إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هل ابو هريرة صحابي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    اولا: انا اتحدث عن القدرة العلمية فمن الممكن علميا ان تحمل المراة وهي بعمر 9 سنوات ونصف
    لست بحاجة لادلة علمية على ذلك اذهب واسال اي مراة قريبة منك لتعلم
    ان المراة طالما انها تملك القدرة الجنسية فهي تستطيع الحمل والقدرة الجنسية تاتي بسن 9ـ12 سنة يضاف الى ذلك ان فاطمة الزهراء عندنا سيدة معصومة لا تخضع لقوانين الطبيعة
    ثانيا: انت لم تجب على الادلة التي ذكرتها من كتبكم
    ثالثا : انا ما زلت اطالبك بشهود على صحابيته لرسول الله
    رابعا: انا اؤمن معك بصحابية كثير من الصحابة مثل ابي بكر وعمر لاننا نملك ادلة من غير رواياتهم
    خامسا : انا لم اعرض عذا الموضوغ للتشكيك فقط ولكن لانكم تستخدمن احاديثه للبرهان على كثير من الامور الباطلة
    بالنسبة لنا (عذرا لم اقصد الاهانة ) وحتى وان كانت الاحاديث معارضة لكتاب الله

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الولاية
      أخي أحمد الثائر بارك الله بيك
      بالمناسبة بما إن االموضوع يخص أبا هرهورة الراوي الذي أشهتر بكذبه لابأس إن نجود لكم بما لدينا

      ( أبوهريرة يروي من كيسه )


      صحيح البخاري - النفقات - وجوب النفقة على الأهل والعيال - رقم الحديث : ( 4936 )


      ‏- حدثنا ‏عمر بن حفص ‏حدثنا ‏‏أبي ‏حدثنا ‏الأعمش ‏حدثنا ‏أبو صالح ‏قال حدثني ‏أبو هريرة ‏(ر) ‏ ‏قال : قال النبي (ص) ‏‏أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول ‏ ‏تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول ‏الابن أطعمني إلى من تدعني
      ‏فقالوا يا ‏‏أبا هريرة ‏سمعت هذا من رسول الله (ص) ‏قال لا هذا من ‏كيس ‏أبي هريرة .‏



      أختك:غدير








      اشكرك اختي على المشاركة و اتمنى من جميع المؤمنين ان يشاركو في الموضوع بما لديهم من علوم
      عن كذب ابي هريرة

























      تعليق


      • #18
        أحسن ما يقال عن اللص ابي هرهوره انه شيخ مضيرة معاويه الكلب فلعنة الله على هذين الاثنين

        تعليق


        • #19
          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الثائر
          اولا: انا اتحدث عن القدرة العلمية فمن الممكن علميا ان تحمل المراة وهي بعمر 9 سنوات ونصف
          ايش دخل القدرة العلمية في الحمل
          فانا اعلم ان القدرة العلمية تكون في العقل وليس في الرحم
          اظنك تقصد القدرة الجنسية


          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الثائر
          لست بحاجة لادلة علمية على ذلك اذهب واسال اي مراة قريبة منك لتعلم
          ماهذا التناقض
          ففي الفقرة الاولى تتكلم عن الاثبات العلمي
          وهنا تقول لانحتاج الاثبات العلمي
          ثم كيف تثبت قضية علمية بدون رأي علمي


          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الثائر
          ان المراة طالما انها تملك القدرة الجنسية فهي تستطيع الحمل والقدرة الجنسية تاتي بسن 9ـ12 سنة

          اذن حتى الطفلة الرضيعة يمكنها الحمل اي كلام هذا !!!!!!!!
          فمنذ بدأ الخليقة الى يومنا هذا دلني على امرأة واحدة حملت وعمرها تسع سنين
          فاذا كانت المرأة تحمل بعمر تسع سنوات كما ادعيت فمن بين مليارات النسوة دلنا على واحدة على واحدة فقط
          حتى وان ذكرت في روايات الف ليلة وليلة
          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الثائر
          يضاف الى ذلك ان فاطمة الزهراء عندنا سيدة معصومة لا تخضع لقوانين الطبيعة
          اذا كان ابوها والانبياء بشر يخضعون لقوانين الطبيعة فلماذا لاتخضع هي لهذه القوانين ؟
          فهل هي من الالهة الذين لايخضون لقوانين الطبيعة ؟
          ثم هب ان سلمنا لك انها لاتخضع لقوانين الطبيعة جدلا
          فهذا يعني ان حملها يكون وهي بعمر تسع سنين يعتبر معجزة
          لكننا لم نسمع ان احدا تعجب من انها حملت ولها من العمر تسع سنوات


          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الثائر
          ثانيا: انت لم تجب على الادلة التي ذكرتها من كتبكم
          عن اي ادلة تتكلم يارجل فانت ما نقلت الا سرابا ظننته شيء
          فانا اطالبك من اين علمت من كتبنا ان ابو هريرة مات وعمره ثمانية وسبعون عام
          فانت صاحب الدعوى والبينة على من ادعى


          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الثائر
          ثالثا : انا ما زلت اطالبك بشهود على صحابيته لرسول الله


          كما قلت انت المدعي والبينة على من ادعى ولكن يكفي عدم انكار احد من الصحابة على ابي هريرة انه كان صحابيا
          فالمشهور والمتواتر والمعلوم بالضرورة ان ابا هريرة كان صحابيا ملازما لرسول الله
          فمن يدعي عكس ذلك عليه هو ان يأتي بالشهود الذين يبطلون صحوبية ابي هريرة
          فدونك خرط القتاد اذن

          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الثائر
          رابعا: انا اؤمن معك بصحابية كثير من الصحابة مثل ابي بكر وعمر لاننا نملك ادلة من غير رواياتهم
          اذا كنت ترد روايات شخص لانه رواها عن نفسه فهذا يجعلك اذن لاتقبل روايات علي ع او ابنائه عنه !!!!!!

          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الثائر
          خامسا : انا لم اعرض عذا الموضوغ للتشكيك فقط ولكن لانكم تستخدمن احاديثه للبرهان على كثير من الامور الباطلة
          بالنسبة لنا (عذرا لم اقصد الاهانة ) وحتى وان كانت الاحاديث معارضة لكتاب الله
          هات دليل واحد من احاديث ابي هريرة الصحيحة فقط يخالف فيها حرف واحد ولا اقول اية من كتاب الله
          فدونك خرط كل قتاد العالم

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة kamal971
            ايش دخل القدرة العلمية في الحمل
            فانا اعلم ان القدرة العلمية تكون في العقل وليس في الرحم
            اظنك تقصد القدرة الجنسية


            ماهذا التناقض
            ففي الفقرة الاولى تتكلم عن الاثبات العلمي
            وهنا تقول لانحتاج الاثبات العلمي
            ثم كيف تثبت قضية علمية بدون رأي علمي



            اذن حتى الطفلة الرضيعة يمكنها الحمل اي كلام هذا !!!!!!!!
            فمنذ بدأ الخليقة الى يومنا هذا دلني على امرأة واحدة حملت وعمرها تسع سنين
            فاذا كانت المرأة تحمل بعمر تسع سنوات كما ادعيت فمن بين مليارات النسوة دلنا على واحدة على واحدة فقط
            حتى وان ذكرت في روايات الف ليلة وليلة
            اذا كان ابوها والانبياء بشر يخضعون لقوانين الطبيعة فلماذا لاتخضع هي لهذه القوانين ؟
            فهل هي من الالهة الذين لايخضون لقوانين الطبيعة ؟
            ثم هب ان سلمنا لك انها لاتخضع لقوانين الطبيعة جدلا
            فهذا يعني ان حملها يكون وهي بعمر تسع سنين يعتبر معجزة
            لكننا لم نسمع ان احدا تعجب من انها حملت ولها من العمر تسع سنوات


            عن اي ادلة تتكلم يارجل فانت ما نقلت الا سرابا ظننته شيء
            فانا اطالبك من اين علمت من كتبنا ان ابو هريرة مات وعمره ثمانية وسبعون عام
            فانت صاحب الدعوى والبينة على من ادعى




            كما قلت انت المدعي والبينة على من ادعى ولكن يكفي عدم انكار احد من الصحابة على ابي هريرة انه كان صحابيا
            فالمشهور والمتواتر والمعلوم بالضرورة ان ابا هريرة كان صحابيا ملازما لرسول الله
            فمن يدعي عكس ذلك عليه هو ان يأتي بالشهود الذين يبطلون صحوبية ابي هريرة
            فدونك خرط القتاد اذن

            اذا كنت ترد روايات شخص لانه رواها عن نفسه فهذا يجعلك اذن لاتقبل روايات علي ع او ابنائه عنه !!!!!!


