[quote=سليل الرسالة]
أنت لم تشرح ، بل طرحت تساؤلات .. في حين أنّ المفترض أن تبيّن فهمك للزيادة هنا و الذاتية لأنكم من تستخدمون هذه الأمور في العقيدة .. و لكن لن تجد في أي كتاب توحيد عندنا أي موضوع عن زيادة الصفة عن الذات أو كون الصفة عين الذات لأنها أمور فلسفية لا علاقة لها بالتوحيد !
الصدق صفة ، و الصفة لا ذات لها ، و ما لا ذات له ، لا محلّ له ..
و كلمة " زائدة " .. تعني " مضافة " ( حسب المعنى اللغوي ) .. و بالتالي ما يُفهم من هذه العبارة أن الصفة أضيفت إلى الذات بعد أن لم تكن الذات متصفة بالصدق .. و إن كان قصد الكلاميين بزيادة الصفة على الذات هو هذا ، فهو غير موجود في البشر أصلا .. فلا الصدق زائدة على ذات الإنسان و لا الصدق هو عين ذات الإنسان ..!!
و كم من السهل أن نتفلسف ، و لكننا في موضوع عقائدي ، المتوقع فيه أن نجد نصوص تُطرح و ليس فلسفيات !
لو سألتك : ما هو ذات الإنسان ؟
سنجد الجواب على ذلك صعب .. لأن الرأس ليس هو الإنسان ، بل نقول عنه : " رأس الإنسان " .. و اليد ليست هي الإنسان بل هي " يد الإنسان " ، و البطن ليس الإنسان بل "بطن الإنسان" ، و الصدر كذلك و الرجلين كذلك .. و لكن لا يوجد شيء نسميه الإنسان ! و لكن نطلق على الكائن الحي الذي يحوي على رأس و عنق و صدر و بطن و يدين و رجلين ، نطلق عليه إنسان ، و لا نطلق على أعضائه المنفصلة " إنسان " و أعضاؤه منسوبة إلى الإنسان و لكن لايوجد ذات نسميه الإنسان ...
فلو قلت لك ، أين إنسانيتك في جسمك ؟ فستقول أنا إنسان .. و سأقول لك : من أنت ؟ هل تقصد رأسك هو الإنسان أم صدرك أم يديدك أم رجليك ؟ .. و ستعاود و تقول : أنا كلّي إنسان و ليس بعضي إنسان .. و سأرد عليك .. و هل إلى إذا فقدت يديدك و رجليك لا تكون إنسان ؟ ستقول لي : بل سأظل إنسان برغم فقداني أعضائي .. و حينها أقول لك : فهما هو الذات فيك المسمّى إنسان ؟ .. فما أجمل الفلسفة حين الرغبة في التسلية ، و لكن ما أقبحها حين الحديث في العقائد !
فالفلسفة الكلامية سهلة ، و يمكن لكلّ منّا أن يخترع نظرياته في هذا ، و لكن هذه الأمور لا محلّ لها من إعراب العقائد ، فالعقائد لا تعتمد على فلاسف الكلام كما أكرّر دوما ..!
الصفات الفعلية غير داخلة في الموضوع ؟!
طيب .. كيف تفهمونها ؟!
ما محل الصفات الفعلية في عقيدتكم .. ؟؟!!
سبحان الله !
أليس هذا تحديد لصفات الله و تقليصه لعدد محدد و جعل باقي صفاته مصاديق ؟؟
عندما يقول الله أنه يتصف بالرحمة و المُلك و القداسة و الخَلق و الهيمنة و العزّة و الجبروت و التكبّر و المغفرة و القَهر و العلم و السمع و البصر و الحكمة و العظمة و الجلالة و القيّوميّة و الوحدانية و غيرها الكثير و الكثير من الصفات التي يصعب حصرها .. عندما يتمّ اعتبار معظم هذه الصفات مصاديق لصفات معينة ، أليس هذا انتقاص من مكانة تلك الصفات ؟؟!!
ما فهمته من عقيدتكم أن الصفات إما ثبوتية أو كمالية أو مصاديق .. أليس كذلك ؟
- فالصفات الثبوتية هي الستة التي تمّ ذكرها ، و التي تقولون أنها عين ذات الله و ذات الله هو عين ذات تلك الصفات !!
