إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هل ولد المهدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المشاركة الأصلية بواسطة farajmatari
    صديقي وساكن روحي الفاض موالي
    استوقفني قولك
    لا يشك في المهدي الا من نصب نفسه حاكما مع رسول الله أو بديلا عنه له حق النقض
    رجاءا اطلب منك مزيد من التوضيح ... اؤليس المطلوب منا جميعا ان نكون حاكمين مع الحبيب المصطفي


    أحقا عزيزي فرج يكون المؤمن حاكما مع رسول الله ؟!!!
    بيّن لي كيف يصح ذلك فإني سمعت الله يقول:
    {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
    {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36

    سبق على ما أظن في نفس هذا الموضوع أن سألتك ولم تجبني..
    إذا كانت (النظرية المهدوية) ماهي الا الهداية الفطرية التي جعلها الله في طبيعة النفوس فلماذا يشغلني رسول الله برجل من أهل بيته من ولد فاطمة يذكر اسمه واسم ابيه ويحدد زمان خروجه (آخر الزمان) ويسمي أفعاله وسلوكياته وصفاته الخلقية والخلقية وطريقة بيعته ومكانها وكيفية ومكان صلاته وعدة أصحابه وألوان خيولهم وتفاصيل دقيقة في كل ما يتعلق به من اسم ورسم وقول وفعل؟؟؟؟

    وأما ما التبس عليك من أن كل الأمم تنتظر مهديا.. (كلام سابق لك)

    فإن انتظار الوصي الخاتم مشابه لانتظار النبي الخاتم تماما ولا فرق
    فقد علمنا أن كل الأمم أيضا انتظرت الرسول الخاتم وبشر به كل الأنبياء والرسل
    بل الله أخد ميثاق جميع النبيين على أن يتبعوا محمدا ويؤمنوا به وينصروه

    {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ }آل عمران81

    تعليق


    • المشاركة الأصلية بواسطة العاشق التائب
      فاصلة
      اما الاخ الفاضل موالى.......


      أخي العاشق التائب..
      يعجز قلمي عن وصف الكبار
      ويكل لساني عن مدح العظام
      فاغفر لي
      في منتدانا أساتذة كبار نتعلم منهم ونقلدهم.. وما أنا الا ذرة تراب تعلقت بأثواب أبي تراب
      أما عن أخي فرج فيحلو لي ( مناكشته ) وأعرف سعة صدره فليعفو عني هو أيضا

      تعليق


      • مشكورين جميعا لحبكم ونوركم
        والعفو منكم جميعا
        واليكم فاصل روحاني
        ثم نعود

        أودية العشق :


        أأودية هذه .. أم نيران سبع تستبطن سبع جنان ؟؟؟
        يا لباب باطنه فيه الرحمة ، ظاهره من قبله العذاب .
        فامض أيها القلب عبرها ، إلى الأعتاب العليّة ، ولا يهمّك طولها ، أو زمن قطعها ، فما عاد أحد قط ليخبرك بالحقيقة ، وكل من سلكوه فنوا فيه كلية ، وتركوا لك الشوق يشحذ همتك ، ويضرم شعلتك .
        هاهو أول الغيث يهطل يا يمامة ، وها أنت بوادي الطلب ، فاقطعيه متطهرة من الصفات ، صادية الشفة ، ظمآنة ، ذاكرتك نسيان ، وقد تساوى بعينكِ الكفر والإيمان ، لما لاح بريق من نور الذات .
        ثم امضي إلى الوادي الثاني ، وادي العشق , وما أجمله من اسم .
        مختلجةً , مضطربةً , تقلبي على ناره ، منعتقة من أسر المادة ، خالعة عمامة العقل ، ممزقة جلباب الوقار , غير آبهة بالعاقبة , ولا عارفة ما الكفر والإيمان , ما الشك واليقين , بل أين الخير والشر .
        مقامر ، ثمل ، خليع ، قلبك العاشق الحيّ ، المرّ عنده حلاوة ، والنار نور ، يدفعه العشق لوادي المعرفة ، الذي لا أول له ولا آخر ، وسلوكك يا يمامة مرهون بكماله ، وقربك حسب حالك ، وإبصار شمس المعرفة على قدر استطاعتك ، ليشرق سر ذاتك عليك ، فإذا بك ترين الحبيب وحده ، وتغيبين عن نفسك .
        لتجدين أنك وصلت وادي الاستغناء الخالي من كل دعوى ومعنى ، ولا قيمة فيه للأشياء ، ولا رغبة في قديم أو جديد أو امتلاك .
        البحار السبعة هنا بركة ماء ، والكواكب السبعة ومضة ضوء أما النيران السبعة فثلج متجمد ، وكل ما رأيتيه في الدنيا مجرد حلم .
        وما أن يأتيك وادي التوحيد ، حتى ترين الوحدة في الكثرة ، وكل الوجود وجهاً واحداً ، وإذ بالأزل والأبد يتلاشيان ، والكل عدم .
        وإلى وادي الحيرة تصلين ، فلا تدرين ، هل أنت موجودة أو لا ، هل أنت بين الخلق أو خارجة عنه ، هل أنت خفية أو ظاهرة ، هل قلبك ملئ بالعشق أم خلو منه ، لكأن الطريق قد ضاع منك ، ولكأن سيفاً مسلطاً مع كل آهة وألم .
        يا يمامة المحبة ، ابشري بالخلاص ، لقد انتهت حيرتك بك إلى وادي الفقر والفناء ، كل الظلال الخالدة تلاشت أمام شعاع واحد من شمسك الوضاءة ، والعالمين إن هما إلا نقشٌ على سطح البحر الكلي ، أما القلب فلا يجد إلا الفناء ، وما عاد لك يا طير الله أثر .
        سلوك الطير للطريق
        صوب السيمرغ
        السابقون السابقون ، أولئك كانوا الثلاثين طائراً الّذين وصلوا إلى السيمرغ ، من بين مئات الألوف من الطيور .
        وصلوا الحضرة عديمي الريش والأجنحة ، منهكين متعبين ، محطمي القلوب ، فاقدي الأرواح ، سقيمي الأجساد .
        أين الرفاق يا يمامة ، وأين من قطعوا المسير معكم ؟
        أجابت : قلبي عليهم ……. ففي الطريق إليه مرّ عمر مديد لم ندر عدد سنينه وأيامه ، وكم من رفيق تهاوى ، وسط الآلام والأهوال .
        البعض غرق في البحر ،
        أو أسلم الروح على قمم الجبال من شدة الحرارة والآلام ،
        والبعض احترقت أجنحته من وهج الشمس ،
        أو أصيب بالذلة والهوان ، من أسود الطريق ونموره ،
        أو أتعبته الصحراء فمات صادي الشفة ظمآن ،
        أو قتل نفسه كالفراشة ،
        أو تخلف من من وهن وألم
        والبعض داهمته عجائب الطريق فأجفل ، ولزم موقعه ،
        وهناك من أسلم الجسد للطرب وكفّ بعد ذلك عن الطلب .
        ولأن مسيرنا فردي رغم مضينا أسرابا إليه ، ما كان بمقدورنا الوقوف كثيراً ، والانشغال بالآخر عن الحبيب ، فالحافز والشوق إن لم يكن من داخلنا ، كيف الوصول ؟
        وصل السابقون .. يا يمامة
        ورأوا عدداً وفيراً من الشموس المعتبرة ، والأقمار والنجوم الزاهرة ، فاضطربوا كذرة حائرة وقالوا :
        ” إذا كانت الشموس تبدو كذرة فانية بجانب ذلك السلطان الأعظم ، فكيف نبدو نحن في هذه الأعتاب ؟ يا للحسرة على ما تحملناه ،من آلام الطريق ! لقد قطعنا الأمل من أنفسنا ، ولكن لم نقطع الأمل من الهدف المنشود ، وإذا كانت مئات العوالم مجرد ذرة من تراب هناك ، فأي خوف إن وجدنا ، أو أصابنا العدم ؟ ”
        وفنت أرواحهم وتطهرت عن الكلّ ، فوجدوها من جديد من نور الحضرة ، وعادوا عبيداً للروح الجديدة ، وتملكتهم حيرة من نوع جديد ، وأضاءت من جباههم شمس القربة ، لتضيء أرواحهم من هذا الشعاع ،
        ” وفي تلك الآونة رأى الثلاثون طائراً طلعة السيمرغ في مواجهتهم ، وعندما نظر الثلاثون طائراً على عجل ، رأوا أن السيمرغ هو الثلاثون طائراً بالتمام ، فكلما نظروا صوب السيمرغ ، كان هو نفسه الثلاثين طائراً في ذلك المكان ، وكلما نظروا إلى أنفسهم ، كان الثلاثون طائراً هم ذلك الشيء الآخر ، فإذا نظروا إلى كلا الطرفين ، كان كلّ منهما السيمرغ بلا زيادة ولا نقصان ، فهذا هو ذاك ، وذاك هو هذا ، وما سمع أحد قط في العالم بمثل هذا .”
        حينها ….
        غرقوا في الحيرة
        وعمي العقل والبصيرة
        فسألوا من غير حروف .. عن الأنا والأنت
        فجاء الجواب من غير لفظ
        أن صاحب الحضرة مرآة ساطعة كالشمس
        وكل من يقبل عليه يرى نفسه
        وأنتم أيها السابقون جوهره الحقيقي
        فامحوا أنفسكم فينا
        لتجدوها
        وهكذا انمحوا على الدوام
        كما ينمحي الظل في الشمس ، والسلام
        خاتمة
        اطوِ سِفرك يمامة الحبّ في يمينه ، حتى يأتي عاشق مثلك ، يقلّب صفحاته ، فها قد أوغلت عميقاً في منطق الطير ، ويكاد يلمّ بك ما ألمّ بمولاك ، حين راح يئنّ في عجزه وفقره :
        ” يا خالقي المنعم ، اصفح عن وقاحتنا وجسارتنا ، لا تورد دنسنا أمام أعيننا ”
        ” لا تبعد وجه الفضل عن وجهي ، فحينما ينهال عليّ التراب ، أكون في اضطراب ، فلا توجه نحو وجهي أي شيء من أي صوب . وكم أتمنى ألا تواجهني بأي شيء من خطاياي العديدة يا إلهي ، أنت كريم مطلق ، فاصفح عن كلّ ما انقضى وولّى يا إلهي ”
        وما أكثر ما سيسألك جاهل حين يحاول بفكره أن يفهم : ” إن كان نهاية الدرب العجز والفقر ، فعلام كل هذا العناء والبلاء . ”
        فتردين بصبر الأوّاه الحليم : ” إن خطيئة من سلكوه أشرف من حسنة من لم يسلكوه ”
        ” وعلوّ المقامات على قدر المجاهدات ”
        ” فظنّ خيراً ولا تسأل عن السببِ ”
        والحمد لله ربّ العالمين
        بقلم : ثناء درويش
        سوريا – مصياف

