تتمة
السلام عليكم
قول المؤمنين (ياعلي) حين القيام هو الاستعانة بالوسائط الشريفة في تحقيق المراد من طلب القوة وقضاء الحوائج. وليس في ذلك بأس فقد استعان ابناء الانبياء والصحابة الكرام بالوسائط الشريفة في تحقيق المراد التي قد يتصور أنه لا يصح طلبها إلا من الله خاصة, كما في قول ابناء يعقوب (عليه السلام) لأبيهم -سورة يوسف (97)- : (( قَالواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفر لَنَا ذنوبَنَا إنا كننَّا خَاطئينَ )) ,
وقول يعقوب (عليه السلام) لهم: (( ...سَوْف أَسْتَغْفر لَكمْ رَبّيَ انه هو الغفور الرحيم)).. مع أنه ورد قوله تعالى: (( و من يغفر الذنوب الا الله.. )) (آل عمران (135)),
ولم يوجّه يعقوب (عليه السلام) ابناءه لطلب الاستغفار من الله مباشرة, وانما توسط بطلب الاستغفار لهم, وقرر هذا المعنى المولى سبحانه عند ذكره لهذه الحكاية ولم يعقّب عليها بشيء.
وأيضاً ندب المولى سبحانه الصحابة الى طلب التوسط بالنبي (صلى الله عليه وآله) لتحقيق مرادهم في الحصول على التوبة من الله ونيل رحمته, قال تعالى: (( ... و لو انهم اذ ظلموا انفسهم جاووك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدا الله توابا رحيماا)) (النساء (64)),
وهذه الآية يستفاد منها العموم لحالتي الحياة والموت, ولا يقتصر بها على حالة وجوده الشريف (صلى الله عليه وآله) بين ظهراني الصحابة, وذلك لورودالفعل (جآءوك) في سياق الشرط (لو) الذي يستفاد منه العموم.
وحسب هذه المشروعية في التوسط بالوسائط الشريفة في طلب المراد,
يأتي قول المؤمنين (ياعلي) في طلب القوة, وهو أفضل وأرجح مما لو طلب العبد لوحده من الله إمداده بالقوة فالاستعانة بالامام علي عليه السلام في المقام انما تعني في حقيقتها توجه دعاءين للمولى سبحانه في طلب القوة للشخص لا دعاء واحد, وهذا بلا شك أفضل وأحسن, وهو لا ينافي قوله تعالى: (( ...وإٿيَّاكَ نَسْتَعين )) (الفاتحة (5)), وايضاً الحديث الذي يرويه ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله): (إذا استعنت فاستعن بالله).. لأنه ورد في القرآن الكريم الأمر بالأستعانة بغير الله كما في قوله تعالى: (( وَاسْتَعينواْ بالصَّبْرٿ وَالصَّلاَةٿ ... )) (البقرة (45)),
وايضاً قوله سبحانه: (( ...وَتَعَاوَنواْ عَلَى الْبرّٿ وَالتَّقْوَى ... )) (المائدة (2)),
وقد استعان الانبياء والأولياء بغير الله تعالى في مختلف حوائجهم, وإنما الذي ينافي الاستعانة المذكورة في الآية الشريفة والحديث الشريف إنما هو الاعتقاد باستقلال المستعان به عن ارادة الله وقدرته في قضاء الحوائج,
أما مَن يستعين بشيء وهو يعتقد ان هذا الشيء هو مخلوق لله, وان ما يصدر من فائدة منه في المقام إنما هي فيض من فيوضات الله سبحانه, فلا تنافي ولا تعارض, والآيات الكريمة يجب أن نفهمها ضمن هذه المنظومة الشاملة لها, ولا يصح اجتزاء بعضها عن بعض, وقد قال تعالى: (( أَفلاَ يَتَدَبَّرونَ الْقرْآنَ وَلَوْ كَانَ منْ عند .....)) (النساء 82).
