بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
سأتناول في هذا الموضوع هدي القرآن في الخلافات التي تطرأ بين المؤمنين وكيفية التعامل معها وما هو موقف المؤمنين الذين يأتون من بعدهم،
وقد نص القرآن الكريم على المنهج الذي يجب أتباعه في مثل هذه الأمور فقال تعالى :
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
يبين الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات المنهج الصحيح الذي يجب إتباعه في حالة الإختلاف بين طائفتين من المؤمنين وصل لحد الإقتتال ، حيث يأمرنا أن نحاول الإصلاح بين الفئتين المتقاتلتين وإذا استمرت إحداهما بعدوانها على الثانية يأمرنا الله سبحانه وتعالى ان نقالتها حتى تثوب إلى رشدها وترضى بحكم الله سبحانه وتعالى . ثم يأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نصلح بين الفئتين بالعدل والإنصاف بعد توقف القتال بينهما
ثم يذكرنا سبحانه وتعالى بما يجب عليه حال المؤمنين ألا إنها الأخوة في دين ثم يكرر الطلب منا ان نصلح بين أخوينا المختلفين
ونلاحظ ان الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات يسمي الطائفتين المتقاتلتين إنهما من المؤمنين حيث يقول " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا " ولم ينزع صفة الإيمان من أي منهما رغم التقاتل فيما بينهما
ثم يقرر سبحانه وتعالى أن المؤمنين أخوة رغم التقاتل فيما بينهم وإنهم إخوة رغم أن إحداهما بغت على الأخرى وقد سماهما الله سبحانه أخويكم
هذا هو كتاب الله
وهذا هو كلام الله
وهذا هو دستور المسلمين
وهذا هو هدي القرآن
فأين هم الروافض من كتب الله وأين هم من كلام الله وأين هم من دستور المسلمين واين هم من هدي القرآن ؟ لا أظن أن هناك رابط بين هدي القرآن والروافض
لقد حدث تقاتل بين طائفتين من المؤمنين سابقا
بين جيش سيدنا علي من جهة وبين جيش السيدة عائشة وطلحة والزبير من جهة اخرى
وبين جيش سيدنا علي من جهة وبين جيش معاوية من جهة اخرى
فهل تعامل الروافض في هذه الوقائع كما أمرنا الله في القرآن الكريم ؟
هل حكّموا دستور المسلمين في هذه الوقائع ؟
الحقيقة هم ضربوا بالقرآن الكريم وكلام الله ودستور المسلمين عرض الحائط وأتبعوا هواهم وتعصبهم لهذا الهوى الذي أعماهم عن رؤية المنهاج الذي رسمه الله لنا في مثل هذه الأحداث
لذلك هم قرروا بمجرد ان حدث القتال بين سيدنا علي وبين السيدة عائشة أن السيدة عائشة وطلحة والزبير والآلاف من الذين معهم منافقون وكفار وكذلك الذين كانوا مع معاوية
ولم يكتفوا بذلك ولم يشفي غليلهم وغلهم ذلك وإنما كفروا كل من لم يكفر الذين قاتلوا علي إلى يومنا هذا
فأين وجدوا هذا الحكم هل لديهم كتاب غير القرآن يحتكمون إليه " أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ "
والآن لنستعرض بعض الأمثلة المشابهة من القرآن الكريم التي قصها الله علينا لنهتدي بها ، يقول الله تعالى :
( لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ )
في هذه الآيات التي يقص فيها الله علينا قصة يوسف وإخوته يبدأ بتذكيرنا بأن هذه القصة فيها عظة لنا ثم يروي لنا القصة وهي أشد بكثير من قضية إقتتال بين طائفتين من المسلمين إذا يتآمر الأخوة الكبار للتخلص من اخيهم الصغير لا لذنب اقترفه سوى ان أبيهم يفضله عليهم فيقرر الأخوة أن يلقوه في بئر ويتخلصوا منه بذلك فما هو الحكم على هؤلاء الأخوة من قبل يوسف اولا ثم من قبل الله سبحانه وتعالى
اما من قبل يوسف وأبيه فهذا هو الحكم " قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " هذا هو حكم يوسف عليه السلام على أخوته رغم كل ما فعلوه به وأما يعقوب عليه السلام فقد قال " قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " وكانت النهاية كما وصفها الله سبحانه وتعالى هي " وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ "
أما حكم الله سبحانه وتعالى على أخوة يوسف فيتضح من خلال هذه الآيات : ( قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ )
( أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى )
في هذه الآيات وفي غيرها يذكر الله سبحانه وتعالى الأسباط من جملة النبيين الذين يجب ان نؤمن بما آمنوا به رغم كل ما فعلوه بيوسف ، فأين هم الروافض من هذا المثال الذي ضربه الله سبحانه وتعالى لنا
ما فعله أخوة يوسف بأخيهم هو أكبر بجميع المقاييس مما فعلته عائشة والصحابة مع علي ورغم ذلك طالما انهم مؤمنون فإن الله لم ينزع عنهم صفة الإيمان بل أبقاهم من جملة الهداة الذين يجب أن نهتدي بهم وبين أن الله غفور ورحيم ويغفر للمؤمنين اخطائهم
وأيضا قصة السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام وما فعلته مع هاجر أم سيدنا إسماعيل ورغم كل ذلك قال الله سبحانه وتعالى في السيدة سارة ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)
فأين أنتم ايها الشيعة من كتاب الله ؟ وهل تعتقدون بممارساتكم القائمة على تكفير كل المسلمين بسبب خلافات حدثت بينهم أنه بقي أي ارتباط بينكم وبين كتاب الله ؟
أنا أعلم ان الهوى والتعصب أعمى أعينكم وقلوبكم لذلك لن تروا إلا ما يشبع احقادكم ولكن لعل هناك من بينكم من هو مضلل أومخدوع فيرى ما لم تقدروا أن تروه .
