إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أخي الفاضل النفيس .....حوار في العقيدة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللَّهُمَّ دَاحَيَ الْمَدْحُوَّاتِ، وَدَاعِمَ الْمَسْمُوكَاتِ، وَجَابِلَ الْقُلُوبِ عَلَى فِطْرَتِهَا شَقِيِّهَا وَسَعِيدِهَا. اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ، وَنَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ، عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، الْخَاتمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ، وَالْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ، وَالدَّافِعِ جَيْشَاتِ الاَْباطِيلِ، وَالدَّامِغِ صَوْلاَتِ الاَْضَالِيلِ، كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ، قَائِماً بِأَمْرِكَ، مُسْتَوْفِزاً فِي مَرْضَاتِكَ، غَيْرَ نَاكِل عَنْ قُدُم، وَلاَ وَاه فِي عَزْمِ، وَاعِياً لِوَحْيِكَ، حَافِظاً لِعَهْدَكَ، مَاضِياً عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ حَتَّى أَوْرَى قَبَسَ الْقَابِسِ، وَأَضَاءَ الطَّرِيقَ لِلْخَابِطِ، وَهُدِيَتْ بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الْفِتَنِ، وَأَقَامَ مُوضِحاتِ الاَْعْلاَمِ، وَنَيِّرَاتِ الاَْحْكَامِ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ الَْمخْزُونِ، وَشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ، وَبَعِيثُكَ بِالْحَقِّ، وَرَسُولُكَ إِلَى الْخَلْق و على آلِهِ الطَيّبِينَ الطاَهِرِينَ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    في البداية لي إعتذار عن التأخر في الجواب وما هو إلا لإنشغالنا في أمرو أخرى، وفي الوقت نفسه أستئذنكم في الأسبوع المقبل لعزمنا زيارة بيت الله العتيق ورسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه وآله.

    نشرع في الرد بحول من الله وقوته:

    صفة السمع صفة ملازمة لله سبحانه و تعالى حالها حل صفة القدرة . و مكانة صفة السمع لا تقل عن مكانة صفة القدرة .. و لاحظ الآية التي ينزه الله نفسه عن المثيل ، فقد قال : " ليس كمثله شيء و هو السميع البصير " .. فقد ذكر صفة السمع و البصر في هذه الآية العظيمة دون غيرها من الصفات ..
    فكيف جاز لكم أن تعتبروا السمع مصداق لصفة أخرى سواء كانت القدرة أو الحياة أو الوجود !!!؟ .. و ما دليلكم عليه ؟؟!!
    نحن نعتقد أن الله سميع قبل أن يخلق الكون و هو سميع بعد أن خلق الكون و هو سميع بعد أن يفنى الكون .. فلا المسموع سبب لاتصافه بالصفة ، و لا صفة أخرى أدّت إلى اتصافه بالصفة ..


    أخي الفاضل لعل الموضوع مشتبه عندكم. ودعني أشرح الموضوع بصورة أبسط لعل الله يوفقني إلى إيصال المعلومة.
    أخي الكريم نحن وإياكم نتفق بأن صفات الله تبارك وتعالى متعادلة من حيث الأهمية، بمعنى لا تفضيل لصفة على أخرى. ولكن من حيث أننا وإياكم قد اتفقنا على تقسيم صفاته تبارك وتعالى إلى صفات للذات وصفات للأفعال كما بيننا في المشاركات السابقة فإننا نعتقد بأن هناك صفات يتصف بها الباري جل وعلا من حيث القدرة على الفعل مثل كونه رازقاً خالقاً أو من حيث علمه كون علمه حضورياً بمعنى حضور المعلوم أياً كان لديه حضوراً ذاتياً لا بتوسط خارجي. ومنها صفة السمع، فالله تبارك وتعالى سميع قبل أن يخلق الخلق وبعد الخلق وبعد فناء الخلق، وهذا لا نختلف عليه، الفرق أنك حين صنفت هذه الصفة قلت هي قائمة بذاتها ولم تخض في الكيفية، وأنا قلت بأنها صفة السمع تعتبر شعبة من شعب العلم اللدني القديم، بمعنى أنه عالم بكل ما هو مسموع وكما عبر عنه الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه"مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ نُطْقَه، وَ من سَكَتَ عَلِمَ سِرَّهُ" وقوله سمع نطقه لا بمعنى أنه كان يجهله فعلم به بعد حصول السمع، ولكن معنى سمع نطقه بمعنى علمه الأسبق بالمسموع. ولذلك نجد أن الله أورد لفظ السميع أو السمع في 23 مورد في 15 مورد منها ذكر {السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} أولا يدعونا هذا للتفكر؟


