بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
كثيرا ما نسمع من شيوخ العامة على المنابر ونقرأ في كتبهم هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذه الهجرة هي أشهر من نار على علم يعلم بها الصغير و الكبير ويحفظها السنة عن ظهر قلب فما أن تسأل شخصا عن ابي بكر حتى يرد عليك ب أبو بكر "الصديق" ثاني إثنين ثم يبدأ بسرد الهجرة وكيف أن الله عز وجل "أذن" – وأركز على كلمة أذن - للرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالهجرة. وكيف أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذهب إلى بيت أبي بكر في وقت الهاجرة وسأله أن يصحبه في هجرةه الشريفة أو أن أبو بكر طلب الصحبة. ثم يحدتك صغيرهم وكبيرهم كيف أن عائلة ابي بكر قدمت الرحائل التي حملت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وأبا بكر في هجرةه. أو أن عائلة أبي بكر كانت تمدهما بالطعام ولهذا السبب سميت أسماء بذات النطاقين وكيف أن مولى أبو بكر العبد الذي أطلقه أبو بكر – بزعمهم- من العبودية رعى غنم أبي بكر عند باب الغار. وكيف أن الناصر الوحيد بعد الله عز وجل لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في ذلك الوقت العصيب كان أبا بكر. إلى غير ذلك من الروايات المختلقه الموضوعه.
ومع شهرة تلك الاحاديث بين العامة نسأل أنفسها هذا السؤال: هل تصح هذه الاحاديث التي يرونها عن أسباب وكيفية هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من مكة إلى المدينة؟
العامة وخاصة على شبكات الحوار عندما يناقشون الشيعة يقولون بأننا لا نستعين بالقرآن وأن القرآن عندنا محرف وووو إلى غير ذلك من التفاهات التي يذكرونها في كل مكان وزمان وعلى كل لسان. ولكننا عندما نعرض احاديث هجرة أبو بكر إلى المدينة على القرآن نجد أنهم لا يذكرون سوى ثاني إثنين. وقلما نراهم يذكرون أسباب هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم, لماذا؟
قرأت كتيبا للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق في فضائل أبو بكر بن أبي قحافة فذكر الرجل هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذكر ما يلي:
قال عبد الرحمن بن عبد الخالق:
[frame="7 80"]
فضائل الصديق أبي بكر رضي الله عنه تعالى
أفضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأعلاهم منزلة، وأكبرهم كرامة، وأعظمهم منة على المسلمين هو أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ونبدأ بشهادة الله سبحانه وتعالى له، ثم بشهادة النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم، ثم بشهادة الأمة المعصومة التي لا تجتمع على ضلالة."
أ- شهادة الله لأبي بكر الصديق:
شهد الله سبحانه وتعالى للصديق أنه كان الصاحب الوحيد والناصر الوحيد لرسول الله بعد الله سبحانه وتعالى، فقد مدح الله نفسه في القرآن أنه نصر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم وأخرجه من بين ظهراني الكفار عندما أرادوا قتله، أو حبسه، أو طرده ونفيه واختاروا قتله أخيراً فأنجاه الله وأخرجه من بين ظهورهم آمناً معافى. قال تعالى: {وإذ يمكر الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} فكان من مكره سبحانه وتعالى بالكفار أن أخرج النبي محمداً مهاجراً من مكة إلى المدينة والكفار يحيطون به من كل جانب ولا ناصر له من الأصحاب والمسلمين إلا رجل واحد فقط، لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف العصيب قال تعالى حاضاً المؤمنين على نصر رسوله: {الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}. فأثبت الله هنا كرامة الصديق وأنه كان الناصر الوحيد لرسوله يوم عز الناصر، وقل النصير، وأنه أعني الصديق، كان حزيناً أن يبصر الكفار موقع الرسول صلى الله عليه ولسم فيضيع الدين فيبشره النبي بأن الله معهما يرعاهما ويكلأهما. ومعية الله هنا ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم، والصديق {لا تحزن إن الله معنا} وهذه شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم للصديق أقرها الله وأثبتها في كتابه الكريم، ناهيك أن أسرة الصديق كلها كانت في هذا اليوم العصيب في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم فأسماء بنت أبي بكر هي التي توصل الطعام لهما في الغار، وعبدالرحمن ابن الصديق هو الذي يغدو بسرحه عليهما ويتسمع لهما الأخبار ومال الصديق ورحائله هي التي حملت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، والصديق هو المؤنس الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى، وهذه منقبة ليست بعدها منقبة وكرامة كل كرامة هي دونها ولا شك، ويكفي هذه الكرامة أن الله أثبتها في كفاية وجعلها قرآناً يتلى إلى آخر الدنيا. [/frame]
