اُسـتـاذي الـعـزيـز صـنـدوق الـعـمـل لا أظـن أنَّـنـا نُـخـاطـب مُـفـكِّـراً عـاقـلًا ، و لا عـاقـلًا مُـفـكِّـراً ،
و لا مُـفـكِّـراً ، أو عـاقـلًا ! ، .. فـعـلـى كـل الإحـتـمـالات الـمـقـصـد شـخـص الـسَّـيِّـد فـضـل الله ، لـيْـس
أكـثـر مـن ذلـك ، .. بـالـتَّـالـي فـالـتَّـركـيـز هُـنـا عـلـى قـوْل الـسَّـيِّـد [ لـم يـكـن عـارفـاً ] و عـلـيْـه
أظـن أنَّ الـكـاتِـب فـسَّـرهـا تِـلـقـائـيَّـا إلـى [ كـان جـاهـلًا ] ، لـهـذا يُـردِّد أنَّ قـول شـيْـخـنـا الـعـلَّامـة
الـدكـتـور الـوائـلـي - رضـوان الله تـعـالـى عـلـيْـه - يـخـتـلـف عـن قـول سـمـاحـة الـسَّـيِّـد فـضـل الله ! ، ..


عـلـى كُـلٍّ لا تُـمَـل نُـكَـت الـفُـرس فـي فـهـم الـلُّـغـة الـعـربـيَّـة و إسـتـيـعـابـهـا ! ، لـذا مـن الـمُـضـحـك
أن يـقـع الـفـارسـي فـي شُـبـهـة نـتـيـجـة عـدم إدراكـه و إلـمـامـه بـلـغـتـنـا ثُـمَّ يـأتِ مُـدَّعـيـاً الـمـعـرفـة ! ، ..
لـذا كُـنـتُ سـابـقـاً أسـألـه عـن الـرَّابـط إلَّا أنَّـه لـم يـكُـن مُـبـالـيـاً بـذلـك ، و مـع ذلـك أشـعـر بـأنَّـه نـقـل جُـزءاً
مـن إجـابـة سـمـاحـة الـمـرجـع دون غـيْـرهـا ، لأنَّ سـمـاحـة الـمـرجـع دائـمـاً مـا تـكـون إجـابـاتـه وافـيـة مـن
نـاحـيـة الـشَّـرح إجـمـالًا أو تـفـصـيـلًا حـسـب طـبـيـعـة الـسُّـوؤال ، و كـافـيـة مـن نـاحـيـة إيـصـال الـمُـراد
بـطـريـقـة واضـحـة لا لـبْـس فـيـهـا ، و صـريـحـة لا تُـوقِـع الـسَّـائـل فـي إلـتـبـاس ، ..

*


قـلـيـل مـن الـنَّـبـاهـة و الـتَّـركـيـز ، و الإنـتـبـاه و الـتَّـفـكـيـر ، قـلـيـلٌ مـن ذلـك فـقـط يـجـعـلـك
إجـمـالًا لا تُـقـارنـيـن بـيْـن خـيْـر خـلـق الله تـعـالـى و غـيْـره ، أمَّـا تـفـصـيـلًا فـيـمـكـن أن نـقـول

[ 1 ]

أي شـخـص يـقـول بـأنَّ وصـف رسـول الله - ص - بـالأُمِّـي - يـعـنـي الـذي لا يـقـرأ و لا يـكـتـب - هـو إنـتـقـاص
مـنـه - ص - ، أو نـسـبـت الـنَّـقـص إلـيْـه - ص - ، فـهـو لا يُـدرك قـيـمـة رسـول الله - ص - الـحـقـيـقـيَّـة ، إذ لابـُــد
لِـمَـن أراد الإسـلام أن يـشـهـد بـنـبـوَّة مُـحـمَّـد - ص - ، فـيـأخـذ عـنـه - ص - كـل مـا يـتـعـلَّـق بـديـنـه ، و مـا يُـؤمِّـن
لـه إسـتـمـراريَّـتـه فـي الـحـيـاة بـالـطَّـريـقـة الـتـي يـرضـاهـا الله تـعـالـى ، فـإذا مـا بـلـغ أحـدنـا مـن الـعـلـم
مـا بـلـغ ، فـإنَّـه لا يـخـرج عـن الـقـرآن الـكـريـم الَّـذي هـو مُـعـجـزة رسـول الله - ص - ، و أحـاديـثـه الـشَّـريـفـة ،
لـذا فـإنَّ قـيـمـة رسـول الله - ص - لـيْـسـت مـن حـيْـث أنَّـه يـعـرف الـقـراءة و الـكِـتـابـة ، بـل إنَّـه فـي غِـنـى عـن
ذلـك بـمـا أوحـى الله تـعـالـى إلـيْـه - ص - ، فـكـم مـن قـارئٍ لا يُـحـسـن إخـتـيـار مـا يـقـرأ ، و كـم مـن كـاتـبٍ
لا يُـتـقـن أداء مـا يـكـتـب ، لـكـن رسـول الله - ص - قـد بـلَّـغ عـن ربِّـه مـا أوحـى ، و أخـلـص فـي الأداء ، و مـلأ
الـدُّنـى عِـلـمـاً و نـوراً ، إذاً الـمـسـألـة لـيْـسـت شـكـلـيَّـات ، و لا إتـقـان مـهـارات ، و لا إظـهـار قُـدرات ، فـإن لـم
يـكـُن يـقـرأ و يـكـتـب - ص - ، فـمـن مـثـلـه فـي آيـات الـقُـرآن ؟! ، .. لـذا أظـن أنَّ الـنَّـقـص أو الإنـتـقـاص هـو
نـتـيـجـة مُـقـارنـة رسـول الله - ص - بـغـيْـره ، .. لـكـن إذا مـا قُـلـنـا مـن مِـنَّـا لـه مُـعـجـزة خـالـدة كـالـقـرآن ؟! ، ..