    بالعكس .. المثال لتأكيد أنه لا يجوز اعتبار الصفة ذات ..
    أنت عندما تقول أن الصفة عين الذات فأنت تتكلم عن حقيقة ذات الله و ماهيّته .. فتقول أن ماهية الله و حقيقة ذاته هي الصفات التي يتصف بها .. فالقدرة هي الله و الله هو القدرة .. و هذا كلام خطير مالم يكن له دليل نقلي ..

    أخي الكريم أين وجدتني أتحدث عن حقيقة الذات المقدسة؟ بارك الله فيك تمعن في القول.

    ولأشرح مثالكم السابق فإنَّنا من حيث قولنا بالوحدة لا نقول بوحدة الذات والصفة مفهوماً فإنَّ ذلك باطل بالضرورة، فإن ما يفهم من "لفظ الجلالة" غير ما يفهم من لفظ "القادر" وإنكار ذلك إنكار للبداهة، بل يُقصد منها اتحاد واقعية العلم وواقعية ذاته، وأنَّ وجوداً واحداً مع بساطته ووحدته، مصداق لكلا المفهومين، وليس ما يقابل لفظ الجلالة في الخارج مغايراً لما يقابل لفظ "القادر". وإنَّ ساحة الحق جلّ وعلا منزهة عن فقد أية صفة كمالية في مرتبة الذات، بل وجوده البحت ،نفس النعوت والأوصاف الكمالية، غير أنها مع الذات متكثرة في المفهوم وواحدة بالهُوِيَّة والوجود. وفي حديثنا عن صفات الذات المقدسة، فإننا نقول بعينية الصفات.


    ما هو الكلام المخلوق ؟؟
    هل تعتبرون الكلام كان صوتا و خلق الله صوتا يمثّله و خرج هذا الصوت من ناحية الشجرة ؟؟
    أم تعتبرون أن الكلام كان كتابة فخلق الله حروفا كانت تخرج هذه الحروف وراء الشجرة فيراها موسى ؟؟
    ثمّ كيف تجرأ علماؤكم في تكييف صفة من صفات الله بهذا التفصيل دونما آية واضحة في ذلك ..


    هو عين السؤال الذي سألته بالسابق؟ نحن نقول بأن كلام الله محدث كما عبر عنه في كتابه الكريم، وكيفية كلامه نرجع إلى الروايات نرى التفسير لهذا الأمر.

    أما ذكر الشجرة فكما قلت لك أنه من باب توضيح المكان الذي كان فيه موسى عليه السلام ..
    فنجد في الآية التي تسبق الآية المذكورة ، قوله تعالى: (( فلمّا قضى موسى الأجل و سار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعليّ آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون )) .. القصص : 29
    فهل ستعتبر ذكر جانب الطور و ذكر النار إشارة زائدة أم أنه من باب التفصيل ؟؟!!