فهذا ما يردده علماء القوم ليلا ونهارا. فهل ما ذكروه صحيح أم كذب صريح؟ وهل ما ذكروه من خروج رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم مطابق لكتاب الله عز وجل أم لا؟
قال عز وجل في كتابه العزيز الحكيم:
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {111} يوسف
القرآن الكريم يذكر أسباب هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من مكة إلى المدينة على النحو التالي:
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ {30} الأنفال (مدنية نزلت حوالي السنة الثانية من الهجرة)
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {40} التوبة (مدنية نزلت حوالي السنة التاسعة من الهجرة)
نظرت في كتاب الله عز وجل علني أجد حادثة مشابهة لهجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فوجدت أننا عندما ننظر إلى هجرة موسى سلام الله عليه من مصر إلى مدين وأسبابها وكيفيتها من خلال القرآن نجد ان الله عز وجل ذكر:
وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ {20} فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {21} وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ {22} القصص ( مكية نزلت بعد السنة الثالثة من البعثة)
والسبب في تصنيف الايات إلى مكي ومدني هو أننا نريد أن نعلم هل كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم على علم بالطريقة التي هاجر فيها موسى بعد ان علم أن القوم يأتمرون به ليقتلوه أم لا؟
من الواضح ,حيث أن أيات هجرة موسى سلام الله عليه مكية, أن الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان على علم بما حدث لموسى سلام الله عليه وكان على علم بالطريقة التي هاجر فيها موسى سلام الله عليه.
عندما نقارن هجرة موسى سلام الله عليه بهجرة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم نلاحظ ان الأسباب المؤدية للهجرة متشابهة. فهجرة موسى سلام الله عليه كانت لأن القوم كانوا يأتمرون به ليقتلوه وهجرة نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم كانت لأن القوم يخططون لقتل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ولكن كيفية خروج موسى سلام الله عليه تختلف كليا عن كيفية خروج رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لو أخذنا بقول العامة.
فخوف موسى سلام الله عليه أدى به إلى أن يخرج بالطريقة المذكورة في كتاب الله عز وجل. ولكن مع ان القرآن ذكر اسباب هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومع أن هناك أحاديث تؤيد الأسباب المؤدية إلى هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم إلا أن القوم ضربوا بتلك الاحاديث عرض الحائط.
فالرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم مع خوفه من القتل وتأهبه فجأة للهجرة بعد أخبره الوحي بمكر قومه إلا أنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم – بزعمهم – لم يفعل ما فعله موسى سلام الله عليه بل لم يفعل ما يفعله أي إنسان عادي متوسط الذكاء عندما يخاف على نفسه من القتل. فنحن نجد أن الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعد أن جاءه الوحي بالخروج وأخبره أن لا يبيت في فراشه, ومعنى هذا ان الهجرة كانت ليلا, جاء وضاع الاحاديث وفندوا الايات وقالوا بأن الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم خرج في وقت الهاجرة إلى بيت أبي بكر وطلب منه أن يهاجر معه أو العكس. ولم يكتفوا بذلك بل إن وضاع الاحاديث ذكروا ان ابا بكر جهز الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالرواحل – كذلك في وضح النار - وفي بعض احاديثهم ان الرسول ذهب واستأجر الرواحل وووووو.... إلخ..............
