{201}
أن نحمّل أهل السنة والجماعة مسؤولية ما كتبه وزير الثقافة المصري وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بخصوص القرآن والشعر الجاهلي؟
أو مارواه البخاري وهو صحيح عندهم، من نقص في القرآن وزيادة، وكذلك صحيح مسلم، وغيره(1).
ولكن لنضرب عن ذلك صفحاً ونقابل السيئة بالحسنة ولنعم ما قاله في هذا الموضوع الأستاذ محمد المديني عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية إذ كتب يقول:
«وأما أن الإمامية يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله وإنما هي روايات رويت في كتبهم، كما روي مثلها في كتبنا، وأهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها، وبينوا بطلانها وليس في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك، كما أنه ليس في السنة من يعتقده.
ويستطيع من شاء أن يرجع إلى مثل كتاب الإتقان للسيوطي ليرى فيه أمثال هذه الروايات التي نضرب عنها صفحاً
وقد ألف أحد المصريين في سنة 1498 م كتاباً إسمه «الفرقان» حشاه بكثير من أمثال هذه الروايات السقيمة المدخولة المرفوضة، ناقلاً لها عن الكتب والمصادر عند أهل السنة، وقد طلب الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد ان بيّن بالدليل والبحث العلمي اوجه البطلان والفساد فيه. فاستجابت الحكومة لهذا الطلب وصادرت الكتاب، فرفع صاحبه دعوى يطلب فيها تعويضاً، فحكم القضاء الإداري في مجلس الدولة برفضها.
أفيقال أن أهل السنة ينكرون قداسة القرآن؟ أو يعتقدون نقص القرآن لرواية رواها فلان؟ أو لكتاب ألّفه فلان؟
______________________________
(1) إذ إن كتاب (فصل الخطاب) لا يعد شيئاً عند الشيعة، بينما روايات نقص القرآن والزيادة فيه أخرجها صحاح أهل السنة والجماعة أمثال البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد.
أو مارواه البخاري وهو صحيح عندهم، من نقص في القرآن وزيادة، وكذلك صحيح مسلم، وغيره(1).
ولكن لنضرب عن ذلك صفحاً ونقابل السيئة بالحسنة ولنعم ما قاله في هذا الموضوع الأستاذ محمد المديني عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية إذ كتب يقول:
«وأما أن الإمامية يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله وإنما هي روايات رويت في كتبهم، كما روي مثلها في كتبنا، وأهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها، وبينوا بطلانها وليس في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك، كما أنه ليس في السنة من يعتقده.
ويستطيع من شاء أن يرجع إلى مثل كتاب الإتقان للسيوطي ليرى فيه أمثال هذه الروايات التي نضرب عنها صفحاً
وقد ألف أحد المصريين في سنة 1498 م كتاباً إسمه «الفرقان» حشاه بكثير من أمثال هذه الروايات السقيمة المدخولة المرفوضة، ناقلاً لها عن الكتب والمصادر عند أهل السنة، وقد طلب الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد ان بيّن بالدليل والبحث العلمي اوجه البطلان والفساد فيه. فاستجابت الحكومة لهذا الطلب وصادرت الكتاب، فرفع صاحبه دعوى يطلب فيها تعويضاً، فحكم القضاء الإداري في مجلس الدولة برفضها.
أفيقال أن أهل السنة ينكرون قداسة القرآن؟ أو يعتقدون نقص القرآن لرواية رواها فلان؟ أو لكتاب ألّفه فلان؟
______________________________
(1) إذ إن كتاب (فصل الخطاب) لا يعد شيئاً عند الشيعة، بينما روايات نقص القرآن والزيادة فيه أخرجها صحاح أهل السنة والجماعة أمثال البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد.
{202}
فكذلك الشيعة الإمامية، إنما هي روايات في بعض كتبهم كالروايات التي في بعض كتبنا، وفي ذلك يقول الإمام العلامة السعيد أبو الفضل بن الحسن الطبرسي من كبار علماء الإمامية في القرن السادس الهجري في كتاب «مجمع البيان لعلوم القرآن».
«فأما الزيادة فيه فمجمع على بطلانها، وأما النقصان منه فقد روي جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية أهل السنة أن في القرآن تغييراً ونقصاناً، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه، وأستوفى الكلام فيه غاية الإستيفاء في جواب «مسائل الطرابلسيات» وذكر في مواضع: أن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب، فإن العناية إشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حد لم تبلغه فيما ذكرناه لأن القرآن معجزة النبوة، ومأخذ العلوم الشرعية، والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء أختلف فيه من إعرابه.وقراءته، وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيّرا أو منقوصاً مع العناية الصادقة والضبط الشديد»(1).
