الغرب والإمام المهدي (عج)... كلمة لسماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي
يعيش العالم اليوم ازمة خانقة تتجلى في الرعب والقلق والخوف الذي يستولي عليه من المستقبل وتراه يبحث عن السعادة فلا يجدها رغم ان شعوباً عديدة في بلاد الغرب تتمتع برفاهية مادية عالية الا ان اعلى مستويات الجريمة والانتحار والامراض الصحية والاجتماعية الفتاكة تتواجد فيها وهذا كله نتيجة طبيعية للابتعاد عن المنهج الالهي والاعراض عن الالتزام بشريعة الله تبارك وتعالى وهي سنة الهية جارية في مخلوقاته قال تعالى : (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ))(طـه: من الآية124) أي ضيقة خانقة وقال : (( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ )) (الزخرف:36) فاي حياة بائسة سيفرضها هذا الشيطان على قرينه .
وهذه الحالة من البؤس والتعاسة التي جعلت البشرية تتوقع اليوم اكثر من ذي قبل ظهور المصلح العظيم الذي يتكفل باقامة دولة الحق لان جميع الديانات السماوية تبشر بمثل هذا اليوم الا ان أتباع كل ديانة يقولون انه منهم ونسمع اليوم ان العالم المسيحي يبشر اليوم بقرب ظهور المنقذ وتباع الان في اوربا بطاقات المراهنة على ذلك . لكن اعتقادهم ناشئ من عنجهيتهم واستكبارهم واستعلائهم على الاخرين والا فان كتبهم صريحة في انه من ذرية نبي اخر الزمان ومن ولد اسماعيل الذبيح وليس من اسرائيل يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم ( عليه السلام ) وما مجيء اساطيلهم وعدتهم وعددهم الا لمواجهة هذا الرجل الذي سينطلق من هذه الارض المباركة ليفتح العالم وهم لا يعلمون انه ربما كان الان يعيش بين ظهرانيهم ومطلع على اساليب عملهم ومكائن القوة عندهم وليعرف اصحابه السبيل الى تعطيل كل هذه القوة بايسر السبل وقد قدم احد الاخوة اطروحة لدعم هذه الفكرة فان بعض الروايات تقول انه حين الظهور تشرق الشمس من المغرب وقد وصفت روايات اخرى الامام ( عليه السلام ) بانه كالشمس التي جللها السحاب فما المانع ان يكون شروق الشمس بمعنى ظهور الامام ( عليه السلام ) وبزوغ نوره من الغرب أي ان قدومه يكون من هناك ويؤيد هذه الفكرة ان الامام ( عليه السلام ) شبهاً بعدد من الانبياء ومنهم موسى الكليم ( عليه السلام ) ومن وجوه تشابهه معه ان فرعون الذي علا في البلاد واستكبر واخذ يُذّبح ابناء بني اسرائيل ويستحيّ نسائهم خوفاً من الوليد المنتظر الذي تناقلت الاخبار ان نهاية ملكه على يديه واذا به نفسه يتولى رعاية هذا المولود وخدمته ليتحقق بالارادة الالهية ما كان يخشاه فربما كانت القوى المستكبرة في الغرب كفرعون هي التي تتولى رعاية الامام واصحابه فيتنعـمون بخيراتها واذكر شاهدين على كيفية انهيار هذه القوى المستكبرة التي تحاول ان تُـظهر عظمتها وجبروتها وبايسر السبل عندما ياذن الله تبارك وتعالى .
الاول / ما رأيناه من تفكك الاتحاد السوفيتي وذوبانه من دون تعرضه لاي هجوم خارجي بعد ان كان قوة عظمى كما يصفونها تقف في مقابل حلف الشمال الاطلسي كله لكن هذه القوة تلاشت بفعل ضعفها الحقيقي وكمون عوامل الفناء فيها بسبب ابتعادها بل محاربتها الشريعة الالهية واندثرت معها كل الافكار التي تبشر بها وتخدع الناس بالسعادة التي توفرها لها .