[ 2 ]

إذا مـا قُـلـنـا بـأنَّ رسـول الله - ص - لا يـعـرف الـقـراءة ، و أنَّـه - ص - إذا مـا أراد قـراءة كـتـابٍ مـا يـأمـر
مـن يـقـرأه عـلـى مـسـمـعـه ، فـهـذا لا يـعـنـي إمـكـانـيَّـة الـكـذب عـلـيْـه - ص - أو إخـبـاره بـعـكـس مـا ورد
فـي الـكِـتـاب ، إذ إنَّـه - ص - مُـرتـبـط بـالله تـعـالـى عـن طـريـق الـوحـي ، لـربَّـمـا يـكـون ذلـك مِـصـداقـاً
لِـمَـن لا يـزال شـاكَّـاً فـي أمـر نـبـوَّتـه - ص - ، كـذلـك بـالـنِّـسـبـة لـلـكِـتـابـة ، فـلا أحـد يُـمـكـنـه أن يـكـتـب
شـيـئـاً لـم يُـمْـلِـهِ عـلـيْـه رسـول الله - ص - نـصَّـاً لا زيـادة فـيـه و لا نُـقـصـان ، لـذات الـسَّـبـب ، ..

*



مـتـعـب الَّـذي تـكـلـمـتِ نـيـابـةً عـنـه ، يُـوافـق صـنـدوق الـعـمـل فـي نـقـلِـهِ مـاجـاء عـلـى لِـسـان
شـيْـخـنـا الـعـلَّامـة الـدكـتـور الـوائـلـي - رضـوان الله تـعـالـى عـلـيْـه - ، .. لـكـن أسـألـكِ بـالله مـاذا
يـعـنـي قـوْلـكِ [ مـتـعـب لا يـقـول ذلـك ] ؟! ، .. و مـا الَّـذي يُـنـسـب لـسـيِّـدنـا الـمـرجـع ؟! ، ..
كُـلِّـي ثـقـة أنَّـكِ لـن تـتـقـوَّلـي عـلـى ألـسـنـتـنـا أنَّـنـا نـطـعـن بـرسـول الله - ص - ، ..

*

[ الإمـام ] الـسَّـيِّـد مُـحـمَّـد حـسـيْـن فـضـل الله يـتـوافـق كـلامـه مـع كـلام شـيْـخـنـا الـعـلَّامـة
الـدكـتـور أحـمـد الـوائـلـي - رضـوان الله تـعـالـى عـلـيْـه - إجـمـالًا ، و يـقـول سـمـاحـة الـمـرجـع :

[ كان النبي(ص) قبل أن يبعث بالرسالة، أمّياً لم يقرأ كتاباً ولم يكن يكتب أيضاً، كما قال الله سبحانه وتعالى عنه
: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ المُبْطِلُونَ}(العنكبوت/48). وهنا تميَّز رسول الله عن كلِّ
الناس، بأنه كان الأعلم من دون أن يقرأ ويكتب، لأن الله هو الَّذي علَّمه وألهمه وأعطاه عقلاً ينفتح به على حقائق الكون
وأسرار غيبه، ولم تكن عدم ممارسته للقراءة والكتابة نقصاً فيه، وإنما كمالاً، لأنها لم تعبِّر عن جهل، وإنما عبّرت،
بعناية الله له، عن شخصية متكاملة في كلِّ جوانب المعرفة والثقافة، وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يرسل النبيّ
الأميّ، ليقول للناس إنّ هذا النبيّ هو الذي سيملأ الحياة علماً، ويعطي الإنسان من علمه ما يغتني به، وهذا دليل على
أنه رسول من الله، وإلا فمن أين جاء بهذا العلم. وفي هذا المجال، يخبرنا عليّ(ع) أن الله سبحانه وكل به عظيماً من
ملائكته، يلقي إليه في كلِّ يوم علماً، وهكذا أنزل عليه القرآن ليثبت به فؤاده، وليفتح به عقله، وليحلّ له كلَّ المشاكل
التي كانت تعترضه وتعترض المسلمين معه ]