وحتى يتبين لك أيها القارئ أن هذه التهمة (نقص القرآن والزيادة فيه) هي أقرب لأهل السنة منها إلى الشيعة، وذلك من الدواعي التي دعتني إلى أن أراجع كل معتقداتي لأني كلما حاولت إنتقاد الشيعة في شيء والإستنكار عليهم إلا وأثبتوا براءتهم منه وإلصاقه بي، وعرفت أنهم يقولون صدقا وعلى مرّ الأيام ومن خلال البحث إقتنعت والحمد لله، وها أنا مقدم لك ما يثبت ذلك في هذا الموضوع:
______________________________
(1) مقال الأستاذ محمد المديني عميد كلية الشريعة في الجامع الأزهر مجلة رسالة الإسلام العدد الرابع من السنة الحادية عشر ص 382 و 383.
«فأما الزيادة فيه فمجمع على بطلانها، وأما النقصان منه فقد روي جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية أهل السنة أن في القرآن تغييراً ونقصاناً، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه، وأستوفى الكلام فيه غاية الإستيفاء في جواب «مسائل الطرابلسيات» وذكر في مواضع: أن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب، فإن العناية إشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حد لم تبلغه فيما ذكرناه لأن القرآن معجزة النبوة، ومأخذ العلوم الشرعية، والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء أختلف فيه من إعرابه.وقراءته، وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيّرا أو منقوصاً مع العناية الصادقة والضبط الشديد»(1).
وحتى يتبين لك أيها القارئ أن هذه التهمة (نقص القرآن والزيادة فيه) هي أقرب لأهل السنة منها إلى الشيعة، وذلك من الدواعي التي دعتني إلى أن أراجع كل معتقداتي لأني كلما حاولت إنتقاد الشيعة في شيء والإستنكار عليهم إلا وأثبتوا براءتهم منه وإلصاقه بي، وعرفت أنهم يقولون صدقا وعلى مرّ الأيام ومن خلال البحث إقتنعت والحمد لله، وها أنا مقدم لك ما يثبت ذلك في هذا الموضوع:
______________________________
(1) مقال الأستاذ محمد المديني عميد كلية الشريعة في الجامع الأزهر مجلة رسالة الإسلام العدد الرابع من السنة الحادية عشر ص 382 و 383.
{203}
أخرج الطبراني والبيهقي
إن من القرآن سورتين - إحداهما هي:
بسم الله الرحمن الرحيم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك.
والسورة الثانية هي:
بسم الله الرحمن الرحيم - اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكافرين ملحق.
وهاتان السورتان سماهما الراغب في المحاضرات سورتي القنوت وهما مما كان يقنت بهما سيدنا عمر بن الخطاب وهما موجودتان في مصحف ابن عباس ومصحف زيد بن ثابت(1).
أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده.
عن أبي بن كعب قال: كم تقرأون سورة الأحزاب؟ قال: بضعاً وسبعين آية، قال: لقد قرأتها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل البقرة أو أكثر منها وإن فيها أية الرجم(2).
وأنت ترى أيها القارئ اللبيب، أن السورتين المذكورتين في كتابي الإتقان والدر المنثور للسيوطي واللتين أخرجهما الطبراني والبيهقي والتين تسميان بسورتي القنوت لا وجود لهما في كتاب الله تعالى.
وهذا يعني أن القرآن الذي بين أيدينا ينقص هاتين السورتين الثابتتين في مصحف ابن عباس ومصحف زيد بن ثابت كما يدل أيضاً بأن هناك مصاحف أخرى غير التي عندنا، وهو يذكرني أيضاً بالتشنيع على أن للشيعة مصحف فاطمة، فافهم!
______________________________
(1) جلال الدين السيوطي في الإتقان وكذلك في الدر المنثور.
(2) مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 132.
إن من القرآن سورتين - إحداهما هي:
بسم الله الرحمن الرحيم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كله ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك.
والسورة الثانية هي:
بسم الله الرحمن الرحيم - اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكافرين ملحق.
وهاتان السورتان سماهما الراغب في المحاضرات سورتي القنوت وهما مما كان يقنت بهما سيدنا عمر بن الخطاب وهما موجودتان في مصحف ابن عباس ومصحف زيد بن ثابت(1).
أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده.
عن أبي بن كعب قال: كم تقرأون سورة الأحزاب؟ قال: بضعاً وسبعين آية، قال: لقد قرأتها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل البقرة أو أكثر منها وإن فيها أية الرجم(2).
