إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الخليفة يختاره الله وبشهادة القرآن ..... للقادسية وبقية الزملاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهمَّ صلِّ على محمَّد وآل محمَّد وصلِّ اللهمَّ على أصحابه الطيبين المنتجبين.
    الزميل القادسية وبقية القراء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    إن تردِّي مفاهيم إدراك (أبعاد) اللفظ والمفهوم الإلهي للنبوة والمشيئة الربوبية في النهج والفكر القرآني إنما يعزو لعدة أسباب أهمها عدم الإلمام (باللغة القرآنية) و(الرأي) ثم عدم فهم الخطاب القرآني الرباني ومفاهيمه.
    فالله يقول (إني جاعل) و(جعل)، والناس لم ترتضي ولذلك حقت عليهم كلمة العذاب. جعل سبحانه (الخلافة) في الأرض وما خلق آدم إلا ليجعله في الأرض، وجعل الخليفة بل الخلفاء في الأرض، والأجدر بالخليفة الحق كان أن يكون كما كان المُستخلف ويحذو حذوه، فالخلافة هي مقام شيء مكان الآخر، فيدور الأمر مدار المراتب والدرجات، فكما أن العبادة هي نصب العبد نفسه في مقام العبودية، فالخلافة هي (تنصيب الله لعباده) في مقام استخلافه وتخصيصها بالصفوة المصطفين المنتجبين الصادقين الصابرين العابدين السائحين الركع السجود الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وهم بأمره يعملون لا يسبقونه بالقول وهم بحكمه ولحكمه قائمون، وهم الذين استودعهم الله علمه وحكمته وما شاء من سره وغيبه واستودعوا (بأمر الله) من خلفائهم من وجدوا فيه الصفات الإيمانية ما أتاح الله لهم من إستيداعه، فالله خلق الخلق ليشرع ويجعل، وجعل وشرَّع ليتبَّع المبلِّغ ولتتمَّ الحجة لله على الخلق ولئلا يقولوا لولا أرسلت إلينا رسولا منذرا أو علما هاديا، فهو لايؤاخذ الناس إلا بما اكتسبوا من الإثم والعدوان ومعصية الرسول، ولا يهلك القرى بظلم بل إلا وأهلها ظالمون، فكيف يقوم الظالمون بمقام الربانيون على ظلمهم لهم واستهزائهم بهم ؟!.
    فهل إختلاف البشر في نبوة الأنبياء وتكذيبهم لهم عليهم السلام واستهزائهم بهم ينتقص بطريق أو آخر من نبوتهم وقد قدم الله بالوعيد وما هو بظلام للعبيد؟! بالطبع لا وإن قبلنا بهذا المفهوم الخاطيء فنحن نبايع الظالمين بعد ظلمهم على ظلمهم فيما ظلموا به.
    فالخلافة بالإطلاق هي مقام مكان مقام آخر، أما بالإطلاق والتقييد هي الأمر والإمرة والسيادة بما فيها من مميزات وقرائن تدعم شخصية الخليفة نبيا كان أو صديقا أو سبطا أو وصيا أيا كان المسمى، فالله سبحانه اصطفى صفوة الصفوة ولا يعقل ان يستخلفهم بمن هم أدنى واقل حكمة وعلما وإيمانا وتصديقا بل بمن تعلموا فاعتبروا واهتدوا وكانوا ربانيين.
    وفي القرآن الكريم، لا يمكن بناء عقيدة على آية بل ولا يصح دونما دراسة كاملة لسياق الآيات المشابهة لها فيه، ففي بعض الآيات هم أنبياء واخرى رسل وأخرى تجد أن إبراهيم إماما، من هنا ينبغي التأني قبل الحكم من منطلق الهوى أو التعصب أو سنة الآباء أو حتى ما (حفظناه) من القرآن الكريم.
    فهل مثلا يعقل أن يكون فرعون خليفة الله في الأرض وموسى في الوقت عينه الذي جاءه موسى بتسع آيات فكذب بها؟! إن صحَّ قولكم أن بني آدم البشر بالإطلاق هم الخلفاء؟!

    والله يقول:
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } (30) سورة البقرة

    وهذه في الخلق الأول وسلالة البشر الأولى التي كان من أولاد آدم فيها قابيل وهابيل، وتعمَّم على مقام النبوة للتالين بشهادة قوله سبحانه:

    {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (26) سورة ص

    فهل كان في الأرض غير الذين أرسل إليهم وفيهم ومنهم داوود عليه السلام وجعله خليفته في الأرض دون تبليغهم ودون الأمر بتبليغهم؟! بالطبع لا فهذا ينافي ما نزه الله نفسه عنه ومنه (الظلم).