        تعليق


        • تحية وسلام
          ما من خلق الا وله حال مع الله فمنهم من يعرفه ومنهم من لا يعرفه واما علماء الرسوم فلا يعرفونه ابدا فان الحروف التى عنها اخذوا علومهم هى التى تحجبهم وهى حضرتهم وهم الذين هم على حرف ليس لهم رائحة من نفحات
          الجود فان مآخذهم من كون الحروف ومعلومهم كون فهم من الكون الى الكون مترددون بداية ونهاية فكيف لهم بالوصول وان كان لهم اجر الاجتهاد والدرس بالاجر كون ايضا فما زال من رق الكون ووثاق الحرف واما من كان على بينة من الله تعالى فانه يكشف له عما اراده فيطمئن ويساكن تحت جرى المقاديرفطاعته له مشهودة ومعاصيه له مشهودة فيعرف متى يعصى وكيف يعصى ولمن يعصى واين يعصى وكيف يتوب ويجتبى فيبادر لكل ما كشفه مستريحا برؤية عاقبته متميزا عن الخلق بهذا الحق
          ومن كان سلوكه بالحق ووصوله الى الحق ورجوعه من الحق بالحق فنظره الحق من كونهم حقا بالحق واستمداده من عرفانيات الحق فلم يخط له حكم ولم يجر على لسانه ولا عليه لسان باطل
          وكان حقا فى صورة خلق بنطق حق وعبارة خلق
          فيا اخى فرج دع فاصلك
          الروحانى يطول ولو قليلا
          فقد انهكنا طول السفر وقلة
          الزاد

          تعليق


          • المشاركة الأصلية بواسطة العاشق التائب
            تحية وسلام
            ما من خلق الا وله حال مع الله فمنهم من يعرفه ومنهم من لا يعرفه واما علماء الرسوم فلا يعرفونه ابدا فان الحروف التى عنها اخذوا علومهم هى التى تحجبهم وهى حضرتهم وهم الذين هم على حرف ليس لهم رائحة من نفحات
            الجود فان مآخذهم من كون الحروف ومعلومهم كون فهم من الكون الى الكون مترددون بداية ونهاية فكيف لهم بالوصول وان كان لهم اجر الاجتهاد والدرس بالاجر كون ايضا فما زال من رق الكون ووثاق الحرف واما من كان على بينة من الله تعالى فانه يكشف له عما اراده فيطمئن ويساكن تحت جرى المقاديرفطاعته له مشهودة ومعاصيه له مشهودة فيعرف متى يعصى وكيف يعصى ولمن يعصى واين يعصى وكيف يتوب ويجتبى فيبادر لكل ما كشفه مستريحا برؤية عاقبته متميزا عن الخلق بهذا الحق
            ومن كان سلوكه بالحق ووصوله الى الحق ورجوعه من الحق بالحق فنظره الحق من كونهم حقا بالحق واستمداده من عرفانيات الحق فلم يخط له حكم ولم يجر على لسانه ولا عليه لسان باطل
            وكان حقا فى صورة خلق بنطق حق وعبارة خلق
            فيا اخى فرج دع فاصلك
            الروحانى يطول ولو قليلا
            فقد انهكنا طول السفر وقلة
            الزاد


            مرحبا بك من جديد يا صديقي
            لم أكن أتوقع انني سأجد من يصاحبني على i`h الطريق
            يبدوا انني قد وجدت ضالتي
            هناك الكثير من الكلام المبطن في مداخلتك الرائعة
            ولكن لابد من القول انه ليس بمقدور الجميع تحصيل هذا المقام الذي تتكلم عنه
            فلابد من حجة ظاهرة وثمرة بائنة
            علماء زخرف القول يجدون دائما مخرجا بعلمهم للتكفير فضلا عن التلبيس والتدليس
            وبمثل هذا وبمثل غيرة كان العلم هو الحجاب الأكبر بين الرب وعبده
            علماء الرسوم محجوبين بحروف من زخرف القول
            فحجبوا انفسهم وغيرهم عنه
            اما هو فهو ليس بمحجوب
            كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي أظهر كل شيء ؟
            كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي ظهر بكل شيء؟
            كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي ظهر في كل شيء ؟
            كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي ظهر لكل شيء ؟
            كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الظاهر قبل وجود كل شيء ؟
            كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو أظهر من كل شيء ؟
            كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الواحد الذي ليس معه شيء ؟
            كيف يصور أن يحجبه شيء ، وهو أقرب إليك من كل شيء ؟
            كيف يتصور أن يحجبه شيء ، ولولاه ما كان وجود كل شيء ؟

            لذلك سأستعجل في انهاء الفاصل لأقول
            ان المهدي لا يمكن لأحد ان يحتكره علي دين او طائفة او مذهب
            انه نور متجلي
            لا يختص به مذهب او معتقد او دين ما
            يظهر بمظاهر عدة وإشكال متنوعة
            ومظاهره وإشكاله لا تكون الا على شكل فطرة الله

            نقي مرآتك ... لتستقبل نور المهدي من جديد
            للاسف اصبح الكثيرين يؤمن بمهدي و بقوى لا تتحكم بنا بل نحن من يتحكم بها
            فنتصورها كما نحن وليس كما هي
            فهل نحن نتكلم عن مهدي وقوي قابلة للإيجاد ام هي موجودة

            الوقت قصير والوعد قريب
            والغائب سيعود
            اللهم حبب إليّ لقائك وأحبب لقائي واجعل لي في لقائك الراحة والفرج والفرحة والسعادة

            تعليق


            • بالنسبه لموضوعك صدقني ياأخي لن تجد هنا
              من يثري هذا الموضوع من وجهة نظرك بما

              فيهم أنا لأنك تفلسف المهدي أو تفكر في المهدي
              بطريقه فلسفيه وأغلبية من في المنتدى لايفكرون بنفس طريقتك الفلسفيه ولاحتى يفهمون ماتحاول
              أن توصله من خلال الموضوع أعتقد أن هذا
              المنتدى غير مناسب لمثل هذه الإطروحات

              يبدو أني كنت مخطأه فأخي العاشق التائب معك على طول الخط
              أخي النوراني أكثر مايعجبني فيمن تنتمى لهم فكرياً هو الحب والتسامح اللامتناهــــــــــــــــــــــــــــــي

              تعليق


              • مقتضى الحكمة المتعالية أن يتساوى الخلق في الامكانات التي تؤهلهم للوصل وتحصيل المقام الرفيع
                وعدم تحصيل البعض يرجع الى عدم استخدامهم لهذه الامكانات
                والكلمات مباني لمعاني ومشكلة المتكلم والسامع في اجادة البناء وخلط المعنى
                استخدام مباني لمعاني مختلفة أو الوقوف أما المبني واهمال المعنىأو خلط المعاني
                الكلمات والألفاظ للمبتدئين طريق الصواب وللكاملين حجاب في حجاب

                تعليق


                • المشاركة الأصلية بواسطة موالـي
                  مقتضى الحكمة المتعالية أن يتساوى الخلق في الامكانات التي تؤهلهم للوصل وتحصيل المقام الرفيع
                  وعدم تحصيل البعض يرجع الى عدم استخدامهم لهذه الامكانات
                  والكلمات مباني لمعاني ومشكلة المتكلم والسامع في اجادة البناء وخلط المعنى
                  استخدام مباني لمعاني مختلفة أو الوقوف أما المبني واهمال المعنىأو خلط المعاني
                  الكلمات والألفاظ للمبتدئين طريق الصواب وللكاملين حجاب في حجاب
                  الكلمات والألفاظ للمبتدئين طريق الصواب وللكاملين حجاب في حجابجميل هذا المعراج يا صديق
                  ولكن التاريخ يعيد نفسه ويؤكد بان الحقيقة لا تكون في جهات متضادة بل دوما لها وجه واحد
                  حقيقة واحدة
                  ربما تختلف الرؤى
                  ولكننا نجد انفسنا أمام صور لا متناهية لذات الحقيقة
                  تحمل معني واحد منذ ادم الي يومنا هذا
                  انها حقيقة الشهادة
                  ان لا اله الا الله
                  شهادة قال فيها الحبيب المصطفي: "من عرف حدودها وأدى حقوقها دخل الجنة".
                  فيا لتلك الشهادة يشهد بها الله في كماله أن "لا إله إلا هو"
                  فإن كان العالم علم بالبرهان ما يكون وما كان، فإن العارف شاهد عيان.
                  وإن قال أشهد فهو قد شهد فعلاً.
                  تقول الكاتبة والمفكرة الرائعة ثناء درويش
                  شهادة تشترط بدءًا النفي لأجل الإثبات، والطرح لأجل الجمع، والثورة والتمرد للوصول إلى العبودية الحقَّة... العبودية الجوهرة التي كنهها الربوبيَّة.
                  إنها درب الخير والشرِّ - قوسا الوجود الباطني للإنسان، الشكُّ باتجاه اليقين، والرفض لأجل الإذعان، والكفر المؤدي إلى الإيمان، والوهم الموصل إلى الحقيقة.
                  وهكذا يمسك العارف بطرفي الحقيقة، يقبض بيد
                  على "لا"
                  وبالأخرى على "إلا"،
                  قدمٌ تخطئ وأخرى تتوبُ، ليكونَ المثنويُّ الموحَّد.
                  النفي معمودية بالماء الطاهر، واغتسال بماء الربِّ بعد خلع كلِّ ثوب.
                  يبتدئ بطهارة النفس من نجاسة العادات الرديئة والأمراض الحاكمة والأهواء والرغبات. ثم إسقاط جنابة الفكر من كلِّ تراكمات المعتقدات والإرث والظنون والعلم السلفيِّ المحمول.
                  النفي إقرار بالجهل وعودة نحو الأمية، ليتنزل وحي "اقرأْ"
                  هو قول "لا"... فعلاً وسلوكًا... ظاهرًا وباطنًا، وبكلِّ جارحة من جوارحنا. وهتك لحجب الظلمة والنور، في عروج نحو عين اليقين.
                  النفي طريق الحرية، وثورة العبيد على ملكتهم "النفس الأمارة"، لا لخلعها عن عرشها، بل لرفعها لتكون "النفس اللوامة" ثم لقاحها بالذكر والروح القدس لتكون "المطمئنة".
                  هو كما قال الامام عليٌّ عليه السلام: "محو الموهوم لصحو المعلوم"، ودرب نحو مملكة العري عليه يتقدم السابقون المقربون، لا أصحاب الشمال ولا أصحاب اليمين، متقحمين النار لتحرق الهويَّات والأثواب والألقاب.

