إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

موسوعة الـــرد علــى أكثــر مـــن 700 ســؤال وإشكـال سنــي وناصبي ووهــابـي سلفي ۞ ۩

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    ما رأي علماء السنة في حديث الغدير ، و ما المصادر التي ذكرت هذا الحديث ؟


    هناك تصريحات كثيرة لعلماء السنة بالنسبة إلى حديث الغدير تؤيد تواتر حديث الغدير ، كما تؤيد سنده و صحته و دلالته الواضحة على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) ، و خلافته المباشرة لرسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) .

    يقول أبو الخير شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي في حديث الغدير : " تواتر عن أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) ، و هو ـ أي حديث الغدير ـ متواتر أيضا عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ، رواه الجم الغفير ، و لا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا إطلاع له في هذا العلم ، فقد ورد مرفوعاً عن أبي بكر الصديق ، و عمر بن الخطاب ، و طلحة بن عبيد الله ، و الزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، والعباس بن عبد المطلب ، وزيد بن أرقم ، و براء بن عازب ، و بريدة بن الحصيب ، و أبي هريرة ، و أبي سعيد الخدري ، و جابر بن عبد الله ، و عبد الله بن عباس ، و حبشي بن جنادة ، و سمرة بن جندب ، و أنس بن مالك ، و زيد بن ثابت " [1] .
    و يقول حجة الإسلام الغزالي : " أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم باتفاق الجميع و هو يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، … " فقال عمر بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي و مولى كل مولى ، فهذا تسليم و رضى و تحكيم ، ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرياسة ... " [2] .
    و لقد صرّح بتواتر حديث الغدير جماعة آخرين من علماء السنة منهم : شمس الدين الشافعي [3] و القسطلاني [4] و المنصور بالله [
    5] .
    و فيما يلي نذكر عدداً من المصادر التي ذكرت حديث الغدير :
    مصادر حديث الغدير :
    1. أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني ، المتوفى سنة : 548 هجرية ، في كتابه : الملل و النحل : 1 /
    163 .
    2. أبو الفداء ، إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ، المتوفى سنة : 774 هجرية ، في تفسير القرآن العظيم :
    2/ 15 ، طبعة : دار المعرفة / بيروت .
    3. أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر ، المتوفى سنة : 571 هجرية : في كتابه المعروف بتاريخ ابن عساكر ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) :
    2 / 5 ، طبعة : دار الفكر / و مؤسسة المحمودي/ بيروت .
    4. أبو الحسن علي بن محمد الواسطي الجلاتي الشافعي ، المعروف بابن المغازلي ، المتوفى سنة : 483 هجرية : في كتابه مناقب علي بن أبي طالب :
    31 ، طبعة : دار مكتبة الحياة / بيروت .
    5. أبو الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي الشافعي ، المتوفى سنة : 127 هجرية ، في كتابه : روح المعاني : 4 / 282 ، طبعة : دار الفكر / بيروت .
    6. محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري في كتابه : ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى :
    67 ، طبعة : مكتبة القدسي / القاهرة / مصر ، و طبعة : بيروت .
    7. الحافظ شمس الدين الذهبي الشافعي في كتابه : التلخيص بذيل المستدرك :
    3 / 109 ، طبعة : دار الفكر / بيروت .
    8. أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسي المعروف باليعقوبي في كتابه : تاريخ اليعقوبي : 1 /
    422 ، طبعة : مؤسسة الاعلمي للمطبوعات ، بيروت / لبنان .
    9. القسطلاني ، شرح المواهب اللدنية : 7 /
    13 ، طبعة : المطبعة الأزهرية ، القاهرة / مصر .
    10. علي بن محمد بن احمد المالكي ، المعروف بابن صبّاغ ، المتوفى سنة : 855 هجرية ، في كتابه : الفصول المهمة :
    40 ، طبعة : مؤسسة الاعلمي للمطبوعات ، بيروت / لبنان .
    11. أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب المعروف بالنسائي ، فضائل الصحابة :
    15 ، طبعة : دار الكتب العلمية ، بيروت / لبنان .
    12. جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، المتوفى سنة 911 : هجرية : تاريخ الخلفاء :
    169 ، طبعة : مصر .
    13. جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911 هجرية : الحاوي للفتاوى :
    1 / 106 ، طبعة : دار الكتاب العربي / بيروت .
    14. أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري ، من أعلام القرن الثالث الهجري ، في كتابه : أنساب الأشراف :
    2 / 111 ، طبعة : مؤسسة الاعلمي للمطبوعات ، بيروت / لبنان .
    15. أبو الفداء ، إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ، المتوفى سنة : 774 هجرية ابن كثير ، البداية و النهاية :
    5 / 209 ، طبعة : مكتبة المعارف للمطبوعات ، بيروت / لبنان .
    16. أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر ، في كتابه : الاستيعاب :
    3 / 1098 ، طبعة : دار الجيل ، بيروت / لبنان .
    17. عبد الرؤوف المناوي ، في كتابه : الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية :
    1 / 69 ، طبعة : المكتبة الأزهرية للتراث ، القاهرة / مصر .
    18. المحاملي : الأمالي :
    85 ، طبعة : المكتبة الإسلامية / الأردن .
    19. أحمد بن إبراهيم القيسي ، في كتابه : شرح هاشميات الكميت بن زيد الأسدي :
    197 ، طبعة : مكتبة النهضة : بيروت / لبنان .
    20. محمد الصبان الشافعي ، المتوفى سنة : 1206 هجرية ، في كتابه : إسعاف الراغبين :
    111 ، مخطوط ، المكتبة الشعبية بيروت .
    21. محمد رشيد رضا ، في كتابه : تفسير المنار :
    6 / 464 ، طبعة : دار المعرفة ، بيروت / لبنان .
    22. أحمد بن حنبل ، المتوفى ، سنة : 241 هجرية ، في كتابه : العلل و معرفة الرجال :
    3 / 262 ، طبعة : المكتبة الإسلامية / الرياض .
    23. أبو منصور عبد الملك بن محمد إسماعيل الثعالبي النيسابوري ، المتوفى سنة : 429 هجرية ، في كتابه : ثمار القلوب من المضاف و المنسوب :
    2 /906 ، طبعة : دار البشائر ، بيروت / لبنان .
    24. جلال الدين بن أبي بكر السيوطي ، المتوفى سنة : 911 هجرية ، في كتابه : الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير : 2
    / 66 ، طبعة : دار الكتب العلمية ، بيروت / لبنان .
    25. نور الدين علي بن عبد الله السمهودي ، المتوفى سنة : 911 هجرية ، في كتابه : جواهر العقدين في فضل الشرفين ، فضل العلم الجلي و النسب النبوي : 236 ، طبعة : دار الكتب العلمية ، بيروت / لبنان .

    26. عبد الرؤوف المناوي ، في كتابه ، كنوز الحقائق : 2 /
    118 ، طبعة : دار الكتب العلمية ، بيروت / لبنان .
    27. أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، المتوفى سنة : 748 هجرية ، في كتابه : ميزان الاعتدال في نقد الرجال : 3 / 294 ، طبعة : دار إحياء الكتاب العربي ، بيروت / لبنان .
    28. جلال الدين بن أبي بكر السيوطي ، المتوفى سنة : 911 هجرية ، في كتابه : الدر المنثور في التفسير بالمأثور : 2 /
    293 ، طبعة : محمد أمين ، بيروت / لبنان .
    29. نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ، المتوفى سنة : 807
    هجرية ، في كتابه : مجمع الزوائد و منبع الفوائد : 9 / 129 ، طبعة : دار الفكر ، بيروت / لبنان .
    30. الموفق بن أحمد بن محمد المكي الخوارزمي ، المتوفى سنة : 568 هجرية ، في كتابه : مناقب علي بن أبي طالب : 156 ، طبعة : جامعة المدرسين ، قم / إيران .

    31. ركن الدين ، أبو محمد ، الحسين بن مسعود ، أبي الفراء البغوي ، المتوفى سنة : 516 هجرية ، في كتابه : مصابيح السنة :
    4 / 172 ، طبعة : دار المعرفة ، بيروت / لبنان .
    32. أبو عبد الله محمد الحكيم الترمذي ، من علماء القرن الثالث الهجري ، في كتابه : نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) : 289 ، طبعة : دار صادر ، بيروت / لبنان .
    33. كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي ، المتوفى سنة : 654 هجرية ، في كتابه : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول :
    4 ، مخطوط .
    34 . أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ، المتوفى سنة : 335 هجرية ، في كتابه : المسند : 1 / 166 ، طبعة : مكتبة العلوم و الحكم / المدينة المنورة .
    35. أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني ، المتوفى سنة : 548 هجرية ، في كتابه : الملل و النحل :
    1 / 163 ، طبعة : دار صعب / بيروت ، و مطبعة : أمير ، قم / إيران .
    36. سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، المتوفى سنة : 1294 هجرية ، في كتابه : ينابيع المودة : 1 / 33 ، طبعة : المطبعة الحيدرية ، النجف الاشرف / العراق .

    37. عبد الرؤوف المناوي ، في كتابه : فيض القدير شرح الجامع الصغير :
    4 / 358 ، طبعة : دار المعرفة / بيروت .
    38. أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ، أخطب الخوارزمي ، المتوفى سنة : 568 هجرية ، في كتابه : مقتل الحسين : 1 / 47 ، طبعة : إيران .
    39. المتقي الهندي ، في كتابه : منتخب كنز العمال :
    5 / 30 ، طبعة : المكتب الإسلامي / بيروت .
    40. أبو عبد الرحمن ، أحمد بن شعيب النسائي ، المتوفى سنة : 303 هجرية ، في كتابه : النسائي ، خصائص أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) :
    43 ، طبعة : إيران .
    41. عفيف الدين ، عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني ، المتوفى سنة : 768 هجرية ، في كتابه : مرآة الجنان و عبرة اليقظان ، في معرفة حوادث الزمان :
    143 ، طبعة : مؤسسة الرسالة / بيروت .
    42. عبد الله بن عمر البيضاوي ، في كتابه : طوالع الأنوار : 1 / 585 ، طبعة : الديار العامرة / مصر .
    43. أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، المتوفى سنة : 458 هجرية ، في كتابه : الاعتقاد على مذهب السلف ، أهل السنة و الجماعة :
    217 ، طبعة : دار الكتب العلمية / بيروت .
    44. الحافظ الطبراني ، المتوفى سنة : 360 هجرية ، في كتابه : المعجم الأوسط :
    3/ 69 ، طبعة : مكتبة المعارف / الرياض .
    45. أبو عبد الرحمن ، أحمد بن شعيب النسائي ، المتوفى سنة : 303
    هجرية ، في كتابه : السنن الكبرى : 5 / 130 ، طبعة : دار المكتبة العلمية / بيروت .
    46. عبد الرحمن بن خلدون ، المتوفى سنة : 808 هجرية ، في كتابه : المقدمة :
    246 ، طبعة : دار الفكر / بيروت .
    47. جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي الحنفي المدني ، المتوفى سنة : 750 هجرية ، في كتابه : نظم درر السمطين :
    93 ، طبعة : القضاء ، النجف الاشرف / العراق .
    48. محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي ، في كتابه : مشكاة المصابيح :
    3 / 1720 ، طبعة : المكتب الإسلامي / بيروت .
    49. سيف الدين الآمدي ، المتوفى سنة : 631 هجرية ، في كتابه : غاية المرام في علم الكلام : 375 ، طبعة : القاهرة / مصر .
    50. أبو جعفر أحمد الشهير بالمحب الطبري ، في كتابه : الرياض النضرة في مناقب العشرة :
    3 / 127 ، طبعة : دار الكتب العلمية / بيروت .
    51. بدر الدين ، أبو محمد بن أحمد العيني ، المتوفى سنة : 855 هجرية ، في كتابه : عمدة القاري ، شرح صحيح أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، المتوفى سنة : 256 هجرية :
    18 / 206 ، طبعة : دار الفكر / بيروت .
    52. محمد بن معتمد خان البدخشاني الحارثي ، المتوفى سنة : 1126 هجرية ، في كتابه : نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار :
    54 ، طبعة : مؤسسة المفيد / بيروت .
    53. الشبلنجي ، في كتابه : نور الأبصار في مناقب بيت النبي المختار :
    78 ، طبعة : المكتبة الشعبية


    يتبع


    تعليق


    • #92
      هذه سبعون لعلي (ع) ..فليأتونا بواحدة لساداتهم.!

      قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب(عليه السلام):

      لقد علم المستحفظون من أصحاب النبيّ محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنّه ليس فيهم رجلٌ له منقبة إلّا وقد شركتُه فيها وفضلته‏ ، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحدٌ منهم. قلت: يا أميرالمؤمنين، فأخبرني بهنّ.
      فقال(عليه السلام):إنّ أوّل منقبة لي: أنّي لم اُشرك باللَّه طرفة عين، ولم أعبد اللات والعزّى.
      والثانية:أنّي لم أشرب الخمر قطّ.
      والثالثة: أنّ رسول‏اللَّه استوهبني عن أبي في صبائي، وكنت أكيله وشريبه ومونسه ومحدّثه.
      والرابعة: أنّي أوّل الناس إيماناً وإسلاماً.
      والخامسة: أنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.
      والسادسة: أنّي كنت آخر الناس عهداً برسول‏اللَّه، ودليته في حفرته.
      والسابعة: أنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار، وسجّاني ببرده، فلمّا جاء المشركون ظنّوني محمّداً(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فأيقظوني، وقالوا: ما فعل صاحبك؟ فقلت: ذهب في حاجته، فقالوا: لو كان هرب لهرب هذا معه.
      و الثامنة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) علّمني ألف باب من العلم، يفتح كلّ باب ألف باب، ولم يعلّم ذلك أحداً غيري.
      التاسعة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، إذا حشر اللَّه عزّوجلّ الأوّلين والآخرين نُصب لي منبر فوق منابر النبيّين، ونُصب لك منبر فوق منابر الوصيّين فتر تقي عليه.
      العاشرة:فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، لا اُعطى في القيامة إلّا سألت لك مثله.
      وأمّا الحادية عشرة: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، يدك في يدي حتى تدخل الجنّة.
      وأمّا الثانية عشرة :فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، مَثلك في اُمّتي كمَثل سفينة نوح؛ من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق.
      وأمّا الثالثة عشرة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عمّمني بعمامة نفسه بيده، ودعا لي بدعوات النصر على أعداء اللَّه، فهزمتهم بإذن اللَّه عزّوجلّ.
      وأمّا الرابعة عشرة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني أن أمسح يدي على ضرع شاة قد يبس ضرعها، فقلت: يا رسول‏اللَّه، بل امسح أنت. فقال: يا عليّ، فعلك فعلي. فمسحتُ عليها يدي، فدرّ عليَّ من لبنها، فسقيت رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) شربة، ثمّ أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها، فقال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : إنّي سألت اللَّه عزّوجلّ أن يبارك في يدك، ففَعل.
      وأمّا الخامسة عشرة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أوصى إليّ وقال: يا عليّ، لا يلي غسلي غيرك، ولا يواري عورتي غيرك؛ فإنّه إن رأى أحدٌ عورتي غيرك تفقّأت عيناه. فقلت له: كيف لي بتقليبك يا رسول‏اللَّه؟ فقال: إنّك ستعان، فوَاللَّه ما أردت أن اُقلّب عضواً من أعضائه إلّا قُلب لي.
      وأمّا السادسة عشرة: فإنّي أردت أن اُجرّده، فنوديت: يا وصيّ محمّد، لا تجرّده فغسِّله والقميص عليه، فلا واللَّه الذي أكرمه بالنبوّة وخصّه بالرسالة ما رأيت له عورة، خصّني اللَّه بذلك من بين أصحابه.
      وأمّا السابعة عشرة: فإنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجني فاطمة، وقد كان خطبها أبوبكر وعمر، فزوّجني اللَّه من فوق سبع سماواته، فقال رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : هنيئاً لك يا عليّ؛ فإنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجك فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وهي بضعة منّي. فقلت: يا رسول‏اللَّه، أوَلستُ منك؟ فقال: بلى، يا عليّ وأنت منّي وأنا منك كيميني من شمالي، لا أستغني عنك في الدنيا والآخرة.
      وأمّا الثامنة عشرة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، أنت صاحب لواء الحمد في الآخرة، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق منّي مجلساً، يبسط لي، ويبسط لك، فأكون في زمرة النبيّين، وتكون في زمرة الوصيّين، ويوضع على رأسك تاج النور وإكليل الكرامة، يحفّ بك سبعون ألف ملك حتى يفرغ اللَّه عزّوجلّ من حساب الخلائق.
      وأمّا التاسعة عشرة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، فمن قاتلك منهم فإنّ لك بكلّ رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك. فقلت: يا رسول ‏اللَّه، فمن الناكثون؟ قال: طلحة والزبير، سيبايعانك بالحجاز، وينكثانك بالعراق، فإذا فعلا ذلك فحاربهما؛ فإنّ في قتالهما طهارة لأهل الأرض. قلت: فمن القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه. قلت: فمن المارقون؟ قال: أصحاب ذي الثُديّة، وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فاقتلْهم؛ فإنّ في قتلهم فرجاً لأهل الأرض، وعذاباً معجّلاً عليهم، وذخراً لك عند اللَّه عزّوجلّ يوم القيامة.
      وأمّا العشرون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول لي: مَثلك في اُمّتي مَثل باب حطّة في بني إسرائيل؛ فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره اللَّه عزّوجلّ.
      وأمّا الحادية والعشرون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، ولن تُدخل المدينة إلّا من بابها. ثمّ قال: يا عليّ، إنّك سترعى ذمّتي، وتقاتل على سنّتي، وتخالفك اُمّتي.
      وأمّا الثانية والعشرون :فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق ابنيَّ الحسن والحسين من نور ألقاه إليك وإلى فاطمة، وهما يهتزّان كما يهتزّ القرطان إذا كانا في الاُذنين، ونورهما متضاعف على نور الشهداء سبعين ألف ضعف. يا عليّ، إنّ اللَّه عزّوجلّ قد وعدني أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحداً ما خلا النبيّين والمرسلين.
      وأمّا الثالثة والعشرون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أعطاني خاتمه-في حياته- ودرعه ومنطقته وقلّدني سيفه وأصحابه كلّهم حضور، وعمّي العبّاس حاضر، فخصّني اللَّه عزّوجلّ منه بذلك دونهم.
      وأمّا الرابعة والعشرون: فإنّ اللَّه عزّوجلّ أنزل على رسوله: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )، فكان لي دينار، فبعته عشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أصّدّق قبل ذلك بدرهم، وواللَّه ما فعل هذا أحدٌ من أصحابه قبلي ولا بعدي؛ فأنزل اللَّه عزّوجلّ: ( ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ) الآية، فهل تكون التوبة إلّا من ذنب كان!!
      وأمّا الخامسة والعشرون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: الجنّة محرّمة على الأنبياء حتى أدخلها أنا، وهي محرّمة على الأوصياء حتى تدخلها أنت. يا عليّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى بشّرني فيك ببشرى لم يبشّر بها نبيّاً قبلي؛ بشّرني بأنّك سيّد الأوصياء، وأنّ ابنيك الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة يوم القيامة.
      وأمّا السادسة والعشرون: فإنّ جعفراً أخي الطيّارُ في الجنّة مع الملائكة، المزيّن بالجناحين من درّ وياقوت وزبرجد.
      وأمّا السابعة والعشرون: فعمّي حمزة سيّد الشهداء في الجنّة.
      وأمّا الثامنة والعشرون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: إنّ اللَّه تبارك وتعالى وعدني فيك وعداً لن يخلفه، جعلني نبيّاً وجعلك وصيّاً، وستلقى من اُمّتي من بعدي ما لقي موسى من فرعون، فاصبر واحتسب حتى تلقاني، فاُوالي من والاك، واُعادي من عاداك.
      وأمّا التاسعة والعشرون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، أنت صاحب الحوض، لا يملكه غيرك. وسيأتيك قوم فيستسقونك، فتقول: لا ، ولا مثل ذرّة، فينصرفون مسودّة وجوههم. وسترد عليك شيعتي وشيعتك، فتقول: رووا رواءً مرويّين، فيروون مبيضّة وجوههم.
      وأمّا الثلاثون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يُحشر اُمّتي يوم القيامة على خمس رايات؛ فأوّل راية ترد عليَّ راية فرعون هذه الاُمّة، وهو معاوية. والثانية مع سامريّ هذه الاُمّة، وهو عمرو بن العاص. والثالثة مع جاثليق هذه الاُمّة، وهو أبوموسى الأشعري. والرابعة مع أبي‏الأعور السلمي. وأمّا الخامسة فمعك يا عليّ، تحتها المؤمنون، وأنت إمامهم. ثمّ يقول اللَّه تبارك وتعالى للأربعة ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابُ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ) ، وهم شيعتي ومن والاني، وقاتل معي الفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة وهم شيعتي، فينادي هؤلاء أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَى‏ وَلَاكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِىُّ حَتَّى‏ جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ* فَالْيَوْمَ لَايُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ). ثمّ ترد اُمّتي وشيعتي فيروون من حوض محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وبيدي عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الإبل.
      وأمّا الحادية والثلاثون : فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(يقول: لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم، لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك؛ يستشفون به.
      وأمّا الثانية والثلاثون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى نصرني بالرعب، فسألته أن ينصرك بمثله، فجعل لك من ذلك مثل الذي جعل لي.
      وأمّا الثالثة والثلاثون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) التقم اُذني وعلّمني ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، فساق اللَّه عزّوجلّ ذلك إليّ على لسان نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(
      وأمّا الرابعة والثلاثون: فإنّ النصارى ادّعوا أمراً، فأنزل اللَّه عزّوجلّ فيه فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن‏ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )، فكانت نفسي نفس رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ؛ والنساء فاطمة(عليها السلام) ؛ والأبناء الحسن والحسين. ثمّ ندم القوم، فسألوا رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) الإعفاء، فأعفاهم. والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لو باهلونا لمُسخوا قردة وخنازير.
      وأمّا الخامسة والثلاثون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (وجّهني يوم بدر فقال: ائتني بكفّ حصيات مجموعة في مكان واحد، فأخذتها ثمّ شممتها، فإذا هي طيبة تفوح منها رائحة المسك، فأتيته بها، فرمى بها وجوه المشركين، وتلك الحصيات أربع منها كنّ من الفردوس، وحصاة من المشرق، وحصاة من المغرب، وحصاة من تحت العرش، مع كلّ حصاة مائة ألف ملك مدداً لنا، لم يكرم اللَّه عزّوجلّ بهذه الفضيلة أحداً قبل ولا بعد.



