إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

موسوعة الـــرد علــى أكثــر مـــن 700 ســؤال وإشكـال سنــي وناصبي ووهــابـي سلفي ۞ ۩

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    منع كتابة ورواية سنة الرسول

    قبل أن يستولوا على منصب الخلافة
    بعد أن تجاهلوا سنة رسول الله التي بينت من يخلف النبي، وبعد إن استولوا على منصب الخلافة بالقوة والتغلب، وأسندوا كافة المناصب المتفرعة عن الخلافة لأوليائهم، وبعد أن صاروا يتصرفون بهذه المناصب تصرف المالك بملكه، وبعد أن قضوا قضاء تاما على كل معارضة لحكمهم، ظهورا بمظهر الخلفاء الشرعيين لرسول الله ولأن سنة الرسول التي عالجت موضوع من يخلف النبي محكمة ومتماسكة، وتناقض مظهر الشرعية، ولأنها تذكر المسلمين بأن الخلفاء قد أخذوا ما ليس لهم، وجلسوا في مكان مخصص لغيرهم، وحرصا على الاستقرار، ووحدة المحكومين، ومنعا لوقوع الخلاف والاختلاف فقد قرر الخلفاء منع رواية وكتابة سنة الرسول لأنه إن بقي باب رواية وكتابة سنة الرسول مفتوحا فسيعرف المسلمون هذه السنة، وستختمر هذه السنة في نفوس المسلمين، وسيتساءلون يوما لماذا تجاهل الخلفاء سنة الرسول!! ولماذا لم يقبلوا بمن استخلفه الرسول!! وتلك بداية النهاية بالنسبة لهم لذلك قرروا منع كتابة ورواية سنة الرسول!! هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن هنالك فئة من
    الناس كانت تعتقد أن سنة الرسول تتعارض مع مصالحها ومع ما تهوى أنسها.

    أقدم صد ومنع لكتابة سنة الرسول وروايتها

    قال عبد الله بن عمرو بن العاص: " كنت أكتب كل شئ سمعته من رسول الله أريد حفظه فنهتني قريش!! وقالوا تكتب كل شئ سمعته من رسول الله ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا... " (1) وهذا أقدم صد عن سنة رسول الله، وأول محاولة لمنع كتابة سنن الرسول، ومن يحرض على منع كتابة سنة الرسول، يحرض أيضا على منع روايتها، الجهة التي حرضت عبد الله بن عمرو بن العاص على عدم كتابة سنة الرسول جهة معروفة، ولكن عبد الله بن عمرو يخشى الكشف عنها مما يدل على أنها جهة مرموقة أو حاكمة، لذلك كنى عنها بقوله: " فنهتني قريش " في سقيفة بني ساعدة كان أبو بكر وعمر وأبو بكر عبيدة يتكلمون باسم قريش كلها، فكانوا يعتبرون أنفسهم الناطقين الرسميين باسم عشيرة النبي قريش!!!
    وعندما ذكر عبد الله بن عمرو بن العاص هذه الواقعة كان الثلاثة يشكون أركان دولة الخلافة، فلم يكن من الملائم أن يسميهم بأسمائهم حتى لا يحمل قوله على محمل الطعن بهم، لذلك عبر عنهم بكلمة " فنهتني قريش " والأحداث التي تلت ذكر عبد الله بن عمرو لهذه الواقعة تؤكد أن النهي قد صدر من ذلك النفر وبالتحديد من أبي بكر وعمر!! وسبب تحريض عبد الله بن عمرو على عدم كتابة كل شئ يسمعه من رسول الله هو اعتقاد " قريش " أن الرسول بشر يتكلم في الغضب والرضا، فلا ينبغي أن يكتب من كلامه إلا ما صدر عنه وهو في حالة رضا، أما كلامه وهو في حالة الغضب
    فيجب أن لا يكتب، ويبدو أن ذلك النفر قد بث هذه الشائعة على نطاق واسع بدليل حديث عمرو بن شعيب قال: " قلت: يا رسول الله أكتب كل ما أسمع منك؟ فقال الرسول نعم، قلت: في الغضب والرضا؟ قال الرسول: نعم فإني لا أقول في ذلك كله إلا حقا " (2) وقد أكد الرسول هذه الحقيقة لعبد الله بن عمرو بن العاص عندما ذكر له نهي قريش السابق عن كتابة كل ما سمعه من الرسول فقال عبد الله بن عمرو: فأومأ الرسول إلى فمه وقال: " أكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق " (3) وبالرغم من هذه التأكيدات القاطعة من رسول الله إلا أن " قريشا " أو ذلك النفر من قريش بقي على عقيدته السابقة والتي مفادها: بأنه ليس كل ما يقوله الرسول صحيحا!! وليس كل ما يقوله جديرا بأن يكتب!!

    الصد العلني عن سنة الرسول وتحريز المسلمين على عدم اتباعها حتى والرسول على قيد الحياة!!!

    المعروف أن سنة الرسول تعني " قوله وفعله وتقريره " وأبرز الأمثلة على صد ذلك النفر للمسلمين عن سنة الرسول، وتحريض المسلمين على عدم اتباعها هو موقف ذلك النفر من جيش أسامة!! لقد عبأ الرسول ذلك الجيش بنفسه وعبأ ذلك النفر فيه، وعين أسامة قائدا لهذا الجيش وأعطاه الراية بنفسه وحث الرسول هذا الجيش على الخروج سريعا (4) وقال الرسول: " جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه " (5)..
    لكن ذلك النفر وأولياءهم كانوا يرون أن تأمير الرسول لأسامة على هذا الجيش وفيه كبار المهاجرين والأنصار عمل غير مناسب، والأفضل أن يعين الرسول شخصا آخر مناسبا!! فاضطر الرسول أن ينهض من فراش المرض وهو معصوب ومحموم وأن يصعد المنبر وأن يدافع عن قراره بتأمير أسامة وأن يؤكد ذلك بقوله: "... وأيم الله إنه لخليق بالإمارة " (6) وبالرغم من كل هذا فقد أصروا على موقفهم بأن تأمير الرسول لأسامة عمل غير صائب ويتوجب على الرسول عزله واستبداله بشخص آخر!! ومن الطبيعي أن يصر الرسول على قراره فكان يقول: " جهزوا جيش أسامة، أرسلوا بعث أسامة "، وكرر ذلك مرات متعددة وهم متثاقلون (7).
    لقد نجحوا في تثبيط الناس، ومارسوا ضغوطا شديدة على أسامة فطلب من الرسول أن يؤجل هذا الجيش، فقال له الرسول: " أخرج وسر على بركة الله "، وراجعه أسامة مرة ثانية طالبا منه أن يبقى فقال له الرسول: " سر علي النصر والعافية " فراجعه أسامة مرة ثالثة فقال له الرسول: " انفذ لما أمرتك به " (8).
    وبعد أن توفي الرسول أصروا على رأيهم، وضغطوا على الخليفة الأول حتى ينزع أسامة لأن تأمير الرسول لأسامة ليس مناسبا ولا صحيحا!!
    ويبدو أن الذي كان يقود هذا التيار هو عمر بن الخطاب بدليل قول أبي بكر وفعله: فأخذ بلحية عمر بن الخطاب وقال له: " ثكلتك أمك يا بن الخطاب وعدمتك استعمله رسول الله وتأمرني أن أنزعه " (9) لقد أدرك الخليفة الأول أنه لم يعد هنالك ما يبرر الاعتراض على تأمير أسامة وليس هنالك خطر من خروج جيش أسامة، فقد تحققت الحكمة من تأخيرهم لهذا الجيش فعزل أسامة بهذا المرحلة لا يقدم ولا يؤخر، ثم إن أسامة نفسه قد بايعهم، فعزله سيثير امتعاضا عاما هم في غنى عنه، لذلك عارضهم الخليفة وصد زعيمهم عمر بن الخطاب صدا عنيفا!! فتأمير الرسول لأسامة، وكل ما تلفظ به الرسول في هذا الموضوع سنة واجبة الاتباع، ومع هذا لم يتبعوها وحرضوا الناس على عدم اتباعها لقناعتهم بأنها ليست صوابا أو ليست صحيحة أو لأنها لا تتفق مع ما تهوى أنفسهم، أو لأنها صدرت من الرسول وهو في حالة غضب!! أو لأنها من شؤون الدنيا، وذلك النفر أعلم من رسول الله بشؤون دنياهم!! وما يعنينا أن " قريشا " التي حرضت عبد الله بن عمرو بن العاص على عدم كتابة كل ما يقوله الرسول، أو ذلك النفر الذي يكنى عنه بقريش، قد صدوا الناس عن اتباع سنة الرسول، وثبطوهم عن العمل بها، ومنعوهم من إعمالها!! لأنهم يخشون سنة الرسول التي وضعت الأمور في نصابها الشرعي، وكشفت أطماعهم ومخططاتهم!! لذلك يريدون أن يخرجوا سنة الرسول من الخدمة أو يحيدونها ليتمكنوا من تنفيذ ما دبروا!!.

    وحالوا بين النبي وبين كتابة وصيته وتوجيهاته النهائية

    أثناء مرض الرسول أراد أن يكتب وصيته وتوجيهاته النهائية للأمة، وتلخيصه للموقف، كما يفعل قادة الأمم، وكما فعل أبو بكر وعمر في ما بعد وفوق هذا وذاك، فإن كتابة الوصية حق إنساني لكل إنسان فكيف يسيد الخلق، ومن المؤكد أن رسول الله قد ضرب موعدا لذلك، ودعا بعض الصفوة من أصحابه ليشهدوا كتابة وصيته وتوجيهاته النهائية للأمة وتلخيصه للموقف.
    ويبدو أن عمر بن الخطاب قد علم بذلك، فأطلع أركان حزبه على ما سمع، واتفق من أعوانه على أن يدخلوا حجرة الرسول في الوقت الذي حدده لكتابة وصيته وتوجيهاته النهائية، وأن يحولوا بين الرسول وبين ما أراد كتابته!! لأنهم قد توقعوا أن ما سيكتبه الرسول غير مناسب!!
    حضر الذين اصطفاهم رسول الله ليكتب أمامهم وصيته وتوجيهاته النهائية، وجلسوا بين يدي رسول الله، وفجأة وبدون استئذان دخل عمر بن الخطاب ومعه أركان حزبه وعدد كبير من أعوانه الذين اتفق معهم على خطة تحول بين الرسول وبين ما أراد كتابته، وجلسوا فقال الرسول للذين دعاهم:
    " إئتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا " (10).وما إن أتم الرسول جملته حتى تصدى له عمر بن الخطاب وقال متجاهلا طلبه، ومتجاهلا وجود الرسول، وموجها كلامه للصفوة التي اختارها رسول الله لكتابة وصيته: " لا حاجة لنا بكتابه إن المرض قد اشتد برسول الله، إن النبي يهجر!! - أي لا يعي ما يقول - وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله " (11).
    وما إن تم عمر هذه الجملة حتى قال أعوانه وبصوت واحد: " القول ما قاله عمر، إن رسول الله يهجر، ما له أهجر!! ما شأنه أهجر، استفهموه إنه يهجر " (12) متجاهلين بالكامل وجود الرسول وموجهين كلامهم لأولئك الذين استدعاهم الرسول.
    صعقت الصفوة التي اختارها النبي من هول ما سمعت فقالت: " ألا تسمعون رسول الله يقول قربوا يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا " (13).
    فكرر عمر أقواله السابقة، وعلى الفور ضج أتباع عمر فرددوا اللازمة التي اتفقوا عليها قبل دخولهم إلى منزل النبي: " القول ما قاله عمر، إن الرسول يهجر... " (14) إلى آخر اللازمة!!. كان واضحا أن عمر وحزبه على استعداد لفعل أي شئ يحول بين الرسول وبين كتابة ما أراد!! فطلت النسوة من وراء الستر وقلن لعمر وحزبه: " ألا تسمعوا رسول الله يقول قربوا يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا "!! فصاح بهن عمر قائلا: " إنكن .
    صويحبات يوسف " (15).
    وارتفعت الأصوات وكثر اللغو واللغط فتدخل الرسول فقال:
    " دعوهن فإنهن خير منكم " (16) " دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، قوموا عني لا ينبغي عندي تنازع " (17) لقد اكتفى الرسول بتأكيداته اللفظية السابقة، ورد على عمر وحزبه ردا يليق بجلال النبوة وطبيعة الظروف، ولم يعد هنالك ما يوجب بقاءهم لقد تحقق ما تمناه عمر وحزبه، إذ حالوا بين الرسول وبين كتابة ما أراد، وكسروا خاطر النبي الشريف، وقصموا ظهر الدين والأمة معا فلو أصر الرسول على الكتابة، لأصروا على الهجر، مع ما يفتحه هذا الادعاء الكاذب من مخاطر على الدين.
    وفي ما بعد بين عمر بن الخطاب الغاية التي استهدفها هو وحزبه من الحيلولة بين الرسول وبين كتابة ما أراد فقال: " حتى لا يجعل الأمر خطيا لعلي بن أبي طالب " (18) فيؤكد تأكيداته اللفظية بتأكيد خطي، وقد اعترف عمر بذلك لأنه كان يعتقد أن مصلحة الإسلام والمسلمين تقتضي أن لا يتولى الخلافة علي بن أبي طالب لحداثة سنة والدماء التي عليه (19) وأن اختيار الرسول للإمام علي كاختياره لأسامة عمل غير صحيح وغير مناسب!! فإنا لله وإنا إليه راجعون!!!.
    الرسول في بيته لا في بيت عمر، ومن حق الإنسان أن يفعل في بيته ما يشاء!! ثم إن الرسول على الأقل مسلم ومن حق المسلم أن يكتب وصيته وبعد وفاة المريض الناس أحرار بإعمال هذه الوصية أو إهمالها!! ثم إن أبا بكر قد كتب وصيته، في وقت قد اشتد فيه المرض أكثر مما اشتد برسول الله، ولم يقول عمر الذي كان موجودا لا حاجة لنا بوصيتك حسبنا كتاب الله، ثم إن عمر نفسه قد اشتد به الوجع أكثر مما اشتد برسول الله، ومع هذا كتب وصيته وأصدر توجيهاته النهائية ونفذت كأنها كتاب إلهي، ولم يقل لا عمر ولا غيره: " حسبنا كتاب الله... " (20).
    كيف يعتذرون عن هذه البائقة!! كيف يبررونها!!! في وقت يطول أو يقصر سيخرجون من كهوف التاريخ، وسيعيدون النظر بثقافة التاريخ التي أشربوها فتخيلوا الأبيض أسودا والأسود أبيضا ساعتها سيكتشفون كم ضيعوا في جنب الله تعالى!!
    وما يعنينا في هذ ا المقام أن الرسول أراد أن يكتب شيئا من سنته أثناء مرضه، فاستمات عمر بن الخطاب وحزبه ليحولوا بين الرسول وبين كتابة ما أراد، لأنهم من حيث المبدأ ضد كتابة السنة، ومن يقف ضد كتابة السنة يقف ضد روايتها.

