كلام ابن عراق
وابن عراق حيث نقل كلام ابن حجر أعرض عما قال ابن حجر قبل: «ومحصل الجمع» وإنها ذكر في وجه الجمع: «أن هذه قصة أخرى فقصّة علي في الأبواب الشارعة، وقد كان أذن له أن يمر في المسجد وهو جنب، وقصّة أبي بكر في مرض الوفاة في سدّ طاقات كانوا يستقربون الدخول منها. كذا جمع القاضي إسماعيل في أحكامه والكلاباذي في معانيه والطحاوي في مشكله» (4).
فتراه يقتصر على الجمع الثاني وهو اختلاف القصتين، ويعرض عن دعوى أن السبب في عدم سدّ باب علي كون بابه من داخل المسجد!! والموضوع في القصة الأولى «الأ بواب» وفي الثانية: «طاقات»!!
والذي ينسبه إلى المتقدّمين في وجه الجمع هو هذا المقدار فقط !!
____________
(1) وفاء الوفا 1|480.
(2) وفاء الوفا 1|480.
(3) وفاء الوفا 1|480.
(4) تنزيه الشريعة المرفوعة 1|384.
الصفحة 66
كلام المباركفوري
والمباركفوري وافق ابن حجر في أن أحاديث «باب عليّ» يقوي بعضها بعضا، وكل طريق منها صالح للاحتجاج فضلا عن مجموعها. ثم تهرب عن الدخول في تفصيل المطلب وقال: «فهذه الأحاديث تخالف أحاديث الباب. قال الحافظ: ويمكن الجمع بين القصتين وقد أشار إلى ذلك البزار في مسنده...» (1).
وابن عراق حيث نقل كلام ابن حجر أعرض عما قال ابن حجر قبل: «ومحصل الجمع» وإنها ذكر في وجه الجمع: «أن هذه قصة أخرى فقصّة علي في الأبواب الشارعة، وقد كان أذن له أن يمر في المسجد وهو جنب، وقصّة أبي بكر في مرض الوفاة في سدّ طاقات كانوا يستقربون الدخول منها. كذا جمع القاضي إسماعيل في أحكامه والكلاباذي في معانيه والطحاوي في مشكله» (4).
فتراه يقتصر على الجمع الثاني وهو اختلاف القصتين، ويعرض عن دعوى أن السبب في عدم سدّ باب علي كون بابه من داخل المسجد!! والموضوع في القصة الأولى «الأ بواب» وفي الثانية: «طاقات»!!
والذي ينسبه إلى المتقدّمين في وجه الجمع هو هذا المقدار فقط !!
____________
(1) وفاء الوفا 1|480.
(2) وفاء الوفا 1|480.
(3) وفاء الوفا 1|480.
(4) تنزيه الشريعة المرفوعة 1|384.
الصفحة 66
كلام المباركفوري
والمباركفوري وافق ابن حجر في أن أحاديث «باب عليّ» يقوي بعضها بعضا، وكل طريق منها صالح للاحتجاج فضلا عن مجموعها. ثم تهرب عن الدخول في تفصيل المطلب وقال: «فهذه الأحاديث تخالف أحاديث الباب. قال الحافظ: ويمكن الجمع بين القصتين وقد أشار إلى ذلك البزار في مسنده...» (1).
كلام الحلبي
والحلبي صاحب السيرة التفت إلى وهن هذا الجمع فأورده مع تفسيرات وتغييرات من عنده... فقال:
«وجمع بعضهم بأن قصة عليّ متقدّمة على هذا الوقت، وأن الناس كان لكل بيت بابان، باب يفتح للمسجد وباب يفتح خارجه، إلأ بيت عليّ كرم الله وجهه فإنه لم يكن له إلأ باب من المسجد وليس له باب من خارج، فأمر صلى الله عليه [وآله] وسلم بسدّ الأبواب، أي التي تفتح للمسجد. أي بتضييقها وصيرورتها خوخا إلأ باب عليّ كرم الله وجهه، فإن علياً لم يكن له إلآ باب واحد ليس له طريق غيره كما تقدم، فلم يأمر صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بجعل خوخة ثم بعد ذلك أمر بسدّ الخوخ إلأ خوخة أبي بكر. وقول بعضهم: حتى خوخة عليّ كرم الله وجهه. فيه نظر، لما علمت أن علياً كرم الله وجهه لم يكن له إلأ باب واحد. فالباب في قصة أبي بكر ليس المراد به حقيقته بل الخوخة، وفي قصّة عليّ كّرم الله وجهه المراد به حقيقته» (2).