    ذكر الطور أمر آخر، نحن نتحدث بخصوص الشجرة، فالآية غاية في الوضوح بأن النداء جاء من ناحية الشجرة، وهذا ما عليه المفسرون فراجع بارك الله فيك تفسير الرازي والطبري والقرطبي. وأنقل لك ما يذكره الرازي في تفسيره "أما قوله: { فَلَمَّا أَتَـٰهَا نُودِىَ مِن شَاطِىء ٱلْوَادِى ٱلأَيْمَنِ فِى ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يٰمُوسَىٰ إِنّى أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } فاعلم أن شاطىء الوادي جانبه وجاء النداء عن يمين موسى من شاطىء الوادي من قبل الشجرة وقوله: { مِنَ ٱلشَّجَرَةِ } بدل من قوله: { مِن شَاطِىء ٱلْوَادِى } بدل الاشتمال لأن الشجرة كانت نابتة على الشاطىء " ولم أر أحداً من المفسرين يفسرون الشجرة على أنها توضيح مكان


    إن قلت : الله يتكلم .. حينها نقول أن كلمة " يتكلم " فعل .. و لكن كلمة " الكلام " اسم مصدر لا يمكن اعتباره فعل في اللغة ..
    و أخبرتك أن كلام الله ، كلام يتكلم به فهو مُتكلّم ..
    و لكننا لا نستطيع القول بأنه مخلوق ، لأن الخلق هو إيجاد ذات أو أمر .. في حين أننا لا نعرف ماهية و حقيقة كلام الله ..


    بمعنى التكلم ناتج عن فعل الكلام؟ هل هذا صحيح؟


    هل معنى هذا أنكم تعتبرون أن كلام الله كان صوتا محتجبا بالشجرة ؟؟


    هو كما ذكرنا بالسابق هو أن الشجرة كانت مبدءا للنداء و التكليم، ولكن المتكلم هو الباري جل وعلا


    والآن أسألك : في هذه المرحلة هل ممكن اعتبار كلمة " فوق " مكانية ؟؟!!



    السؤال باطل من الأساس لأن الفوق تعبر عن إتجاه والإتجاه يدل على مكان.

    إذا .. أنت تعتبر أن ذات الله ليست موجودة في الأماكن ، فهي ليست موجودة في الأرض أو المريخ أو في أي كوكب لأنها أماكن ..


    طبعاً

    تكون الذات أكمل عندما نصفها كما وصفها الله .. فهل تشكك في قدرة الله على وصف نفسه على أكمل وجه؟؟


    سيدي الفاضل ثق تماماً بأن المولى تبارك وتعالى وصف نفسه بأدق التفاصيل ولكن هو فهمنا نحن البشر القاصر عن الإستيعاب، ولهذا السبب طُلب منا الرجوع إلى الراسخين في العلم كما هو في الآية المباركة {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران
    فنحن في إعتقادنا بأن النبي صلوات الله وسلامه عليه وأهل بيته الميامين هو الراسخون في العلم، وبالتلي نرجع لهم لفهم التفاصيل.

    و هل الكلام ذات ؟؟ .. هل للكلام ماهيّة ؟!
    مازال سؤالك لا يصح بالنسبة لي : هل كلام الله قديم أم محدث ؟؟


    عزيزي الفاضل إن الكلام عرض


    - في تعريفكم للصفات الثبوتية قلتم : أن الصفات الثبوتية هي الصفات الوجودية و التي يكفي في تحقق الاتصاف بها ثبوت الذات ، بمعنى أن الصفة هي عين الذات .. و لكن في المقابل نجد أنكم تعتبرون التكلّم من الصفات الثبوتية لله تعالى و مع ذلك تقولون أن الاتصاف بها خارج من الذات عن طريق خلق الله للأصوات و الحروف .. بمعنى أن الصفة ثبتت دون ثبوت ذات الله .. أليس هذا تناقض في تعريفكم للصفات الثبوتية و جعلكم التكلّم صفة ثبوتية برغم أنكم تقولون أن هذه الصفة تكون خارجة عن الذات عن طريق خلق الأصوات و الحروف..؟!! فهل غفل علماؤكم عن هذا و لم ينتبهوا إلى هذا التناقض ؟! .. خاصة أن جميع الصفات الثبوتية يقولون عنها أنها عين الذات ، و لكن لا أراكم تقولون أن التكلّم هو عين ذات الله ، أو أن الله متكلّم بنفسه ، كما تقولون بأنه عالم بنفسه !!!؟ .. هذا تناقض واضح في التعريف و التصنيف و التكييف لهذه الصفات ؟!!.. فهل تستطيع إزالة هذا التناقض الذي أراه و تبيّن لي خطئي ؟!


