الزميلة رافضية
- قال ابن تيمية- رحمه اللّه- :" وأمّا أهل السنّة فعندهم مع التجلّي والظهور تقرب ذات العبد إلى ذات ربّه ، وفي جواز دنوّ ذات اللّه القولان ".؟؟!! مجموع الفتاوى 6/ 8
3- قد يكون القول في معرض الرد أو معرض الإلزام وقد يعتلج مع مفهوم السّامع فيظنّه مفصِحا عن مذهب صاحبه فيقع الخلط والخبط ، فالواجب التحقيق في مثل هذا ، وعمله الإجرائي في هذا الموضوع القول الثاني لابن تيميّة - رحمه اللّه- .
4- قد يتكلّف العبد في الإستدلال لمن غلط من أهل العلم أو إظهار مستنده ، والرواية لا تصحّ من جهة النّقل وقد قيل : إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدّعيا فالدليل ، وعمله الإجرائي في هذا الموضوع الإحتجاج برواية الترمذي - رحمه اللّه- وقد ذكرها بصيغة التمريض .
5- قال الدارمي - رحمه اللّه- :" وقد أجمعنا واتّفقنا على أنّ الحركة والنزول والمشي والهرولة والإستواء على العرش وإلى السّماء قديم ، والرضى والفرح والغضب والحب والمقت كلّها أفعال في الذات للذات وهي قديمة ، فكلّ ما كان من قوله كُنْ فهو حادث ، وكلّ ما كان من فعل الذات فهو قديم ". الرد على بشر المريسي ص479 ، فالدارمي ـ رحمه اللّه ـ يتحدّث عن الصّفات القديمة لا عن النقول القديمة عن السّلف كما وَهِم من نقل ، هذا وفي مقال الدارمي المذكور آنفا إعتراض ليس هذا محلّ بسْطه فلينظر مختصر الصواعق المرسلة لابن القيّم 2/257-258 .
6- قد يأتي النقل عن عالم من أهل السنة والجماعة بما يتوهّم مخالفة الأصول وليس كذلك ، فمراد العالم بيان محلّ القضيّة لا نفي مستلزماتها أو توابعها ، كمن ذهب إلى أنّ المراد من الهرولة هو كناية عن المجازاة بأفضل وأعظم ممّا يفعل العبد وقصده عبادات خاصّة لا يكون فيها العبد مهرولا على الحقيقة بل مهرولا قلبا لا قالبا وهو لا ينفي المعنى السلفي العتيق من إثبات الهرولة للّه عزّ وجلّ لكنّها عنده مخصوصة بعبادات من العبد تقتضي هرولة حقيقة كما في مشاعر الحجّ وساحات الجهاد في سبيل الله ونحوها ... فلكلّ هرولة منهما معنى معلوم يقابله الجزاء الإلهي عدلا وحكمة وأمّا الكيف في هرولة الرب فغير معلوم والسؤال عنه بدعة .
7- من العجائب الإستدلال بما لا يجوز بحال من الأحوال ، فكثيرا ما تصادفنا النقول في مواضيع الإيمان عمّن خالف أهل السّنّة والجماعة والإعتبار بتأويلاتهم أو الإعتداد بنقولاتهم ، وكيف يفلح من كان الضلال له طريقا ؟! والأولى مجابهتهم برفع شعار: " ماهذا بعشك يا حمامة فادرجي "، وإنّي لأعجب من سوقها وقد كسدت تجارتها ، اللّهمّ إلاّ لبيان زغلها أو إظهار بطلانها والرد عليها .
8- الإحسان يقتضي قرب العبد من ربه فيقرب الرب منه بإحسانه إليه لأنه تعالى يتقرب إلى من تقرب إليه فإنه من تقرب منه شبرا يتقرب منه ذراعا ومن تقرب منه ذراعا تقرب منه باعا فهو قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربا ليس له نظير وهو مع ذلك فوق سمواته على عرشه فإنّ علوّه سبحانه على سمواته من لوازم ذاته فلا يكون قط إلاّ عاليا ولا يكون فوقه شيء البتة والذي يسهل عليك فهم هذا معرفة عظمة الرب وإحاطته بخلقه وأنه ليس كمثله شيء وأنه يمسك السموات والأرض أن تزولا فكيف يستحيل في حقّ من هذا بعض عظمته أن يكون فوق عرشه ويقرب من خلقه ويهرول كيف شاء وهو على العرش؟!
