المشاركة الأصلية بواسطة مسلم مجروح
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الاخ مسلم مجروح كم هي حجتك ضعيفة عندما تقول الصحابة نصحوا الامام الحسين من عدم الخروج
اليك هذا الرد على حجتك
اولا الصحابة ومنعهم الحسين ( ع ) عن الخروج
فنحن نعرف أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر المسلمين بأن أمته سوف تقتل ولده الحسين في كربلاء ! وكان الحسين والصحابة يعلمون بذلك ؟
نعم ، الحسين كان أدرى من غيره بما سيحدث له بإخبار مسبق من رسول الله صلى الله عليه وآله ، وروايات الشيعة والسنة تؤكد ذلك
- نصيحة ابن عباس للحسين ( ع ) :
نقل ابن كثير ج 8ص172 عن ابن عباس قال :
" استشارني الحسين بن على في الخروج فقلت لولا أن يزري بي وبك الناس لشبثت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب فكان الذي رد على أن قال لأن أقتل في مكان كذا وكذا أحب إلي من أن أقتل بمكة قال فكان هذا الذي سلى نفسي عنه
إذاً ، فقد استسلم ابن عباس لرأي الحسين عليه السلام عندما علم أن بني أمية قد عزموا على قتله أينما كان ، وأن خروجه إنما هو لئلا يستحل بيت الله الحرام ، وتفهّم ابن عباس موقف الحسين عليه السلام!
وبهذا يظهر لنا زيف قولهم ان الصحابة نصحوا الامام الحسين من الخروج
نصيحة ابن عمر ، المزعومة !
أما عبدالله بن عمر فقد كان معروفاً بمبدأ الخضوع للحاكم مهما كان، حيث بايع يزيد وهو يعلم أنه شارب الخمور مرتكب الفجور .. ولم يترك هذا المبدأ إلا عند بيعة الأمة لعلي أمير المؤمنين ( ع ) الذي هو من هو ، ( راجع ابن كثير ج7 ص 253 )
وقد ندم على فعله !
فالذي يندم على أفعاله ، ويبايع يزيد مع أقل تهديد ، كيف يعتد الامام الحسين ( ع ) بموقفه ونصحه ؟
كما أن ما ذكروه عن نصيحة أبي سعيد الخدري وغيره غير ثابت ، وحتى لو ثبت ، فقد عرفت أن الإمام الحسين عليه السلام يعمل بما أمر به جده المصطفى صلى الله عليه وآله ، الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى
نصيحة ابن الزبير المزعومة
وأما خلطهم نصيحة ابن الزبير بجملة النصائح فعجب من القول، لأن مصادر التاريخ تذكر عكس ذلك فقد كان ينصح الإمام الحسين ( ع ) أن يخرج إلى العراق ، وقد نقل ابن كثير ج 8ص172 قول ابن الزبير :
" أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت عنها فلما خرج من عنده قال الحسين : قد علم ابن الزبير أنه ليس له من الأمر معي شيء وأن الناس لم يعدلوا بي غيري فود أني خرجت لتخلو له " ، ونقل في ص175 : "ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري وجعل يحرض الناس على بني أمية وكان يغدو ويروح إلى الحسين ويشير إليه أن يقدم العراق ويقول : هم شيعتك وشيعة أبيك
حتى قد ظن أبو سلمة بن عبد الرحمن بأن الحسين خرج متأثراً بكلام ابن الزبير ، ففي ص176 أورد ابن كثير :
" وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : وقد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج إليهم ولكن شجعه على ذلك ابن الزبير ، وكتب إليه المسور بن مخرمة : " إياك أن تغتر بكتب أهل العراق وبقول ابن الزبير الحق بهم فإنهم ناصروك