      وأمّا السادسة والثلاثون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: ويل لقاتلك؛ إنّه أشقى من ثمود، ومن عاقر الناقة، وإنّ عرش الرحمن ليهتزّ لقتلك، فأبشر يا عليّ فإنّك في زمرة الصدّيقين والشهداء والصالحين.


      وأمّا السابعة والثلاثون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى قد خصّني من بين أصحاب محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بعلم الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والخاصّ والعامّ، وذلك ممّا منّ اللَّه به عليَّ وعلى رسوله. وقال لي الرسول‏ (صلى اللّه عليه وآله وسلم) : يا علىغّ إنّ اللَّه عزّوجلّ أمرني أن اُدنيك ولا اُقصيك، واُعلّمك ولا أجفوك، وحقّ عليَّ أن اُطيع ربّي، وحقّ عليك أن تعي.


      وأمّا الثامنة والثلاثون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بعثني بعثاً، ودعا لي بدعوات، واطلعني على ما يجري بعده، فحزن لذلك بعض أصحابه، قال: لو قدر محمّد أن يجعل ابن عمّه نبيّاً لجعله، فشرّفني اللَّه عزّوجلّ بالاطّلاع على ذلك على لسان نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(.


      وأمّا التاسعة والثلاثون :فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً؛ لا يجتمع حبّي وحبّه إلّا في قلب مؤمن. إنّ اللَّه عزّوجلّ جعل أهل حبّي وحبّك-يا عليّ-في أوّل زمرة السابقين إلى الجنّة، وجعل أهل بغضي وبغضك في أوّل زمرة الضالّين من اُمّتي إلى النار.


      وأمّا الأربعون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وجّهني في بعض الغزوات إلى رَكيٍ‏ فإذا ليس فيه ماء، فرجعت إليه فأخبرته، فقال: أفيه طين؟ قلت: نعم. فقال، ائتني منه، فأتيت منه بطين، فتكلّم فيه، ثمّ قال: ألقِه في الركيّ، فألقيته، فإذا الماء قد نبع حتى امتلأ جوانب الركيّ، فجئت إليه فأخبرته، فقال لي: وفّقت يا عليّ، وببركتك نبع الماء. فهذه المنقبة خاصّة بي من دون أصحاب النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم ).


      وأمّا الحادية والأربعون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: أبشر يا عليّ؛ فإنّ جبرئيل أتاني فقال لي: يا محمّد إنّ اللَّه تبارك وتعالى نظر إلى أصحابك فوجد ابن عمّك وختنك على ابنتك فاطمة خير أصحابك، فجعله وصيّك والمؤدّي عنك.


      وأمّا الثانية والأربعون:فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه يقول: أبشر يا عليّ؛ فإنّ منزلك في الجنّة مواجه منزلي، وأنت معي في الرفيق الأعلى في أعلى علّيّين. قلت: يا رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وما أعلى علّيّون؟ فقال: قبّة من درّة بيضاء، لها سبعون ألف مصراع، مسكن لي ولك يا عليّ.



      يتبع تكملة مناقب الإمام السبعون

      تعليق


      • #93
        تكملة هذه سبعون لعلي (ع) ..فليأتونا بواحدة لساداتهم.!

        وأمّا الثالثة والأربعون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: إنّ اللَّه عزّوجلّ رسخ حبّي في قلوب المؤمنين، وكذلك رسخ حبّك-يا عليّ-في قلوب المؤمنين، ورسخ بغضي وبغضك في قلوب المنافقين؛ فلا يحبّك إلّا مؤمن تقيّ، ولا يبغضك إلّا منافق كافر.


        وأمّا الرابعة والأربعون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: لن يبغضك من العرب إلّا دعيّ، ولا من العجم إلّا شقيّ، ولا من النساء إلّا سَلقلقيّة .


        وأمّا الخامسة والأربعون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) دعاني وأنا رَمِد العين، فتفل في عيني، وقال: اللهمّ اجعل حرّها في بردها، وبردها في حرّها، فوَاللَّه، ما اشتكت عيني إلى هذه الساعة.


        وأمّا السادسة والأربعون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمر أصحابه وعمومته بسدّ الأبواب، وفتح بابي بأمر اللَّه عزّوجلّ. فليس لأحد منقبة مثل منقبتي.


        وأمّا السابعة والأربعون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني في وصيّته بقضاء ديونه وعِداته، فقلت: يا رسول ‏اللَّه، قد علمت أنّه ليس عندي مال! فقال: سيعينك اللَّه. فما أردت أمراً من قضاء ديونه وعِداته إلّا يسّره اللَّه لي، حتى قضيت ديونه وعِداته، وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفاً، وبقي بقيّة أوصيت الحسن أن يقضيها.


        وأمّا الثامنة والأربعون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أتاني في منزلي، ولم يكن طعمنا منذ ثلاثة أيّام، فقال: يا عليّ، هل عندك من شي‏ء؟ فقلت: والذي أكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيّام، فقال النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : يا فاطمة، ادخلي البيت وانظري هل تجدين شيئاً؟ فقالت: خرجت الساعة! فقلت: يا رسول ‏اللَّه، أدخله أنا؟ فقال: ادخل باسم اللَّه. فدخلت، فإذا أنا بطبق موضوع عليه رطب من تمر، وجفنة من ثريد، فحملتها إلى رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فقال: يا عليّ، رأيتَ الرسول الذي حمل هذا الطعام؟ فقلت: نعم. فقال: صِفه لي. فقلت: من بين أحمر وأخضر وأصفر. فقال: تلك خطط جناح جبرئيل(عليه السلام) مكلّلة بالدرّ والياقوت. فأكلنا من الثريد حتى شبعنا، فما رأى إلّا خدش أيدينا وأصابعنا. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من بين أصحابه.


        وأمّا التاسعة والأربعون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى خصّ نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بالنبوّة، وخصّني النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بالوصيّة، فمن أحبّني فهو سعيد يحشر في زمرة الأنبياء(عليهم السلام ).


        وأمّا الخمسون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بعث ببراءة مع أبي ‏بكر، فلمّا مضى أتى جبرئيل(عليه السلام) فقال: يا محمّد، لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك. فوجّهني على ناقته العضباء، فلحقته بذي الحليفة فأخذتها منه، فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك.


        وأمّا الحادية والخمسون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أقامني للناس كافّة يوم غدير خمّ، فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فبُعداً وسحقاً للقوم الظالمين.


        وأمّا الثانية والخمسون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: يا عليّ، ألا اُعلّمك كلمات علّمنيهنّ جبرئيل(عليه السلام) ؟! فقلت: بلى. قال: قل: يا رازق المقلّين، ويا راحم المساكين، ويا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أرحم الراحمين، ارحمني وارزقني.


        وأمّا الثالثة والخمسون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى لن يذهب بالدنيا حتى يقوم منّا القائم، يقتل مبغضينا، ولا يقبل الجزية، ويكسر الصليب والأصنام، ويضع الحرب أوزارها، ويدعو إلى أخذ المال فيقسمه بالسويّة، ويعدل في الرعيّة.


        وأمّا الرابعة والخمسون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: يا عليّ، سيلعنك بنو اُميّة، ويردّ عليهم ملك بكلّ لعنة ألف لعنة، فإذا قام القائم لعنهم أربعين سنة.


        وأمّا الخامسة والخمسون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: سيفتتن فيك طوائف من اُمّتي؛ فيقولون: إنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لم يخلّف شيئاً، فبماذا أوصى عليّاً؟ أوَليس كتاب ربّي أفضل الأشياء بعد اللَّه عزّوجلّ!! والذي بعثني بالحقّ لئن لم تجمعه بإتقان لم‏ يجمع أبداً. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة.


        وأمّا السادسة والخمسون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى خصّني بما خصّ به أولياءه وأهل طاعته، وجعلني وارث محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ؛ فمن ساءه ساءه، ومن سرّه سرّه -وأومأ بيده نحو المدينة-.


        وأمّا السابعة والخمسون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) كان في بعض الغزوات، ففقد الماء، فقال لي: يا عليّ، قم إلى هذه الصخرة، وقل: أنا رسول رسول ‏اللَّه، انفجري لي ماء. فوَاللَّه الذي أكرمه بالنبوّة لقد أبلغتها الرسالة، فاطلع منها مثل ثدي البقر، فسال من كلّ ثدي منها ماء، فلمّا رأيت ذلك أسرعت إلى النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فأخبرته، فقال: انطلق ياعليّ، فخذ من الماء، وجاء القوم حتى ملؤوا قِرَبهم وأداواتهم، وسقوا دوابّهم، وشربوا، وتوضّؤوا. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة.


        وأمّا الثامنة والخمسون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني في بعض غزواته-وقد نفد الماء-فقال: يا عليّ، ائتني بَتْور . فأتيته به، فوضع يده اليمنى ويدي معها في التور، فقال: انبع، فنبع الماء من بين أصابعنا.


        وأمّا التاسعة والخمسون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وجّهني إلى خيبر، فلمّا أتيته وجدت الباب مغلقاً، فزعزعته شديداً، فقلعته ورميت به أربعين خطوة، فدخلت، فبرز إليّ مرحب، فحمل عليَّ وحملت عليه، وسقيت الأرض من دمه. وقد كان وجّه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين.


        وأمّا الستّون:فإنّي قتلت عمرو بن عبدودّ، وكان يعدّ بألف رجل.


        وأمّا الحادية والستّون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: يا عليّ، مَثلك في اُمّتي مثل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؛ فمن أحبّك بقلبه فكأنّما قرأ ثلث القرآن، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنّما قرأ ثلثي القرآن، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنّما قرأ القرآن كلّه.


        وأمّا الثانية والستّون:فإنّي كنت مع رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في جميع المواطن والحروب، وكانت رايته معي.


        وأمّا الثالثة والستّون: فإنّي لم أفرَّ من الزحف قطّ، ولم يبارزني أحد إلّا سقيت الأرض من دمه.


        وأمّا الرابعة والستّون:فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) اُتي بطير مشويّ من الجنّة، فدعا اللَّه عزّوجلّ أن يدخل عليه أحبّ خلقه إليه، فوفّقني اللَّه للدخول عليه حتى أكلت معه من ذلك الطير.


        وأمّا الخامسة والستّون: فإنّي كنت اُصلّي في المسجد فجاء سائل، فسأل وأنا راكع، فناولته خاتمي من إصبعي، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى فيَّ: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ‏ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (


        وأمّا السادسة والستّون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى ردّ عليَّ الشمس مرّتين، ولم يردّها على أحد من اُمّة محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) غيري.


        وأمّا السابعة والستّون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمر أن اُدعى بإمرة المؤمنين في حياته وبعد موته، ولم يطلق ذلك لأحد غيري.


        وأمّا الثامنة والستّون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: يا عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: أين سيّد الأنبياء؟ فأقوم، ثمّ ينادي: أين سيّد الأوصياء؟ فتقوم، ويأتيني رضوان بمفاتيح الجنّة، ويأتيني مالك بمقاليد النار، فيقولان: إنّ اللَّه جلّ جلاله أمرنا أن ندفعها إليك، ونأمرك أن تدفعها إلى عليّ بن أبي‏طالب، فتكون-يا عليّ-قسيم الجنّة والنار.


        وأمّا التاسعة والستّون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: لولاك ما عُرف المنافقون من المؤمنين.


        وأمّا السبعون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) نام ونوّمني وزوجتي فاطمة وابنيَّ الحسن والحسين، وألقى علينا عباءة قُطوانيّة، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى فينا: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )، وقال جبرئيل(عليه السلام) : أنا منكم يا محمّد، فكان سادسنا جبرئيل(عليه السلام(


        ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله...)
        (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج ..)
        ( قل هل يستوي الخبيث والطيب ..)
        (أنلزمكـــــــــــــموها وأنتم لـــــــــــــــــها كارهــــــــــــــــون ( ... .



        فأين صاحبكم وأسيادكم عنها كلها او بعضها أو واحدة منها ......!!!

        يتبـــــــــع

        تعليق


        • #94
          بحث تأريخي علي وولاية الشام


          السؤال :

          لماذا لم يبقِ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) معاوية والياً على الشام برهة من الزمن وهو في هذه الحالة سوف يخضع ويبايع , وبعد هذا يكون بامكانه استبداله أو تغييره بأي شخص آخر بعد ان يكون قد استقطب كل اطراف الدولة وتتم له البيعة في كل ارجاء العالم الاسلامي وبها يكون قد امكنه تصفية كل هؤلاء الفجرة ورجوع كل الثروات المسلوبة إلى بيت المال .

          علماً ان هذا الأمر صحيح ومعقول من الناحية الفقهية لأنها دائماً تقرر ان الواجب إذا توقف على مقدمة محرمة وكان ملاك الواجب أقوى من ملاك الحرمة فلابد ان يقدّم الواجب على الحرام حسب قانون التزاحم ؟

          بسمه تعالى :

          الجواب على هذا السؤال فيه عدة مستويات اذكرها باختصار :

          المستوى الأول

          ملاكات الأحكام الشرعية

          ان ملاكات الأحكام واهميتها الله سبحانه وتعالى هو اعلم بها بل هو العالم , فمن اين علمت ان ملاك الواجب أقوى من ملاك الحرمة , هذا لو سلمنا بوجود الملاكات .

          المستوى الثاني

          التعامل بالظاهر والله يتولى السرائر

          ورد عن أهل البيت(عليهم السلام) عن جدهم الصادق الامين (صلى الله عليه وآله وسلم) , من انهم يتعاملون بالظاهر والله يتولى السرائر , فكيف يتم تصفية اولئك بعد ان خضع وبايع ظاهراً , بل حتى من لم يبايع فإنه في امان ما دام لم يشهر السيف ولم يعتدِ على الانفس والاعراض والاموال , كما يشهد التاريخ العديد من الحالات في زمن أمير المؤمنين (عليه السلام) , ونفس الموقف كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع المنافقين .

          ويشهد لهذا ما ورد في كتب التاريخ وغيرها :

          1- منها (لما دعي سعد بن أبي وقاص إلى البيعة , تمنّع منها تضامناً مع الامويين , وقال لعلي(عليه السلام) : ما عليك من بأس .... فتركه أمير المؤمنين(عليه السلام) ولم يسمح للثائرين ان يستعملوا معه العنف).

          2- ومنها (لما دعي اليها عبد الله بن عمر بن الخطاب , وامتنع منها , طلب الإمام علي(عليه السلام) منه كفيلاً بأن لا يشرك مع احد في عمل ضده , ولما امتنع عبد الله بن عمر عن تقديم الكفيل تركه الإمام (عليه السلام) وقال للناس : خلّوه فأنا كفيله) .

          المستوى الثالث

          اغتيال الإمام علي(عليه السلام)

          يحتمل قوياً القول , ان أمير المؤمنين (عليه السلام) لو ابقى معاوية (لعنه الله) والياً على الشام لحصل اكثر من محذور :

          1- ان عملية اغتيال أمير المؤمنين (عليه السلام) تكون قد حصلت بوقت مبكر جداً اسبق من الوقت الفعلي الذي حصلت فيه , وذلك بسبب وضوح تصدي معاوية وتدبيره وتخطيطه لعملية الاغتيال أما بصورة مباشرة أو بدعم واسناد من خطط لذلك . ومثل هذا الأمر حصل ونفّذ في الوقت الذي يعتبر فيه معاوية خارجاً عن القانون وخارجاً عن الدين , فكيف سيكون الأمر لو كان لمعاوية ولاصحابه المبرر الشرعي بعد ابقائه والياً من قبل الإمام علي (عليه السلام) ففي هذه الحالة سيكون له الحرية والقدرة وكذلك لاصحابه بالتنقل في عاصمة الخلافة الإسلامية وهي الكوفة والاتصال بحرية وسهولة مع أي شخص ممكن ان يتآمر معهم ويتعاون ويشارك في عملية الاغتيال , ومثل هذا الأمر حصل مع الخليفة الثالث عثمان حيث كان لبني أمية اليد الرئيسة في عملية التخطيط لاغتيال عثمان واتمام الاغتيال كما يشهد التاريخ بذلك .