9- هرولة الرب هرولة تقوم به بفعله القائم بنفسه تنفيه الكلابية ومن يمنع الأمور الإختيارية بذاته وأما السلف وأئمة الحديث والسنة فلا يمنعون ذلك ، وهي دليل على حياة اللّه وقيّومته وعلى كمال مباينته لخلقه ، كما أنّها تتضمّن معاني القرب ، فالتحقيق في مقام التوفيق أنّ قرب الحقّ من الخلق وهرولة الربّ إثر مشي العبد يقع حقيقة وهما وصفان معلومان بلا كيف والجمهور يؤوّ لونها ، وحديث الشيخين صريح في كون كلّ من المخلوق والخالق له فعل خاص يليق به فالعبد يمشي حقيقة والربّ يهرول حقيقة ومعلوم أنّ المشي غير القرب وإن كان من ضمن معانيه فقد يحدث القرب بالمشي وقد يحدث بالهرولة وقد يكون بفعل آخر وكلّما ثبت القرب بالمشي إلى اللّه من المؤمن ثبت قُرْب الهرولة من اللّه وعْدًا منه وصِدْقًا ، وكما أنّ العقل يثبت فعل المشي للمخلوق لأنّه قادر على ذلك ، فَلْيثبت فعل الهرولة للخالق لأنّه على كلّ شيء قدير ، والعقل لا يستحيل عنده الفعلان .
10- وهل تكون الهرولة من الربّ في مقابلة فعل المشي للعبد المؤمن والذي هو قربه إلى مولاه أم تحدث بفعل آخر من العبد أو بلا فعل أي ابتداء؟ الحديث الصحيح صريح في الإخبار عن الهرولة وأنّها لا تكون إبتداء من الربّ وإنّما مجازاة لفعل المشي من الطّائع وليست من لوازم فعل آخر ، فمن العبد المؤمن فعل المشي ومن المعبود الحق الهرولة ـ ما أكرمه فما لكرمه حدّ ـ .
11- على دارس التوحيد أن يتشبّث بالأصول ويتمسّك بصحيح النّقول ولا يستسلم لكلّ ما قيل على خلاف الأصول ولو كان من أعلم أهل زمانه ، فإنّ الحقّ لا يُعْرَف بالرّجال وإنّما يُعْرَف الرّجال بالحقّ ، فمن وافق قوله الأصول فهو الحقّ ومن خالف قوله الأصول وجاء بوحشة في اللّفظ رددناه كائنا من كان ، والنّاظر في كتب التّوحيد والمتتبع لأقوال العلماء يجد من حين لآخر بعض الهفوات التي لا يسلم منها أحد والكمال عزيز ، وهي إمّا من منشأ الغلط أو التحريف ، قال ابن تيمية - رحمه اللّه- :" ولكنّ بعض الخائضين بالتّأويلات الفاسدة يتشبّث بألفاظ تُنْقَلُ عن بعض الأئمّة وتكون إمّا غلطا أو مُحَرَّفَةً ". مجموع الفتاوى 5/409 وقال أيضا :" وما أكثر من يُحْتَجُّ به من المنتسبين إلَى علم أو عبادة بحجج ليست من أصول العلم وقد يُبْدِي ذوو العلم له مُسْتَنَدًا من الأدلّة الشّرعيّة ، واللّه يعلم أنّ قوله لها وعمله بها ليس مُسْتَنِدًا إلى ذلك ، وإنّما يذكرها دفعا لمن يُنَاظِرُهُ ". مجموع الفتاوى 4/194.