            هات دليل واحد من احاديث ابي هريرة الصحيحة فقط يخالف فيها حرف واحد ولا اقول اية من كتاب الله
            فدونك خرط كل قتاد العالم

            1ـ الطفلة الرضيعة لا تملك قدرة جنسية و لكن سن البلوغ الجنسي للنساء هو من 9ـ12 سنة فاذا بلغت المراة في سن
            9 سنوات من الممكن ان تحمل في التسع والنصف من العمر. فذلك امر عادي و لا يحتاج حتى الى معجزة .
            2ـ ان رسول الله كان بشر و لكن مع ذلك كان عرقه له رائحة المسك فهذا يثبت ان للانبياء امور قد لا تكون لسائر
            بني ادم و فاطمة بضعة منه وهي سيدة نساء العالمين.
            3ـ انا لا اريد منك ان تذهب لامك عائشة فمن المشهور عند اهل السنة ان رسول الله تزوجها وهي في عمر 6 سنوات
            ودخل بها وهي بنت 9 سنوات وبامكاني الاتيان بالادلة ان كذبتني من كتبكم وهذا يعني انه طالما دخل بها في
            سن 9 سنوات فهذا معناه انها كانت لديها القدرة الجنسية في ذلك السن و من المسلمات ان المراة بمجردامتلاكها
            القدرة الجنسية تصبح قادرة على العمل.
            4ـ انا لم اقل اني لا اقبل روايات الشخص منه ولكن هنالك الكثير من الروايات من جمع من اصحاب الرسول التي تدل
            على ما كان عليه اهل البيت عند رسول الله و تاريخهم معه على عكس ابي هريرة فقبول رواياتهم امر واجب
            اما ابي هريوة فانفرد في نقل الالاف من الاحاديث الت لم ينقلها خيرة اصحاب رسول الله عندكم مثل ابي بكر و عمر
            وعثمان فالسؤال
            هل كان الصحابة نيام طوال مدة اقامة ابي هريرة عند رسول الله ام ان رسول الله كان يختص
            ابي هريرة بمجلس خاص؟؟؟؟؟؟؟؟
            5ـ لقد ذكرت حديث خلق السماوات والارض المخالف للقران و اجبت على اشكالك فيه وما زال لدي المزيد من الاحاديث
            التي انفرد بها ابي هريرة عن سائر الصحابة (الذين ربما كانو نيام في مسجد رسول الله عندما قالها رسول الله)
            فصبرا صبرا وساتيك بها.
            6ـ راجع المصادر الاتية من كتبكم
            كانت وفاته في قصره بالعقيق (1) فحمل الى المدينة فكان ولد عثمان بن عفان يحملون سريره حتى بلغوا به البقيع حفظاً بما كان من رأيه في ابيهم (2) وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان يومئذ أميراًعلى المدينة وكان مروان معزولاً (3) وانما صلى عليه الوليد تكريماً له تقدم للصلاة عليه بعد ان صلى بالناس فريضة العصر وفي القوم ابن عمر وابو سعيد الخدري واضرابهما (4).
            وكتب الوليد إلى عمه معاوية ينعى اليه أبا هريرة فكتب اليه معاوية (5) انظر من ترك وادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم واحسن جوارهم وافعل اليهم معروفاً فانه ممن نصر عثمان وكان معه في الدار.
            ____________
            هذه مصادر ترجمته عند مؤرخيكم
            (1) نص على ذلك ابن حجر في ترجمة ابي هريرة من الاصابة ونقل موته بالعقيق ابن عبدالبر اذ ترجمه في الاستيعاب، واخرجه الحاكم في ترجمته من المستدرك وأرسله أهل الاخبار.
            (2) اخرج ذلك ابن سعد في ص63 من القسم الثاني من الجزء الرابع من الطبقات في ترجمة أبي هريرة ورواه أهل الأخبار.
            (3) نص على ذلك اصحاب الاستيعاب والاصابة والطبقات والمستدرك في ترجمة ابي هريرة.
            (4) نص على ذلك كل من ذكرناهم ممن ترجموا ابا هريرة.
            (5) كما في ترجمة أبي هريرة من مستدرك الحاكم وطبقات ابن سعد واصابة ابن حجر وغيرها من كتب الاخبار. الصفحة 211
            وكانت وفاته سنة سبع وخمسين، وقيل سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة.


            سنرى مافائدة حقيقك دون دليل امام سرابي مع الادلة؟؟

            تعليق


            • #21
              1 ـ شك الانبياء والتنديد بلوط وتفضيل يوسف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصبره
              أخرج الشيخان عن أبي هريرة مرفوعاً قال: نحن احق بالشك من ابراهيم إذ قال: ربي ارني كيف تحي الموتى؛ قال: أو لم تؤمن؟ قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي، ويرحم الله لوطاً لقد كان يأوي الى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لاجبت الداعي أهـ. ـ وهذا الحديث (1) ممتنع من وجوه: ـ
              (احدها): انه اثبت الشك لخليل الله ابرهيم عليه السلام؛ وقد قال الله عز من قائل: (ولقد أتينا ابراهيم رشدة من قبل) وقال جل سلطانه: (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين) والايقان اسمى مراتب العلم والموقن بالشئ لا يمكن ان يكون شاكا فيه، والعقل بمجرده
              ____________
              (1) اخرجه البخاري في: 2/158 من صحيحه في باب ونبئهم عن ضعيف ابراهيم إذ دخلوا عليه من كتاب بدء الخلق، واخرجه مسلم في: 1/71 من صحيحه في باب زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الادلة من كتاب الايمان. واخرجه الامام احمد من حديث ابي هريرة في الجزء الثاني من مسنده. الصفحة 80 يحيل وقوع الشك من الانبياء عليهم السلام كافة، وهذا من الامور المسلمة.
              اما قوله تعالى: (وإذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحي الموتى) فظاهر في ان ابراهيم عليه السلام انما سأل ربه عن كيفية الاحياء لا عن الاحياء نفسه؛ وهذا لا يتأتى الا اذا كان نفس الاحياء محققاً معلوماً لدى ابراهيم.
              وبعبارة اوضح الاستفهام بكيف انما هو سؤال عن حال شئ موجود معلوم الوجود لدى السائل والمسؤول نحو: كيف زيد، يعني اصحيح هو مثلا أم مريض؟ وكيف فعل زيد أي احسناً فعل مثلا أم قبيحاً؟ وكيف وقعت القضية أو كيف تقع يعني اعلى ما نريد مثلا أم على خلاف ما نريد؟ وعلى هذا فقوله: ارني كيف تحي الموتى، انما هو طلب لأن يريه كيفية ما قد علمه وتقرر لديه من احياء الموتى.
              لكن لما كان مثل هذا الطلب قد يكون ناشئا عن الشك في القدرة على الاحياء، وربما يتوهم من يبلغه هذا الطلب ممن لايعرف مقام ابراهيم انه عليه السلام قد شك في القدرة اراد الله تعالى بسبب ذلك ان يرفع هذا التوهم ببيان منشأ طلبه فقال له: أو لم تؤمن؟ قال: بلى، أي: أنا مؤمن بالقدرة ولكني انما طلبت ذلك ليطمئن قلبي بسبب رؤية الكيفية التي نجى بها الموتى بعد تفرق اجزائها في مضامين القبور وأوجار الطيور وبطون السباع، ومطارح المهالك من البر والبحر، وكأن قلبه عليه السلام قد ولع برؤية الكيفية فقال: ليطمئن قلبي؛ أي لتبرد غلة شوقه برؤيتها.
              هذا هو المراد من الآية الكريمة، ومن نسب الشك اليه صلوات الله وسلامه عليه فقد ضل ضلالاً مبيناً.
              (ثانيها) ان الظاهر من قوله: نحن أولي بالشك من ابراهيم تبوت الشك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولسائر الأنبياء، وانهم جميعاً اولى به من ابراهيم.
              ولو فرض عدم ارادة الأنبياء جميعاً فارادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما لابد </span>الصفحة 81 منها، والحديث نص صريح في أنه أولى بالشك (سبحانك هذا بهتان عظيم) قد انعقد الاجماع على بطلانه، وتصافق العقل والنقل على امتناعه.
              وما ندرى والله لم كان صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالشك من ابراهيم مع ما آتاه الله مما لم يؤت ابراهيم وغيره من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين.
              ووصيّه أمير المؤمنين عليه السلام انما كان الباب من مدينة علمه وانما هو منه بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بنبي، وقد قال عليه السلام لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً (1) فما الظن بسيد المرسلين، وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين.
              (ثالثها): ان قوله: ويرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد تنديد بلوط ورد عليه؛ وتهمة له بما لا يليق بمنزلة من الله عز وجل وحاشاه أن يكون قليل الثقة بالله وانما أراد أن يستفز عشيريه وذويه ويستظهر بفصيلته التي تؤويه نصحاً منه لله عز وجل في أمر عباده بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان يندد بلوط أو يفند قوله ومعاذ الله أن يظن به إلا ما هو أهله ولكنه صلى الله عليه وآله وسلم انذر بكثرة الكذابة عليه.
              (رابعها): ان قوله: ولو لبثت في السجن طول مالبث يوسف لأجبت الداعي ظاهر في تفضيل يوسف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا خلاف مااجمعت عليه الأمة وتواترت به الصحاح الصريحة وثبت بحكم الضرورة بين المسلمين.
              فان قلت: انما كان هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تواضعاً ليوسف واعجاباً بحزمه وصبره وحكمته في اثبات براءته حتى حصحص الحق قبل خروجه من السجن.
              ____________
              (1) هذه الكلمة مستفيضة عنه عليه السلام وقد اشار اليها البوصيري في همزيته اذ يقول:

