[quote=ماني غريب]
هذا الكلام غير صحيح ..
فالرسول صلى الله عليه وآله و سلم كان في مكة و يرى المسجد الأقصى و يصفه للذين كذبوا بحادثة الإسراء و المعراج ، و لم يكن المسجد موجودا أمامه في الحقيقة و لكن صورته أمامه !!
و نحن الآن نرى عن طريق التلفزيون أمورا ليست موجودة أمامنا في الحقيقة ، حيث يرى الرجل وهو في الصين رجلا آخر وهو في أمريكا دون أن يكونا متقابلين وجها لوجه و دون أن يخرج شعاع من عين الرجل الأول و يسقط هذا الشعاع على الرجل الثاني ثم ينعكس إلى عين الرجل الأول !!!
و الإنسان في المنام يرى أشياء دون أن تكون العين هي وسيلة الرؤية في ذلك ..!!
القضية أكبر من فرضيات قديمة لا تمس العلم و الواقع بشيء ..!!
يبدو أن هذا الكلام صادر من أشخاص في العصر الحجري ..!!!
نحن في عصر يرى الإنسان ما يحدث داخل القمر و ما يحدث داخل بطن الإنسان ، ثم تأتي لتقول بأن الإبصار بالعين متوقف على المقابلة بين العين و المرئي ..!!!
في أي عصر أنت ؟؟!!
أولا : كلامك ليس له أساس من الصحة لا علما ولا منطقا و لا واقعا .
ثانيا : ماهية الرؤية هي بتقدير الله سبحانه ، كما أن الله جعل ماهية الكلام للإنسان عن طريق فم يحوي على لسان و شفتين و من خلال هواء الشهيق و الزفير يستخدم الإنسان كل هذه الأدوات ليتكلم .. و لكن هذه الماهية ليست شرطا لتحقق الكلام ، فيوم القيامة يد الإنسان تتكلم و رجله تتكلم و جلده يتكلم دون أن تكون ماهية ذلك عن طريق لسان و شفتين و هواء الشهيق و الزفير .. فتلك الماهيات و الوسائل بتقدير الله و تتغير تبعا لمشيئة الله و إرادته
وبعبارة واضحة: أنّ العقل والنقل اتّفقا على كونه سبحانه ليس بجسم ولا جسماني ولا في جهة، والرؤية فرع كون الشيء في جهة خاصة، وما شأنه هذا لا يتعلّق إلاّ بالمحسوس لا بالمجرّد.
كلام لا أصل له و لا دليل عليه ..
الرؤية بلا كيف وهذا ما تحتجون به وتقولونه دائما أبدا:
هذا العنوان عنوانكم ومعناه أنّ الله تعالى يرى بلا كيف وأنّ المؤمنين في الجنة يرونه بلا كيف، أي منزّهاً عن المقابلة والجهة والمكان.
هذه الافتراضات التي تكررونها دائما من القول بأن الرؤية تلزم المقابلة و الجهة و المكان ، هي افتراضات باطلة تنم عن عقلية بشرية مفتقرة إلى العلم افتقارا شديدا ..
فقولكم أن الرؤية لا تتحق إلا بالمقابلة ، كقول أحدهم أن الرؤية لا تتحق إلا بوجود الضوء .. أو قول الثالث أن الرؤية لا تتحقق إلا بوجود عينين !!
و هذا كله كلام واهي ، فالرؤية ممكنة دون عينين و الرؤية ممكنة دون ضوء و الرؤية ممكنة دون مقابلة ..
مشكلتكم أن جهلكم بحقيقة الحياة يقودكم إلى الاعتقاد أن كيفيات أفعال الإنسان إلزامية على جميع المخلوقات .. و هذا جهل عميق و خلط كبير !!
يجب أن تفهموا و تدركوا أن كيفيات الأشياء هي كذلك لأن الله شاء أن تكون كذلك ، و هي ليست كذلك إذا لم يشأ الله أن تكون كذلك ..
فالنار تحرق .. هذا ما نعرفه عنها و هي الصفة المعروفة عن النار ، و لكن النار تحرق ليس لأنها لابد أن نتحرق ، بل هي تحرق لأن الله شاء أن تتصف بهذه الصفة ، ولو شاء الله سلب هذه الصفة منها ، فنجد النار لا تحرق ، كالنار التي رمي فيها إبراهيم عليه السلام ، أصبحت النار بردا و سلاما فاتصفت النار بصفات غير صفاتها و ذلك لأن الله شاء ذلك ..