    لا أيها الفاضل لم يغفل علماؤنا الأفاضل رحم الله الماضين منهم وأيد الباقين، ولا أرى هناك من تناقض، ولكن لعل منشأ الخلاف في طريقة شرحي للموضوع، وأبين إن شاء ربي تعالى:
    إن التكلم من حيث أنه صفة ثبوتية للباري جل وعلا ثابتة له أي أنه متكلم حيث أورد القرآن الكريم هذا الأمر، ولكن طريقة التكلم هي التي بينها أيضاً القرآن الكريم في قوله {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} (51) سورة الشورى و في قوله {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (30) سورة القصص


    2- عندما تقول بأن تكليم الله لموسى كان عن طريق احتجاب الكلام بالشجرة ، فهل معنى هذا أن كلام الله يكون بالصوت المسموع ؟! و إن كان هكذا فهمكم فكيف خضتم في تكييف أحد صفات الله دونما نص شرعي صريح خوّلكم لهكذا استنتاج ؟؟!!


    لست أنا الذي أقول، الله تبارك وتعالى يخبرنا بهذا الأمر فتبين يرحمكم الله، إرجع للأية فهي جواب سؤالك

    - في نقطة الفوقية التي تستغربونها و ربما تنكرونها ، كيف تستطيع أن تفهم الفوقية أنها مكانية قبل أن يخلق الله الكون ، عندما كان كل شيء عدم و لا موجود إلا الله .. و تعلم أن صفات الله ملازمة لله بمعنى أن الله يتصف بالصفة قبل أن يخلق المخلوقات . و من صفات الله الذاتية صفة العلو لأنه هو الأعلى قبل أن يخلق الكون و هو الأعلى بعد أن خلق الكون و هو الأعلى بعد أن يفنى الكون ، و عليه سألتك : هل كلمة " فوق " تدل على المكان عندما لم يخلق الله المكان ؟!!


    تمت الإجابة

    وفوق تشير إلى مكان

    كيف تفهم قول الله تعالى : (( بل رفعه الله إليه )) ؟؟ .. و في هذه الآية نقطتين مهمّتين أتمنى أن تتفكر فيهما :
    الأولى : أن الله استخدم كلمة " الرفع " التي هي من دلالات الفوقية و العلو ، فأخبر أنه رفع المسيح عليه السلام إليه .. و سألتك : هل هذا الرفع مكاني أم اعتباري حسب مفهومك ؟ .. بمعنى هل هو حقيقي " بأن يرفع المسيح جسدا و روحا إلى السماء " أو أنه مجازي و المسيح لم يرفع و هو في كوكبنا الذي نعيش فيه في مكان مجهول ؟؟!!!


    نحن نعتقد بأن اللرفع كان على سبيل الحقيقة، إشكالك في "إليه" نسبة تكريمه للرفع له إلى السماء.


    الثانية : نجد في هذه الآية كلمة " إليه " بمعنى " إلى الله " .. أليس قوله تعالى " إليه " فيه إشارة إلى نفسه ؟؟!! .. أليس كلام الله قد ناقض الكلام المنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه ، بأنه قال : و من أشار إليه فقد حدّه و من حدّه فقد عدّه .. !! فهل معنى هذا أن الله قد حدّ نفسه لأنه قد أشار إلى نفسه بقوله " إليه " و لا شك أن الهاء تعود على الفاعل في الجملة و هو الله .. بل رفعه الله إليه .. يمعنى .. بل رفع الله المسيح إلى الله ... فهل معنى هذا أن الله قد حدّ نفسه لأنه أشار إلى نفسه ؟! أم أن القول المنسوب إلى علي غير سليم و أنه مخالف للقرآن ؟؟ .. فماذا تختار .. قول الله أم القول المنسوب إلى علي ؟!