    ____________
    (1) سنن أبي داود ج 2 ص 126، وسنن الدارمي ج 1 ص 125، ومسند أحمد ج 2 ص 162 و 207 و 216، والمستدرك للحاكم ج 1 ص 105 و 106، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 1 ص 85، وكتابنا المواجهة ص 254.
    (2) مسند أحمد ج 2 ص 207.
    (3) سنن أبي داود ج 2 ص 126، وسنن الدارمي ج 1 ص 125، ومسند أحمد ج 2 ص 162 و 207 و 216، والمستدرك للحاكم ج 1 ص 105 و 106، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 1 ص 85.
    (4) المغازي للواقدي ج 3 ص 117، والسيرة الحلبية ج 3 ص 207، والطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 190.
    (5) الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 23 وج 1 ص 20 بهامش الفصل لابن حزم ج 1 ص 24
    (6) المغازي للواقدي ج 3 ص 119، والطبقات الكبرى ج 2 ص 190، وشرح النهج ج 1 ص 57، والسيرة الحلبية ج 3 ص 207 و 234.
    (7) كنز العمال ج 10 ص 573، ومنتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج 4 ص 182.
    (8) المغازي للواقدي ج 3 ص 112، والطبقات الكبرى ج 3 ص 191، والسيرة الحلبية ج 3 ص 208 وص 235، والسيرة الدحلانية ج 2 ص 340، وشرح النهج ج 1 ص 160، وكنز
    العمال ج 10 ص 574.
    (9) تاريخ الطبري ج 3 ص 226، والكامل لابن الأثير ج 2 ص 335، والسيرة الحلبية ج 3 ص 209 و 236، والسيرة الدحلانية ج 2 ص 340
    (10) راجع صحيح البخاري كتاب المرض باب قول المريض قوموا عني ج 3 ص 9، وصحيح مسلم آخر كتاب الوصية ج 5 ص 75 وج 2 ص 16، وصحيح مسلم بشرح النووي ج 11 ص 94 و 95، ومسند أحمد ج 1 ص 355 وج 4 ص 356، وصحيح البخاري ج 4 ص 31، وتاريخ الطبري ج 2 ص 194، والكامل لابن الأثير ج 2 ص 320 وتذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 62، وسر العالمين، وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي.
    (11) المصدر السابق.
    (12) المصدر السابق.
    (13) المصدر السابق.
    (14) المصدر السابق
    (15) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 243 - 244.
    (16) المصدر السابق.
    (17) راجع صحيح البخاري كتاب المرض باب قول المريض قوموا عني ج 3 ص 9، وصحيح مسلم آخر كتاب الوصية ج 5 ص 75 وج 2 ص 16، وصحيح مسلم بشرح النووي ج 11 ص 94 و 95، ومسند أحمد ج 1 ص 355 وج 4 ص 356، وصحيح البخاري ج 4 ص 31، وتاريخ الطبري ج 2 ص 194، والكامل لابن الأثير ج 2 ص 320، وتذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 62، وسر العالمين، وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي.
    (18) شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ج 7 ص 114
    سطر 27 الطبعة الأولى بيروت وج 2 ص 79 سطر 3 تحقيق أبو الفضل مكتبة الحياة، وج 3 ص 167 طبعة دار الفكر.
    (19) شرح النهج ج 2 ص 18، والطبقات الكبرى لابن سعد ج 3 ص 130، وكتابنا المواجهة ص 473
    (20)سلطنا الأضواء في البحوث السابقة على مرض أبي بكر وعمر وكتابتهما لوصيتيهما وتوجيهاتهم النهائية، وكيف نفذت كأنها وحي من الله تعالى، وتوفيرا لوقتك راجع في هذا الخصوص تاريخ الطبري ص 429، وسيرة عمر لابن الجوزي ص 37، وتاريخ
    ابن
    خلدون ج 2 ص 85، وكتابنا المواجهة ص 540 لترى كيف أتاحوا الفرصة لأبي بكر ليكتب وصيته وتوجيهاته النهائية وراجع تاريخ الطبري طبعة أوروبا ج 1 ص 2138 لترى موقف عمر المؤيد لوصيته وتوجيهات أبي بكر، وراجع الإمامة والسياسة ج 1 ص 15. وما فوق، والطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 364 وج 3 ص 347، وأنساب الأشراف ج 5 ص 18، وتاريخ الطبري ج 5 ص 23 لترى كيف كتب عمر وصيته وتوجيهاته النهائية وكيف نفذت مع أن فيها أوامر بقتل نفوس حرم الله قتلها.


    يتبــع

    تعليق


    • #62
      الانقلاب على الشريعة الاسلامية


      توزيع الأدوار

      من اللحظة التي قعد فيها رسول الله على فراش الموت، استنفر ذلك النفر قاعدتهم الشعبية، وقامت قيادتهم بتحديد الخطوات اللازمة للاستيلاء على منصب الخلافة بالقوة.

      1 - تحديد ساعة الصفر أو الاعلان عن وجود انقلاب على الشرعية الإلهية:
      قدر ذلك النفر أن أفضل وقت لتنفيذ الانقلاب هو الفترة الواقعة ما بين وفاة النبي وبين دفنه، حيث يكون الإمام الشرعي وأهل بيت النبوة والفئة القليلة المؤمنة مشغولين بتجهيز الرسول لمواراته في ضريحه المقدس فإذا نجح الانقلابيون بتنصيب خليفة خلال هذه الفترة فسيواجهون الإمام الشرعي وآل محمد والفئة القليلة المؤمنة بأمر واقع لا طاقة لهم على دفعه، وهذا ما حدث بالفعل، فلم يشارك ذلك النفر بتجهيز الرسول ولا شاركوا بدفنه مع أن أبسط حقوق الرسول على ذلك النفر هو المشاركة بالتجهيز والدفن خاصة وأن أبا بكر وعمر قد نالا شرف مصاهرة الرسول.
      قال ابن سعد: (ولي وضع الرسول في قبره هؤلاء الرهط الذين غسلوه العباس وعلي، والفضل وصالح مولاه (وخلى أصحاب رسول الله بين رسول الله وأهله فولوا أجنانه) (
      1).
      وقال ابن عبد ربه: (دخل القبر علي والفضل وقثم أبناء العباس وشقران مولاه ويقال أسامة بن زيد وهم تولوا غسله وتكفينه وأمره كله) (
      2).
      وأن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن الرسول (
      3).
      قالت عائشة: ما علمنا بدفن الرسول حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء (
      4) والقوم مجمعون على أن رسول الله قد مرض في حجرة عائشة وتوفي فيها، ومع هذا فإن عائشة لم تعلم بدفن الرسول لأنها كانت مشغولة كأبيها وكعمر بمصلحة المسلمين وتنصيب خليفة مناسب غير الخليفة الذي اختاره الله ورسوله!!
      قال ابن سعد: (ولم يله إلا أقاربه، ولقد سمعت بنو غنم صريف المساحي حين حضر، وأنهم لفي بيوتهم( (
      5).
      هذه الروايات رواها أولياء الخلفاء وهي تدل ضمنا وصراحة على أنهم قد تركوا رسول الله جنازة في أيدي أهله وأقاربه، وذهبوا ليستولوا على ملك النبوة، ويتقاسموه في غياب أهله الشرعيين ويضعوا المسلمين أمام أمر واقع، فإذا كان هذا تعاملهم مع الرسول شخصيا فكيف يتعاملون مع سنته!!

      2 - تقسيم أنصار ذلك النفر على شكل سرايا كل سرية لها مهمة محددة!!
      أ - قسم يبقى في المسجد وحوله، ليكون قرب آل محمد، يراقب تحركاتهم وينتظر اللحظة التي يأتي بها الخليفة الجديد، فيستقبلونه مجرد وصوله، ويبايعونه أمام آل محمد، بعفوية وبدون اعتراض، وكأن هذه البيعة طبيعية، وكأن هذا القسم لا يعرف شيئا عن المؤامرة والانقلاب!!
      وبالفعل عندما جاء الخليفة الجديد نهضت هذه المجموعة لاستقباله فقال عمر بن الخطاب: (ما لي أراكم حلقا شتى، قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعه الأنصار) (
      6).
      وكأن كلام عمر (مسحة رسول) فقام عثمان بن عفان والأمويون فبايعوا الخليفة الجديد، وقام سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما من بني زهرة فبايعوا الخليفة الجديد، ولم يبق من ذلك الجمع لم يبايع إلا علي بن أبي طالب والعباس ومن معهما والزبير بن العوام الذي انضم لهما (
      7) وهكذا عزل الهاشميون وآل محمد كما خطط الانقلابيون ونجح القسم الذي وضع في المسجد وحوله بأداء دوره على أكمل وجه!!!
      ب - قسم آخر يتحرك إلى منطقة الأنصار، ويتجمعون في سقيفة بني ساعدة كأنهم زوار لسعد بن عبادة الذي كان مريضا وطريح الفراش بإجماع كل المؤرخين، ومهمة هذا القسم أن ينتظر قدوم قادة الانقلاب، وأن يشترك بالحوار وكأنه لا علم له بما دبروا، حتى إذا ما نجح قادة الانقلاب بجر الحاضرين إلى الخوض في حديث من يخلف النبي، أمسكوا بالحديث فتابعوه حتى يتم تنصيب الخليفة المتفق عليه وهو أبو بكر، عندئذ ينهض أفراد هذا القسم ويبايعوا أبا بكر كأول خليفة للنبي، فيذهل الحاضرون من غير الانقلابيين، ويجدون أن من الحكمة مبايعة الخليفة الجديد باعتباره واقعا، وحتى يشركهم في ما بعد بالمنافع والأدوار، ويحافظوا على مصالحهم باعتبار أن هذه الخليفة هو رأس الحكومة الواقعية!!

