إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

موسوعة الـــرد علــى أكثــر مـــن 700 ســؤال وإشكـال سنــي وناصبي ووهــابـي سلفي ۞ ۩

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معركة بدر مجد لحيدر الكرار (عليه السلام) وعار للشيخين والكفار!


    (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) (الأنفال: 1).

    يظهر من سياق الآية أن هناك تنازعاً قد حصل بين بعض المسلمين الذين اشتركوا في حرب بدر، وسبب النزاع هو اختلافهم في الغنائم وهو أمر غريب إذا قيس مع روايات أهل السنة الذين جعلوا أهل بدر في رتبة العصمة أو شيء من هذا القبيل، وقد نقل روايات تخاصمهم الطبري في تاريخه والواقدي في مغازيه وابن هشام في سيرته.

    فسياق الآية شديد اللهجة (فاتقوا الله) (وأطيعوا الله ورسوله) والتقوى والطاعة لا يأتيان من كل أحد، بل الأمر منحصر في المؤمنين فقط ولذا جاء ذيل الآية (إن كنتم مؤمنين).

    ولا يبدو الأمر غريباً للغاية لو تتبعنا نفسية بعض المسلمين الذين اشتركوا في بدر من خلال النصوص القرآنية.

    فقوله تعالى: (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون. يجادلونك في الحق بعدما تبيّن كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) (الأنفال: 5-6).

    فالذين تحركوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحو معركة بدر لم يكونوا - بعضهم - يعتقدون بنبوّته ورسالته ولذلك فهم (كارهون) لهذا الخروج و(يجادلونك)، ومع كل هذا تمثّلت نفسياتهم بالخواء و الجبن والتراجع والخوف كأنهم يساقون إلى الموت!!.

    وأما عن أمانيهم وتطلعاتهم وخلجات قلوبهم فهي كما صوّرها القرآن العظيم: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم..) (الأنفال: 7).

    فقد كانت نفوس بعضهم تميل إلى حبّ الدنيا والحصول على الغنائم والمتاع، وتكره الحرب (ذات الشوكة) في سبيل الله تعالى. ولكن أراد الله تعالى بحكمته الأزلية أن يخوض هؤلاء حرباً ضروساً مع قريش، وهكذا بدأت الحرب.

    كما صوّر القرآن الكريم حالة هذا الفريق الخائف عندما رأى جيش المشركين بقوله: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرَّ هؤلاء دينهم..) (الأنفال: 49)، وكلامنا حول (الذين في قلوبهم مرض) وهم فئة أخرى غير المنافقين، فقد تكلم القوم عن مكنون نفوسهم وعن كفرهم الباطني؛ إذ اعتبروا النبي (صلى الله عليه وآله) وجماعة المسلمين قد غرّهم دينهم!! وهم بذلك أصبحوا أشدّ قبحاً وبشاعة من المشركين والمنافقين.

    ولم يكتفوا بكل ذلك فحينما انتهت الحرب أشار بعضهم على النبي (صلى الله عليه وآله) أن يفدي أسرى الكفار ولا يقتلهم!! طمعاً منهم في عرض الدنيا، وهو مما أغضب الله ورسوله، قال تعالى: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة).

    إذن وصلنا إلى نتائج مهمة وهي:

    إن هناك جماعة – غير المنافقين- من المسلمين كرهوا الحرب منذ البداية وجادلوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذلك.

    إن حبهم للدنيا أكثر من حبهم للقتال في سبيل الله.

    أشاروا بمنع قتل الأسرى مع أنهم من أئمة الكفر طمعاً في عرض الدنيا.

    هذا ما تكلمت عنه آيات الذكر الحكيم.

    والسؤال: من هم هؤلاء؟.

    أولاً: أما بالنسبة لكراهية الحرب فقد ذكر الواقدي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) استشار أصحابه في حرب بدر، فلما وصل الكلام إلى عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله إنها والله قريش وعزها، والله ما ذلت منذ عزت، والله ما آمنت منذ كفرت، والله لا تسلم عزها أبداً، ولتقاتلنك فتأهب لذلك أهبته وأعد لذلك عدته.

    واكتفى ابن هشام بقوله: فقام أبو بكر فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن...

    ولكن لم يرق كلامها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى قام إليه المقداد وقال: امضِ لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (اذهب أنت وربك فقاتلا)، لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه. ثم قامت الأنصار وقالت مقالة المقداد، فسر رسول الله (صلى الله عليه وآله).

    فيظهر أن الذي كان يكره الحرب هو أبو بكر وعمر بن الخطاب.

    ثانياً: وأما الذين كانوا يحبون الدنيا وعرضها ويكرهون القتال في سبيل الله فبالإضافة إلى أبي بكر وعمر تظهر لنا شخصية أخرى ألا وهو عبد الرحمن بن عوف، فقد نزلت فيه: (ألم ترَ إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أوأشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً).