              ووزير ابن عمه في المعالي * ومن الاهل تسعد الوزراء
              لم يزده كشف الغطاء يقينا * بل هو الشمس ما عليه غطاء الصفحة 82
              (قلنا) لا يجوز مثل هذا الكلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولو كان على سبيل التواضع؛ لاشتماله على خبر غير مطابق للواقع، لأنه لو ابتلي بما ابتلى به يوسف لكان اصبر من يوسف وأولى منه بالحزم والحكمة؛ وبكل ما يتحصحص به الحق، وهيهات أن يجيب الداعي بمجرد أن يدعوه الى الخروج فتفوته الحكمة التي آثرها يوسف إذ قال لرسول الملك حين أخلى سبيله: ارجع إلى ربك ـ أي صاحبك ـ فأسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن أن ربي بكيدهن عليم، قال ـ يعني الملك ـ: ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه، قلن حاشا لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز: الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين.
              فما خرج من السجن حتى تجلت براءته كالشمس الضاحية ليس دونها سحاب.
              ولئن اخذ يوسف بالحزم فلم يسرع بالخروج من السجن حتى تمّ له ما أراد، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد مثل الصبر والاناة والحلم والحزم والعزم والحكمة والعصمة في كل أفعاله وأقواله وهو الذي لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في شماله على ان يترك الأمر ما تركه.
              وكان الأولى أن يقول أبو هريرة في هذا المقام: ولو لبث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السجن اضعاف اضعاف ما لبث فيه يوسف ماتوسل إلى خروجه منه بما توسل اليه يوسف إذ قال للذي ظن انه ناج من صاحبي السجن ـ اذكرني عند ربك ـ أي صفني عند الملك بصفاتي وقص عليه قصتي لعله يرحمني ويتداركني من هذه الورطة (فأنساه الشيطان ذكر ربه) أي ان الشيطان أنسى الرجل ان يذكر يوسف لربه ـ أعني الملك ـ (فلبث في السجن بضع سنين) وكان نسيان الرجل ولبث يوسف في السجن يضع سنين انما كانا تنبيهاً له إلى انه قد فعل غير الاولى إذ كان الاولى به أن لا يتوسل الى رحمة الله بغير الله عز وجل كما هو المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد مني صلى الله عليه وآله وسلم بما هو أعظم محنة من سجن يوسف </span>الصفحة 83 وابتلى بما هو اكثر ضرراً واكبر خطراً من كل ما قاساه آل يعقوب عليه السلام فما وهن ولا استكان ولا استعان إلا بالله وقد حوصر وجميع عشيرته في الشعب سنين؛ فكانوا في منتهى الضائقة واوذي في نفسه وعشيرته والمؤمنين به بما لم يؤذ به نبي قبله واجلبوا عليه بما لديهم من حول وطول، فاتل ان شئت: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليقتلوك أو يثبتوك أو يخرجوك) واقرأ: (ان لا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذهما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها) وأمعن في قوله عز أسمه: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) وتدبر قوله عز سلطانه: (إذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غماً بغم) وانعم النظر في قوله عن الأحزاب: (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنا لك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديداً) واوغل في البحث عن وقعة هوازن وحسبك منها: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) الى كثير من مواقفة الكريمة التي خاض فيها الأهوال فكان فيها أرسى من الجبال يتلقى شدائدها برحب صدره وثبات جنانه فتنزل منه في بال واسع وخلق وادع لم يتوسل في الخروج من عسر إلى يسر إلا بالله وحده ولم يتذرع إلى شئ ما من شوؤنه إلا بالصبر والتوكل على الله تعالى فأين من عزائمه في صبره وحلمه وحكمه عزائم يوسف ويعقوب؟ واسحاق وابراهيم وسائر النبيين والمرسلين صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين

              تعليق


              • #22
                2 ـ كان النبي يؤذي ويجلد ويسب ويلعن من لا يستحق !!
                أخرج الشيخان عن أبي هريرة مرفوعاً: أللهم انما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وانى قد اتخذت عندك عهداً لم تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته او سببته أو لعنته، أو جلدته، فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها اليك، الحديث (2).
                وفيه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسائر الآنبياء لا يجوز عليهم أن يؤذوا أو يجلدوا أو يسبوا أو يلعنوا من لا يستحق؛ سواء أكان ذلك في حال الرضا أم في حال الغضب، بل لا يمكن ان يغضبوا بغير حق، وتعالى الله عن ارسال رسل يستفزهم الغضب إلى جلد من لا يستحق أو لعنه أو سبه أو اذيته، وتنزهت انبياء الله عن كل قول أو فعل ينافي عصمتهم وتقدسوا عن كل ما لا يليق بالحكماء.
                ____________
                (1): 1/216.
                (2) أخرجه مسلم في: 2/392 من صحيحه في باب من لعنه النبي وليس هو اهلا لذلك من كتاب البر والصلة والآداب وطرقة ثمة الى أبي هريرة ثمانية، وأخرجه البخاري أيضا في: 4/71 من صحيحه في باب قول النبي من آذيته فاجعل ذلك له قربة اليك من كتاب الدعوات، وأخرجه أحمد في: 2/243 من مسنده. الصفحة 92
                وقد علم البر والفاجر والمؤمن والكافر ان ايذاء من لا يستحق من المؤمنين أو جلدهم أو سبهم أو لعنهم على الغضب ظلم قبيح وفسق صريح، يربأ عنه عدول المؤمنين، فكيف يجوز على سيد النبيين؛ وخاتم المرسلين؟ وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم (1): سباب المسلم فسوق، وعن أبي هريرة (2) قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين، قال: إني لم أبعث اماناً وانما بعثت رحمة، هذه حاله مع المشركين فكيف به مع من لا يستحق من المؤمنين؟. وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم (3): لايكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة، وعن عبد الله بن عمرو (4) لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً؛ وكان يقول: ان خياركم أحاسنكم اخلاقاً وعن أنس (5) قال: لم يكن رسول الله فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً، وقال أبو ذر (6) لأخيه حين بلغه مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إركب الى هذا الوادي فاسمع من قوله، فرجع فقال: رأيته يأمر بمكارم الاخلاق، وعن عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شئ اسمعه من رسول الله اريد حفظه فنهتني قريش وقالوا: اتكتب كل شئ تسمعه ورسول الله يتكلم في الرضا والغضب فامسكت عن الكتاب؛ وذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأومأ باصبعه إلى فيه وقال اكتب
                ____________
                (1) من حديث أخرجه البخاري: 4/39 من صحيحه في باب ما ينهي عنه من السباب واللعن من كتاب الآداب.
                (2) فيما أخرجه مسلم في: 2/393 من صحيحه في باب النهي عن لعن الدواب وغيرها.
                (3) فيما أخرجه مسلم في الصفحة المذكورة اعني: 2/393.
                (4) فيما أخرجه البخاري في: 4/38 من صحيحه في باب حسن الخلق.
                (5) فيما أخرجه البخاري في: 4/39 من صحيحه في باب ما ينهي عنه من السباب واللعن.
                (6) كما في: 4/38 من صحيح البخاري. الصفحة 93 فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق أ هـ. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله اكتب كل ما أسمع منك؟ قال: نعم، قلت في الرضا والغضب؟ قال: نعم فاني لا أقول في ذلك كله إلا حقاً أهـ (1).
                وسئلت عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: هل قرأت القرآن قال: نعم قالت: خلقه القرآن قلت: يا لها كلمة تدل على بلاغتها ومعرفتها بكنه اخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم ولا غرو فقد رأته صلى الله عليه وآله وسلم والقرآن نصب عينيه يهتدي بهديه، ويستضئ بنور علمه، متعبداً بأوامره وزواجره، متأدبأ بآدابه، مطبوعاً على حكمته، يتبع أثره؛ ويقتفي سوره، فاقرأ خلقه ـ ان شئت ـ في قوله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً واثماً مبينا)(2) (والذين يجتنبون كبائر الأثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون)(3) (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)(4) (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)(5) (خذ العفو و أمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين)(6) (ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)(7) (وقولوا للناس حسناً)(8) (واجتنبوا قول الزور)(9) (ولا تعتدوا ان الله لايحب
                ____________
                (1) أخرج هذين الحديثين كليهما ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله فراجع من مختصره باب الرخصة في كتاب العلم: ص36.
                (2) هي الآية 58 من سورة الاحزاب.
                (3) هي الآية 37 من سورة الشورى.
                (4) هي الآية 134 من سورة آل عمران.
                (5) هي الآية 63 من سورة الفرقان.
                (6) هي الآية 199 من سورة لاعراف.
                (7) هي الآية 34 من فصلت.
                (8) هي الآية 83 من البقرة.
                (9) هي الآية 30 من الحج. الصفحة 94 المعتدين)(1) (ومالنا ان لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون)(2) (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيراً وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور)(3) (وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين)(4) (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فاذا عزمت فتوكل على الله)(5).
                هذا خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذه حاله مع المؤمنين وغيرهم وهو القائل (6) الرجل من ملك نفسه عند الغضب، وقال صلى الله عليه وآله وسلم (7) من يحرم الرفق يحرم الخير وقال صلى الله عليه وآله وسلم (8) الرفق لا يكون في شئ إلا زانه؛ ولا ينزع من شئ إلا شانه وقال صلى الله عليه وآله وسلم (9): ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه، وقال صلى الله عليه وآله وسلم (10): المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، وحسبك قوله تعالى وهو أصدق القائلين: (وإنك لعلى خلق عظيم) فكيف يجوز عليه ـ بعد هذا ـ ان يلعن أو يسب أو يجلد أو يؤذي على
                ____________
                (1) هي الآية 87 من المائدة.
                (2) هي الآية 12 من ابراهيم.
                (3) هي الآية 186 من آل عمران.
                (4) هي الآية 215 من الشعراء.
                (5) هي الآية 159 من آل عمران.
                (6) فيما أخرجه مسلم في: 2/396 من صحيحه.
                (7) فيما أخرجه مسلم في: 2/390 من صحيحه.
                (8) فيما أخرجه مسلم في الصفحة المذكورة.
                (9) فيما أخرجه مسلم في الصفحة الآنفة الذكر اعني: 2/390 من صحيحه.
                (10) فيما أخرجه البخاري في: 1/6 من صحيحه.
                (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى) هذا رسول الله عندنا

