إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مسيحية كاثلويكية تحاوركم يا أخوتي المسلمين الشيعة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسيحية كاثلويكية تحاوركم يا أخوتي المسلمين الشيعة

    سلام رب المجد يسوع المسيح مع الجميع ......
    أنا طرحت قبل أمس عن إستفساري إذا كان بإستطاعتي أن أكتب موضوع عن حوار مسيحي ومسلم.
    وقد وافق الجميع بنعمة الله... أشكركم.
    الآن لنبدأ بالإسلاميات..


    1. ما الدليل بأن محمد هو رسول من عند الله؟

    2. هل من الممكن تحريف القرآن وتزويره وإضافة بعض الآيات أو إزالتها؟ أم لا ؟

    3. لماذا يكون محمد نبي الإسلام أفضل من يسوع المسيح؟

    4. ولماذا يكون علي بن ابي طالب أفضل من يسوع المسيح أيضاً ؟ (حسب المذهب الشيعي)

    5. ماذا تقولون عن الكتاب المقدس؟ أقصد التوراة والإنجيل عندنا؟

    6. هل تأمنون بآيات الناسخ والمنسوخ في القرآن؟ أقصد هل من اللمكن أن يغير الله كلامه ويبدلها؟ وأنتم تقولون أنها موجودة في اللوح المحفوظ منذ الأزل؟

    7. ماذا تقول الشيعة عن الغرانيق؟ ومن لا يعرفها بإمكاني أن أقول ماهيتها.

    8. هل الشيعة الجعفرية هي الوحيدة من بين جميع مذاهب العالم ستدخل ملكوت الله؟ والباقي في بحيرة جهنم؟

    9. لماذا لا يمكن أن أتعبد إلى الله وأصلي إليه باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو اليابانية؟ ألا يعتبر أن هذا الإسلام إلى حد ما هو قومي ديني.. وليس فقط ديني؟

    10. هل تقدس الشيعة الكنائس؟ وتعتبرها بيوت من بيوت الله؟ وهل تزور المجن المقدسة المسيحية كبيت لحم وغيرها؟

    11. إن كان الإسلام هو إمتداد للمسيحية.. لماذا نرى الآيات القرآنية تختلف تماماً عن الآيات الإنجيلية؟ ألا يدل هذا على أن مصدرهما ليس بواحد ؟

    12.لماذا أرى الكثير في اقوال الشيعة لعنات؟ دائماً اراكم تقولون: اللهم إلعن فلان .. إللهم إلعن يزيد... وهكذا ... ما هو سر اللعنة ومتى تستخدم؟

    13. أخيراً هل يعتبر الشيعة أن المسيحين هم كفار ومشركين؟ مع العلم بأننا نعبد الله الإله واحد الذي لا شريك له.. ومن يشرك به لا يكون مسيحياً أبداً.


    أختكم ليدي إيما ...........................

  • #2
    1. ما الدليل بأن محمد هو رسول من عند الله؟



    لا يمكن الوثوق بنبوة أي نبي ما لم يؤيده ثلاثة أمور:

    1 - المعجزة، وذلك بأن يأتي بعمل خارق لا يمكن للبشر القيام به إلا إذا كانوا مؤيدين من الله عز وجل.

    2 - إخبار الأنبياء السابقين بخروجه فضلاً عن اسمه وصفاته.

    3 - الشواهد والقراءة العامة من سيرة حياته وسيرة اصحابه والدين الذي جاء به والتعاليم التي يأمر الناس بها.

    وهذه الأمور الثلاثة تحققت في النبي محمد (ص)، وبيان ذلك:

    معجزة النبي (ص):
    لرسول الله محمد بن عبد الله (ص) معجزات كثيرة أعظمها القران الكريم الذي هو المعجزة الخالدة، وهو كتاب خارق لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثله مهما بلغوا من العلم والفصاحة والبلاغة، وقد تحدى النبي بلغاء العرب أن يأتوا بسورة واحدة من مثله، ولكنهم فشلوا معلنين قصورهم وعجزهم عن ذلك، بل تحدى الإنس والجن ليأتوا بمثله فقال تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً"(1).

    ويكمن السر في إعجازه بعدة أمور، أبرزها:

    1 - الدرجة العالية من الفصاحة والبلاغة التي يتمتع بها بحيث عجز عن محاكاتها كبار فصحاء العرب.

    2 - الإخبار بالأمور الغيبية، كقصص الماضين، وهي كثيرة في القران، وفيها تفاصيل لا يعرفها أهل الكتاب أنفسهم، وكأنباء الاتين، مثل قوله تعالى: "غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين"(2).

    3 - التشريع الكامل الذي يلبي احتياجات الناس في جميع شؤونهم، والذي يتماشى بعناصره الثابتة والمرنة مع كل الأمم والعصور.

    4 - القدرة على بناء الإنسان، حيث استطاع القران الكريم في فترة قياسية أن يغيّر في عقلية الانسان الجاهلي وأخلاقه وعاداته وتقاليده وأن يصوغ الشخصية الاسلامية وفق إرادة اللّه سبحانه وتعالى.