    ثالثاً: وأما من أشار على النبي (صلى الله عليه وآله) بأخذ الفداء وعدم قتل الأسرى فهو أبو بكر، فقد ذكر الطبري في تاريخه مسنداً..: (فلما كان يومئذ شاور رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر وعلياً وعمر –حول الأسرى-، فقال أبو بكر: يا نبي الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان!! فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة..).

    فأبو بكر يقدم الأواصر النسبية على الإيمان والتوحيد، ويعتبر المشركين إخوانه وأبناء عمه أو عشيرته وهو خلاف صريح لكثير من الآيات القرآنية، ولهذا السبب نزلت الآية في أشد تهديد له: (لو لا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم).

    وعلى هذا الأساس القرآني والروائي الثابت عند أهل السنة تثبت عدة حقائق وتسقط عدة مفتريات.

    فأما التي تثبت:

    أن أبا بكر كان من جملة الكارهين للحرب والذين هلم أطماع رهيبة في المال والمتاع، وقد اشترك معه عمر في بعضها.

    كان للأنصار –ولا سيما للمقداد وسعد بن معاذ- دور رائع.

    وأكثر منهم بطولة وإقداماً هو الإمام علي (عليه السلام) وحمزة وعبيدة بن الحارث الذين قدمهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الحرب في المبارزة الانفرادية.

    كان في جملة المشاركين من المسلمين في حرب بدر،المنافقون والذين في قلوبهم مرض –المشار إليهم في النقطة الأولى-. وبهذا لا يبقى لهذا الرقم (313) أي قداسة أو شيء من هذا القبيل.

    وأما التي تسقط فهي:

    روايات العريش وأن أبا بكر كان مع النبي (صلى الله عليه وآله) في العريش.

    القداسة المزيفة التي صنعها بنو أمية لجميع أهل بدر، بل تثبيت القداسة للذين أطاعوا الله ورسوله وجاهدوا وقاتلوا بلا كره ولا طمع.

    سقوط أي فضيلة مدونة في كتب أهل السنة لأبي بكر أو عمر أو عبد الرحمن في معركة بدر لتعارضها مع القرآن والنصوص الصريحة في ذلك.

    +++++++++++++++++++++++++++++++++

    الهوامش:

    1- سورة الأنفال: الآية 67.

    2- المغازي: ج1/ص48.

    3- السيرة النبوية: ج2/ص266.

    4- نفس المصدر.

    5- سورة النساء:الآية 77، راجع أسباب النزول للواحدي: والدر المنثور: ج2/ص184.

    6- ج2/ص169.

    7- سورة الأنفال: الآية 68.

    تعليق


    • هل سند الخطبة الشقسقية صحيح ؟


      الخطبة الشقشقية او الشقشقية العلوية او المتقمصة هي اشهر من أن ندل عليها لشهرتها فقد روتها العامة والخاصة وشرحوها وضبطوا ألفاظها من دون غمز في متنها ولا طعن في أسانيدها ولا نغالي إذا قلنا أن محاولة البعض إثارة الشبهات الواهية حول نسبت كتاب نهج البلاغة إلى الإمام علي عليه السلام إنما كان سببه وباعثه الأول هذه الخطبة لأهميتها ووضوحها فكالوا الإتهامات إلى الشريف الرضي بأنه هو من وضعها وفات هؤلاء أن هذه الخطبة بالخصوص مثبته في مصنفات العلماء المشهورة ونحن إذا نثبتها هنا لإفحام المخالفين الذين يكابرون ويعاندون وينكرون الحق الجليّ

      * الرواة لهذه الخطبة من المتقدمين على الشريف الرضي
      1- أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن المعروف بإبن قبة الرازي في كتابه الإنصاف
      2- أبو القاسم محمود البلخي الكعبي المتوفي سنة 317 هجري
      3- الوزير أبوسعيد الآبي و أحمد الحسن بن عبد الله العسكري وعنه نقلها الصدوق في معاني الأخبار
      4- الصدوق في كتابيه معاني الأخبار وعلل الشرائع بطريقين ينتهيان إلى إبن عباس
      5- هذه الخطبة كانت مثبته في كتاب العقد الفريد لإبن عبد ربه المالكي ولكن يد التحريف حذفتها عند النسخ والدليل على ذلك ان العديد من العلماء القدماء ذكروا أنها موجودة في كتاب العقد القريد
      6- الشيخ المفيد في الإرشاد وكما نعلم فهو أستاذ الشريف الرضي ونقلها الشيخ ممهداً لها بإسنادها وقصتها
      7- القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه المغني وحاول تأويلها قدر إستطاعته
      8- الوزير أبو سعيد الآبي في كتابيه نثر الدرر ونزهة الأديب