                تعليق


                • #23
                  العفو أخي إحنا بخدمتكم

                  تفضلوا

                  إبن كثير- البداية والنهاية - الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 117 )

                  [ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
                  - وقال يزيد بن هارون‏ :‏ سمعت شعبة يقول‏:‏ أبو هريرة كان يدلس ، أي‏:‏ يروي ما سمعه من كعب وما سمعه من رسول الله (ص) ولا يميز هذا من هذا ذكره إبن عساكر

                  تعليق


                  • #24
                    15 ـ عروض الشيطان لرسول الله وهو في الصلاة
                    أخرجه الشيخان بالاسناد إلى أبي هريرة قال: صلى رسول الله صلاة فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ان الشيطان عرض لي فشد علي يقطع على فامكنني الله منه فذعته ـ أي فخنقته ـ ولقد هممت ان اوثقه الى سارية حتى تصبحوا فتنظروا اليه فذكرت قول سليمان عليه السلام: ربي هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي الحديث. (1).
                    وفيه ان انبياء الله وخيرته من خلفه صلوات الله وسلامه عليهم يجب أن يكونوا في نجوه (2) من هذا وفي منتزح عنه (3) فانه ينافي عصمتهم، ويضع من قدرهم؛ ومعاذ الله يشد الشيطان عليهم، أو يعرض لهم، أو تسول له نفسه الطمع فيهم، وقد قال الله عز وجل له: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين).
                    وعلم المسلمون على اختلافهم في المذاهب والمشارب ان الشيطان قد عقر (4) بمولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودهش بمبعثه، وبرق بهجرته وخرق(5)
                    ____________
                    (1) أخرجه البخاري في: 1/143 من صحيحه في باب ما يجوز من العمل في الصلاة، واخرجه مسلم في: 1/204 من صحيحه في باب جواز لعن الشيطان في الصلاة، وأخرجه احمد في: 2/298 من حديث ابي هريرة من مسنده.
                    (2) النجوة في الاصل ما ارتفع من الارض جمعه نجاه، تقول: انك من الأمر بنجوة إذا كنت بعيداً منه بريئاً سالماً.
                    (3) مأخوذ من انتزح بمعنى ابتعد.
                    (4) بفتح العين وكسر القاف أي فاجأه الروع فدهش فلم يقدر ان يتقدم أو يتأخر.
                    (5) أي بهت شاخصاً ببصره. الصفحة 100 بظهوره، ونصرته، وانماث كالملح في الماء بهديه وقوانينه ونظمه، وطار شعاعاً من صلاته، وذهب بما اودعه الله فيها من الحكم والاسرار فاذا هي تنهي عن الفحشاء والمنكر.
                    وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا قام الى الصلاة تخلى بنفسه المطمئنة. وتجرد بروحه الروحيه عن كل شئ سوى الله وحده يتمحض اقبالا على الله، وعبودية خالصة لوحدانيته عز سلطانه فإذا أحرم لها بالتكبير تعوذ بالله قبل الشروع في القراءة عملاً بقوله تعالى: (فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرحيم).
                    من البديهي أنه اذا استعاذ بالله يعوذه، والشيطان لا يجهل هذه الحقيقة إن جهلها المخرفون.
                    وقد روى ابو هريرة (1) ان الشيطان إذا سمع الأذان للصلاة من أي مسلم كان أدبر هارباً وولى فرقا، وله ضراط هلع وجزع، فكيف يجرأ على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيتسور على مقامه الرفيع؛ وهو في ذلك الحرم المنيع، بين يدي الله، عائذاً بعزته، لائذاً بعصمته، منقطعاً اليه عن كل شئ؛ هيهات هيهات: (أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه وهم به مشركون).
                    فان قلت: ما تقولون في الآية 37 من حم السجدة وهي قوله عز من قائل: (واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله أنه هو السميع العليم).
                    قلنا: ان الله جلت آلاؤه أدب حبيبه محمداً بآداب اختصه بها ففضله على العالمين حتى لم يبق نبي مرسل، ولا ملك مقرب؛ ولا شيطان مريد؛ ولا خلق فيما بين ذلك شهيد؛ الا بخع لآدابه، وخشع لأخلاقه، فما من أمر في الذكر
                    ____________
                    (1) فيما أخرجه البخاري في أول كتاب الاذان: 1/78 من صحيحه، واخرجه مسلم في باب فضل الاذان وهرب الشيطان منه:1/153 من صحيحه. الصفحة 101 الحكيم الا ائتمر به، وما من زجر في القرآن العظيم الا انزجر به، وما من حكمة الا اخذبها، كان القرآن نصب عينيه، يقتفي أثره؛ ويتبع سوره، وهذه الآية مما جاء في سياق آدابه واخلاقه، فانظر الى ما قبلها من الآيات الينات تجد الحكمة، وفصل الخطاب، فان ما قبلها بلا فصل: (ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وفيّ حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم).
                    هذه هي الغاية في الأخلاق طبع الله عليها عبده، وخاتم رسوله، فكان صلى الله عليه وآله وسلم يمثلها في هديه منذ قال في مبدأ أمره (ودم جبهته يسيل على وجهه ولحيته) أللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون الى ان نادى مناديه يوم الفتح وكان في منتهى عمره من دخل دار أبي سفيان فهو آمن.
                    أرهف الله عزائمه: وشحذ هممه للأخذ بهذه التعاليم وحمله على هذه الاخلاق بكل اسلوب يأخذ اليها بالأعناق، ألا تراه جل وعلا كيف لم يكتف ببعثه عليها حتى شوقه اليها، وبلغ الغاية في تحطيضه عليها؛ فقال وهو أصدق القائلين: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)ثم لم يقف على هذا الحد في ارهاف عزيمته حتى حذره مما طبع البشر عليه من فورة تكون في النفس، ونزغة ـ أي نخسه ـ تكون في القلب عند هجوم الاذى، الممض من العدو الملح؛ وسمى تلك النخسة البشرية نزغاً من الشيطان على سبيل المجاز تنفيراً منها وتنزيهاً عنها فقال: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) أي وإما ينخسنك من الغضب الذي طبع عليه البشر نخس يشبه نزغ الشيطان في تضييق الصدر وتوهين عرى الصبر (فاستعذ بالله) ونظير هذه الآية قوله عز من قائل ـ في سورة الأعراف ـ: (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين * واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله أنه سميع عليم) فان الله عز وجل اراد صيانة حبيبه عن مقابلة الجاهلين الذين قامت عليهم </SPAN>الصفحة 102 الحجة فجحدوها وتمادوا بالكفر عناداً لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فأمره بالاعراض عنهم، ولمزيد عنايته في تهذيبه وتفضيله على البشر حذره بما طبع البشر عليه من التأثر القلبي، والتزفر النفسي عند هجوم الجاهلين بسفههم وبذاءتهم؛ وسمى ذلك التأثر الطبيعي نزغاً من الشيطان على سبيل التجوز تنزيها لنبيه عنه، وتنفيراً له منه إذا كان صلى الله عليه وآله لا ينفر من شيء نفوره من الشيطان ومما يشبه عمله فقال عز من قائل: (واما ينزغنك من الشيطان نزغ) يوهن صبرك عن احتمال سفه الجاهلين ويدعوك الى إظهار الغضب منهم (فاستعذ بالله).