وأنت ترى أيها القارئ اللبيب، أن السورتين المذكورتين في كتابي الإتقان والدر المنثور للسيوطي واللتين أخرجهما الطبراني والبيهقي والتين تسميان بسورتي القنوت لا وجود لهما في كتاب الله تعالى.
وهذا يعني أن القرآن الذي بين أيدينا ينقص هاتين السورتين الثابتتين في مصحف ابن عباس ومصحف زيد بن ثابت كما يدل أيضاً بأن هناك مصاحف أخرى غير التي عندنا، وهو يذكرني أيضاً بالتشنيع على أن للشيعة مصحف فاطمة، فافهم!
______________________________
(1) جلال الدين السيوطي في الإتقان وكذلك في الدر المنثور.
(2) مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 132.
{204}
وإن أهل السنة والجماعة يقرؤون هاتين السورتين في دعاء القنوت كل صباح، وكنت شخصياً أحفظهما وأقرأ بهما في قنوت الفجر.
أما الرواية الثانية ألتي أخرجها الإمام أحمد في مسنده والتي تقول بأن سورة الأحزاب ناقصة ثلاثة أرباع، لأن سورة البقرة فيها 286 آية بينما لا تتعدى سورة الأحزاب 73 آية وإذا اعتبرنا عد القرآن بالحزب فإن سورة البقرة فيها أكثر من خمسة أحزاب بينما لا تعد سورة الأحزاب إلا حزباً واحداً.
وقول ابي بن كعب: «كنت أقرأها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل البقرة أو أكثر» وهو من أشهر القراء الذين كانوا يحفظون القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي إختاره عمر(1) ليصلي بالناس صلاة التراويح. فقوله هذا يبعث الشك والحيرة كما لا يخفى.
-وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده(2) عن أبي بن كعب قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
«إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقال فقرأ: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب، فقرأ فيها «ولو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطيه لسأل ثانياً فلو سأل ثانياً فأعطيه لسأل ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن ذلك الدين القيم عند الله الحنفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيراً فلن يكفره».
-وأخرج الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي بن كعب أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق فقرأ فيها على عمر بن الخطاب هذه الآية:
(إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام) فقال عمر بن الخطاب من أقرأكم هذا القراءة؟ فقالوا:
______________________________
(1) البخاري ج 2 ص 252.
(2) مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 131.
أما الرواية الثانية ألتي أخرجها الإمام أحمد في مسنده والتي تقول بأن سورة الأحزاب ناقصة ثلاثة أرباع، لأن سورة البقرة فيها 286 آية بينما لا تتعدى سورة الأحزاب 73 آية وإذا اعتبرنا عد القرآن بالحزب فإن سورة البقرة فيها أكثر من خمسة أحزاب بينما لا تعد سورة الأحزاب إلا حزباً واحداً.
وقول ابي بن كعب: «كنت أقرأها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل البقرة أو أكثر» وهو من أشهر القراء الذين كانوا يحفظون القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي إختاره عمر(1) ليصلي بالناس صلاة التراويح. فقوله هذا يبعث الشك والحيرة كما لا يخفى.
-وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده(2) عن أبي بن كعب قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
«إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقال فقرأ: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب، فقرأ فيها «ولو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطيه لسأل ثانياً فلو سأل ثانياً فأعطيه لسأل ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن ذلك الدين القيم عند الله الحنفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيراً فلن يكفره».
-وأخرج الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي بن كعب أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق فقرأ فيها على عمر بن الخطاب هذه الآية:
(إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام) فقال عمر بن الخطاب من أقرأكم هذا القراءة؟ فقالوا:
______________________________
(1) البخاري ج 2 ص 252.
(2) مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 131.
{205}
أبي بن كعب، فدعاه فقال لهم عمر إقرأوا، فقرأوا: (ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام) فقال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب، نعم أنا أقرأتهم فقال عمر لزيد بن ثابت إقرأ يا زيد، فقرأ زيد قراءة العامة فقال عمر: اللهم لا أعرف إلا هذا! فقال أبي بن كعب:
والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون وأدنو ويحجبون، ووالله لئن أحببت لألزمن بيتي فلا أحدّث أحداً ولا أقرئ أحداً حتى أموت، فقال عمر اللهم غفراً، إنك لتعلم أن الله قد جعل عندك علماً فعلّم الناس ما علمت.
قال ومر عمر بغلام وهو يقرأ في المصحف:
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) فقال: يا غلام حكها، فقال هذا مصحف أبي بن كعب فذهب إليه فسأله فقال له: إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق(1)
وروى مثل هذا ابن الأثير في جامع الأصول وأبو داود في سننه، والحاكم في مستدركه.