      3 - افتعال اجتماع سقيفة بني ساعدة:
      في وقت يطول أو يقصر سيكتشف المسلمون بإن اجتماع سقيفة بني ساعدة كان مفتعلا وقد حوله الانقلابيون من مجرد اجتماع لزوار عند مريض إلى اجتماع سياسي وقد أثبتنا ذلك (
      8) فسعد بن عبادة كان مريضا بالإجماع، وقاعد على فراش المرض في منزله المجاور لسقيفة بني ساعدة، ولأن سعد سيد الخزرج بلا كلام فمن الطبيعي أن تأتي وجوه الخزرج لعيادته والاطمئنان على صحته، ومن الطبيعي أن يتعرض الزوار في حديثهم العادي لوفاة الرسول، والفراغ الذي سيتركه، وفجأة حضرت الأوس المتفقة مع قادة الانقلاب، والمحصورة مهمتها بمبايعة الخليفة في اللحظة المناسبة عند ترشيحه من قبل قادة الانقلاب، وليس في حضور الأوس أو جزء كبير منهم أو حتى مجموعة من الأوس لزيارة سعد بن عبادة ما يثير الريبة، فسعد مريض وعيادة المريض وزيارته مرغوبة في الجاهلية والإسلام، وهذه الزيارة من حيث الظاهر مبادرة نبيلة من الأوس. لقد جلس الجميع واطمأنوا على صحة المريض سعد بن عبادة ومن غير المستبعد أن الجميع قد تطرقوا إلى عصر ما بعد النبوة، ويجمع المؤرخون أن الحضور قد قالوا لسعد بن عبادة أن الأمر لك، فما كنت فاعلا فلن نعصي لك أمرا، بمعنى أن سعد بن عبادة يتولى توجيه الأنصار إلى ما يمكن عمله وكيف يتم ذلك، وليس المقصود تولية سعد خليفة على المسلمين، فلو أن المقصود تولية الخلافة لسعد لبايعه الحاضرون خليفة، ولوضعوا المسلمين تحت أمر واقع كما فعل الانقلابيون!! لكن سعد لا يقبل ذلك، ولا يقبل الخزرج ذلك ولا تقبل الأوس ذلك أيضا، لأن الأنصار كانت تعرف أن الرسول قد استخلف الإمام علي بن أبي طالب، وطوال عهد الرسول المبارك وهو يؤكد هذه الحقيقة وقبل شهرين من وفاته نصبه الرسول وتوجه إماما للمسلمين في غدير خم وبايعه المسلمون وقدموا له التهاني بحضور الرسول، كأن مسألة خلافة النبي محسومة ومعروفة عند الجميع خاصة الأنصار، وحتى بعد أن نجح الانقلابيون بتنصيب خليفة في سقيفة بني ساعدة قالت الأنصار " لا نبايع إلا عليا أو قال بعض الأنصار: " لا نبايع إلا عليا " (9) وعلى غائب، لأن عامة المهاجرين والأنصار كانوا لا يشكون بأن عليا هو صاحب الأمر بعد رسول الله (10
      ) ولكن كان من الطبيعي أن ينشرح خاطر سعد مما عرضته الأوس حول تنسيق المواقف إن العرض غريب ومدهش، لكن تقبله سعد، وتقبلته الخزرج بحسن نية وبارتياح، لأن الخزرج كانت خالية الذهن تماما من موضوع الانقلاب، ومن تواطؤ أعداد كبيرة من الأوس فيه!!

      4
      - حضور أبي بكر وعمر وأبي عبيدة:

      بينما كان الزوار مجتمعين في منزل سعد بن عبادة حضر أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، كان حضورهم مستهجنا من جميع الوجوه فهم أصهار
      الرسول، وقد جرت العادة أن يساعد الأصهار أهل الميت بتجهيزه ودفنه، إن ترك الثلاثة لرسول الله يثير الدهشة والاستغراب لكن سعد والخزرج تصوروا لأول وهلة أن زيارة الثلاثة تعبير عن المحبة والتقدير لسعد، ولفتة نبيلة تجاه الخزرج، وأن الزيارة لوجه الله تعالى! ولم يعلم سعد، ولا علمت الخزرج ساعتها أن الثلاثة اختاروا هذا المكان وهذا التجمع بالذات لينصبوا خليفة بديلا للخليفة الذي اختاره الله ورسوله!! من الطبيعي أن ينهض الجميع أو يفسحوا المجال على الأقل للزوار الثلاثة ثم يجلس الجميع، من الذي وصل الحديث!! من الذي بدأ الحديث!! كيف تطور الحديث عن خلافة النبي المحسومة! لا أحد يعلم ذلك على وجه اليقين، لم تعد الروايات التاريخية التي " هندستها " وسائل إعلام دولة الخلافة التاريخية مقبولة عقليا ولا قادرة على الوقوف أمام أي تحليل منطقي!! لكن المؤكد أن اجتماع السقيفة بالمعنى الذي تقدمه وسائل إعلام الخلافة التاريخية كان مفتعلا، وأنه لم يكن بالأصل اجتماعا سياسيا لغاية انتخاب خليفة من الأنصار كما يزعمون!! وأن الثلاثة وأعوانهم هم الذين استغلوا وجود بعض الناس عند سعد بن عبادة، وحولوا ذلك الاجتماع إلى اجتماع سياسي لغاية تنصيب الخليفة بديل للخليفة الذي نصبه الله ورسوله، ومواجهة آل محمد وصاحب الحق الشرعي وكافة المسلمين بأمر واقع لا طاقة لهم على دفعه إلا بالقتال وتفريق وحدة المسلمين!!

      5 – الثلاثة وأعوانهم يتجاهلون بالكامل الإمام الذي اختاره الله ورسوله ليخلف الرسول:
      بعد أن نجح الثلاثة وأعوانهم بتحويل الاجتماع عند مريض إلى اجتماع سياسي، تجاهلوا بأن الرسول قد عين خليفة، وتجاهلوا سنة الرسول التي نظمت عصر ما بعد النبوة، وتجاهلوا نظام الحكم في الإسلام وانطلقوا من نقطة الصفر قافزين عن كل الأحكام الشرعية التي أعلنها النبي، فقال أبو بكر للحاضرين، نحن عشيرة الرسول... وقال عمر: " إن العرب لا ينبغي أن تولي هذ الأمر إلا من كانت النبوة فيهم من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته " (
      11) وقال أبو عبيدة: " يا أيها الأنصار كنتم أول من نصر وآزر فلا تكونوا أول من بدل وخالف " (12). أنت تلاحظ أن الثلاثة كانوا يحتجون بحجة أهل بيت النبوة، ويتصرفون كأن الرسول لم يعالج هذا الموضوع، لقد فهم الأنصار أن الثلاثة يريدون أن ينصبوا خليفة، ويضعوا الناس أمام أمر واقع، فقالت الأنصار أو قال بعض الأنصار: " لا نبايع إلا عليا " (13) وكان علي غائب، وقال المنذر بن الأرقم: " إن فيكم لرجلا لو طلب هذا الأمر لم ينازله أحد " يعني علي بن أبي طالب (14).
      تجاهل أبو بكر ما قالته الأنصار فقال: " هذا عمر وهذا أبو عبيده بايعوا أيهما شئتم، فقال عمر ما لأبي بكر أبسط يدك أبايعك، وكثر اللغط وكثر
      الاختلاف، أهل الشرعية من الأنصار يقولون لا نبايع إلا عليا والثلاثة يريدون أبا بكر والمندسون يترقبون الفرصة. لما رأى بشير بن سعد أن الثلاثة لم يقبلوا بولاية علي أدرك أن البيعة
      لأحدهم واقعة لا محالة، فأراد أن يكون له السبق فقال إن محمدا من قريش وأهله أحق بميراثه وتولي سلطانه... ثم قفز وبايع أسيد بن حضير ومن حضر من الأوس، وحتى ينال الخزرج جزاءا من هذا الشرف ولا يأخذه الأوس وحدهم بايع أكثرية من حضر... " (15).

      6
      - استقدام المرتزقة من الأعراب:
      استقدم الانقلابيون أعدادا كبيرة من الأعراب، وطلبوا منهم أن يتواجدوا في الوقت الذي حدوده قرب بيت سعد بن عبادة، فجاءت قبيلة أسلم قال
      الطبري: " إن أسلم أقبلت بجماعة حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبا بكر " (16) قال عمر بن الخطاب في ما بعد: " ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر " (17) قال عمر هذا الكلام وهو في سقيفة بني ساعدة، وهو بحاجته ماسة إلى مؤيدين ينتصر بهم على سنة الرسول وعلى صاحب الحق الشرعي!! فكيف عرف أن هذه القبيلة التي لا تسكن المدينة ستكون من المؤيدين له! إن لم تكن هنالك علاقة أو اتفاق مسبق معها، ثم ما هي مصلحة هذه القبيلة باندفاعها الذي وصل إلى درجة التهور في تأييدها لذلك النفر!! قال ابن الأثير فجاءت أسلم فبايعت (18) وقال الزبير بن البكار: " فقوي بهم أبو بكر " (19) وقال المفيد: " إن القبيلة كانت قد جاءت لتمتار من المدينة " (20
      ) لقد حسمت الأعراب الموقف وأجبرت المترددين على الاعتراف بالأمر الواقع، وهذا ليس وليد صدفة، إنما كان ثمرة تخطيط اتفاق مسبق!!

      7
      - زقة الخليفة الجديد:
      بايع أبا بكر الانقلابيون من المهاجرين والطلقاء والأنصار والمنافقين والمرتزقة من الأعراب في سقيفة بني ساعدة، وبعد أن تمت بيعتهم له أحاطوا به وزفوه زفا إلى المسجد (21) ولما وصل موكب الخليفة الجديد المسجد استقبله الأمويون برئاسة عثمان بن عفان فبايعوا، وبنو زهرة برئاسة سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف فبايعوا، وتبعا لهم بايعت بطون قريش باستثناء بني هاشم والزبير وخالد بن سعيد الأموي، وهكذا واجه الانقلابيون الأمة بأمر واقع لا سبيل إلى دفعه ، إلا برجوعهم إلى الحق وهذا غير وارد فلو أرادوا الحق لما خرجوا منه، أو
      بحرب غير متكافئة تفرق وحدة المسلمين.

      8 - توقع الخليفة الجديد وأعوانه المباركة الفورية من آل محمد عامة ومن صاحب الحق الشرعي خاصة:
      بعد ما نصب الانقلابيون الخليفة الجديد وحشدوا ذلك الحشد الهائل من الأتباع والأعوان ومن أعداء الله ورسوله وواجهوا صاحب الحق الشرعي وآل محمد بهذا الواقع المر، توقع الخليفة الجديد وأعوانه بأن يسكت صاحب الحق الشرعي، وأن يسكت أهل بيت النبوة وأن يبادروا على الفور للاعتراف بهذه الأمر الواقع وإن يبادروا إلى مبايعة الخليفة الجديد خاصة وأنه قد
      استعرض قواته أمام بيت العزاء!!
      لكن ما توقعه الانقلابيون لم يحدث ولم يتقدم الإمام علي بن أبي طالب ولا أحد من بني هاشم إلى مبايعة الخليفة الجديد أو إظهار الاعتراف بالأمر الواقع بل اعتبروه عملا غير شرعي بل ومعدم شرعا!! كذلك فقد توقع الخليفة وأعوانه أن
      تتقدم الفئة القليلة المؤمنة فتبايعه، وتبارك له وتعترف بالأمر الواقع، وتتناسى كل ما قاله رسول الله!! ولكن ذلك لم يحدث، فقد رفضت القلة المؤمنة الاعتراف بالأمر الواقع، وبالوضع الجديد!! قال عمر بن الخطاب في ما بعد: " وإنه كان من خبرنا حين توفي نبينا أن عليا والزبير ومن معهما - سلمان الفارسي،
      وعمار بن ياسر والبراء بن عازب وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وأبي بن كعب - تخلفوا عنا في بيت فاطمة (
      22)..

      (1) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 70، وكنز العمال ج 4 ص 54 و 60، ومعالم المدرستين ج 1 ص
      121.

      (
      2) العقد الفريد ج 3 ص 63، وقريب منه تاريخ الذهبي ج 1 ص 321 و 324 و
      326.
      (
      3) كنز العمال ج 3 ص
      140.
      (
      4) سيرة ابن هشام ج 4 ص 344، وتاريخ الطبري ج 2 ص 452 و 455 وط أوروبا ج 1 ص 1833 و 1837، وابن كثير ج 5 ص 270، وابن الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 34 ترجمة الرسول، ومعالم المدرستين ج 1 ص
      121.
      (5) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 1 ص
      121.
      (
      6) الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 11،
      وكتابنا المواجهة ص 517.
      (
      7) الإمامة والسياسة ج 1 ص
      11.
      (
      8) راجع كتابنا نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام ص 311 وما فوق.
      (9) تاريخ الطبري ج 3 ص 120 وط أوروبا ج 1 ص 1818، وابن الأثير ج 2 ص
      23.
      (
      10) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 103، والموفقيات للزبير بن البكار ص 579 و 580.
      (11) راجع الإمامة والسياسة ص 6، وتاريخ الطبري حوادث سنة
      11.
      (
      12) المصدر السابق.
      (
      13) تاريخ الطبري ج 3 ص 208 وط أوربا ج 1 ص 1818، وابن الأثير ج 2 ص 123 وشرح النهج ج 2
      ص 265.