- و ماذا عن الصفات الجمالية و الكمالية ، كيف تفهمونها ؟ هل تقولون أن لذات الله صفة الجبروت أم أن الله نفس الجبروت ؟؟ ( و أظن أن هذه هي المرة الخامسة التي أكرر هذا السؤال بصفات متعددة )
- وماذا عن مصاديق الصفات .. هل معنى ذلك أنكم تعتبرون صفة السمع أقل أهمية من صفة العلم ، كون الأولى في نظركم مصداق للثانية ؟!!
المصطلحات المنتظرة في علم التوحيد هي : " التوحيد "، " الإيمان " ، " الغيب " و غيرها من المصطلحات الشرعية ..
و لا علاقة بمصطلحات " المكان " و " الزمان " و " التحيّز " و " الحلول " و " الجوهر " و " العرض " و غيرها من المصطلحات الفلسفية .
و لكن نحن تطرقنا إليها لأنكم تعتمدون على أسس أهل الكلام في فهم التوحيد ، فأنتم من طرحتم هذه المصطلحات في النقاش ، و إلاّ فنحن لا نستخدمها في أي حوار عقائدي ، لأننا في العقائد لا نتكلّم إلا بدليل قرآني أو نبوي فقط لا غير .. و لا اعتبار عندنا بعلوم الكلام و الفلسفة و الفيزياء و الكيمياء و الجيلوجيا و غيرها ، فهي علوم نسبية ، محدودة الصحّة ، تتكلم عن شواهد عاينَها الإنسان و استخلَص نتاج ذلك بعض النتائج .. أما العقائد فهي غيبيات لا يعلمها الإنسان و تمّ إخباره بها عن طريق الوحي السماوي فقط ..
للعقل دور كبير جدا في استنباط الأحكام الفقهية من النصوص الشرعية ، و الإسلام فتح باب الاجتهاد ، في قراءة الحديث النبوي و استخلاص الدروس المستفادة منه ، و ما يترتب عليه من أحكام ..
كما للعقل دور هام في التأمّل في الكون و معرفة عظمة الله سبحانه و تعالى من خلال عظمة مخلوقاته ، و أخبرتك أن المصطفى صلى الله عليه و آله و سلّم قال : " تفكروا في آلاء الله و لا تفكّروا في ذات الله "
كما للعقل دور هام في تسخير الكون في صالحه ، و اكتشاف هذا العالم الفسيح ..
لكن ليس للعقل دور في الغيبيات ..
عندما يقول الله أن هناك عذاب في القبر ، فلا دور للعقل في التفكر و القول : كيف يتعذّب الإنسان و جسده قد تحلّل ؟! و هناك من يموت محروقا أو متفجرا فكيف يتعذب في قبره !! وهناك من لم يدفن في قبر أصلا ؟!!
عندما يقول الله أن الأيدي و الأرجل و الجلود تتكلم يوم القيامة .. نصدّق ذلك و نتجاهل أن العقل البشري لا يقبل ذلك !
عندما يقول الرسول أنه عرج إلى السماء و التقى بموسى و إبراهيم و عيسى و صلى إماما على الأنبياء في المسجد الأقصى و رأى الجنةَ و من فيها و النارَ و من فيها .. نصدّق متجاهلين مافي هذا الكلام من خروج عن دائرة المعقول !
لو تركنا العقل يخوض في الغيبيّات لفتحنا باب الكفر على مصراعييه ، لأن هناك غيبيات كثييرة لا تقبله عقولنا .. و لكننا سلّمنا عقولنا لله و لرسوله ، و صدّقنا أن هناك إله عظيم لهذا الكون ، لا نراه و لكن نحس بعظمته من مخلوقاته ، و صدّقنا أن محمدا رسوله الخاتم من ضمن سلسلة من الرسل مرّوا على تاريخ البشرية ، فنصدّق ما يقوله الله بلا أدنى شكّ ، و نصدّق بما صحّ من أقوال رسوله بلا أدنى شكّ ، بغض النظر عقلناه أو لم نعقله ، فهمناه أو لم نفهمه ...