وأسئلتي هي:
1- ما هي العبرة التي نستخلصها من هجرة موسى سلام الله عليه من مصر إلى مدين؟
2- هل هاجر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في وضح النهار وقت الهاجرة.؟
3- ما رأي السنة في أحاديث هجرة أبو بكر وان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذهب إلى بيته وطلب منه أن يهاجر معه؟
بإنتظار القوم
السلام عليكم
كثيرا ما نسمع من شيوخ العامة على المنابر ونقرأ في كتبهم هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذه الهجرة هي أشهر من نار على علم يعلم بها الصغير و الكبير ويحفظها السنة عن ظهر قلب فما أن تسأل شخصا عن ابي بكر حتى يرد عليك ب أبو بكر "الصديق" ثاني إثنين ثم يبدأ بسرد الهجرة وكيف أن الله عز وجل "أذن" – وأركز على كلمة أذن - للرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالهجرة. وكيف أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذهب إلى بيت أبي بكر في وقت الهاجرة وسأله أن يصحبه في هجرةه الشريفة أو أن أبو بكر طلب الصحبة. ثم يحدتك صغيرهم وكبيرهم كيف أن عائلة ابي بكر قدمت الرحائل التي حملت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وأبا بكر في هجرةه. أو أن عائلة أبي بكر كانت تمدهما بالطعام ولهذا السبب سميت أسماء بذات النطاقين وكيف أن مولى أبو بكر العبد الذي أطلقه أبو بكر – بزعمهم- من العبودية رعى غنم أبي بكر عند باب الغار. وكيف أن الناصر الوحيد بعد الله عز وجل لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في ذلك الوقت العصيب كان أبا بكر. إلى غير ذلك من الروايات المختلقه الموضوعه.
ومع شهرة تلك الاحاديث بين العامة نسأل أنفسها هذا السؤال: هل تصح هذه الاحاديث التي يرونها عن أسباب وكيفية هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من مكة إلى المدينة؟
العامة وخاصة على شبكات الحوار عندما يناقشون الشيعة يقولون بأننا لا نستعين بالقرآن وأن القرآن عندنا محرف وووو إلى غير ذلك من التفاهات التي يذكرونها في كل مكان وزمان وعلى كل لسان. ولكننا عندما نعرض احاديث هجرة أبو بكر إلى المدينة على القرآن نجد أنهم لا يذكرون سوى ثاني إثنين. وقلما نراهم يذكرون أسباب هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم, لماذا؟
قرأت كتيبا للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق في فضائل أبو بكر بن أبي قحافة فذكر الرجل هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذكر ما يلي:
قال عبد الرحمن بن عبد الخالق:
[frame="7 80"]
فضائل الصديق أبي بكر رضي الله عنه تعالى
أفضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأعلاهم منزلة، وأكبرهم كرامة، وأعظمهم منة على المسلمين هو أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ونبدأ بشهادة الله سبحانه وتعالى له، ثم بشهادة النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم، ثم بشهادة الأمة المعصومة التي لا تجتمع على ضلالة."
أ- شهادة الله لأبي بكر الصديق:
شهد الله سبحانه وتعالى للصديق أنه كان الصاحب الوحيد والناصر الوحيد لرسول الله بعد الله سبحانه وتعالى، فقد مدح الله نفسه في القرآن أنه نصر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم وأخرجه من بين ظهراني الكفار عندما أرادوا قتله، أو حبسه، أو طرده ونفيه واختاروا قتله أخيراً فأنجاه الله وأخرجه من بين ظهورهم آمناً معافى. قال تعالى: {وإذ يمكر الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} فكان من مكره سبحانه وتعالى بالكفار أن أخرج النبي محمداً مهاجراً من مكة إلى المدينة والكفار يحيطون به من كل جانب ولا ناصر له من الأصحاب والمسلمين إلا رجل واحد فقط، لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف العصيب قال تعالى حاضاً المؤمنين على نصر رسوله: {الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}. فأثبت الله هنا كرامة الصديق وأنه كان الناصر الوحيد لرسوله يوم عز الناصر، وقل النصير، وأنه أعني الصديق، كان حزيناً أن يبصر الكفار موقع الرسول صلى الله عليه ولسم فيضيع الدين فيبشره النبي بأن الله معهما يرعاهما ويكلأهما. ومعية الله هنا ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم، والصديق {لا تحزن إن الله معنا} وهذه شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم للصديق أقرها الله وأثبتها في كتابه الكريم، ناهيك أن أسرة الصديق كلها كانت في هذا اليوم العصيب في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم فأسماء بنت أبي بكر هي التي توصل الطعام لهما في الغار، وعبدالرحمن ابن الصديق هو الذي يغدو بسرحه عليهما ويتسمع لهما الأخبار ومال الصديق ورحائله هي التي حملت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، والصديق هو المؤنس الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى، وهذه منقبة ليست بعدها منقبة وكرامة كل كرامة هي دونها ولا شك، ويكفي هذه الكرامة أن الله أثبتها في كفاية وجعلها قرآناً يتلى إلى آخر الدنيا. [/frame]