12- ومن الإيمان باللّه الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، والإتيان هرولة كما في الحديث الصحيح إتيان مطلق كمثل قوله تعالى
أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ( الأنعام 158 فهو من فعل الربّ حقيقة لا مقيّد كمثل قوله تعالى
أَتَاهَا أَمْرُنَا( يونس 24 فلْيعلم!! قال الترمذي - رحمه اللّه- عن حديث الهرولة :"هذا حديث حسن صحيح ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا يعني بالمغفرة والرحمة وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول إذا تقرب إليّ العبد بطاعتي وما أمرت أسرع إليه بمغفرتي ورحمتي " سنن الترمذي 5/581 ، قال المباركفوري - رحمه اللّه- :" وكذا فسره النووي وغيره كما عرفت ، قلت ( المباركفوري): لا حاجة إلى هذا التأويل ، قال الترمذي في باب فضل الصدقة بعد رواية حديث أبي هريرة: إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه إلخ ، وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ونؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف ، هكذا روي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة إلخ ". تحفة الأحوذي 10/47 وقال ابن رجب في تعليقه عن الحديث المذكور:" ومن فهم من شيء من هذه النصوص تشبيها أو حلولا أو اتحادا ، فإنما أتي من جهله ، وسوء فهمه عن الله ورسوله - صلّى الله عليه وسلّم - ، والله ورسوله بريئان من ذلك كلّه ، فسبحان من ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ". جامع العلوم والحكم ص37 ، واللّه أعلم وصلّ اللّهمّ وسلّم على النبيّ الخاتم المعلّم .
شيخ الوهابية ناصر الدين الألباني
ورد في فتاويه ما نصه : سؤال : حول الهرولة ، وهل أنكم تثبتون صفة الهرولة لله تعالى ؟
فأجاب : الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها
فتاوى الألباني ص 506
الغريب ان الوهابية يدعون انهم اهل السنة والجماعة
وابن حجر العسقلاني الذي هو من السلف الصالح عندهم يناقض الالباني
قال ابن حجر أثناء شرحه للحديث المتقدم في فتح الباري : قال ابن بطال :
وصف سبحانه نفسه بأنه يتقرب إلى عبده ، ووصف العبد بالتقرب إليه ، ووصفه بالإتيان والهرولة ، كل ذلك يحتمل الحقيقة والمجاز ، فحملها على الحقيقة يقتضي قطع المسافات وتداني الأجسام ، وذلك في حقه تعالى محال فلما استحالت الحقيقة تعين المجاز لشهرته في كلام العرب ، فيكون وصف العبد بالتقرب إليه شبراً وذراعاً وإتيانه ومشيه معناه التقرب إليه بطاعته وأداء مفترضاته ونوافله ، ويكون تقربه سبحانه من عبده وإتيانه والمشي عبارة عن إثباته على طاعته وتقربه من رحمته ، ويكون قوله > أتيته هرولة < أي أتاه ثوابي مسرعاً ، ونقل عن الطبري أنه إنما مثل القليل من الطاعة بالشبر منه والضعف من الكرامة ، والثواب بالذراع
فتح الباري ج13 ص 427 ط. دار المعرفة / بيروت
فمن هو من اهل السنة والجماعه
الالباني الذي يثبت الهرولة لله ام العسقلاني الذي ينفي صفة الهرولة
ورد في فتاويه ما نصه : سؤال : حول الهرولة ، وهل أنكم تثبتون صفة الهرولة لله تعالى ؟
فأجاب : الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها
فتاوى الألباني ص 506
الغريب ان الوهابية يدعون انهم اهل السنة والجماعة
وابن حجر العسقلاني الذي هو من السلف الصالح عندهم يناقض الالباني
قال ابن حجر أثناء شرحه للحديث المتقدم في فتح الباري : قال ابن بطال :
وصف سبحانه نفسه بأنه يتقرب إلى عبده ، ووصف العبد بالتقرب إليه ، ووصفه بالإتيان والهرولة ، كل ذلك يحتمل الحقيقة والمجاز ، فحملها على الحقيقة يقتضي قطع المسافات وتداني الأجسام ، وذلك في حقه تعالى محال فلما استحالت الحقيقة تعين المجاز لشهرته في كلام العرب ، فيكون وصف العبد بالتقرب إليه شبراً وذراعاً وإتيانه ومشيه معناه التقرب إليه بطاعته وأداء مفترضاته ونوافله ، ويكون تقربه سبحانه من عبده وإتيانه والمشي عبارة عن إثباته على طاعته وتقربه من رحمته ، ويكون قوله > أتيته هرولة < أي أتاه ثوابي مسرعاً ، ونقل عن الطبري أنه إنما مثل القليل من الطاعة بالشبر منه والضعف من الكرامة ، والثواب بالذراع
فتح الباري ج13 ص 427 ط. دار المعرفة / بيروت
فمن هو من اهل السنة والجماعه
الالباني الذي يثبت الهرولة لله ام العسقلاني الذي ينفي صفة الهرولة
- قال ابن تيمية- رحمه اللّه- :" وأمّا أهل السنّة فعندهم مع التجلّي والظهور تقرب ذات العبد إلى ذات ربّه ، وفي جواز دنوّ ذات اللّه القولان ".؟؟!! مجموع الفتاوى 6/ 8
3- قد يكون القول في معرض الرد أو معرض الإلزام وقد يعتلج مع مفهوم السّامع فيظنّه مفصِحا عن مذهب صاحبه فيقع الخلط والخبط ، فالواجب التحقيق في مثل هذا ، وعمله الإجرائي في هذا الموضوع القول الثاني لابن تيميّة - رحمه اللّه- .