      * من نقل الخطبة ممن عاصر الرضي أو جاء بعده ونقلها من مصدر غيره

      1 - الشريف المرتضى ذكر شيئاً منها في كتابه الشافي
      2- الشيخ أبوعلي محمد بن الحسن الطوسي المتوفي سنة 460 رواها في الأمالي عن الحفار عن أخي دعبل الخزاعي عن محمد بن سلامة الشامي عن زرارة بن أعين عن الباقر عن أجداده عليهم السلام
      3- قطب الدين الراوندي المتوفي سنة 573 رواها من طريق إبن مردويه والطبراني
      4- الطبرسي في الإحتجاج بإسنادها لإبن عباس
      5- إبن ابي الحديد عن ابو الخير الواسطي عن إبن الخشاب وبطريق آخر عن ابي القاسم البلخي
      6- الشيخ كمال الدين ميثم بن علي البحراني عن موضعين تاريخهما قبل مولد الرضي
      7- سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص عن طريق ابو القاسم النفيس الأنباري بإسناده عن إبن عباس


      * كتب الأدب والمعاجم التي ذكرت الخطبة الشقشقية
      1- مجمع الأمثال للميداني
      2- إبن الأثير في النهاية
      3- ابن منظور في لسان العرب
      4- الفيروز آبادي في القاموس


      * خاتمة
      وبمعزل عن ما قدمنا نقول للشاكين في نسبة الخطبة للإمام (ع) نظراً لما إحتواه متنها من التعريض بالثلاثة وبإعلانه أنه أحق منهم بمقام رسول الله (ص) أن هذا مستفيض عنه (ع) ومن ذلك على سبيل المثال قوله لأبي بكر لأما أرادوه على البيعة "أنا أحق بهذا الأمر منكم وأنتم أولى بالبيعة لي " وقوله لأبي عبيدة لما طلب إليه أن يبايع " الله الله يا معشر المهاجرين لا تُخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وعقر بيته .......... فو الله لنحن أحق الناس به " (الإمامة والسياسة ج1 ص 11) إلى غير ذلك الكثير مما نعرض عنه هنا لأنه ليس موضعه
      ومن طريف ما ذُكر أن إبن الخشاب سُئل أتقول أنها منحولة (الخطبة الشقشقية ) ؟ فقال : لا والله وإني لأعلم انها كلامه فأنّى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب فقد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صُنفت قبل أن يُخلق الرضي بمأتي سنة