                  إلهي، لم تعد ذنوبي وآثامي تخيفني منذ أن تعلَّمتُ كيف أغتسل بفيض حبِّك منها.

                  وللحديث بقية

                  تعليق


                  • تعليق


                    • المشاركة الأصلية بواسطة farajmatari
                      الكلمات والألفاظ للمبتدئين طريق الصواب وللكاملين حجاب في حجابجميل هذا المعراج يا صديق
                      ولكن التاريخ يعيد نفسه ويؤكد بان الحقيقة لا تكون في جهات متضادة بل دوما لها وجه واحد
                      حقيقة واحدة
                      ربما تختلف الرؤى
                      ولكننا نجد انفسنا أمام صور لا متناهية لذات الحقيقة
                      تحمل معني واحد منذ ادم الي يومنا هذا
                      انها حقيقة الشهادة
                      ان لا اله الا الله
                      شهادة قال فيها الحبيب المصطفي: "من عرف حدودها وأدى حقوقها دخل الجنة".
                      فيا لتلك الشهادة يشهد بها الله في كماله أن "لا إله إلا هو"
                      فإن كان العالم علم بالبرهان ما يكون وما كان، فإن العارف شاهد عيان.
                      وإن قال أشهد فهو قد شهد فعلاً.
                      تقول الكاتبة والمفكرة الرائعة ثناء درويش
                      شهادة تشترط بدءًا النفي لأجل الإثبات، والطرح لأجل الجمع، والثورة والتمرد للوصول إلى العبودية الحقَّة... العبودية الجوهرة التي كنهها الربوبيَّة.
                      إنها درب الخير والشرِّ - قوسا الوجود الباطني للإنسان، الشكُّ باتجاه اليقين، والرفض لأجل الإذعان، والكفر المؤدي إلى الإيمان، والوهم الموصل إلى الحقيقة.
                      وهكذا يمسك العارف بطرفي الحقيقة، يقبض بيد
                      على "لا"
                      وبالأخرى على "إلا"،
                      قدمٌ تخطئ وأخرى تتوبُ، ليكونَ المثنويُّ الموحَّد.
                      النفي معمودية بالماء الطاهر، واغتسال بماء الربِّ بعد خلع كلِّ ثوب.
                      يبتدئ بطهارة النفس من نجاسة العادات الرديئة والأمراض الحاكمة والأهواء والرغبات. ثم إسقاط جنابة الفكر من كلِّ تراكمات المعتقدات والإرث والظنون والعلم السلفيِّ المحمول.
                      النفي إقرار بالجهل وعودة نحو الأمية، ليتنزل وحي "اقرأْ"
                      هو قول "لا"... فعلاً وسلوكًا... ظاهرًا وباطنًا، وبكلِّ جارحة من جوارحنا. وهتك لحجب الظلمة والنور، في عروج نحو عين اليقين.
                      النفي طريق الحرية، وثورة العبيد على ملكتهم "النفس الأمارة"، لا لخلعها عن عرشها، بل لرفعها لتكون "النفس اللوامة" ثم لقاحها بالذكر والروح القدس لتكون "المطمئنة".
                      هو كما قال الامام عليٌّ عليه السلام: "محو الموهوم لصحو المعلوم"، ودرب نحو مملكة العري عليه يتقدم السابقون المقربون، لا أصحاب الشمال ولا أصحاب اليمين، متقحمين النار لتحرق الهويَّات والأثواب والألقاب.

                      إلهي، لم تعد ذنوبي وآثامي تخيفني منذ أن تعلَّمتُ كيف أغتسل بفيض حبِّك منها.