    ممكن توضح كيف تكون كلمة إليه مناقضة لقول الإمام الهمام علي بن أبي طالب؟؟؟؟

    تعليق


    • #62
      في البداية لي إعتذار عن التأخر في الجواب وما هو إلا لإنشغالنا في أمرو أخرى، وفي الوقت نفسه أستئذنكم في الأسبوع المقبل لعزمنا زيارة بيت الله العتيق ورسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه وآله.



      لا تثريب عليك ، و بورك في مسعاك ، و تُقبّل ممشاك ، و عودة حميدة إن شاء الله ...



      الفرق أنك حين صنفت هذه الصفة قلت هي قائمة بذاتها ولم تخض في الكيفية، وأنا قلت بأنها صفة السمع تعتبر شعبة من شعب العلم اللدني القديم،


      نعم .. نحن نثبت صفات المولى عزّ و جل كما أثبتها دون زيادة و لا نقصان ، في حين أنكم تخوضون في الصّفات فمنها ما وصل لحد التكييف و أخرى خضتم في مكنونها و حقيقتها . بيد أنّ صفات الباري ليس مجالا للاجتهادات و التخمينات ، فالمجتهد معرّض للصواب و الخطأ ، و صفات الخالق لا يجب أن نقع في أخطاء، فنصفه بما هو عنه براء ، أو ننكر ما هو ثابت في كتابه ، و كلّ ذلك يعرض صاحبه ليكون ضمن الذين استنكر الله عليهم بقوله : " إن عندكم من سلطان بهذا أم تقولون على الله ما لا تعلمون " .

      إضافة إلى ذلك ، فأنتم تعتبرون الحياة و الوجود و العلم و القدرة و التكلم و العدل هي الصفات الثبوتية لله ، أما باقي الصفات فهي مصاديق لها أو فروع منها ، في حين أن جميع الصفات الذاتية هي ثبوتية ، فصفة العلم و الحكمة و القدرة و القداسة و العظمة و الهيمنة و الجبروت و المُلك و العزة و السمع و البصر و النورانية و الرحمة و غيرها من صفات العظيم سبحانه هي صفات ثبوتية له و ليس فقط ست صفات !!




      أخي الكريم أين وجدتني أتحدث عن حقيقة الذات المقدسة؟ بارك الله فيك تمعن في القول.



      قولك " عين الذات " هو حديث عن حقيقة الذات المقدسة ، إذ يصلح أن يكون جوابا للسؤال القائل : ما هو عين ذات الله ؟
      فيمكن القول : علم الله هو عين ذاته ..
      فالسائل كان يسأل عن عين الذات المقدسة فكان الجواب أن صفة العلم هي عين الذات المقدسة .. بغض النظر عن مقصد المجُيب فجوابه يعتبر توصيفا للذات أكثر من كونها وصفا للصفة عند أي شخص يسمع هكذا رد ..





      هو عين السؤال الذي سألته بالسابق؟ نحن نقول بأن كلام الله محدث كما عبر عنه في كتابه الكريم، وكيفية كلامه نرجع إلى الروايات نرى التفسير لهذا الأمر.





      و في هذه النقطة تقعون في أكثر من إشكال : -

      الأول : تناقضون تعريفكم للصفات الثبوتية ، فنجدكم تقولون أن التكلم و القدرة و العلم صفات ثبوتية ، فالعلم هو عين الذات ، و القدرة هي عين الذات ، و لكن لا نراكم تقولون أن التكلم هو عين الذات !!! بل تقولون أن التكلم هو خلقٌ للأصوات ، و بالتالي يمكن اعتباره مصداق للقدرة على الخلق بدل اعتبارها صفة ثبوتية لا تنفك عن الله و عين ذاته كما تقولون عن الصفات الخمس الأخرى !!!