      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

      مصادر نهج البلاغه

      تعليق


      • لمحــــات مـن الســــيــــرة الحيــــدريــــة

        حيـدر الكـرار
        على بن أبي طالب عليه السلام .. أول الذكور إسلاما، بطل الأبطال وشجاع الشجعان وصنديد العرب الأول.أما بعد فهو فحل الفحول زوج البتول بنت الرسول فاطمة الزهراء من خديجة الكبرى، قاسم ظهر الكفار بسيفه البتار ذو الفقار.
        فدى الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه يوم الهجرة فكان أول فدائي في التاريخ الإسلامي، داحي باب خيبر ومشتت اليهود ، ما سجد لصنم قط ومحطم الأصنام يوم فتح مكة، ابن عم الرسول وأخيه، أبيه وأب الرسول من أم واحدة. حتى قال عنه رسول الله سيد البشر صلى الله عليه وسلم ( لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار ).(1)
        فالسلام عليك يا أمين الله في أرضه، وحجته على عباده، السلام عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت ويوم قبضك ربك سبحانه وتعالى ويوم تبعث في الناس حيا.
        اشهد انك ولي كل مؤمن ومؤمنة وانك جاهدت في الله حق جهاده، وعملت بكتابه واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حتى دعاك الله سبحانه وتعالى الى جواره فقبضك إليه باختياره وألزم أعدائك الحُجة مع ما لكَ من الحجج البالغة على جميع خلقه.
        شيء من سيرة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
        أولا: أبيه وأمه وقرابته من الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم
        أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، ابن عم خاتم الأنبياء والرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه آله وسلم.وأبوه هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم سيد سادات قريش والمسؤول عن السقاية فيها دانت له قريش بالفضل والسماحة والكرم والسؤدد. وينحدر أبو طالب من عائلة شريفة ذات نسب عريق، عُرفت بأتباع الحنفية الإبراهيمية، ويرجع نسبه الكريم إلى أنبياء الله إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي أول هاشمية تلد لهاشمي.وكان لعبد المطلب عشرة أبناء، منهم عبد الله، وهو والد رسول الله صلى الله عليه وآله وأبو طالب ( وهو والد أمير المؤمنين عليه السلام )، وكلاهما لأم واحدة هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عِمران بن مَخزوم. وعندما توفى عبد المطلب انتقلت الصدارة إلى ابنه أبي طالب، وكان يلقب بشيخ الأبطح، ورئيس قريش وشيخ قريش. ولمّا حضرت عبد المطلب الوفاة دعا ابنه أبا طالب، فقال له: يا بني، قد علمت شدّة حبّي لمحمّد (صلى الله عليه وآله) ووجدي به أنظر كيف تحفظني فيه؟.. فقال أبو طالب: يا أبه لا توصني بمحمّد فإنّه ابني وابن أخي.
        وكان النبيّ صلُّى الله عليه وآله في رعاية أبي طالب بعد أن كفله وهو صغير السن، وله الدور الأكبر في الدفاع عنه وحمايته فكان يحرسه ، ويُنيم أبناءه في فراشه، وفي فترة حصار قريش للنبي محمد (ص) وبني هاشم والمؤمنين ، بعد ان دوّنوا بنود المقاطعة التي تقضي بعدم مبايعة أو مناكحة أو معاملة بني هاشم على الإطلاق ، وختموا القرار بثمانين خاتماً وعلّقوها في الكعبة المشرفة وحوصر بنو هاشم في شعب أبي طالب ، وذاقوا لذلك كل عسر ومشقة وهوان. وفي هذه اللحظات العصيبة من حياة الإسلام ورسوله واشتداد الحصار القرشي على الرسول وآله واتباعه أعلن بيت النبي (ص) نبأ افتقاد أُمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد فحزن محمد (ص) لفقدانها ، ولم تمض ثلاثة أيّام حتى فوجئ المسلمين بفقدان كافل وحامي الرسول أبي طالب ، فازداد الرسول حزناً واسى وخاطب عمه وهو يلقي عليه نظرة الفراق قائلاً بلغة الاعتراف بالفضل والوفاء: ( يا عم ربيت صغيراً ، وكفلت يتيماً ، ونصرت كبيراً ، فجزاك الله عنّي خيراً ).
        وبلغ الحزن برسول الله على فقدان زوجته الوفية خديجة الكبرى وعمه المحب المربي حتى قال ( اجتمعت على هذه الأُمة في هذه الأيّام مصيبتان لا أدري بأيّهما أنا أشدُّ جزعاً ؟ ). وتتعلق فاطمة الزهراء الصغيرة بثياب ابيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهي تبكي وتقول : ( أبي .. أبي، أين أُمّي.. أين أُمّي ؟ ). فيبكي الرسول لبكائها فينزل جبرائيل عليه السلام، مخاطباً الرسول قائلاً: ( يا محمّد، قل لفاطمة: إن الله تعالى ـ بنى لأمّك بيتاً في الجنّة من قصب لا نصب فيه ولا صخب ).
        و لمّا توفّي أبا طالب، نزل جبرائيل عليه السّلام على النبيّ صلّى الله عليه وسلم وابلغه قائلاً: يا محمد، اخرُج عن مكة فما لكَ بها ناصر بعد أبي طالب. حتى قال صلّى الله عليه وسلم : لَم تَزَل قريشٌ كاعّةً عنّي حتّى تُوفّي أبو طالب. قد أطلق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على العام الذي فقد فيه أبا طالب وخديجة بـ (عام الحزن ) (2)
        إسـلام أبي طالـب : يبدو لي من قراءة الوقائع التاريخية ، والله اعلم ، إن أبا طالب قد اسلم على يد حبيبه المصطفى ، إلا انه لم يعلن إسلامه ، وفي ذلك تسلسل منطقي للأحداث ، لان ابا طالب كان قد اتخذ دور الحامي لرسول الله صلى الله عليه وسلم باعتباره رئيس قريش وشيخها فإن أعلن أسلامه خرج عن صف قريش ورئاستها إلى صف الرسول المصطفى علناً، فلا تبقى له رئاسة قريش ولا يبقى في مركزه الروحي عندها وإنما سيتحول إلى خصم وعدو لها فلا يتمكن عندئذ من ممارسة دور الحامي للرسول الأكرم ولا تعد كلمته مسموعة عند قريش.