فلن نقول أنه من المستحيل أن نجد نارا باردة ، من المستحيل أن نجد نارا بردا و سلاما .. هذا كلام لا يتفوه به مؤمن ، بل هناك نار حارقة إذا شاء الله و نار باردة إذا شاء الله ..
فلا توجد إلزامات في هذه الحياة ولا توجد نواميس ثابتة ، ثبوت النواميس هي بمشيئة الله .. فإن شاء أن يغير النواميس يغيرها كيفما يشاء ..
و بالتالي عند القول بأننا لا نعلم كيفية أمر ما ، فهو لإيماننا بأن كيفية الأمر في الدنيا ليست إلزامية في الآخرة ، فالكيف مرده إلى الله ، فعندما نقول أننا لا نعلم الكيف معناه أننا لا نعلم الطريقة التي سيجعل الله الأمر يتحقق ..
المعنى المجازي معناه أنه ليس حقيقيا .. فلو قلنا أن الله مجاز .. معناه أن الله ليس موجود على الحقيقة
فلو سأل أحدهم قائلا : هل لله ذات حقيقي أم أن ذاته مجرد مجاز ؟
لو قلنا أن لله ذات مجازي .. فمعناه أنه ليس لله ذات حقيقي و معناه أن الله ليس موجود على الحقيقة و هو مجرد عدم لكن مجازا نقول أن له ذات !!! وهذا عين الإلحاد
أما لو قلنا أن لله ذات حقيقي .. فالسؤال الثاني المتوقع هو : كيف ذاته ؟ .. و حينها سيكون الجواب : أن ذاته ليس كالذوات و صفاته ليست كالصفات و أفعاله ليست كالأفعال فهو الذي ليس كمثله شيء ..
فعندما أثبتنا لله " الذات " لا يعني أننا أثبتنا له نفس ذات البشر ، فكلمة الذات ليست حكرا على الإنسان ، فللإنسان ذات و للملائكة ذات و للجن ذات و لا يعني أن ذات الإنسان كذات الملائكة كذات الجن . فالكلمة واحدة هي " الذات " و لكن المعنى مختلف باختلاف صاحب الذات ..
و الحال كذلك عندما نقول أن لله يد أو رجل أو وجه أو غير ذلك مما ورد في القرآن و السنة ، لا يعني أن الله يد كيد الإنسان ، فكما أن كلمة " الذات " واحدة و المعنى مختلف باختلاف الموصوف ، كذلك الحال مع " اليد " و " الوجه " و غيرها هي نفس الكلمات و لكن معانيها و حقائقها تختلف باختلاف الموصوف ..
فإن كان الإنسان سينفي عن الله " اليد " بالاحتاج أن معنى اليد بالنسبة للإنسان هو الشحم و اللحم و العظم ! فمن باب أولى أن ينفي عن الله " الذات " لأن ذات الإنسان عبارة عن شحم و لحم و عظم و دم مختلطة بالروح !! و من باب أولى أن ينفي عن الله السمع لأن سمع الإنسان عبارة عن أذن و هواء يدخل داخلها ، فإن قلنا أن الله يسمع فمعناه أن له أذن كأذننا و هواء يدخل أذنه و هذا كله تشبيه الضالين و تعطيل الملحدين ..
بينما العقيدة الصحيحة تكمن في إثبات الصفات كما وردت من غير مشابهة لغيره ، فإثبات الصفة لا تلزم مشابهة غيره ..
لا يوجد معنى لغوي لكلمة " يد " إلا إذا عرفنا المراد من هذه الكلمة ..
فإن قلنا " يد الإنسان " حينها نقول : يد الإنسان هو عضو البطش و المسك و اللمس عند الإنسان .
و إن قلنا " يد الباب " حينها نقول : يد الباب هو مقبض الباب .
و إن قلنا " يد الموضوع " حينها نقول : يد الموضوع هو جوهر الموضوع و أساسه .
فلكي نعرف المعنى اللغوي لكلمة " يد " لا بد من معرفة المنسوب إليه ..