      (
      14) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 103، والموفقيات للزبير بن البكار ص 579.
      (15) راجع التفصيلات في الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 5 وما فوق.
      (16) تاريخ الطبري ج 2 ص 458 وطبعة أوروبا ج 1 ص 1833، وابن الأثير ج 2 ص 224، والزبير بن بكار برواية ابن أبي الحديد ج 6 ص 287.
      (17) تاريخ الطبري ج 3 ص 458 وط أوروبا ج 1 ص
      1843.
      (
      18) ابن الأثير ج 2 ص
      224.
      (
      19) شرح النهج ج 6 ص
      287.
      (
      20) الجمل للمفيد ص
      43.
      (
      21) الموفقيات ص 578، والرياض النضرة للطبري ج 1 ص 164، وتاريخ الخميس ج 1 ص
      188.
      (
      22) مسند أحمد ج 1 ص 55 وتاريخ الطبري ج 2 ص 466 وط أوروبا ج 1 ص 1822، وابن الأثير ج 2 ص 124، وابن كثير ج 5 ص 246، وابن أبي الحديد ج 1 ص 123، وتاريخ السيوطي ص 145، وسيرة ابن هشام ج 4 ص 328، وتيسير الوصول ج 2 ص 41، وتاريخ الخميس ج 1 ص 188، وتاريخ أبي الفداء ج 1 ص 156، وابن شحنة بهامش الكامل ص 112.

      تعليق


      • #63
        خديجة بنت خويلد (عليها السلام) الزوجة المحسودة

        أعظم وأخلص نساء النبي (صلى الله عليه وآله) عند الله ورسوله، هي خديجة بنت خويلد سلام الله عليها. هذه المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) وآمنت بالرسول حين كذبه الناس، وكانت (سلام الله عليها) تمثل أعلى القيم الأخلاقية والإيمانية تجاه زوجها النبي (صلى الله عليه وآله) والدين، حيث قدمت كل ما تملك من أجل نصرة هذا الدين الحنيف.

        في الأخبار الواردة أن الإسلام لم يقم إلا بمال خديجة وسيف علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليهما)، كما صرّح به رسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله)، وهذه شهادة عظيمة المنزلة والقدر لمولاتنا وسيدتنا خديجة (عليها السلام) من خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله). وإليك عزيزي القارئ نبذة مختصرة عن حياة هذه المرأة العظيمة.


        ولادتها واسمها وكنيتها (عليها السلام):

        ذكر المحدّث الجليل العلامة المجلسي (قدس سره): أنها (صلوات الله عليها) وُلدت قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة، واسمها الشريف: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم، وينتهي نسبها إلى لؤي بن فهر بن غالب.

        وأما كنيتها: فإنها كانت تكنى بأم هند (البحار ج16، ص12).

        وذكر هذه الكنية أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني (ج16، ص12).

        وذكر الهيثمي: وكانت في الجاهلية تسمى الطاهرة (مجمع الزوائد ج9، ص218).

        وذكر الزرقاني في شرحه: وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة لشدّة عفافها. وكانت تسمى سيدة نساء قريش (شرح المواهب اللدنية ج1، ص199).


        تزويجها (صلوات الله عليها):

        روى الشيخ الصدوق (قدس سره) قال: وخطب أبو طالب (سلام الله عليه) لما تزوج النبي (صلى الله عليه وآله) خديجة بنت خويلد (عليها السلام) بعد أن خطبها إلى أبيها، ومن الناس من يقول: من عمها؟ فأخذ بعضادتي الباب ومن شاهده من قريش حضور، فقال: الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وجعل لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء وجعلنا الحكام على الناس في بلدنا الذي نحن فيه. ثم إن ابن أخي محمداً (صلى الله عليه وآله) بن عبد الله بن عبد المطلب لا يوزن برجل من قريش إلا رجح، ولا يقاس إلا عظم عنه، وإن كان في المال قلّ فإن المال رزق عائل وظلّ زائل وله خطر عظيم وشأن رفيع ولسان شافع جسيم.

        فزوّجه ودخل بها من الغد، فأوّل ما حملت ولدت عبد الله بن محمد (صلى الله عليه وآله). (من لا يحضره الفقيه: ج3 ص251).

        وذكر هذه الخطبة الشيخ المفيد (قدس سره) (رسالة في المهر: ج29/9) والطبرسي في مكارم الأخلاق (ص205).

        وقال رجل من قريش يقال له عبد الله بن غنم:

        هنيئاً مريئاً يا خديجة قد جرت***لك الطير فيما كان منك بأسعد

        تزوّجت خير البرية كلها***ومن ذا الذي في الناس مثل محمد

        وبشّر به البران عيسى بن مريم***وموسى بن عمران فيا قرب موعد

        أقرّت به الكتاب قدماً بأنه***رسول من البطحاء هاد ومهتد

        (فروع الكافي: ج5 ص374).


        أبناؤها:

        قال الشيخ الكليني (رحمه الله): وتزوج - النبي (صلى الله عليه وآله) - خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة فولد منها قبل مبعثه (صلى الله عليه وآله) القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم، وولد له بعد المبعث: الطيب والطاهر وفاطمة (عليها السلام). (أصول الكافي: ج1 ص439).

        وهناك من يذهب إلى أن رقية وزينب وأم كلثوم كنّ بنات هالة أخت السيدة خديجة، وكانت خالتهن قد تكفّلت بتربيتهنّ، والله العالم.


        معاشرتها للرسول (صلى الله عليه وآله) وحبّه لها وحبّها له:

        لقد كانت هذه المرأة العظيمة في غاية الإخلاص والاحترام للرسول (صلى الله عليه وآله) لا سيما في أصعب الظروف التي مرت به (صلى الله عليه وآله)، فكانت مؤنسته عندما يرجع إلى بيته (صلى الله عليه وآله) فتزيل عنه الهموم والغموم والآلام وتستقبله بالحب وتسمعه أجمل الكلمات التي من شأنها أن تذهب عنه الآلام والجراح التي تحمّلها لأجل إثبات هذه الرسالة الخالدة العظيمة.

        ومما يدل على ذلك ما جاء في البحار: (كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدّقت بما جاء من الله ووازرته على أمره، فخفّف الله بذلك عن رسوله (صلى الله عليه وآله) وكان لا يسمع شيئاً يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرّج الله ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بها إذا رجع إليها تثبّته وتخفّف عنه وتهوّن عليه أمر الناس حتى ماتت رحمها الله) (البحار: ج16 ص10).

        أما حب النبي وإخلاصه لها فقد ذكر الكنجي الشافعي عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: ما غرت على نساء النبي (صلى الله عليه وآله) إلا على خديجة، وإني لم أدركها. وكان رسول الله إذا ذبح شاة يقول: أرسلوا بها أصدقاء خديجة. قال: فأغضبته يوماً فقلت: خديجة، فقال: إني رزقت حبّها (كفاية الطالب: ص359).

        وذكر عن عائشة أيضاً، قالت: لم يتزوّج النبي (صلى الله عليه وآله) على خديجة حتى ماتت (صلوات الله عليها). (المصدر نفسه).

        وذكر العلامة المحقق الأربلي (قدس سره) قال: وعن علي (صلوات الله عليه) قال: ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) خديجة يوماً وهو عند نسائه فبكى، فقالت له عائشة: ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد؟

        فقال (صلى الله عليه وآله): صدقتني إذ كذّبتم، وآمنت بي إذ كفرتم، وولدت لي إذ عقمتم. قالت عائشة: فما زلت أتقرّب إلى رسول الله بذكرها. (كشف الغمة في معرفة الأئمة: ج1 ص508).


        حسد عائشة لخديجة (سلام الله عليها):

        عن عائشة قالت: ما حسدت أحداً ما حسدتُ خديجة، وما تزوجني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا بعدما ماتت (عليها السلام)، وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. (سنن الترمذي: ج5 ص659).

        أنظر أيها القارئ الكريم لهذه التي عندهم أفضل النساء كيف تصرّح بأنها حسدت خديجة (عليها السلام) مع أن النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: (ولا تحاسدوا) ويقول (صلى الله عليه وآله): (قد دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد).

        ذكر ابن الجوزي عن عائشة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة (عليها السلام) فيحسن عليها الثناء. فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزاً قد أخلف الله لك خيراً منها؟ قالت: فغضب حتى اهتزّ مقدم شعره من الغضب، ثم قال: لا والله ما أخلف الله لي خيراً منها، لقد آمنت إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل أولادها إذ حرمني أولاد الناس. قالت: فقلت بيني وبين نفسي لا أذكرها بسوء أبداً. (صفة الصفوة: ج2 ص4. وذكر قريباً منه الذهبي في سير أعلام النبلاء: ج2ص112).

        أقول: لو لم يكن إلا هذه الرواية في ذكر سيدتنا ومولاتنا خديجة (عليها السلام) لكانت أعظم شهادة لها في هذا الكون، وعلى لسان مَن؟ لسان رسول الإنسانية وخاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى، ويقسم بالله العظيم على عظم شأنها وحبها وإيمانها وتصديقها بالله ورسوله في وقت كفر الناس به وصدّوا عنه، وأن الله لم يخلفه خيراً منها - أي أنه لم تسد مكانها أية زوجة من زوجاته (صلى الله عليه وآله) -. هذه الشهادة عند الإنسان العاقل والمنصف ليست بقليلة بل هي حقيقة واضحة وشهادة عظيمة القدر لهذه الإنسانة العظيمة التي ضحت بنفسها ومالها وكل ما ملكت من أجل إعلاء كلمة الحق وإحياء هذا الدين ونصره ودحض الباطل وأهله.

        وفي الوقت نفسه ترى في هذه الرواية شهادة من الرسول (صلى الله عليه وآله) لعائشة بضعف إيمانها وقلة احترامها للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) والاستخفاف بشخصية سيدة النساء خديجة (عليها السلام). وتصرّح بصلافة لسانها المشؤوم أنها أغضبت النبي (صلى الله عليه وآله) حتى اهتزّ مقدم شعره من الغضب، فما لمن أغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا الغضب ويصرح به؟ إليك هذا السؤال أيها القارئ الكريم.

        ومن جهة أخرى فالرواية أيضاً فيها تعريض واضح بعائشة على أنها لم تؤمن بالنبي (صلى الله عليه وآله) ولم تصدّقه ولم تواسه بمالها، وأنها عاقر وأنها ليست على خير.

        وذكر المجلسي (قدس سره)، وقال محمد ابن إسحاق: وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارة، وكانت خديجة (عليها السلام) خالته فسألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يزوجه زينب. وكان (صلى الله عليه وآله) لا يخالف خديجة. (البحار: ج19 ص348).

        انظر أيها القارئ الكريم إلى جلالتها حيث إن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لا يخالفها حتى في الأمور المهمة كتزويج بناته (صلى الله عليه وآله).


        نصرتها للرسول (صلى الله عليه وآله):

        لقد بذلت هذه المرأة العظيمة نفسها ومالها في سبيل نصرة هذا الدين الحنيف، وهذا مما يدل على عظمة هذه الشخصية حيث نذرت نفسها ومالها لصاحب هذا الدين (صلى الله عليه وآله)، فقد جاء في الخبر أنها وهبت جميع مالها له (صلى الله عليه وآله).

        ذكر المجلسي (قدس سره) أن خديجة قالت لعمّها ورقة: خذ هذه الأموال وسر بها إلى محمد (صلى الله عليه وآله) وقل له: إن هذه جميعها هدية له وهي ملكة يتصرف فيها كيف شاء، وقل له إن مالي وعبيدي وجميع ما أملك وما هو تحت يدي فقد وهبته لمحمد (صلى الله عليه وآله) إجلالاً وإعظاماً له.

        فوقف ورقة بين زمزم والمقام ونادى بأعلى صوته: يا معاشر العرب إن خديجة تُشهدكم على أنها وهبت نفسها ومالها وعبيدها وخدمها وجميع ما ملكت يمينها والمواشي والصداق والهدايا لمحمد (صلى الله عليه وآله)، وجميع ما بذل لها مقبول منه وهو هدية منها إليه إجلالاً وإعظاماً ورغبة فيه، فكونوا عليه من الشاهدين. (البحار: ج16 ص71).

        وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما نفعني مال قط ما نفعني مال خديجة (مستدرك سفينة البحار: ج2 ص30).

        وروي أن الإسلام لم يقم إلا بمالها وسيف علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ذكره الفقيه الكبير المامقاني وقال إنه متواتر، تنقيح المقال: ج2 ص77).

        وروي عن العامة: قالت أم سلمة: فلما ذكرنا خديجة بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: وأين مثل خديجة؟ صدقتني حين كذبني الناس، وأعانتني على ديني ودنياي بمالها. (إحقاق الحق: ج4 ص480).

        وعن شيخ الطائفة الحقة الطوسي أعلى الله مقامه الشريف: قال أبو عبيدة: فقلت لعبيد الله يعني ابن أبي رافع: أ وَكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجد ما ينفقه هكذا؟ فقال: فأين يذهب بك عن مال خديجة (عليها السلام)؟ وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة (عليها السلام). وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفك من مالها الغارم والعاني، ويحمل الكل ويعطي في النائبة ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، ويحمل من أراد منهم الهجرة. وكانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين يعني رحلة الشتاء والصيف كانت طائفة من العير لخديجة وكانت أكثر قريش مالاً، وكان (صلى الله عليه وآله) ينفق منه ما يشاء في حياتها ثم ورثها هو وولدها بعد مماتها (الأمالي: ص468).