        وجاءت الرواية عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه سئل عن أبي طالب: أكان مؤمناً ؟ فأجاب : واعَجَباه ! أيطعنون على أبي طالب أو على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نهاه الله أن يُقر مؤمنةً مع كافر في غير آيةٍ من القرآن.(3)
        ولا يشكّ أحد أن زوجة أبو طالب وأم الإمام فاطمة بنت أسد من السابقات في دخول الإسلام والإيمان بما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنّها لم تزل زوجةً لأبي طالب حتى مات رضي الله عنه.
        وعلى هذا الأساس روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: لو شَفَع أبي في كل مُذنبٍ على وجه الأرض، لَشَفعه اللهُ فيهم.
        امه فاطمة بنت اسد الهاشمية القرشية عليها السلام
        تقدم أبو طالب إلى أسد بن هاشم وخطب منه ابنته فاطمة، ولما حضرت الوفود لخطبة الزواج والاحتفال بالعروسين، قام أبو طالب وقال:
        (الحمد لله ربّ العالمين، ربّ العرش العظيم، والمقام الكريم، والمشعر والحطيم، الذي اصطفانا أعلاماً، وسدنة، وعرفاء، وخلصاء، وحجّته بهاليل، أطهار من الخنى والريب، والأذى والعيب، وأقام لنا المشاعر، وفضلنا على العشائر، نخب آل إبراهيم وصفوته وزرع إسماعيل).
        ثم قال: تزوجت فاطمة بنت أسد وسقت المهر ونفذت الأمر، فاسألوه واشهدوا.
        فقال أبوها أسد: زوجناك ورضينا بك. ثم أطعم الناس.
        ثم انتقلت السيدة فاطمة بنت أسد إلى بيت أبي طالب عليهما السلام ، المؤمن الموحّد في زمن الجاهلية، الذي أقام للشريعة الحنفية أساسها، وكان خير سند للرسالة الاسلامية في ايامها الاولى، خشيت منه قواعد الجهل والكفر فلم تجرأ على الاقتراب من الرسول وآل بيته واتباعه ، رحمة الله تعالى وبركاته على روحه وبدنه الطاهر إلى أن يبعث حياً. وأنجبت فاطمة لـه أولاداً بين ذكور وإناث هم: طالب ، عقيل ، جعفر ، علي ، ام هانئ ، جمانة عليهم السلام.
        وكانت فاطمة بنت أسد تُعنى بالنبيّ صلّى الله عليه وآله عناية خاصة وتُؤثِره على أولادها. وعُرف عنها أن أبا طالب لما أتاها بالنبي صلى الله عليه وآله بعد وفاة عبد المطلب ، قال لها:اعلمي أن هذا ابنُ أخي، وهو أعز عِندي من نَفسي ومالي، وإيّاكِ أن يتعرّض عَلَيه أحدٌ فيما يريد.فتبسمت فاطمة ( بنت أسد ) من قوله، وقالت له: توصيني في وَلدي محمّد، وإنه أحبُّ إليّ من نفسي وأولادي .واعتَنَت فاطمةُ بنت أسد بالنبيّ صلّى الله عليه وآله عناية فائقة، وأولَتْه رعايتها وحبّها، وكانت تُؤثِره على أولادها في المطعم والملبس. وقد أشار الإمام الصادق عليه السّلام إلى ذلك بقوله كانت ( فاطمة بنت أسد ) مِن أبَرِّ الناسِ برسول الله صلى الله عليه وآله).وكانت تغسّله وتدهن شَعره وتُرجّله، وكان النبي صلى الله عليه وآله يحبها ولا يناديها إلاّ أمّي.(4)
        ثانياً: علي وليد الكعبة: يقول يزيد بن قُعنب: كنتُ جالساً مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبد العُزى بإزاء بيت الله الحرام، إذ أقبَلَتْ فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام، وكانت حاملةً به لتسعة أشهُر، وقد أخذها الطَّلْق، فقالت: ربِّ إنّي مؤمنةٌ بكَ وبما جاء من عندكَ من رُسُل وكُتُب، وإنّي مصدّقةٌ بكلام جدّي إبراهيم الخليل عليه السّلام، وأنّه بَنَى البيتَ العتيق، فبحقِّ الذي بنى هذا البيت، وبحقِّ المولودِ الذي في بطني، لَما يَسَّرْتَ علَيَّ ولادتي.
        قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره ودَخَلت فاطمةُ فيه وغابت عن أبصارنا والتزق الحائط، فرُمنا أن ينفتح، فعلمنا أنّ ذلك أمرٌ مِن (أمر) الله عزّ وجلّ، ثمّ خَرَجتْ بعد اليوم الرابع وبيدها أميرُ المؤمنين عليه السّلام، ثمّ قالت: إنّي فُضِّلتُ على مَن تقدّمني من النساء، لأنّ آسية بنت مُزاحم عَبَدت اللهَ عزّوجلّ سِرّاً في موضعٍ لا يُحبّ أن يُعبَد الله فيه إلاّ اضطراراً ( أي بيت فرعون )، وإنّ مَريمَ بنت عمران هَزّتِ النخلة اليابسة بيدها حتّى أكَلتْ منها رُطباً جَنِيّاً، وإنّي دخلتُ بيتَ الله الحرام، وأكلتُ من ثِمار الجنّة وأرزاقها، فلمّا أردتُ أن أخرج هَتَف بي هاتفٌ: يا فاطمة، سَمِّيه عليّاً، فهو عليّ، واللهُ العليّ الأعلى يقول: إنّي شَقَقْتُ اسمَه من اسمي، وأدَّبْتُه بأدبي، ووَقَفْتُهُ على غامض عِلمي، وهو الذي يكسر الأصنامَ في بيَتي، وهو الذي يُؤذّن فوق ظهرِ بيتي ويُقدّسني ويُمجّدني، فطُوبى لِمن أطاعه، ووَيلٌ لمن أبغَضَه وعصاه .(5)
        يقول العقاد في كتابه عبقرية علي صفحة ( 43 )
        ( ولد علي في داخل الكعبة ، وكرم الله وجهه عن السجود لأصنامها ، فكأنما كان ميلاده ثمة إيذانا بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها ، وكاد علي أن يولد مسلما ، بل لقد ولد مسلما على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح ، لأنه فتح عينيه على الاسلام ، ولم يعرف قط عبادة الأصنام ، فهو قد تربى في البيت الذي خرجت منه الدعوة الإسلامية. )
        أنشد الحميري :
        وَلدَتْهُ في حرم الإلـه وأمنـه والبيت حيـث فناؤه والمسجد
        بيضاء طاهرة الثياب كريمـة طابت وطاب وليدهـا والمولد
        ما لُفَّ في خِرَقِ القوابِل مِثلُه إلاّ ابــن آمنةَ النبـيِ محمّد (6)
        والشق لايزال ظاهراً ليومنا هذا وقد اتيح للزوار رؤيته في الفترة الأخيرة حسب ما اخبرت به.
        ثالثاً: اسلام على بن ابي طالب (ع)
