بداية ويشهد الله على ما أقول فإنني لم أكن أنوي المشاركة في هذه الشبكة ، وإنما دخلت عن طريق الصدفة حيث ساقتني محركات البحث للشبكة فتصفحتها على وجه السرعه وأزعجني أن أجد مثل هذا الموضوع دون رد .. لذا قررت أن أصفع صاحب الموضوع بشيء من الحجارة العلوية ثم أترك المجال للإخوة الأعزاء .
--------------------
في الحقيقة لا أجد عيبا أن يثق الإنسان بمعلوماته أو أن يفتخر بها لدرجة التحدي في ساحات المناظرات العلمية ، وإنما أجد العيب والعار كل العار أن يتبجح المرء ويهلل ويصفق بذكر نصوص يصعب عليه شرحها أو استيعابها ..
وكمثال على ذلك الغبي صاحب الموضوع ..
فليس مثلك يا متفائل من يعلمنا ماذا قال فقيه الطائفة وجهبذها ، وقبل أن تنقل لنا أي نص لمرجع أو فقيه من فقهائنا حري بك أن تتأمل النص جيدا قبل أن ترمي بنفسك في مستنقع من الخزي والفضحة . فنحن بلاشك أعلم بأقوال علمائنا منك ومن أمثالك ..
غاية مافي الأمر أنك هنا تنقل نصوصا سرقتها من أغبياء مثلك دون أدنى تفكر وتأمل ، فلا هم عرفوا معناها ولا أنت اجتهدت بعيدا عن ترهات أصحابك المخرفين والمدلسين .
وإليك شرح ما لم يستوعبه النعل الذي تحمله في رأسك :
------------------
العبارة الأولى :
وأما احتمال وقوع التحريف من الشيخين عمدا، في آيات تمس بزعمامتهما فهوأيضا مقطوع بعدمه ، فإن أمير المؤمنين - عليه السلام - وزوجته الصديقة الطاهرة - عليها السلام - وجماعةمن أصحابه قد عارضوا الشيخين في أمر الخلافة، واحتجوا عليهما بما سمعوا من النبي - ص - واستشهدوا على ذلك من شهد من المهاجرين والانصار، واحتجوا عليه بحديث الغديروغيره، ....... ولو كان في القرآن شئيمس زعامتهم لكان أحق بالذكر في مقام الاحتجاج، وأحرى بالاستشهاد عليه من جميع المسلمين
الجواب :
الحديث هنا عن زعامة الخلفاء الثلاثة ، وما أراد أن يقرره السيد الخوئي في هذه العبارة أنه ليس في القرآن الكريم نصا صريحا يمس زعامة الأصنام الثلاثة بحيث يضطر الثلاثة إلى تحريف ألفاظ القرآن ، وإنما احتج أهل البيت وبعض الصحابة على بطلان خلافتهم بنصوص نبوية ، وأما النصوص القرآنية التي تبطل زعامتهم ـ في اعتقاد الشيعة ـ فكلها نصوص حمَّالة لوجوه شتى ، وبالتالي فإن التحريف المعنوي يغني المنافقين عن تحمل أعباء التحريف اللفظي ..
وكمثال على قولنا ( آية الولاية ) أو ( آية التصدق بالخاتم ) ، فهذه الآية ليس فيها ذكر لعلي بالإسم ، كما ليس فيها تحديد لمعنى ( الولاية ) وفق المعنى الإصطلاحي عند الشيعة ، وبالتالي فمن السهل على المنافقين أمثالكم أن يتأولوا الولاية على غير معناها من جانب ، وأن ينسبوا حادثة النزول لغير علي من جانب آخر ، وهذا يغني عن التحريف اللفظي ..
وهكذا الحال مع بقية الآيات كقوله تعالى ( وكونوا مع الصادقين ) وقوله ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) .. الخ
واختصارا فإن السيد الخوئي لاينفي وجود نص قرآني يدل على ولاية علي بن أبي طالب وبطلان ولاية غيره ، وإنما ينفي وجود نص (( صريح وواضح )) يستلزم لأجله التحريف . وهذا معنى قوله : ( لان القرآن لو اشتمل على شئ من ذلك وانتشر بين الناس لما وصلت الخلافة إلى عثمان )
والدليل على كلامنا هذا أن السيد الخوئي قد ذكر صريحا ومرارا عقيدته في شأن الإمامة خلاف المعنى الذي ظنه متفائل في نقله لهذه النصوص ، إذ يؤكد السيد الخوئي أن الإمامة ثابتة بالنص القرآني الذي فسرته السنة المطهرة ،
فخذ على سبيل المثال قوله في منظومته ( علي إمام البررة ) :
خصصت في التنزيل بالولاية *** فسّرت السنة تلك الآية
( علي إمام البررة 1/353)
فهذا نص صريح منه أن ولاية أمير المؤمنين ثابتة في القرآن الكريم ، وإن السنة هي التي فسرتها ، وهذا خلاف المعنى الذي لم يستوعبه الجوتي الذي يحمله متفائل .
-----------------------
العبارة الثانية :
ومن البين أنها لو ثبت كونها من القرآن ، لوجب التمسك بها على الامة.
