أعـتـقـد أنَّ مِـيـزة الـمـوضـوع ، أنَّـه كـانَ واقـعـيَّـاً فـي عـمـلـيَّـة اسـتـقـراء
الـواقـع الإسـلامـي ، و الـمُـشـاركـات الَّـتـي جـاءت فـيـمـا بـعـد ، أعـتـبـرُهـا
مُـبـاركـةً حـقـيـقـيَّـةً ، تُـؤكِّـدُ عـلـى [ نـجـاح الـمـوضـوع ] ، و وصـول [ الـرِّسـالـة ] ،
رُبَّـمـا وَجَـدَ الـبـعـضُ ؛ سـطـحـيَّـةً مـا فـي الـطَّـرح ، و تـلـك لا تُـمـثِّـلُ عـيْـبـًا فـي
أيِّ كـاتـب ، كـبـيـرًا كـانَ أو صـغـيـرَا ، و قـد يـكـون الـعـيْـب فـي [ عـيْـن الـقـارئ ] ،
لأنَّـه حـتَّـى الـسَّـاعـة ، لـم يـكـتـشـف أنَّـنـا فـعـلًا أصـبـحـنـا فـي وادٍ ، و إسـلامُـنَـا
أصـبـحَ فـي وادٍ آخـر ! ، و عـادةً مـا تُـرمَـى [ الـحـقـائـق ] بـ [ الـسَّـطـحـيَّـات ] ،
لأنَّـنـا لـم نَـعْـتَـد إلَّا عـلـى [ الـثَّـنـاء و الـمـديـح ] ، و كـأنَّـنـا بِـتْـنَـا نـتـوهَّـمُ أنَّـنـا
[ أنـبـيـاء الـعـصـر ] ، فـلا نـقـبـلُ نـقـدًا ، و لا نـسـمـعُ نُـصـحـًا ! ، ..

إنَّ مـا لـفـتَ انـتـبـاهـي ، فـي تـلـك الإنـسـانـة ، الَّـتـي انـتـقـدت [ الـمُـسـلـمـيـن ] ،
أنَّـهـا تـسـاءلـت بـمـنـطـق ، عـن حـال الـمُـسـلـمـيـن ، و كـأنَّـهـا دونَ شـعـور ، تُـردِّدُ
قـوْلَـهُ تـعـالـى : [ يَـآ أَيُّـهَـا اَلَّـذِيِـنَ آمَـنُـوْا لِـمَ تَـقُـوْلُـوْنَ مَـالَا تَـفْـعَـلـُوْنَ ] ! ، و إنَّ فـي
رَفْضِـهـا لـلـسُّـلـوك الـعُـدوانـي الَّـذي يُـمـارِسُـهُ بـعـضُ الـمُـتـطـرِّفـيـن هُـنـا ، و بـعـضُ
الـمُـتـشـدِّديـن هُـنـاك ، كـأنَّـهـا تُـتَـابِـعُ قـوْلَـهَ تـعـالـى : [ كَـبُـرَ مَـقْـتـًا عِـنْـدَ اللهِ أَنْ
تَـقُـوْلـُوْا مَـالَا تَـفْـعَـلُـوْنَ ] ! ، لـذا ؛ أعـتـقـد أنَّـهـا انـتـقـدت واقـعـنـا بـ [ فِـطْـرَةٍ قَـدْ
فَـطَـرَهَـا اللهُ عَـلَـيْـهَـا ] ، لـكـنَّـهـا مـع الأسـف لـم تُـدرك أنَّ الَّـذي ألْـهَـمـهـا هـذا الـنَّـقـد
يُـريـدُهـا أن تـفـتـح [ قـلـبـهـا ] لِـيَـكُـونَ مـوْطـنـًا لـ [ الإسـلام الـحـقـيـقـي ] ! ، ..