        جبرائيل يبلّغ السلام من الله لخديجة:

        عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: حدث أبو سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن جبرائيل (عليه السلام) قال لي: ليلة أسري بي وحين رجعت، فقلت: يا جبرائيل هل لك من حاجة؟ قال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام. وحدثنا عن ذلك أنها قالت: حين لقيها النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها الذي قال جبرائيل. فقالت: إن الله هو السلام ومنه السلام واليه السلام وعلى جبرائيل السلام. (تفسير العياشي: ج2 ص279).

        وروي أن جبرائيل أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فسأل عن خديجة فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أن ربها يقرؤها السلام (البحار: ج66 ص8).

        وعن الكنجي عن أبي زرعة قال: سمعت أبا هريرة يقول: أتى جبرائيل النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك، معها إناء فيه أدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب (كفاية الطالب: ص357).

        وذكره ابن حجر العسقلاني أيضاً (في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة: ج4 ص208)، وذكره ابن الجوزي (صفة الصوفة: ج2 ص3).

        لا إشكال أن لهذا السلام منشأ، وإلا لا يصدر من الحكيم لأنه يلزم اللغو، فإذا كان بملاك ومنشأ ونحن لا نعلم بهذا الملاك، ولكن نكتشف من خلال هذا السلام أن لهذا الفرد خصوصية عند المولى. إذن من هذا السلام يُعلم أفضلية خديجة (عليها السلام).


        خديجة صديقة أمتي:

        عن ابن المغازلي، عن ابن عمر قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) فقصّ عليه ما أرسل به وجلس يحدّث رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ مرّت خديجة، فقال جبرائيل: من هذه يا محمد (صلى الله عليه وآله)؟ قال: هذه صديقة أمتي. قال جبرائيل: إن معي إليها رسالة من الرب (عز وجل) تقرئها السلام وتبشرها ببيت في الجنة من قصب بعيد من اللهب لا لغب فيه ولا نصب. فقالت: الله السلام ومنه السلام وعليك السلام. قيل: يا رسول الله، ما ذلك البيت؟ قال: لؤلؤه جوفاً بين بيت مريم وبين آسية بنت مزاحم، وهما من أزواجي في الجنة (مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام): ص338) وذكر قريباً منه ابن كثير (في البداية والنهاية: ج2 ص62).

        ولا تعارض بين الروايات المصرحة بأن الزهراء (عليها السلام) صديقة، وبين هذه الرواية المصرحة بأن خديجة صديقة، لأن الزهراء صديقة على الإطلاق وخديجة صديقة في هذه الأمة.

        وقد ذكر الرجالي المعروف السيد الميرزا محمد الاسترابادي (قدس سره) باب ذكر نساء لهنّ رواية عن خديجة بنت خويلد زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) (منهج المقال: ص400 حجري).


        خديجة وأمير المؤمنين (عليهما السلام):

        ومن الفضائل والخصوصيات التي اختصّت بها خديجة (عليها السلام) أنها شاركت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تربية أمير المؤمنين (عليه السلام)، ويكفي لها هذا الفخر العظيم حيث كانت حجراً لمولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، كما أنه لابد من أن يكون الحجر الذي يتكفّل بتربية الإمام علي (عليه السلام) طاهراً مطهراً مهما كانت خصوصياته، كي يصبح قابلاً لهذا المعصوم أرواحنا فداه. وكما كانت فاطمة بنت أسد حجراً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان لها حظ، فخراً واعتزازاً بأنها كانت أهلاً في مقام المهمّة الموجهة إليها، وكانت بمقام الأم للنبي (صلى الله عليه وآله)، فلخديجة (عليها السلام) هذا الفخر كذلك. ويدلّ على هذا ما ذكره ابن شهر آشوب (قدس سره): ثم إنه كان أبو طالب وفاطمة بنت أسد ربيبا النبي (صلى الله عليه وآله)، وربى النبي (صلى الله عليه وآله) وخديجة (عليها السلام) علياً (عليه السلام). (تاريخ الطبري، والبلاذري، وتفسير الثعلبي، والواحدي، وشرف النبي، وأربعين الخوارزمي، ودرجات محفوظ السيني، ومغازي محمد بن إسحاق، ومعرفة أبي يوسف التستري) أنه قال مجاهد: وأخذ رسول الله علياً وهو ابن ست سنين كسنّه يوم أخذه أبو طالب، فربته خديجة والمصطفى إلى أن جاء الإسلام وتربيتهما أحسن من تربية أبي طالب وفاطمة بنت أسد، فكان مع النبي إلى أن مضى وبقي عليّ بعده.

        وفي رواية: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: اخترت من اختار الله لي عليكم علياً. (المناقب: ج2 ص27)، وذكره المجلسي (البحار: ج38 ص294).

        وعن الباعوني الشافعي: إن أبا طالب قال لزوجته فاطمة بنت أسد أم علي (رضي الله عنهم): يا فاطمة ما لي لا أرى علياً يحضر طعامنا؟ فقالت: إن خديجة بنت خويلد قد تألّفته. فقال أبو طالب: والله لا أحضر طعاماً لا يحضره علي، فأرسلت أمه جعفراً أخاه وقالت: جئني به وحدّثه بما قال أبوه. قال: فانطلق جعفر إلى خديجة فأعلمها وأخذ علياً. (جواهر المطالب في مناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام): ج1 ص39).


        عطفها (عليها السلام) على أمير المؤمنين (عليه السلام):

        بعد أن علمت السيدة الطاهرة خديجة (عليها السلام) بوصاية الوصي والخلافة من بعد المصطفى وحب النبي (صلى الله عليه وآله) للوصي (عليه السلام) تعلّق قلبها بحب الوصي (عليه السلام)، فد كانت تحبه حباً جماً. ومنشأ هذا الحب الإلهي هو إيمانها الكامل بهذا الدين الحنيف وتسليمها الكامل بكل ما يصدر من الشرع الأقدس، فلقد كانت (عليها السلام) حريصة على الإمام (عليه السلام)، وكانت تلبسه أفخر الثياب وتزينه، وإذا أراد الإمام (عليه السلام) الخروج أرسلت معه مواليها إلى المكان الذي يقصده (عليه السلام).

        وكانت (عليها السلام) تحرسه من كل شيء وتشيد به لما عرفت من أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو نفس الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولا يفترق أحدهما عن الآخر. وكما أنها (سلام الله عليها) أسلمت وسلّمت لصاحب هذا الدين (صلى الله عليه وآله) وحبته حباً جماً لأجل هذا الملاك، كذلك أسلمت وسلّمت لوزير صاحب هذا الدين لأجل هذا الملاك. وهذا يعتبر من أهم فضائلها (عليها السلام)، إذ لولا هذا الحب للوصي والتسليم إليه لما صار إليه لما صارت إلى هذه المنزلة العظيمة وهي سيدة النساء وأفضل نساء أهل الجنة لأنه لا قيمة لأحد بدون هذا الحب والتسليم للوصي (عليه السلام) مهما كانت منزلته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. فكلّما كان هذا الحب للمرتضى (عليه السلام) قوياً وصافياً بحيث يكون خالياً من الشوائب، يكون هذا الحب له الامتداد لحب النبي (صلى الله عليه وآله) ولحب الله تبارك وتعالى، كما جاء ذلك في الأخبار المتواترة من الفريقين: (من أحب علياً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله) (كنز العمال: ج11 ص622).


        خديجة (عليها السلام) تتفقد أمير المؤمنين (عليه السلام):

        عن فرات الكوفي، عن معاذ بن جبل (ر ضي الله عنه): أن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج من الغار فأتى منزل خديجة كئيباً حزيناً، فقالت خديجة: يا رسول الله ما الذي أرى بك من الكآبة والحزن ما لم أره فيك منذ صحبتني؟ قال: يحزنني غيبة علي. قالت: يا رسول الله تفرق المسلمون في الآفاق وإنما بقي ثمان رجال كان معك الليلة سبعة نفر فتحزن لغيبوبة رجل؟ فغضب النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: يا خديجة إن الله أعطاني في علي ثلاثة لدنياي وثلاثة لآخرتي، فأما الثلاثة التي لدنياي فما أخاف عليه أن يموت، ولا يقتل حتى يعطيني الله موعده إياي ولكن أخاف عليه واحدة. قالت: يا رسول الله إن أنت أخبرتني ما الثلاثة لدنياك وما الثلاثة لآخرتك، وما الواحدة التي تتخوف عليه لاحتويت على بعيري ولأطلبنه حيثما كان، إلا أن يحول بيني وبينه الموت.

        قال: يا خديجة إن الله أعطاني في عليّ لدنياي أنه يواري عورتي عند موتي وأعطاني في علي لدنياي أنه يقتل بين يدي أربعة وثلاثين مبارزاً قبل أن يموت أو يقتل، وأعطاني في علي لآخرتي أنه متكأ يوم الشفاعة وأعطاني في علي لآخرتي أنه صاحب مفاتيحي يوم افتح أبواب الجنة، وأعطاني في علي لآخرتي أني أعطى يوم القيامة أربعة ألوية، فلواء الحمد بيدي وأدفع لواء التهليل لعلي وأوجّهه في أول فوج وهم الذين يحاسبون حساباً يسيراً ويدخلون الجنة بغير حساب عليهم، وأدفع لواء التكبير إلى حمزة وأوجّهه إلى الفوج الثالث ثم أقيم على أمتي حتى أشفع لهم ثم أكون أنا القائد وإبراهيم السائق حتى أدخل أمتي الجنة، ولكن أخاف عليه أضرار جهلة قريش.

        فاحتوت على بعيرها وقد اختلط الظلام فخرجت فطلبته فإذا هي بشخص فسلّمت عليه ليرد السلام لتعلم علي هو أم لا. فقال: وعليك السلام أخديجة؟ قالت: نعم، فأناخت ثم قالت: بأبي أنت وأمي اركب. قال: أنت أحق بالركوب مني اذهبي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فبشّري حتى آتيكم، فأناخت على الباب ورسول الله (صلى الله عليه وآله) مستلقٍ على قفاه يمسح فيما بين نحره إلى سرّته بيمينه وهو يقول: اللهم فرّج همي وبرّد كبدي بخليلي علي بن أبي طالب (عليه السلام)، حتى قالها ثلاثاً. قالت له خديجة: قد استجاب الله دعوتك. فاستقلّ قائماً رافعاً يديه يقول: شكراً للمجيب، حتى قالها إحدى عشرة مرة (تفسير فرات الكوفي: ص547) وذكره المحدث المجلسي (قدس سره) (في البحار: ج4 ص64).


        وفاتها (عليها السلام):

        في كتاب شجرة طوبى: ولما اشتد مرضها قالت: يا رسول الله اسمع وصاياي.. الوصية الثالثة فإني أقولها لابنتي فاطمة وهي تقول لك فإني مستحية منك يا رسول الله، فقام النبي (صلى الله عليه وآله) وخرج من الحجرة فدعت بفاطمة وقالت: يا حبيبتي وقرة عيني قولي لأبيك إن أمي تقول أنا خائفة من القبر أريد منك رداءك الذي تلبسه حين نزوي الوحي تكفّنني فيه، فخرجت فاطمة وقالت لأبيها ما قالت أمها خديجة، فقام النبي (صلى الله عليه وآله) وسلم الرداء إلى فاطمة وجاءت به إلى أمها فسرّت به سروراً عظيماً. فلما توفيت خديجة أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تجهيزها وغسّلها وحنطها، فلما أراد أن يكفّنها هبط الأمين جبرائيل وقال: يا رسول الله إن الله يقرئك السلام ويخصّك بالتحية والإكرام ويقول لك: يا محمد إن كفن خديجة من عندنا فإنها بذلت مالها في سبيلنا فجاء جبرائيل بكفن وقال: يا رسول الله هذا كفن خديجة وهو من أكفان الجنة أهدى الله إليها. فكفنها رسول الله بردائه الشريف أولاً وبما جاء به جبرائيل ثانياً، فكان لها كفنان، كفن من الله وكفن من رسول الله (ص223).

        لقد كان لخديجة حتى في مماتها (عليها السلام) تضحية عظيمة، لأنه قلّ من يضحّي بهذه التضحية. والدّال على هذا أنها (عليها السلام) بعد خروجهم من شعب أبي طالب (عليه السلام) بأيام قلائل وكان سبب مرضها وموتها هو الجوع الذي تحمّلته مع رسول الله (صلى الله عليه وآله). فالسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حية.