        تربى علي عليه السلام في بيت النبوة، وأسلم قبل الهجرة النبوية، وهو أول من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من الذكور. هاجر إلى المدينة المنورة وتزوج بفاطمة الزهراء بنت محمد على أبيها وعليها أفضل السلام .
        فقد أسلم علي وهو لم يزل صبي، بعد أن عرض النبي محمد الإسلام على أقاربه من بني هاشم تنفيذاً لما جاء في القرآن، وقد جاءت الرواية ان الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام دعا أهله وأقربائه المقربين الى وليمة وعندها عرض عليهم الإسلام وقال أن من سيقبل سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا علي، سمي هذا الحديث (حديث يوم الدار أو إنذار يوم الدار ).وبهذا يكون علي أول من أسلم من الذكور، وأول الناس إسلاماً بعد خديجة زوجة الرسول المصطفى .وكان قبل الإسلام حنيفاً ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته، ولذلك فان من صفاته التي تذكر بعد اسمه (علي كرم الله وجهه).
        وللمأمون العباسي مناظرة لطيفة ظريفة قيمة مع الفقهاء، نقتطف منها محل الحاجة:
        المأمون: يا إسحاق أي الأعمال كان أفضل يوم بعث الله رسوله؟ ....إسحاق: الإخلاص بالشهادة.
        المأمون: أليس السبق إلى الإسلام؟.... إسحاق: نعم. ... المأمون: اقرأ ذلك في كتاب الله يقول: (والسابقون السابقون أولئك المقربون) إنما عنى من سبق إلى الإسلام، فهل علمت أحداً سبق علياً إلى الإسلام؟
        إسحاق: يا أمير المؤمنين إن علياً أسلم وهو حديث السن، لا يجوز عليه الحكم، وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم...... المأمون: أخبرني أيهما أسلم قبل؟ ثم أناظرك من بعده في الحداثة والكمال.
        إسحاق: علي أسلم قبل أبي بكر على هذه الشريطة.
        المأمون: فأخبرني عن إسلام علي حين أسلم؟ لا يخلو من أن يكون رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دعاه إلى الإسلام أو يكون إلهاماً من الله؟؟ أطرق إسحاق!!.... المأمون: يا إسحاق لا تقل: إلهاماً.فتقدمه على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأن رسول الله لم يعرف الإسلام حتى أتاه جبرائيل عن الله تعالى....إسحاق: أجل بل دعاه رسول الله إلى الإسلام.
        المأمون: يا إسحاق فهل يخلو رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حين دعاه إلى الإسلام من أن يكون دعاه بأمر الله أو تكلف ذلك من نفسه؟؟ (أطرق إسحاق)!!.....المأمون: يا إسحاق لا تنسب رسول الله إلى تكلف، فإن الله قال: (وما أنا من المتكلفين)..... إسحاق: أجل، يا أمير المؤمنين بل دعاه بأمر الله.
        المأمون: فهل من صفة الجبار (جل ذكره) أن يكلف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكم؟
        إسحاق: أعوذ بالله..... المأمون: أفتراه في قياس قولك ـ يا إسحاق ـ أن علياً أسلم صبياً لا يجوز عليه الحكم قد تكلف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من دعاء الصبيان ما لا يطيقون، فهل يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة فلا يجب عليهم في ارتدادهم شيء، ولا يجوز عليهم حكم الرسول (صلّى الله عليه وآله)؟؟ أترى هذا جائزاً عندك أن تنسبه إلى رسول الله؟؟..... إسحاق: أعوذ بالله... الخ.(7)
        رابعاً: هجرة علي بن ابي طالب عليه السلام
        بقي علي عليه السلام مع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى هاجر، بعد ان شاركه في تحمل الأذى بسبب اضطهاد قريش للرسول المصفى وأتباعه، ومقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب. ولم يهاجر علي (ع) إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك.
        بات علي بن أبي طالب عليه السلام في فراش الرسول الأكرم (ص) ليلة الهجرة، وتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو النبي محمد عليه الصلاة والسلام وبهذا غطى على هجرة النبي، وأحبط مؤامرة أهل قريش لقتل النبي محمد (ص)، وبذلك يعتبر علي عليه السلام أول فدائي في الإسلام، وفيه نزلت الآية القرآنية الكريمة: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) اشارة الى علي بن أبي طالب (ع) حين نام في فراش الرسول (ص) . وكان محمداً (ص) قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند الرسول الامين (ص) ، وكانوا في مكة يعلمون أن علياً (ع) يتبع محمداً (ص) في كل مكان، لهذا فإن بقاءه في مكة جعل الناس يشكون في هجرة النبي نظراً لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ علياً معه، وبقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى أمره الرسول (ص) بالهجرة للمدينة.
        هاجر الامام علي (ع)،إلى المدينة وهو ما بين 22 و 23 من عمره، ماشياً حتى تورمت قدماه ونزف منهما الدم ، ومعه ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة الزهراء (ع) بنت محمد (ص) وعمته فاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وعلى هذا سمي الركب بركب الفواطم. (8)
        خامساً: علي من اصحاب الكساء: قال تعالى في سورة عمران الاية 61 فَمنْ حاجَّكَ فيهِ مِن بَعدِ ما جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تعالَوّا ندعُ ابِناءَنا وأبنَاءَكمْ ونِسَاءَنا ونِساَءَكَمْ وانفُسَنَاَ وانفُسَكُمْ ثُمَ نَبتَهِلْ فَنَجعَل لَّعنَةَ اللهِ عَلىَ الكاذِبِينَ.) واجمع المفسرون على نزول هذه الآية في اصحاب الكساء محمد (ص)، علي، فاطمة، الحسن والحسين عليهم السلام.(9)
        سادساً: علي عليه السلام اخاً للرسول عليه الصلاة والسلام:
        (10)
        ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