و أكبر الغيبيات هو الله سبحانه و تعالى و صفاته و ذاته المقدّسة .. و لا مجال للعقل في أن يرسم ملامح صفاته و يحدد ما هو معقول و ما هو غير معقول .. بل المعيار الوحيد في هذا الموضوع هو القرآن الكريم و ما صحّ من أحاديث مصطفاه عليه أفضل الصلاة و السلام فقط لا غير .
الوجه الأول : جعلتَ صفة العلم لها ذات ،( و كأن هناك مخلوق اسمه العلم ) ، فهذا العلم الذي له ذات هو نفسه الله الذي له ذات هي نفسه ذات العلم .. فذات العلم هو ذات الله ، و ذات الله هو ذات العلم ... و هذا كلام خطير و تقوُّل على الله
الوجه الثاني : لم تجعل العلم له ذات ، بل تقول بأن الله عليم بذاته ، بمعنى دون الحصول على علم خارجي ، بل هو متصف بالعلم المطلق .. و هذا الوجه مثل قولك : لله صفة العلم .. فللعبارتين نفس الدلالة و نفس المفهوم .
و المشكلة في عبارتكم القائلة : أن ذات الله هو عين صفاته ، و صفاته هو عين ذاته .. هو أنه خوض في صفات الله دون نص قرآني تبنون عليه هذا الكلام ، و إنما منشؤه ما تظنونه و تعتقدونه على منبى أهل الكلام .. و هذا سبيل نهُينا عنه ، لقول الله تعالى : (( و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا)) .. الإسراء : 36
إذا صفة الصدق أين محلها في الإنسان هنا ؟؟
أنت لم تشرح ، بل طرحت تساؤلات .. في حين أنّ المفترض أن تبيّن فهمك للزيادة هنا و الذاتية لأنكم من تستخدمون هذه الأمور في العقيدة .. و لكن لن تجد في أي كتاب توحيد عندنا أي موضوع عن زيادة الصفة عن الذات أو كون الصفة عين الذات لأنها أمور فلسفية لا علاقة لها بالتوحيد !
الصدق صفة ، و الصفة لا ذات لها ، و ما لا ذات له ، لا محلّ له ..
و كلمة " زائدة " .. تعني " مضافة " ( حسب المعنى اللغوي ) .. و بالتالي ما يُفهم من هذه العبارة أن الصفة أضيفت إلى الذات بعد أن لم تكن الذات متصفة بالصدق .. و إن كان قصد الكلاميين بزيادة الصفة على الذات هو هذا ، فهو غير موجود في البشر أصلا .. فلا الصدق زائدة على ذات الإنسان و لا الصدق هو عين ذات الإنسان ..!!
و كم من السهل أن نتفلسف ، و لكننا في موضوع عقائدي ، المتوقع فيه أن نجد نصوص تُطرح و ليس فلسفيات !
لو سألتك : ما هو ذات الإنسان ؟
سنجد الجواب على ذلك صعب .. لأن الرأس ليس هو الإنسان ، بل نقول عنه : " رأس الإنسان " .. و اليد ليست هي الإنسان بل هي " يد الإنسان " ، و البطن ليس الإنسان بل "بطن الإنسان" ، و الصدر كذلك و الرجلين كذلك .. و لكن لا يوجد شيء نسميه الإنسان ! و لكن نطلق على الكائن الحي الذي يحوي على رأس و عنق و صدر و بطن و يدين و رجلين ، نطلق عليه إنسان ، و لا نطلق على أعضائه المنفصلة " إنسان " و أعضاؤه منسوبة إلى الإنسان و لكن لايوجد ذات نسميه الإنسان ...
فلو قلت لك ، أين إنسانيتك في جسمك ؟ فستقول أنا إنسان .. و سأقول لك : من أنت ؟ هل تقصد رأسك هو الإنسان أم صدرك أم يديدك أم رجليك ؟ .. و ستعاود و تقول : أنا كلّي إنسان و ليس بعضي إنسان .. و سأرد عليك .. و هل إلى إذا فقدت يديدك و رجليك لا تكون إنسان ؟ ستقول لي : بل سأظل إنسان برغم فقداني أعضائي .. و حينها أقول لك : فهما هو الذات فيك المسمّى إنسان ؟ .. فما أجمل الفلسفة حين الرغبة في التسلية ، و لكن ما أقبحها حين الحديث في العقائد !