        يتبـــــــــــع

        تعليق


        • #64
          ليلة المبيت على فراش النبي صلى الله عليه وآله

          اللهم صلي على محمد وال محمد ولا تبعدنا عنهم طرفة عين ونحمد الخالق على ما انعم علينا بائمة يفتخر بهم الكون وسكانه الحمد لله على نعمة الولاية اللهم احشرنا مع محمد وال محمد ومع محبيهم انك سميع الدعاء

          مبيت الإمام علي في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، ليلة الهجرة

          روى الفخر الرازي في التفسير الكبير في تفسير قول الله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ، والله رؤوف بالعباد ) سورة البقرة : آية 207 ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليلة خروجه إلى الغار .


          قال : ويروى أنه لما نام على فراشه صلى الله عليه وسلم ، قام جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي : بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، يباهي الله بك الملائكة ، ونزلت الآية ، يعني بها : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله * والله رؤوف بالعباد )فضائل الخمسة 2 / 309



          فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علي بن أبي طالب ، فأمره أن يبيت على فراشه ، ويتسجى ببرد له أخضر ، ففعل ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على القوم ، وهم على بابه . قال ابن إسحاق : وتتابع الناس في الهجرة ، وكان
          آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتن في دينه ، علي بن أبي طالب ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أخره بمكة ، وأمره أن ينام على فراشه وأجله ثلاثا ، وأمره أن يؤدي إلى كل ذي حق حقه ففعل ، ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم أسد الغابة 4 / 95 ، سيرة ابن هشام 1 / 480 - 4



          وقال المنادي في كنوز الحقائق : إن الله يباهي بعلي كل يوم الملائكة - قال : أخرجه الديلمي كنوز الحقائق ص 31



          والنكته هنا ان ابو بكر لم يكن يعلم بكل هذه الخطة كما نقل النسائي


          وروى النسائي بسنده عن عمرو بن ميمون . . . إلى أن قال : وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر ، وعلي نائم ، قال : وأبو بكر يحسبه
          أنه نبي الله ، قال : فقال له علي : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ، قال : فانطلق أبو بكر ، فدخل معه الغار ، قال : وجعل علي يرمي بالحجارة ، كما كان يرمي نبي الله ، وهو يتضور ، قال : لف رأسه في الثوب
          لا يخرجه ، حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه ، فقالوا : إنك للئيم ، كان صاحبك نرميه ، فلا يتضور ، وأنت تتضور ، وقد استنكرنا ذلك . تهذيب خصائص للنسائي ص 27 - 28



          كما رواه الحاكم في المستدرك ، والا إمام أحمد في المسند ، والمحب الطبري في الذخائر ، والمتقي في كنز العمال ، والهيثمي في مجمعه ، وقال رواه أحمد ، والطبراني في الكبير والأوسط اختصار نفس الحديث .


          المستدرك للحاكم 3 / 4 ، المسند 1 / 330 ، كنز العمال 8 / 133 ، ذخائر العقبى ص 86 ، مجمع الزوائد 9 / 119



          وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وإذ يمكر الذين كفروا ليثبتوك . . . ) قال : تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي صلى الله عليه وسلم - وقال بعضهم : بل اقتلوه ،
          وقال بعضهم : بل اخرجوه ، فاطلع الله عز وجل نبيه على ذلك ، فبات علي عليه السلام ، على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، تلك الليلة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليا ، يحسبونه النبي
          صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عليا ، رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتفوا أثره ، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فمروا بالغار ، فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هاهنا ، لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال


          مسند الإمام أحمد 1 / 348 . تاريخ بغداد 13 / 191 ، مجمع الزوائد 7 / 27



          وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليهما السلام : أن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله ، علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقال علي ، عند مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم :



          وقت نفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف البيت العتيق والحجر
          رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر


          وبات رسول الله في الغار آمنا * موقى وفي حفظ الإله وفي ستر
          وبت أراعيهم ولم يتهمونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

          المستدرك للحاكم 3 / 4

          من كتاب الإمامة وأهل البيت ج 2 - محمد بيومي مهران

          تعليق


          • #65

            جسد النبي والإمام

            من اعتقادات الشيعة المهمة هي أن حياة النبي (ص) والأمام (ع)
            وموتتهما واحدة ، وان موتهم هو عين حياتهم وان ابدانهم
            الشريفة تبقى سالمة في قبورهم ولا تنفسخ ولا تنعدم وقد نقلت
            بعض الروايات منها :

            قال الأمام الصادق (ع) (( ان الله حرم عظامنا على الأرض
            ولحومنا على الديدان يطعم منها ))

            وقيل أن امير المؤمنين (ع) قال للحسن والحسين (ع)
            إذا وضعتماني في الضريح فصليا ركعتين قبل ان تهيلا أي تصبا التراب عليّ
            وانظرا ماذا يكون فلما وضعاه في الضريح.
            نظرا و اذا الضريح مغطى بثوب من سندس
            فكشف الحسن (ع) مما يلي وجه أمير المؤمنين
            فوجد رسول الله (ص) وآدم وإبراهيم يتحدثون
            مع أمير المؤمنين (ع) وكشف الحسين مما يلي
            رجليه فوجد الزهراء وحواء ومريم وآسية ينحن على
            أمير المؤمنين ويندبنه.



            تعليق


            • #66
              موقف الفريقين من عصمة النبي صلى الله عليه وآله

              في الوقت الذي يثير فيه بعض المغرضين والأفاكين إشاعات كاذبة بتفضيل الشيعة لائمتهم على شخص الرسول ( ص ) ، وكما هو سائد في مفهوم الكثير من أهل السنة ، فإنني وجدت من خلال بحثي أن الشيعة يقدسون النبي ( ص ) بدرجة تفوق بكثير مكانته بنظر أهل السنة .

              فالشيعة يقدسون سنة النبي ( ص ) ويرون كفر من ينكر حكما أمر به النبي ( ص ) بأنه أفضل الأولين والآخرين ، فهم يرون ضرورة التمسك بالأئمة الاثنى عشر من أهل البيت عليهم السلام بوصفهم أوثق الطرق نقلا لسنة النبي ( ص ) ،

              وهم يدرأون عن كل ما أحيط بمسألة عصمة النبي ( ص ) من شبهات وأقاويل ، فهو بنظرهم معصوم في أمور الدين والدنيا وقبل النبوة وبعدها .

              يــتـبع

              تعليق


              • #67
                وأما أهل السنة وموقفهم من عصمة النبي صلى الله عليه وآله


                فإنهم أيضا يفضلون شخص النبي ( ص ) على الأولين والآخرين ، إلا أنهم يرون أن عصمته محدودة بالأمور الدينية فقط ، والتي هي بنظرهم الأمور المتعلقة بتبليغ الرسالة ليس إلا ، وما دون ذلك فهو كغيره من البشر يخطئ ويصيب .


                وقبل أن نفند هذا القول ، نعرض للقارئ صورا مما يعتقده أهل السنة بشأن عصمة النبي ( ص ) لنرى بصورة جلية حقيقة موقفهم بهذا الشأن ، ومن خلال ما يعتبرونه أصح الكتب بعد كتاب الله


                فعن عائشة ( رض ) قالت : " . . . حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فيه ، فقال : اقرأ ، فقال له النبي ( ص ) : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ( . . . ثلاثا ) فرجع بها ترجف بوادره

                حتى دخل على خديجة فقال : زملوني ، زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروح فقال : يا خديجة ، ما لي ؟ ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي . وهو ابن عم خديجة أخو أبيها ، وكان امرءا تنصر في
                الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي ، فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة : أي ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال ورقة : ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره النبي ( ص ) ما رأى فقال ورقة :
                هذا الناموس الذي أنزل على موسى ، يا ليتني فيها جذعا أكون حيا حين


                يخرجك قومك ، فقال رسول الله ( ص ) : أو مخرجي هم ؟ . . . " ( 1 ) .

                فهل يعقل أن الرسول صلى الله عليه وآله لم يكن يعلم بأن ما أنزل عليه كان النبوة وأن ورقة بن نوفل - النصراني - هو الذي أعلمه بذلك ؟ ؟


                وتستمر عائشة ( رض ) بروايتها هذه بما هو أغرب من ذلك ، وبما تقشعر له الأبدان : " . . . ثم لم ينشب ورقة حتى توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ( ص ) فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فكما أوفى
                بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا ، فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك " ( 2 ) .

                وهل يمكن لمسلم أن يصدق بأن الرسول ( ص ) لم يكن يحفظ القرآن بكامله ؟


                فانظر إذن لما أخرجه البخاري بالإسناد إلى عائشة ( رض ) قالت : " سمع النبي ( ص ) رجلا يقرأ في المسجد ، فقال : رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها في سورة كذا وكذا " ( 3 ) .


                ____________________________________

                ( 1 ) صحيح البخاري ج 9 ص 92 كتاب التعبير باب أول ما بدى به رسول الله ( ص ) .

                ( 2 ) صحيح البخاري ج 9 ص 93 كتاب التعبير باب أول ما بدى به رسول الله ( ص ) .
                ( 3 ) صحيح البخاري ج 8 ص 234 كتاب الدعوات باب قوله تعالى " وصل عليهم " . ( * )
                التعديل الأخير تم بواسطة من شك به فقد كفر; الساعة 25-11-2010, 06:13 AM.

                تعليق


                • #68
                  تكملة مايرونه أهل السنة عن العصمة

                  وأما بالنسبة لما يزعمونه من جواز سهو النبي ( ص ) ،


                  فقد روي بالإسناد إلى جابر بن عبد الله أنه قال : " أن النبي ( ص ) جاءه عمر بن الخطاب يوم الخندق فقال : يا رسول الله ، والله ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس تغرب
                  وذلك بعدما أفطر الصائم ، فقال النبي ( ص ) ، والله ما صليتها ، فنزل النبي ( ص ) إلى بطحان وأنا معه فتوضأ ثم صلى العصر بعدما غربت الشمس ، ثم صلى بعدها المغرب " ( 1 ) .


                  وعن أبي هريرة قال : " أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما ، فخرج إلينا رسول الله ( ص ) فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب ، فقال لنا : مكانكم ، ثم رجع فاغتسل ، ثم خرج إلينا ورأسه يقطر ، فكبر فصلينا معه " ( 2 ) .


                  وعن أبي هريرة أيضا : " فصلى بنا النبي ( ص ) الظهر ركعتين ثم سلم ، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد ، ووضع يده عليها وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه ، وخرج سرعان الناس ، فقالوا : قصرت الصلاة ؟ وفي القوم رجل كان النبي ( ص ) يدعوه ذا اليدين ، فقال : يا نبي الله ، أنسيت أم قصرت ؟ فقال : لم أنس ولم تقصر ، قالوا : بل نسيت يا رسول الله ، قال : صدق ذو اليدين " ( 3 ) .

                  ______________________________
                  ( 1 ) صحيح البخاري ج 1 ص 349 كتاب الأذان باب قول الرجل للنبي - ما صلينا - .
                  ( 2 ) صحيح البخاري ج 1 ص 168 كتاب الغسل باب إذا ذكر في المسجد أنه جنب .
                  ( 3 ) صحيح البخاري ج 8 ص 48 كتاب الأدب باب ما يجوز من ذكر الناس . ( * )




                  ويصل الأمر - على حد زعمهم - إلى أن يتمكن أحد اليهود من أن يسحر النبي ( ص ) فيتهيأ للنبي ( ص ) أنه فعل الشئ وما فعله ، وسؤاله لعائشة عن نزول الوحي عليه أم لم ينزل ، وهل أتى أهله أم لم يأتي ؟

                  فعن عائشة ( رض ) قالت : " مكث النبي ( ص ) كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي ، فقال لي ذات يوم : يا عائشة إن الله تعالى أفتاني في أمر استفتيته
                  فيه : أتاني رجلان فجلس أحدهما عند رجلي ، والآخر عند رأسي ، فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب ، يعض مسحورا . قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم " ( 1 ) .


                  وعن عائشة ( رض ) أيضا أنها قالت : " سحر رسول الله ( ص ) حتى أنه يخيل إليه أنه فعل الشئ وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال : أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ " ( 2 ) .

                  وقد رفض الشيخ محمد عبده هذه الروايات التي تقول بوقوع الرسول ( ص ) تحت تأثير السحر لأنها تتعارض مع قوله تعالى : ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) ( 3 ) .



                  ___________________________________
                  ( 1 ) صحيح البخاري ج 8 ص 57 كتاب الأدب باب إن الله يأمر بالعدل والاحسان .
                  ( 2 ) صحيح البخاري ج 7 ص 444 كتاب الطب باب السحر .
                  ( 3 ) الفرقان : 8 .