    وإبراهيم مثلا عندما أتمَّ كلَّ ما أمر بتبليغه رفع الله مقامه وقدره:

    {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (124) سورة البقرة

    بل حتى الكتاب إمام للمتقين فما هو مقام مبلغه؟!

    {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} (17) سورة هود

    {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} (12) سورة الأحقاف


    إن كان مقصودكم ومفهومكم للخلافة والحكم أنه دولة مستقلة ذات سيادة وجيش وحدود ورايات وقوة وبطش فهو مفهوم خاطيء لعدة إعتبارات منها:
    لم يؤمر كل الأنبياء بالقتال وكان الله يهلك القرى.
    لم يؤمر كل الأنبياء بالهجرة والتوسع.
    لم يرسل الأنبياء إلا من ولقومهم ولينذرونهم بلسانهم.

    ومن هنا سألتك سابقا بالنسبة لجغرافية الأرض، والهجرة الشعوبية.

    فموسى توجه من مدينة فرعون تلقاء مدين ووجد فيها نبيا.

    وإبراهيم أمر بالهجرة بزوجه وولده وتركهم في البقعة المباركة فعاد ووجد قوما لديهم، وفي هذين دليلين واضحين لعدة أمور منها:
    التطور الجغرافي والهجرة الشعوبية

    أن لكل قوم كان منذر وهاد نبيا أو صديقا قائما بالحكم في الإنتظار لنبي جديد.

    ولنا في نوح خير دليل على ذلك من سورة نوح بالتحديد وباختصار التي فيها صراحة مما امتلىء قلبه قيحا على أمة لم تؤمن به على طول مكثه وبعثه وثرة إنذاره وكثرة استهزائهم واستكبارهم إلى أن انتهى الأمر بالدعاء والأمر الإلهي بفتح أبواب السماء فقد:

    أولا: أمره الله ان يسلك في السفينة من آمن وزوجين اثنين من كل شيء وأهله (من آمن منهم).

    ثانيا: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} (26) سورة نوح

    وهذا فيه دليل واضح أنه عليه السلام أنذر كل من في الأرض ولم يكن غير قومه متواجدين (على الأرض) أو إنما دعا على الكافرين (على كل الأرض) وآوى الصالحين معه، وقد كانت تتزامن نبوتين بوقت واحد كلوط وإبراهيم عليهم السلام، كل في قريته أو مدينته أو المكان الذي أرسل إليه والقوم الذين ارسل منهم فيهم ليطاعوا بإذن الله وعلينا العودة لتاريخ نوح جيدا للإستدراك هل كان من قوم غيرهم أم لا، إذ لا يجوز له وعليه الدعوة على الكافرين إلا بعد إنذارهم. والله لم يجوِّز على ساحة قدسه الظلم (وما ربك بظلام للعبيد) ولم يكن ليهلك القرى (إلا) وأهلها ظالمون ولم يكن ليهلكهم إلا بعد تمام الحجة عليهم وهو سبحانه القائل:

    {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى} (134) سورة طـه

    من هنا تجد أنَّ لله في امر الخلافة والإستخلاف نظرة إلهية قدسية لا يسع أيا كان القيام بها إلا إن كان من المصطفين الذين هم على نور من ربهم وبأمره يعملون بعكس النظرة البشرية الإنسانية لها ومفهومهم المقيَّد لها وعملهم بها، تطورت وتبلورت ونفذت كاملة بمحمَّد صلى الله عليه وآله وسلم أتم وأكمل ما نفذت فلم يكن في زمنه أي صيحة او إهلاك أو أمر لله بهلاك العباد كلهم مرة واحدة وهذا فيه دلائل عظيمة لا يدركها بمفهومها الصادق إلا الله والراسخون في العلم،

    وهو سبحانه لم يقبل شورى الملائكة بالأمور التكوينية التشريعية فكيف بالبشر الخطاؤون أن تكون أمورهم بالشورى بينهم؟!.