    إخبار الأنبياء السابقين عنه:

    اخبر الأنبياء الذين سبقوا النبي محمد (ص) كان عيسى بن مريم (ع)، وقد نص القران الكريم على أنه بشَّر بقدوم النبي من بعده، قال تعالى: "وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"(3).

    ومع أن تحريفات كثيرة أدخلت على الإنجيل، إلا أنه لا يزال يحتفظ ببعض الإشارات التي تبشر بقدوم النبي محمد(ص)، مثل: "ولكني أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزِّي، ولكن إن ذهبت أرسله لكم، ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة"(4).

    والتبكيت هو التعنيف والتوبيخ، ولم يأتِ بعد عيسى نبي يقيم الحدود على الخطايا غير النبي محمد، فهو المقصود بكلمة المعزي المتكررة في الاناجيل.
    أما إنجيل برنابا فقد صرح باسمه حين قال: "فلما انتصب ادم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها: لا اله الا الله محمد رسول الله. ففتح حينئذٍ ادم فاه وقال: أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني ولكن أضرع إليك أن تنبأني ما معنى هذه الكلمات: محمد رسول الله"(1).

    العلامات والقرائن:
    إن سيرة رسول الله كانت سيرة الأنبياء السابقين من حيث:

    1 - الورع والتقوى والزهد وعدم الاغترار بالدنيا ومباهجها ورفضه العروض السخية التي عرضها عليه مشركو مكة.

    2 - الثقة المطلقة بالله والتضحية بكل شيء وتعريض نفسه الشريفة للخطر مراراً في سبيل إقامة دين الله.

    3 - سيرة أهل بيته وخيرة أصحابه، حيث كانت تمتاز بالتفاني في سبيل الله والاقبال على الطاعات والعبادات وترك الدنيا بما فيها.

    كل هذه القرائن لا يمكن أن تجتمع في من يدعي النبوة كذباً، وسيرة الأنبياء الكذبة خير شاهد على ذلك.

    ما الدليل على أنه خاتم الأنبياء؟
    لقد نص القران الكريم على ذلك في قوله: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين".
    وقال رسول الله (ص): "أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا سنَّة بعد سنَّتي فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار فاقتلوه، ومن اتبعه فإنه في النار"(2).
    وقال لعلي (ع) في غزوة تبوك: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".

    الخلاصة:
    إن محمد بن عبد الله هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ومعجزته الكبرى هي القران المجيد الذي تحدى الله به الإنس والجن فعجزوا عن أن يأتوا بمثله فصاحة وبلاغة وعلماً وتشريعاً.

    للمطالعة
    إعجاز القران
    عن هشام بن الحكم قال: اجتمع ابن أبي العوجاء وأبو شاكر الديصاني الزنديق وعبد الملك البصيري وابن المقفع عند بيت الله الحرام، يستهزؤون بالحاج ويطعنون بالقران.
    فقال ابن أبي العوجاء: تعالوا ننقض كل واحد منا ربع القران وميعادنا من قابل في هذا الموضع نجتمع فيه وقد نقضنا القران كله، فإنّ‏ في نقض القران إبطال نبوة محمد، وفي إبطال نبوة محمد إبطال الاسلام وإثبات ما نحن فيه، فاتفقوا على ذلك وافترقوا، فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام، فقال ابن أبي العوجاء:
    أما أنا فمفكر منذ افترقنا في هذه الاية: "فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا"(1).
    فما أقدر أن أضم اليها في فصاحتها وجميع معانيها شيئاً، فشغلتني الاية عن التفكر فيما سواها.
    فقال عبد الملك: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية: "يا أيُّها الناس ضرب مثل فاستمعوا إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب"(2)، ولم أقدر على الإتيان بمثلها.
    فقال أبو شاكر: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية: "لو كان فيهما الهة إلاّ الله لفسدتا"(3)، ولم أقدر على الأتيان بمثلها.
    فقال ابن المقفع: يا قوم إنّ‏َ هذا القران ليس من جنس كلام البشر، وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية: "وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين"(4)، لم أبلغ غايةالمعرفة بها، ولم أقدر على الإتيان بمثلها.
    قال هشام بن الحكم: فبينما هو في ذلك، إذا مر بهم جعفر بن محمّد الصادق (ع) فقال: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً"(5)، فنظر القوم بعضهم إلى بعض وقالوا: لئن كان للإسلام حقيقة لما انتهت أمر وصية محمّد إلا إلى جعفر بن محمد، والله ما رأيناه قط إلاّ هبناه واقشعرت جلودنا لهيبته، ثم تفرقوا مقرين بالعجز.



    (1) سورة الإسراء، الاية/88.
    (2) سورة الروم، الاية/2.
    (3) سورة الصف، الاية/6.
    (1) إنجيل يوحنا 7/16.
    (2) إنجيل برنابا 14/39.
    (3) من لا يحضره الفقيه، ج4، ح‏537
    (1) سورة يوسف، الاية/80.
    (2) سورة الحج، الاية/73.
    (3) سورة الأنبياء، الاية/24.
    (4) سورة هود، الاية/44.
    (5) سورة الإسراء، الاية/88.