                  تعليق


                  • #69


                    ويقول كذلك أهل السنة أن الآيات الكريمة : ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى . . . ) ( 1 )
                    ________________________________
                    ( 1 ) عبس : 1 - 4 . ( *


                    قد نزلت عتابا للرسول ( ص ) لعبوسه بوجه عبد الله بن مكتوم والذي كان ضريرا ، وأن سبب
                    إعراض الرسول ( ص ) عنه حسب ما يرويه أهل السنة هو انشغاله بالحديث مع عتبة بن ربيعة ، وأبا جهل بن هشام ، والعباس بن عبد المطلب ، وأبيا ، وأمية بن خلف ، يدعوهم إلى الله ويرجو إسلامهم ، وقد طلب ابن مكتوم من الرسول
                    حينها أن يقرؤه ويعلمه مما علمه الله حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله ( ص ) لقطعه كلامه وقال في نفسه : يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه من العميان والعبيد ، فأعرض عنه وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم .


                    والشيعة يرفضون ذلك ويقولون إن هذه الآيات نزلت بحق رجل من بني أمية أعرض عن ذلك الأعمى وليس الرسول صلى الله عليه وآله .

                    وقد ذكر العلامة محمد حسين الطباطبائي في تفسيره " الميزان " : " . . . وليست الآيات ظاهرة الدلالة على أن المراد بها هو النبي ( ص ) بل خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه ، بل فيها ما يدل
                    على أن المعني بها غيره لأن العبوس ليست من صفات النبي ( ص ) مع الأعداء المباينين فضلا عن المؤمنين المسترشدين . ثم الوصف بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة . . .

                    وقد عظم الله خلقه ( ص ) إذ قال - وهو قبل نزول هذه السورة - : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ، فكيف يعقل أن يعظم الله خلقه أول بعثته ويطلق القول في ذلك ثم يعود فيعاتبه على بعض ما ظهر من أعماله الخلقية ويذمه بمثل التصدي للأغنياء وإن كفروا والتلهي عن الفقراء وإن آمنوا واسترشدوا ) ( 1 ) .


                    واعتمادا على الروايات السابقة وأمثالها أخذ أهل السنة اعتقادهم بعدم اشتمال عصمة النبي ( ص ) إلا للأمور الدينية والتبليغية فقط ، ولكن الله تعالى أمر بالاقتداء برسوله ( ص ) مطلقا وبدون أي قيد أو شرط ، فقوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ( 2 ) ،

                    وكذلك قوله تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( 3 ) . يدل على عدم تقييد عصمته بل إطلاقها ، وإذا جاز أن يخطئ النبي ( ص ) فإن الله يكون قد أمرنا بخطأ ، وهذا ما نستعيذ بالله أن نقول بمثله .

                    وإن تسرب الروايات التي تمس بعصمة النبي ( ص ) بالإضافة إلى أنها من وضع الوضاعين حتى تتخذ مطاعن على دين الإسلام ، فإنه يحتمل أيضا أسبابا أخرى لوضعها منها ما يصلح ليكون مؤيدا لموقف بعض الصحابة عندما قالوا في
                    الرسول ( ص ) أنه يهجر - وهو في مرضه الأخير - عندما طلب منهم أن يأتوه بكتاب يكتبه لهم حتى لا يضلوا بعده ، فلا غرابة بعد ذلك من وجود بعض الروايات والتي تجعل من أحد الصحابة يصيب في مسائل أخطأ فيها النبي ( ص ) وذلك على حد زعم مروجي مثل هذه الروايات
                    _________________________________
                    ( 1 ) تفسير الميزان للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي ج 20 ص 203 الطبعة الثانية 1974 م .
                    ( 2 ) النجم : 3 - 4 .
                    ( 3 ) الحشر : 7 . ( * )

                    تعليق


                    • #70
                      تكملة مايرونه أهل السنة عن العصمة

                      ومنها ما نسب

                      بشأن نزول آية الحجاب بعد تنبيه عمر بن الخطاب لرسول الله ( ص ) بضرورة تحجب نساءه

                      فعن أنس قال : " قال عمر ( رض ) : قلت : يا رسول الله ، يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب - وفي رواية أخرى ، قال عمر للرسول : احجب نساءك ، قالت : فلم يفعل - فأنزل الله آية الحجاب " ( 1 ) .
                      ____________________________________
                      ( 1 ) صحيح البخاري ج 6 ص 296 كتاب التفسير ، ج 8 ص 170 كتاب الاستئذان .

                      تعليق


                      • #71
                        تكملة مايرونه أهل السنة عن العصمة


                        وأيضا ما نسبه أهل السنة بشأن آية النهي عن الصلاة على المنافقين بأنها نزلت مؤيدة لموقف عمر بعد أن أصر الرسول ( ص ) على الصلاة على ابن أبي المنافق ،


                        فيروى عن عبد الله بن عمر أنه قال : " لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله ( ص ) فقال : يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له .
                        فأعطاه قميصه وقال له : إذا فرغت منه فآذنا ، فلما فرغ آذنه به فجاء ليصلي عليه فجذبه عمر فقال : أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين ؟ فقال : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) - فنزلت - ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) . فترك الصلاة عليهم " ( 1 ) .


                        وفي رواية أخرى

                        عن عمر نفسه قال : " . . . فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله ( ص ) " ( 2 ) .

                        ____________________________
                        ( 2 ) صحيح البخاري ج 7 ص 462 كتاب اللباس باب لبس القميص .
                        ( 3 ) صحيح البخاري ج 2 ص 252 كتاب الجنائز . ( * )



                        والحقيقة في تلك الحادثة أن الرسول ( ص ) قد خير بالصلاة على المنافقين والاستغفار بقوله تعالى : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " (التوبة : 80 ) وقد اختار الرسول ( ص ) الصلاة على ذلك المنافق لما في ذلك من فائدة عظيمة ومصلحة متوخاة واستئلافا لقومه الخزرج ، وقد أسلم بذلك منهم ألف رجل ، وقد كانت صلاته ( ص ) على ذلك المنافق قبل نزول النهي عن ذلك ، فآية ( استغفر لهم أو لا تستغفر . . . )

                        لا تدل على النهي الذي فهمه عمر واعترض على الرسول ( ص ) وخطأه بسببه ، ونزول آية النهي عن الصلاة على المنافقين لا تدل أبدا على خطأ الرسول ( ص ) في صلاته على عبد الله بن أبي والعياذ بالله ، فهي تكون خطأ لو فعلها بعد نزول آية النهي وليس قبل .


                        ولا يستفاد من هذه الحادثة سوى خطأ عمر وشدة اعتراضه على الرسول ( ص ) ، وكما اعترف عمر نفسه بذلك ،

                        حيث يروى عنه أنه قال : " أصبت في الإسلام هفوة ما أصبت مثلها قط ، أراد رسول الله ( ص ) أن يصلي . . . الخ " ( 2 ) .
                        ( 2 ) كنز العمال حديث رقم : 4404 .

                        تعليق


                        • #72
                          تكملة مايرونه أهل السنة عن العصمة


                          ومثل ذلك ما يروى أخذ الفداء من الأسرى يوم بدر ،
                          وأن الآية ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم " ( 3 )

                          نزلت - على حسب رأي أهل السنة - عتابا للرسول ( ص ) بسبب أخذه الفداء من أسرى بدر وعدم قتله لهم ، في نفس الوقت الذي كان فيه عمر بن الخطاب يريد قتلهم جميعا ، فنزلت الآية مؤيدة لرأي عمر ،

                          ورووا ما يؤيد رأيهم قولا وضعوه من عندهم ، ونسبوه إلى الرسول ( ص ) بشأن معنى الآية السابقة الذي يتضمن تهديدا بالعذاب الشديد ولكن لمن ذلك التهديد ؟

                          فيروي أهل السنة أن الرسول ( ص ) كان يبكي مع أبو بكر حيث قال : " إن كاد ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم ، ولو نزل عذاب ما أفلت منه إلا ابن الخطاب " ( 4 ) .


                          وحقيقة هذه الحادثة : أن الآية السابقة قد نزلت قبل معركة بدر وتنديدا بالصحابة الذين فضلوا العير وما تحمله قافلة أبو سفيان على القتال ، وذلك عندما استشارهم الرسول ( ص ) ليرى مدى استعدادهم ورغبتهم لقتال المشركين ، فالنهي في الآية ليس
                          في مطلق أخذ النبي ( ص ) للأسرى وإنما النهي عن أخذ الأسرى دون قتال المشركين كما كان يريد بعض الصحابة عندما استشارهم الرسول ( ص ) بأخذ القافلة منهم أو قتالهم .

                          وكيف يعقل أن تكون هذه الآية التي تهدد الذين لا يريدون إثخانا في الأرض ( أي القتال ) قد نزلت تنديدا بالرسول ( ص ) وقد أثخن في المشركين وقتلهم شر قتلة ! وقد قتل في تلك الموقعة سبعين من صناديد قريش .

                          *******************

                          * ( هامش ) *

                          ( 3 ) الأنفال : 67 . ( 4 ) ( * )

                          تعليق


                          • #73
                            بعض أقوال الرسول في حق أمير المؤمنين (ع)


                            قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حق أمير المؤمنين عليه السلام :
                            1- عنوان صحيفة المؤمن حب علي(ع) ( المناقب لأبن الغازلي 243 – تارخ بغداد للخطيب البغدادي 4ظ410 – للجامع للسيوطي).

                            2- لاسيف إلا ذو الفقار ولا فتى ألا علي(ع) (مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 2\385 – سنن البيهقي 3- 276 – ابن المغازلي).

                            3- حامل لوائي في الدنيا والآخره علي(ع) ( كنز الأعمال 6\122 – الطبري 2\201 – الخوارزمي 250الفضائل لأحمد 253).

                            4- أمرني ربي بسد الأبواب ألا باب علي(ع) ( الخصائص للنسائي 13 –الترمذي 13\137).

                            5- الصديقون ثلاثه مؤمن آل ياسين ومؤمن فرعون وأفضلهم علي(ع) ( المناقب لأحمد 194\ 23 – الجامع للسيوطي 2\83).

                            6- من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي فليتول من بعدي علي(ع) ( مسند أحمد 5\94 – الطبراني –مستدرك الصحيحين للحاكم 3\128).

                            7- نادى المنادي يوم القيامة يامحمد نعم الأب أبوك أبراهيم ونعم الأخ علي(ع) ( الفضائل لأحمد 253 – الخوارزمي83 – الرياض النضره 2\201).

                            8- لكل نبي وصي ووارث ووصيي ووارثي علي(ع) ( تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 11\173 – شواهد التنزيل 2\223).

                            9- اللهم لاتمتني حتى تريني وجه علي(ع) ( الرياض النضره 2\201 – الفضائل لأحمد 253)

                            10- خلقت من شجرة واحدة أنا وعلي(ع) ( الترمذي 13\178 – ابن المغازلي 122 – الرياض النضره 2\216).

                            11- أعلم أمتي من بعدي علي(ع) ( مناقب علي بن أبي طالب لأبن المغازلي الشافعي).

                            12- زينوا مجالسكم بذكر علي(ع) ( مسند أحمد 4\368 – الخصائص للنسائي 24,9).

                            13- أقضى أمتي علي (ع) ( ابن المغازلي 70 – أرجح المطالب 544).

                            14- أنا المنذر والهادي بعدي علي(ع) ( مسند أحمد 1\151, 3\
                            213 – الترمذي 2\135 – الخصائص للنسائي 24,9 ).

                            15- براة من النار حب علي(ع) (مستدرك الصحيحين للحاكم 2\241 – ابن المغازلي 90 – اخطب خوارزم 86 –ابن المغازلي 90).

                            16- من كنت مولاه فمولاه علي(ع) ( مستدرك الصحيحين للحاكم 3-129 – كنز العمال 6\157 – الديلمي).

                            17- لم يكن لفاطمة كفؤ لو لم يخلق علي(ع) ( الياض النضره 2\177 –ابن المغازلي 242 – الخوارزمي – ينابيع الموده 112).

                            18- أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي(ع) ( الجامع للسيوطي 1\230 –الرياض النضره 2\168 –ابن المغازلي 49).

                            19- أولكم ورودا علي الحوض أولكم أسلاما وهو علي(ع) ( الطبراني 5\32 –الرياض النضره 1\165 –ابن المغازلي 230).

                            20- لايجوز أحد على الصراط إلا ببرائه في ولاية علي(ع) ( ابن المغازلي 15 – الأستيعاب 2\457).

                            تعليق


                            • #74
                              :: ((الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام))::

                              هذا هو علي على لسان النبي ...؟!!!


                              @ لما كان النبي (ص) في حجرته أثناء مرضه إذ قال:

                              أيها الناس يوشك أن اقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد
                              قدمت إليكم، إلا أني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل
                              وعترتي أهل بيتي ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال:
                              هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، لا يفترقان
                              حتى يردا عليّ الحوض).
                              راجعه في آخر الفصل2 من الباب9 من الصواعق
                              المحرقة لابن حجر بعد الأربعين حديثاً من الأحاديث المذكورة
                              في ذلك الفصل ص74،75 عن طريق الطبراني في الأوسط.