        الكاتب فارس حامد عبد الكريم العجرش Faris Hamid Abdul Kareem AL Ajrish
        ماجستير في القانون Master in Law
        باحث في فلسفة القانون BAGHDAD - IRAQ
        والثقافة القانونية العامة....... بغداد ـ العراق

        يتبـــــــــع

        تعليق


        • من ابغضني منافق

          أن بغض علي ( عليه السلام ) نفاق

          أخرج مسلم في صحيحه عن علي ( عليه السلام ) قال :
          " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنه لعهد النبي الأمي إلي [ وهل يكون التأكيد بأكثر من هذا ؟ ] أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق " .
          تجدون هذا الحديث بهذا اللفظ أو بمعناه عند :
          النسائي ،
          والترمذي ،
          وابن ماجة ،
          وفي مسند أحمد ،
          وفي المستدرك ،
          وفي كنز العمال عن عدة من كبار الأئمة .


          وفي مسند أحمد وصحيح الترمذي عن أم سلمة :
          كان رسول الله يقول : " لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن ".


          نستفيد من هذه الأحاديث في هذا المطلب : إن حب علي وحب المنافقين لا يجتمعان ، لو أن أحدا يعتقد حتى بإمامة علي وولايته بعد رسول الله ، إلا أنه لا يبغض المنافقين ، هذا الشخص هو أيضا منافق ، وهو مطرود من الطرفين ، أي من المؤمنين ومن المنافقين ، لأن المنافقين لا يعتقدون بولاية علي وهذا يعتقد ، ولأن المؤمنين لا يحبون المنافقين وهذا يحب . ولا يمكن الجمع بينهما بأي حال من الأحوال .


          تعليق


          • آيات ودلائل ومعجزات الامام على (عليه السلام)

            اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد



            محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطيّ ، عن هشام بن سالم قال : كنّا بالمدينة ـ بعد وفاة أبي عبدالله عليه السلام ـ أنا ومحمد بن النعمان صاحب الطاق ، والناس مجتمعون على عبدالله بن جعفر ، فدخلنا عليه فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟
            قال : في مائتي درهم خمسة دراهم .
            قلنا : ففي مائة؟
            فقال : درهمان ونصف .
            قال : فخرجنا ضلاّلاً ، ما ندري إلى أين نتوجه وإلى من نقصد ، نقول : إلى المرجئة ، الى القدريّة ، إلى المعتزلة ، إلى الخوارج ، إلى الزيديّة؟ فنحن كذلك إذ رأيت شيخاً لا أعرفه يومئ إليّ بيده ، فخفت أن يكون عيناً من عيون أبي جعفر المنصور ، وذلك أنّه كان له بالمدينة جواسيس على من يجتمع بعد جعفر بن محمد عليهم السلام الناس ، فيؤخذ فتضرب عنقه ، فخفت أن يكون منهم ، فقلت للاَحول : تنحّ ، فإنّي خائف على نفسي وعليك ، وإنّما يريدني ليس يريدك . فتنحّى عنّي بعيداً .
            وأتبعت الشيخ ، وذلك أنّي ظننت لا أقدر على التخلّص منه ، فما زلت أتبعه حتّى ورد على باب أبي الحسن موسى عليه السلام ثمّ خلاّني ومضى ، فإذا خادم بالباب فقال لي : أدخل رحمك الله ، فدخلت فإذا أبوالحسن