                    فاين هذا المعنى عما جاء في حديث أبي هريرة من شذّ الشيطان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليقطع عليه صلاته؟ الأمر الذي لا يجوز بحكم العقل والنقل.
                    (فان قلت): ما تقول في الآية 52 من سورة الحج: (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولانبي إلا اذا تمنى القى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة الذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وان الظالمين لفي شقاق بعيد، وليعلم الذين اوتوا العلم أنه الحق من ربك) الآية.
                    (قلنا): ان من المعلوم بحكم الضرورة من دين الاسلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسائر الرسل والأنبياء عليهم السلام لا يجوز عليهم أن يتمنوا ما لا يرضي الله به وحاشاهم ان يتمنوا من الأمور كلها إلا ما كان لله فيه رضاً ولعباده صلاح.
                    وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يتمنى لأهل الأرض كافة ولكل واحد منهم أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ولاسيما الأقرب اليه منهم فالأقرب والشيطان كان يلقي في هذه الأمنية (1) بغروره وحيله ما يشوهها في نظر من كان كأبي لهب وأبي جهل ممن استحوذ عليهم بفتنته فصدهم عما تمناه الرسول لهم من خير الدنيا والآخرة حتى أغراهم بقتاله واستئصاله.
                    ____________
                    (1) الامنية ما يتمنى والجمع أمان وأماني. الصفحة 103
                    وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يتمنى لمن دخل في الاسلام كافة ولكل واحد منهم أن يخلصوا الله تعالى ولكتابه ولرسول ولسائر عباده اخلاصاً تستوي فيه ظواهرهم وبواطنهم وعلانياتهم وسرائرهم لكن الشيطان كان يلقي في هذه الأمنية المبرورة من تسويله وتضليله ما يقتضي تشويس كثير من الناس ويوجب نفاقهم.
                    وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يتمنى لكل فرد من أمته ان ينهج منهاجه القويم، وصراطه المستقيم، لا يحيد قيد شعرة فما دونها عن سنته المقدسة وكانت قصاري أمانيه أن تتفق الأمة على هديه وتكون باجمعها نصب أمره ونهيه فلا يختلف منها اثنان لكن الشيطان ألقي في هذه الأمنية المشكورة من وسوسته في صدور كثير من الناس ما خدعهم عن السنن فتفرقت بهم السبل وكانوا طرائق قددا. هكذا كان الغرور الرجيم يرصد ما يتمناه الرسول من خير عام أوخاص فيلقي فيه من التشويه في نظر المغترين بزخارفه ما يصرفهم عنه.
                    والمنخدعون بأباطيل الشيطان وأضاليله كثيرون، قد أعدلهم خيله ورجله، ونصب لهم حبائله وأشراكه، ووقف لهم على ساق يريهم الحق بغروره باطلاً، والباطل بزخارفه حقاً، لايألو جهداً في تشويه ما يتمناه الرسول لهم، ولا يدخر وسعاً في صدهم عنه بكل حيلة.
                    وهذا ما أقض مضجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اشفاقاً على الناس من هذا الوسواس الخناس، وفرقاً من أضاليله وأباطيله أن تظهر على الحق المبين فكان صلى الله عليه وآله وسلم بسبب ذلك مستوجباً للتعزية من الله عز وجل فعزاه وخفض عليه بهذه الآية: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولانبي (1) إلا إذا تمنى) مثل ما تمنيت من الخير خاصاً أو عاماً (القى الشيطان في أمنيته) ما القاه في
                    ____________
                    (1) من، الاولى لابتداء الغاية، ومن، الثانية زائدة لتأكيد النفي وهذه الآية دالة بظاهرها على التغاير بين الرسول والنبي، والتحقيق في هذا موكول الى مظانه. الصفحة 104 أمنيتك من التشويه بالتمويه على كثير من الناس فصدهم عنها بغروره وفتنته فان الرسل والأنبياء كانوا باجمعهم يتمنون لأهل الأرض عامة أن يكونوا على هدى من ربهم، كانوا بأسرهم يتمنون لمن آمنوا بهم أن يخلصوا لله اخلاصاً حقيقياً لا تشوبه شائبة؛ وكانت قصارى امانيهم أن تتفق اممهم على هديهم فلا يختلف في ذلك منهم اثنان، لكن الشيطان كان يلقي في هذه الأماني الشريفة من وسوسته مايخدعهم عنها فلم تتحقق أمانيهم إلا قليلا حتى افترقت امة موسى احدى وسبعين فرقة، وافترقت أمة عيسى اثنين وسبعين فرقة، وهكذا امم الأنبياء كافة لم تتحقق فيهم أماني رسلهم بسبب مايلقيه الشيطان فيها من التشوية بالتموية، فلا يكبرن عليك(يامحمد) ما منيت به في أمانيك المقدسة حيث لم تتحقق في كثير من الأوقات بسبب ما يلقيه الشيطان فيها من التشويه الموجب لصرف كثير من الناس عنها ولك أسوة حسنة في هذا بجميع من كان قبلك من الرسل والأنبياء فانك وإياهم هذا الأمر شرع سواء، سنة من قد أرسلنا من قبلك من رسلنا ولاتجد لسنتنا نجويل.
                    وحيث كان صلى الله عليه وآله وسلم مشفقاً من أباطيل الشيطان أن تظهر على الحق أمنه عز وجل من هذه الناحية إذ قال: (فينسخ الله) أي فيزيل الله (ما يلقي الشيطان) في أمانيك وأماني الرسل والانبياء من تشويهها بتمويهه الذي لا يثبت امام الحق الساطع والبرهان القاطع أبداً ثم بشره بظهور الحق الذي جاء به عن ربه. وجاءت به الرسل والأنبياء من قبله وبقائه محكما فقال قوله الحق ووعده الصدق (ثم يحكم الله آياته) اين يتقنها كما قال مقام آخر (ويحق الحق بكلماته ولو كره المجرمون).
                    و أولوا الالباب يعلمون أن ليس المراد من النسخ والإحكام هنا معناهما المصطح عليه في عرف المفسرين، وإنما المراد من النسخ والإحكام في هذه الآية معناهما اللغوي، فالنسخ بمعنى الازالة والاحكام بمعنى الإتقان </SPAN>الصفحة 105 وهذه الآية في نسخها وإحكامها ليست إلا كقوله تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء و أماما ينفع الناس فيمكث في الأرض يضرب الله الامثال).
                    ثم لمزيد عنايته عز وعلا بنبيه الفته الى ما يوجب له مزيد الطمأنينة بفوز الأنبياء وخزى الشيطان فقال (والله عليم حكيم) وسع كل شئ علماً وحكمة يعلم اخلاص الرسل والأنبياء في أمانيهم فيعمدهم بروح القدس من عنده ويبوئهم مبوأ صدق من كرامته ويعلم عداوة الشيطان لله ولرسوله ولعباده بما يلقيه من التشويه في أماني الرسل والأنبياء فيخزيه بخبث سريرته و لؤم علانيته على ما تقتضيه الحكمة من كرامة من يستحق الكرامة وخزي من يستحق الخزي فان الحكمة وضع الأمور مواضعها.