فهذا ما يردده علماء القوم ليلا ونهارا. فهل ما ذكروه صحيح أم كذب صريح؟ وهل ما ذكروه من خروج رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم مطابق لكتاب الله عز وجل أم لا؟
قال عز وجل في كتابه العزيز الحكيم:
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {111} يوسف
القرآن الكريم يذكر أسباب هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من مكة إلى المدينة على النحو التالي:
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ {30} الأنفال (مدنية نزلت حوالي السنة الثانية من الهجرة)
إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {40} التوبة (مدنية نزلت حوالي السنة التاسعة من الهجرة)
نظرت في كتاب الله عز وجل علني أجد حادثة مشابهة لهجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فوجدت أننا عندما ننظر إلى هجرة موسى سلام الله عليه من مصر إلى مدين وأسبابها وكيفيتها من خلال القرآن نجد ان الله عز وجل ذكر:
وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ {20} فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {21} وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ {22} القصص ( مكية نزلت بعد السنة الثالثة من البعثة)
والسبب في تصنيف الايات إلى مكي ومدني هو أننا نريد أن نعلم هل كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم على علم بالطريقة التي هاجر فيها موسى بعد ان علم أن القوم يأتمرون به ليقتلوه أم لا؟
من الواضح ,حيث أن أيات هجرة موسى سلام الله عليه مكية, أن الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان على علم بما حدث لموسى سلام الله عليه وكان على علم بالطريقة التي هاجر فيها موسى سلام الله عليه.
عندما نقارن هجرة موسى سلام الله عليه بهجرة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم نلاحظ ان الأسباب المؤدية للهجرة متشابهة. فهجرة موسى سلام الله عليه كانت لأن القوم كانوا يأتمرون به ليقتلوه وهجرة نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم كانت لأن القوم يخططون لقتل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ولكن كيفية خروج موسى سلام الله عليه تختلف كليا عن كيفية خروج رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لو أخذنا بقول العامة.
فخوف موسى سلام الله عليه أدى به إلى أن يخرج بالطريقة المذكورة في كتاب الله عز وجل. ولكن مع ان القرآن ذكر اسباب هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومع أن هناك أحاديث تؤيد الأسباب المؤدية إلى هجرة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم إلا أن القوم ضربوا بتلك الاحاديث عرض الحائط.
فالرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم مع خوفه من القتل وتأهبه فجأة للهجرة بعد أخبره الوحي بمكر قومه إلا أنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم – بزعمهم – لم يفعل ما فعله موسى سلام الله عليه بل لم يفعل ما يفعله أي إنسان عادي متوسط الذكاء عندما يخاف على نفسه من القتل. فنحن نجد أن الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعد أن جاءه الوحي بالخروج وأخبره أن لا يبيت في فراشه, ومعنى هذا ان الهجرة كانت ليلا, جاء وضاع الاحاديث وفندوا الايات وقالوا بأن الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم خرج في وقت الهاجرة إلى بيت أبي بكر وطلب منه أن يهاجر معه أو العكس. ولم يكتفوا بذلك بل إن وضاع الاحاديث ذكروا ان ابا بكر جهز الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالرواحل – كذلك في وضح النار - وفي بعض احاديثهم ان الرسول ذهب واستأجر الرواحل وووووو.... إلخ..............
وأسئلتي هي:
1- ما هي العبرة التي نستخلصها من هجرة موسى سلام الله عليه من مصر إلى مدين؟
2- هل هاجر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في وضح النهار وقت الهاجرة.؟
3- ما رأي السنة في أحاديث هجرة أبو بكر وان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذهب إلى بيته وطلب منه أن يهاجر معه؟
بإنتظار القوم
تعليق