          فمثلاً مما ورد في رواية اليعقوبي , كان عثمان يأمل ان تأتيه النجدة من الشام بعد ان طلب من معاوية ان يمده بالرجال بالسرعة القصوى , أما معاوية فقد تثاقل وتباطأ على امل ان ينتهي الأمر بقتله ليكون ولي الثأر من بعده , وبالتالي خرج من الشام في جيش مؤلف من اثني عشر مقاتل وقبل ان يصل إلى المدينة تركهم في مكان بعيد عنها ينتظرون صدور اوامره اليهم وسار بنفسه إلى المدينة , ولما دخل على عثمان بن عفان سأله عثمان عن النجدة

          فقال معاوية : لقد تركتها ورائي وجئت اليك لأعرف رأيك واعود اليهم فاجيبك بهم .

          فقال له ابن عفان : لا والله ولكنك اردت ان اقتل فتقول انت , إنا ولي الثأر , ارجع فجئني بالناس حالاً فرجع ولم يعد حتى قتل عثمان .

          2- يترتب على المحذور الأول , حصول معاوية على الامضاء الشرعي لولايته من قبل الإمام علي (عليه السلام) وبالتالي يؤدي إلى استحكام قضية معاوية وولايته الممضاة حسب الفرض مما يؤدي إلى خداع الكثير من الناس بذلك اكثر من الاعداد التي خدعت بالفعل بالرغم من كون معاوية خارجاً عن القانون وعن ولي الأمر فهو خارج عن الدين , لكنه بمكره وخداعه ووسائل اعلامه الداخلية والخارجية استطاع ان يكتب التاريخ بصورة مخادعة وكاذبة بالاستعانة بالرواة والاقلام المأجورة مما ادى إلى خداع العديد من الشرائح الاجتماعية , فكيف لو كانت ولايته ممضاة من قبل الإمام (عليه السلام) .

          المستوى الرابع

          ملاك الوجوب

          ان وجوب التصدي للرئاسة غير متحقق , أما لوجود الدليل الشرعي على عدم الوجوب كما في قصة لقمان(عليه السلام) ورفضه الخلافة وكما ورد عن أهل البيت(عليهم السلام) عن جدهم المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم): (من اراد الرئاسة هلك) , (ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرقت بأ ضر في دين المسلم من الرئاسة) , وأما لعدم تحقق شروط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما حصل فعلاً مع أهل الكوفة انفسهم حتى قال فيهم(عليه السلام) : (لقد ملئتم قلبي قيحاً) وغير هذا من الاقوال , ويشهد لعدم الوجوب رفض أمير المؤمنين (عليه السلام) للخلافة بعد مقتل عثمان حتى اضطر إلى القبول .

          وينتج من هذا انه لا تزاحم في المقام لانه لا وجود لملاك الواجب .

          ويشهد لهذا :

          1- ما ورد في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين(عليه السلام): ( وبسطتم يدي فكففتها , ومددتموها فقبضتها , ثم تداككتم عليَّ تداكَّ الابل الهيم على حياضها يوم ورودها , حتى انقطعت النعل وسقطت الرداء , ووطي الضعيف وبلغ من سرور الناس ببيعتهم اياي ان ابتهج بها الصغير وهدج اليها الكبير وتحامل نحوها العليل , وحسرت اليها الكعاب) .

          2- وعنه(عليه السلام): (دعوني والتمسوا غيري , فإنا مستقبلون امراً له وجوه والوان , لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول , وان الافاق قد اغابت والمحجة قد تنكرت ,

          واعلموا اني ان اجبتكم ركبت بكم ما اعلم ولم اصغ إلى قول القائل وعتب العاتب , وان تركتموني فأنا كأحدكم ولعلّي اسمعكم واطوعكم لمن وليتموه امركم , وأنا لكم وزيراً خير لكم مني اميراً) .

          3- وفي تاريخ الطبري , الجزء الخامس , ورد : (ان اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاؤه (أي جاؤا لعلي (عليه السلام)) بعد مقتل عثمان فقالوا له : لابد للناس من امام ولا نجد اليوم احق بهذا الأمر منك .

          فقال(عليه السلام): لا تفعلوا فاني اكون وزيراً خير من ان اكون اميراً.

          فقالوا : لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك .

          وما زالوا به حتى قبل بيعتهم ولكنه ابى إلا ان تكون في المسجد ويرضى جميع الناس) .

          ويشهد لذلك ايضاً عدم رغبة ورفض الإمام الرضا (عليه السلام) تولي الخلافة أو ولاية العهد عندما عرض ذلك المأمون , حتى اضطر الإمام إلى ان يقبل بولاية العهد بشرط ان يكون ذلك من الناحية الظاهرية الشكلية فقط حيث قبل الإمام ذلك على ان لا يولّي والياً ولا يعزل آخر ولا ينقض كتاباً ولا يصدر آخر ويدل على هذا :

          4- ما جاء في رواية الصدوق : (لما انقضى امر المخلوع واستوى امر المامون كتب إلى الإمام الرضا (عليه السلام) يستدعيه ويستقدمه إلى خراسان فأعتل عليه الرضا (عليه السلام) بعلل كثيرة , فما زال المأمون يكاتبه ويسأله حتى علم انه لن يكف عنه , فخرج (عليه السلام) من المدينة ولولده محمد الجواد من العمر سبع سنوات) .

          وما جاء في علل الشرائع : ان الإمام (عليه السلام) قال للمأمون : (وأنا اقبل ذلك على ان لا اولّي احداً ولا اعزل احداً ولا انقض رسماً ولا سنة واكون في الأمر من بعيد مشيراً) فرضي المأمون منه ذلك .

          5- وما ورد عن معمر بن خلاد: (ان المأمون قال لأبي الحسن الرضا: يا ابا الحسن انظر بعض من تثق به توليه هذه البلدان التي فسدت علينا,

          فقال له الرضا (عليه السلام) : تفي لي وافي لك , انما دخلت فيما دخلت على ان لا آمر ولا انهى ولا اعزل ولا اولّي ولا اسير حتى يقدمني الله قبلك فوالله ان الخلافة شيء ما حدثت به نفسي) .

          وينتج من ذلك كله انه لا وجود لملاك الواجب فلا تزاحم في المقام حتى يقدّم الواجب على الحرام .

          المستوى الخامس

          دهاء معاوية

          ان معاوية ليس بتلك السذاجة بحيث يسلم الأمر للإمام (عليه السلام) فولاية الشام كانت من أقوى الولايات الإسلامية وكانت تتميز عن باقي الولايات في زمن عثمان باستقلاليتها حيث أسس معاوية لنفسه في الشام دولة بكل معنى الكلمة من الشرطة والجيش وباقي المؤسسات الخدمية والاعلامية ولم تكن لعثمان سلطة على الشام إلا من الناحية الشكلية الظاهرية فقط , فهل تتوقع من معاوية التنازل عن هذه الرئاسة بسهولة بل المتوقع جداً بما يعرف عن دهاء معاوية ومكره انه لو حصل على الامضاء من الإمام (عليه السلام) فانه سيستغل هذا الامضاء لصالحه ويوظفه لتقوية اركان دولته في الشام وتوسعتها , ويدل على هذا العديد من الموارد والتي تثبت اضافة لذلك ان معاوية لا يرضى بأقل من تنحي الإمام (عليه السلام) عن الحكم وانفراد معاوية بالحكم على جميع المسلمين ,

          1- منها ما قاله معاوية في بعض رسائله إلى الإمام علي (عليه السلام) وكان معاوية يتهدد ويتوعد ومما قال : ( ليس لك ولاصحابك إلا السيف ) وقد رد عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) : (أما ما ذكرت من انه ليس لي ولاصحابي إلا السيف , فلقد اضحك بعد استعبار , متى الفيت بني عبد المطلب عن الأعداء ناكلين وبالسيوف مخوفين.....) .

          2- منها , ما جاء في رسالته إلى الإمام علي (عليه السلام) : (وقد ابى الناس إلا قتالك حتى تدفع لهم قتلة عثمان فإن فعلت كانت شورى بين المسلمين , وانما كان الحجازيون هم الحكام على الناس والحق فيهم فلما فارقوه كان الحكام على الناس أهل الشام ) .

          ومن الواضح ان حصر الشورى بأهل الشام يعني انتخاب معاوية لا غير .

          3- ومنها , ما ثبت في التاريخ من ان معاوية هو الذي بادر إلى القتال حيث ذكر المؤرخون , ان معاوية جمع ما يزيد على مئة الف مقاتل من أهل الشام وقادهم يقطع الارض نحو العراق ولما بلغ أمير المؤمنين (عليه السلام) خبره جهز جيشه .

          4- ومنها في معركة صفين حينما شرعوا في كتابة بنود الاتفاق كتب الكاتب : (هذا ما تقاضى عليه علي أمير المؤمنين ومعاوية بن أبي سفيان


          إلى كل من يسال لماذا لم يقاوم أمير المؤمنين الامام علي علية السلام عندما دخلوا داره و لطمت زوجته.؟

          جاء في رواية الهجوم على دار الإمام علي عليه السلام والمذكورة في كتاب سليم بن قيس و هذا نصه :

          (
          دفاع علي عليه السلام عن سليلةالنبوة)

          (( فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به، فقال: (والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بنصهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمتإنك لا تدخل بيتي)

          الحديث الرابع من الكتاب،ونقلها المجلسي في بحارالنوار مجلد 28 صفحة 269 كتاب الفتن.هذا المقطع من الرواية فيه التصريح بمقاومة الإمام علي لمن هجم على بيت فاطمة عليهما السلام، كلنا نعلم أنّ هذه الرواية صحيحة من كتاب سليم بن قيس الكوفي ،هذا الكتاب الذي أشاد به أهل البيت عليهم السلام فقال فيه الإمام زين العابدين عليه السلام لما قُرء عليه كتاب سليم في ثلاثة أيام: (صدق سليم رحمه الله هذاحديثنا كله نعرفه ) وقال فيه الإمام الصادق عليه السلام: ( من لم يكن عنده منشيعتنا كتاب سليم بن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء ولا يعلم من أسبابناشيئاوهو أبجد الشيعة وسر من أسرار آل محمد عليهم السلام)

          والذي يفهم من الرواية المذكورة عدةأمور:

          1- أن الإمام علي عليه السلام لم يقف دون مقاومةودفاع عن الزهراء عليهماالسلامبل الحقيقة أنه عليه السلام ضربه ضربا مبرحا إلى درجة أن همّبقتله وقد نوقش بعض الخطباء لماذا لا تذكرون موقف المقاومةحين المصرع فقالوانحن نعلم أن هذا صحيح ولكن لو ذكرناهتبرد حرارة المصيبة والعجب كيف يكونهذا عذرا مقبولا وهويؤدي إلى إبقاء إشكالية في أذهان الصغار والكبار!!)

          2- أنالهجوم تم في مرحلتين:الأولى والإمام موجود في الدار هيالتي بدأ فيها اعتداءهم على نور قدس الله تعالى بضربتين فقط وسرعان ماوثب الإماملكن الهجوم الثاني على الدار وإحراق البيتكان حال انشغال الإمام بمقاومةالظالمين خارج الدار ولم يكن إسقاط الجنين والعصر إلا بعد إرسال الجماعه وتكاثرهم على الإمام خارج الدار وما منع الإمام عليه السلام عن إعمال السيف فيهم إلا خوف سفك الدماء و مخالفة وصية النبي صلى الله عليه وآله.

          يتبـــــــــع

          تعليق


          • #95
            حكمة الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه

            عن حُذيفه بن اليمان أنه لقي عمر بن الخطاب فقال له عمر
            :كيف أصبحت يا ابن اليمان ؟؟

            قال حُذيفه بن اليمان : أصبحت والله أكره الحق وأحب الفتنه وأشهد بما لم أره ,

            وأحفظ غير المخلوق , وأصلي من غير وضوء , ولي في الارض ما ليس لله في السماء ..

            فغضب عمر لقوله وانصرف من فوره وقد أعجله أمروعزم على أذى حُذيفه لقوله ذالك .

            فبينما هو في الطريق إذ مر بعلي بن أبي طالب عليه السلام , فرأىالغضب في وجهه,

            فقال الامام علي (عليه السلام) : ما أغضبك يا عمر؟؟

            فقال : لقد لقيت حُذيفه بن اليمان فسألته كيف أصبحت ؟ فقال : أصبحت أكره الحق,

            فقال الامام علي (عليه السلام) : صدق , يكره الموت وهوحق ..

            فقال عمر : ويقول : واحب الفتنه ,,

            قال عليه السلام : صدق يحب المال و الولد وهو فتنه وقد قال تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنه )

            قال عمر : يا علي يقول : وأشهد بما لم أره

            قال علي (عليه السلام):صدق , يشهد لله بالوحدانيه والموت والبعث والقيامه والجنه والنار

            والصراط ولم يرى ذالك كله

            قال عمر : يا علي وقد قال : إنني أحفظ غير مخلوق

            قال علي (عليه السلام): صدق , يحفظ كتاب الله تعالى القرآن وهو غير مخلوق

            قال عمر : ويقول أصلي من غير وضوء

            قال علي (عليه السلام): صدق , يصلي على ابن عمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) من غيروضوء وهي جائزة

            فقال عمر : يا أبا الحسن قد قال أكبر من ذالك , فقال (عليه السلام) : وما هو ؟؟

            قال عمر : إن لي في الارض ما ليس لله في السماء

            قال علي (ع) : صدق , له زوجه وتعالى الله عن الزوجه والولد

            فقال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لو لا علي بن أبي طالب عليه السلام

            تعليق


            • #96
              لقاء صحفي مع الإمام علي (عليه السلام)



              هذا اللقاء نشرته مجلة المستقبل العدد 314 في 26 فبراير من عام 1983 (أي قبل 27 عام من الآن). وهو من إعداد الكاتب المعاصر والصحافي المتميز : رياض نجيب الريس ..
              حيث كان يستفسر فيه من الإمام علي (عليه السلام) عن شؤون معاصرة في حياتنا اليومية وشغلت بال الجميع . وقد مهد لموضوعه بمقدمة نفسية وتاريخية , اجتذبت الكثيرين من مفكري أوروبا واسيا وقتها . حتى إن أسئلة مختلفة من وزراء إعلام عرب وردت للمجلة حول هذا اللقاء الصحفي الأكثر من رائع ..

              وهذا هو نص اللقاء كاملاً :

              في زمن الأبواب المغلقة , ليس أمام الصحافي خيارات كثيرة .. وفي زمن البحث عن طريق امن وسط ظلمة هذه الأيام , ليس هناك من يجرؤ أن بتباسط مع صحافي عن مدلولات اليوم طموحا للوصول إلى معالم الغد داخل هذا الزمن العربي الرديء , وفي أشهر التمزق الذي عاشه المواطن العربي منذ الغزو الإسرائيلي للبنان , وسقوط الأمة العربية من محيطها إلى خليجها , باعترافها ومن دون اعترافها , تحت ظلال" السلام الإسرائيلي " , لم أجد أحدا اعرفه في العالم فأطرق بابه لأسأله عن الذي يجري , ولماذا جرى وكيف يمكن أن يقف؟ صار اليأس كلمة نكررها صباح أو مساء كل نهار.

              لذا رحت ابحث عمن يقول لي شيئا. قلت لنفسي : ليس في هذا العصر من هو على استعداد لان يمد رأسه من أية كوة مهما صغرت . حاولت أن اطرق بابا أساسيا من أبواب المعرفة , لعل صاحبه يجيب السائل الحيران . وقررت أن ازور الإمام علي بن أبي طالب (رضى الله عنه) خليفة رسول الله وأمير المؤمنين . ولم يسبق لي أن عرفت علي بن أبي طالب من قبل . كانت معرفتي به سطحية تاريخية , كمعرفة المئات من المسلمين أمثالي . فكان لابد أن اطرق كتاب السيد الشريف الرضي ليقودني إلى باب علي بن أبي طالب ويفتحه لي في ( نهج البلاغة )وهو الذي اختاره من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام.(

              وفتح السيد الشريف الرضي الباب في (نهج البلاغة) على مصراعيه , وكان هذا الباب بالنسبة لي في ساعات الظلمة الكثيرة التي مرت علينا : نورا ساطعا . ومن أنقاض الذل الذي تمسحنا فيه كلنا ومن بين دركات العار التي وصلناها , أتاح لي الشريف الرضي عبر أسابيع طويلة , راحة كبرى ساعدني فيها شرح الأستاذ الشيخ محمد عبده. وتوالت الأسئلة , وما كان أكثرها , وطالت الأجوبة وما كان أسخاها . ولأن الأسئلة كانت من واضع اليوم فلم أشأ أن اجرح سيدي الإمام بأن أضع أجوبته في أيدي رقباء هذا العصر .

              لذلك ليس في حديثي المنشور اليوم : رأيه في أهل العراق ولا رأيه في أهل مك © والكوفة , والبصرة . وكما يقول سيدي الإمام : " من تذكر بعد السفر استعد " , فقد استعددت بأن يكون حديث بعيدا عن مزالق أيامنا المعاصرة هذه . ولعل أهم ما في أرائه غير المنشورة هو إنها تختصر الزمن كله . وكأن التاريخ لم يغير من طبائع هذه الشعوب ولم يعلمها درسا واحدا. وكان لابد من بداية لحديثي مع الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) . فأستأذنه بسؤالي الأول:

              - 1 –سيدي أمير المؤمنين . ما هذا الزمان الذي تعيشه أمتك ؟.

              -"يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل , ولا يظرف فيه إلا الفاجر , ولا يضعف في إلا المنصف . يعدون الصدقة فيه غرما . وصلة الرحم منا . والعبادة استطالة على الناس . فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء , وإمارة الصبيان , وتدبير الخصيان .(...لكن) إذا تغير السلطان تغير الزمان.(... و) صاحب السلطان كراكب الأسد يغبط بموقعه وهو اعلم بموضعه ...(... و) آلة الرياسة سعة الصدر .(... لكن) من ملك استأثر."

              - 2 – لكن كيف يواجه المرء , يا أمير المؤمنين , آلة الحكم , وسلطان الحاكم , والوضع العربي كما نعرفه اليوم عاجز ومشلول ؟ .

              - " لا خير في الصمت عن الحكم كما انه لا خير في القول بالجهل " .

              - 3 – وهل يعمل الحاكم بمشورة المحكومين يا أمير المؤمنين ؟

              - " من استبد برأيه هلك , ومن شاور الرجال شاركها في عقولها .(....و) من استقل وجوه الآراء عرف مواقع الأخطاء ".

              - 4 – لقد أصبح الظلم من معالم أمتك يا سيدي الإمام . أليس لهذا الظلم نهاية ؟

              - " الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفر , وظلم لا يترك , وظلم لا يطلب . (... ) ويوم المظلوم على الظالم , اشد من يوم الظالم على المظلوم .
              (...) ويوم العدل على الظالم , اشد من يوم الجور على المظلوم " .

              - 5 – لكن سلطان هذا الزمان يضيق صدره بالعدل يا سيدي ؟

              - " من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق " .

              - 6 – أليس لهذا السلطان يا سيدي أمير المؤمنين من مواصفات ؟

              - " لا ينبغي أن يكون الوالي (...) البخيل , فتكون في أموالهم نهمته . ولا الجاهل , فيضلهم بجهله . ولا الجافي , فيقطعهم بجفائه .
              ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم . ولا المرتشي في الحكم , فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع " .

              - 7 – أين الوطن يا سيدي الإمام , وقد أصبحنا كلنا نعيش في غربة قاسية ؟

              - " ليس بلد بأحق بك من بلد , خير البلاد ما حملك (...) الغنى في الغربة وطن , والفقر في الوطن غربة " .

              8 - -الفقر يا أمير المؤمنين , ليس هو غربتنا الوحيدة . يكاد الفقر يكون مقيما معنا في عصر الغنى العربي ؟ .

              - ألم اقل لابني محمد بن الحنفية : يا بني أني أخاف عليك الفقر فأستعذ بالله منه . فأن الفقر منقصة للدين
              مدهشة للعقل داعية للمقت .(...) الفقر هو الموت الأكبر (...) ولو كان الفقر رجلا لقتلته .

              - 9 – لقد شح عطاؤنا يا أمير المؤمنين . حتى يوم كثر مالنا ؟.

              - " لا تستح من إعطاء القليل فأن الحرمان اقل منه . (...) ومن كثرة نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه .(...) وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف , وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة , ويكرمه في الناس ويهينه عند الله . (... لكن) ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى .(...) فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له " .

              10 – - لكن الحاجة تدفع إلى الطلب أحيانا كثيرة يا سيدي الإمام ؟

              - " أن حفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك . ومرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس " .

              - 11 – والطمع ؟

              - " الطمع رق مؤبد " .

              – 12 - والعلم يا سيدي , أين منه المال ؟

              - " العلم خير من المال . والعلم يحرسك وأنت تحرس المال . المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق (...)
              العلم حاكم والمال محكوم عليه .(....) أن المال من غير علم كالسائر على غير طريق " .

              13 – - أحوال العبادة في عالمنا قد ساءت يا سيدي الإمام . لم تعد تدري كيف يتعبد الناس يا أمير المؤمنين , وبماذا تؤمن ؟

              - " إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار . وان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار " .

              14 – - ما الفرق بين العاقل والأحمق يا أمير المؤمنين ؟

              - " لسان العاقل وراء قلبه , وقلب الأحمق وراء لسانه " .

              15 – - والأحمق ماذا يريد عادة ؟

              - " انه يريد أن ينفعك فيضرك " .

              16 – - والبخيل ؟

              - " فأنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه " .

              17 – - والفاجر ؟

              - " فأنه يبيعك بالتافه " .

              18 – - والكذاب ؟

              - " فأنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب " .

              21 – - أليس من الصعب الحكم على النوايا يا سيدي الإمام ؟

              - " وما اضمر احد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه " .

              22 – - كيف نعامل الناس يا أمير المؤمنين في ظل هذه الظروف الصعبة ؟

              - " خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم , وان عشتم حنوا إليكم .(...)
              ولا يمكن لك إلى الناس سفير إلا لسانك ولا حاجب إلا وجهك . (..... لقد ) هانت عليه نفسه من أمر لسانه " .

              23 – - وأعداؤنا ؟

              - " إذا قدرت على عدوك فأجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه " .

              24 – - وهل نصالح أعداءنا يا سيدي الإمام ؟

              - " لا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضا , فأن الصلح دعة لجنودك , وراحة من همومك , وأمنا لبلادك .
              ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه . فأن العدو ربما قارب ليتغفل , فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن " .

              25 – - كيف نسعى يا سيدي أمير المؤمنين بين الحق والباطل ؟

              - " الباطل أن تقول سمعت والحق أن تقول رأيت . (...و) الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم , وعلى كل داخل في باطل أثمان : إثم العمل به وإثم الرضا به (...و) من صارع الحق صرعه " .

              26 – - وكيف نعمل إذن يا أمير المؤمنين ؟

              - " احذر كل عمل يعمل به في السر ويستحي منه في العلانية . واحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحب أنكره أو اعتذر منه " .

              27 – - والحياة , كيف نواجهها والحالة هكذا يا سيدي ؟

              - " ليس من شيء إلا ويكاد صاحبه يشبع منه ويمله , إلا الحياة فأنه لا يجد له في الموت راحة " .

              28 – - والدهر كيف نعامله يا مولاي الإمام ؟

              - " الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك . فإذا كان لك فلا تبطر , وإذا كان عليك فأصبر، فكلاهما زائل " .

              29 – - لكن اللؤم يكاد أن يطغي على دهرنا هذا يا سيدي ؟

              - " احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع " .

              30 – - بل كيف ندفع التهمة عنا ؟

              - " من وضع نفسه مواضع التهمة لا يلومن من أساء له الظن " .

              31 – - والإصرار على الجهل . كيف نحترس منه يا سيدي ؟

              - " من كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق " .

              32 – - حتى لو أصبحنا اليوم من غير أصدقاء ؟

              - " اعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان , واعجز منه من ضيع من ظفر به منهم .(...)
              لكن لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك " .

              33 – - أين الأمل في كل هذا يا أمير المؤمنين ؟

              - " من وثق بماء لا يظمأ " .

              34 – - أليس من مسك لختام حديثنا هذا يا سيدي أمير المؤمنين ؟

              - " ما أكثر العبر واقل الاعتبار " .

              ( اعتمد هذا اللقاء على ماورد في كتاب ( نهج البلاغة ) بأجزائه الأربعة.
              وهو مجموع ما اختاره الشريف الرضي من كلام الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

              (وكما شرحه الأستاذ الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية).

              يتبــــــــع

              تعليق


              • #97
                شبهة تسمية الإمام علي (ع) أبنائه بإسم الخلفاء الثلاثة ؟؟

                الشبهة


                - لقد تزوج علي (ر) بعد وفاة فاطمة (ر) عدة نساء ، أنجبن له عدداً من الأبناء ، منهم : عباس بن علي بن أبي طالب ، عبدالله بن علي بن أبي طالب ، جعفر بن علي إبن أبي طالب ، عثمان بن علي بن أبي طالب ، وبعد ذلك ذكر بعض التراجم ثم قال :

                والسؤال :

                - هل يسمي أبٌ فلذة كبده بأعدى أعدائه ؟ ، فكيف إذا كان هذا الأب هو علي بن أبي طالب (ر).
                - فكيف يسمي علي رضي الله عنه أبناءه بأسماء من تزعمون أنهم كانوا أعداء له؟! .
                - وهل يسمي الإنسان العاقل أحبابه بأسماء أعدائه؟! .
                - وهل تعلمون أن عليًا أول قرشي يسمي أبا بكر وعمر وعثمان؟


                ____________

                الجواب

                أولا : لا يوجد أي دليل على أن الإمام علي (ع) أنه سمى أولاده لحبه لأبي بكر وعمر وعثمان ، ولم يدعي الإمام علي (ع) أنه سمى أسماء أبناءه بهم ، والإثبات يحتاج إلى دليل وهذه أسماء عربية كانت محبوبة عند العرب وليس فيها دليل على أنها مصكوكة للثلاثة ولا يوجد دليل على أن كل من يسمي أسماء أبناءه باسم يدل على حبه لهم ، والاسم إذا دل على شيء فأقصى ما يقال قرينة ، وهناك نص على كراهية الإمام علي (ع) لمحضر عمر ، وقد بحثت فترة طويلة حتى أحصل على دليل واحد فقط أن الإمام علي سمى أسماء أبناءه بأسماء هؤلاء حبا فيهم ، بالتحديد لم أعثر على أي دليل إذا هم عندهم دليل فليأتون بها ، وهناك أسماء رواة سنة من علمائهم مثلا يوجد راوٍ إسمه إسرائيل هل نقول أنه يحب اليهود ، وهناك من رواتنا إسمهم عمر ويزيد ومعاوية وهم يرون بفسق يزيد ومعاوية وكذلك من إسمهم عمر وعثمان يرون أحاديث تدل على أنهم لا يرون بوثاقة عمر وأبي بكر ، وعندنا مثلا أبو بكر بن عيسى من كبار العلماء , وكذلك أبو بكر الرازي محمد بن خلف متكلم جليل من الشيعة الإمامية وله كتاب في الإمامة أثبت فيها إمامة أمير المؤمنين (ع) وأبطل شرعية خلافة أبو بكر هل نقول أنه سمى إسمه أبو بكر لأنه يحب أبو بكر ؟؟ .

                ثانيا : عمر وأبو بكر وعثمان لم يسموا أي ولد من أولادهم بإسم علي ولا حسن ولا حسين ولا فاطمة هل نقول أن هؤلاء يبغضون أهل البيت.

                ثالثا : الإمام علي (ع) كان يحب محمد بن أبي بكر وولاه في عهده ولاية مصر ، وكذلك كان من أشد المقربين إليه ، وقد كان في جيش الإمام علي (ع) في حرب الجمل ، وكانت عائشة ممن خرج لقتال الإمام علي (ع) فما هو جوابه في هاذا الموضوع هل هذا الأمر أهون من أمر الأسماء .

                وليس دائما الإسم له مناسبة للتسمية أو هو بسبب الحب أو الإقتداء ، نعم ربما إنسان يسمي إسم إبنه لحبه كما فعل الإمام علي (ع) عندما سمى عثمان حبا لعثمان بن مضعون , حيث أنه كان أخو رسول الله (ص) بالرضاعة وقد سمى الإمام علي (ع) إسمه لحبه الشديد لعثمان بن مضعون.

                - ففي ( تقريب المعارف - الصفحة : ( 52 ) - نقلا عن تاريخ الثقفي ) : ( ذكر الثقفي في تاريخه ، عن هبيرة بن مريم ، قال : كنّا جلوساً عند علي (ع) ، فدعا إبنه عثمان ، فقال له : يا عثمان ، ثمّ قال : إني لم أسمّه بإسم عثمان ........ ، إنّما سمّيته بإسم عثمان بن مظعون ).

                - وفي زيارة الناحية المقدسة : ( السلام على عثمان إبن أمير المؤمنين سميّ عثمان بن مظعون ) ، راجع : ( بحار الأنوار - الجزء : ( 101 ) - رقم الصفحة : ( 270 ) - نقلا عن الإقبال ومزار المفيد ).

                - وروي ـ أيضاً ـ عن عليّ (ع) أنّه قال : ( إنّما سمّيته بإسم أخي عثمان بن مظعون ) ، راجع : ( مقاتل الطالبيين - رقم الصفحة : ( 58 ) ، وعنه بحار الأنوار - الجزء : ( 45 ) - رقم الصفحة : ( 38 ).

                ونكتفي بهذا القدر من إبطال ما يدعيه الكاتب من أن الإمام علي (ع) سمى أسماء أبناءه بهم ، وقد بينا أن علي بن أبي طالب (ع) كما جاء في البخاري يكره محضر عمر أسأل بالله عليكم ، هل من يكره محضر رجل يسمي أسماء أبناه به ؟

                ولا بأس أنقل رواية تدل على خلاف ما يدعي الكاتب :

                - روى إبن كثير في ( البداية والنهاية - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 173 ) : ( حتى أتى عليا فأخبره الخبر ، فجاء على مغضبا حتى دخل على عثمان ، فقال : أما رضيت من مروان ولا رضى منك إلا بتحويلك عن دينك وعقلك وإن مثلك مثل جمل الضعينة سار حيث يسار به والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه ، وأيم والله إني لأراه سيوردك ثم لا يصدرك وما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك أذهبت سوقك وغلبت أمرك ، فلما خرج علي دخلت نائلة على عثمان فقالت : أتكلم أو أسكت فقال : تكلمي فقالت : سمعت قول علي أنه ليس يعاودك وقد أطعت مروان حيث شاء قال : فما أصنع قالت ، تتقي الله وحده لا شريك له وتتبع سنة صاحبيك من قبلك فانك متى أطعت مروان قتلك ومروان ليس له عند الله قدر ولا هيبة ولا محبة فأرسل إلى علي فاستصلحه فان له قرابة منك وهو لا يعصى قال : فأرسل عثمان إلى علي فأبى أن يأتيه وقال : لقد أعلمته إني لست بعائد قال : وبلغ مروان قول نائلة فيه فجاء إلى عثمان فقال : أتكلم أو أسكت فقال : تكلم فقال : إن نائلة بنت الفرافصة فقال عثمان : لا تذكرها بحرف فأسوء إلى وجهك فهي والله أنصح لي منك قال فكف مروان ) .

                - وفي ( مصنف إبن أبي شيبة - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 18 ) - رقم الحديث : ( 37679 ) ) : حدثنا أبو أسامة عن عوف عن محمد قال : ( خطب علي بالبصرة فقال : والله ما قتلته ولا مالأت على قتله فلما نزل قال له بعض أصحابه : أي شيء صنعت الآن يتفرق عنك أصحابك فلما عاد إلى المنبر قال : من كان سائلا عن دم عثمان فإن الله قتله وأنا معه قال محمد : هذه كلمة قرشية ذات وجه ) .

                - فقد أخرج بن شبه بتاريخه : ( أخبار المدينة - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 219 ) - رقم الحديث : ( 2019 ) - طبعة دار الكتب العلمية بيروت سنة 1996 - تحقيق على محمد دندن ) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا يوسف بن الماجشون قال : حدثني أبي أن أم حبيبة زوج النبي ورضي عنها حين حصر عثمان (ر) حملت حتى وضعت بين يدي علي (ر) في خدرها وهو على المنبر فقالت : أجر لي من في الدار قال : نعم إلا نعثلا وشقيا قالت : فوالله ما حاجتي إلا عثمان وسعيد بن العاص قال : ما إليهما سبيل قالت ملكت يا إبن أبي طالب فاسجح قال : أما والله ما أمرك الله ولا رسوله ) .

                فهنا الإمام علي (ع) يقول : أن الله قتله وأنا كذلك وهل يمكن بعد ذلك ندعي أن الأسماء دلالة على الحب أو أن الإمام علي (ع) كان يحب عثمان ، وكذلك المعروف من أرباب السير والتاريخ أن الذين صلوا على عثمان فقط أربعة ، والإمام علي (ع) ليس منهم فكيف يحبه ولا يصلي عليه .

                يتبــــــــع

                تعليق


                • #98
                  34 فضيلة ومنقبه فقط لأسد الله الغالب علي بن أبي طالب(ع)

                  أقرأ ومتع عينيك بمناقب أمير المؤمنين مولاي الإمام علي عليه السلام

                  قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي ‏طالب(عليه السلام): لقد علم المستحفظون من أصحاب النبيّ محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنّه ليس فيهم رجلٌ له منقبة إلّا وقد شركتُه فيها وفضلته‏ ، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحدٌ منهم. قلت: يا أميرالمؤمنين، فأخبرني بهنّ.

                  فقال (عليه السلام):إنّ أوّل منقبة لي: أنّي لم اُشرك باللَّه طرفة عين، ولم أعبد اللات والعزّى.

                  والثانية: أنّي لم أشرب الخمر قطّ.

                  والثالثة: أنّ رسول‏اللَّه استوهبني عن أبي في صبائي، وكنت أكيله وشريبه ومونسه ومحدّثه.

                  والرابعة: أنّي أوّل الناس إيماناً وإسلاماً.

                  والخامسة: أنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.

                  والسادسة: أنّي كنت آخر الناس عهداً برسول‏اللَّه، ودليته في حفرته.

                  والسابعة: أنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار، وسجّاني ببرده، فلمّا جاء المشركون ظنّوني محمّداً(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فأيقظوني، وقالوا: ما فعل صاحبك؟ فقلت: ذهب في حاجته، فقالوا: لو كان هرب لهرب هذا معه.

                  و الثامنة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) علّمني ألف باب من العلم، يفتح كلّ باب ألف باب، ولم يعلّم ذلك أحداً غيري.

                  التاسعة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، إذا حشر اللَّه عزّوجلّ الأوّلين والآخرين نُصب لي منبر فوق منابر النبيّين، ونُصب لك منبر فوق منابر الوصيّين فتر تقي عليه.

                  العاشرة :فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، لا اُعطى في القيامة إلّا سألت لك مثله.

                  وأمّا الحادية عشرة: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، يدك في يدي حتى تدخل الجنّة.

                  وأمّا الثانية عشرة :فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، مَثلك في اُمّتي كمَثل سفينة نوح؛ من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق.

                  وأمّا الثالثة عشرة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عمّمني بعمامة نفسه بيده، ودعا لي بدعوات النصر على أعداء اللَّه، فهزمتهم بإذن اللَّه عزّوجلّ.

                  وأمّا الرابعة عشرة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني أن أمسح يدي على ضرع شاة قد يبس ضرعها، فقلت: يا رسول‏اللَّه، بل امسح أنت. فقال: يا عليّ، فعلك فعلي. فمسحتُ عليها يدي، فدرّ عليَّ من لبنها، فسقيت رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) شربة، ثمّ أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها، فقال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : إنّي سألت اللَّه عزّوجلّ أن يبارك في يدك، ففَعل.

                  وأمّا الخامسة عشرة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أوصى إليّ وقال: يا عليّ، لا يلي غسلي غيرك، ولا يواري عورتي غيرك؛ فإنّه إن رأى أحدٌ عورتي غيرك تفقّأت عيناه. فقلت له: كيف لي بتقليبك يا رسول‏اللَّه؟ فقال: إنّك ستعان، فوَاللَّه ما أردت أن اُقلّب عضواً من أعضائه إلّا قُلب لي.

                  وأمّا السادسة عشرة: فإنّي أردت أن اُجرّده، فنوديت: يا وصيّ محمّد، لا تجرّده فغسِّله والقميص عليه، فلا واللَّه الذي أكرمه بالنبوّة وخصّه بالرسالة ما رأيت له عورة، خصّني اللَّه بذلك من بين أصحابه.

                  وأمّا السابعة عشرة: فإنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجني فاطمة، وقد كان خطبها أبوبكر وعمر، فزوّجني اللَّه من فوق سبع سماواته، فقال رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : هنيئاً لك يا عليّ؛ فإنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجك فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وهي بضعة منّي. فقلت: يا رسول‏اللَّه، أوَلستُ منك؟ فقال: بلى، يا عليّ وأنت منّي وأنا منك كيميني من شمالي، لا أستغني عنك في الدنيا والآخرة.

                  وأمّا الثامنة عشرة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، أنت صاحب لواء الحمد في الآخرة، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق منّي مجلساً، يبسط لي، ويبسط لك، فأكون في زمرة النبيّين، وتكون في زمرة الوصيّين، ويوضع على رأسك تاج النور وإكليل الكرامة، يحفّ بك سبعون ألف ملك حتى يفرغ اللَّه عزّوجلّ من حساب الخلائق.

                  وأمّا التاسعة عشرة: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، فمن قاتلك منهم فإنّ لك بكلّ رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك. فقلت: يا رسول ‏اللَّه، فمن الناكثون؟ قال: طلحة والزبير، سيبايعانك بالحجاز، وينكثانك بالعراق، فإذا فعلا ذلك فحاربهما؛ فإنّ في قتالهما طهارة لأهل الأرض. قلت: فمن القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه. قلت: فمن المارقون؟ قال: أصحاب ذي الثُديّة، وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فاقتلْهم؛ فإنّ في قتلهم فرجاً لأهل الأرض، وعذاباً معجّلاً عليهم، وذخراً لك عند اللَّه عزّوجلّ يوم القيامة.