      الثاني : تكيّفون صفة الكلام أو التكلّم ، و هذا محظور شرعا . فلو سأل أحدهم : كيف يتكلم الله ؟
      سنجد جوابكم هو : يتكلم الله عن طريق خلق الأصوات و الحروف و احتجاب الصوت في شجرة أو غيرها كما حدث مع موسى .

      بيد أنّ جوابنا على هكذا سؤال هو : المسلم يؤمن بأن الله يتكلّم كما يليق بجلاله و كماله ، و لا يَسأل عن كيفيّة تكلّمه و لا يخوض في كيفيّات أفعاله سبحانه ، فأفعاله لا تشابه أفعال المخلوقين و صفاته لا تشابه صفات المخلوقين ، و علم الكيف مرده إلى الله سبحانه .

      الثالث : تشبّهون كلام الخالق بكلام المخلوق ، فكلام الخالق مخلوق ، و كلام المخلوق مخلوق !! و هذا تماثل في أصل الصفة و في مكنونها و حقيقتها !! فالإنسان عندما يتكلّم فإنه يستخدم الهواء الذي يتنفسه ، فيحرّك لسانه و شفتيه مع حنجرته بانسجام عجيب ، يتحوّل الهواء الخارج من الفم إلى صوت مسموع بحروف تدركها العقول .. و حسب قولكم فإن كلام الخالق هو أيضا خلق لأصوات و حروف ، الفرق بينهما هو أن الإنسان يستخدم الهواء المخلوق ، و الخالق يخلق هواء جديد لصوت يمثّل كلامه .. و هذا خوض خطير في صفات الله و تكييف واضح و تشبيه فاضح !!

      الرابع : تعارضون الرواية المنسوبة إلى علي رضي الله عنه الذي نقلتَه لمّا قال أن الله لا يُسأل عنه بكيف ، في حين أنكم تخوضون في الكيف و أصبح معلوما لديكم كيف يتكلّم الله !!!
      بمعنى التكلم ناتج عن فعل الكلام؟ هل هذا صحيح؟






      لكننا نجهل مكنون الكلام ، فكما أوضحت أعلاه أن كلام الإنسان عبارة عن هواء يتم تحويله إلى صوت مسموع ، و لكن ليس الهواء بحد ذاته كلاما ، و لا يعني ذلك أيضا أن ذات الكلام هو هواء ، فلا نقول : هذا إناء مملوء بالكلام ، في حين أنه يمكن القول : هذا إناء مملوء بالهواء .. فالكلام ليس ذات محسوس ..

      و لا يمكن القول أن كلام الله هو هواء يتم تحويله إلى صوت مسموع .

      و لاحظ يا زميل ، أنك في البداية زعمت أني قلت أن كلام الله صوت مسموع ، و الآن أنت من تقول أنّ كلام الله هو صوت مسموع !!! و لا أعلم هل لم تكن تعلم أنكم أنتم من تخوضون في الكيف و اكتشفت ذلك الآن !!!

      نحن إذ نقرّ بكلام الله ، نتجنّب الخوض في كيفيّته ، و إذ نقرّ بأن الله كلّم موسى تكليما ، نقرّ أنه لم يكن هناك وسيط بين كلام الله و موسى ، لكننا لا نعلم كيف كلّم الله موسى ، و كيف تلقّى موسى هذا الكلام ، هل بأذنيه أم بروحه أم بقلبه أم بكل أعضائه و كيف كان مكنون الكلام أصلا !!





      السؤال باطل من الأساس لأن الفوق تعبر عن إتجاه والإتجاه يدل على مكان.


      ذكر الله كلمة " يوم " و هي دالة على الزمن قبل أن يكون هناك زمن ، فنجده يقول بأنه خلق السماوات و الأرض في ستة أيام ، في حين أن دوران الأرض حول نفسها و حول الشمس هو مصدر الزمن و معيار التوقيت . فهل معنى هذا أن الآية باطلة لأنها ذكرت الزمان قبل خلق الزمان ..؟!
      أخبرتك أن الزمان و المكان أمور نسبية ، فاليوم عند الله كألف سنة مما نعد كما أخبر ، و الفوق و التحت أيضا نسبية ، فالسماء الدنيا هي فوقنا ، و في نفس الوقت هي تحت السماء الثانية ، و هي الدنيا و السفلى بالنسبة للسماء السابعة ! .. و لا يعني هذا أن كلمة " فوق " بحد ذاته مكان ..و أن " يوم " بحد ذاته زمان ..