فلو قلنا " يد جبريل " : فحينها لا يمكن القول بأن يد جبريل هي عبارة عن شحم و لحم و عظم و دم ، فهذا بهتان عظيم فنحن لم نرى جبريل لكي نقول أن يده عبارة عن شحم و لحم !!! و إن قلنا أن يد جبريل معناه قوته فهذا بهتان أيضا لأننا نفينا عن جبريل وجود يد حقيقي له و اكتفينا بإثبات صفة القوة فقط !!! فحينها يتبين أن إثبات صفة اليد لجبريل لا يعني مشابهة يده بيد الإنسان أو يد غير الإنسان ، إذ معاني الأمور تتضح من خلال الموصوف ، فجهلنا بالموصوف يؤدي إلى جهلنا بحقيقة الصفة و كيفيتها ..
بسمه تعالى
إنّ الرؤية في منطق العلم والعقل لا تتحقّق إلاّ إذا كان الشيء مقابلاً أو حالاًّ في المقابل من غير فرق بين تفسيرها حسبَ رأي القدماء أو حسب العلم الحديث، فإنّ القدماء كانوا يفسّرون الرؤية على النحو التالي:
خروج الشعاع من العين وسقوطه على الاشياء ثمّ انعكاسه عن الاشياء ورجوعه إلى العين لكي تتحقّق الرؤية.
ولكن العلم الحديث كشف بطلان هذا التفسير وقال: إنّها صدور الاشعة من الاشياء ودخولها إلى العين عن طريق عدستها وسقوطها على شبكيّة العين فتُحقّق الرؤية.
إنّ الرؤية في منطق العلم والعقل لا تتحقّق إلاّ إذا كان الشيء مقابلاً أو حالاًّ في المقابل من غير فرق بين تفسيرها حسبَ رأي القدماء أو حسب العلم الحديث، فإنّ القدماء كانوا يفسّرون الرؤية على النحو التالي:
خروج الشعاع من العين وسقوطه على الاشياء ثمّ انعكاسه عن الاشياء ورجوعه إلى العين لكي تتحقّق الرؤية.
ولكن العلم الحديث كشف بطلان هذا التفسير وقال: إنّها صدور الاشعة من الاشياء ودخولها إلى العين عن طريق عدستها وسقوطها على شبكيّة العين فتُحقّق الرؤية.
فالرسول صلى الله عليه وآله و سلم كان في مكة و يرى المسجد الأقصى و يصفه للذين كذبوا بحادثة الإسراء و المعراج ، و لم يكن المسجد موجودا أمامه في الحقيقة و لكن صورته أمامه !!
و نحن الآن نرى عن طريق التلفزيون أمورا ليست موجودة أمامنا في الحقيقة ، حيث يرى الرجل وهو في الصين رجلا آخر وهو في أمريكا دون أن يكونا متقابلين وجها لوجه و دون أن يخرج شعاع من عين الرجل الأول و يسقط هذا الشعاع على الرجل الثاني ثم ينعكس إلى عين الرجل الأول !!!
و الإنسان في المنام يرى أشياء دون أن تكون العين هي وسيلة الرؤية في ذلك ..!!
القضية أكبر من فرضيات قديمة لا تمس العلم و الواقع بشيء ..!!
وعلى كلّ تقدير فالضرورة قاضية على أنّ الابصار بالعين متوقّف على حصول المقابلة بين العين والمرئي أو حكم المقابلة، كما في رؤية الصور في المرآة.
نحن في عصر يرى الإنسان ما يحدث داخل القمر و ما يحدث داخل بطن الإنسان ، ثم تأتي لتقول بأن الإبصار بالعين متوقف على المقابلة بين العين و المرئي ..!!!
في أي عصر أنت ؟؟!!
وهذا أمر تحكم به الضرورة وإنكاره مكابرة واضحة، فإذا كانت ماهيّة الرؤية هي ما ذكرناه فلا يمكن تحقّقها فيما اذا تنزّه الشيء عن المقابلة أو الحلول في المقابل.