                      وللحديث بقية
                      موائد الشيطان (1)
                      مهما طالَ الأمدُ، سيأتي الزمنُ الذي ترتوي فيه الأرضُ الظمأى من دماءِ أبنائها، وتُسدُّ سبلُ الخلاصِ، وتعجز كلُّ هذه العلوم الاكتسابية التي برع بها الدماغ البشري بمعزلٍ عن القلب، وأوصلته إلى ما يدعوه حضارةً وتقدُّمًا وغزوًا للفضاء، عن إيجاد مخرجٍ للإنسان من بركانِ النار، وفنونِ الدمار، وجحيمِ الأفكار، ولات حين مناص.
                      وسيرى الإنسانُ كِبَر غفلته حين تمثَّل من الله أسماء الجلال: المهيمن المتكبِّر القوي القادر المميت... وعميت عينُ قلبه عن أسماء الجمال الرحمن الرحيم المحيي الودود...
                      سيرفعُ رأسَه إلى السماءِ سائلاً ومتوسلاً الرحمةَ من ربِّ العالمين والرأفةَ بعباده، فيأتيه الجوابُ الأزليُّ الأبديُّ:
                      "ظهرَ الفسادُ في البرِّ والبحرِ بما كسبتْ أيدي الناس" – الروم 41.
                      حينها سيعلو من جديد صوت يحيى وإن شئت يوحنا:
                      "صوتٌ صارخٌ في البريَّة أعدُّوا طريقَ الربّ، اصنعوا سبله مستقيمةً" - إنجيل مرقس.
                      سيعلو صوتُ النفير مناديًا للحجِّ الأكبر، فيهرع الأحرارُ من كلِّ فجٍّ عميق، رِجالاً وعلى كلِّ ضامرٍ، إلى المحبَّة أو دين القلب.
                      أولئك الذين لا رأسمال لديهم سوى الفقر، بقلوب تطهَّرت من كلِّ رَين وشَين، وصُقلت كالمرآة، وانجلى عنها الصدأ، لتكونَ حرمَ الله وكعبته الشريفة، وعرشًا يستوي عليه الرحمن، وهو القائل: "تجدني عند المنكسرة قلوبهم لأجلي".
                      الذين اختاروا الأميَّة لغةً لأنها خيرُ اللغاتِ، ولأنها لغةُ الربِّ - الإنسان الكامل. فالإنسان الأمي - وفق معناه في القرآن المترفِّع عن مفاهيم العامَّة، التي تربطُ كلمةَ "أميٍّ" بالذي لا يقدر أن يقرأ أو يكتب – طفلٌ وليدٌ، ووجودٌ طاهرٌ مبرئٌ من الغلِّ و الغشِّ، فارغٌ من التعلُّقات والتعصُّبات والميول، عار عن الهوى و الهوس والدنس، تنبثق الحقائقُ منه بشفافية ودون عوائق.
                      الأميُّ بذرة جيدة في رحم الأرض، إنه الطفل المنسوب لأمِّه، يشرب لبنها الطاهر، ويرتع في حضن رحمتها، ويتربى في مدرستها - مدرسةَ التطهيرِ القلبيِّ والجهادِ النفسيِّ - لتنجليَ الكدوراتُ الفكريةُ التي تعصفُ بالعقلِ نتيجةَ ممارساتها الدنيوية التي تحطُّ الإنسان إلى المنزلة الحيوانيَّة بدل الرقيِّ به إلى الملائكيَّة.
                      وعلى حين راح البشرُ يميلون للتجميع والتركيب والتعقيد، مال هو للبساطة في مأكله ومشربه ومسكنه وملبسه وعلاقاته، وأفكاره، مقرًّا بجهله الذي هو عين معرفته، لما رأى كيف اختصر الله نفسه بحرفين فقط ثم زفرهما في هاء طويلة.
                      فإذا بالطفل يرشد، وإذا بالحكمة تتدفقُ - عقبى إخلاصه - على لسانه كما تدفقت في كلِّ زمانٍ على ألسنة أناسٍ ومن رحمِ عقولٍ لم تمنحها الحياة فرصةَ المعرفة الكسبية، كحال النبيِّ الأميِّ – ابن العواتك والفواطم – وعيسى بن مريم، وحال الكثير من الحكماء والأولياء.
                      "فمن أخلص لله أربعين صباحًا فتح اللهُ قلبَه وشرحَ صدرَه، وأطلقَ لسانَه بالحكمةِ، ولو كان أعجميًّا".
                      ولأن الشيء بالشيء يذكر، نتأمل في بواكير كلِّ دعوة فنجد أنه ما من داعٍ أتى، يخالف بدعوته المألوف والمعتقد والمتعارف عليه إلا كان أول من اتبعه بسطاء الناس، وأول من حاربه سادة القوم وكبراؤهم. الذين ينظرون على الدوام إلى البساطة كنقصٍ ودونيَّة.
                      بسطاء أميُّون هم ملح الأرض، يحفظونها من الفساد، لأنهم أوَّل من يلبِّي يوم يدعو الداعي إلى أمر نكر. وأول من يتَّبع الرسول الذي جاء يعلمهم الكتاب والحكمة. لم يستمعوا إليه بقلوب لاهية بل صاغية، ولا فكَّروا وقدَّروا بل صدَّقوا، ولا بخلوا وقتَّروا بل تصدَّقوا، فاستحقوا اسم الصدِّيقين الشهداء على الناس. وإذا بهم مع الرسول وحدة من غير فرق "كزرع أخرج شطئه فآزره فاستوى على سوقه".
                      وحينها... في زمن الخلاص ذاك، الذي سيلي زمنَ العبور الصعب هذا، وبعد أن يرتضي الإنسان العرفان طريقًا عامًّا لا خاصًّا لانعتاقه من العبوديَّة التي اختارها لنفسه، وتحقيق ربوبيَّته بالأدوات نفسها التي أعطيت له منذ الخلق الأول.
                      سيمارسُ الإنسانُ تفويضَه الإلهيَّ في التعايشِ على الأرضِ، باعتباره خليفةً من وجهةِ النظرِ الدينيةِ على الأقل، وباعتباره كائنًا ساميًا، يمتلك كلَّ القوى التي تؤهلُه للحكمِ والحياةِ، وفقًا لاعتباراتِ كينونتِه الإنسانيةِ.
                      فما العرفانُ هذا، وما معرفتُه، ليقدرَ أن يضمَّنا تحت جناحيه أمةً واحدةً، كحالنا قبل أن تتفرقَ بنا السبلُ، ونمضي طرائقَ قددا؟!
                      ولماذا طريق العرفان دون سواه؟!
                      لأنه ليس دينًا جديدًا ولا مذهبًا جديدًا بل هو الدينُ الذي وصل من خلاله أيُّ نبي أو وليٍّ لكماله، وعن طريقه يتعَّرفُ كلُّ شخصٍ إلى قيمه الفطريةِ وشخصيتِه الحقيقية ومركزيتِه الوجوديَّة التي غطتها الهويَّاتُ المتكثِّرةُ والإضافاتُ الجانبيةُ، فكانت النتيجةُ التضحيةَ بالجوهر لصالح كلِّ ما هو عارض.
                      ولأن العرفانَ لا يدعو إلى طريقةٍ بعينها، بل يدعونا جميعًا للتماسكِ إليه، كلٌّ على طريقته.
                      لأنه يقدِّمُ أجملَ معاني الأسماءِ الإلهية.
                      لأنه أجملُ صورةً لمعنى الوجود.
                      لأنه اللغةُ الراقيةُ للخطاب الإنساني.
                      لأنه الترجمةُ الأكثرُ إدراكًا لسريانِ الروحِ الإلهيَّةِ في الأكوانِ.
                      لأنه السلوكُ الأبلغُ حقَّانيّةٍ في الوصولِ إلى منابعِ الحقيقةِ.
                      ولأنه باختصار يوصلنا إلى ما قاله النبي محمد (ص): "إن كلَّ إنسان كمنجم من ذهب أو فضة أو جوهر، نقِّبْ عن الخيرِ فيه تفز بالسلام".
                      شهادة العرفان:
                      فالعرفان وفق هذا المفهوم هو الشهادة.
                      وكما هو متفقٌ عليه عند أهلِ الطريق هو درب رجوع نحو البدء. وسباحةٌ عكس التيار باتجاه المنبع.
                      لكأن السالك سمكة سلمون تسبح من المحيط إلى البحر فالنهر فالمنبع بعد اللقاح، في مجاهدة تهوِّنها غريزة البقاء عبر التناسل. وهناك تضع بيضها وتموت.
                      وما البيض إلا تلك الرؤى القلبية والآراء العقليَّة للسالك في درب الفناء للبقاء.
                      كلُّ رجال التجديد سبحوا عكس التيار، وربما قدموا حياتهم ثمنًا لرؤاهم.
                      كلُّ واحد منهم كان خروفًا أو قربانًا لنار الحياة المتقدة وشعلتها الخالدة.
                      ما من واحد منهم، ارتضى أن يكتفي بما رآه الآخر، بل أراد أن يحترق بنفسه بنار الاكتشاف. بواد غير ذي زرع، يمضي المجدِّد السبَّاق، وسط ظلم الظاهر وظلمة الباطن،حيث لا إشارات ولا علامات ولا منهاج ولا برنامج معدٌّ مسبقًا، بل صحراء جرَّدتها رياح العلوِّ، من كل أثر باق، لتتغير لوحتها كلَّ لحظة، وتتبدل تكوراتها كلَّ حين.
                      العالم الأكبر الذي انطوى يُنشر، والمضمر يعلن، لتأتي الكتابة قراءة لحظيَّة للوجود الحقِّ.
                      "وكما أن الخمر الجديدة توضع في أوعية جديدة هكذا يترتب عليكم أن تكونوا رجالاً جددًا إذا أردتم أن تعوا التعاليم الجديدة التي ستخرج من فمي" – برنابا.
                      هكذا قال يسوع لكل زمان ومكان، مردفًا أن شرط الرجولة الجديدة أن نعود أطفالاً:
                      "الحقُّ أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" - إنجيل متى.
                      يمضي السالك، بخطى تسير، وعين ترى، ووحي يوحى.
                      كلما قفل راجعًا، كان الأمام أوضح، وكلما ارتفع، اتسعت الرؤية وضاقت العبارة.
                      كوردة تتفتح عين القلب شيئًا فشيئًا على آفاق أرحب، بعد أن أغلقت عين البصر. كعين ماء يفجرونها بالعشق تفجيرا، لتنشقَّ ظلمات الصدف عن درِّها المكنون.
                      الإبداع والخلق يعلنانه إنسانًا بأسمى أسمائه "بديع السماوات والأرض".
                      وفي النهاية... ومع اختلاف الرؤى، نجد أننا أمام صور لا متناهية لذات الكتاب، ذي المعاني الواحدة.
                      ذاك هو العهد الجديد، وتلك هي ثورة التجديد أو البعث، وتلك هي حقيقة الشهادة.
                      شهادة يشهد بها، ويكتب مع الأحياء الخالدين في سفر الحياة.
                      شهادة قال فيها نبينا الكريم: "من عرف حدودها وأدى حقوقها دخل الجنة".
                      فيا لتلك الشهادة يشهد بها الله في كماله أن "لا إله إلا هو"
                      فإن كان العالم علم بالبرهان ما يكون وما كان، فإن العارف شاهد عيان.
                      وإن قال أشهد فهو قد شهد فعلاً.
                      شهادة تشترط بدءًا النفي لأجل الإثبات، والطرح لأجل الجمع، والثورة والتمرد للوصول إلى العبودية الحقَّة... العبودية الجوهرة التي كنهها الربوبيَّة.
                      إنها درب الخير والشرِّ - قوسا الوجود الباطني للإنسان، الشكُّ باتجاه اليقين، والرفض لأجل الإذعان، والكفر المؤدي إلى الإيمان، والوهم الموصل إلى الحقيقة.
                      وهكذا يمسك العارف بطرفي الحقيقة، يقبض بيد على "لا" وبالأخرى على "إلا"،
                      قدمٌ تخطئ وأخرى تتوبُ، ليكونَ المثنويُّ الموحَّد.
                      النفي معمودية بالماء الطاهر، واغتسال بماء الربِّ بعد خلع كلِّ ثوب.
                      يبتدئ بطهارة النفس من نجاسة العادات الرديئة والأمراض الحاكمة والأهواء والرغبات. ثم إسقاط جنابة الفكر من كلِّ تراكمات المعتقدات والإرث والظنون والعلم السلفيِّ المحمول.
                      النفي إقرار بالجهل وعودة نحو الأمية، ليتنزل وحي "اقرأْ"
                      هو قول "لا"... فعلاً وسلوكًا... ظاهرًا وباطنًا، وبكلِّ جارحة من جوارحنا. وهتك لحجب الظلمة والنور، في عروج نحو عين اليقين.