      الشاهد من ذك كلّه ، هو أنك حينما استنكرت قولي أنه لا يوجد فوق العرش مكان ، أردتُ أن أوضح لك أن المكان أصلا كان عدما ثم خلقه الله ، فالمكان هو السموات و الأرض و غيرها . فلمَ الاستغراب عندما تسمع أنه لا يوجد فوق العرش مكان !!




      ولهذا السبب طُلب منا الرجوع إلى الراسخين في العلم كما هو في الآية المباركة {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (7) سورة آل عمران
      ألاحظ أن هناك مغالطة في فهمكم لهذه الآية كغيرها من الآيات .. الآية تقول بأن في القرآن آيات محكمات هنّ أم الكتاب و أخر متشابهات ، و الذين في قلوبهم زيغ يخوضون في تلك الآيات في سبيل تأويلها ، في حين أنه لا يعلم تأويلها إلا الله ، أما الراسخون في العلم فإنهم يقرّون بهذه الآيات برغم تشابهها و يؤمنون بها و يقولون كلّ من عند ربنا ..

      و لو تأمّلت الآية جيدا ، لوجدت أنه يوجد الرمز ( مـ ) فوق لفظ الجلالة ، و معناه : وجوب الوقف .. و علامات الوصل و الوقف في المصحف من بديهيّات علم التجويد و أساسياته ، و لا أظن ذلك يخفى عليك ..

      فالآية تُقرأ هكذا : و ما يعلم تأويله إلا الله ، و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كلّ من عند ربنا .

      في حين أنك قرأتها هكذا : و ما يعلم تأويله إلا الله و الرسخون في العلم ، يقولون آمنا به كل من عند ربنا .
      فالواو استئنافية وليست عطفية .. و لو أخذنا الشطر الثاني من الآية : يقولون آمنا به به كلّ من عند ربنا . فدعني أسألك : من الذين يقولون آمنا به ؟!






      نحن نعتقد بأن اللرفع كان على سبيل الحقيقة، إشكالك في "إليه" نسبة تكريمه للرفع له إلى السماء.


      الهاء ضمير متصل .. فعلى من يعود الهاء ؟؟




      ممكن توضح كيف تكون كلمة إليه مناقضة لقول الإمام الهمام علي بن أبي طالب؟؟؟؟
      كلمة " إليه " لغويا تشير إلى الجهة ، كقولنا : ذهبت إلى المسجد، و وصلت إلى الباب ، فرفعت يدي إلى مقبضه ..
      فعندما يقول الله أنه رفع المسيح إليه ، فلغويا سنجد أن كلمة " إليه " إشارة لجهة الرفع .. فحسب روايتك المنسوبة إلى علي : من أشار إليه فقد حدّه و من حدّه فقد عدّه إلى آخره .. فهل معنى ذلك أن الله قد حدّ نفسه و عدّ نفسه لأنه خالف قول علي ؟ أم أن هذه الرواية تعارض النص فيتّم تجاهلها لمخالفتها الآيات ؟!!

      تعليق


      • #63
        يُرفـــع إلى أجل غير مسمى و فق مبدأ " اعقلها و توكّـل " ..!!!

        تعليق


        • #64
          اللهم صل على محمد واله وصحابته اجمعين

          تعليق


          • #65
            هل تسمح لي اخي النفيس برفع الموضوع

            تعليق


            • #66
              .......................................

              تعليق


              • #67
                ............................

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                ردود 2
                12 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                بواسطة ibrahim aly awaly
                 
                يعمل...
                X