ثانيا : ماهية الرؤية هي بتقدير الله سبحانه ، كما أن الله جعل ماهية الكلام للإنسان عن طريق فم يحوي على لسان و شفتين و من خلال هواء الشهيق و الزفير يستخدم الإنسان كل هذه الأدوات ليتكلم .. و لكن هذه الماهية ليست شرطا لتحقق الكلام ، فيوم القيامة يد الإنسان تتكلم و رجله تتكلم و جلده يتكلم دون أن تكون ماهية ذلك عن طريق لسان و شفتين و هواء الشهيق و الزفير .. فتلك الماهيات و الوسائل بتقدير الله و تتغير تبعا لمشيئة الله و إرادته
وبعبارة واضحة: أنّ العقل والنقل اتّفقا على كونه سبحانه ليس بجسم ولا جسماني ولا في جهة، والرؤية فرع كون الشيء في جهة خاصة، وما شأنه هذا لا يتعلّق إلاّ بالمحسوس لا بالمجرّد.

الرؤية بلا كيف وهذا ما تحتجون به وتقولونه دائما أبدا:
هذا العنوان عنوانكم ومعناه أنّ الله تعالى يرى بلا كيف وأنّ المؤمنين في الجنة يرونه بلا كيف، أي منزّهاً عن المقابلة والجهة والمكان.
فقولكم أن الرؤية لا تتحق إلا بالمقابلة ، كقول أحدهم أن الرؤية لا تتحق إلا بوجود الضوء .. أو قول الثالث أن الرؤية لا تتحقق إلا بوجود عينين !!
و هذا كله كلام واهي ، فالرؤية ممكنة دون عينين و الرؤية ممكنة دون ضوء و الرؤية ممكنة دون مقابلة ..
والحقّ أنّ قولكم بلا كيف مهزلة لا يُعتمد عليها، فإنّ الكيفية ربّما تكون من مقوّمات الشيء، ولولاها لما كان له أثر،
مشكلتكم أن جهلكم بحقيقة الحياة يقودكم إلى الاعتقاد أن كيفيات أفعال الإنسان إلزامية على جميع المخلوقات .. و هذا جهل عميق و خلط كبير !!
يجب أن تفهموا و تدركوا أن كيفيات الأشياء هي كذلك لأن الله شاء أن تكون كذلك ، و هي ليست كذلك إذا لم يشأ الله أن تكون كذلك ..
فالنار تحرق .. هذا ما نعرفه عنها و هي الصفة المعروفة عن النار ، و لكن النار تحرق ليس لأنها لابد أن نتحرق ، بل هي تحرق لأن الله شاء أن تتصف بهذه الصفة ، ولو شاء الله سلب هذه الصفة منها ، فنجد النار لا تحرق ، كالنار التي رمي فيها إبراهيم عليه السلام ، أصبحت النار بردا و سلاما فاتصفت النار بصفات غير صفاتها و ذلك لأن الله شاء ذلك ..
فلن نقول أنه من المستحيل أن نجد نارا باردة ، من المستحيل أن نجد نارا بردا و سلاما .. هذا كلام لا يتفوه به مؤمن ، بل هناك نار حارقة إذا شاء الله و نار باردة إذا شاء الله ..
فلا توجد إلزامات في هذه الحياة ولا توجد نواميس ثابتة ، ثبوت النواميس هي بمشيئة الله .. فإن شاء أن يغير النواميس يغيرها كيفما يشاء ..
و بالتالي عند القول بأننا لا نعلم كيفية أمر ما ، فهو لإيماننا بأن كيفية الأمر في الدنيا ليست إلزامية في الآخرة ، فالكيف مرده إلى الله ، فعندما نقول أننا لا نعلم الكيف معناه أننا لا نعلم الطريقة التي سيجعل الله الأمر يتحقق ..
فمثلاً عندما تقولون: إنّ لله يداً ورجلاً وعيناً وسمعاً بلا كيف وتصرّحون بوجود واقعيات هذه الصفات حسب معانيها اللغوية لكن بلا كيفية، فإنّه يلاحظ عليه، بأنّ اليد في اللغة العربيّة وضعت للجارحة حسب ما لها من الكيفية، فاثبات اليد لله بالمعنى اللغوي مع حذف الكيفية، يكون مساوياً لنفي معناه اللغوي، ويكون راجعاً إلى تفسيره بالمعاني المجازية التي تفرّون منها فرار المزكوم من المسك، ومثله القدم والوجه.