4- قد يتكلّف العبد في الإستدلال لمن غلط من أهل العلم أو إظهار مستنده ، والرواية لا تصحّ من جهة النّقل وقد قيل : إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدّعيا فالدليل ، وعمله الإجرائي في هذا الموضوع الإحتجاج برواية الترمذي - رحمه اللّه- وقد ذكرها بصيغة التمريض .
5- قال الدارمي - رحمه اللّه- :" وقد أجمعنا واتّفقنا على أنّ الحركة والنزول والمشي والهرولة والإستواء على العرش وإلى السّماء قديم ، والرضى والفرح والغضب والحب والمقت كلّها أفعال في الذات للذات وهي قديمة ، فكلّ ما كان من قوله كُنْ فهو حادث ، وكلّ ما كان من فعل الذات فهو قديم ". الرد على بشر المريسي ص479 ، فالدارمي ـ رحمه اللّه ـ يتحدّث عن الصّفات القديمة لا عن النقول القديمة عن السّلف كما وَهِم من نقل ، هذا وفي مقال الدارمي المذكور آنفا إعتراض ليس هذا محلّ بسْطه فلينظر مختصر الصواعق المرسلة لابن القيّم 2/257-258 .
6- قد يأتي النقل عن عالم من أهل السنة والجماعة بما يتوهّم مخالفة الأصول وليس كذلك ، فمراد العالم بيان محلّ القضيّة لا نفي مستلزماتها أو توابعها ، كمن ذهب إلى أنّ المراد من الهرولة هو كناية عن المجازاة بأفضل وأعظم ممّا يفعل العبد وقصده عبادات خاصّة لا يكون فيها العبد مهرولا على الحقيقة بل مهرولا قلبا لا قالبا وهو لا ينفي المعنى السلفي العتيق من إثبات الهرولة للّه عزّ وجلّ لكنّها عنده مخصوصة بعبادات من العبد تقتضي هرولة حقيقة كما في مشاعر الحجّ وساحات الجهاد في سبيل الله ونحوها ... فلكلّ هرولة منهما معنى معلوم يقابله الجزاء الإلهي عدلا وحكمة وأمّا الكيف في هرولة الرب فغير معلوم والسؤال عنه بدعة .
7- من العجائب الإستدلال بما لا يجوز بحال من الأحوال ، فكثيرا ما تصادفنا النقول في مواضيع الإيمان عمّن خالف أهل السّنّة والجماعة والإعتبار بتأويلاتهم أو الإعتداد بنقولاتهم ، وكيف يفلح من كان الضلال له طريقا ؟! والأولى مجابهتهم برفع شعار: " ماهذا بعشك يا حمامة فادرجي "، وإنّي لأعجب من سوقها وقد كسدت تجارتها ، اللّهمّ إلاّ لبيان زغلها أو إظهار بطلانها والرد عليها .