السلام عليكم
قول المؤمنين (ياعلي) حين القيام هو الاستعانة بالوسائط الشريفة في تحقيق المراد من طلب القوة وقضاء الحوائج. وليس في ذلك بأس فقد استعان ابناء الانبياء والصحابة الكرام بالوسائط الشريفة في تحقيق المراد التي قد يتصور أنه لا يصح طلبها إلا من الله خاصة, كما في قول ابناء يعقوب (عليه السلام) لأبيهم -سورة يوسف (97)- : (( قَالواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفر لَنَا ذنوبَنَا إنا كننَّا خَاطئينَ )) ,
وقول يعقوب (عليه السلام) لهم: (( ...سَوْف أَسْتَغْفر لَكمْ رَبّيَ انه هو الغفور الرحيم)).. مع أنه ورد قوله تعالى: (( و من يغفر الذنوب الا الله.. )) (آل عمران (135)),
ولم يوجّه يعقوب (عليه السلام) ابناءه لطلب الاستغفار من الله مباشرة, وانما توسط بطلب الاستغفار لهم, وقرر هذا المعنى المولى سبحانه عند ذكره لهذه الحكاية ولم يعقّب عليها بشيء.
وأيضاً ندب المولى سبحانه الصحابة الى طلب التوسط بالنبي (صلى الله عليه وآله) لتحقيق مرادهم في الحصول على التوبة من الله ونيل رحمته, قال تعالى: (( ... و لو انهم اذ ظلموا انفسهم جاووك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدا الله توابا رحيماا)) (النساء (64)),
وهذه الآية يستفاد منها العموم لحالتي الحياة والموت, ولا يقتصر بها على حالة وجوده الشريف (صلى الله عليه وآله) بين ظهراني الصحابة, وذلك لورودالفعل (جآءوك) في سياق الشرط (لو) الذي يستفاد منه العموم.
وحسب هذه المشروعية في التوسط بالوسائط الشريفة في طلب المراد,
يأتي قول المؤمنين (ياعلي) في طلب القوة, وهو أفضل وأرجح مما لو طلب العبد لوحده من الله إمداده بالقوة فالاستعانة بالامام علي عليه السلام في المقام انما تعني في حقيقتها توجه دعاءين للمولى سبحانه في طلب القوة للشخص لا دعاء واحد, وهذا بلا شك أفضل وأحسن, وهو لا ينافي قوله تعالى: (( ...وإٿيَّاكَ نَسْتَعين )) (الفاتحة (5)), وايضاً الحديث الذي يرويه ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله): (إذا استعنت فاستعن بالله).. لأنه ورد في القرآن الكريم الأمر بالأستعانة بغير الله كما في قوله تعالى: (( وَاسْتَعينواْ بالصَّبْرٿ وَالصَّلاَةٿ ... )) (البقرة (45)),
وايضاً قوله سبحانه: (( ...وَتَعَاوَنواْ عَلَى الْبرّٿ وَالتَّقْوَى ... )) (المائدة (2)),
وقد استعان الانبياء والأولياء بغير الله تعالى في مختلف حوائجهم, وإنما الذي ينافي الاستعانة المذكورة في الآية الشريفة والحديث الشريف إنما هو الاعتقاد باستقلال المستعان به عن ارادة الله وقدرته في قضاء الحوائج,
أما مَن يستعين بشيء وهو يعتقد ان هذا الشيء هو مخلوق لله, وان ما يصدر من فائدة منه في المقام إنما هي فيض من فيوضات الله سبحانه, فلا تنافي ولا تعارض, والآيات الكريمة يجب أن نفهمها ضمن هذه المنظومة الشاملة لها, ولا يصح اجتزاء بعضها عن بعض, وقد قال تعالى: (( أَفلاَ يَتَدَبَّرونَ الْقرْآنَ وَلَوْ كَانَ منْ عند .....)) (النساء 82).
تعليق