                  وأمّا العشرون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول لي: مَثلك في اُمّتي مَثل باب حطّة في بني إسرائيل؛ فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره اللَّه عزّوجلّ.

                  وأمّا الحادية والعشرون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، ولن تُدخل المدينة إلّا من بابها. ثمّ قال: يا عليّ، إنّك سترعى ذمّتي، وتقاتل على سنّتي، وتخالفك اُمّتي.

                  وأمّا الثانية والعشرون :فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق ابنيَّ الحسن والحسين من نور ألقاه إليك وإلى فاطمة، وهما يهتزّان كما يهتزّ القرطان إذا كانا في الاُذنين، ونورهما متضاعف على نور الشهداء سبعين ألف ضعف. يا عليّ، إنّ اللَّه عزّوجلّ قد وعدني أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحداً ما خلا النبيّين والمرسلين.

                  وأمّا الثالثة والعشرون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أعطاني خاتمه-في حياته- ودرعه ومنطقته وقلّدني سيفه وأصحابه كلّهم حضور، وعمّي العبّاس حاضر، فخصّني اللَّه عزّوجلّ منه بذلك دونهم.

                  وأمّا الرابعة والعشرون: فإنّ اللَّه عزّوجلّ أنزل على رسوله: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )، فكان لي دينار، فبعته عشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أصّدّق قبل ذلك بدرهم، وواللَّه ما فعل هذا أحدٌ من أصحابه قبلي ولا بعدي؛ فأنزل اللَّه عزّوجلّ: ( ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ) الآية، فهل تكون التوبة إلّا من ذنب كان!!

                  وأمّا الخامسة والعشرون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: الجنّة محرّمة على الأنبياء حتى أدخلها أنا، وهي محرّمة على الأوصياء حتى تدخلها أنت. يا عليّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى بشّرني فيك ببشرى لم يبشّر بها نبيّاً قبلي؛ بشّرني بأنّك سيّد الأوصياء، وأنّ ابنيك الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة يوم القيامة.

                  وأمّا السادسة والعشرون: فإنّ جعفراً أخي الطيّارُ في الجنّة مع الملائكة، المزيّن بالجناحين من درّ وياقوت وزبرجد.

                  وأمّا السابعة والعشرون: فعمّي حمزة سيّد الشهداء في الجنّة.

                  وأمّا الثامنة والعشرون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: إنّ اللَّه تبارك وتعالى وعدني فيك وعداً لن يخلفه، جعلني نبيّاً وجعلك وصيّاً، وستلقى من اُمّتي من بعدي ما لقي موسى من فرعون، فاصبر واحتسب حتى تلقاني، فاُوالي من والاك، واُعادي من عاداك.

                  وأمّا التاسعة والعشرون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، أنت صاحب الحوض، لا يملكه غيرك. وسيأتيك قوم فيستسقونك، فتقول: لا ، ولا مثل ذرّة، فينصرفون مسودّة وجوههم. وسترد عليك شيعتي وشيعتك، فتقول: رووا رواءً مرويّين، فيروون مبيضّة وجوههم.

                  وأمّا الثلاثون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يُحشر اُمّتي يوم القيامة على خمس رايات؛ فأوّل راية ترد عليَّ راية فرعون هذه الاُمّة، وهو معاوية. والثانية مع سامريّ هذه الاُمّة، وهو عمرو بن العاص. والثالثة مع جاثليق هذه الاُمّة، وهو أبوموسى الأشعري. والرابعة مع أبي‏الأعور السلمي. وأمّا الخامسة فمعك يا عليّ، تحتها المؤمنون، وأنت إمامهم. ثمّ يقول اللَّه تبارك وتعالى للأربعة ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابُ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ) ، وهم شيعتي ومن والاني، وقاتل معي الفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة وهم شيعتي، فينادي هؤلاء أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَى‏ وَلَاكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِىُّ حَتَّى‏ جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ* فَالْيَوْمَ لَايُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ). ثمّ ترد اُمّتي وشيعتي فيروون من حوض محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وبيدي عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الإبل.

                  وأمّا الحادية والثلاثون : فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(يقول: لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم، لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك؛ يستشفون به.

                  وأمّا الثانية والثلاثون: فإنّي سمعت رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى نصرني بالرعب، فسألته أن ينصرك بمثله، فجعل لك من ذلك مثل الذي جعل لي.

                  وأمّا الثالثة والثلاثون: فإنّ رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) التقم اُذني وعلّمني ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، فساق اللَّه عزّوجلّ ذلك إليّ على لسان نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(

                  وأمّا الرابعة والثلاثون: فإنّ النصارى ادّعوا أمراً، فأنزل اللَّه عزّوجلّ فيه فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن‏ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )، فكانت نفسي نفس رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ؛ والنساء فاطمة(عليها السلام) ؛ والأبناء الحسن والحسين. ثمّ ندم القوم، فسألوا رسول ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) الإعفاء، فأعفاهم. والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لو باهلونا لمُسخوا قردة وخنازير.


                  ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

                  يتبع


                  تعليق


                  • #99
                    الأكفأ والأولى بالخلافة هو علي أبن أبي طالب عليه السلام

                    قد يظن البعض أن نقطة الخلاف بين المسلمين من سنة وشيعة تكمن في الخلافة ، وهذا صحيح ولكن مفهومه خاطأ ، فالشيعة والسنة يتفقون على أن الخليفة الأكفأ والأولى بالخلافةمن غيره هو المنصب من قبل الله سبحانة وتعالى ، وهو أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب علي السلام وسآتيك بالدليل فلا تعجل 0


                    ولكن الخلاف بين السنة والشيعة وقع في الآتي وهو: أن السنة تقول بما أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلي كرم الله وجهه تولوا الخلافة بهذا الترتيب من قبل المسلمين وجب علينا أن نقبل ذلك ونحكم بما حكم الخلفاء ،ونقضي بما قضوا0بينما الشيعة ترفض ذلك وتقول : بما انه ثبت لدينا بالدليل القطعي أن الذي أمرنا باتباعه هو علي أبن ابي طالب (عليه السلام) وجب علينا أن نطيعه هو فقط وأما غيره فلا يعتبر قوله حجة علينا 0

                    ولكن المشكلة أنه خرجت لنا طائفة أخرى وهي المعروفة ب( صاحبة الرأي والقياس ) ، والحديث عن هذه الطائفة خروج عن أصل الموضوع ، ولكن للإشارة إليها نقول : أنها هي الطائفة التي تقول بأن أمر إختيار خليفة المسلمين موكول إلى المسلمين ، وقد أستدلوا بأدلة عدة ، وردت كلها من قبل من خالفهم من المسلمين سنة وشيعة ، وكان أشهر دليل في الرد عليهم هو دليل أحداث (غدير خم) الثابت وجوده عند المسلمين أجمع من سنة وشيعة 0

                    اما الدليل على أن الشيعة والسنة يتفقون على أن الأكفأ وألأولى بالخلافة هو علي ابن ابي طالب (عليه السلام) فهو الآتي :

                    أولا : طائفة السنة وعندها أدلة جمة ولكن لضيق المقام ساذكر لك دليلا واحدا فقط وهو مشهور بين المسلمين في كتاب نهج البلاغة قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : أما والله لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى 000الخ0

                    تقمصها : الضمير يرجع إلى الخلافة 0 وفلان : كناية عن الخليفة الأول أبي بكر0

                    قال الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده (وهو من كبار علماء أهل السنة والجماعة) في تعليقه على كلام الإمام علي (عليه السلام)السابق والمذكور في خطبته المشهورة والمعروفة بالشقشقية : ((يتظلم في هذه الخطبة مما لحقه من الغبن في صرفه عن الخلافة بعد ما كان المهيأ الأكفأ لها ، وبعد أن قال النبي ما قال في حقه يوم ( غدير خم ) : (( من كنت مولاه فعلي مولاه )) 0 ثم يشير إلى الأسلوب المصطنع في ترشيح السنة للخلافة من قبل الخليفة الثاني وكيف أنه كان المقصود أن يصل عثمان إلى الخلافة ولكن مداورة 0ثم ما انتهى إليه حال المسلمين في عهد الخليفة الثالث من تسلط أسرته على المسلمين يأكلون أموالهم ، ويظلمون خيارهم 0 ثم ما آل إليه ذلك من ثورة إسلامية عارمة انتهت بمقتل الخليفة ثم انقلاب الجماهير إلى علي عليهالسلام لمبايعته بالخلافة 0

                    ونود أن نشير هنا إلى أن عليا عليه السلام هو الخليفة الوحيد الذي وصل إلى الخلافة باختيار الشعب له اختيارا حرا 0 وهكذا فإن الشعب حين ترك ورأيه عرف طريقه الصحيح ))إنتهى كلام الشيخ محمد عبده0ثانيا : طائفة الشيعة وهذه الطائفة لن أذكر أدلتها لأنها تجمع على أن علي (عليه السلام) هو الأكفأ والأولى بالخلافةبعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ويكفي في ذلك الدليل السابق ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) فهو ثابت عندهم 0

                    نهج البلاغة ص38 شرح الشيخ محمد عبده 0

                    تعليق


                    • أبو بكر وعمر يبخبخان ويهنئان.. فلماذا الانقلاب على الأعقاب ؟!!


                      الشيخان يبخبخان ويهنئان.. فلماذا الانقلاب على الأعقاب ؟!!

                      قال عمر: بخ بخ يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة !!!

                      أخرج الإمام الطبري محمد بن جرير في كتاب (الولاية) حديثا بإسناده عن زيد ابن أرقم مر شطر كبير منه ص 214 - 216 وفي آخره فقال: معاشر الناس ؟ قولوا: أعطيناك على ذلك عهدا عن أنفسنا وميثاقا بألسنتنا وصفقة بأيدينا نؤديه إلى أولادنا و أهالينا لا نبغي بذلك بدلا وأنت شهيد علينا وكفى بالله شهيدا، قولوا ما قلت لكم، وسلموا على علي بإمرة المؤمنين، وقولوا: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، فإن الله يعلم كل صوت وخائنة كل نفس فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما، قولوا ما يرضي الله عنكم فإن تكفروا فإن الله غني عنكم .

                      قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله و رسوله بقلوبنا، وكان أول من صافق النبي صلى الله عليه وآله وعليا: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس إلى أن صلى الظهرين في وقت واحد وامتد ذلك إلى أن صلى العشائين في وقت واحد وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلثا .

                      ورواه أحمد بن محمد الطبري الشهير بالخليلي في كتاب (مناقب علي بن أبي طالب) المؤلف سنة 411 بالقاهرة من طريق شيخه محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن وفيه: فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا ثم انكبوا على رسول الله وعلى علي بأيديهم، وكان أول من صافق رسول الله (1) أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ثم باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلثا، ورسول الله كلما بايعه فوج بعد فوج يقول: الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين، وصارت المصافقة سنة ورسما واستعملها من ليس له حق فيها .

                      وفي كتاب - النشر والطي - فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله آمنا به بقلوبنا .

                      وتداكوا على رسول الله وعلي بأيديهم إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صليت العشاءان في وقت واحد، ورسول الله كان يقول كلما أتى فوج: الحمد لله الذي فضلنا على العالمين .

                      وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في " مرآة المؤمنين " في ذكر حديث الغدير ما معربه: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا بن أبي طالب ؟ أصبحت وأمسيت ... إلخ . و كان يهنأ أمير المؤمنين كل صحابي لاقاه .

                      وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفى 903 في " روضة الصفا " (2) في الجزء الثاني من ج 1 ص 173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته: ثم جلس رسول الله في خيمة تخص به وأمر أمير المؤمنين عليا عليه السلام أن يجلس في خيمة أخرى وأمر إطباق الناس بأن يهنئوا عليا في خيمته، ولما فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن، وممن هنأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .

                      وقال المؤرخ غياث الدين المتوفى 942 في حبيب السير (3) في الجزء الثالث من ج 1 ص 144 ما معربه: ثم جلس أمير المؤمنين بأمر من النبي صلى الله عليه وآله في خيمة تخص به يزوره الناس ويهنئونه وفيهم: عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ يا بن أبي طالب ؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .

                      ثم أمر النبي أمهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين والتهنئة له .

                      وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمة الحديث والتفسير والتأريخ من رجال السنة كثير لا يستهان بعدتهم بين راو مرسلا له إرسال المسلم، وبين راو إياه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة كابن عباس وأبي هريرة والبراء بن عازب وزيد بن أرقم فممن رواه:

                      1 - الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة المتوفى 235 (المترجم ص 89).

                      2 - إمام الحنابلة أحمد بن حنبل المتوفى 241 ، في مسنده 4 ص 281 .

                      3 - الحافظ أبو العباس الشيباني النسوي المتوفى 303 " المترجم ص 100.

                      4 - الحافظ أبو يعلى الموصلي المتوفى 307 " المترجم ص 100 ".

                      5 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 في تفسيره ج 3 ص 428.

                      6 - الحافظ أحمد بن عقدة الكوفي المتوفى 333.

                      7 - الحافظ أبو عبد الله المرزباني البغدادي المتوفى 384 .

                      8 - الحافظ علي بن عمر الدارقطني البغدادي المتوفى 385 .

                      9 - الحافظ أبو عبد الله ابن بطة الحنبلي المتوفى 387 .

                      10 - القاضي أبو بكر الباقلاني البغدادي المتوفى 403 (المترجم ص 107).

                      11 - الحافظ أبو سعيد الخركوشي النيسابوري المتوفى 407 .

                      12 - الحافظ أحمد بن مردويه الاصبهاني المتوفى 416.

                      13 - أبو إسحاق الثعلبي المتوفى 427.

                      14 - الحافظ ابن السمان الرازي المتوفى 445 ، أخرجه بإسناده عن البراء ابن عازب باللفظ المذكور عن أحمد بن حنبل .

                      15 - الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفى 458 ، رواه مرفوعا إلى البراء بن عازب كما في (الفصول المهمة) لابن الصباغ المالكي المكي ص 25، و (درر السمطين) لجمال الدين الزرندي الحنفي، بسند يأتي عنه عن أبي هريرة، ويأتي من طريق الخوارزمي عنه عن البراء وأبي هريرة .

                      16 - الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفى 463 ، مر عنه بسندين صحيحين عن أبي هريرة ص 232، 233 .

                      17 - الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي المتوفى 483 ، في كتاب [ المناقب ].

                      18 ـ (زين الفتى) لأبي محمد أحمد العاصمي.

                      19 - الحافظ أبو سعد السمعاني المتوفى 562 ، في كتابه - فضايل الصحابة - بالإسناد عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل المذكور ص 272 .

                      20 - حجة الاسلام أبو حامد الغزالي المتوفى 505 ، قال في تأليفه (سر العالمين) ص 9.

                      21 - أبو الفتح الأشعري الشهرستاني المتوفى 548 ، قال في (الملل والنحل) المطبوع في هامش الفصل لابن حزم 1 ص 220:

                      22 - أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي المتوفى 568 ، أخرج في مناقبه ص 94.

                      23 - أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي المتوفى 597 ، أخرج في مناقبه من طريق أحمد بن حنبل بالإسناد عن البراء بن عازب بلفظه المذكور .

                      24 - فخر الدين الرازي الشافعي المتوفى 606 ، رواه في تفسيره الكبير 3 ص 636 وفي طبعة 443 بلفظ مر ص 219 .

                      25 - أبو السعادات مجد الدين ابن الأثير الشيباني المتوفى 606 ، قال في (النهاية) 4 ص 246 بعد عد معاني المولى: ومنه الحديث: من كنت مولاه فعلي مولاه .

                      26 - أبو الفتح محمد بن علي النطنزي ، أخرج في كتابه - الخصايص العلوية - بإسناده حديث أبي هريرة بلفظه المذكور من طريق الخطيب البغدادي ص 232 .

                      27 - عز الدين أبو الحسن ابن الأثير الشيباني المتوفى 630 ، أخرجه بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ مر ص 178 .

                      28 - الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى 658 ، قال في " كفاية الطالب " ص 16.

                      29 - شمس الدين أبو المظفر سبط إن الجوزي الحنفي المتوفى 654 ، حكى في تذكرته ص 18 عن فضايل أحمد بن حنبل بإسناده عن البراء بن عازب باللفظ والسند المذكورين ص 272 .

                      30 - عمر بن محمد الملا ، رواه في " وسيلة المتعبدين " عن البراء بلفظ أحمد .

                      31 - الحافظ أبو جعفر محب الدين الطبري الشافعي المتوفى 694 ، أخرج في (الرياض النضرة) 2 ص 169 بطريق أحمد بن حنبل عن البراء وزيد بن أرقم بلفظه المذكور، ورواه في ذخاير العقبى ص 67 من طريق أحمد بلفظ البراء بن عازب .

                      32 - شيخ الاسلام الحمويني المتوفى 722 ، قال في " فرايد السمطين " في الباب الثالث عشر.

                      34 - ولي الدين الخطيب ، أخرج في مشكاة المصابيح (المؤلف سنة 737) ص 557 بطريق أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم بلفظه المذكور ص 272 .

                      35 - جمال الدين الزرندي المدني المتوفى سنة بضع وخمسين وسبعمائة ، رواه في كتابه " درر السمطين " من طريق الحافظ أبي بكر البيهقي بإسناده عن البراء بن عازب باللفظ المذكور عن الحمويني .

                      36 - أبو الفدا ابن كثير الشامي الشافعي المتوفى 774 ، روى في كتابه " البداية والنهاية " 5 ص 209 - 210 بلفظ أحمد بن حنبل عن البراء بن عازب من طريق الحافظين أبي يعلى الموصلي والحسن بن سفيان المذكورين.

                      37 - تقي الدين المقريزي المصري المتوفى 845 ، ذكره في الخطط 2 ص 223 بطريق أحمد عن البراء بن عازب بلفظه المذكور .

                      38 - نور الدين ابن الصباغ المالكي المكي المتوفى 855 ، حكاه في " الفصول المهمة " ص 25 عن أحمد والحافظ البيهقي عن البراء بن عازب بلفظهما المذكور .

                      39 - القاضي نجم الدين الأذرعي الشافعي المتوفى 876 ، قال في " بديع المعاني " ص 75: وقد ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه .

                      قال: لعلي رضي الله عنه: هنيئا لك أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة .

                      40 - كمال الدين الميبذي ، ذكر في شرح الديوان المعزو إلى أمير المؤمنين ص 406 حديث أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم بلفظه المذكور .

                      41 - جلال الدين السيوطي المتوفى 911 ، رواه في " جمع الجوامع " كما في كنز العمال 6 ص 397 نقلا عن الحافظ ابن أبي شيبة بلفظه المذكور ص 272 .

                      42 - نور الدين السمهودي المدني الشافعي المتوفى 911 ، رواه في كتابه [ وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ] 2 ص 173 نقلا عن أحمد بطريقه عن البراء وزيد .

                      43 - أبو العباس شهاب الدين القسطلاني المتوفى 923 ، قال في " المواهب اللدنية " 2 ص 13 في معنى المولى: وقول عمر: أصبحت مولى كل مؤمن، أي: ولي كل مؤمن .

                      44 - السيد عبد الوهاب الحسيني البخاري المتوفى 932 ، مر لفظه ص 221 .