وأترك لك أخي القارئ أن تعلق في هذه المرة بنفسك على أمثال هذه الروايات التي ملأت كتب أهل السنة والجماعة، وهم غافلون عنها ويشنعون على الشيعة الذين لايوجد عندهم عشر هذا.
ولكن لعل بعض المعاندين من أهل السنة والجماعة ينفر من هذه الروايات فيرفضها كعادته وينكر على الإمام أحمد تخريجه مثل هذه الخرافات فيضعّف أسانيدها ويعتبر أن مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود ليسا عند أهل السنة بمستوى صحيحي البخاري ومسلم، ولكن مثل هذه الروايات موجودة في صحيح البخاري وصحيح مسلم أيضاً.
______________________________
(1) تاريخ دمشق للحافظ بن عساكر ج 2 ص 228.
والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون وأدنو ويحجبون، ووالله لئن أحببت لألزمن بيتي فلا أحدّث أحداً ولا أقرئ أحداً حتى أموت، فقال عمر اللهم غفراً، إنك لتعلم أن الله قد جعل عندك علماً فعلّم الناس ما علمت.
قال ومر عمر بغلام وهو يقرأ في المصحف:
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) فقال: يا غلام حكها، فقال هذا مصحف أبي بن كعب فذهب إليه فسأله فقال له: إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق(1)
وروى مثل هذا ابن الأثير في جامع الأصول وأبو داود في سننه، والحاكم في مستدركه.
وأترك لك أخي القارئ أن تعلق في هذه المرة بنفسك على أمثال هذه الروايات التي ملأت كتب أهل السنة والجماعة، وهم غافلون عنها ويشنعون على الشيعة الذين لايوجد عندهم عشر هذا.
ولكن لعل بعض المعاندين من أهل السنة والجماعة ينفر من هذه الروايات فيرفضها كعادته وينكر على الإمام أحمد تخريجه مثل هذه الخرافات فيضعّف أسانيدها ويعتبر أن مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود ليسا عند أهل السنة بمستوى صحيحي البخاري ومسلم، ولكن مثل هذه الروايات موجودة في صحيح البخاري وصحيح مسلم أيضاً.
______________________________
(1) تاريخ دمشق للحافظ بن عساكر ج 2 ص 228.
{206}
فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه(1) في باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما عن علقمة قال: قدمت الشام فصليت ركعتين ثم قلت: اللهم يسّر لي جليساً صالحاً، فأتيت قوماً فجلست إليهم فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي قلت من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، قلت إني دعوت الله أن ييسر لي جليساً صالحاً فيسّرك لي، قال ممن أنت، فقلت من أهل الكوفة، قال: أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوساد والمطهرة، وفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، أوليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا يعلم أحد غيره، ثم قال كيف يقرأ عبد الله (والليل إذا يغشى) فقرأت عليه (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى) قال والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فيه إلى فيّ.
ثم زاد في رواية أخرى قال مازال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(2).
وفي رواية أخرى قال: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى) قال: أقرأنيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاه إلى فيّ فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني(3)
فهذه الروايات كلها تفيد بأن القرآن الذي عندنا زيد فيه كلمة «وما خلق».
-وأخرج البخاري في صحيحه بسنده عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب قال: إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها، فلذا رجم رسول الله
______________________________
(1) صحيح البخاري ج 4 ص 215
(2) صحيح البخاري ج 4 ص 216.
(3) صحيح البخار ج 4 ص 218 (باب مناقب عبد الله بن مسعود)
ثم زاد في رواية أخرى قال مازال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(2).
وفي رواية أخرى قال: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى) قال: أقرأنيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاه إلى فيّ فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني(3)
فهذه الروايات كلها تفيد بأن القرآن الذي عندنا زيد فيه كلمة «وما خلق».
-وأخرج البخاري في صحيحه بسنده عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب قال: إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها، فلذا رجم رسول الله
______________________________
(1) صحيح البخاري ج 4 ص 215
(2) صحيح البخاري ج 4 ص 216.
(3) صحيح البخار ج 4 ص 218 (باب مناقب عبد الله بن مسعود)
{207}
صلى الله عليه وآله وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أين يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل والإعتراف، ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن أبائكم(1).
- وأخرج الإمام مسلم في صحيحه(2) (في باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً).
قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراءهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب).
وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة)(3).
وهاتان السورتان المزعومتان اللتان نسيهما أبو موسى الأشعري إحداهما تشبه براءة يعني 129 آية والثانية تشبه إحدى المسبحات يعني عشرون آية. لا وجود لهما إلا في خيال أبي موسى، فاقرأ واعجب فإني أترك لك الخبار - أيها الباحث المنصف.