الثاني / مشكلة الصفرين التي ارعبت العالم المتقدم في التكنلوجيا حتى استعد لحرب النجوم لكن غفلة بسيطة كادت تؤدي بكل مشاريعه وذلك حينما كان يؤرخ للسنين وينظم برامجه على ذكر اول مرتبتين فيشير للسنة 1998بـ 98 ولم يصحُ على خطر مرعب في نهاية عام 1999 حيث ان انقلاب (99) الى الصفرين يعني العودة الى سنة 1900 وليس الانتقال الى عام 2000 فأرتبكت الحسابات المصرفية ومواعيد الرحلات وغيرها والاخطر من ذلك نظام الاسلحة الاستراتيجية والعابرة للقارات وحبست الدول انفاسها وحشدت قواتها ومعداتها خشية وقوع الكارثة في ساعة الصفر من ليلة 1/1/2000 وبذلت المليارات من اجل تجنبها وشاء الله تبارك وتعالى ان يدفع عنها البلاء الذي كاد ان يدمرها بسبب غفلة بسيطة فكانت موعظة الهية لعلها تتخلى عن جبروتها وطغيانها المصطنع ولكنه لم تستفد من هذا الدرس ومن غيره كما هو شأن المستكبرين .
وترى شعوب الغرب نفسها الان تتذمر وتخرج بمظاهرات للاعتراض على سياسات حكامها هذا وهم متنعـمون بما توفره لهم حكوماتهم وغارقون في الماديات واللهو والمتعة التي تُـقسي القلب وتمنع من التوصل الى حقائق الامور فكيف لو التفتوا الى حقيقة حالهم في الحاضر والمستقبل خصوصاً بعد الموت وفي الاخرة اذا بُعثوا للحساب ونشرت اعمالهم .
وها هم مثقفوهم ومفكروهم ينادون بان الحل الوحيد لهذا الضياع وعلاج الامراض الفتاكة كالايدز هو العودة الى القيم الروحية والالتزام بها وتربية الناس على الاخلاق الفاضلة ان هذه كلها ارهاصات ومقدمات الظهور الميمون المبارك لاقامة دولة العدل وما علينا الا التمسك بديننا القويم وتجسيد مبادئه الالهية الكفيلة بتوفير السعادة للانسان في الدارين حتى يقتنع الاخرون بان الحل الوحيد لعلاج البشرية هو الاسلام واذا اساء بعض من انتسب اليه وحُسب عليه فالذنب ذنبه وليس ذنب الشريعة الالهية .
بسم الله الرحمن الرحيم
يعيش العالم اليوم ازمة خانقة تتجلى في الرعب والقلق والخوف الذي يستولي عليه من المستقبل وتراه يبحث عن السعادة فلا يجدها رغم ان شعوباً عديدة في بلاد الغرب تتمتع برفاهية مادية عالية الا ان اعلى مستويات الجريمة والانتحار والامراض الصحية والاجتماعية الفتاكة تتواجد فيها وهذا كله نتيجة طبيعية للابتعاد عن المنهج الالهي والاعراض عن الالتزام بشريعة الله تبارك وتعالى وهي سنة الهية جارية في مخلوقاته قال تعالى : (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ))(طـه: من الآية124) أي ضيقة خانقة وقال : (( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ )) (الزخرف:36) فاي حياة بائسة سيفرضها هذا الشيطان على قرينه .
وهذه الحالة من البؤس والتعاسة التي جعلت البشرية تتوقع اليوم اكثر من ذي قبل ظهور المصلح العظيم الذي يتكفل باقامة دولة الحق لان جميع الديانات السماوية تبشر بمثل هذا اليوم الا ان أتباع كل ديانة يقولون انه منهم ونسمع اليوم ان العالم المسيحي يبشر اليوم بقرب ظهور المنقذ وتباع الان في اوربا بطاقات المراهنة على ذلك . لكن اعتقادهم ناشئ من عنجهيتهم واستكبارهم واستعلائهم على الاخرين والا فان كتبهم صريحة في انه من ذرية نبي اخر الزمان ومن ولد اسماعيل الذبيح وليس من اسرائيل يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم ( عليه السلام ) وما مجيء اساطيلهم وعدتهم وعددهم الا لمواجهة هذا الرجل الذي سينطلق من هذه الارض المباركة ليفتح العالم وهم لا يعلمون انه ربما كان الان يعيش بين ظهرانيهم ومطلع على اساليب عملهم ومكائن القوة عندهم وليعرف اصحابه السبيل الى تعطيل كل هذه القوة بايسر السبل وقد قدم احد الاخوة اطروحة لدعم هذه الفكرة فان بعض الروايات تقول انه حين الظهور تشرق الشمس من المغرب وقد وصفت روايات اخرى الامام ( عليه السلام ) بانه كالشمس التي جللها السحاب فما المانع ان يكون شروق الشمس بمعنى ظهور الامام ( عليه السلام ) وبزوغ نوره من الغرب أي ان قدومه يكون من هناك ويؤيد هذه الفكرة ان الامام ( عليه السلام ) شبهاً بعدد من الانبياء ومنهم موسى الكليم ( عليه السلام ) ومن وجوه تشابهه معه ان فرعون الذي علا في البلاد واستكبر واخذ يُذّبح ابناء بني اسرائيل ويستحيّ نسائهم خوفاً من الوليد المنتظر الذي تناقلت الاخبار ان نهاية ملكه على يديه واذا به نفسه يتولى رعاية هذا المولود وخدمته ليتحقق بالارادة الالهية ما كان يخشاه فربما كانت القوى المستكبرة في الغرب كفرعون هي التي تتولى رعاية الامام واصحابه فيتنعـمون بخيراتها واذكر شاهدين على كيفية انهيار هذه القوى المستكبرة التي تحاول ان تُـظهر عظمتها وجبروتها وبايسر السبل عندما ياذن الله تبارك وتعالى .