    تعليق


    • #3
      سوف أجاوب على بقية اسئلتكي في المشاركة القادمة بإذن الله ....

      تعليق


      • #4
        أنا فيي إحكي معك ياخيي الممرض وناقشك عاللي كتبتن وحدة وحدة..... أو على قولة المسريين حتة حتة..بس شو يضمن إنو ماراح تنحزف ردودي؟ لأنو يمكن تكون أرآي فيها شي من الحدية.... أختك إيما ..

        تعليق


        • #5
          ماتقصر خيي الممرض..... وأنا في إنتظارك

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة Lady Emma
            سلام رب المجد يسوع المسيح مع الجميع ......
            أنا طرحت قبل أمس عن إستفساري إذا كان بإستطاعتي أن أكتب موضوع عن حوار مسيحي ومسلم.
            وقد وافق الجميع بنعمة الله... أشكركم.
            الآن لنبدأ بالإسلاميات..


            1. ما الدليل بأن محمد هو رسول من عند الله؟

            2. هل من الممكن تحريف القرآن وتزويره وإضافة بعض الآيات أو إزالتها؟ أم لا ؟

            3. لماذا يكون محمد نبي الإسلام أفضل من يسوع المسيح؟

            4. ولماذا يكون علي بن ابي طالب أفضل من يسوع المسيح أيضاً ؟ (حسب المذهب الشيعي)

            5. ماذا تقولون عن الكتاب المقدس؟ أقصد التوراة والإنجيل عندنا؟

            6. هل تأمنون بآيات الناسخ والمنسوخ في القرآن؟ أقصد هل من اللمكن أن يغير الله كلامه ويبدلها؟ وأنتم تقولون أنها موجودة في اللوح المحفوظ منذ الأزل؟

            7. ماذا تقول الشيعة عن الغرانيق؟ ومن لا يعرفها بإمكاني أن أقول ماهيتها.

            8. هل الشيعة الجعفرية هي الوحيدة من بين جميع مذاهب العالم ستدخل ملكوت الله؟ والباقي في بحيرة جهنم؟

            9. لماذا لا يمكن أن أتعبد إلى الله وأصلي إليه باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو اليابانية؟ ألا يعتبر أن هذا الإسلام إلى حد ما هو قومي ديني.. وليس فقط ديني؟

            10. هل تقدس الشيعة الكنائس؟ وتعتبرها بيوت من بيوت الله؟ وهل تزور المجن المقدسة المسيحية كبيت لحم وغيرها؟

            11. إن كان الإسلام هو إمتداد للمسيحية.. لماذا نرى الآيات القرآنية تختلف تماماً عن الآيات الإنجيلية؟ ألا يدل هذا على أن مصدرهما ليس بواحد ؟

            12.لماذا أرى الكثير في اقوال الشيعة لعنات؟ دائماً اراكم تقولون: اللهم إلعن فلان .. إللهم إلعن يزيد... وهكذا ... ما هو سر اللعنة ومتى تستخدم؟

            13. أخيراً هل يعتبر الشيعة أن المسيحين هم كفار ومشركين؟ مع العلم بأننا نعبد الله الإله واحد الذي لا شريك له.. ومن يشرك به لا يكون مسيحياً أبداً.


            أختكم ليدي إيما ...........................


            مساء الخير اختى

            انا هرد عليكى

            رساله سيدنا محمد مكمله لرسالة المسيح عليه السلام
            وقد بشر المسح برساله محمد
            اما عن الاسلة

            السؤال الاول

            الدليل موجود فى الانجيل والتوراء
            والدليل الاخر القران الكريم والدليل الاخر الاسلام نفسه
            2 لايمكن تحريف القران الكريم علشان ربنا تعهد بحفظة وقال ان نزلنا الذكر وان لهو لحافظون
            والحمدالله القران لا يمكن ان يحرف
            3 من قال لكى ان محمد صلى الله عليه وسلم افضل من عيسى ابن مريم هذا امر لا يعلمه الا الله لكن سيدنا محمد هو خاتم المرسلين واخيه عيسى عليه السلام وهذا لا يقلل من قدر عيسى عبد الله ورسوله وكلمة منه
            4 على كرم الله وجة ليس افضل من رسول كريم مثل عيسى عليه السلام وكلمه من الله وروح وله معجزات عظيمة
            وفضل وتكريم من الله تعالى بل عيسى افضل وهذا لا يقلل من قدر الامام على
            التوراء والانجيل من عند الله
            مثل القران

            تعليق


            • #7
              شكراً ليك ياحمد الفاتح........ لكني بإنتظار الاخ الممرض... لأني راح آخد أجوبتكم كلياته تحتى جاوب عليهن كلهن دفعة وحدة....... بشكرك كتير يابن خالي

              تعليق


              • #8
                اهلا يا بنت خالى

                اسمعى كويس

                بالنقاش الهادف والنبيل ممكن نصل الى نتيجة طيبه

                وان لم نصل يكفى ان نبادل بعضنا بعض الاحترام
                وفى النهايه كلنا اخوه فى الانسانية
                وربنا هو الله