لـذا ؛ لـو أُتـيـحَ لـهـا أن تُـدرك : [ أَنَّ اَلْإِسْـلَامَ دَوْلَـةٌ دُسْـتُـوْرُهَـا اَلْـقُـرْآن ] ، فـإنَّـهـا
سـتـكـتـشـف أنَّ كـثـيـرًا مـن الَّـذيـن يُـلـقِّـبُـونَ أنـفـسـهـم بـ [ الـدُّعـاة ] ، إنَّـمـا هـم فـي
[ غـفـلـة ] عـن الـقِـيَـم الأخـلاقـيَّـة فـي الـدِّيـن الإسـلامـي ، و أنَّـهـم فـي [ مَـنْـأََى ] عـن
الـتَّـمـثـيـل الـحـقـيـقـي لـ [ الـشَّـريـعـة الإسـلامـيَّـة ] ، عـنـد ذاك سـتـعـرف ، أنَّ الإسـلامَ
يُـعْـطِ الـشَّـرعـيَّـةَ لِـمَـن [ يـلـتـزمُ بـالـقُـرآن ] ، و يـسـلُـبُـهَـا مِـمَّـن [ يُـخـالـفُ الـقُـرآن ] ،
فـالإسـلام دوْلـةٌ ؛ لا يَـحُـدُّهـا الـمـكـانُ ، و لا يُـبَـدِّدُهـا الـزَّمـانُ ، و لا يُـؤَثِّـرُ فـيـهـا الأشـخـاص ،
لأنَّ دسـتـورهـا ، قـد وضـعَ الـثَّـوابَ لِـمَـن أتـى بـالـحُـسْـنـى ، و الـعِـقـابَ لِـمَـن اقـتـرفَ
الـسَّـيِّـئَـة ، فَـبِـالـقُـرآنِ نـعـرفُ [ الْـمُـسْـلِـمِـيـن ] ، و بـه نـكـتـشـفُ [ الْـمُـتَـأَسْـلِـمِـيـن ] ،
و لـيْـسَ مـن الـمـنـطـق أن نـنـبُـذَ ديـنـًا سَـمِـحـًا ، بـسـبـب مَـنْ لا يُـمـثِّـلـونـه ، و لـيْـسَ مـن
الـتَّـعـقُّـل أن نَـنْـسُـبَ إلـى الإسـلام ؛ تـصـرُّفـاتٍ يُـجـرِّمُـهَـا الـقُـرآنُ و يـرفـضـهـا ! ، ..

و صـراحـةً ؛ أُجِـلُّ هـذه الـتَّـجـربـة الَّـتـي قـدَّمْـتِـهَـا لـنـا ، و فـعـلًا مـن أقـل الـواجـبـات
تِـجـاه الـآخـريـن ، أيَّـاً مـا كـانـوا ، أن نُـبـيِّـنَ لـهـم [ حـقـيـقـة إسـلامـنـا ] ، و أن نـأخـذ
بـأيـديـهـم نـحـو [ الـهـدايـة ] ، لأنَّ رسـولَ الله خـاطـبَ أخـاهُ و خـلـيـلَ نـفـسِـهِ عـلـيَّـاً ،
قـائـلًا : [ يَـاعَـلِـيّْ ؛ لَـئِـنْ يَـهْـدِ اللهُ بِـكَ رَجُـلًا ، خَـيْـرٌ لَـكَ مِـنْ حُـمْـرِ اَلْـنِّـعَـم ] ، رُبَّـمـا نـفـشـل ،
رُبَّـمـا لا نـجـدُ سـبـيـلًا سـهـلًا لإيـصـالـهـم ، لـكـنَّ عـلـيْـنـا الـمُـحـاولـة ، و عـلـى الله الـهِـدايـة ،
و [ رُبَّ مَـوْعِـظَـةٍ تُـوْقِـظُ عَـقْـلَا ، وَكَـلِـمَـةٍ تَـفْـتَـحُ لِـلْـهِـدَايَـةِ دَرْبـَا ]