاصيله.. فقال جمهور منهم بالتجسيم فعبدوا إلها خلقوه وصنعوه بأنفسهم في أوهامهم، وذهبت طائفة منهم إلى وحدة الوجود فعبدوا إلها ذاب في كل شيء وذاب فيه كل شيء حتّى رأوا أنفسهم جزءا منه، وكذلك اختلفوا في عصمة الأنبياء الذين هم حجج الله على الخلق ونسبوا لهم المعصية وأنزلوهم إلى أرذل الخلق، واختلفوا في جل الأصول والفروع والأحكام والسنن. وذلك لأن النبي لم يحكم بينهم في كل صغيرة وكبيرة، ولم يبين لهم إلاّ ما ابتلوا به واختلفوا فيه وإنّما أرجعهم إلى من يهديهم سواء السبيل، ذلك لأن العمل بالرأي والقياس موجب للاشتباه والالتباس لأنهما لا يفيدان اليقين أبدا.
قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)، فلما خولف رسول الله ونبذ قوله وعصي أمره، واستبدوا بالأمر دون أهل بيت الرسول ، وجحدوا حقهم، ومنعوا تراثهم، ووقع التمالئ عليهم بغيا وحسدا وظلما وعدوانا، حق على المخالفين أمره والعاصين ذريته وعلى التابعين لهم والراضين بفعلهم ما توعدهم الله من الفتنة والعذاب الأليم، فعجل لهم الفتنة في الدين بالعمى عن سواء السبيل والاختلاف في الأحكام والأهواء والتشتت.
فبالرغم من اشتراك الأمة في كلمة (لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله) ولكنهم على أشد اختلاف في مصاديقها وتفاصيلها، كاختلافهم في ذات الله والتوحيد والعدل والمعاد والبعث والنبوة وعصمة الأنبياء والرسل، واختلفوا في أصول الدين وفروعه حتى تحقق خبر رسول الله: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة واحدة" فيجب أن يبحث كلٌ عن الفرقة الناجية التي تمسكت بالدين الإسلامي المحمدي الأصيل ويجتهد في البحث والتنقيب لكي لا يغدوا من الفرق الضالة الأخرى، فيهوى إلى النار و العياذ بالله.
وقد أبى الله عز و جل بعد رسول الله أن يترك العباد ولا حجة عليهم، وأبى الله عزّ ذكره أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود والأحكام والمسائل الشرعية المستجدةّ وليس تفسيرها عند إمام محدَّث مؤيّد من الله يخلفه في الأرض لكي لا تخل الأرض من حجة.
ولو قيل أن الله سبحانه و تعالى أقام القرآن والسنة النبوية الشريفة للناس حجة ودليلا كي لا يتشتتوا ويختلفوا بعد النبي ، فلم اختلفت الأمة وكفّر المسلمون بعضهم بعضاً ولا زالت الأمة تمخر في بحور من الدماء، منذ يوم كارثة السقيفة المشئوم إلى يومنا هذا، ثم إلى يوم يأتي الله بالفرج على يد ولي العصر وصاحب الزمان وخليفة الرحمن الحجة بن الحسن، مهدي هذه الأمة وطاووس أهل الجنة ومنقذ البشرية سلام الله عليه.
يتبع تفاصيل و سيره و تاريخ و الخ...
نقلا عن موقع الفاروق
تعليق