فإذا كانت كتب أهل السنة والجماعة ومسانيدهم وصحاحهم مشحونة بمثل
______________________________
(1) صحيح البخاري ج 8 ص 26 (باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت).
(2،3) صحيح مسلم ج 3 ص 100 (باب لو أن لابن آدم واديان لابتغى ثالثا)
- وأخرج الإمام مسلم في صحيحه(2) (في باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً).
قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراءهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب).
وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة)(3).
وهاتان السورتان المزعومتان اللتان نسيهما أبو موسى الأشعري إحداهما تشبه براءة يعني 129 آية والثانية تشبه إحدى المسبحات يعني عشرون آية. لا وجود لهما إلا في خيال أبي موسى، فاقرأ واعجب فإني أترك لك الخبار - أيها الباحث المنصف.
فإذا كانت كتب أهل السنة والجماعة ومسانيدهم وصحاحهم مشحونة بمثل
______________________________
(1) صحيح البخاري ج 8 ص 26 (باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت).
(2،3) صحيح مسلم ج 3 ص 100 (باب لو أن لابن آدم واديان لابتغى ثالثا)
{208}
هذه الروايات التي تدعي بأن القرآن ناقص مرة، وزائد أخرى، فلماذا هذا التشنيع على الشيعة الذين أجمعوا على بطلان هذا الإدعاء.
وإذا كان الشيعي صاحب كتاب «فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الارباب» وهو المتوفى سنة 1320 هجرية كتب كتابه منذ ما يقرب مائة عام، فقد سبقه السني في مصر صاحب كتاب «الفرقان» بما يقارب أربعة قرون كما أشار ألى ذلك الشيخ محمد المدني عميد كلية الشريعة بالأزهر(1).
والمهم في كل هذا أن علماء السنة وعلماء الشيعة من المحققين قد أبطلوا مثل هذه الروايات واعتبروها شاذة وأثبتوا بالادلة المقنعة بأن القرآن الذي بين أيدينا هو نفس القرآن الذي أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليس فيه زيادة ولا نقصان ولا تبديل ولاتغيير.
فكيف يشنّع أهل السنة والجماعة على الشيعة من أجل روايات ساقطة عندهم، ويبرؤون أنفسهم بينما صحاحهم تثبت صحة تلك الروايات؟
وإني أذ أذكر مثل هذه الروايات بمرارة كبيرة وأسف شديد، فما أغنانا اليوم عن السكوت عنها وطيّها في سلة المهملات، لولا الحملة العشواء التي شنها بعض الكتّاب والمؤلفين ممن يدعون التمسك بالسنة النبوية ومن ورائهم دوائر معروفة تموّلهم وتشجّعهم على الطعن وتكفير الشيعة خصوصاً بعد أنتصار الثورة الإسلامية في إيران، فإلى هؤلاء أقول: إتقوا الله في إخوانكم، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً.
______________________________
(1) رسالة الإسلام العدد الرابع من السنة الحادية عشر ص 382 و 383.
وإذا كان الشيعي صاحب كتاب «فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الارباب» وهو المتوفى سنة 1320 هجرية كتب كتابه منذ ما يقرب مائة عام، فقد سبقه السني في مصر صاحب كتاب «الفرقان» بما يقارب أربعة قرون كما أشار ألى ذلك الشيخ محمد المدني عميد كلية الشريعة بالأزهر(1).
والمهم في كل هذا أن علماء السنة وعلماء الشيعة من المحققين قد أبطلوا مثل هذه الروايات واعتبروها شاذة وأثبتوا بالادلة المقنعة بأن القرآن الذي بين أيدينا هو نفس القرآن الذي أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليس فيه زيادة ولا نقصان ولا تبديل ولاتغيير.
فكيف يشنّع أهل السنة والجماعة على الشيعة من أجل روايات ساقطة عندهم، ويبرؤون أنفسهم بينما صحاحهم تثبت صحة تلك الروايات؟
وإني أذ أذكر مثل هذه الروايات بمرارة كبيرة وأسف شديد، فما أغنانا اليوم عن السكوت عنها وطيّها في سلة المهملات، لولا الحملة العشواء التي شنها بعض الكتّاب والمؤلفين ممن يدعون التمسك بالسنة النبوية ومن ورائهم دوائر معروفة تموّلهم وتشجّعهم على الطعن وتكفير الشيعة خصوصاً بعد أنتصار الثورة الإسلامية في إيران، فإلى هؤلاء أقول: إتقوا الله في إخوانكم، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً.
______________________________
(1) رسالة الإسلام العدد الرابع من السنة الحادية عشر ص 382 و 383.
تعليق