                      النفي طريق الحرية، وثورة العبيد على ملكتهم "النفس الأمارة"، لا لخلعها عن عرشها، بل لرفعها لتكون "النفس اللوامة" ثم لقاحها بالذكر والروح القدس لتكون "المطمئنة".
                      هو كما قال عليٌّ: "محو الموهوم لصحو المعلوم"، ودرب نحو مملكة العري عليه يتقدم السابقون المقربون، لا أصحاب الشمال ولا أصحاب اليمين، متقحمين النار لتحرق الهويَّات والأثواب والألقاب.
                      طرفا الحقيقة:
                      - يا لك من حالمةٍ واهمة!!
                      - ما الحلم إلا براق الحقيقة، وثمة فضاء بين أوهام الحقائق وحقائق الأوهام. وقد يكون ما أرسمه هنا، صورةَ حلمٍ جميلٍ، فاضَ مدادُ الأنبياء وسالت دماء الأولياءِ، عبر العصور، لتبدعَ مدينةً فاضلةً، فظلَّت تلك المدينةُ، التي ربُّها وخالقها حضرة الإنسان، مجرَّدَ تصوُّراتٍ ورغباتٍ اغتالها الفكرُ البشريُّ كعادته، الذي يتمثلُ بالإنسان القويِّ القادرِ الجبَّارِ المهيمنِ، الذي يسحقُ كلَّ ما يخالف تصوراتِه أو يمسُّ مصالحَه الماديَّة والمعنويَّة.
                      إلا أنني أدركُ بالمقابلِ أنه ما من شيء يضيع، وأن قوَّة الفكرة الخيِّرة، تكون بمقدار قدرتنا على تجسيدها وتفعيلها وتسطيرها سلوكًا إنسانيًا أخلاقيًّا، لتكون فعلاً لا ردَّ فعل متحرِّض آنيٍّ. وحين تنسابُ بتلقائيَّة، تلاقي مثيلاتها من الطاقات الإيجابيَّة، فيتعزز حضورُها الإنسانيُّ، مقابلَ قوى الشرِّ وفنونِه وإبداعاتِه، التي يمكن لعين جميلة أن تراه إيجابيًا كمحرِّضٍ على ولادة الخير ونموه وتكاثره، إذا ما تساءلت بدءًا: هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن فيه مثنويًّا، ما بين خير وشر، بعد الهبوط والتجسُّد؟!
                      وبالتالي أما آن الأوان بعد للتخلِّي عن المفهوم الدنيويِّ للشرِّ، الذي لم يحلَّ حتى هذه اللحظة أبسط الإشكاليَّات المتنازع عليها طوال قرون، وتبني المعنى الأولي له، المطروح قرآنيًا، وعلى لسان الأنبياء والحكماء؟!
                      لأننا لو قدرنا على ذلك التخلِّي لخطونا خطوة رائعة وأساسية في اتجاه سلامنا الداخلي، وتصالحنا مع ذواتنا، ومع الآخر أيًّا كان، لتنعم هذه الكرةُ البائسة – أمنا الأرض – بسكينةٍ وهدوء لم تعرفهما يومًا، ولكفَّت عن الأنين والشكوى من قاطعٍ لصلة الرحم، منتهكٍ للحرم، سافكٍ للدم، لم يعرف عن نفسه إلا النذر القليل، فتعب وأتعبها جيلاً بعد جيل.
                      إذًا وفي رؤية فطريَّة للشر متمثلاً بالشيطان ووفق المعنى الأولي له، سنراه ليس إلا قوة إنسانيَّة، لا قوة فوقيَّة خارجة عن حدود ذاته، ووجود إلهي مخلوق لخدمة الإنسان لا ضدَّه، حيث لا يمكن لقوة الخير أن تملأ جميع مناطق الإنسان بأثرها من أجل تهذيبه. فالشيطان يكافئ الرحمن كمفهوم، وتجسيدهما ككلمة... إبليس والروح القدس. كينونتان إنسانيتان كانتا منذ الأزل وباقيتان إلى الأبد. تشكلان قوسي الوجود الباطني للإنسان، تدور بهما عجلةُ الإنسانية وعليهما تؤسس المشيئةُ الربوبيَّة.
                      لا يمكن السلوك إلى الحقيقة وإدراكها إلا بوجود إبليس. فهو ككينونة قوة انفعالية قادرة على الوصول إلى مختلف العوالم الإنسانيَّة المتناهية في الدقَّة والعمق.
                      كما لا يمكن نفيه عن أي إنسان لأنه تكوينه الآخر.
                      الأنبياء أيضًا، لكلٍّ منهم إبليسه، بل لعله أكثر حضورًا ووضوحًا معهم لأنهم قمم هذا المحيط الإنساني، فهم الأجدر بظهور الحقيقة من سواهم.
                      حتى عيسى عليه السلام كان له إبليسه، إنما ولأن عيسى كان تجسيدًا خاصًا للرحمانية، فقد جاء إبليس كرفيق له في مسيرته الجهادية الخاصَّة، أي ككينونة لا كوظيفة، بإبليسيته لا بشيطانيته، لذلك كان التعوذ من الشيطنة لا من إبليس. فأعاذ الله مريم وذريتها من الشيطان الرجيم.
                      أما محمد صلوات الله عليه وسلامه فقد أدرك أن الشرف كل الشرف أن يصل الإنسان إلى الحقيقة بكلِّ مكوناته آخذًا بناصية الوجود كله، فأسلم حتى شيطانه على يده وسار به إلى رؤاه. فقال: "لكل إنسان شيطان أما أنا فأعانني الله على شيطاني فأسلم".
                      إذا ما تبنينا هذا المفهوم الأولي للشر وراعيه كتكوين "إبليس"، والخير وراعيه كتكوين "الروح القدس" في الوجود الإنساني الكوني. وإذا ما آمنَّا أن الشيطان، كوظيفة، هو الطرف الآخر للحقيقة، أو صورتها الأخرى، ويكافئه الرحمن، موجود فينا جميعًا لخدمتنا، وعرفنا كيف نطوعه لأجل هذه الغاية، وحققنا وظيفته الإنسانية بالقدرة الإلهية المكنونة في كل منا، وصرنا قادرين على توظيفه حسب إرادتنا الخاصة، فإن الشياطين ستعمل معنا بدل أن تكون ضدنا، ولنا في شياطين سليمان، من الإنس والجان، مثلاً يحتذى، يبنون له ويغوصون لأجله، أو على الأقل مقرنون في الأصفاد وقد غلَّ أذاهم وعطِّلت وظيفتهم في عمل الشر.
                      وإذا عجزنا، أو لم نعرف، أو لا نريد، فإن الشيطان سيعمل وفق النظام الأولي وهو المنع والسلب والحجب، وسيقوم بالعمل ضدنا وينقلب علينا، وهذه حال العامة، والغالبية العظمى من البشر.
                      لنصل في النتيجة إلى أن جميع الأضداد - بما فيها الخير والشرُّ، الرحمن والشيطان- يمكن أن تفنى في الإنسان خالقها، كما يفنى الذكر والأنثى في آدم ويفنى آدم وإبليس في الله. وما النار والنور إلا تجسيد رائع لذلك. إذ يتبادلان أدوار الخير والشرِّ، ويرقصان رقصة التحول الباهرة، فيعلمانا أن كلَّ قيمة إنما تستمد قيمتها من الإنسان بارئها، وأن كلَّ القيم قابلة للتطويع فيه كالحديد، بشرط احتوائه على تلك النار التي تنصهر فيها كلُّ القيم، ومن ثم سكبها على قالبه الذي هيأه لها.
                      إنها نار العشق التي قال فيه من قال: "العشق ملَّة خالصة، ليس في العشق كفر ولا إيمان".
                      فطوبى لقلوب نارها من نورها ونورها من نارها.
                      تلك القلوب التي تلمَّست صورًا أخرى للخطيئة في الخطاب القرآني، غير صورتها كتضاد للعصمة. وشعرت بوجد الخطيئة، مثلما تشعر بوجد التوبة، لما جاءها الخطاب: "إن الله يحب المفتن التواب"، و"كل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابين".
                      مضت بقدمي الرغبة والغواية، ولولا أخطأت ما استعصمت، فكانت تسير وهي عالمة أن الدرب مهما كان شرفه لا يزال يحمل خطيئته، ولكنها خطيئة أشرف من حسنة من لم يسلكوه فـ "حسنات الأبرار سيئات المقربين". فكان ظاهر خطيئتها سلوك وتجربة وباطنها فضيلة، لأن المؤمن لا يخطئ، طالما لم ينوي أو يقصد الخطأ "وما الأعمال إلا بالنيَّات"، بل يخوض النار كمجاهد، فما من خلاص إلا بخوضها "وإن منكم إلا واردها" فإذا بالنار نور.
                      وهكذا نصل لمعنى يختلف عن مفاهيم البشر، وهو أن الكمال لا يعني نفي الخطيئة، لأنها قدمنا الأخرى حتى سدرة المنتهى، بل إدراكها وتطويعها إذ لا وصول للكمال إلا بها. لتنجلي أمامنا ما كانت تلفُّه عتمة المفاهيم من قبول آدم للخطيئة ثم رفضها، في نزول ثم عروج، كذلك حال كلِّ نبي ووليٍّ، ليستحق أن تكون "بشرًا رسولا".
                      فآدم عصى ربه فغوى، ويوسف همَّ بها، وموسى قتل نفسًا، ومحمد عبس وتولَّى، لكن كل ذلك لا ينطوي تحت اسم الخطيئة، لأن نيَّته لم تكن السوء في أي حال من الأحوال، ولأن الأمور بغاياتها لا بمفاهيمها.
                      بذلك سيتكون لدينا مفهوم مغاير للعصمة، بعد أن أسدلنا حجابًا بيننا وبين مفاهيم الغير، وسيصير المفهوم حيَّة تسعى لمبتغاها ومعناها. فعصمة تأتي كصكٍّ معتمد من الإله، لا يستحقُّ الإنسان شرفها، لأنه لم ينلها استحقاقًا. وعصمة يختص بها فئة دون سواهم، تنفي عن الله صفة العدل، وتلغي اسمًا من اسمائه الحسنى وهو "العادل".
                      لكن الفكر الذي تغذَّى سنين عمره، على فتات موائد الآخرين، وسلَّم بصحة إرثٍ تلقَّاه من أسلافه كسقط المتاع، وخضع لقرون لقانون التفاضل والتصنيف، سترعبه فعلاً فكرة جديدة تقتحم استقرار وسكون مياهه الراكدة، رغم أنها تكرِّمه كإنسان، وترفعه سيِّدًا لا عبدًا.
                      إذ يصعب عليه تقبُّل مساواة عبد وضيع – كما يرى نفسه – مع أي نبي أو وليٍّ، وكيف يجرؤ أن يتطلع مثلاً إلى مقام سيِّد الخلق أجمعين محمد عليه السلام – أو مقام إمام معصوم كعلي كرَّم الله وجهه. فهؤلاء وفق ما صار بداهة لديه معصومون من قبل الخلق، وهم الذين قال فيهم تعالى: "الذين سبقت لهم منا الحسنى"، وما عليه سوى محبتهم وموالاتهم ليستحق أن يدخل الجنَّة عن طريق شفاعتهم له عند ربِّ العالمين!؟
                      فأينه من تلك المقامات الشاهقة، التي هيهات يصل إليها مهما تطاولت قامته، وهم الذين اختصهم الله بالوحي، وانتجبهم من بين سائر الخلق لحمل رسالته، لأنه الأعلم بصفاء سلالتهم المنتقلة من الأصلاب الزكيَّة إلى الأرحام الطاهرة!؟
                      لا يمكن لمن عششت هذه الفكرة في كلِّ خليَّة من تفكيره، أن يؤمن بسواها، ولو حاصرته بالدليل تلو الدليل. بل ولا يمكن أن يقبلك كإنسان مؤمن، بل تراه يخرجك عن الدين ويحلل قتلك، لأن قدسيَّة الفكرة تحجبه تمامًا عن رؤية سواها. وبالتالي فأيُّ معرفة حقيقية بديلة، تحتاج بدءًا إلى إقصاء المعرفة الأولى الكسبية، هذا الإقصاء الذي على ما يبدو يحتاج إلى الاستعداد الفطريِّ بدءًا، والشوق والرغبة في التحرُّر ثانيًا، بحيث يندر أن نجد النسر الحرَّ ابن الفضاء.
                      وسأسلِّم جدلاً بفكرة العصمة المسبقة، لأسأل نفسي وأسألكم: كيف يعرف أحدنا أنه من المنتجبين المعصومين؟
                      ولماذا يكون فلانًا سليل العصمة ووريثها، ولا يكون أيًّا منا؟
                      ماهو المعيار الذي اعتمدناه غير تصديقنا قوله أنه كذلك راجعًا إلى سلسلته التاريخيَّة التي تمنحه دون سواه صك العصمة المختوم.
                      ويبقى السؤال: أيُّ إمام أو قطب منهم نتَّبع، إذا ما رفضنا بدءًا أن نكون من القائلين: "هذا ما وجدنا عليه آباءنا".
                      لأن آباءنا كانوا ولا زالوا... "كلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى".