ومن مسلمات التاريخ أن ابن الزبير لم يكن يوما ما ناصحا للإمام الحسين ( ع ) بل قد أثبت ابن كثير في تاريخه ج 8ص 178 قول ابن عباس لابن الزبير وهو مغضب : " يابن الزبير قد أتى ما أحببت قرت عينك هذا أبو عبد الله خارج ويتركك والحجاز " ، وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3 ص 297 :
" فقال ابن عباس للحسين لولا أن يزري بي وبك لنشبت يدي في رأسك ولو أعلم أنك تقيم إذا لفعلت ثم بكى وقال أقررت عين ابن الزبير ثم قال بعد لابن الزبير : قد أتى ما أحببت أبو عبد الله يخرج إلى العراق ويتركك والحجاز
يا لك من قـنبرة بمعـمر خلا لك البر فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري صيادك اليوم قتيل فابشـري
- نصيحة ابن عمرو المزعومة لا أصل لها :
من أين جأؤة بهذه النصيحة المدعاة ؟! فلم يذكر التاريخ أي لقاء تم بين الحسين ( ع ) وعبد الله بن عمرو ، بل ينقل ابن كثير ج 8ص173 خلاف ذلك عن يحيى بن معين حدثنا أبوعبيدة ثنا سليم بن حيان عن سعيد بن مينا قال سمعت عبد الله بن عمرو : " عجل حسين قدره والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني
ويقولن ايضا رواه يحيى بن معين بسند صحيح ويتغافل عن سند ابن كثير إلى يحيى بن معين في حين أن سند يحيى كما في ابن عساكر مضطرب فيقول في ( تاريخ دمشق ) ج14 ص 202 يحيى بن معين نا أبو عبيدة نا سليم بن حيان قال الحراني : سليمان بن سعيد بن مينا قال سمعت عبد الله بن عمر يقول : عجل حسين قدره … " نعم قال المحقق : بالأصل عمرو والمثبت عن الترجمة المطبوعة ، والمهم هنا أن سليم ينقل عن سليمان بن سعيد لا سعيد بن مينا ، فضلا عن وجود نسخ أنه ابن عمر لا عمرو .
بل إن الفرزدق يروي خلاف ذلك كما في طبقات ابن سعد ( ترجمة الإمام الحسين ) وهو من الجزء الذي طبع على حدة بتحقيق السيد الطباطبائي ص 63 عن الفرزدق :
"قال لما خرج الحسين بن علي رحمه الله لقيت عبدالله بن عمرو فقلت له: إن هذا الرجل قد خرج فما ترى ؟ قال : أرى أن تخرج معه، فإنك إن أردت الدنيا أصبتها وإن أردت الآخرة أصبتها"،
فمن أين احتطبتم هذه النصيحة والمنع المزعوم ؟!!
- نصيحة محمد بن الحنفية :
روى ابن سعد ما ذكره ابن عساكر في ج14 ص211 :
" وتبعهم محمد بن الحنفية فأدرك حسينا بمكة وأعلمه أن الخروج ليس له برأي " .
ولكن ما يرويه الطبري يختلف عن ذلك فقد ذكر في ج4 ص253 أنه قال : " تنح بتبعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك فإن بايعوا لك حمدت الله على ذلك وإن أجمع الناس على غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك
وبهذا يتضح أن محمد بن الحنفية لم يخالفه في أصل الخروج ولكن اقترح تفاصيل أخرى ، فأجابه الحسين ( ع ) : " يا أخي قد نصحت فأشفقت فأرجو أن يكون رأيك سديدا موفقا " .
هذا وللحسين جواب شامل لكل من عارضه على الخروج هو ما ذكره ابن كثير في ج8ص176 في رده على عبد الله بن جعفر الذي كتب له كتابا يحذره أهل العراق ويناشده الله إن شخص إليهم فكتب إليه الحسين :
" إني رأيت رؤيا ورأيت رسول الله ( ص ) أمرني بأمر وأنا ماض له ولست بمخبر بها أحدا حتى ألاقي
عملي ".
وقد صرح عليه السلام بأنه ذاهب إلى الشهادة كما نقلنا ، فادعاؤهم أن خروجه من أجل الدنيا والسلطة قدح في طهارة الحسين عليه السلام وتكذيب لجده المصطفى صلى الله عليه وآله بأنه سيد شباب أهل الجنة
يا اخ مسلم مجروح نتمنى منك عدم معاودة الاسطوانه وهي نصيحة الصحابة
وصلى الله على محمد وال محمد
تعليق