ثم هل أكتفى الروافض بانهم تركوا كتاب الله وألقوا ما فيه وراء ظهورهم ؟ هم لم يكتفوا بذلك فشككوا بعدالة الله سبحانه وتعالى ولم يرضوا به حكما
ورغم ان الصحابة الكرام أصبحوا جميعا بين يدي الله الحاكم العادل المنصف ، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة وطلحة والزبير والحسن والحسين ومعاوية ويزيد وكل اطراف النزاع أصبحوا بين يدي مليك مقتدر الذي يقتص من النعجة القرناء للنعجة الجماء فهم لم يرضهم ذلك ولم يثقوا بعدالة الله سبحانه وتعالى فقرروا ان مهديهم المزعوم سوف يحيي كل من قاتل عليا او سلبه الخلافة لكي ينتقم منه ويعيد الحق لعلي .
يستقدم مهديهم من أصبحوا بحظرة خالقهم وفي محكمة خالق السموات والأرض لكي يقتص منهم ، تصورا أن من يزعم ذلك يعتبر نفسه مؤمن بالله
هؤلاء هم غلاة الروافض الذين عاثوا في دين الإسلام فسادا
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
سأتناول في هذا الموضوع هدي القرآن في الخلافات التي تطرأ بين المؤمنين وكيفية التعامل معها وما هو موقف المؤمنين الذين يأتون من بعدهم،
وقد نص القرآن الكريم على المنهج الذي يجب أتباعه في مثل هذه الأمور فقال تعالى :
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
يبين الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات المنهج الصحيح الذي يجب إتباعه في حالة الإختلاف بين طائفتين من المؤمنين وصل لحد الإقتتال ، حيث يأمرنا أن نحاول الإصلاح بين الفئتين المتقاتلتين وإذا استمرت إحداهما بعدوانها على الثانية يأمرنا الله سبحانه وتعالى ان نقالتها حتى تثوب إلى رشدها وترضى بحكم الله سبحانه وتعالى . ثم يأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نصلح بين الفئتين بالعدل والإنصاف بعد توقف القتال بينهما
ثم يذكرنا سبحانه وتعالى بما يجب عليه حال المؤمنين ألا إنها الأخوة في دين ثم يكرر الطلب منا ان نصلح بين أخوينا المختلفين
ونلاحظ ان الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات يسمي الطائفتين المتقاتلتين إنهما من المؤمنين حيث يقول " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا " ولم ينزع صفة الإيمان من أي منهما رغم التقاتل فيما بينهما
ثم يقرر سبحانه وتعالى أن المؤمنين أخوة رغم التقاتل فيما بينهم وإنهم إخوة رغم أن إحداهما بغت على الأخرى وقد سماهما الله سبحانه أخويكم
هذا هو كتاب الله
وهذا هو كلام الله
وهذا هو دستور المسلمين
وهذا هو هدي القرآن
فأين هم الروافض من كتب الله وأين هم من كلام الله وأين هم من دستور المسلمين واين هم من هدي القرآن ؟ لا أظن أن هناك رابط بين هدي القرآن والروافض
لقد حدث تقاتل بين طائفتين من المؤمنين سابقا
بين جيش سيدنا علي من جهة وبين جيش السيدة عائشة وطلحة والزبير من جهة اخرى
وبين جيش سيدنا علي من جهة وبين جيش معاوية من جهة اخرى
فهل تعامل الروافض في هذه الوقائع كما أمرنا الله في القرآن الكريم ؟
هل حكّموا دستور المسلمين في هذه الوقائع ؟
الحقيقة هم ضربوا بالقرآن الكريم وكلام الله ودستور المسلمين عرض الحائط وأتبعوا هواهم وتعصبهم لهذا الهوى الذي أعماهم عن رؤية المنهاج الذي رسمه الله لنا في مثل هذه الأحداث
لذلك هم قرروا بمجرد ان حدث القتال بين سيدنا علي وبين السيدة عائشة أن السيدة عائشة وطلحة والزبير والآلاف من الذين معهم منافقون وكفار وكذلك الذين كانوا مع معاوية
ولم يكتفوا بذلك ولم يشفي غليلهم وغلهم ذلك وإنما كفروا كل من لم يكفر الذين قاتلوا علي إلى يومنا هذا