                    وقد شاءت حكمته تعالى ان يميز الخبيث من الطيب من عبادة فابتلاهم بالغرور الرجيم يلقي التشويه في أماني الرسل والأنبياء: (ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة) أي اختياراً وتمحيصاً: (للذين في قلوبهم مرض) من النفاق: (والقاسية قلوبهم) لا تلين لذكر الله وما نزل من الحق إذ ران عليها ما سول الشيطان لهم من الكفر فحجبها عن نور الايمان والهدى: (وان الظالمين) من المنافقين والكفار: (لفي شقاق بعيد) أي في عداوة لله ولرسوله لا أجل لها قد اعمت عن الحق ابصارهم واصمت اسماعهم ورانت على قلوبهم، ونعقوا بسببها مع كل ناعق من الشيطان: (وليعلم الذين اوتوا العلم) بوحدانية الله وحكمته وبعثة الرسل والانبياء: (انه الحق من ربك ليؤمنوا به) غير آبهين بالشيطان ولا بشئ من تهويله وتضليله.
                    وبا لجملة: فان الله سبحانه شاءت حكمته ان يميز الخبيث من الطيب فامتحن الناس بما قلناه فازاداد الذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم مرضاً وقسوة وازداد المؤمنين ايماناً ويقيناً، فقوله عز وجل: (ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة) إلى أن قال: (وليعلم الذين اوتوا العلم) جاري مجرى قوله تعالى: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الصفحة 106 الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) (1) وقوله تعالى: (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) (2) وقوله عز اسمه: (وليمحص الذين آمنوا ويمحق الكافرين) (3).
                    ولا عزو فان الله عز وجل ان يمتحن عباده من صنوف المحن وانواع الفتن له الحجة في الثواب والعقاب كما هو مبرهن عليه في محله من كتب الاصحاب (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) (4)(ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة) (5).
                    ولنرجع إلى اصل الآية: (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا اذا تمنى القى الشيطان في أمنيته)، فانه لايراد بها ان الشيطان يلقي في نفس الرسول او النبي شيئاً (والعياذ با لله) ليشكل الامر فنحتاج الى تخريج الآية على خلاف ظاهرها وإنما المراد ما نصت الآية عليه من ان الشيطان يلقى في الامنية نفسها أي يلقى فيما يتمناه الرسول او النبي ـ من الخير والسعادة ـ شيئاً من التشويه في نظر رعاع الشيطان والناعقين معه ليصدهم بسبب ذلك عما تمناه الرسول لهم ويحول بين الامنية وتحققها في الخارج فتكون الآية الحكيمة على حد قول القائل: وكل ما يتمنى المرء يدركه.
                    هذا هو المراد من الآية قطعاً وهو المتبادر منها الى الأذهان وان لم يذكره ـ فيما اعلمه ـ احد من المفسرين أو غيرهم، والعجب من غفلتهم عنه على وضوحه وكونه هو اللائق بالذكر الحكيم والنبي العظيم، وسائر الرسل والانبياء
                    ____________
                    (1) في اول سورة العنكبوت.
                    الآية 179 من سورة آل عمران.
                    الآية 141 من سورة آل عمران.
                    الآية 149 من سورة الانعام.
                    الآية 42 من سورة الانفال. الصفحة 107 عليهم السلام فلا يجوز حمل الآية ماسواه أبداً (1).
                    أما حديث الغرانقة فانه من مختلفات الزنادقة كما أو ضحناه على سبيل التفصيل في رسالة افردناها لهذا الحديث ولكل ما كان حوله متناً وسنداً اسميناها خرافة الزنادقة أو سخافة الغرانقة (2) والله المسؤول ان يوفقنا لنشرها فانها في بابها مما لا نظيرله، والحمد لله على هدايته وعظيم عنايته.
                    ولنرجع إلى ماكنا فيه من حديث أبي هريرة إذ قال: صلى رسول الله صلاة فقال: ان الشيطان عرض لي فشذَّ على يقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته ولقد هممت أن أوثقه الى سارية حتى تصبحوا فتنظروا اليه فذكرت قول سليمان: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
                    فليسمح لي الشيخان وغيرهما ممن يعتبرون حديث أبي هريرة لأسألهم هل للشيطان جسم يشد وثاقه ويربط بالسارية حتى يصبح وتراه الناس باعينها أسيراً مكبلا؟ ما أظن ان احداً يقول بأن الشيطان ذو جسم كثيف يقع عليه ذلك.
                    ولعل الذي جرأ أبا هريرة على هذا الحديث قصور مداركه عن معاني الذكر الحكيم والفرقان العظيم، فظن آياته تثبت وقوع مثل ذلك إذ قال الله عز وجل فيما اقتص من خبر سليمان: (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص، وآخرين مقرنين بالاصفاد).
                    ____________
                    (1) نشرنا هذا التفسير في المجلد الحادي والثلاثين من مجلة العرفان: 113 وما بعدها.
                    (2) كنا اولا تصدينا في هذا المقام لحديث الغرانيق فلم نبق مما يتعلق به شيئاً إلا فصلناه تفصيلا حتى افضت بنا التفاصيل الى الخروج عن موضوع الكتاب لذلك آنرت ان اسلخ منه مايتعلق بسخافة الغرانقة فأخرجته كتابا غزير المادة جم الفوائد دائي القطوف. الصفحة 108
                    فظن الرجل انهم كانوا كسائر المقرنين بالاصفاد من البشر ولم يدر أنهم كانوا مقرنين في عالمهم الشيطان با صفاد تتفق مع طبائعهم الشيطانية تمنعهم عما يحاولونه من العيث من حيث لا يراهم من الآدميين أحد أبداً.
                    ذكر أبو هريرة في هذا الحديث: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما أطلق سراح الشيطان كراهة أن يكون له ملك سليمان، ولولا ذلك لأوثقة إلى سارية حتى يصبحوا فينظروا اليه.
                    وقد اشتبه أبو هريرة فان الله عز سلطانه وهب لسليمان ملكاً سخر له الريح غدوها ورواحها شهر، وأسال له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه ومن يزغ منهم عن أمره يذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كا لجواب وقدور راسيات فوهب له بهذا ملكاً لم يهبه لرسول الله في ظاهر الحال فلو أوثق صلى الله عليه وآله وسلم شيطان أبي هريرة لا يكون بمجرد ذلك مساوياً في الملك لسليمان إذ تبقى الميزة لملك سليمان بتسخير الريح وإسالة عين القطر وعمل الجن والشياطين من كل بناء وغواص، فالتعليل الذي ذكره أبو هريرة عليل وحديثه من الأباطيل وحاشا رسول الله ان يحير الحواس، ويدهش مشاعر الناس وهو صلى الله عليه وآله وسلم الذي نص على اختصاص العقل با لخطاب وحاكم اليه الخطأ والصواب فجعل صحة الدليل آية الحق وأمرنا أن لا نسير إلا على ضوئه: (أفمن يمشي مكباً عى وجهه أهدى أمّن يمشي سوياً على صراط مستقيم).