    عبر التاريخ وبحسب الظروف والتطور الإنساني الإجتماعي لعلم الله بخاصية وحالة الكل وإلى أين المنتهى والرجعى كان الرسول واوصيائه (خلفائه) هم الخلفاء القائمين بالقسط بين الناس كل يؤدي دوره الموكل إليه.
    نعم إن في الأرض أقوام إرتضوا بتأمير وزعومية وزعامة السفهاء والفسقة والفجرة والظلمة والمستكبرين والظالمين فغير الله جعلهم بإرساله الرسل، ولك في صريح القرآن الكريم خير دلائل منها:

    {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (4) سورة القصص

    {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} (30) سورة الرعد

    هنا نسخ الله حكمهم وحكمتهم بحكمته البالغة وحكمه الرشيد وما أرسل من رسول إلا ليطاع ومنذر ومذكر وليس بمسيطر ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، ومن آياته إختلاف ألسنتنا وألواننا،

    فهل خلافة فرعون والنمرود وأصحاب لوط الظالمين كان لله فيها رضى وللعاملين فيها أجر وثواب ثم عاقبهم الله بغير استحقاق للعقاب؟ لا! فلكل أناس إمام،

    {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} (71) سورة الإسراء

    والإمام كالخليفة جاءت في عدة مواضع من القرآن كلها تدعم بعضها بعضا.

    فبطاعة الخليفة الشرعي لك الجر والثواب والعاملين بالصدق والصادقين بعملهم لهم جنات عدن، وما ارسل النبي فيهم إلا لينذرهم ويعملوا الصالحات، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويبلغهم رسالات الله، أما العاملين بخلافة من لا يستحق الخلافة والمستكبرين على الخلفاء الشرعيين فلا يكلمهم الله واستحقوا العذاب لأنهم أمروا بالمنكر وتناهو عن المعروف ذلك بما أضلهم الشيطان على (علم) أو من بعد (علم) ولله في ذلك نقمة عليهم بما كانوا يستكبرون على الحق والحق بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير فهو تارة يمدهم بطغيانهم يعمهون وتارة ينزل بهم أشد العذاب لما استحقوا من غضب الله أولئك الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.

    لذلك، بما أنه يجب أن يكون النبي على نور وهدى من ربهم مطهرا منزها طاهر المولد والنسب منزها عن الإثم والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وقوله الحق والصدق، أمينا مؤتمنا، صادقا مخلِصا ومخلَصا عالما معلما من الله وجب على الخلفاء في أرض اله أن يكونوا كما هم ولكن ليسوا بمنزلتهم النبوية الرسالية

    والله يقول

    {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} (33) سورة آل عمران

    وهم ذرية بعضها من بعض

    فهل يجوز أن الله سبحانه يصطفي العاصي والمستكبر والضال؟!

    هل يصطفي الله إلا صفوة الصفوة؟! وإلا لكان للناس حجة على الرسل وكفى بالله هاديا وكفى بالله حسيبا وكفى به رقيبا.
    وآخر كلامنا أن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