فأين وجدوا هذا الحكم هل لديهم كتاب غير القرآن يحتكمون إليه " أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ "
والآن لنستعرض بعض الأمثلة المشابهة من القرآن الكريم التي قصها الله علينا لنهتدي بها ، يقول الله تعالى :
( لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ )
في هذه الآيات التي يقص فيها الله علينا قصة يوسف وإخوته يبدأ بتذكيرنا بأن هذه القصة فيها عظة لنا ثم يروي لنا القصة وهي أشد بكثير من قضية إقتتال بين طائفتين من المسلمين إذا يتآمر الأخوة الكبار للتخلص من اخيهم الصغير لا لذنب اقترفه سوى ان أبيهم يفضله عليهم فيقرر الأخوة أن يلقوه في بئر ويتخلصوا منه بذلك فما هو الحكم على هؤلاء الأخوة من قبل يوسف اولا ثم من قبل الله سبحانه وتعالى
اما من قبل يوسف وأبيه فهذا هو الحكم " قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " هذا هو حكم يوسف عليه السلام على أخوته رغم كل ما فعلوه به وأما يعقوب عليه السلام فقد قال " قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " وكانت النهاية كما وصفها الله سبحانه وتعالى هي " وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ "
أما حكم الله سبحانه وتعالى على أخوة يوسف فيتضح من خلال هذه الآيات : ( قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ )
( أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى )
في هذه الآيات وفي غيرها يذكر الله سبحانه وتعالى الأسباط من جملة النبيين الذين يجب ان نؤمن بما آمنوا به رغم كل ما فعلوه بيوسف ، فأين هم الروافض من هذا المثال الذي ضربه الله سبحانه وتعالى لنا
ما فعله أخوة يوسف بأخيهم هو أكبر بجميع المقاييس مما فعلته عائشة والصحابة مع علي ورغم ذلك طالما انهم مؤمنون فإن الله لم ينزع عنهم صفة الإيمان بل أبقاهم من جملة الهداة الذين يجب أن نهتدي بهم وبين أن الله غفور ورحيم ويغفر للمؤمنين اخطائهم
وأيضا قصة السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام وما فعلته مع هاجر أم سيدنا إسماعيل ورغم كل ذلك قال الله سبحانه وتعالى في السيدة سارة ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)
فأين أنتم ايها الشيعة من كتاب الله ؟ وهل تعتقدون بممارساتكم القائمة على تكفير كل المسلمين بسبب خلافات حدثت بينهم أنه بقي أي ارتباط بينكم وبين كتاب الله ؟
أنا أعلم ان الهوى والتعصب أعمى أعينكم وقلوبكم لذلك لن تروا إلا ما يشبع احقادكم ولكن لعل هناك من بينكم من هو مضلل أومخدوع فيرى ما لم تقدروا أن تروه .
ثم هل أكتفى الروافض بانهم تركوا كتاب الله وألقوا ما فيه وراء ظهورهم ؟ هم لم يكتفوا بذلك فشككوا بعدالة الله سبحانه وتعالى ولم يرضوا به حكما
ورغم ان الصحابة الكرام أصبحوا جميعا بين يدي الله الحاكم العادل المنصف ، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة وطلحة والزبير والحسن والحسين ومعاوية ويزيد وكل اطراف النزاع أصبحوا بين يدي مليك مقتدر الذي يقتص من النعجة القرناء للنعجة الجماء فهم لم يرضهم ذلك ولم يثقوا بعدالة الله سبحانه وتعالى فقرروا ان مهديهم المزعوم سوف يحيي كل من قاتل عليا او سلبه الخلافة لكي ينتقم منه ويعيد الحق لعلي .
يستقدم مهديهم من أصبحوا بحظرة خالقهم وفي محكمة خالق السموات والأرض لكي يقتص منهم ، تصورا أن من يزعم ذلك يعتبر نفسه مؤمن بالله
هؤلاء هم غلاة الروافض الذين عاثوا في دين الإسلام فسادا
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تعليق