                تعليق


                • #9
                  بل عيسى افضل وهذا لا يقلل من قدر الامام على
                  اظن انا الاخ حمد الفاتح سني والاخت صاحبه الموضوع تبي اتحاور حوار شيعي
                  فلكلام الي انا نسخته من حمد الفاتح لا يقوله الا شخص سني
                  تحياتي

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة زموتا
                    اظن انا الاخ حمد الفاتح سني والاخت صاحبه الموضوع تبي اتحاور حوار شيعي
                    فلكلام الي انا نسخته من حمد الفاتح لا يقوله الا شخص سني
                    تحياتي

                    وشو المانع ان يكون سني
                    هيك احسن بتكمل الحلقه
                    سني شيعي مسيحي
                    يا ريت منحط ايدينا مع بعض

                    وبيكون سلام في هذه الدنيا

                    شكرا الى الكل

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة الممرض


                      لا يمكن الوثوق بنبوة أي نبي ما لم يؤيده ثلاثة أمور:

                      1 - المعجزة، وذلك بأن يأتي بعمل خارق لا يمكن للبشر القيام به إلا إذا كانوا مؤيدين من الله عز وجل.

                      2 - إخبار الأنبياء السابقين بخروجه فضلاً عن اسمه وصفاته.

                      3 - الشواهد والقراءة العامة من سيرة حياته وسيرة اصحابه والدين الذي جاء به والتعاليم التي يأمر الناس بها.

                      وهذه الأمور الثلاثة تحققت في النبي محمد (ص)، وبيان ذلك:

                      معجزة النبي (ص):
                      لرسول الله محمد بن عبد الله (ص) معجزات كثيرة أعظمها القران الكريم الذي هو المعجزة الخالدة، وهو كتاب خارق لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثله مهما بلغوا من العلم والفصاحة والبلاغة، وقد تحدى النبي بلغاء العرب أن يأتوا بسورة واحدة من مثله، ولكنهم فشلوا معلنين قصورهم وعجزهم عن ذلك، بل تحدى الإنس والجن ليأتوا بمثله فقال تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً"(1).

                      ويكمن السر في إعجازه بعدة أمور، أبرزها:

                      1 - الدرجة العالية من الفصاحة والبلاغة التي يتمتع بها بحيث عجز عن محاكاتها كبار فصحاء العرب.

                      2 - الإخبار بالأمور الغيبية، كقصص الماضين، وهي كثيرة في القران، وفيها تفاصيل لا يعرفها أهل الكتاب أنفسهم، وكأنباء الاتين، مثل قوله تعالى: "غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين"(2).

                      3 - التشريع الكامل الذي يلبي احتياجات الناس في جميع شؤونهم، والذي يتماشى بعناصره الثابتة والمرنة مع كل الأمم والعصور.

                      4 - القدرة على بناء الإنسان، حيث استطاع القران الكريم في فترة قياسية أن يغيّر في عقلية الانسان الجاهلي وأخلاقه وعاداته وتقاليده وأن يصوغ الشخصية الاسلامية وفق إرادة اللّه سبحانه وتعالى.

                      إخبار الأنبياء السابقين عنه:

                      اخبر الأنبياء الذين سبقوا النبي محمد (ص) كان عيسى بن مريم (ع)، وقد نص القران الكريم على أنه بشَّر بقدوم النبي من بعده، قال تعالى: "وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"(3).

                      ومع أن تحريفات كثيرة أدخلت على الإنجيل، إلا أنه لا يزال يحتفظ ببعض الإشارات التي تبشر بقدوم النبي محمد(ص)، مثل: "ولكني أقول لكم الحق أنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزِّي، ولكن إن ذهبت أرسله لكم، ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة"(4).

                      والتبكيت هو التعنيف والتوبيخ، ولم يأتِ بعد عيسى نبي يقيم الحدود على الخطايا غير النبي محمد، فهو المقصود بكلمة المعزي المتكررة في الاناجيل.
                      أما إنجيل برنابا فقد صرح باسمه حين قال: "فلما انتصب ادم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها: لا اله الا الله محمد رسول الله. ففتح حينئذٍ ادم فاه وقال: أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني ولكن أضرع إليك أن تنبأني ما معنى هذه الكلمات: محمد رسول الله"(1).

                      العلامات والقرائن:
                      إن سيرة رسول الله كانت سيرة الأنبياء السابقين من حيث:

                      1 - الورع والتقوى والزهد وعدم الاغترار بالدنيا ومباهجها ورفضه العروض السخية التي عرضها عليه مشركو مكة.

                      2 - الثقة المطلقة بالله والتضحية بكل شيء وتعريض نفسه الشريفة للخطر مراراً في سبيل إقامة دين الله.

                      3 - سيرة أهل بيته وخيرة أصحابه، حيث كانت تمتاز بالتفاني في سبيل الله والاقبال على الطاعات والعبادات وترك الدنيا بما فيها.

                      كل هذه القرائن لا يمكن أن تجتمع في من يدعي النبوة كذباً، وسيرة الأنبياء الكذبة خير شاهد على ذلك.