                      45 - ابن حجر العسقلاني الهيتمي المتوفى 973 ، قال في " الصواعق المحرقة " ص 26 .

                      46 - السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، رواه في مودة القربى بلفظ البراء .

                      47 - السيد محمود الشيخاني القادري المدني ، قال في كتابه [الصراط السوي في مناقب آل النبي ].

                      48 - شمس الدين المناوي الشافعي المتوفى 1031 ، قال في [ فيض القدير ] 6 ص 218.

                      49 - الشيخ أحمد باكثير المكي الشافعي المتوفى 1047 ، رواه في [ وسيلة المآل في عد مناقب الآل ] بلفظ البراء بن عازب .

                      50 - أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122، قال في " شرح المواهب " 7 ص 13: روى الدارقطني عن سعد قال: لما سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا: أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة .

                      51 - حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنپوري ، ذكره في " مرافض الروافض " بلفظ مر ص 143 .

                      52 - ميرزا محمد البدخشاني ، ذكره في كتابيه [ مفتاح النجا في مناقب آل العبا ] و [ نزل الأبرار بما صح في أهل البيت الأطهار ] عن البراء وزيد من طريق أحمد .

                      53 - الشيخ محمد صدر العالم ، ذكره في " معارج العلى في مناقب المرتضى " من طريق أحمد عن البراء وزيد .

                      54 - أبو ولي الله أحمد العمري الدهلوي المتوفى 1176 ، مر لفظه ص 144 .

                      55 - السيد محمد الصنعاني المتوفى 1182 ، ذكر في [ الروضة الندية شرح التحفة العلوية ] عن محب الدين الطبري ما أخرجه من طريق أحمد عن البراء .

                      56 - المولوي محمد مبين اللكهنوي ، ذكره في " وسيلة النجاة " عن البراء وزيد .

                      57 - المولوي ولي الله اللكهنوي ، وذكره في [ مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين ] بلفظ أحمد ثم قال: وفي رواية: بخ بخ لك يا علي ؟ أصبحت وأمسيت: إلخ .

                      58 - محمد محبوب العالم ، ذكر في [ تفسير شاهي ] عن أبي سعيد الخدري ما مر في ص 221 بلفظ النيسابوري .

                      59 - السيد أحمد زيني دحلان المكي الشافعي المتوفى 1304 ، الفتوحات الإسلامية 2 ص 306.

                      60 - الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي المدني المالكي ، ذكره [ في كفاية الطالب في حياة علي بن أبي طالب ] ص 28.

                      عود إلى البدء

                      إن هذه التهنئة المشفوعة بأمر من مصدر النبوة، والمصافقة بالبيعة المذكورة مع ابتهاج النبي بها بقوله: الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين . على ما عرفته من نزول الآية الكريمة في هذا اليوم المشهود الناصة بإكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب فيما وقع فيه . وقد عرف ذلك طارق بن شهاب الكتابي الذي حضر مجلس عمر بن الخطاب فقال: لو نزلت فينا هذه الآية (4) لاتخذنا يوم نزولها عيدا (5) ولم ينكرها عليه

                      أحد من الحضور، وصدر من عمر ما يشبه التقرير لكلامه .

                      وذلك بعد نزول آية التبليغ وفيها ما يشبه التهديد إن تأخر عن تبليغ ذلك النص الجلي حذار بوادر الدهماء من الأمة .

                      كل هذه لا محالة قد أكسب هذا اليوم منعة وبذخا ورفعة وشموخا، سر موقعها صاحب الرسالة الخاتمة وأئمة الهدى ومن اقتص أثرهم من المؤمنين، وهذا هو الذي نعنيه من التعيد به، وقد نوه به رسول الله فيما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في القرن الثالث عن محمد بن ظهير عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الاسلام دينا .

                      كما يعرب عنه قوله صلى الله عليه وآله في حديث أخرجه الحافظ الخركوشي مر ذكره آنفاً: هنئوني هنئوني .

                      واقتفى أثر النبي الأعظم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نفسه فاتخذه عيدا وخطب فيه سنة إتفق فيها الجمعة والغدير ومن خطبته قوله: إن الله عز وجل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين ولا يقوم أحدهما إلا بصاحبه ليكمل عندكم جميل صنعه، ويقفكم على طريق رشده، ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، ويسلككم منهاج قصده، ويوفر عليكم هنيئ رفده، فجعل الجمعة مجمعا ندب إليه لتطهير ما كان قبله وغسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله وذكرى للمؤمنين، وتبيان خشية المتقين، ووهب من ثواب الأعمال فيه أضعاف ما وهب لأهل طاعته في الأيام قبله، وجعله لا يتم إلا بالايتمار لما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه، والبخوع بطاعته فيما حث عليه وندب إليه، فلا يقبل توحيده إلا بالاعتراف لنبيه صلى الله عليه وآله بنبوته، ولا يقبل دينا إلا بولاية من أمر بولايته، ولا تنتظم أسباب طاعته إلا بالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته، فأنزل على نبيه صلى الله عليه وآله في يوم الدوح ما بين به عن إرادته في خلصائه وذوي اجتبائه، وأمره بالبلاغ وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق وضمن له عصمته منهم - إلى أن قال -: عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم، وبالبر بإخوانكم، والشكر لله عز وجل على ما منحكم، وأجمعوا يجمع الله شملكم، وتباروا يصل الله ألفتكم، وتهادوا نعمة الله كما منكم بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله أو بعده إلا في مثله، والبر فيه يثمر المال ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه، وهيئوا لإخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من وجودكم، وبما تناله القدرة من استطاعتكم، وأظهروا البشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم .

                      الخطبة (6) وعرفه أئمة العترة الطاهرة صلوات الله عليهم فسموه عيدا وأمروا بذلك عامة المسلمين ونشروا فضل اليوم ومثوبة من عمل البر فيه، ففي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي في سورة المائدة عن جعفر بن محمد الأزدي، عن محمد بن الحسين الصايغ، عن الحسن بن علي الصيرفي، عن محمد البزاز، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة ؟ قال: فقال لي: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأنزل على نبيه محمد: اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الاسلام دينا .

                      قال قلت: وأي يوم هو ؟ قال: فقال لي: إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والامامة من بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيدا، و إنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا للناس علما وأنزل فيه ما أنزل، وكمل فيه الدين، وتمت فيه النعمة على المؤمنين .

                      قال: قلت وأي يوم هو في السنة ؟ قال فقال لي: إن الأيام تتقدم وتتأخر وربما كان يوم السبت والأحد والاثنين إلى آخر الأيام السبعة، قال: قلت: فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم ؟ قال هو يوم عبادة و صلاة وشكر لله وحمد له وسرور لما من الله به عليكم من ولايتنا . فإني أحب لكم أن تصوموه .

                      وفي الكافي لثقة الاسلام الكليني 1 ص 303 عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال: نعم يا حسن ؟ أعظمهما وأشرفهما، قلت: وأي يوم هو ؟ قال: يوم نصب أمير المؤمنين عليه السلام علما للناس، قلت: جعلت فداك و ما ينبغي لنا أن نصنع فيه ؟ قال: تصوم يا حسن ؟ وتكثر الصلاة على محمد وآله، وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم، فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا قال: قلت: فما لمن صامه ؟ قال صيام ستين شهرا وفي الكافي أيضا 1 ص 204 عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر ؟ قال: نعم أعظمها حرمة، قلت: وأي عيد هو جعلت فداك ؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه .

                      قلت: وأي يوم هو ؟ قال: وما تصنع باليوم إن السنة تدور ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، فقلت: ما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم ؟ قال: تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى أمير المؤمنين عليه السلام أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا، وكذلك كانت الأنبياء تفعل كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيداً.
                      ____________

                      الهوامش:

                      (1) فيه سقط تعرفه برواية الطبري الأول .

                      (2) ينقل عنه عبد الرحمن الدهلوي في " مرآة الأسرار " وغيره معتمدين عليه .

                      (3) في كشف الظنون ج 1 ص 419: إنه من الكتب الممتعة المعتبرة وعده حسام الدين في " مرافض الروافض " من الكتب المعتبرة .

                      واعتمد عليه أبو الحسنات الحنفي في " الفوائد البهية " وينقل عنه في ص 86 و 87 و 90 و 91 وغيرها .

                      (4) يعني قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم . الآية . راجع ص 230 - 238 .

                      (5) أخرجه الأئمة الخمسة: مسلم ومالك والبخاري والترمذي والنسائي كما في تيسير الوصول 1 ص 122، ورواه الطحاوي في مشكل الآثار 3 ص 196، والطبري في تفسيره 6 ص 46، وابن كثير في تفسيره 2 ص 13 عن أحمد والبخاري . ورواه جمع آخر .

                      (6) ذكرها شيخ الطايفة بإسناده في مصباح المتهجد ص 524 .

                      يتبـــــــــع

                      تعليق


                      • فضائل الإمام علي بن ابي طالب من مصادر اهل السنة فقط



                        النبي (ص) : عنوان صحيفة المؤمن : حب عليّ (ع) .المناقب لابن المغازلي 243 - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 4/410 - الجامع للسيوط 2/145 - ينابيع المودة .

                        2- قال النبي (ص) : لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ (ع) . مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 2/385 - سنن البيهقي 3/376 - ابن المغازلي 197 -الطبري 2/514 الرياض النضرة 2/190 .

                        3- قال النبي (ص) : حامل لوائي في الدنيا والآخرة : عليّ (ع) . كنز العمال6/122 - الطبري 2/201 - الخوارزمي 250 - الفضائل لاحمد 253 - ابن المغازلي 42/200 .

                        4- قال النبي (ص) : أمَرني ربي بسد الأبواب إلاّ باب عليّ (ع) . الخصائص للنسائي 13 - مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/125 - الترمذي 13/173 - البيهقي 7/65 - ينابيع المودة 282 - مسند أحمد 4/369 - ابن المغازلي 245 - ينابيع المودة 126.

                        5- قال النبي (ص) : الصديقون ثلاثة : مؤمن آل ياسين ، ومؤمن فرعون ، وأفضلهم : عليّ (ع) . المناقب لاحمد 194 ، 239 - كنز العمال 5/31 - الجامع للسيوطي 2/83 - ابن المغازلي 245 - ينابيع المودة 126 .

                        6- قال النبي (ص) : مَن سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، فليتول من بعدي عليّ (ع) . مسند أحمد 5/94 - مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/128 - كنز العمال 6/217 - الطبراني .

                        7- قال النبي (ص) : نادى المنادي يوم القيامة : يا محمد نعمالأب أبوك ، وإبراهيم ، ونعم الأخ عليّ (ع) . الفضائل لاحمد 253 - ابن المغازلي 67 - الخوارزمي 83 - الرياض النضرة 2/201 .

                        8- قال النبي (ص) : لكلّ نبي وصي ووارث , ووصيّي ووارثي : عليّ (ع) . كنزل العمال 6/158 - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 11/173 - شواهد التنزيل 2/223 - ينابيع المودة 94 .

                        9- قال النبي (ص) : الّلهم لا تمتني حتى تريني وجه عليّ (ع) . الرياض النضرة 2/201 - الفضائل لاحمد 253 - ابن المغازلي 67 - اخطب خوارزم 83 .

                        10- قال النبي (ص) : خلقت من شجرة واحدة أنا و عليّ (ع) . الترمذي 13/178 - ابن المغازلي 122 - اسد الغابة 4/26 - الرياض النضرة 2/216 .

                        11- قال النبي (ص) : أعلم أمتي من بَعدي : عليّ (ع) . مناقب الامام علي بن ابي طالب (ع) لابن المغزلي الشافعي .

                        12- قال النبي (ص) : زينوا مجالسكم بذكر عليّ (ع) . مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/109 - مسند احمد 4/368 ، 5/419 - الخصائص للنسائي9 ، 24 - ابن المغازلي 16 - المناقب لاخطب خوارزم 94 - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 8/290 - ينابيع المودة .

                        13- قال النبي (ص) : أقضى أمتي عليّ (ع) . ابن المغازلي 70 - ارجح المطالب 544 .

                        14- قال النبي (ص) : أنا المنذر والهادي من بعدي : عليّ (ع) . مسند احمد 1/151 ، 3/213 - الترمذي 2/135 ، الخصائص للنسائي 20 - كنز العمال 1/247 - ابن المغازلي 222 .

                        15- قال النبي (ص) : براءة من النار حبّ عليّ (ع) . مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 2/241 - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 6/85 - اخطب خوارزم 86 - ابن المغازلي 90 .

                        16- قال النبي (ص) : من كنت مولاه فمولاه عليّ (ع) . مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/129 - كنز العمال 6/157 - الديلمي .

                        17- قال النبي (ص) : لم يكن لفاطمة كفؤ, لو لم يخلق الله عليّ (ع) . حلية الاولياء 1/34 - الرياض النضرة 2/177 - ابن المغازلي 242 - الخوارزمي 42 - ينابيع المودة 112 .

                        18- قال النبي (ص) : أوصي من آمن بي وصدقني بولاية عليّ (ع) . الجامع للسيوطي 1/230 - الرياض النضرة 2/168 - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 1/316 - ابن المغازلي 49 - ينابيع المودة 266 .

                        19- قال النبي (ص) : أولكم وروداً على الحوض أوّلكم إسلاما ، وهو : عليّ (ع) . كنز العمال 6/154 - الطبراني 5/32 - الرياض النضرة 1/165 - ذخائر العقي 65 - ابن المغازلي 230 .

                        20- قال النبي (ص) : لا يجوز على الصراط أحد إلا ببراءة في ولاية عليّ (ع) . ابن المغازلي 15 - الاستيعاب 2/457 .

                        21- قال النبي (ص) : لا يُـبلّـغ عَـني إلاّ عليّ (ع) . ابن المغازلي 119 ، 242 - الرياض النضرة 2/177 - ينابيع المودة 112 ، 419 - الخوارزمي 253 .

                        22- قال النبي (ص) : أشقى الأولين والآخرين قاتل عليّ (ع) . مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/141 - مسند أحمد 4/263 - الخصائص للنسائي 39 - الطبري 2/408 - كنز العمال 5/58 .

                        23- قال النبي (ص) : طوبى شجرة في الجنة , أصلها في دار علي , وفرعها عليّ (ع) . مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/109 - مسند احمد 4/370 - الخصائص للنسائي 25 - الترمذي - الطبراني .

                        24- قال النبي (ص) :عليّ (ع) الفاروق بين الحق والباطل . مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/132 - مسند احمد 1/331 - ينابيع المودة 92 .

                        25- قال النبي (ص) :عليّ (ع) الصدّيق الأكبر .البيهقي 4/53 - كنز العمال 7/176 - الجامع للسيوطي 2/276 - ابن المغازلي 93.

                        26- قال النبي (ص) :عليّ (ع) كفه وكفي في العدل سواء .مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/14 - الطبري 2/272 - الترمذي 2/299 - ابن المغازلي 37 - بنابيع المودة 57 .

                        27- قال النبي (ص) :عليّ (ع) أخي في الدنيا والآخرة .الخصائص للنسائي 5 - الترمذي - ينابيع المودة 61 - ابن المغازلي.

                        28- قال النبي (ص) :عليّ (ع) خير البشر , فمن أبى فقد كفر .ابن المغازلي 129 - ينابيع المودة 233 - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 5/37 - الخوارزمي 235 .

                        29- قال النبي (ص) :عليّ (ع) باب حطة , من دخله كان مؤمنا .مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/122 - كنز العمال 6/156 - الديلمي .

                        30- قال النبي (ص) :عليّ (ع) امام البررة , وقاتل الفجرة , منصور من نصره ، مخذول من خذله .كنز العمال 6/153 - الدارقطني .

                        31- قال النبي (ص) :عليّ (ع) إمام المتقين , وأمير المؤمنين ، وقائد الغرّ المحجّلين .مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/129 - كنز العمال 6/153.

                        32- قال النبي (ص) :عليّ (ع) مني بمنزلة هارون من موسى .مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/137 - ابن المغازلي65 ، 104 - الطبراني - حلية الاولياء 1/63 - اخطب خوارزم 229 .

                        33- قال النبي (ص) :عليّ (ع) حقه على الأمة , كحقّ الوالد على ولده .مسلم 2/361 - الترمذي 2/299 - الحاكم 3/130 - مسند احمد 3/198 - النسائي 7 - اسد الغابة 3/40 .

                        34- قال النبي (ص) :عليّ (ع) مع القرآن , والقرآن مع علي .البخاري 5/19 - مسلم 2/360 - الترمذي 5/304 - مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/109 - ابن ماجة 1/28 - مسند أحمد 3/328 .

                        35- قال النبي (ص) :عليّ (ع) وشيعته هم الفائزون .ابن المغزلي 47 - ميزان الاعتدال 2/313 .

                        36- قال النبي (ص) :عليّ (ع) باب علمي , ومبين لأمتي, ما ارسلت به .الطبري (تفسير) 3/171 - شواهد التنزيل 2/356 - الدر المنثور 6/379 - ينابيع المودة 61 .

                        37- قال النبي (ص) :عليّ (ع) حبه إيمان , وبغضه نفاق .ابن المغازلي 67 - الخوارزمي 236 - فرائد السمطين - ينابيع المودة .

                        38- قال النبي (ص) :عليّ (ع) قسيم الجنة والنار .مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/127 - كنز العمال 5/30 - الجامع للسيوطي 1/374 - الترمذي - ابن المغازلي 80 .

                        39- قال النبي (ص) :عليّ (ع) مثله في الناس , كمثل قل هو الله احد في القرآن .مسلم 1/48 - الترمذي 2/299 - النسائي 8/117 - الخصائص للنسائي 27 - مسند احمد 6/299 - ابن المغازلي 191 .

                        40- قال النبي (ص) :عليّ (ع) حبيب بين خليلين ، بيني وبين ابراهيم .ينابيع المودة 88 - فرائد السمطين - بيع الابرار - مونق بن احمد الخوارزمي.

                        41- قال النبي (ص) :عليّ (ع) من فارقه فقد فارقني ، ومن فارقني فقد فارق الله .ابن المغازلي 45 - ينابيع المودة 181 .

                        42- قال النبي (ص) :عليّ (ع) مني وانا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي .ابن المغازلي 69 - ينابيع المودة 125 .

                        43- قال النبي (ص) :عليّ (ع) احب خلق الله الى الله ورسوله .كنز العمال 5/33 - الرياض النضرة 2/211 - ابن المغازلي 219 .

                        44- قال النبي (ص) :عليّ (ع) ذكره عبادة , والنظر الى وجهه عبادة .مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/123 - كنز العمال 6/156 - الطبراني - ابن المغازلي 240 ، 278 - الخوارزمي 62 .

                        45- قال النبي (ص) :عليّ (ع) حبّه حسنة , لا تضر معها سيئة .الطبراني - ينابيع المودة 2/3 .

                        46- قال النبي (ص) :عليّ (ع) بمنزلة الكعبة .مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/122 - مسند أحمد 3/82 - الطبراني 6/155 - كنز العمال .

                        47- قال النبي (ص) :عليّ (ع) مني , مثل رأسي من بدني .مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3/141 - الجامع للسيوطي 1/583 - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 1/51 - حلية الاولياء 1/182 - الرياض النضرة : 2/219.

                        ولكن أقول لك يا رسول الله (ص) مع كل هذه الوصايا .. الا أنهم خانوا عهدك ولم يراعوا الله في أهل بيتك صلوات الله عليهم .. الا لعنة الله عليهم إلى قيام يوم الدين ..