http://arabic.bayynat.org.lb/Khotbat/kh10082007.htm



[ لـم يـكُـن عـارفـاً ] يـا مُـفـتـري لا تـعـنـي أنَّـه - ص - كـان مـسـلـوب الإرادة لـيْـس بـإسـتـطـاعـتـه أن يـتـعـلَّـم
الـقـراءة و الـكِـتـابـة ، [ لـم يـكُـن عـارفـاً ] يـا فـارسـي لا تـعـنـي نـسـبـت الـعـجـز إلـى رسـول الله - ص - و أنَّـه
غـيْـر قـادر عـلـى إكـتـسـاب هـذه الـمـعـرفـة ، .. [ لـم يـكُـن عـارفـاً ] لا تـعـنـي نـسـبـت الـجـهـل إلـى رسـول الله
- ص - بـحـقـيـقـة الـقِـراءة و كـيـفـيَّـة الـكِـتـابـة ، [ لـم يـكُـن عـارفـاً ] تـعـنـي أنَّـه - ص - لـم يـكـتـب و لـم يـقـرأ
لا تـعـنـي لا قُـدرة لـديـه - ص - عـلـى تـعـلُّـم ذلـك و إتـقـانـه ، لـذا إقـرأ ، إفـهـم ، إسـتـوعـب ، ثُـمَّ قُـل شُـبـهـة ، و
إفـتـراء ! ، ..


أَمـازلـت يـا أُسـتـاذ [ S-AL AMINI ] مُـتـشـبِّـثـاً بـ [ مـعـرفـه ] و [ يـعـرف ] و [ عـرفـان ] ؟! ، .. صِـدقـاً لا
أدري مـن الَّـذي لـو قُـدِّر أن يُـبـاع لَـمَـا اشـتـراه حـتَّـى قـوْمُـهُ بـفـلـس ! ، .. عـلـى كُـلٍّ مـهـرجـانـات تـسـقـيـط
الـعُـظـمـاء قُـربـانـاً لـغُـلاة الـفُـرس الـحـاقـديـن قـد ولَّـى زمـنـهـا و مـات جـمـهـورهـا ، .. و إذا كـان الإشـكـال
عـلـى [ لا يـعـرف ] أو [ لـم يـكُـن عـارفـاً ] فإنَّ أيَّ مـخـلـوق فـي الـوجـود مُـكـتـسـب للمعرفـة و رسـول الله - ص -
لـم يـتـعـلَّـم الـقِـراءة و الـكِـتـابـة ، لـذا قُـلـنـا رسـول الله - ص - لا يـعـرف الـقِـراءة و الـكِـتـابـة ، لـكـنَّ ذلـك لا يُـعـدُّ
نـقـصـاً لأنَّـه - ص - لـيْـس بـمُـحـتـاج لـمـعـرفـة ذلـك طـالـمـا أنَّـه يُـوحـى إلـيْـه مـن ربِّـه تـعـالـى ! ، فـالـوحـي هُـنـا
يُـغـنـيـه عـن قـراءة أيِّ كِـتـاب ، و هـو - ص - كُـلِّـفَ بالـتَّـبـلـيـغ لا بـالـتَّـدويـن فـمـا حـاجـتـه إلـى الـكِـتـابـة ! ، ..
فـالـكـل يـقـرأ عـن رسـول الله - ص - و هـو لا يـقـرأ عـن أحـد ، و الـكـل يـكـتـب عـنـه و لا يـكـتـب عـن أحـد ، يـعـنـي
الله تـعـالـى يُـكـرِّم رسـولـه - ص - و يـرفـع عـنـه كُـلَّ عِـبـئ ، و هـؤلاء يـنـظـرون إلـى ذلـك بـأنَّـه نـقـص فـي رسـول
الله - ص - ، و يـسـعـون بـكـل الـطُّـرق لـيُـؤكِّـدوا أنَّ هـذا إنـتـقـاص مـن رسـول الله - ص - ! ، ..