                      من كتابات/ ثناء درويش
                      بداية وعي جديد للإنسانية

                      تعليق


                      • المشاركة الأصلية بواسطة الغريب 2
                        موائد الشيطان (1)
                        مهما طالَ الأمدُ، سيأتي الزمنُ الذي ترتوي فيه الأرضُ الظمأى من دماءِ أبنائها، وتُسدُّ سبلُ الخلاصِ، وتعجز كلُّ هذه العلوم الاكتسابية التي برع بها الدماغ البشري بمعزلٍ عن القلب، وأوصلته إلى ما يدعوه حضارةً وتقدُّمًا وغزوًا للفضاء، عن إيجاد مخرجٍ للإنسان من بركانِ النار، وفنونِ الدمار، وجحيمِ الأفكار، ولات حين مناص.
                        وسيرى الإنسانُ كِبَر غفلته حين تمثَّل من الله أسماء الجلال: المهيمن المتكبِّر القوي القادر المميت... وعميت عينُ قلبه عن أسماء الجمال الرحمن الرحيم المحيي الودود...
                        سيرفعُ رأسَه إلى السماءِ سائلاً ومتوسلاً الرحمةَ من ربِّ العالمين والرأفةَ بعباده، فيأتيه الجوابُ الأزليُّ الأبديُّ:
                        "ظهرَ الفسادُ في البرِّ والبحرِ بما كسبتْ أيدي الناس" – الروم 41.
                        حينها سيعلو من جديد صوت يحيى وإن شئت يوحنا:
                        "صوتٌ صارخٌ في البريَّة أعدُّوا طريقَ الربّ، اصنعوا سبله مستقيمةً" - إنجيل مرقس.
                        سيعلو صوتُ النفير مناديًا للحجِّ الأكبر، فيهرع الأحرارُ من كلِّ فجٍّ عميق، رِجالاً وعلى كلِّ ضامرٍ، إلى المحبَّة أو دين القلب.
                        أولئك الذين لا رأسمال لديهم سوى الفقر، بقلوب تطهَّرت من كلِّ رَين وشَين، وصُقلت كالمرآة، وانجلى عنها الصدأ، لتكونَ حرمَ الله وكعبته الشريفة، وعرشًا يستوي عليه الرحمن، وهو القائل: "تجدني عند المنكسرة قلوبهم لأجلي".
                        الذين اختاروا الأميَّة لغةً لأنها خيرُ اللغاتِ، ولأنها لغةُ الربِّ - الإنسان الكامل. فالإنسان الأمي - وفق معناه في القرآن المترفِّع عن مفاهيم العامَّة، التي تربطُ كلمةَ "أميٍّ" بالذي لا يقدر أن يقرأ أو يكتب – طفلٌ وليدٌ، ووجودٌ طاهرٌ مبرئٌ من الغلِّ و الغشِّ، فارغٌ من التعلُّقات والتعصُّبات والميول، عار عن الهوى و الهوس والدنس، تنبثق الحقائقُ منه بشفافية ودون عوائق.
                        الأميُّ بذرة جيدة في رحم الأرض، إنه الطفل المنسوب لأمِّه، يشرب لبنها الطاهر، ويرتع في حضن رحمتها، ويتربى في مدرستها - مدرسةَ التطهيرِ القلبيِّ والجهادِ النفسيِّ - لتنجليَ الكدوراتُ الفكريةُ التي تعصفُ بالعقلِ نتيجةَ ممارساتها الدنيوية التي تحطُّ الإنسان إلى المنزلة الحيوانيَّة بدل الرقيِّ به إلى الملائكيَّة.
                        وعلى حين راح البشرُ يميلون للتجميع والتركيب والتعقيد، مال هو للبساطة في مأكله ومشربه ومسكنه وملبسه وعلاقاته، وأفكاره، مقرًّا بجهله الذي هو عين معرفته، لما رأى كيف اختصر الله نفسه بحرفين فقط ثم زفرهما في هاء طويلة.
                        فإذا بالطفل يرشد، وإذا بالحكمة تتدفقُ - عقبى إخلاصه - على لسانه كما تدفقت في كلِّ زمانٍ على ألسنة أناسٍ ومن رحمِ عقولٍ لم تمنحها الحياة فرصةَ المعرفة الكسبية، كحال النبيِّ الأميِّ – ابن العواتك والفواطم – وعيسى بن مريم، وحال الكثير من الحكماء والأولياء.
                        "فمن أخلص لله أربعين صباحًا فتح اللهُ قلبَه وشرحَ صدرَه، وأطلقَ لسانَه بالحكمةِ، ولو كان أعجميًّا".
                        ولأن الشيء بالشيء يذكر، نتأمل في بواكير كلِّ دعوة فنجد أنه ما من داعٍ أتى، يخالف بدعوته المألوف والمعتقد والمتعارف عليه إلا كان أول من اتبعه بسطاء الناس، وأول من حاربه سادة القوم وكبراؤهم. الذين ينظرون على الدوام إلى البساطة كنقصٍ ودونيَّة.
                        بسطاء أميُّون هم ملح الأرض، يحفظونها من الفساد، لأنهم أوَّل من يلبِّي يوم يدعو الداعي إلى أمر نكر. وأول من يتَّبع الرسول الذي جاء يعلمهم الكتاب والحكمة. لم يستمعوا إليه بقلوب لاهية بل صاغية، ولا فكَّروا وقدَّروا بل صدَّقوا، ولا بخلوا وقتَّروا بل تصدَّقوا، فاستحقوا اسم الصدِّيقين الشهداء على الناس. وإذا بهم مع الرسول وحدة من غير فرق "كزرع أخرج شطئه فآزره فاستوى على سوقه".
                        وحينها... في زمن الخلاص ذاك، الذي سيلي زمنَ العبور الصعب هذا، وبعد أن يرتضي الإنسان العرفان طريقًا عامًّا لا خاصًّا لانعتاقه من العبوديَّة التي اختارها لنفسه، وتحقيق ربوبيَّته بالأدوات نفسها التي أعطيت له منذ الخلق الأول.
                        سيمارسُ الإنسانُ تفويضَه الإلهيَّ في التعايشِ على الأرضِ، باعتباره خليفةً من وجهةِ النظرِ الدينيةِ على الأقل، وباعتباره كائنًا ساميًا، يمتلك كلَّ القوى التي تؤهلُه للحكمِ والحياةِ، وفقًا لاعتباراتِ كينونتِه الإنسانيةِ.
                        فما العرفانُ هذا، وما معرفتُه، ليقدرَ أن يضمَّنا تحت جناحيه أمةً واحدةً، كحالنا قبل أن تتفرقَ بنا السبلُ، ونمضي طرائقَ قددا؟!
                        ولماذا طريق العرفان دون سواه؟!
                        لأنه ليس دينًا جديدًا ولا مذهبًا جديدًا بل هو الدينُ الذي وصل من خلاله أيُّ نبي أو وليٍّ لكماله، وعن طريقه يتعَّرفُ كلُّ شخصٍ إلى قيمه الفطريةِ وشخصيتِه الحقيقية ومركزيتِه الوجوديَّة التي غطتها الهويَّاتُ المتكثِّرةُ والإضافاتُ الجانبيةُ، فكانت النتيجةُ التضحيةَ بالجوهر لصالح كلِّ ما هو عارض.
                        ولأن العرفانَ لا يدعو إلى طريقةٍ بعينها، بل يدعونا جميعًا للتماسكِ إليه، كلٌّ على طريقته.
                        لأنه يقدِّمُ أجملَ معاني الأسماءِ الإلهية.
                        لأنه أجملُ صورةً لمعنى الوجود.
                        لأنه اللغةُ الراقيةُ للخطاب الإنساني.
                        لأنه الترجمةُ الأكثرُ إدراكًا لسريانِ الروحِ الإلهيَّةِ في الأكوانِ.
                        لأنه السلوكُ الأبلغُ حقَّانيّةٍ في الوصولِ إلى منابعِ الحقيقةِ.
                        ولأنه باختصار يوصلنا إلى ما قاله النبي محمد (ص): "إن كلَّ إنسان كمنجم من ذهب أو فضة أو جوهر، نقِّبْ عن الخيرِ فيه تفز بالسلام".
                        شهادة العرفان:
                        فالعرفان وفق هذا المفهوم هو الشهادة.
                        وكما هو متفقٌ عليه عند أهلِ الطريق هو درب رجوع نحو البدء. وسباحةٌ عكس التيار باتجاه المنبع.
                        لكأن السالك سمكة سلمون تسبح من المحيط إلى البحر فالنهر فالمنبع بعد اللقاح، في مجاهدة تهوِّنها غريزة البقاء عبر التناسل. وهناك تضع بيضها وتموت.
                        وما البيض إلا تلك الرؤى القلبية والآراء العقليَّة للسالك في درب الفناء للبقاء.
                        كلُّ رجال التجديد سبحوا عكس التيار، وربما قدموا حياتهم ثمنًا لرؤاهم.
                        كلُّ واحد منهم كان خروفًا أو قربانًا لنار الحياة المتقدة وشعلتها الخالدة.
                        ما من واحد منهم، ارتضى أن يكتفي بما رآه الآخر، بل أراد أن يحترق بنفسه بنار الاكتشاف. بواد غير ذي زرع، يمضي المجدِّد السبَّاق، وسط ظلم الظاهر وظلمة الباطن،حيث لا إشارات ولا علامات ولا منهاج ولا برنامج معدٌّ مسبقًا، بل صحراء جرَّدتها رياح العلوِّ، من كل أثر باق، لتتغير لوحتها كلَّ لحظة، وتتبدل تكوراتها كلَّ حين.
                        العالم الأكبر الذي انطوى يُنشر، والمضمر يعلن، لتأتي الكتابة قراءة لحظيَّة للوجود الحقِّ.
                        "وكما أن الخمر الجديدة توضع في أوعية جديدة هكذا يترتب عليكم أن تكونوا رجالاً جددًا إذا أردتم أن تعوا التعاليم الجديدة التي ستخرج من فمي" – برنابا.
                        هكذا قال يسوع لكل زمان ومكان، مردفًا أن شرط الرجولة الجديدة أن نعود أطفالاً:
                        "الحقُّ أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" - إنجيل متى.
                        يمضي السالك، بخطى تسير، وعين ترى، ووحي يوحى.
                        كلما قفل راجعًا، كان الأمام أوضح، وكلما ارتفع، اتسعت الرؤية وضاقت العبارة.
                        كوردة تتفتح عين القلب شيئًا فشيئًا على آفاق أرحب، بعد أن أغلقت عين البصر. كعين ماء يفجرونها بالعشق تفجيرا، لتنشقَّ ظلمات الصدف عن درِّها المكنون.
                        الإبداع والخلق يعلنانه إنسانًا بأسمى أسمائه "بديع السماوات والأرض".
                        وفي النهاية... ومع اختلاف الرؤى، نجد أننا أمام صور لا متناهية لذات الكتاب، ذي المعاني الواحدة.
                        ذاك هو العهد الجديد، وتلك هي ثورة التجديد أو البعث، وتلك هي حقيقة الشهادة.
                        شهادة يشهد بها، ويكتب مع الأحياء الخالدين في سفر الحياة.
                        شهادة قال فيها نبينا الكريم: "من عرف حدودها وأدى حقوقها دخل الجنة".
                        فيا لتلك الشهادة يشهد بها الله في كماله أن "لا إله إلا هو"
                        فإن كان العالم علم بالبرهان ما يكون وما كان، فإن العارف شاهد عيان.
                        وإن قال أشهد فهو قد شهد فعلاً.
                        شهادة تشترط بدءًا النفي لأجل الإثبات، والطرح لأجل الجمع، والثورة والتمرد للوصول إلى العبودية الحقَّة... العبودية الجوهرة التي كنهها الربوبيَّة.
                        إنها درب الخير والشرِّ - قوسا الوجود الباطني للإنسان، الشكُّ باتجاه اليقين، والرفض لأجل الإذعان، والكفر المؤدي إلى الإيمان، والوهم الموصل إلى الحقيقة.
                        وهكذا يمسك العارف بطرفي الحقيقة، يقبض بيد على "لا" وبالأخرى على "إلا"،
                        قدمٌ تخطئ وأخرى تتوبُ، ليكونَ المثنويُّ الموحَّد.
                        النفي معمودية بالماء الطاهر، واغتسال بماء الربِّ بعد خلع كلِّ ثوب.
                        يبتدئ بطهارة النفس من نجاسة العادات الرديئة والأمراض الحاكمة والأهواء والرغبات. ثم إسقاط جنابة الفكر من كلِّ تراكمات المعتقدات والإرث والظنون والعلم السلفيِّ المحمول.
                        النفي إقرار بالجهل وعودة نحو الأمية، ليتنزل وحي "اقرأْ"