8- الإحسان يقتضي قرب العبد من ربه فيقرب الرب منه بإحسانه إليه لأنه تعالى يتقرب إلى من تقرب إليه فإنه من تقرب منه شبرا يتقرب منه ذراعا ومن تقرب منه ذراعا تقرب منه باعا فهو قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربا ليس له نظير وهو مع ذلك فوق سمواته على عرشه فإنّ علوّه سبحانه على سمواته من لوازم ذاته فلا يكون قط إلاّ عاليا ولا يكون فوقه شيء البتة والذي يسهل عليك فهم هذا معرفة عظمة الرب وإحاطته بخلقه وأنه ليس كمثله شيء وأنه يمسك السموات والأرض أن تزولا فكيف يستحيل في حقّ من هذا بعض عظمته أن يكون فوق عرشه ويقرب من خلقه ويهرول كيف شاء وهو على العرش؟!
9- هرولة الرب هرولة تقوم به بفعله القائم بنفسه تنفيه الكلابية ومن يمنع الأمور الإختيارية بذاته وأما السلف وأئمة الحديث والسنة فلا يمنعون ذلك ، وهي دليل على حياة اللّه وقيّومته وعلى كمال مباينته لخلقه ، كما أنّها تتضمّن معاني القرب ، فالتحقيق في مقام التوفيق أنّ قرب الحقّ من الخلق وهرولة الربّ إثر مشي العبد يقع حقيقة وهما وصفان معلومان بلا كيف والجمهور يؤوّ لونها ، وحديث الشيخين صريح في كون كلّ من المخلوق والخالق له فعل خاص يليق به فالعبد يمشي حقيقة والربّ يهرول حقيقة ومعلوم أنّ المشي غير القرب وإن كان من ضمن معانيه فقد يحدث القرب بالمشي وقد يحدث بالهرولة وقد يكون بفعل آخر وكلّما ثبت القرب بالمشي إلى اللّه من المؤمن ثبت قُرْب الهرولة من اللّه وعْدًا منه وصِدْقًا ، وكما أنّ العقل يثبت فعل المشي للمخلوق لأنّه قادر على ذلك ، فَلْيثبت فعل الهرولة للخالق لأنّه على كلّ شيء قدير ، والعقل لا يستحيل عنده الفعلان .
10- وهل تكون الهرولة من الربّ في مقابلة فعل المشي للعبد المؤمن والذي هو قربه إلى مولاه أم تحدث بفعل آخر من العبد أو بلا فعل أي ابتداء؟ الحديث الصحيح صريح في الإخبار عن الهرولة وأنّها لا تكون إبتداء من الربّ وإنّما مجازاة لفعل المشي من الطّائع وليست من لوازم فعل آخر ، فمن العبد المؤمن فعل المشي ومن المعبود الحق الهرولة ـ ما أكرمه فما لكرمه حدّ ـ .
11- على دارس التوحيد أن يتشبّث بالأصول ويتمسّك بصحيح النّقول ولا يستسلم لكلّ ما قيل على خلاف الأصول ولو كان من أعلم أهل زمانه ، فإنّ الحقّ لا يُعْرَف بالرّجال وإنّما يُعْرَف الرّجال بالحقّ ، فمن وافق قوله الأصول فهو الحقّ ومن خالف قوله الأصول وجاء بوحشة في اللّفظ رددناه كائنا من كان ، والنّاظر في كتب التّوحيد والمتتبع لأقوال العلماء يجد من حين لآخر بعض الهفوات التي لا يسلم منها أحد والكمال عزيز ، وهي إمّا من منشأ الغلط أو التحريف ، قال ابن تيمية - رحمه اللّه- :" ولكنّ بعض الخائضين بالتّأويلات الفاسدة يتشبّث بألفاظ تُنْقَلُ عن بعض الأئمّة وتكون إمّا غلطا أو مُحَرَّفَةً ". مجموع الفتاوى 5/409 وقال أيضا :" وما أكثر من يُحْتَجُّ به من المنتسبين إلَى علم أو عبادة بحجج ليست من أصول العلم وقد يُبْدِي ذوو العلم له مُسْتَنَدًا من الأدلّة الشّرعيّة ، واللّه يعلم أنّ قوله لها وعمله بها ليس مُسْتَنِدًا إلى ذلك ، وإنّما يذكرها دفعا لمن يُنَاظِرُهُ ". مجموع الفتاوى 4/194.
12- ومن الإيمان باللّه الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، والإتيان هرولة كما في الحديث الصحيح إتيان مطلق كمثل قوله تعالى


تعليق