قد وافقت عائشة على المسير إلى البصرة ، فمنعها أخوها عبد الله من ذلك وأبى هو أن يسير معهم إلى غير المدينة ، وسار الناس صحبة عائشة في ألف . وقيل : تسعمائة فارس من أهل المدينة ومكة . وتلاحق بهم آخرون ، فصاروا في ثلاثة آلاف ، وأم المؤمنين عائشة تحمل في هودج على جمل اسمه عسكر
عائشة تحرض على الحرب وقد لحق بها الناس وهي راكبة على ظهر الجمل ( عسكر ) !!!!!!
ما الذي أخذها الى البصرة ؟
لهذا السبب :
سمعت ذلك عائشة قالت : ما اسم هذا الماء ؟ قالوا : الحوأب . فضربت بإحدى يديها على الأخرى وقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ما أظنني إلا راجعة . قالوا : ولم ؟ قالت : سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول لنسائه : ليت شعري أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب
دليل ضدها و باعترافها !
فأنشب القتال وجعل أصحاب أم المؤمنين يكفون أيديهم ويمتنعون من القتال ، وجعل حكيم [ ص: 437 ] يقتحم عليهم فاقتتلوا على فم السكة ، وأمرت عائشة أصحابها فتيامنوا حتى انتهوا إلى مقبرة بني مازن ، وحجز الليل بينهم ، فلما كان اليوم الثاني قصدوا القتال ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، إلى أن زال النهار ، وقتل خلق كثير
و هذا ما كان ( قتل من حولها خلق كثير ( صاحبة الجمل الأدبب التي نبحتها كلاب الحوأب )!!
هي لم تنبحها كلاب الحوأب فقط وقتلت خلق كثير انما كانت تدير الحرب !
وبعث طلحة [ ص: 438 ] والزبير إلى عثمان بن حنيف أن يخرج إليهما فأبى . فجمعا الرجال في ليلة مظلمة وشهد بهم صلاة العشاء في المسجد الجامع ، ولم يخرج عثمان بن حنيف تلك الليلة ، فصلى بالناس عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ، ووقع من رعاع الناس من أهل البصرة كلام وضرب ، فقتل منهم نحو من أربعين رجلا ، ودخل الناس على عثمان بن حنيف قصره ، فأخرجوه إلى طلحة والزبير ، ولم يبق في وجهه شعرة إلا نتفوها ، فاستعظما ذلك وبعثا إلى عائشة فأعلماها الخبر ، فأمرت أن تخلى سبيله ، فأطلقوه وولوا على بيت المال عبد الرحمن بن أبي بكر
تعليق