فلو سأل أحدهم قائلا : هل لله ذات حقيقي أم أن ذاته مجرد مجاز ؟
لو قلنا أن لله ذات مجازي .. فمعناه أنه ليس لله ذات حقيقي و معناه أن الله ليس موجود على الحقيقة و هو مجرد عدم لكن مجازا نقول أن له ذات !!! وهذا عين الإلحاد
أما لو قلنا أن لله ذات حقيقي .. فالسؤال الثاني المتوقع هو : كيف ذاته ؟ .. و حينها سيكون الجواب : أن ذاته ليس كالذوات و صفاته ليست كالصفات و أفعاله ليست كالأفعال فهو الذي ليس كمثله شيء ..
فعندما أثبتنا لله " الذات " لا يعني أننا أثبتنا له نفس ذات البشر ، فكلمة الذات ليست حكرا على الإنسان ، فللإنسان ذات و للملائكة ذات و للجن ذات و لا يعني أن ذات الإنسان كذات الملائكة كذات الجن . فالكلمة واحدة هي " الذات " و لكن المعنى مختلف باختلاف صاحب الذات ..
و الحال كذلك عندما نقول أن لله يد أو رجل أو وجه أو غير ذلك مما ورد في القرآن و السنة ، لا يعني أن الله يد كيد الإنسان ، فكما أن كلمة " الذات " واحدة و المعنى مختلف باختلاف الموصوف ، كذلك الحال مع " اليد " و " الوجه " و غيرها هي نفس الكلمات و لكن معانيها و حقائقها تختلف باختلاف الموصوف ..
فإن كان الإنسان سينفي عن الله " اليد " بالاحتاج أن معنى اليد بالنسبة للإنسان هو الشحم و اللحم و العظم ! فمن باب أولى أن ينفي عن الله " الذات " لأن ذات الإنسان عبارة عن شحم و لحم و عظم و دم مختلطة بالروح !! و من باب أولى أن ينفي عن الله السمع لأن سمع الإنسان عبارة عن أذن و هواء يدخل داخلها ، فإن قلنا أن الله يسمع فمعناه أن له أذن كأذننا و هواء يدخل أذنه و هذا كله تشبيه الضالين و تعطيل الملحدين ..
بينما العقيدة الصحيحة تكمن في إثبات الصفات كما وردت من غير مشابهة لغيره ، فإثبات الصفة لا تلزم مشابهة غيره ..
وبعبارة أُخرى: أنكم تصرّون على أنّ الصفات الخبرية، كاليد والرجل والقدم والوجه، في الكتاب والسنّة، يجب أن تُفسّر بنفس معانيها اللغوية، ولا يجوز لنا حملها على معانيها المجازية، كالقدرة في اليد مثلاً، ولما رأيتم أنّ ذلك يلازم التجسيم التجأتم لقولكم يد بلا كيف، ولكنّكم ما دريتم أنّ الكيفية في اليد والوجه وغيرهما مقوّمة لمفاهيمها، فنفي الكيفية يساوق نفي المعنى اللغوي، فكيف يمكن الجمع بين المعنى اللغوي والحمل عليه بلا كيف.
فإن قلنا " يد الإنسان " حينها نقول : يد الإنسان هو عضو البطش و المسك و اللمس عند الإنسان .
و إن قلنا " يد الباب " حينها نقول : يد الباب هو مقبض الباب .
و إن قلنا " يد الموضوع " حينها نقول : يد الموضوع هو جوهر الموضوع و أساسه .
فلكي نعرف المعنى اللغوي لكلمة " يد " لا بد من معرفة المنسوب إليه ..
فلو قلنا " يد جبريل " : فحينها لا يمكن القول بأن يد جبريل هي عبارة عن شحم و لحم و عظم و دم ، فهذا بهتان عظيم فنحن لم نرى جبريل لكي نقول أن يده عبارة عن شحم و لحم !!! و إن قلنا أن يد جبريل معناه قوته فهذا بهتان أيضا لأننا نفينا عن جبريل وجود يد حقيقي له و اكتفينا بإثبات صفة القوة فقط !!! فحينها يتبين أن إثبات صفة اليد لجبريل لا يعني مشابهة يده بيد الإنسان أو يد غير الإنسان ، إذ معاني الأمور تتضح من خلال الموصوف ، فجهلنا بالموصوف يؤدي إلى جهلنا بحقيقة الصفة و كيفيتها ..
تعليق