                        هو قول "لا"... فعلاً وسلوكًا... ظاهرًا وباطنًا، وبكلِّ جارحة من جوارحنا. وهتك لحجب الظلمة والنور، في عروج نحو عين اليقين.
                        النفي طريق الحرية، وثورة العبيد على ملكتهم "النفس الأمارة"، لا لخلعها عن عرشها، بل لرفعها لتكون "النفس اللوامة" ثم لقاحها بالذكر والروح القدس لتكون "المطمئنة".
                        هو كما قال عليٌّ: "محو الموهوم لصحو المعلوم"، ودرب نحو مملكة العري عليه يتقدم السابقون المقربون، لا أصحاب الشمال ولا أصحاب اليمين، متقحمين النار لتحرق الهويَّات والأثواب والألقاب.
                        طرفا الحقيقة:
                        - يا لك من حالمةٍ واهمة!!
                        - ما الحلم إلا براق الحقيقة، وثمة فضاء بين أوهام الحقائق وحقائق الأوهام. وقد يكون ما أرسمه هنا، صورةَ حلمٍ جميلٍ، فاضَ مدادُ الأنبياء وسالت دماء الأولياءِ، عبر العصور، لتبدعَ مدينةً فاضلةً، فظلَّت تلك المدينةُ، التي ربُّها وخالقها حضرة الإنسان، مجرَّدَ تصوُّراتٍ ورغباتٍ اغتالها الفكرُ البشريُّ كعادته، الذي يتمثلُ بالإنسان القويِّ القادرِ الجبَّارِ المهيمنِ، الذي يسحقُ كلَّ ما يخالف تصوراتِه أو يمسُّ مصالحَه الماديَّة والمعنويَّة.
                        إلا أنني أدركُ بالمقابلِ أنه ما من شيء يضيع، وأن قوَّة الفكرة الخيِّرة، تكون بمقدار قدرتنا على تجسيدها وتفعيلها وتسطيرها سلوكًا إنسانيًا أخلاقيًّا، لتكون فعلاً لا ردَّ فعل متحرِّض آنيٍّ. وحين تنسابُ بتلقائيَّة، تلاقي مثيلاتها من الطاقات الإيجابيَّة، فيتعزز حضورُها الإنسانيُّ، مقابلَ قوى الشرِّ وفنونِه وإبداعاتِه، التي يمكن لعين جميلة أن تراه إيجابيًا كمحرِّضٍ على ولادة الخير ونموه وتكاثره، إذا ما تساءلت بدءًا: هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن فيه مثنويًّا، ما بين خير وشر، بعد الهبوط والتجسُّد؟!
                        وبالتالي أما آن الأوان بعد للتخلِّي عن المفهوم الدنيويِّ للشرِّ، الذي لم يحلَّ حتى هذه اللحظة أبسط الإشكاليَّات المتنازع عليها طوال قرون، وتبني المعنى الأولي له، المطروح قرآنيًا، وعلى لسان الأنبياء والحكماء؟!
                        لأننا لو قدرنا على ذلك التخلِّي لخطونا خطوة رائعة وأساسية في اتجاه سلامنا الداخلي، وتصالحنا مع ذواتنا، ومع الآخر أيًّا كان، لتنعم هذه الكرةُ البائسة – أمنا الأرض – بسكينةٍ وهدوء لم تعرفهما يومًا، ولكفَّت عن الأنين والشكوى من قاطعٍ لصلة الرحم، منتهكٍ للحرم، سافكٍ للدم، لم يعرف عن نفسه إلا النذر القليل، فتعب وأتعبها جيلاً بعد جيل.
                        إذًا وفي رؤية فطريَّة للشر متمثلاً بالشيطان ووفق المعنى الأولي له، سنراه ليس إلا قوة إنسانيَّة، لا قوة فوقيَّة خارجة عن حدود ذاته، ووجود إلهي مخلوق لخدمة الإنسان لا ضدَّه، حيث لا يمكن لقوة الخير أن تملأ جميع مناطق الإنسان بأثرها من أجل تهذيبه. فالشيطان يكافئ الرحمن كمفهوم، وتجسيدهما ككلمة... إبليس والروح القدس. كينونتان إنسانيتان كانتا منذ الأزل وباقيتان إلى الأبد. تشكلان قوسي الوجود الباطني للإنسان، تدور بهما عجلةُ الإنسانية وعليهما تؤسس المشيئةُ الربوبيَّة.
                        لا يمكن السلوك إلى الحقيقة وإدراكها إلا بوجود إبليس. فهو ككينونة قوة انفعالية قادرة على الوصول إلى مختلف العوالم الإنسانيَّة المتناهية في الدقَّة والعمق.
                        كما لا يمكن نفيه عن أي إنسان لأنه تكوينه الآخر.
                        الأنبياء أيضًا، لكلٍّ منهم إبليسه، بل لعله أكثر حضورًا ووضوحًا معهم لأنهم قمم هذا المحيط الإنساني، فهم الأجدر بظهور الحقيقة من سواهم.
                        حتى عيسى عليه السلام كان له إبليسه، إنما ولأن عيسى كان تجسيدًا خاصًا للرحمانية، فقد جاء إبليس كرفيق له في مسيرته الجهادية الخاصَّة، أي ككينونة لا كوظيفة، بإبليسيته لا بشيطانيته، لذلك كان التعوذ من الشيطنة لا من إبليس. فأعاذ الله مريم وذريتها من الشيطان الرجيم.
                        أما محمد صلوات الله عليه وسلامه فقد أدرك أن الشرف كل الشرف أن يصل الإنسان إلى الحقيقة بكلِّ مكوناته آخذًا بناصية الوجود كله، فأسلم حتى شيطانه على يده وسار به إلى رؤاه. فقال: "لكل إنسان شيطان أما أنا فأعانني الله على شيطاني فأسلم".
                        إذا ما تبنينا هذا المفهوم الأولي للشر وراعيه كتكوين "إبليس"، والخير وراعيه كتكوين "الروح القدس" في الوجود الإنساني الكوني. وإذا ما آمنَّا أن الشيطان، كوظيفة، هو الطرف الآخر للحقيقة، أو صورتها الأخرى، ويكافئه الرحمن، موجود فينا جميعًا لخدمتنا، وعرفنا كيف نطوعه لأجل هذه الغاية، وحققنا وظيفته الإنسانية بالقدرة الإلهية المكنونة في كل منا، وصرنا قادرين على توظيفه حسب إرادتنا الخاصة، فإن الشياطين ستعمل معنا بدل أن تكون ضدنا، ولنا في شياطين سليمان، من الإنس والجان، مثلاً يحتذى، يبنون له ويغوصون لأجله، أو على الأقل مقرنون في الأصفاد وقد غلَّ أذاهم وعطِّلت وظيفتهم في عمل الشر.
                        وإذا عجزنا، أو لم نعرف، أو لا نريد، فإن الشيطان سيعمل وفق النظام الأولي وهو المنع والسلب والحجب، وسيقوم بالعمل ضدنا وينقلب علينا، وهذه حال العامة، والغالبية العظمى من البشر.
                        لنصل في النتيجة إلى أن جميع الأضداد - بما فيها الخير والشرُّ، الرحمن والشيطان- يمكن أن تفنى في الإنسان خالقها، كما يفنى الذكر والأنثى في آدم ويفنى آدم وإبليس في الله. وما النار والنور إلا تجسيد رائع لذلك. إذ يتبادلان أدوار الخير والشرِّ، ويرقصان رقصة التحول الباهرة، فيعلمانا أن كلَّ قيمة إنما تستمد قيمتها من الإنسان بارئها، وأن كلَّ القيم قابلة للتطويع فيه كالحديد، بشرط احتوائه على تلك النار التي تنصهر فيها كلُّ القيم، ومن ثم سكبها على قالبه الذي هيأه لها.
                        إنها نار العشق التي قال فيه من قال: "العشق ملَّة خالصة، ليس في العشق كفر ولا إيمان".
                        فطوبى لقلوب نارها من نورها ونورها من نارها.
                        تلك القلوب التي تلمَّست صورًا أخرى للخطيئة في الخطاب القرآني، غير صورتها كتضاد للعصمة. وشعرت بوجد الخطيئة، مثلما تشعر بوجد التوبة، لما جاءها الخطاب: "إن الله يحب المفتن التواب"، و"كل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابين".
                        مضت بقدمي الرغبة والغواية، ولولا أخطأت ما استعصمت، فكانت تسير وهي عالمة أن الدرب مهما كان شرفه لا يزال يحمل خطيئته، ولكنها خطيئة أشرف من حسنة من لم يسلكوه فـ "حسنات الأبرار سيئات المقربين". فكان ظاهر خطيئتها سلوك وتجربة وباطنها فضيلة، لأن المؤمن لا يخطئ، طالما لم ينوي أو يقصد الخطأ "وما الأعمال إلا بالنيَّات"، بل يخوض النار كمجاهد، فما من خلاص إلا بخوضها "وإن منكم إلا واردها" فإذا بالنار نور.
                        وهكذا نصل لمعنى يختلف عن مفاهيم البشر، وهو أن الكمال لا يعني نفي الخطيئة، لأنها قدمنا الأخرى حتى سدرة المنتهى، بل إدراكها وتطويعها إذ لا وصول للكمال إلا بها. لتنجلي أمامنا ما كانت تلفُّه عتمة المفاهيم من قبول آدم للخطيئة ثم رفضها، في نزول ثم عروج، كذلك حال كلِّ نبي ووليٍّ، ليستحق أن تكون "بشرًا رسولا".
                        فآدم عصى ربه فغوى، ويوسف همَّ بها، وموسى قتل نفسًا، ومحمد عبس وتولَّى، لكن كل ذلك لا ينطوي تحت اسم الخطيئة، لأن نيَّته لم تكن السوء في أي حال من الأحوال، ولأن الأمور بغاياتها لا بمفاهيمها.
                        بذلك سيتكون لدينا مفهوم مغاير للعصمة، بعد أن أسدلنا حجابًا بيننا وبين مفاهيم الغير، وسيصير المفهوم حيَّة تسعى لمبتغاها ومعناها. فعصمة تأتي كصكٍّ معتمد من الإله، لا يستحقُّ الإنسان شرفها، لأنه لم ينلها استحقاقًا. وعصمة يختص بها فئة دون سواهم، تنفي عن الله صفة العدل، وتلغي اسمًا من اسمائه الحسنى وهو "العادل".
                        لكن الفكر الذي تغذَّى سنين عمره، على فتات موائد الآخرين، وسلَّم بصحة إرثٍ تلقَّاه من أسلافه كسقط المتاع، وخضع لقرون لقانون التفاضل والتصنيف، سترعبه فعلاً فكرة جديدة تقتحم استقرار وسكون مياهه الراكدة، رغم أنها تكرِّمه كإنسان، وترفعه سيِّدًا لا عبدًا.
                        إذ يصعب عليه تقبُّل مساواة عبد وضيع – كما يرى نفسه – مع أي نبي أو وليٍّ، وكيف يجرؤ أن يتطلع مثلاً إلى مقام سيِّد الخلق أجمعين محمد عليه السلام – أو مقام إمام معصوم كعلي كرَّم الله وجهه. فهؤلاء وفق ما صار بداهة لديه معصومون من قبل الخلق، وهم الذين قال فيهم تعالى: "الذين سبقت لهم منا الحسنى"، وما عليه سوى محبتهم وموالاتهم ليستحق أن يدخل الجنَّة عن طريق شفاعتهم له عند ربِّ العالمين!؟
                        فأينه من تلك المقامات الشاهقة، التي هيهات يصل إليها مهما تطاولت قامته، وهم الذين اختصهم الله بالوحي، وانتجبهم من بين سائر الخلق لحمل رسالته، لأنه الأعلم بصفاء سلالتهم المنتقلة من الأصلاب الزكيَّة إلى الأرحام الطاهرة!؟
                        لا يمكن لمن عششت هذه الفكرة في كلِّ خليَّة من تفكيره، أن يؤمن بسواها، ولو حاصرته بالدليل تلو الدليل. بل ولا يمكن أن يقبلك كإنسان مؤمن، بل تراه يخرجك عن الدين ويحلل قتلك، لأن قدسيَّة الفكرة تحجبه تمامًا عن رؤية سواها. وبالتالي فأيُّ معرفة حقيقية بديلة، تحتاج بدءًا إلى إقصاء المعرفة الأولى الكسبية، هذا الإقصاء الذي على ما يبدو يحتاج إلى الاستعداد الفطريِّ بدءًا، والشوق والرغبة في التحرُّر ثانيًا، بحيث يندر أن نجد النسر الحرَّ ابن الفضاء.
                        وسأسلِّم جدلاً بفكرة العصمة المسبقة، لأسأل نفسي وأسألكم: كيف يعرف أحدنا أنه من المنتجبين المعصومين؟
                        ولماذا يكون فلانًا سليل العصمة ووريثها، ولا يكون أيًّا منا؟
                        ماهو المعيار الذي اعتمدناه غير تصديقنا قوله أنه كذلك راجعًا إلى سلسلته التاريخيَّة التي تمنحه دون سواه صك العصمة المختوم.
                        ويبقى السؤال: أيُّ إمام أو قطب منهم نتَّبع، إذا ما رفضنا بدءًا أن نكون من القائلين: "هذا ما وجدنا عليه آباءنا".
                        لأن آباءنا كانوا ولا زالوا... "كلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى".