والحلبي صاحب السيرة التفت إلى وهن هذا الجمع فأورده مع تفسيرات وتغييرات من عنده... فقال:
«وجمع بعضهم بأن قصة عليّ متقدّمة على هذا الوقت، وأن الناس كان لكل بيت بابان، باب يفتح للمسجد وباب يفتح خارجه، إلأ بيت عليّ كرم الله وجهه فإنه لم يكن له إلأ باب من المسجد وليس له باب من خارج، فأمر صلى الله عليه [وآله] وسلم بسدّ الأبواب، أي التي تفتح للمسجد. أي بتضييقها وصيرورتها خوخا إلأ باب عليّ كرم الله وجهه، فإن علياً لم يكن له إلآ باب واحد ليس له طريق غيره كما تقدم، فلم يأمر صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بجعل خوخة ثم بعد ذلك أمر بسدّ الخوخ إلأ خوخة أبي بكر. وقول بعضهم: حتى خوخة عليّ كرم الله وجهه. فيه نظر، لما علمت أن علياً كرم الله وجهه لم يكن له إلأ باب واحد. فالباب في قصة أبي بكر ليس المراد به حقيقته بل الخوخة، وفي قصّة عليّ كّرم الله وجهه المراد به حقيقته» (2).
أقول:
لقد غير العبارة من: «وأحدثوا خوخاً...» إلى تضييق الأبواب وصيرورتها خوخا» على أن المراد من «سدّوا الأبواب إلأ باب علي» هو: ضيّقوها واجعلوها خوخا... فبالله عليك هل تفهم هذا المعنى من «سدّوا الأبواب....»!! لكنّه
____________
(1) تحفة الأحوذي 10|163.
(2) إنسان العيون 3|460 ـ 461.
الصفحة 67
اضطر إلى هذا التمحّل لما رأى بطلان كلام ابن حجر...
كما أنه ترك قول ابن حجر: «يستقربون إلى المسجد منها» لالتفاته إلى أنها حينئذ «أبواب» لا «الخوخ» !
لكنه مع ذلك كله نبّه على ما نبّه عليه السمهودي من أن الأحاديث الواردة تنفي الإذن بجعل «الخوخ» بعد «سدّ الأبواب»... فقال:
«وعلى كون المراد بسدّ الأبواب تضييقها وجعلها خوخاً يشكل ما جاء (1)... فعلى تقدير صحة ذلك يجتاج إلى الجواب عنه».
ولكن لا جواب، لا منه ولا من غيره !!
ثم قال: «وعلى هذا الجمع يلزم أن يكون باب علي كرم الله وجهه استمر مفتوحا في المسجد مع خوخة أبي بكر، لما علم أنه لم يكن لعلي باب آخر من غير المسجد. وحينئذ قد يتوقف في قول بعضهم: في سدّ الخوخ إلآ خوخة أبي بكر إشارة إلى استخلاف أبي بكر لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره» (2).
أقول: وفي هذا رد على الخطابي وابن بطال ومن تبعهما... وعلى ابن حجر نفسه الذي اختار هذا الجمع وهو مع ذلك ينقل كلمات أولئك... اللهم إلا أن يقال بعدم ارتضائه لها لما أشرنا إليه سابقا من قوله لدى نقلها: «وقد ادعى....»...
لقد غير العبارة من: «وأحدثوا خوخاً...» إلى تضييق الأبواب وصيرورتها خوخا» على أن المراد من «سدّوا الأبواب إلأ باب علي» هو: ضيّقوها واجعلوها خوخا... فبالله عليك هل تفهم هذا المعنى من «سدّوا الأبواب....»!! لكنّه
____________
(1) تحفة الأحوذي 10|163.
(2) إنسان العيون 3|460 ـ 461.
الصفحة 67
اضطر إلى هذا التمحّل لما رأى بطلان كلام ابن حجر...