    تعليق


    • #62
      الحمد لله ربِّ العالمين

      تعليق


      • #63


        بسم الله الرحمن الرحيم اللهمَّ صلِّ على محمَّد وآل محمَّد، هذه متابعة لمناقشة مشاركة القادسية وللمشاركة الآنفة مع العذر للتأخر لأسباب شخصية وحتى آخر مشاركة لي.
        يقول تعالى:
        {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
        وهو عزَّ وجلَّ القائل:
        {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُمَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
        فكيف للبشر أن يختار مقام القائم بالإستحفاظ لرسالات (المصطفين) وشرائعهم وهُم همُ.
        فالله لا يصطفي العاصي ولا المذنب ولا المخطيء ولا من يحدث نفسه بمعصية وا الزاني ولا الكاذب ولا الفاجر بل البر التقي النقي الطاهر، فلا بدَّ وأن يكون خليفة الخليفة على قدر راسخ من العلم واليقين والإيمان على الأقل ليقوم بمقام المستخلف.
        والضد يحمل النتيجة المتوخاة ببعض الأمور، مثلا قوله تعالى:
        {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (33) سورة الأنفال
        إذن يجوز لنا القول إن الإستغفار الصادق المقرون بنية صادقة (لا مجرَّد قلقلة لسان) يدرؤ العذاب وعدمه يستوجبه أو يسرِّع به.
        الله سبحانه آتى رسله (حكما وعلما) و (حكمة)، ومما مرَّ من الآيات فلا بدَّ وأن يكون الخليفة متميِّزا بالصفات النبوية إلا أنه لا يوحى إليه وحي رسالي ولا يرقى لمرتبة النبوة، وإلا لجاز القول أنه بدَّل أو غيَّر ما استحفظه قبل تسليمه راية الحق والصدق، وبما أن الله عصمه من ذلك، أو هو استعصم نفسه للدرجة النورانية التي توصل إليها بالعلم والإيمان واليقين الراسخ، ولأن النبي خليفة الله في الأرض فالوصي أو خليفته قائم بتلك المنزلة فيما أوتي ممَّن فضَّله واجتباه.
        وبدراسة سِيَر الأنبياء، كلهم أرسلوا من أقوامهم إليهم وقد تزامنت نبوتين في وقت واحد - كما أشرتُ سابقا- كلٌّ في قومه، مثلا موسى وشعيب عليهم السلام، إبراهيم ولوط عليهم السلام، ومن ظاهر القرآن ومحكمه، تجد النبوة درجات ومنازل، لقوله تعالى:
        {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...}
        فالواضح الجليّْ عقلا ونقلا ومنطقا، أن (الأرض) عندما تطلق (في الأرض) فالمقصود بها هو الأرض التي عليها أقوام من جنس البشر، وإلا –ومن جديد- لكان للآخرين حجة يوم الحساب أنهم لم يُنذَروا ولم يكن فيهم رسول يهديهم إلى مولاهم الحق، وعلى الأقل بالطوفان الذي أصاب (كل الأرض) لقول نوح عليه السلام (على الأرض). ومن جديد أكرر: من هنا كان تطرقي للتطرو الجيولوجي والهجرة الشعوبية وانتقال البشر من مكان غلى آخر وتوسع الرقعة المأهولة وكل أرسل لها رسل.
        أما محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم فهو خاتم النبيين ورسول رب العالمين و(رحمة للعالمين)، مبشرا ونذيرا وداعيا إلى (الحق) بإذنه وسراجا منيرا، فالله بلَّغه {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ....} (48) سورة الشورى لأنه (مذكِّر) وليس (بمسيطر) و(لا إكراه في الدين)، لذلك أرسل صلى الله عليه وآله وسلم رسائله إلى الأمصار والأقوام عبر عظمائها ليلقي الحجة عليهم ولئلا يكون للناس حجة ومثلا من صور العتاب والكلام والإحتجاج التي ينقلها القرآن من يوم الحساب قول البعض
        {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}
        وهؤلاء الجواب واضح وحاضر لهم لأنهم كانوا يستهزؤن بالرسل ويؤذونهم ويستكبرون عليهم ولا حجة لهم يوم لا يظلم أحد شيئا ويأتي كل إنسان بما قدمَّت يداه {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }.

        أما وأنك تقول (يحكم نعم لكن ينفذ تحتاج الى سلطة والانبياء غير داوود وسايمان عليهما السلام لميكن لهم سلطة) ص3 مشاركة رقم 50، فلعمري هو من اغرب وأشنع وأسخف الأقوال المستهترة بمقام النبوة، فلقد قلتَ على الله وانبيائه شططا ونطقت حضرة (الحافظ) بما ليس لك به علم، فليتك لم تقل ما قلت لأن في القرآن خبرا لما لم تحط به علما، فالله يقول:
        } كان الناسامه واحدهفبعث الله النبيينمبشرين ومنذرينوانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيمااختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهمفهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراطمستقيم{في واحدة من عدة آيات أُخَر،
        فكيف للكتاب أن يحكم دون قائم بالحكم وتنفيذه وتطبيقه؟!
        فسِّر لنا رعاك الله أستاذنا الحافظ!

        الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أقام الدولة الإسلامية، بإذن الله وأمره، وهو صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى بعد الحصار في شعب مكة والهجرة والإضطهاد والأذى الذي لاقاه، أقام الدولة وفرض الجزية، وكسر بسيف عليٍّ عليه السلام أصنامهم ووتر صناضيدهم وناوش ذؤبانهم وقتل أبطالهم، كلُّ ذلك لمن اعتدى على حُرَم وحَرَم المسلمين أو أعدَّ العدَّ للقتال فكان أمر الله بالقتال للمؤمنين رضوان الله عليهم.

        فإن كنت تنظر للخليفة أنهم بنوا آدم بالإطلاق: لا تجوز بالإطلاق وإلا لكان فرعون وبوش خلفاء الله.

        أما إن كان الخليفة (رسولا أم نبيا أم وصيا أو سبطا أو خليفة) بنظرك:

        1-رجل عظيم الجسم: فلا تصح (فقط) لعظمة الجسم وإحتجوا بها من قبل وقوله تعالى { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. وتأمل عزيزي المراوغ إن الله الباعث والمختار لهذا الملك الذي و بمثابة قائد أعلى للقوات المسلحة في حينه.