الاول / ما رأيناه من تفكك الاتحاد السوفيتي وذوبانه من دون تعرضه لاي هجوم خارجي بعد ان كان قوة عظمى كما يصفونها تقف في مقابل حلف الشمال الاطلسي كله لكن هذه القوة تلاشت بفعل ضعفها الحقيقي وكمون عوامل الفناء فيها بسبب ابتعادها بل محاربتها الشريعة الالهية واندثرت معها كل الافكار التي تبشر بها وتخدع الناس بالسعادة التي توفرها لها .
الثاني / مشكلة الصفرين التي ارعبت العالم المتقدم في التكنلوجيا حتى استعد لحرب النجوم لكن غفلة بسيطة كادت تؤدي بكل مشاريعه وذلك حينما كان يؤرخ للسنين وينظم برامجه على ذكر اول مرتبتين فيشير للسنة 1998بـ 98 ولم يصحُ على خطر مرعب في نهاية عام 1999 حيث ان انقلاب (99) الى الصفرين يعني العودة الى سنة 1900 وليس الانتقال الى عام 2000 فأرتبكت الحسابات المصرفية ومواعيد الرحلات وغيرها والاخطر من ذلك نظام الاسلحة الاستراتيجية والعابرة للقارات وحبست الدول انفاسها وحشدت قواتها ومعداتها خشية وقوع الكارثة في ساعة الصفر من ليلة 1/1/2000 وبذلت المليارات من اجل تجنبها وشاء الله تبارك وتعالى ان يدفع عنها البلاء الذي كاد ان يدمرها بسبب غفلة بسيطة فكانت موعظة الهية لعلها تتخلى عن جبروتها وطغيانها المصطنع ولكنه لم تستفد من هذا الدرس ومن غيره كما هو شأن المستكبرين .
وترى شعوب الغرب نفسها الان تتذمر وتخرج بمظاهرات للاعتراض على سياسات حكامها هذا وهم متنعـمون بما توفره لهم حكوماتهم وغارقون في الماديات واللهو والمتعة التي تُـقسي القلب وتمنع من التوصل الى حقائق الامور فكيف لو التفتوا الى حقيقة حالهم في الحاضر والمستقبل خصوصاً بعد الموت وفي الاخرة اذا بُعثوا للحساب ونشرت اعمالهم .
وها هم مثقفوهم ومفكروهم ينادون بان الحل الوحيد لهذا الضياع وعلاج الامراض الفتاكة كالايدز هو العودة الى القيم الروحية والالتزام بها وتربية الناس على الاخلاق الفاضلة ان هذه كلها ارهاصات ومقدمات الظهور الميمون المبارك لاقامة دولة العدل وما علينا الا التمسك بديننا القويم وتجسيد مبادئه الالهية الكفيلة بتوفير السعادة للانسان في الدارين حتى يقتنع الاخرون بان الحل الوحيد لعلاج البشرية هو الاسلام واذا اساء بعض من انتسب اليه وحُسب عليه فالذنب ذنبه وليس ذنب الشريعة الالهية .
تعليق