                        تعليق


                        • رد اكذوبة تنازل الامام علي عليه السلام عن الخلافة...؟!!

                          الشبهة

                          - يروي صاحب كتاب ( نهج البلاغة ) ـ وهو كتاب معتمد عند الشيعة ـ أن عليًا (ر) إستعفى من الخلافة وقال : ( دعوني والتمسوا غيري )! ، وهذا يدل على بطلان مذهب الشيعة ، إذ كيف يستعفي منها ، وتنصيبه إمامًا وخليفة أمر فرض من الله لازم ـ عندكم ـ كان يطالب به أبابكر ـ كما تزعمون ـ ؟!.



                          الجواب

                          - أقول : ليت شعري كان يفترض من الكاتب أن يسرد الخطبة ولا يبترها حتى يتبين مفاد قول الإمام علي (ع) وهذه هي الخطبة : ( ومن خطبة له (ع) لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان (ر) دعوني والتمسوا غيري ، فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان ، لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت ، واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب ، وإن تركتموني فأنا كأحدكم و لعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم ..... ) ، راجع : ( نهج بلاغة - الجزء 1 ) - رقم الصفحة : ( 181 / 182 ) رقم الخطبة : ( 92 ) ).

                          الأمر الأول : الإمام علي (ع) رفض هي الخلافة الحاصلة بالبيعة أي الخلافة التي تعقد ببيعة الناس كبيعة أبو بكر ، وأما الخلافة الإلهية التي البسها الله عز وجل له يوم غدير خم ، فلم تكن مطروحه للذين أرادوا بيعة الإمام علي (ع) ، فأراد أن يبطل بيعة الناس ويرجع الناس إلى ما نصه الله عز وجل له ، وهذا واضح من خطبه وإحتجاجاته في غدير خم على الصحابة ، كما فعل يوم الرحبة فالخلافة التي تحصل عن طريق البيعة , فهي بها ومن دونها الإمام يكون إماما بنص الرسول الأكرم فلا يحتاج إلى بيعتهم ، والأدلة على نص إمامة الإمام علي (ع) كثيرة في كتب الفريقين سنذكرها في محلها تباعا .

                          الأمر الثاني : كان يريد أن يعمل على تصحيح مسار الأمة وهذا يحتاج إلى طاعة الأمة له لقبول هذا التصحيح ، وأن هناك إنحرافات كثيرة حصلت ويريد أن يقضي على الإنحرافات وهذا يستوجب إلى عزل بعض الولاة المنحرفين أو المقصرين ، أو من ليس أهل للولاية بسبب أمور أخرى ، ولذلك الإمام علي (ع) كان يريد أن يلزم الناس ويلقي عليهم الحجة حتى لا يكون لهم عذر والأمة كانت تعيش إنحرافا ذاتيا موازيا لخط أمير المؤمنين (ع) ، وهذا الخط لم يكن وليد الحال فهذا الخط إستمر حتى بعد إستشهاد الإمام علي (ع) ولذلك لا بأس نذكر أمثلة على حال الأمة في تلك الفترة .

                          ونطرح بعض الأمثلة من الولاة المنحرفين الذين كانوا يعملون جاهدين لتظليل الأمة ، والدعوة إلى مخالفة القرآن والسنة النبوية ، فمعاوية كان والي الشام من طرف عمر بن الخطاب وكان يأمر الناس أن يأكلوا أموال الناس بالباطل ويقلتوا أنفسهم بغير حق :

                          - كما نقل الإمام مسلم في صحيحه ( الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1472 ) - باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول ) : قال : حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق : أخبرنا وقال زهير : حدثنا جرير عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال : ثم دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه ، فأتيتهم فجلست إليه فقال : كنا مع رسول الله (ص) في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله (ص) الصلاة جامعة ، فاجتمعنا إلى رسول الله (ص) فقال : إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة ، فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة ، فيقول المؤمن هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ، فدنوت منه فقلت له أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله (ص) فأهوى إلى اليسرى وقلبه بيديه وقال : سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له : هذا بن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا والله يقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) ، قال فسكت ساعة ثم قال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله ).

                          - وكذلك معاوية كان يأمر بعدم التلبية بغضا للإمام علي (ع) فقد نقل النسائي في : ( سنن النسائي - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 253 ) وقال الألباني صحيح الإسناد , وصحيح بن خزيمة ، وقال محقق الكتاب الأعضمي إسناده صحيح , وسنن البيهقي - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 113 ) , وتهذيب الكمال - رقم الصفحة : ( 398 ) - رقم : ( 338 ) , وتهذيب التهذيب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 195 ) ) : ( قال : أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال : حدثنا خالد بن مخلد قال : حدثنا علي بن صالح عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال : كنت مع بن عباس بعرفات فقال : ما لي لا أسمع الناس يلبون قلت : يخافون من معاوية فخرج بن عباس من فسطاطه فقال : لبيك اللهم لبيك لبيك فإنهم قد تركوا السنة من بغض علي ).

                          - وكان معاوية يقدم رأيه على رأي سنة رسول الله (ص) ويرفضها بالرغم من تنبيه الصحابة له أنها سنة رسول الله (ص) فقد نقل الطبراني بالمعجم الكبير بسنده ( الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 205 ) - الحديث رقم : ( 555 ) - الطبعة الثانية / تحقيق حمدي السلفي ) قال : ( حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا هوذة بن خليفة ثنا بن جريج حدثني عكرمة بن خالد أن أسيد بن حضير بن سماك حدثه قال : ثم كتب معاوية (ر) إلى مروان بن الحكم إذا سرق الرجل فوجد سرقته فهو أحق بها إذا وجدها ، فكتب إلي مروان بذلك وأنا عامله على اليمامة ، فكتبت إلى مروان أن رسول الله (ص) قضى أن إذا وجدت ثم المتهم فإن شاء سيدها أخذها بالثمن وإن شاء إتبع سارقه ، ثم قضى بذلك بعده أبو بكر وعمر وعثمان (ر) ، فبعث مروان بكتابي إلى معاوية فبعث معاوية إلى مروان إنك لست أنت ولا أسيد يقضيان علي فيما وليت ، ولكني أقضي عليكما فانفذ ما أمرتك به فبعث مروان بكتاب معاوية إلي فقلت والله لا اقضي به أبدا ).

                          - ويعلم الإمام علي (ع) أنه سيقاتل من قبل الناكثين والمارقين والقاسطين ، فكان يريد أن يلزم الناس بالبيعة برضاهم وليس بطلب الإمام علي (ع) حتى يلقي الحجة عليهم ، وطلب أن تكون البيعة بالمسجد وأمام الناس وعلنية ، وكانت قريش تكره بني هاشم ولها موقف من بني هاشم ، فقد أخرج الحافظان إبن عساكر وأبو نعيم بالإسناد في ( معرفة الصحابة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 300 / 3001 - رقم الحديث : ( 336 ) ) عن عكرمة عن إبن عباس قال : ( قال عثمان (ر) : ما ذنبي إن لم يحبك قريش , وقد قتلك منهم سبعين رجلا كأن وجوههم سيوف الذهب ).

                          - وقد أخرج عدة من الحفاظ منهك الطبري بسنده عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب : ( حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحرث حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب : أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله (ص) مغضبا وأنا عنده فقال : ما أغضبك ؟ قال : يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا بغير ذلك قال : فغضب رسول الله (ص) حتى إحمر وجهه ثم قال : والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ثم قال : يا أيها الناس من آذى عمي فقد أذاني فإنما عم الرجل صنو أبي ) ، قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح في ( سنن الترمذي - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 652 ) - رقم الحديث : ( 3758 ) - طبعة دار احياء التراث تحقيق أحمد شاكر وآخرون ).

                          - وقال ابن عبد البر في : ( الإستيعاب في معرفة الأصحاب - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 492 ) , و أسد الغابة - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 1108 ) , وتهذيب الكمال - الجزء : ( 31 ) - رقم الصفحة : ( 57 ) , وتوضيح الأفكار - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 437 ) ) : أثناء كلامه عن الوليد بن عقبة : ( ثم ولاه عثمان الكوفة وعزل عنها سعد بن أبي وقاص ، فلما قدم الوليد على سعد قال له سعد : والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك فقال : لا تجزعن أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون فقال سعد : أراكم والله ستجعلونها ملك ).

                          - وقد إنتشرت حالة الرشاوي بين الصحابة فمعاوية كان يرشي الصحابة لجرهم لديه وقد ذكر الذهبي في ( تاريخ الإسلام - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 518 ) ) : وقال أبو صالح بن السمان : قال علي (ر) في أمر الحكمين : يا أبا موسى أحكم ولو على حز عنقي.
                          وقال زيد بن الحباب : ثنا سليمان بن المغيرة البكري عن أبي بردة عن أبي موسى أن معاوية كتب إليه : ( سلام عليك أما بعد فإن عمرو بن العاص قد بايعني على ما أريد وأقسم بالله لئن بايعتني على الذي بايعني عليه لأستعملن أحد إبنيك على الكوفة والآخر على البصرة ، ولا يغلق دونك باب ولا تقضى دونك حاجة ، وقد كتبت إليه بخط يدي فاكتب إلي بخط يدك قال : فقال لي : يا بني إنما تعلمت المعجم بعد وفاة رسول الله (ص) فكتبت إليه كتابا مثل العقارب فكتب إليه : أما بعد فإنك كتبت إلي في جسيم أمر أمة محمد فماذا أقول لربي إذا قدمت عليه ليس لي فيما عرضت من حاجة والسلام عليك قال أبو بردة : فلما ولي معاوية أتيته فما أغلق دوني بابا وقضى حوائجي ، قال أبو نعيم وإبن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة وقعنب : توفي سنة أربع وأربعين ).

                          - فهذا واضح كم معاوية يرشي أبو موسى الأشعري ، وقد ذكر البخاري في صحيحه : ( عن نافع لما إنتزى أهل المدينة مع عبد الله بن الزبير وخلعوا يزيد بن معاوية جمع عبد الله بن عمر بنيه ووقع عند الإسماعيلي من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد في أوله من الزيادة عن نافع أن معاوية أراد بن عمر على أن يبايع ليزيد فأبى وقال : لا أبايع لأميرين فأرسل إليه معاوية بمائة ألف درهم فأخذها فدس إليه رجلا فقال له : ما يمنعك أن تبايع فقال : أن ذاك لذاك يعني عطاء ذلك المال لأجل وقوع المبايعة أن ديني عندي إذا لرخيص فلما مات معاوية كتب بن عمر إلى يزيد ببيعته ..... ) ، راجع : ( فتح الباري - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 77 ) - رقم الحديث : ( 6694 ) ).

                          - هذه كانت ظروف الإمام علي (ع) وبعد أن استقرت البيعة للإمام علي (ع) وقد أجمع على بيعته المهاجرين والأنصار خرجت السيدة عائشة تطالب الإمام (ع) أن يرجع الخلافة للشورى ، وقد ذكر الذهبي ( بسير أعلام النبلاء - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 178 )) : ( عن صالح بن كيسان وغيره أن عائشة جعلت تقول إن عثمان قتل مظلوما وأنا أدعوكم إلى الطلب بدمه وإعادة الأمر شورى ).

                          بل أن عائشة ألبت المجتمع على الإمام علي (ع) ، وخرجت عليه لقتاله كما ينقل إخواننا أهل السنة في كتبهم : فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم أحمد بن حنبل والبيهقي والطبراني ونعيم بن حماد والحاكم وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم ، المصادر : ( مسند أحمد ج6 ص52 ، 97 ط1 ، وج9 ص310 ح24308 ، وص390 ح24708 من الطبعة الحديثة ط دار الفكر / بيروت ، كنز العمال ج11 ص197 ح31208 ، وص334 ح31668 ، دلائل النبوة للبيهقي ج6 ص410 ، 411 ، 412 ، المصنف لأبي بكر ابن أبي شيبة ج7 ص536 ح37771 ، المستدرك ج3 ص12ز ط1 ، وج3 ص128 ، 129 ح4613 ).

                          - وقد روي بألفاظ متعددة ، منها ما أخرجه الحافظ إبن عبد البر الأندلسي في : ( الإستيعاب في معرفة الأصحاب - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1885 ) - رقم : ( 4020 )) ، حيث قال : حدثنا سعيد بن نصر ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا محمد بن وضّاح ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ، عن عصام بن قدامة ، عن عكرمة ، عن إبن عباس ، قال : قال رسول الله (ص) : ( أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ، يقتل حولها خلق كثير ، وتنجو بعد ماكادت ) ، قال إبن عبد البر : وهذا الحديث من أعلام نبوته (ص) ، وعصام بن قدامة ثقة ، وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج إلى ذكره .

                          - ومنها ما أخرجه أحمد في ( المسند - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 97 ) - الطبعة الاولى ، و الجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 390 / 391 ) - رقم الحديث : ( 24708 ) - من الطبعة الحديثة ، ط دار الفكر/ بيروت ) ، حيث قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال حدثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم : ( أنّ عائشة قالت : لما أتت على الحوأب ، سمعت نباح الكلاب ، فقالت : ما أظنني إلا راجعة ، إن رسول الله (ص) قال لنا : أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير : ترجعين عسى الله عزوجل أن يصلح بك بين الناس ) ، قال الحافظ إبن كثير الدمشقي في تاريخه : ( البداية والنهاية - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 236 ) ) : وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجوه .

                          - وقال أحمد بن حنبل في ( المسند - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 52 ) - الطبعة الاولى ، والجزء : ( 9 ) - رقم الصفحة : ( 310 ) - رقم الحديث : ( 24308 ) الطبعة الحديثة ، قال شعيب الأرناؤؤط على شرط البخاري ومسلم ) ، أيضا : حدثنا يحي ، عن إسماعيل ، حدثنا قيس ، قال : ( لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب ، قالت : أي ماء هذا؟ قالوا : ماء الحوأب ، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، فقال بعض من كان معها ، بل تقدمين ، فيراك المسلمون ، فيصلح الله عزوجل ذات بينهم ، قالت : إن رسول الله (ص) قال لها ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ ).

                          وهذا واضح كما تنقل كتب أخوتنا أهل السنة بأسانيد صحيحة أن رسول الله (ص) قد زجر عائشة من الخروج ولكن لم تكترث ووصلت إلى ماء الحوأب ونبحتها ولم ترجع وأكملت إلى أن وصلت البصرة ، وقاتلت الإمام علي (ع) وكان حذيفة كاتم سر رسول الله (ص) قد نبه الصحابة أن عائشة ستخرج لقتال الإمام عليه (ع) على رأس الجيش كما هي منقولة بكتب أهل السنة :

                          - فقط أخرجا عدة من الحفاظ الحكم النيسابوري في المستدرك ، والحافظ الطبراني في المعجم الأوسط واللفظ للحاكم قال : ( أخبرني عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : ثم كنا ثم حذيفة (ر) فقال بعضنا : حدثنا يا أبا عبد الله ما سمعت من رسول الله (ص) قال : لو فعلت لرجمتموني قال : قلنا سبحان الله أنحن نفعل ذلك قال : أرأيتكم لو حدثتكم أن بعض أمهاتكم تأتيكم في كتيبة كثير عددها صدقتم به قالوا : سبحان الله ومن يصدق بهذا ثم قال حذيفة : أتتكم الحميراء في كتيبة يسوقها أعلاجها ( العلج : الرجل من كفار العجم والقوي الضخم منهم ( تاج العروس ) ) حيث تسوء وجوهكم ثم قال : فدخل مخدعا ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، المصادر : ( المستدرك على الصحيحين - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 517 ) - رقم الحديث : ( 8453 ) - الطبعة الحديثة ، قال الذهبي على شرط الشيخين , والمعجم الاوسط للطبراني - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 53 ) ، ورجاله كلهم ثقات رجال الستة الا فلفلة وهو ثقة ).

                          - وقد قال إبن حجر في ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 55 ) ) : ( من طريق عصام بن قدامة عن عكرمة عن بن عباس : أن رسول الله (ص) قال لنسائه : أيتكن صاحبة الجمل الأدبب بهمزة مفتوحة ودال ساكنة ثم موحدتين الأولى مفتوحة تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجوا من بعد ما كادت ، ( مجاهد عن أَهل اللغة كاد يكاد كان في الأصل كيِد يكيد ، ومما يستدرك عليه : كاده : علمه الكيد وبه فسر قولُه تعالى : ( كذلك كدنا ليوسف ) أي علمناه الكيد على إخوته ، راجع : ( تاج العروس - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 2247 )) ، وهذا رواه البزار ورجاله ثقات .

                          - وهناك حالات تدل على أن رسول الله (ص) يحث الإمام علي (ع) بالصبر والتنازل كما هو منقول في كتب السنة ، وقد ذكر إبن حجر العسقلاني في ( فتح الباري - الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 55 ) ) قال : ( وأخرج أحمد والبزار بسند حسن من حديث أبي رافع أن رسول الله (ص) قال : لعلي بن أبي طالب أنه سيكون بينك وبين عائشة أمر قال : فانا أشقاهم يا رسول الله قال : لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها ) ، وهنا يبين أن سيقع أمر بين الإمام علي (ع) إشارة إلى حرب الجمل فقال له : ارددها إلى مأمنها وهذا يدل أن الإمام علي (ع) سيمر بظروف قاسية ، وهناك تآمر وبغض وكراهية للإمام علي (ع) ، وقد خرج كثير من الصحابة لقتاله كالزبير وطلحة ومعاوية وعبيد الله بن عمر وعمر بن العاص والمغيرة وغيرهم وهم من الصحابة البارزين الذين لهم نفوذ .

                          - وقد أخرج البخاري في صحيحه ( صحيح البخاري - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 236 )) ، قال : ( حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏قال : أخبرنا ‏ ‏هشام بن يوسف ‏‏عن ‏معمر ‏عن ‏‏الزهري ‏، ‏قال : أخبرني ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏قال : قالت ‏عائشة : ‏لما ثقل النبي ‏‏(ص) ‏‏وإشتد وجعه إستأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه الأرض وكان بين ‏العباس ‏ورجل آخر ، ‏قال ‏عبيد الله : فذكرت ذلك ‏لإبن عباس ‏ما قالت ‏عائشة ‏فقال لي : وهل تدري من الرجل الذي لم تسم ‏ ‏عائشة ‏ ‏قلت : لا قال : هو ‏ ‏علي بن أبي طالب ).

                          - وقد نقل إبن حجر في فتح الباري وغيره ما صرح به الكرماني قال : ( قوله قال : هو علي بن أبي طالب ، زاد الإسماعيلي من رواية عبد الرزاق عن معمر ولكن عائشة لا تطيب نفسا له بخير ولإبن إسحاق في المغازي عن الزهري ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير ) ، المصادر : ( فتح الباري ج6 ص244 , عمدة القاريء ج5 ص192 ).