الجواب :
واضح من هذه العبارة يا جاهل أن السيد الخوئي إنما يتحدث عن آيات ليست من أصل القرآن البتة ، وإنما هي نصوص من عموم المنزل ، كالأحاديث القدسية أو العبارات التوضيحية التي ترد في مفردات بعض لآيات ، وكمثال على ذلك ما روي أن آية البلاغ نزلت هكذا : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي وإن لم تفعل .. الخ ) ..
أو كقوله في آية المتعة : ( فما استمتعتم به منهن الى أجل فآتوهن أجورهن ) .. ومثل ذلك كثير .
فالسيد الخوئي وقبله الشيخ المفيد قالا بأن مثل هذه الآيات لا يمكن الإعتماد عليها في كون القرآن الكريم محرفا ، لأنها روايات آحاد ولا يمكن أن نستبدل الآحاد بالآيات القرآنية المتواترة . وعلى ذلك رأى السيد الخوئي أنه لو ثبت كونها من القرآن لوجب التمسك بها على كل من قرأها .
------------------------
العبارة الثالثة :
أن المتخلفين عن بيعة أبي بكر لميحتجوا بذكر اسم علي في القرآن ،ولوكان له ذكر في الكتاب لكان ذلك أبلغ فيالحجة .
الجواب :
هذه العبارة لا تخدمك بشيء يا روح ماما ، فلم يقل أحد من الشيعة بأن إسم علي مذكور في القرآن . وكلام السيد لا ينكره أحد من الشيعة إطلاقا .
-------------------
العبارة الرابعة :
الروايات المتواترةالواصلة الينا من طريق العامة والخاصة قد حددت الائمة عليهم السلام بإثني عشر منناحية العددولم تحددهم بأسمائهمعليهم السلام واحدا بعد واحد حتى لا يمكن فرض الشك في الامام اللاحق بعد رحلةالامام السابق
الجواب :
هذا نص قد أجبنا عليه مرارا وتكرارا ، ولكن ما نقول إلا كما قال الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حيا *** ولكن لا حياة لمن تنادي
فأولا : السيد الخوئي لا يتحدث عن الروايات المروية عن طريق الخاصة على وجه الخصوص ( أي روايات الشيعة ) ، وإنما يتحدث عن الروايات التي اتفق الشيعة والسنة عللى روايتها فقط .
بمعنى آخر : السيد الخوئي يريد أن يقول أن (( الروايات التي اشتهرت بين عامة المسلمين )) حتى وصلت الى حد التواتر إنما حددت الأئمة بالعدد لا الأسماء . ( أنظر كلام التبريزي الآتي باللون الأخضر )
ثانيا وفيه دليل على كلامنا المتقدم :
إن السيد الخوئي في نفس المصدر المتقدم الذي نقلت ( أنت ) عنه هذه الفتوى حين تحدث عن الروايات الخاصة بالشيعة فقط أكد على وجود روايات نبوية تذكر الأئمة بأسمائهم ، وإليك المسألة من نفس الكتاب يا أعمى القلب :
سؤال 1409: قد نسأل من قبل زيدية أو واقفية أو اسماعيلية مثلا ما هو دليلكم القطعي على امامة الائمة من بعد الامام علي عليه السلام إلى الامام الحجة عليه السلام هل هناك اجماع كاشف عن قول المعصوم السابق يثبت اللاحق، فما هو طريقكم فأرشدونا ولو إلى مظانه ، وهل هناك أخبار متواترة على الامامة ؟
الخوئي: عندنا اجماع ونصوص نبوية، وغير نبوية من أولئك الأئمة الابرار واحدا بعد واحد أيضا مذكورة في أحاديث الاصول.
التبريزي: يضاف إلى جوابه قدس سره: ويدل عليه أيضا قول النبي صلى الله عليه وآله المروي بطريقي العامة والخاصة أن الائمة من بعدي اثنا عشر، وهذا ينافي مذهب الزيدية والاسماعيلية والواقفية وأمثالهم.
صراط النجاة الجزءالثاني/ صفحة 448
http://www.yasoob.org/books/htm1/m001/06/no0646.html
وتعليق الشيخ التبريزي على هذه الفتوى يدعم كلامي السابق من أن السيد الخوئي إنما كان يتحدث في الفتوى الأولى عن الروايات المنقولة عن طريق الفريقين فقط والتي تشير الى العدد دون الأسماء . فراجع وتأمل جيدا قبل أن تهرف بما لا تعرف ,
-------------------------
العبارة الخامسة
أخبار الآحاد لاتفيدعلما ولا عملا .
الجواب :
عبارة لا تنفعك بشيء ، فقد اثبتنا مما تقدم أن روايات الإمامة لم تكن روايات آحاد ، وإنما هي روايات وردت عن النبي والأئمة المعصومين من بعده ، وأن هناك تواتر بين الفريقين في ذكر عددهم ، كما أن هناك تواتر من طريق الشيعة بأسمائهم وعددهم .
-------------------
قولك :
الخلاصة الخوئي يقر أن عقيدة الرافضة في الاثني عشرلم يرد فيها شيء صريحفي القرآن أو السنةالقطعية
الجواب :
هذه الخلاصة إنما تدل على وجود نعل في رأسك لا أكثر ولا أقل .
والآن يا صاحب النعل ، تستطيع أن تمرح وتلعب من جديد لأنني لن أرد على التفاهات التي ستجيبني بها ، وأنا واثق أنني لم أدع لك مجالا لرد يحفظ ماء وجهك .

( الجمري )
تعليق