                              @ اورد الحاكم في المستدرك، لما رجع النبي (ص) من حجة
                              الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمنن فقال : كأني دعيت
                              فاجبت اني قد تركت فيكم الثقلين احدهما اكبر من الاخر
                              كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهم
                              لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال: إن الله عز وجل
                              مولاي و أنا مولى كل مؤمن ثم اخد بيد علي فقال:من كنت
                              مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر
                              من نصره و اخذل من خذله و ادر الحق معه اين ما دار.
                              أخرجه الحاكم عن زيد ابن ارقم مرفوعاً في ص109
                              من الجزء الثالث من المستدرك ثم قال هذا صحيح على
                              شرط الشيخين، وأخرجه عن طريق آخر ص 533 .

                              @ أورد ابن حمزة الحنفي مخرجاً له عن أبي الطفيل عامر
                              بن وائلة بهذه الصورة قال إن أسامه بن زيد قال لعلي:
                              لست مولاي إنما مولاي رسول الله (ص)، فقال النبي (ص):
                              كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما
                              أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف
                              تخلفوني فيهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض إن
                              الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ومن كنت مولاه فعلي
                              مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه .
                              دار البيان و التعريف ج2 ص1 راجع 36

                              @ قوله (ص): من أحب أن يحيا حياتي و يموت ميتتي
                              و يدخل الجنة التي وعدني بها ربي و هي جنة الخلد فليتول
                              علياً و ذريته من بعدي فإنهما لم يخرجوكم من هدى و لن
                              يدخلوكم باب ضلالة. مستدرك الحاكم ج3 ص148

                              @ في غزوة تبوك عندما استخلف النبي (ص) علي بن
                              أبي طالب محله فقال له النبي (ص) : أنت مني بمنزلة
                              هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي.
                              أخرجه أهل الصحاح ومنهم البخاري ومسلم في صححيهما
                              في باب فضائل علي صحيح البخاري ج2 ص3-5
                              و ج5 ص492، صحيح مسلم ج2 ص360، مستدرك
                              الحاكم ج3 ص109، كتاب المغازي باب غزوة تبوك
                              طبعة مكتبة الرياض.

                              @ قوله (ص) لعلي: أنت مني و أنا منك.
                              صحيح البخاري ج2 ص76، صحيح الترمذي ج5
                              ص300، سنن ابن ماجه ج1 ص306

                              @ قوله (ص): حب علي إيمان و بغضه نفاق .
                              صحيح مسلمج1 ص61، سنن النسائي ج6 ص117، صحيح الترمذي ج8 ص306

                              @ قوله (ص): علي ولي كل مؤمن بعدي .
                              مسند الإمام أحمد ج5 ص25 مستدرك الحاكم ج3
                              ص134، صحيح الترمذي ج5 ص296

                              @ قوله (ص): يا علي طوبى لمن أحبك و صدق
                              فيك و ويل لمن بغضك و كذب فيك.
                              أخرجه الحاكم في ص135 من الجزء الثالث من المستدرك

                              @ قوله (ص): يا عمار إذا رأيت علياً قد سلك وادياً
                              وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي و دع الناس إنه
                              لن يدلك على ردى و لن يخرجك من هدى .
                              أخرجه الديلمي عن عمار وأبي أيود كما في أول ص156من الجزء السادس من الكنز

                              @ قوله (ص) في حديث أبي بكر: كفي و كف علي
                              في العدل سواء. حديث رقم 2539 في صفحة 153
                              من الجزء السادس من الكنز

                              @ قوله (ص): يا فاطمة أما ترضين أن الله عز و جل اطلع
                              إلى أهل الأرض فاختار رجلين أحدهما أبوك و الآخر بعلك.
                              أخرجه الحاكم ص129 من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك

                              @ قوله (ص): أنا المنذر و علي الهاد و بك يا علي يهتدي
                              المهتدون من بعدي. أخرجه الديلمي من حديث ابن عباس وهو
                              الحديث رقم2631 في ص157 من الجزء السادس من الكنز

                              @قوله (ص): مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد
                              رسول الله علي أخو رسول الله. أخرجه الطبراني في الأوسط
                              و الخطيب في المتفق و المفترق كما في أول ص159
                              من الجزء السادس من كنز العمال والهامش من المنتخب
                              ص35 من الجزء الخامس من مسند أحمد و نقله في
                              هامش ص46 عن ابن عساكر


                              تعليق


                              • #75
                                تكملة ...
                                هذا هو علي على لسان النبي ...؟!!!

                                @ قوله (ص): مكتوب على ساق العرش لا إله إلا
                                الله محمد رسول الله أيدته بعلي و نصرته بعلي .
                                أخرجه الطبراني في الكبير و ابن عساكر عن أبي الحمراء
                                مرفوعاً كما في ص158 من الجزء السادس من الكنز

                                @ قوله (ص): من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه
                                و إلى آدم في علمه و إلى إبراهيم في حلمه و إلى موسى
                                في فطنته و إلى عيسى في زهده فلينظر إلى علي بن
                                أبي طالب. أخرجه البيهقي في صحيحه والأمام أحمد
                                بن حنبل في مسنده وقد نقله عنهما ابن أبي الحديد في
                                الخبر الرابع من الأخبار التي أوردها في ص449
                                من المجلد الثاني من شرح النهج، وأورده الأمام الرازي
                                في معنى آية المباهلة من تفسيره الكبيرص288 من جزئه الثاني

                                @ قوله (ص): السبق ثلاثة السابق إلى موسى يوشع بن
                                نون و السابق إلى عيسى صاحب ياسين و السابق إلى محمد
                                علي بن أبي طالب. أخرجه الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس،
                                وأخرجه الديلمي عن عائشة وهو من السنن المستفيضة

                                @ قوله (ص): علي باب علمي ومبين من بعدي لأمتي
                                ما أرسلت به، حبه إيمان وبغضه نفاق.....الحديث.
                                أخرجه الديلمي من حديث أبي ذر كما في صفحة 156
                                من الجزء السادس من كنز العمال

                                @قوله (ص) لعلي: أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي.
                                أخرجه الحاكم في صفحة 122 من الجزء الثالث من المستدرك
                                ، وأخرجه الديلمي عن أنس كما في صفحة 156 من الجزء
                                السادس من كنز العمال.

                                @ قوله (ص) فيما أخرجه ابن السماك عن أبي بكر
                                مرفوعاً: علي مني بمنزلتي من ربي . نقله ابن حجر
                                في المقصد الخامس من مقاصد الآية14 من الآيات
                                التي أوردها في باب 11 من الصواعق المحرقة فراجع ص106.

                                @ قوله (ص) فيما أخرجه الدارقطني في الإفراد عن
                                ابن عباس مرفوعا : علي ابن أبي طالب باب حطه من
                                دخل منه كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا. راجع
                                الحديث 2528 من أحاديث الكنز في ص153 من الجزء السادس

                                @ قوله (ص) يوم عرفات في حجة الوداع : علي مني
                                و أنا من علي و لا يؤدي عني إلا أنا أو علي . أخرجه ابن
                                ماجه في باب فضائل الصحابة ص92 من الجزء الأول
                                من سننه, والترمذي والنسائي في صحيحهما وهو الحديث
                                2531 في صفحه 153 من الجزء السادس من الكنز , و أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في ص164 من الجزء الرابع من مسنده , و ذلك لما أرسل الرسول (ص)
                                أبا بكر في عشر آيات من سورة براءة ليقرأها على
                                أهل مكة ثم دعا عليا ( فيما أخرجه الإمام أحمد في
                                ص151 من الجزء الأول من الأول من مسنده )
                                فقال له أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب
                                من فاذهب أنت به إلى أقل مكة فاقرأه عليهم فلحقه
                                بالجحفه فأخذ الكتاب منه (قال) و رجع أبو بكر
                                إلى النبي (ص) فقال يا رسول الله أنزلت فيّ شيء ؟
                                قال: لا و لكن جبرائيل جاءني فقال لن يؤدي عنك
                                إلا أنت أو رجل منك .

                                @ قوله (ص): من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني
                                فقد عصى الله و من أطاع عليا فقد أطاعني و من عصى عليا
                                فقد عصاني أخرجه الحاكم في ص121 من الجزء الثالث من
                                المستدرك والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه.

                                @ قوله (ص): يا علياً من فارقني فقد فارق الله و من فارقك
                                فقد فارقني.
                                أخرجه الحاكم في ص124 من الجزء الثالث من صحيحه.

                                @ قوله (ص) في حديث أم سلمه: من سب عليا فقد سبني.
                                أخرجه الحاكم في أول ص121 من الجزء الثالث من المستدرك,
                                وأورده الذهبي في تلخيصه مصرحا بصحته, ورواه أحمد من
                                حديث أم سلمه في ص323 من الجزء السادس من مسنده,
                                والنسائي في ص17 من الخصائص العلوية.

                                @ قوله (ص): من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض
                                عليا فقد أبغضني.
                                أخرجه الحاكم وصححه على شرط الشيخين في ص130
                                من الجزء الثالث من المستدرك.

                                @ قول علي (ع) : و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لعهد
                                النبي الأمي (ص) لايحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق .
                                أخرجه مسلم في كتاب الإيمان ص46 من الجزء الأول من صحيحه .

                                @قوله (ص) : ياعلي أنت سيد في الدنيا و سيد في الآخرة
                                حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله , و عدوك عدوي وعدوك
                                عدو الله , و الويل لمن أبغضك بعدي . أخرجه الحاكم في
                                أول ص128 من الجزء الثالث من المستدرك.

                                @ قوله (ص): الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن
                                آل ياسين قال يا قوم اتبعوا المرسلين و حزقيل مؤمن
                                آل فرعون قال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله و علي
                                بن أبي طالب و هو أفضلهم . أخرجه أبو نعيم وابن
                                عساكر عن أبي ليلى مرفوعاً، وأخرجه ابن النجار
                                عن ابن عباس مرفوعاً فراجع الحديث 30 والحديث
                                31 من الأربعين حديثاً التي أوردها ابن حجر في الفصل
                                الثاني من الباب 9 من صواعقه آخر صفحة 74 و التي بعدها.

                                @ قوله (ص) لعلي: أن الأمة ستغدر بك بعدي و أنت
                                تعيش على ملتي و تقتل على سنتي من أحبك أحبني و من
                                أبغضك أبغضني وأ ن هذه ستخضب من هذا
                                {يعني لحيته من رأسه} . أخرجه الحاكم ص147 من الجزء الثالث
                                من المستدرك وصححه، وأورده الذهبي في تلخيصه معترفاً بصحته.

                                @ قوله (ص): إن منكم من يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت
                                على تنزيله فاستشرف لها القوم و فيهم أبو بكر و عمر قال أبو بكر:
                                أنا هو، قال: لا قال عمر: أنا هو، قال:لا و لكن خاصف النعل
                                يعني علياً ، قال أبو سعيد الخدري: فأتيناه فبشرناه فلم يرفع به
                                رأسه كأنه قد كان سمعه من رسول الله (ص) .
                                أخرجه الحاكم في آخر ص122 من الجزء الثالث من
                                المستدرك وقال هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين
                                ولم يخرجاه، واعترف الذهبي بصحته علي شرط الشيخين
                                وذلك حيث أورده في التلخيص، وأخرجه الأمام أحمد من
                                حديث أبي سعيد في ص82 وفي ص33 من الجزء الثالث
                                من مسنده، وأخرجه البهيقي في شعب الإيمان وسعيد بن
                                منصور في سننه وأبو نعيم في حليته، وأبو يعلى في السنن
                                وهو الحديث 2585 في ص155 من الجزء الثالث من المستدرك.

                                @ قوله (ص): يا علي أخصمك بالنبوة فلا نبوة بعدي
                                وتخصم الناس بسبع أنت أولهم إيماناً بالله و أوفاهم بعهد
                                الله و أقومهم بأمر الله و أقسمهم بالسوية و أعدلهم في الرعية
                                و أبصرهم في القضية و أعظمهم عند الله مزية. أخرجه أبو نعيم
                                من حديث معاد راجع ص156 من الجزء السادس من كنز العمال.

                                @ عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله (ص):
                                أوصي من آمن بي وصدق بي بولاية علي بن أبي طالب
                                فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولي الله ومن أحبه
                                فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضه فقد أبغضني
                                ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل. أخرجه الطبراني في
                                الكبير وابن عساكر في تاريخه وهو الحديث2571 من أحاديث
                                الكنز في آخر ص154 من الجزء السادس.

                                التعديل الأخير تم بواسطة من شك به فقد كفر; الساعة 25-11-2010, 06:58 AM.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X