                        من كتابات/ ثناء درويش

                        بداية وعي جديد للإنسانية





                        الفاضل غريب
                        لانك نقلت كلمات ساكنة الروح ثناء درويش
                        سأقدم لك هذه الهدية المهم جدا بمناسبة السنة الجديدة
                        عليك
                        ان
                        تستمع باهتمام لهذا الرابط
                        محبتي
                        http://www.vimeo.com/16830337

                        تعليق


                        • ما يهمني من نقلك لهذه الكاتبة مقالها الذي تبتداه بعنوان موائد الشيطان وتختمه بنقدها للفكر الشيعي يا فرج المطيري
                          وانت بكل جراة تنقل وتذكر اسمها وكتاباتها في منبر لاهل البيت عليهم السلام

                          لكن الفكر الذي تغذَّى سنين عمره، على فتات موائد الآخرين، وسلَّم بصحة إرثٍ تلقَّاه من أسلافه كسقط المتاع، وخضع لقرون لقانون التفاضل والتصنيف، سترعبه فعلاً فكرة جديدة تقتحم استقرار وسكون مياهه الراكدة، رغم أنها تكرِّمه كإنسان، وترفعه سيِّدًا لا عبدًا.
                          إذ يصعب عليه تقبُّل مساواة عبد وضيع – كما يرى نفسه – مع أي نبي أو وليٍّ، وكيف يجرؤ أن يتطلع مثلاً إلى مقام سيِّد الخلق أجمعين محمد عليه السلام – أو مقام إمام معصوم كعلي كرَّم الله وجهه. فهؤلاء وفق ما صار بداهة لديه معصومون من قبل الخلق، وهم الذين قال فيهم تعالى: "الذين سبقت لهم منا الحسنى"، وما عليه سوى محبتهم وموالاتهم ليستحق أن يدخل الجنَّة عن طريق شفاعتهم له عند ربِّ العالمين!؟
                          فأينه من تلك المقامات الشاهقة، التي هيهات يصل إليها مهما تطاولت قامته، وهم الذين اختصهم الله بالوحي، وانتجبهم من بين سائر الخلق لحمل رسالته، لأنه الأعلم بصفاء سلالتهم المنتقلة من الأصلاب الزكيَّة إلى الأرحام الطاهرة!؟
                          لا يمكن لمن عششت هذه الفكرة في كلِّ خليَّة من تفكيره، أن يؤمن بسواها، ولو حاصرته بالدليل تلو الدليل. بل ولا يمكن أن يقبلك كإنسان مؤمن، بل تراه يخرجك عن الدين ويحلل قتلك، لأن قدسيَّة الفكرة تحجبه تمامًا عن رؤية سواها. وبالتالي فأيُّ معرفة حقيقية بديلة، تحتاج بدءًا إلى إقصاء المعرفة الأولى الكسبية، هذا الإقصاء الذي على ما يبدو يحتاج إلى الاستعداد الفطريِّ بدءًا، والشوق والرغبة في التحرُّر ثانيًا، بحيث يندر أن نجد النسر الحرَّ ابن الفضاء.
                          وسأسلِّم جدلاً بفكرة العصمة المسبقة، لأسأل نفسي وأسألكم: كيف يعرف أحدنا أنه من المنتجبين المعصومين؟
                          ولماذا يكون فلانًا سليل العصمة ووريثها، ولا يكون أيًّا منا؟
                          ماهو المعيار الذي اعتمدناه غير تصديقنا قوله أنه كذلك راجعًا إلى سلسلته التاريخيَّة التي تمنحه دون سواه صك العصمة المختوم.
                          ويبقى السؤال: أيُّ إمام أو قطب منهم نتَّبع، إذا ما رفضنا بدءًا أن نكون من القائلين: "هذا ما وجدنا عليه آباءنا".
                          لأن آباءنا كانوا ولا زالوا... "كلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى".
                          اما الرابط الهدية فلست بحاجة له ان كان منك ومن امثالك الذي يتصف بالشيطنة في التلاعب بالمنتديات وسرقة المقالات وتحريفها
                          وبدوري اهدي الاخوة رابط المقال ليتفرجوا على افعالك المخزية
                          http://menhj-alquran-alhur.com/showt...hp/189-%281%29
                          التعديل الأخير تم بواسطة الغريب 2; الساعة 26-12-2010, 12:05 AM.

                          تعليق


                          • الكاتبة من اهل البيت
                            وتعكس جوهر عقيدة ائمة اهل البيت
                            وما دون ذلك
                            فهو مجرد أوهام وأوثان
                            والكثيرين للاسف وكما قالت الكاتبة ثناء درويش
                            يأكلون ويشربون من موائد الشيطان
                            اذا لديك أي اعتراض علي كلماتها فأرجو توضيحه لكي نستفيد
                            تحياتي

                            تعليق


                            • مولاي الغريب 2
                              ربما لأنك غريب غاب عنك أن أخونا فرج له أنبياء كثيرون غير أنبيائنا
                              فعنده مثلا النبي جبران خليل جبران والنبية ثناء درويش والنبي أوشو وغيرهم
                              أخونا فرج لفت نظره أن هناك أنوار فاختلطت عليه
                              فكلما برقت له بارقة طار خلفها يتبعها بقلمه
                              ولا أظنه يفكر فيما ينقل فالمهم أنه لاحت له لمعة هنا ولمعة هناك وكل ما أضاء فلا يرى غير بريقه ولا يهم إن كان المصدر حارقا
                              لم لا يجيب التائهين ؟ أم هذه غايته (أعيذه والمؤمنين)
                              فمشاركته السابقة خليط يتيه عليّ لا أدري هل هو يتكلم في مقام عال أم سافل
                              هل هو صاعد أم نازل وهل تتغير الصورة أمامه أم هو ساكن بلا مطية
                              هل من مجيب...

                              تعليق


                              • المشاركة الأصلية بواسطة موالـي
                                مولاي الغريب 2
                                ربما لأنك غريب غاب عنك أن أخونا فرج له أنبياء كثيرون غير أنبيائنا
                                فعنده مثلا النبي جبران خليل جبران والنبية ثناء درويش والنبي أوشو وغيرهم
                                أخونا فرج لفت نظره أن هناك أنوار فاختلطت عليه
                                فكلما برقت له بارقة طار خلفها يتبعها بقلمه
                                ولا أظنه يفكر فيما ينقل فالمهم أنه لاحت له لمعة هنا ولمعة هناك وكل ما أضاء فلا يرى غير بريقه ولا يهم إن كان المصدر حارقا
                                لم لا يجيب التائهين ؟ أم هذه غايته (أعيذه والمؤمنين)
                                فمشاركته السابقة خليط يتيه عليّ لا أدري هل هو يتكلم في مقام عال أم سافل
                                هل هو صاعد أم نازل وهل تتغير الصورة أمامه أم هو ساكن بلا مطية
                                هل من مجيب...

                                لا اعلم ما هو الذي اختلط عليك يا صديقي موالي
                                انبياء الله لا حدود لهم وهذا ليس محور نقاشنا
                                فنبيك الخارجي اتي ليدلك علي نبيك الداخلي
                                وانا لم اذكر بأن ثناء درويش او غيرة هم انبياء
                                ولا اذكر ان اوشو ادعي النبوة
                                فلا تقول شيء لم اقوله انا

                                نحن هنا
                                نتشارك وجودنا على هذه الأرض ونتنفس من ذات الهواء ونشرب من ذات الماء فالوجود أكبر من أن يختصر بأرض او بدين أو يحجم ببلد فالوجود محيط واسع نحيا به ويحيا فينا ولن نضيع مادمنا ننظر الى نفس منبع النور الذي يملئ روحنا بالشوق للذوبان به فلا تترك خيط النور لنستطيع معا العبور الى اللا أرض واللاحدود واللا لون الى ما هو أكبر و أعظم من أن يوصف بالكلمات فهنالك يختفي الكلام ويبقى الصمت .........................
                                صمت العارفين حيث تتخاطب الأرواح بلغة لا يفهمها الا من عاشها فلتعش هذه اللغه ولتتنفس تلك المحبة فهذه هي لغة عشاق الله وهذا هو محيطهم
                                هل يمكن ان نكون من هؤلاء
                                محبتي

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:07 AM
                                ردود 0
                                20 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:04 AM
                                ردود 0
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X