                      ما الدليل على أنه خاتم الأنبياء؟
                      لقد نص القران الكريم على ذلك في قوله: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين".
                      وقال رسول الله (ص): "أيها الناس إنه لا نبي بعدي ولا سنَّة بعد سنَّتي فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار فاقتلوه، ومن اتبعه فإنه في النار"(2).
                      وقال لعلي (ع) في غزوة تبوك: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".

                      الخلاصة:
                      إن محمد بن عبد الله هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ومعجزته الكبرى هي القران المجيد الذي تحدى الله به الإنس والجن فعجزوا عن أن يأتوا بمثله فصاحة وبلاغة وعلماً وتشريعاً.

                      للمطالعة

                      إعجاز القران
                      عن هشام بن الحكم قال: اجتمع ابن أبي العوجاء وأبو شاكر الديصاني الزنديق وعبد الملك البصيري وابن المقفع عند بيت الله الحرام، يستهزؤون بالحاج ويطعنون بالقران.
                      فقال ابن أبي العوجاء: تعالوا ننقض كل واحد منا ربع القران وميعادنا من قابل في هذا الموضع نجتمع فيه وقد نقضنا القران كله، فإنّ‏ في نقض القران إبطال نبوة محمد، وفي إبطال نبوة محمد إبطال الاسلام وإثبات ما نحن فيه، فاتفقوا على ذلك وافترقوا، فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت الله الحرام، فقال ابن أبي العوجاء:
                      أما أنا فمفكر منذ افترقنا في هذه الاية: "فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا"(1).
                      فما أقدر أن أضم اليها في فصاحتها وجميع معانيها شيئاً، فشغلتني الاية عن التفكر فيما سواها.
                      فقال عبد الملك: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية: "يا أيُّها الناس ضرب مثل فاستمعوا إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب"(2)، ولم أقدر على الإتيان بمثلها.
                      فقال أبو شاكر: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية: "لو كان فيهما الهة إلاّ الله لفسدتا"(3)، ولم أقدر على الأتيان بمثلها.
                      فقال ابن المقفع: يا قوم إنّ‏َ هذا القران ليس من جنس كلام البشر، وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الاية: "وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين"(4)، لم أبلغ غايةالمعرفة بها، ولم أقدر على الإتيان بمثلها.
                      قال هشام بن الحكم: فبينما هو في ذلك، إذا مر بهم جعفر بن محمّد الصادق (ع) فقال: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً"(5)، فنظر القوم بعضهم إلى بعض وقالوا: لئن كان للإسلام حقيقة لما انتهت أمر وصية محمّد إلا إلى جعفر بن محمد، والله ما رأيناه قط إلاّ هبناه واقشعرت جلودنا لهيبته، ثم تفرقوا مقرين بالعجز.




                      (1) سورة الإسراء، الاية/88.
                      (2) سورة الروم، الاية/2.
                      (3) سورة الصف، الاية/6.
                      (1) إنجيل يوحنا 7/16.
                      (2) إنجيل برنابا 14/39.
                      (3) من لا يحضره الفقيه، ج4، ح‏537
                      (1) سورة يوسف، الاية/80.
                      (2) سورة الحج، الاية/73.
                      (3) سورة الأنبياء، الاية/24.
                      (4) سورة هود، الاية/44.
                      (5) سورة الإسراء، الاية/88.
                      كلام سليم بارك الله بك ويوفقك الله لكل خير فيما يرضاه الله وال بيته الطيبين الطاهرين
                      مع شكري وامتناني للاخت الباحثة عن الحق والحقيقة Lady Emma وللجميع
                      واسجل متابعة
                      تقبلو مروري
                      اخوكم
                      احمد البكري

                      تعليق


                      • #12
                        من المتابعين
                        كلام طيب من الأخت ليدي ايما والاخ الممرض
                        وأنشاء الله نخرج جميعاً بفائدة
                        أما الأخ حمد الفاتح
                        الاخت ليدي طلبت المحاورة مع الشيعة
                        رجاءاً أكرمنا بسكوتك وتعلم من المناظرين لكي تستفيد

                        وشكراً

                        تعليق


                        • #13
                          بالنسبة للإخوة السنة اذا احبّوا المشاركة ارى لابأس حتى وإن طلبت الأخت المحاورة مع شيعي

                          لأن اصل الدين الإسلامي غير مختص بمذهب محدد

                          أما اذا كان جواب السؤال يختلف تبعا للمذهب فنرجو من اخواننا السنة ان يتركوا الإجابة لأهل الدار.