كما أنه ترك قول ابن حجر: «يستقربون إلى المسجد منها» لالتفاته إلى أنها حينئذ «أبواب» لا «الخوخ» !
لكنه مع ذلك كله نبّه على ما نبّه عليه السمهودي من أن الأحاديث الواردة تنفي الإذن بجعل «الخوخ» بعد «سدّ الأبواب»... فقال:
«وعلى كون المراد بسدّ الأبواب تضييقها وجعلها خوخاً يشكل ما جاء (1)... فعلى تقدير صحة ذلك يجتاج إلى الجواب عنه».
ولكن لا جواب، لا منه ولا من غيره !!
ثم قال: «وعلى هذا الجمع يلزم أن يكون باب علي كرم الله وجهه استمر مفتوحا في المسجد مع خوخة أبي بكر، لما علم أنه لم يكن لعلي باب آخر من غير المسجد. وحينئذ قد يتوقف في قول بعضهم: في سدّ الخوخ إلآ خوخة أبي بكر إشارة إلى استخلاف أبي بكر لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره» (2).
أقول: وفي هذا رد على الخطابي وابن بطال ومن تبعهما... وعلى ابن حجر نفسه الذي اختار هذا الجمع وهو مع ذلك ينقل كلمات أولئك... اللهم إلا أن يقال بعدم ارتضائه لها لما أشرنا إليه سابقا من قوله لدى نقلها: «وقد ادعى....»...
حقيقة الحال في هذا الحديث
أقول: قد رأيت عدم تمامية شيء مما ذكروا في وجه الجمع بين القصتين، وأن
____________
(1) ذكر العباس في قضية «سد الأبواب إلا باب علي» غلط، بل هو حمزة عليه السلام، لأن العباس أسلم عام الفتح وقصة علي قبل أُحد... وهذا واضح وقد نبه عليه غير واحد... ثم رأيت ابن سيد الناس في عيون الأثر 2|336 يذكر طلب العباس واعتراضه في قضية «إلأ باب أبي بكر» المزعومة... وكأنه لغرض تثبيت قصّة أبي بكر !!
(2) إنسان العيون 3|461.
الصفحة 68
كلمات القوم في المقام متهافتة للغاية، وما ذلك إلأ لامتناعهم عن الإدلاء بالحق والاعتراف بالواقع...
وحقيقة الحال في هذا الحديث هو: أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أمر بسدّ الأبواب الشارعة إلى المسجد تنزيهاً له عن الأدناس وتجنيبا عن الأرجاس... وحتى باب عمّه حمزة سيد الشهداء عليه السلام سدّه على ما كان عليه من الفضل والقرابة والشأن الرفيع... والأحاديث الدالة على كون ما ذكرناه هو السبب في سدّ الأبواب كثيرة عند الفريقين...
يتبع ان شاء الله
أقول: قد رأيت عدم تمامية شيء مما ذكروا في وجه الجمع بين القصتين، وأن
____________
(1) ذكر العباس في قضية «سد الأبواب إلا باب علي» غلط، بل هو حمزة عليه السلام، لأن العباس أسلم عام الفتح وقصة علي قبل أُحد... وهذا واضح وقد نبه عليه غير واحد... ثم رأيت ابن سيد الناس في عيون الأثر 2|336 يذكر طلب العباس واعتراضه في قضية «إلأ باب أبي بكر» المزعومة... وكأنه لغرض تثبيت قصّة أبي بكر !!
(2) إنسان العيون 3|461.
الصفحة 68
كلمات القوم في المقام متهافتة للغاية، وما ذلك إلأ لامتناعهم عن الإدلاء بالحق والاعتراف بالواقع...
وحقيقة الحال في هذا الحديث هو: أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أمر بسدّ الأبواب الشارعة إلى المسجد تنزيهاً له عن الأدناس وتجنيبا عن الأرجاس... وحتى باب عمّه حمزة سيد الشهداء عليه السلام سدّه على ما كان عليه من الفضل والقرابة والشأن الرفيع... والأحاديث الدالة على كون ما ذكرناه هو السبب في سدّ الأبواب كثيرة عند الفريقين...
يتبع ان شاء الله
تعليق