                          هذه كانت حالة الإمام علي (ع) ولذلك كان يشرط عليهم في قبول الخلافة , كما فعل نبي الله يوسف (ع) عندما كان تحت حكم فرعون وهو نبي ولم يتنازل عن نبوته ولمصلحة الشريعة وتهيئة الأمة لذلك قبل بحكم فرعون وكذلك الإمام علي (ع) لم يتنازل عن الإمامة ولكن لم يرفع السيف عن أبو بكر وعمر حفاظا على الشريعة الإلهية ، وخصوصا إن الصحابة لم يتورعوا عن الرد على رسول الله (ص) في مرضه عندما طلب كتف ودواة ليكتب له فقالوا عنه القوله السيئة في حق رسول الله (ص) حيث قالوا : ( يهجر ) يعني يهذي ,


                          هذا في حق رسول الله (ص) فماذا تظن مع من هو اقل وهو الإمام علي (ع) .


                          يتبـــــــع

                          تعليق


                          • انتفاضة الزهراء (عليها السلام) لعلي (عليه السلام)


                            جاء في كتاب( اثبات الوصية للمسعودي ):
                            (ثم انهم تواثبوا على امير المؤمنين (عليه السلام) وهو جالس على فراشه واجتمعوا عليه حتى اخرجوه سحبا من داره 0000 يجرونه الى المسجد فحالت فاطمة( عليها السلام) بينهم وبين بعلها ، وقالت والله لاادعكم تجرون ابن عمي ظاما ويلكم ماأسرع ما خنتم الله ورسوله فينا اهل البيت وقد اوصاكم رسول الله (صلى الله عليه واله) بإتباعنا ومودتنا والتمسك بنا فقال الله تعالى :
                            (قل لااسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى)

                            تعليق


                            • خلافة الإمام علي (عليه السلام) في كتب السنة

                              وردت أحاديث كثيرة في كتب أهل السنة حول خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)، نذكر منها ما يأتي:

                              الحديث الأول:
                              ما أخرجه أبو داود الطيالسي ـ كما في أحوال علي من الاستيعاب ـ، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): "أنْتَ وَلِيّ كُلِّ مُؤمِنٍ بَعدِي".
                              الحديث الثاني:
                              ما أخرجه النسائي عن عمران بن حصين، قال: بعث رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) سَريَّة، واستعمل عليهم علي بن أبي طالب، فاصطفَى لِنفسه جارية، فأنكروا ذلك عليه، وتعاقد أربعة منهم على شِكَايته إلى النبي.
                              فلما قدموا، قام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر أن علياً صنع كذا وكذا.
                              فأعرض عنه، فقام الثاني فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، وقام الثالث فقال مثل ما قال صاحباه، فأعرض عنه.
                              وقام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) والغضب يُبصَر في وجهه، فقال: "مَا تُريدُونَ مِن عَلِي؟! إن علياً مني وأنا منه، وهو وَليّ كُلِّ مؤمِنٍ بَعدي".

                              الحديث الثالث:
                              ما أخرجه أحمد في مسنده 5/356، عن بريدة قال: بعث رسولُ الله بعثين إلى اليمن، على أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: "إِذَا التقيتُم فَعَليّ عَلَى النَّاس، وإن افترقتُم فَكُلّ واحدٍ منكمَا عَلَى جُندِه".
                              قال: فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقْتَتَلْنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذرية.
                              فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخبره بذلك، فلما أتيتُ النبي (صلى الله عليه وآله) دفعتُ الكتاب، فَقرِئ عليه، فرأيت الغضب في وجهه.
                              فقلت: يا رسول الله، هذا مكان العائذ، بعثتَني مع رجلٍ وأمرتني أن أطيعه، ففعلتُ ما أرسلت به.
                              فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لا تُقِع فِي عَليٍّ، فَإِنَّهُ مِني وأنا مِنه، وَهو وليّكُم بعدي، وإنَّه منِّي وأنا مِنه، وهو وليّكُم بعدي".
                              ولفظه عند النسائي في صفحة (17) من خصائصه العلوية: "لا تَبغضَنَّ يَا بُرَيدة لِي عَلياً، فإِنَّ علياً مِني وأنا مِنه، وَهو وليّكُم بَعدي".
                              الحديث الرابع:
                              ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس، ذكر فيه عَشر خصائص لعلي (عليه السلام)، فقال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "أَنتَ وَلِيّ كُلِ مُؤمنٍ بَعدي".
                              الحديث الخامس:
                              ما أخرجه ابن السكن عن وهب بن حمزة قال ـ كما في ترجمة وهب ـ:
                              سافرتُ مع عليٍّ فرأيت منه جفاء، فقلت لَئِن رجعت لأشكُوَنَّه، فرجعتُ، فذكرت علياً لرسول الله، فنلتُ منه، فقال: "لا تَقولُنَّ هَذا لِعَلِيّ، فإِنَّهُ وليّكُم بَعدِي".
                              وأخرجه الطبراني في الكبير، غير أنه قال: "لا تَقلْ هَذا لِعَلِيّ، فَهو أولَى النَّاس بِكُم بَعدي".
                              الحديث السادس:
                              وأخرج ابن أبي عاصم عن علي مرفوعاً: "ألَستُ أولَى بِالمؤمنين مِن أنفسِهم"؟
                              قالوا: بلى.
                              قال: "مَن كُنتُ وَليّه فَهوَ وَليّه".
                              وصحاحُنا ـ نحن الشيعة ـ في ذلك متواترة عن أئمة العترة الطاهرة (عليهم السلام)، وهذا القدر كاف لما أردناه، على أن آية الولاية في كتاب الله عزَّ وجلَّ ـ وحدها ـ تؤيد ما قلناه.


                              تعليق


                              • الأدلة على ولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في مصادر أهل السنة

                                (( حديث الولاية ))


                                من الأدلة الصريحة على ولاية وإمامة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وخلافته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الأمة حديث ( الولاية )
                                وهو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن علي عليه السلام :
                                ( وهو ولي كل مؤمن بعدي ) أو ( وهو ولي كل مؤمن من بعدي )
                                وقد رواه بهذا اللفظ ابن حبان في صحيحه (1)
                                والترمذي في جامعه الصحيح (2)
                                والنسائي في السنن الكبرى (3)
                                وأحمد بن حنبل في مسنده (4)
                                وأبو يعلى في مسنده (5)
                                وقال محقق الكتاب الشيخ حسين أسد ( رجاله رجال الصحيح ) ، والطيالسي في مسنده (6)
                                والطبراني في المعجم الكبير (7)
                                وهو في فضائل الصحابة لابن حنبل (8) .

                                ورواه بلفظ ( أنت ولي كل مؤمن بعدي ) الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين (9)

                                وقال : ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) وقال الذهبي في تلخيص المستدرك : ( صحيح ) ، وأبو داود الطيالسي في مسنده (10) ،
                                والطبراني في المعجم الكبير (11)
                                وهو في فضائل الصحابة لابن حنبل (12) .

                                ورواه بلفظ ( وعلي ولي كل مؤمن بعدي ) ابن أبي شيبة في مصنفه (13)

                                وهو في فضائل الصحابة لابن حنبل (14) .

                                ورواه بلفظ ( وهو وليكم بعدي ) أحمد بن حنبل في مسنده (15) وهو أيضاً في فضائل الصحابة (16) .


                                ورواه بلفظ ( وهذا وليكم بعدي ) النسائي في السنن الكبرى (17) .

                                ورواه بلفظ ( وإنه وليكم من بعدي ) الطبراني في المعجم الأوسط (18) .

                                ********************

                                وهذا الحديث مروي بأسانيد صحيحة لا مطعن ولا مغمز فيها ، ولذلك صححه العديد من الحفاظ وكبار العلماء عند أهل السنة .

                                قال ابن حجر في الإصابة : ( وأخرج الترمذي بإسناد قوي عن عمران بن حصين قصة قال فيها : قال رسول الله (ص) : ما تريدون من علي إنّ علياً مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي ) (19) .

                                وقال المتقي الهندي : ( علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن ش عن عمران بن حصين ، صحيح ) (20) .

                                وقال أيضاً : ( عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله (ص) سرية واستعمل عليهم علياً فغنوا فصنع علي شيئاً أنكروه ، وفي لفظ ؛ فأخذ علي من الغنيمة جارية فتعاقد أربعة من الجيش إذا قدموا على رسول الله (ص) أن يعلموه ، وكانوا إذا قدموا من سفر بدؤا برسول الله (ص) فسلّموا عليه ونظروا إليه ، ثم ينصرفون إلى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلّموا على رسول الله (ص) فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ! ألم تر أن علياً قد أخذ من الغنيمة جارية ؟ فأعرض عنه ، ثم قام الثاني فقال مثل ذلك فأعرض عنه ، ثم قام الثالث فقال مثل ذلك فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فأقبل إليه رسول الله (ص) يعرف الغضب في وجهه فقال : > ما تريدون من علي ؟ علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي < ش وابن جرير وصححه ) (21) .

                                وقال الصالحي الشامي : ( وروى ابن أبي شيبة وهو صحيح عن عمر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله (ص) : علي مني وأنا منه ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي ) (22) .

                                وأخرج ابن أبي عاصم في كتابه السنة بسنده عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (ص) : علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني محقق الكتاب : ( إسناده صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم ) (23) .

                                وصححع الألباني أيضاً في سلسلته الصحيحة كما سيأتي وصحيح سنن الترمذي (24) .

                                وقال الحافظ السيوطي في كتابه القول الجلي الحديث 40 : ( الحديث الأربعون : عن عمران بن الحصين : إن رسول الله (ص) قال : علي مني وأنا مـن علي وهو ولي كل مؤمن بعدي أخرجـه ابن أبي شيبـة وصححه ) (25)

                                ********************

                                ولكون هذا الحديث يحمل في مضمونه نصاً صريحاً على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأمة لم يخلو من محاولات الطعن فيه .

                                أما ابن تيمية الحراني فقد أنكر صحته وجزم - كاذباً - أنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث قال في كتابه منهاج السنة وهو يرد على ابن المطهر الحلي رحمة الله عليه : ( وكذلك قـوله : وهـو ولي كل مؤمن بعدي كذب على رسول الله ) (26) .

                                وقد مرّ عليك أنّ هذا الحديث ثابت صحيح من أصح الأحاديث وأثبتها ، وصرّح بصحته العديد من علماء أهل السنة وحفاظهم ، وقد ردّ بعض العلماء على ابن تيمية تكذيبه لهذا الحديث وأنكروا عليه ذلك منهم محمد ناصر الدين الألباني في سلسلته الصحيحة ، واتهمه بالجرأة لتكذيبه الحديث قال الألباني : ( فمن العجيب حقاً أن يتجرأ شيخ الإسلام (!!!) ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه ) (27) ، واعتبر تكذيبه له ناشئاً من تسرّعه ومبالغته في الرّد على الشيعة فقال : ( فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث إلاّ التسرع والمبالغة في الرّد علي الشيعة ) (28) .

                                وممن أنكر على ابن تيمية تكذيبه لهذا الحديث الشيخ عبد الله الهرري ، حيث قال في كتابه ( المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية ) : ( سلك ابن تيمية عند كلامه على الأحاديث التي في فضائل علي رضي الله عنه مسلك التوسع في تضعيف هذه الأحاديث بل والحكم على أكثرها بالوضع وذلك ليصرفها عن إثبات فضائل لعلي رضي الله عنه ، فحاله ما ذكر ابن حجر أنه ردّ في ردّه كثيراً من الأحاديث الجياد ،يعني الصحيح والحسن .

                                وليعلم الناظرون أن ابن تيمية يضعف أحاديث ولا يبالي بتصحيح الحفاظ لها لشدة تعلق قلبه بتأييد هواه ، كما أن من دأبه دعوى اتفاق العلماء على البدع التي يهواها كذباً وزوراً من غير استحياء من الله ولا من أهل العلم .

                                فهذا شأن ابن تيمية فإنه يحتج بالحديث الموضوع الذي يوافق هواه ويحاول أن يصححه ، ويضعف الأحاديث الثابتة والمتواترة التي تخالف رأيه وعقيدته ، حتى قال فيه تلميذه الذهبي في رسالة أرسلها له على شكل نصيحة بعد كلام ما نصه : ( إلى كم تمدح كلامك بكيفية لا تمدح بها والله أحاديث الصحيحين ، يا ليت أحاديث الصحيحين تسلم منك ، بل في كل وقت تغير عليها بالتضعيف والإهدار أو التأويل والإنكار ) .

                                ومن هذه الأحاديث التي حكم عليها ابن تيمية بناء على هواه ... ) وذكر الشيخ الهرري الحديث الأول وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعمار بن ياسر : ( تقتلك الفئة الباغية ) ثم قال : ( الحديث الثاني : قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : أنت ولي كل مؤمن بعدي يقول ابن تيمية في منهاجه ما نصه : ( ومثل قوله : أنت ولي في كل مؤمن بعدي فإن هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث ) ويقول فيه أيضاً ما نصه : ( وكذلك قوله : وهو ولي كل مؤمن بعدي كذب على رسول الله (ص) ) .

                                ثم ذكر الهرري مجموعة من المصادر المعتمدة عند أهل السنة التي روت الحديث المذكور ، وذكر تصحيح الحاكم النسابوري له على شرط مسلم وتقوية ابن حجر للحديث في كتابه الإصابة (29) .

                                *******************
                                وممن حاول الطعن في الحديث الحافظ أبو العلاء المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي فقد قال : ( وقد استدل به الشيعة على أنّ علياً رضي الله عنه كان خليفة بعد رسول الله (ص) من غير فصل واستدلالهم به على هذا باطل فإن مداره على صحة زيادة لفظة ( بعدي ) وكونها صحيحة محفوظة قابلة للإحتجاج ، والأمر ليس كذلك ... ) (30) .

                                ثم زعم أن لفظة ( بعدي ) تفرد بها جعفر بن سليمان الضبي وهو شيعي غال في التشيع ، ثم استدرك على نفسه بالقول : ( فإن قلت : لم يتفرد بزيادة قوله ( بعدي ) جعفر بن سليمان بل تابعه عليها أجلح الكندي ) ثم ذكر رواية الأجلح من مسند أحمد وقال بعدها : ( قلت : أجلح الكندي هذا أيضاً شيعي ) ثم قال : ( والظاهر أن زيادة ( بعدي ) في هذا الحديث من وهم هذين الشيعيين ) !!! .

                                فالمباركفوري لم ينكر دلالة الحديث على الولاية على الأمّة ، بل مفهوم كلامه أنّه يرى دلالته على ذلك ولكنه حاول رد قول الشيعة أن الحديث فيه دلالة على ولايـة علي المباشـرة وبلا فصل بعـد النبي صلى الله عليه وآله وسلم زاعماً أنّ لفظـة ( بعدي ) غير محفوظة وأنها من وهم جعفر بن سليمان والأجلح الكندي ! وهدفه من ذلك تصحيح خلافة الثلاثة الذين تسنّموا سدّة خلافة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أمير المؤمنين عليه السلام .

                                ويظهر من كلامه أيضاً أن استدلال الشيعة بالحديث على أنّ علياً عليه السلام هو الخليفة من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل يكون صحيحاً لو ثبت أنّ لفظة ( بعدي ) محفوظة مروية من طريق صحيح ليس فيه شيعي واحد .. نعم هذا هو ظاهر كلامه .

                                وإذْ اتضح لك ذلك فتعال معي لتسمع كلاماً للشيخ محمد ناصر الدين الألباني أورده في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة وهو يصلح لأن يكون ردّاً على الحافظ المباركفوري ويسقط ما في يه ويؤكد صحة استدلال الشيعة .

                                قال الشيخ الألباني بعد أن ذكر الحديث من طريق الأجلح وجعفر بن سليمان : ( فإن قال قائل : راوي هذا الشاهد شيعي ، وكذلك في سند المشهود له شيعي آخر وهو جعفر بن سليمان ، أفلا يعتبر ذلك طعناً في الحديث وعلة فيه ؟

                                فأقول : كلا ، لأنّ العبرة في رواية الحديث إنّما هو الصدق والحفظ وأمّا المذهب فهو بينه وبين ربّه فهو حسيبه ، ولذلك نجد صاحبي الصحيحين وغيرهما قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم وهذا هو المثال بين أيدينا فقد صحح الحديث ابن حبان كما رأيت ، مع أنّه قال في رواية جعفر في كتابه ( مشاهير علماء الأمصار ) : ( كان يتشيّع ويغلو فيه ) بل إنّه قال في ( ثقاته ) : ( وكان يبغض الشيخين ) وهذا وإن كنت في شك من ثبوته عنه ، فإن مما لا ريب فيه أنه شيعي لإجماعهم على ذلك ، ولا يلزم من التشيع بغض الشيخين رضي الله عنهما ، وإنما هو مجرد التفضيل ، والإسناد الذي ذكره ابن حبان برواية تصريحه ببغضهما فيه جرير بن يزيد بن هارون ولم أجد له ترجمة ، ولا وقفت على إسناد آخر بذلك إليه ، ومع ذلك فقد قال ابن حبان عقيب ذلك التصريح : ( وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الرّوايات ، غير أنّه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت ولم يكن بداعية إلى مذهبه ، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة (31) ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز ) على أنّ الحديث قد جاء مفرقاً من طرق ليس فيها شيعي ).

                                ثم ذكر طريقاً صحيحاً للحديث ليس فيه شيعي واحد فقال : ( وأما قوله : ( وهو ولي كل مؤمن بعدي ) فقد جاء من حديث ابن عباس فقال الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه ( ابن عباس ) أنّ رسول الله (ص) قال لعلي : أنت ولي كل مؤمن بعدي وأخرجه أحمد ومـن طريقـه الحاكم وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي وهو كما قالا ) (32) .

                                فثبت والحمد لله أن لفظة ( بعدي ) الواردة في الحديث محفوظة ومروية من طرق صحيحة وبعض هذه الطرق ليس فيها شيعي حتى يتنهم بالوهم أو بشيء من هذا القبيل كما اتهم المباركفوري الأجلح وجعفر بن سليمان ، وبه ثبت أن استدلال الشيعة بالحديث على أنّ علياً عليه السلام هو الولي والإمام والخليفة للنبي من بعده مباشرة استدلال صحيح .

                                ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
                                المصادر:

                                (9) المستدرك على الصحيحين 3/143 برقم : 4652 .

                                (10) مسند الطيالسي 1/360 برقم : 2752 .

                                (11) المعجم الكبير 12/97 .

                                (12) فضائل الصحابة 2/682 .

                                (13) مصنف ابن أبي شيبة 6/372 برقم : 32121 .

                                (14) فضائل الصحابة 2/620 برقم : 1060 .

                                (15) مسند أحمد 5/356 برقم : 23062 .

                                (16) فضائل الصحابة 2/688 برقم : 1175 .

                                (17) السنن الكبرى 5/133 برقم : 8475 .

                                (18) المعجم الأوسط 6/163 برقم : 6085 .

                                (19) الإصابة 4/569 .

                                (20) كنز العمال 11/608 برقم : 32941 .

                                (21) كنز العمال 13/142 برقم : 36444 .

                                (22) سبل الهدى والرشاد 11/297 .

                                (23) السنة لابن أبي عاصم 550 برقم : 1187 .

                                (24) صحيح سنن الترمذي 3/521 .

                                (25) دراسات في منهاج السنة 282 .

                                (26) منهاج السنة 7/391 .

                                (27) سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/263 .

                                (28) سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/264 .

                                (29) المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية 348 – 351 .

                                (30) تحفة الأحوذي 10/199 .

                                (31) أقول : وهل الميل إلى أهل البيت ^ بدعة في الدين ؟!!! .

                                (32) سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/262 – 263 .



                                يتبــــــــــع

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X