                          تعليق


                          • #14
                            الفرقة الناجية ومن هي؟

                            المشاركة الأصلية بواسطة Lady Emma
                            سلام رب المجد يسوع المسيح مع الجميع ......
                            8. هل الشيعة الجعفرية هي الوحيدة من بين جميع مذاهب العالم ستدخل ملكوت الله؟ والباقي في بحيرة جهنم؟
                            13. أخيراً هل يعتبر الشيعة أن المسيحين هم كفار ومشركين؟ مع العلم بأننا نعبد الله الإله واحد الذي لا شريك له.. ومن يشرك به لا يكون مسيحياً أبداً.
                            أختكم ليدي إيما ...........................
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            لو سمح لي الأخوة الكرام بالمشاركة فإني أقول:
                            هناك الكثير من هذه الأسئلة يستطيع أن يشترك في الإجابة عليها كل من السنة والشيعة على السواء وهناك أسئلة خاصة فقط للشيعة ولا أرى مانعا من مشاركة الجميع بالإجابة عن ما يعلم من جواب عن الأسئلة المشتركة شرط أن يُعرّف عن مذهبه وتبقى الأسئلة الموجهة للشيعة للشيعة..
                            رغم أنني أدرك تماماً أن الأخت إيما تريد مناقشة كل ما يُكتب هنا وستستعمل الحجة العقلية لذلك وبهذا فإني أرى ضرورة متابعة كل سؤال على حدى ومع أشخاص محددين ليتم إشباعه من كل الأطراف بما لديهم من حجج ودلائل عليه منعاً للفوضى وتشرذم وتباعد الأفكار ووجهة الحديث.. فما رأيكم؟..

                            بالنسبة لي ولتسمحوا لي أن أنتقي هذين السؤالين أعلاه (8) و (13) محاولا الإجابة عليهما بمقال انتقيته عنوانه: الفرقة الناجية ومن هي؟
                            وأعتقد أنني بهذا المقال سأوفر على الأخت السائلة الكثير من الأسئلة والإستفسارات بحيث سيغطي جوانبا مختلفة ومتنوعة وأشكر لها هذه الأسئلة فهي مناسبة لأتوجه بهذا الموضوع للأخوة المسلمين أيضاً.. وإن أعجبكم الموضوع أنقل لكم مقالا آخر.. فتابعوا بتأني وإمعان ورويّة وليوفقنا الله وإياكم لما فيه خيرنا وخيركم...

                            ============================

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            ... مواضيع مختلفة وأبحاث تستمد معانيها من آيات كتاب الله عز وجل ومن أحاديث رسول الله ص وآله تتضمّن الواعظ والنصح والهداية والإرشاد.


                            قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ). صدق الله العظيم.

                            وفي هذه الآية نهى الله سبحانه أهل الإيمان عن موالاة أعدائه وأعدائهم معاً وعن إلقاء المودة إليهم وهو نهيٌ واضحٌ في ترك موالاة أعداء الله, ولكن الأمر المُبهَم والذي يحتاج إلى بحث وتوضيح هو أولاً تحديد نوعية هذا العدو والتأكّد من هويته.

                            فإن قيل لنا كما يعتقده البعض, أنّ كلّ امرء غير مسلم هو عدو لله وللمسلمين بدليل قوله تعالى:
                            ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).
                            يُعتَرَض عليه بقوله تعالى:
                            ( وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ).
                            فإذا كان إيمان المؤمن لا يتم إلا بتصديقه لجميع الأنبياء والرسل كعيسى وموسى وإبراهيم وغيرهم وبتقديسه لجميع الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل والقرآن إيماناً صادقاً من غير تفريق بين رسول ورسول ولا بين كتاب وكتاب.
                            فكيف يصح الإعتقاد بأنّ من اتبع أولئك الرسل أو عمل بمُحكم رسالاتهم وكتبهم أنه عدو لله وللمؤمنين؟!
                            أو أنه في الآخرة من الخاسرين؟!
                            أو أنّ مصيره في الآخرة إلى النار؟!
                            قال سبحانه:
                            ( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ).
                            ويقول سبحانه:
                            ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ).

                            وليت الأمر يقفُ مع أمثال هؤلاء عند هذا الحد من الحُكم على الغير في مصيرهم بالآخرة فيقولون هؤلاء للجنة أو للنار ولا يدرون أنّ الحُكمَ على الله جل وعلا فيما يُعامل به مخلوقاته يوم الحساب باطل.
                            وواضحٌ أيها القارئ المنصف أنّ الله سبحانه يقول في كتابه الكريم:
                            ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).
                            فمن ذا الذي يملك على الله فِعلهُ وإرادته إذا عذّب أو غفر؟!
                            وصدق رسول الله ص وآله: أن الله يملكُ من الناس ولا يملكون منه ويقضي عليهم ولا يقضون.


                            بل ليت الأمر يقف عند هذا الحد من الحكم القاسي على الآخرين في مصيرهم بالآخرة لكان الأمر على قسوته وجرأته على الله سهل ولكن ويا للأسف تجاوز هذا الحكم حتى شمل أكثر المسلمين وضمّهم في مصيرهم إلى غيرهم من بقية الناس.


                            وورد عن النبي ص وآله أنه قال:
                            ( انقسم بنو اسرائيل إحدى وسبعين فرقة وستنقسم أمتي إلى اثنتين وسبعين كلهم في النار إلا واحدة.
                            قيل ومن هي يا رسول الله؟
                            قال ص وآله: من مات على ما أنا وأصحابي عليه
                            ).