                    تعليق


                    • #25
                      16 ـ نوم النبي عن صلاة الصبح!!
                      أخرج الشيخان بالاسناد إلى أبي هريرة واللفظ لمسلم (1) قال: عرسنا مع نبي الله فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليأخذ كل رجل
                      ____________
                      (1) في باب قضاء الصلاة الفائتة: 1/254. الصفحة 109 منكم برأس راحلته فان هذا منزل حضره الشيطان، قال أبو هريرة: ففعلنا ثم دعا بالماء فتوضأ ثم سجد سجدتين ثم اقيمت فصلى صلاة الغداة.
                      وهذا حديث يبرأ منه هدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فان الله عز وجل يقول: (يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه أو نقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) الى أن قال وهو اصدق القائلين: (ان ربك يعلم أنك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه) ويقول مخاطباً له في مقام آخر: (اقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا (1) ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) أي ومن الليل فصل بالقرآن زيادة لك على الفرائض الخمس التي اوجبتها الآية الاولى، وبينت أوقاتها وذلك ان الفرائض الخمس واجبة على جميع المكلفين، اما صلاة الليل فانما كانت فريضة عليه صلى الله عليه وآله وسلم خاسة لم تكتب على غيره، وقال مخاطباً له في مقام ثالث: (وتوكل علىالعزيز الرحيم الذي يراك حين لا يطلع يقوم وتقلبك في الساجدين) أي يراك إذ تقوم لعبادته في الليل حين لا يطلع عليك أحد ويرى تصرفك في المصلين بالقيام والقعود والركوع والسجود والذكر والقراءة والدعاء والابتهال اذا صليت في جماعة، وقال مخاطباً له في مقام رابع: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبح وادبارالسجود).
                      وكان صلى الله عليه وآله وسلم يصلي الليل كله ويعلق صدره بحبل حتى لا يغلبه النوم (2).
                      ____________
                      (1) أن الله سبحانه جعل هذه الآية من دلوك الشمس الذي هو الزوال إلى غسق الليل وقتا للصلوات الاربع الظهر والعصر والمغرب والعشاء فالظهر والعصر اشتركا في الوقت من الزوال إلى المغرب، إلا ان الظهر قبل العصر، والمغرب والعشاء اشتركا في الوقت من المغرب الى الغسق، الا ان المغرب قبل العشاء، وأفرد الله صلاة الفجر بالذكر في قوله: وقرآن الفجر، ففي الأية بيان وجوب الصلوات الخمس وبيان اوقاتها على ما هو المعروف من مذهبنا الامامي.
                      (2) كذا في تفسير آية طة من مجمع البيان نقلا عن قتادة. الصفحة 110 فيظل قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً حتى اسمغدت ـ أي تورمت قدماه (1) ـ فقال له جبرائيل عن الله عز وجل: ابق على نفسك فان لها عليك حقاً وأوحى اليه: طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكره لمن يخشى، والشقاء هو الاستمرار فيما يشق على النفس نقيض السعادة، والمعنى ما انزلنا عليك القرآن لتستمر فيما يشق عليك فتهلك نفسك بالعبادة وتحملها المشقة الفادحة. وانما انزلنا عليك القرآن تذكرة لمن يخشى، فرفقاً بنفسك.
                      وقد عقد البخاري في صحيحه باباً لتهجده في الليل وباباً لطول سجوده في صلاة الليل. وباباً لطول قيامه فيها وباباً لقيامه حتى تورمت ساقاه وتفطرت قدماه.
                      هذا دأبه في قيام الليل؛ فما ظنك به اقامة في الفرائض الخمس وهي أحد الأركان التي بنى الاسلام عليها أيجوز أن ينام عنها؟ معاذ الله وحاشا لله وهو الذي أهاب بأهل الأرض يتلو عليهم عن ربهم جل وعلا: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) ونادى في الناس: (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) إلى أن قال في وصفهم: (والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) وصاح في بني آدم: (فأقيموا الصلاة أن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) وأذن فاسمع العالم: (قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى).
                      والقرآن الحكيم مشحون بمثل هذه الآيات البينات التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحوط الناس بحكمتها وموعظتها الحسنة، وكم وخز الساهين عن عبارة ربهم بقوله: (ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون) وفضح المنافقين بما أوحى الله اليه من صفاتهم بقوله تعالى: (ولا ياتون الصلاة
                      ____________
                      (1) تجد الرواية في تورم قدميه في تفسير آية طه من الكشاف وعقد البخاري بابا لقيام النبي حتى تفطر قدماه وتورم ساقاه: في1/135 من صحيحه. الصفحة 111 إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون) وندّد برجل نام عن صلاة الليل حتى أصبح فقال صلى الله عليه وآله وسلم (1): بال الشيطان في أذنه.
                      يالها كناية عن سوء حال من يستمر في عادته على النوم عن صلاة الليل وما أبلغها من رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين.
                      كلمة تقّض مضاجع المؤمنين وتقلقهم فلا ينامون بعدها عن نافلة الليل لو انصفوا أنفسهم وقد علم البر و الفاجر وشهد المسلم والكافر بأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم كان أول المبادرين إلى العمل بتعالميه وأعظم المتعبدين بها المستقيمين المستمرين عليها وأنه كان يهذب أمته بافعاله، ويحملهم بها على البخوع لتعاليمه أكثر مما يهذبهم بأقواله وما كان وهو سيد الحكماء ليندد بمن نام عن صلاة الليل هذا النتنديد ثم ينام هو بمنظر من أصحابه عن صلاة الصبح سبحانك هذه هذا بهتان عظيم.
                      وقد ورى أبو هريرة نفسه (2) ان رسول الله‎‎‎صلى الله عليه وآله وسلم قال: يعقد الشيطان على قافية رأس احدكم إذا هو نام ثلاث عقد فان استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فان توضأ انحلت عقدة فان صلى انحلت عقدة فاصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلاناً.
                      وهذا الحديث فيه من الكناية البليغة ما في الحديث السابق وهما يمثلان نصح النبي ‎صلى الله عليه وآله وسلم لأمته في تحذيرها من الشيطان وتنشيطها إلى عبادة الرحمن ولئن صدق فيه ابو هريرة في هذا الحديث فقد كذب في نوم النبي صلاة الصبح
                      ____________
                      (1) فيما أخرجه البخاري في باب اذا نام ولم يصل بال الشيطان في اذنه من كتاب الصلاة: 1/136 من صحيحه.
                      (2) فيما اخرجه البخاري في باب عقد الشيطان على قافية الرأس اذا لم يصل بالليل: 1/136 من صحيحه، والعجب من البخاري يثبت في صحيحه هذا الحديث عن أبي هريرة ويثبت عنه ايضا نوم النبي عن الفريضة فاعتبروا يا اولي الألباب، وأخرجه أحمد عن أبي هريرة في: 2/153 من مسنده. الصفحة 112
                      وروى أبو هريرة أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (1): ليس صلاة اثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً لقد هممت ان آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم آخذ شعلا من نار فاحرق على من لا يخرج الى الصلاة بعد أ هـ.
                      اتراه صلى الله عليه وآله وسلم يحض الناس على الصلاة هذا الحض، ويهتم بصلاة الفجر هذا الاهتمام، ويهدد بالتحريق على من لا يخرج اليها ثم ينام عنها، حاشا لله ومعاذ الله أن يكون كذلك.
                      ورحم الله عبد الله بن رواحة الصحابي الشهيد إذ يقول (2):

                      وفينا رسول الله يتلو كتابه * اذا انشق معروف من الفجر ساطع
                      أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا * به موقنات ان ما قال واقع
                      يبيت يجافي جنبه عن فراشه * إذا استثقلت بالعابدين المضاجع