فالفلسفة الكلامية سهلة ، و يمكن لكلّ منّا أن يخترع نظرياته في هذا ، و لكن هذه الأمور لا محلّ لها من إعراب العقائد ، فالعقائد لا تعتمد على فلاسف الكلام كما أكرّر دوما ..!
نعم أيها الفاضل نقصد الصفات الذاتية (الثبوتية والجلالية) فقط، أما الصفات الفعلية فغير داخلة في هذا الموضوع.
الصفات الفعلية غير داخلة في الموضوع ؟!
طيب .. كيف تفهمونها ؟!
ما محل الصفات الفعلية في عقيدتكم .. ؟؟!!
صفة السمع تعتبر مصداق للعلم، لأننا نتفق بأن الله تبارك وتعالى عالم بما نقول وسنقول وليس سماعه للقول بمعنى أنه جاهل له قبل صدوره.
سبحان الله !
أليس هذا تحديد لصفات الله و تقليصه لعدد محدد و جعل باقي صفاته مصاديق ؟؟
عندما يقول الله أنه يتصف بالرحمة و المُلك و القداسة و الخَلق و الهيمنة و العزّة و الجبروت و التكبّر و المغفرة و القَهر و العلم و السمع و البصر و الحكمة و العظمة و الجلالة و القيّوميّة و الوحدانية و غيرها الكثير و الكثير من الصفات التي يصعب حصرها .. عندما يتمّ اعتبار معظم هذه الصفات مصاديق لصفات معينة ، أليس هذا انتقاص من مكانة تلك الصفات ؟؟!!
ما فهمته من عقيدتكم أن الصفات إما ثبوتية أو كمالية أو مصاديق .. أليس كذلك ؟
- فالصفات الثبوتية هي الستة التي تمّ ذكرها ، و التي تقولون أنها عين ذات الله و ذات الله هو عين ذات تلك الصفات !!
- و ماذا عن الصفات الجمالية و الكمالية ، كيف تفهمونها ؟ هل تقولون أن لذات الله صفة الجبروت أم أن الله نفس الجبروت ؟؟ ( و أظن أن هذه هي المرة الخامسة التي أكرر هذا السؤال بصفات متعددة )
- وماذا عن مصاديق الصفات .. هل معنى ذلك أنكم تعتبرون صفة السمع أقل أهمية من صفة العلم ، كون الأولى في نظركم مصداق للثانية ؟!!
سيدي الفاضل، إن التعاريف تستخلص من الموضوع المطروح للنقاش، فنحن لا نستعمل تفسيرات المصطلحات السياسية في علم الإجتماع، ولو أن المصطلح مستعمل في كلا العلمين، وكذلك موضوعنا، فإن الباحث و المناقش في التوحيد، عليه الإلمام بالمصطلحات المرجوة لهذا البحث، وكذلك عليه معرفة من أين يستسقي هذه المصطلحات.
المصطلحات المنتظرة في علم التوحيد هي : " التوحيد "، " الإيمان " ، " الغيب " و غيرها من المصطلحات الشرعية ..
و لا علاقة بمصطلحات " المكان " و " الزمان " و " التحيّز " و " الحلول " و " الجوهر " و " العرض " و غيرها من المصطلحات الفلسفية .
و لكن نحن تطرقنا إليها لأنكم تعتمدون على أسس أهل الكلام في فهم التوحيد ، فأنتم من طرحتم هذه المصطلحات في النقاش ، و إلاّ فنحن لا نستخدمها في أي حوار عقائدي ، لأننا في العقائد لا نتكلّم إلا بدليل قرآني أو نبوي فقط لا غير .. و لا اعتبار عندنا بعلوم الكلام و الفلسفة و الفيزياء و الكيمياء و الجيلوجيا و غيرها ، فهي علوم نسبية ، محدودة الصحّة ، تتكلم عن شواهد عاينَها الإنسان و استخلَص نتاج ذلك بعض النتائج .. أما العقائد فهي غيبيات لا يعلمها الإنسان و تمّ إخباره بها عن طريق الوحي السماوي فقط ..