                            الله أكبر ما أضيق هذا الطريق بل ما أخطر هذا القول, كل العالم غير المسلم حتى وتسع وتسعين بالمئة من المسلمين ومن أمة محمد بالذات في النار وواحد فقط من كل بني آدم ومن أمة محمد ص وآله وحدهم في الجنة.
                            قال الشيخ محمد عبده:
                            ما زال علماء المسلمين يُكفّر بعضهم بعضاً حتى لم يبق في الجنة مكان لمسلم إذا صدق هؤلاء العلماء (أ هـ).

                            ما أقل عدد أهل الجنة وما أكثر عدد أهل النار!
                            والغريب أنّ الحديث الشريف يقول: ( يدُ الله مع الجماعة ).
                            وأمير المؤمنين (ع) يقول في كتابه للأشتر : ( وإنما عمادُ الدين وجَماعُ المسلمين والعِدّة للأعداء العامة من الأمة فليكن صفوك إليهم وميلك معهم والله سبحانه يقول: ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) من غير تعيين ولا تخصيص لدين أو ملّة أو مذهب ).

                            بقيَ علينا بعد هذا إن صحّ الحديث المتقدّم أن نتأكد من هوية الفِرقة الناجية من أمّة محمد ص وآله نفسها بعد عدم الحصول على طعن في الحديث أو بعد أن كثُرَ الإدعاء من كل فرقة من الفرق التي انقسمت إليها أمّة محمد ص وآله بأنها هي الفرقة الناجية وحدها وهذه بعض الأقوال...


                            - تقول الفرقة الشيعية الأثنعشرية وأنا واحد منهم ديناً ومذهباً ومعتقداً أنها الفرقة الناجية وكل من خالف رأيها حتى من فرق الشيعة نفسها (في النار) ويدعمون قولهم هذا بقول النبي ص وآله لعلي (ع) : ( يا علي ما أحبّك إلا مؤمن ). وقوله ص وآله: (حُب علي حسنة لا تضر معها سيئة) وإلى هذا أشار بعضهم بقوله:

                            كل من والى علي المرتضى ليس يخشى من عظيمِ السيئات
                            حُبّه الإكسيرُ لو صُبّ على سيئاتِ الخلقِ صارت حسناتِ

                            هذا مع العلم أنهم يؤمنون بقوله تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ... الخ).


                            - وتقول الفرقة السنيّة أنها الفرقة الناجية وحدها حتى من فرق السنة المتعددة ويستندون في قولهم هذا على جواب النبي ص وآله في آخر الحديث الشريف المذكور وهو : ( ألا من مات على ما أنا وأصحابي عليه).
                            وواضحٌ أنّ النبي ص وآله لم يُبَيّن لنا مَن هم أصحابه الذين ماتوا على ما مات هو عليه ص وآله ويُلفت النظر أنّ البيعة أعطيت للخليفة الثالث بتعهده بأن يسير على سيرة صاحبيه فقط, وعلاوة على هذا فهم يؤمنون بقوله تعالى: ( إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى ) دون أن يُشار في هذه الآية إلى اتّباع دين أو ملة أو مذهب.


                            وهكذا فكل فرقة دعواها وادعاؤها ونظرتها وحكمها على الآخرين من كل الفرق الإسلامية لا بل من كل الناس.

                            وإذا عُدنا إلى الآية التي أوردناها في بداية هذا البحث والتي تنص على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله دون تفريق نجد أنّ هذه الأقوال بالرغم مما يوافقها من التأويل والتمحّل لا تتفق مع مضمون هذه الآية الكريمة مُطلقاً, هذا وكتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, والنبي ص وآله لا ينطقُ عن الهَوى.
                            ومن ها هنا يجوز لنا أن نقول لقوله تعالى:
                            ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).
                            شرحٌ ومعنىً غير الشروح والمعاني التي أوردها وحرّرها كثيرٌ من دعاة التفرقة وبَذر بذورها هُواة العداوة والشقاق والتجافي بين الناس, شرحٌ يوضحُ معنى هذه الآية ويُثبتُ أن الإدّعاء بالهداية الخاصة ليس من شأن الإسلام ولا من رأي المسلمين.. وإنّما هو من معتقدات الأمة اليهودية, تلك الأمّة التي تحتكر الله باختصاصه إياها دون سواها مع الإدّعاء العريض (1) بأنها وحدها المُهتدية وأنّ الله لا يرضى إلا عنها وأنّ جميع الأديان باطلة وجميع الأمم ضالة عداها..

                            ومعلومٌ أنّ القرآن الكريم أنزلت فيه آيات كثيرة بالرد على هذه الأقوال ودحض هذه المزاعم والمعتقدات وأنّه يقرّر أنّ كل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً من جميع الملل فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون...

                            وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة: ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ )
                            وقوله: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون).
                            فأيّ عهدٍ هذا العهد الذي أشار إليه في هذا المقام؟
                            أهو العهد الأول عهد الله لآدم,
                            أم هو العهد الكوني السابق على عهد الله مع آدم,
                            أم العهد المعقود بين فطرة الإنسان وبارئه أن يعرفه ويعبده وحده لا شريك له,
                            أم هو العهد الخاص الذي قطعه الله لإبراهيم بقوله:
                            (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) .
                            هذه العهود جميعاً إن هي إلا عهدٌ واحدٌ في صميمها.