                      نرجع الى الحديث وما بقى من قرائن بطلانه وهي امور:
                      (أحدها): أنهم ذكروا في خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان لا ينام قلبه اذا نامت عيناه، وصحاحهم صريحة بذلك (3).
                      وهذا من أعلام النبوة؛ وآيات الاسلام، فلا يمكن والحال هذه ان تفوته صلاة الصبح بنومه عنها، إذ لو نامت عيناه فقلبه في مأمن من الغفلة. ولا سيما عن ربه، لا تأخذه عن واجباته سنة ولا نوم، وقد صلى مرة صلاة الليل فنام قبل ان يوتر فقالت له احدى زوجاته يارسول الله تنام قبل ان توثر؟
                      ____________
                      (1) فيما أخرجه البخاري من حديث ابي هريرة في: 1/ 73 من صحيحه في باب فضل صلاة العشاء من كتاب الصلاة.
                      (2) فيما اخرجه البخاري في حديث ابي هريرة: 1/138 من صحيحه.
                      (3) وقد افرد البخاري في صحيحه لهذه الخصيصة باباً على حده فراجع: 2/179. الصفحة 113 فقال لها (1) تنام عيني ولا ينام قلبي، أراد صلى الله عليه وآله وسلم أنه في مأمن من فوات الوتر بسبب ولوعه فيها، ويقضة قلبه تجاهها فهو هاجع في عينه، يقظان في قلبه؛ منتبه الى وتره؛ واذا كانت هذه حاله في نومه قبل صلاة الوتر فما ظنك به اذا نام قبل صلاة الصبح.
                      (ثانيها) ان أبا هريرة صرح كما في صحيح مسلم (2) بأن هذه الواقعة قد اتفقت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قافل من غزوة خيبر فكيف يدعي أبو هريرة حضورة فيها؟ واين كان أبو هريرة عن غزوة خيبر؟ وانما اسلم بعد خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليها باتفاق اهل العلم، واجماع أهل الأخبار (3).
                      (ثالثها) ان أبا هريرة يقول في هذا الحديث: ليأخذ كل رجل منكم برأس راحلته فان هذا منزل حضره الشيطان قال: ففعلنا.
                      وقد علمت مما اسلفناه ان الشيطان لا يدنو من النبي ابداً، وعلم الناس كافة
                      ____________
                      (1) كما في باب كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه: 2/179 من صحيح البخاري، وأخرجه أحمد في: 2/251 من حديث أبي هريرة من مسنده.
                      (2) راجع: 1/254 في باب قضاء الصلاة.
                      (3) نعم كان أبو هريرة في اواخر حياته يقول: قدمت المدينة في نفر من قومي لنسلم وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى خيبر واستخلف على المدينة سباع بن عرافطة الغفاري فصلينا خلفه صلاة الصبح فلما فرغنا من صلاتنا زودنا شيئاً حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد افتتح خيبر فكلم المسلمين فأشركونا في سهامهم وهذا الحديث مما انفرد به أبو هريرة فلم يثبت عن غيره، ولكن الجمهور اخذوا به اعتمادا على ابي هريرة كما هي طريقتهم فأرسلوا حضوره خيبر ارسال المسلمات ولا دليل في الحقيقة لهم على ذلك والحق ما هو المأثور عن ائمة اهل البيت عليهم السلام من ان قدومه الى المدينة واسلامه انما كانا وقت رجوع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر. الصفحة 114 ان أبا هريرة كان في تلك الاوقات لا يملك شبع بطنه فمن أين له الراحلة ليأخذ برأسها كما زعم إذ قال: ففعلنا؟.
                      (رابعها) أنه قال في هذا الحديث: ثم دعا بالماء فتوضأ ثم سجد سجدتين ثم صلى صلاة الغداة.
                      أما صلاة الغداة فانها قضاء عما فات لكن السجدتين لم نعرف لهما وجهاً ولا محلا من الاعراب: والفاضل النووي طفر عنهما في شرحه.
                      (خامسها) ان من عادة الجيش وقواده ان يكون لهم حرس يقوم عليهم اذا ناموا، ولا سيما اذا كان فيها الملك أو نحوه وكان له من الأعداء الالداء الموتورين من لا تؤمن معرتهم؛ وكان في جيشه من المنافقين من يتربص به الدوائر، ويقلب له الأمور، ويعضون الانامل من الغيظ وقد مردوا على النقاق، فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يخالف عادة القواد والأمراء في المحافظة على نفسه وعلى جيشه، ولا ينام بأصحابه في تلك الفلاة المحاطة يذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب من اعدائه الذين وترهم وسفك دماءهم الا والحرس قائم بوظيفته من مراقبة العدو الخارجي والمنافق الداخلي، وحاشا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يغفل عن هذه المهمة وهو سيد الحكماء قبل ان يكون سيد الأنبياء فهل نام الحرس ايضاً كما نام المؤذنون؟ كلا! بل انذر (صلى الله عليه وآله وسلم) بكثرة الكذابة عليه.
                      (سادسها) ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يومئذ في جيش مؤلف من الف وستمائة رجل فيهم مائتا فارس، فالعادة أن تأبى يناموا باجمعهم فلا ينتبه احد منهم اصلا، وعلى فرض عدم انتباههم من انفسهم فلا بد بحكم العادة المألوفة ان ينتبهوا بصهيل مائنى فرس وضربها الأرض بحوافرها في طلب علفها عند حضور وقته من الصبح فما هذا السبات العميق الشامل لجميع من كان ثمة من انسان وحيوان؟ ولعل هذا من خوارق أبي هريرة </SPAN>

                      تعليق


                      • #26
                        23 ـ لعب الحبشة في المسجد عند النبي صلى الله عليه وآله
                        أخرج البخاري عن أبي هريرة قال: بنا الحبشة يلعبون في المسجد عند النبي صلى الله عليه وآله بحرابهم دخل عمر فأهوى الى الحصى فحصبهم بها فقال النبي صلى الله عليه وآله دعهم يا عمر الحديث (1).
                        «قلت»: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أبعد عن اللعب، وأرفع عن العبث وأعرف بحرمات الله ورسوله من أن يوسع للجهال مجالا إلى اللهو في المسجد بمحضر منه، وأن أوقاته الشريفة المفعمة بالمهمات الأخروية والدنيوية لا تتسع للهو منها شيء، وحاشا لله أن يشغل مسجده الشريف بعبث أو لهو أو لغو «كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا».

                        تعليق


                        • #27
                          39 ـ مسرف كافر غفر له
                          أخرج مسلم عن معمر قال: قال لي الزهري: ألا أحدثك بحديثين عجيبين (2)؟! اخبرني حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي قال: أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت اوصى بنيه فقال: إذا أنا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر فو الله لئن قدر عليّ ربي (3) ليعذبني عذابا ما عذب به أحداً ففعلوا ذلك به فقال الله للارض أدي ما اخذت فاذا هو قائم فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: مخافتك يارب ففغر له بذلك، قال الزهري: وحدثني حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلا هي اطعمتها
                          ____________
                          (1) تجده في باب رحمة الناس بالبهائم: 4/36 من كتاب الادب وفي باب فضل سقي الماء: 2/35 من صحيحه في كتاب المساقاة فراجع.
                          (2) يحق للزهري أن يعجب من هذين الحديثين واولو الألباب كلهم يعجبون منهما.
                          (3) تأمل كلمته هذه تجدها صريحة بأنه كان لا يؤمن بان ربه قادر على بعثه بعد انجاز وصيته فهو كافر بذلك. الصفحة 168 ولا هي ارسلتها تأكل من خشاش الأرض ـ الحديث ـ (1).
                          (قلت): أما المرأة ذات الهرة فان كانت مؤمنة كانت ـ كما قالت عائشة. اكرم على الله من يعذبها في النار بهرة، وان كانت كافرة فانما تعذب بكفرها.
                          وأما ذلك المسرف فانه ـ على ما يقتضيه الحديث ـ لم يكن أهلا للمغفرة إذ لم يكتف بتمرده على الله تعالى طيلة حياته وتجاوزه الحد في موبقاته حتى مات مصراً على تمرده يائساً من روح الله فاراً من سلطانه الى حيث لا تناله ـ على زعمه ـ قدرة الله عز سلطانه التي احاطت بكل شئ ولذلك اوصى تلك الوصية البربرية فهو كافر بيأسه من رحمة الله وانكاره لقدرة الله عز وجل والكافر لا يستحق المغفرة، ولا هو لها اجماعا وقولا واحداً.
                          على أن اسلوب هذا الحديث انما هو اسلوب حكاية خيالية ترمي إلى عدم اليأس من رحمة الله ولو مع الاسراف وإلى عدم الأمن من عذاب الله ولو مع الايمان، وهاتان الحقيقتان في غنى عن روايات أبي هريرة وخيالاته لثبوتهما بنص الذكر الحكيم والفرقان العظيم: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون* أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) فالسنن المقدسة تبرأ أنوار اساليبها من هذا الحديث واسلوبه كما لا يخفى.
                          وايضاً لو فرض وقوع تلك الوصية من ذلك المسرف وفرض انها بمجردها كانت سبباً لمغفرة ذنوبه فرسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا يمكن أن يحدث بها حتى يعلق عليها كلمة تحضرها إذ لو حدث بها من غير تعليق ـ كما نقله أبو هريرة ـ لأغرى بها المسرفين من امته وهذا محال كما لا يخفى.
                          ____________
                          (1) تجده في: 2/444 من صحيح مسلم في باب سعة رحمة الله وانها سبقت غضبه من كتاب التوبة.

                          تعليق


                          • #28
                            و مازال السؤال لماذا انفرد بنقل هذه الاحاديث دون غيره من الصحابة
                            هل كانو نياما؟؟

                            تعليق


                            • #29
                              الزميل حقيقة لا نستطيع ان نرد على ابطال النسخ واللصق المشهورين
                              فها انت اتيت بجريدة منسوخة وتريدنا ان نرد عليها
                              فيا عزيزي اتنا بالاحاديث فرادى واختصر التعليقات عليها بنفسك ليتسنى الرد عليها فمعلوم انك انما تنقل عن كتاب او بحث لاحدهم ولا نعيب ذلك ولكن العيب انك تنقل كل شيء دون ان تدخل تصرفك في النقل
                              فيا حبذا لو ابتعدت عن هكذا طريقة في النسخ واللصق واعتمدت الاختصار بتصرفك انت

                              تعليق


                              • #30
                                لقد كتبت لك الاحاديث ونقلت بحث من نقاشها من احد الكتب كي اتم الحجة عليك في تبيان مخالفتها للقران
                                اما اذا كنت عاجز عن الفهم فساتيك بما تريد لنرى هل ستؤمن بكتاب الله ام ابي هريرة

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X