عزيزي الفاضل إن للعقل دوراً مهماً في شتى المجالات، وهو مهم جداً في العبادة
للعقل دور كبير جدا في استنباط الأحكام الفقهية من النصوص الشرعية ، و الإسلام فتح باب الاجتهاد ، في قراءة الحديث النبوي و استخلاص الدروس المستفادة منه ، و ما يترتب عليه من أحكام ..
كما للعقل دور هام في التأمّل في الكون و معرفة عظمة الله سبحانه و تعالى من خلال عظمة مخلوقاته ، و أخبرتك أن المصطفى صلى الله عليه و آله و سلّم قال : " تفكروا في آلاء الله و لا تفكّروا في ذات الله "
كما للعقل دور هام في تسخير الكون في صالحه ، و اكتشاف هذا العالم الفسيح ..
لكن ليس للعقل دور في الغيبيات ..
عندما يقول الله أن هناك عذاب في القبر ، فلا دور للعقل في التفكر و القول : كيف يتعذّب الإنسان و جسده قد تحلّل ؟! و هناك من يموت محروقا أو متفجرا فكيف يتعذب في قبره !! وهناك من لم يدفن في قبر أصلا ؟!!
عندما يقول الله أن الأيدي و الأرجل و الجلود تتكلم يوم القيامة .. نصدّق ذلك و نتجاهل أن العقل البشري لا يقبل ذلك !
عندما يقول الرسول أنه عرج إلى السماء و التقى بموسى و إبراهيم و عيسى و صلى إماما على الأنبياء في المسجد الأقصى و رأى الجنةَ و من فيها و النارَ و من فيها .. نصدّق متجاهلين مافي هذا الكلام من خروج عن دائرة المعقول !
لو تركنا العقل يخوض في الغيبيّات لفتحنا باب الكفر على مصراعييه ، لأن هناك غيبيات كثييرة لا تقبله عقولنا .. و لكننا سلّمنا عقولنا لله و لرسوله ، و صدّقنا أن هناك إله عظيم لهذا الكون ، لا نراه و لكن نحس بعظمته من مخلوقاته ، و صدّقنا أن محمدا رسوله الخاتم من ضمن سلسلة من الرسل مرّوا على تاريخ البشرية ، فنصدّق ما يقوله الله بلا أدنى شكّ ، و نصدّق بما صحّ من أقوال رسوله بلا أدنى شكّ ، بغض النظر عقلناه أو لم نعقله ، فهمناه أو لم نفهمه ...
و أكبر الغيبيات هو الله سبحانه و تعالى و صفاته و ذاته المقدّسة .. و لا مجال للعقل في أن يرسم ملامح صفاته و يحدد ما هو معقول و ما هو غير معقول .. بل المعيار الوحيد في هذا الموضوع هو القرآن الكريم و ما صحّ من أحاديث مصطفاه عليه أفضل الصلاة و السلام فقط لا غير .
أخي الفاضل صعب عليّ التفريق بين الوجهين، فحبذا تسهب في بيان الفرق بين الوجهين
الوجه الأول : جعلتَ صفة العلم لها ذات ،( و كأن هناك مخلوق اسمه العلم ) ، فهذا العلم الذي له ذات هو نفسه الله الذي له ذات هي نفسه ذات العلم .. فذات العلم هو ذات الله ، و ذات الله هو ذات العلم ... و هذا كلام خطير و تقوُّل على الله
الوجه الثاني : لم تجعل العلم له ذات ، بل تقول بأن الله عليم بذاته ، بمعنى دون الحصول على علم خارجي ، بل هو متصف بالعلم المطلق .. و هذا الوجه مثل قولك : لله صفة العلم .. فللعبارتين نفس الدلالة و نفس المفهوم .
و المشكلة في عبارتكم القائلة : أن ذات الله هو عين صفاته ، و صفاته هو عين ذاته .. هو أنه خوض في صفات الله دون نص قرآني تبنون عليه هذا الكلام ، و إنما منشؤه ما تظنونه و تعتقدونه على منبى أهل الكلام .. و هذا سبيل نهُينا عنه ، لقول الله تعالى : (( و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا)) .. الإسراء : 36
تعليق