                            إنّه العهد بين الباري وعباده أن يُصَفّوا قلوبهم إليه وأن يُسلّموا أنفسهم كلها له, وهذا هو الدين الواحد الذي لا يقبل الله دينا غيره وهذا هو الإسلام الذي جاء به الرسل جميعاً وإليه الإشارة بقوله تعالى: ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).

                            فما الإسلام الذي جاء به محمد ص وآله إلا الدين الواحد الخالد, جاء في صورته الآخرة وهو امتداد لرسالة الله ولعهد الله منذ البشرية الأولى يضم جناحيه على ما مضى ويأخذ بيد البشرية فيما سيأتي, ويوحّد بين العهد القديم والعهد الجديد وهذا ما تنص عليه الآية الكريمة:
                            (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ).
                            فالذين آمنوا يعني بهم المسلمين, والذين هادوا اليهود والنصارى أتباع عيسى والصابئون الذين تعبّدوا على الحنيفية الأولى ملة ابراهيم, فالآية تقرر على ما يبدو أنّ من آمن بالله واليوم الآخر من هؤلاء جميعاً وعمل صالحا فإنّ َلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ, فالعبرة إذن بحقيقة العقيدة لا بعصبية أو جنس أو قوم... الخ.


                            أما الحديث السابق الذكر فلا يخلو من غرابة وغموض يجب البحث عنه والتأمل فيه من أهل البصيرة النافذة والعقول السليمة لا من أهل التعصب والهوى ودعاة التجزئة والإنقسام وإلا فما هي الحجة التي نواجه بها من ينسبنا إلى التعصب في هذه الأقوال ويرمينا بالأنانية والإحتكار في هذا المعتقد الذي يظهر منه أننا لا نسمح لأحد من سائر خلق الله بدخول جنة الله إلا إذا كان من رأينا وعلى طريقتنا ولا يخفى على ذي بصيرة أنّ النبي ص وآله عرّف المسلم بقوله ص وآله:
                            ( المسلم من سلم الناس من يده وعينه ولسانه)
                            وقال ص وآله:
                            (أحسِن إلى جارك تكن مسلماً وارض للناس ما ترضاه لنفسك تكن مؤمناً)
                            والإمام علي عليه السلام عرّف الإسلام بقوله:
                            (الإسلام إعتقادٌ في القلب, وإقرارٌ باللسان, وعملٌ بالجوارح)
                            ونسب الإسلام نسبة لم يُسبق إليها فقال:
                            ( الإسلام هو التسليم, والتسليم هو اليقين, واليقين هو التصديق, والتصديق هو الإقرار, والإقرار هو الأداء, والأداء هو العمل الصالح).
                            ومن هذا نستنتج أنّ كل إنسان وافق قلبه لسانه ولسانه عمل جوارحه في تعاليم الله وسيرة أنبيائه أجل فهو من أهل الدين المقبول عند الله.
                            وكل من رضيَ لغيره ما يرضاه لنفسه من الخير وأمِنَ الناس من أذاه فهو من الفِرقة الناجية وبهذا نتمكن من مواجهة من يتنكّر لقوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ ).

                            وهكذا نستطيع أن نحدّد الفِرقة الناجية وحدها بدون تعصّب ولا أنانية, وأن نعرف الصديق الحق باتباعه للحق والعمل به فنواليه على الحق وعلى العمل به, ثم نعرف العدو باتّباعه الباطل وميله إلى أهله والعمل به فنعاديه إن لم نستطع ردّه عن الباطل عملاً بقول الرسول ص وآله : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ).

                            ومن ها هنا يصحّ الحكم على الناس بالإيمان أو الكفر لا من ملة واحدة ولا من دين واحد ولا على مذهب معيّن إلا مذهب الحق والإيمان والإنصاف.
                            وأسأل الله سبحانه أن يجعلنا في ديننا من المسلمين وفي إسلامنا من المؤمنين وفي إيماننا من الفرقة الناجية إنّه على كل شيءٍ قدير.


                            -------------------------------------------------------------------------------------------------------
                            (1) – راجع "في ظلال القرآن" للسيد قطب. الجزء الأول صفحة 79 و 82 .

                            -------------------------------------------------------------------------------------------------------



                            اقتطفت هذه المقالة من كتاب "الفصول الأربعة" لفضيلة الشيخ المرحوم "عبد الكريم علي حسن الخطيب" طرطوس والمنشور منذ سنة 1976 ميلادية.

                            راجياً دعاء المخلصين المؤمنين القلة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


                            خادم أهل الولاية جمعاء
                            أخوكم الأصغر
                            أبو اسكندر







                            تعليق


                            • #15
                              اخوي صندوق العمل وغريبه الديار
                              الحوار بلاساس شيعي مسيحي
                              وهناك اشياء مختلفه بينا وبين السنه مثل هلكلام الي كتباه حمد الفاتح
                              بل عيسى افضل وهذا لا يقلل من قدر الامام على
                              فهذا الكلام ليس من عقائد الشيعه
                              والحوار شيعي مسيحي لكي لا يتغير محور الموضوع

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X