        2-رجل كثير المال: باطل فذلك قول الكافرين {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ}.



        3-أن يكون ملاكا: باطل لقوله تعالى {قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً}.



        4-رجلا شجاعا فقط، أو شجاعا مع سلطة ونفوذ: فانظر واعتبر ودقق في التالي وباختصار:



        أ‌-شجاعة فقط: فرعون كان شجاعا على ظاهر القرآن لتعقبه موسى إلى داخل البحر. هذا في جانب الشجاعة فقط.


        ب‌-شجاعة مع سلطة نفوذ وجبروت: النمرود وأيضا فرعون، الذي:


        رأى كل آيات ربه (فكذَّب وأبى) و(أصر مستكبرا) {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى}


        وكان عددها تسع آيات بينات {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا} وهنا إتهمه أنه مسحورا.


        استخفَّ به وعاتبه بالنفس التي قتلها وكفَّره {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}


        ومنَّنه بأن لبث فيهم وليدا {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ}


        إستخف قومه وأضلهم: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى}. وقوله هذا

        {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} و {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ}


        فأعطى الذريعة (لأهل الحل والعقد) ليكفروا بآيات الله وأشاروا عليه (بالشورى)، فكاده وإتهمه بالسحر وجمع له أفضل وأعظم وأكثر السحرة في حينه {قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ } {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ} فأمر فرعون بما في نفسه و(أشار به) الملأ (أهل الحل والعقد) {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} بل وجعل أجرهم من المقربين إن هزموه.

        فرعون الذي من المسرفين.

        ت‌-علما فقط دون إيمان راسخ وعقيدة ثابتة وتقوى: باطل لقوله تعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}.

        ث‌-ماكرا: أنظر للنمرود الذي قال أنا أحيي وأميت وأضرم النار وقذفوا فيها خليل الرحمن.


        ولاختصار المقام أكثر فأكثر أقول:

        إذن فالواجب لخليفة (خليفة الله) في (الأرض) أن يكون كما المستخلف ولكن لا يرقى إلى منزلته.
        ولأن النبي جمع أفضل وأتم وأكثر الصفات فلا بدَّ وأن يكون خليفته من أتم أكمل البشر.
        ولأن الله إختار الملك (طالوت) والأنبياء والرسل فهو جل جلاله يختار الوصي للرسول، وأنى لنا الشورى في أمرنا والله لم يقبل شورى الملائكة
        وهو موضوع البحث، لأنه أحاط بما لم يحيطوا به علما ولا يعلمون إلا ما علمهم.

        نعود لفرعون: لقد انعقد (الرأي الإنساني الدنيوي) الغير (إلهي) عليه ربا من دون الله، وأصروا مستكبرين، واستضعفوا المؤمنين،

        فغيَّر الله جَعلِهم بجَعْلِه جل جلاله بإرساله موسى عليه السلام

        كما انتزع إبراهيم السلطة من زعيم قومه على صغر سنه، ولكن كبر عقله وحكمته وعلمه، فسلطته الشرعية وكل من سواه مغتصبون لمقام لا يستحقونه.

        أما أن يكون الأمر من الجالس على العرش يأمر وينهى، فالواجب النظر فيمن يستحق المنصب لا القائم به ولعمري كل الصادقين قتلوا وحوربوا وشردوا واضطهدوا من أقوامهم.

        لذلك إفهم واعتبر من القصص القرآني والأمثال التي ما ضربت عبثا فيه.

        الله يقول:

        {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (26) سورة ص
        و
        {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (26) سورة ص

        والقادسية يقول:

        بنوا آدم (بالإطلاق) هم الخلفاء.

        الله يقول:

        {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُمَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}

        والناس تقول:

        أهل الحل والعقد والشورى.
        الله يقول:

        { فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}

        {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ }

        والقادسية يقول:

        يحكم نعم لكن ينفذ تحتاج الى سلطة والانبياء غير داوود وسايمان عليهما السلام لميكن لهم سلطة

        فكيف يا رسول الله ستحكم بلا سلطة ولماذا أمرك الله بما لم ولن تقدر عليه أو لم تنفذه؟!

        ومن كان الشيطان له قرينا فساء قرينا.

        وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
        اللهم هل بلغت
        اللهم فاشهد.

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
        استجابة 1
        10 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
        ردود 2
        12 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        يعمل...
        X