            موسى عليه السلام ، فقال لي إبتداءً منه : « إليّ لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدريّة ، ولا إلى المعتزلة ، ولا إلى الخوارج ، ولا إلى الزيديّة » .
            فقلت : جعلت فداك ، مضى أبوك؟
            قال : « نعم » .
            قلت : مضى موتاً؟
            قال : « نعم » .
            قلت : فمن لنا بعده؟
            قال : « إن شاء الله أن يهديك هداك » .
            قلت : جعلت فداك ، إنّ عبدالله أخاك يزعم أنه إمام من بعد أبيه .
            فقال : « عبدالله يريد أن لا يُعبدالله » .
            قلت : جعلت فداك ، فمن لنا بعده؟
            قال : « إن شاءالله أن يهديك هداك » .
            قلت : جعلت فداك ، فأنت هو؟
            قال : « لا ، ما أقول ذلك » .
            قال : فقلت في نفسي : لم أصب طريق المسألة ، ثمّ قلت له : جعلت فداك عليك إمامٌ؟
            قال : « لا » .
            قال : فدخلني شيء لايعلمه إلاّ الله تعالى إعظاماً له وهيبة ، ثمّ قلت : جعلت فداك ، أسألك كما كنت أسأل أباك؟
            قال : « سل تخبر ولا تذع ، فإن أذعت فهو الذبح » .
            قال : فسألته فإذا بحر لا ينزف قلت : جعلت فداك ، شيعة أبيك ضُلاّل فألقي إليهم هذا الاَمر وأدعوهم إليك؟ فقد أخذت عليّ الكتمان .
            قال : « من آنست منه رشداً فألق إليه وخذ عليه الكتمان ، فإن أذاع فهو

            ( 18 )

            الذبح » وأشار بيده إلى حلقه .
            قال : فخرجت من عنده ولقيت أبا جعفر الاَحول فقال لي : ما وراءك؟ قلت : الهدى ، وحدّثته بالقصّة ، ثمّ لقينا زرارة بن أعين وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وسألاه وقطعا عليه ، ثمّ لقينا الناس أفواجاً ، فكلّ من دخل عليه قطع عليه ، إلاّ طائفة عمّار الساباطي ، وبقي عبدالله ، لايدخل عليه إلاّ القليل من الناس(1) .
            وعنه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الرافعي قال : كان لي ابن عمّ يقال له : الحسن بن عبدالله ، وكان زاهداً ، وكان من أعبد أهل زمانه ، وكان السلطان يتّقيه لجدّه في : الدين وإجتهاده ، فدخل يوماً المسجد وفيه أبوالحسن موسى عليه السلام ، قال : فأومأ اليه فأتاه فقال له : « ياأبا علي ، ما أحب الي ما أنت فيه وأسرني به ، إلا أنّه ليس لك معرفة ، فاطلب المعرفة » .
            فقال له : جعلت فداك ، وما المعرفة؟
            قال : « إذهب تفقّه واطلب الحديث » .
            قال : عمّن؟
            قال : « عن فقهاء أهل المدينة ، ثمّ اعرض عليّ الحديث » .
            قال : فذهب وكتب ثمّ جاء فقرأه عليه ، فأسقطه كلّه ثمّ قال له : « إذهب فاعرف » وكان الرجل معنيّاً بدينه .
            قال : فلم يزل يترصّد أباالحسن حتّى خرج إلى ضيعة له فلقيه في الطريق ، فقال له : جعلت فداك ، إنّي أحتجّ عليك بين يدي الله عزّ وجلّ ،
            ____________
            (1) الكافي 1 : 285 | 7 ، وكذا في : رجال الكشي 2 : 565 | 502 ، ارشاد المفيد 2 : 221 ، الثاقب في المناقب :437 | 373 ، الخرائج والجرائح 1 : 331 | 23 ، ودون ذيله في المناقب لابن شهرآشوب 4 : 290

            ( 19 )

            فدلّني على ما تجب عليّ معرفته .
            فأخبره بأمر أمير المؤمنين عليه السلام وحقّه ، وأمر الحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد عليهم السلام ، ثمّ سكت فقال له : جعلت فداك ، فمن الامام اليوم؟
            قال : « إن أخبرتك تقبل؟ »
            قال : نعم .
            قال : « أنا هو » .
            قال : فشيء أستدلّ به؟
            قال : « إذهب إلى تلك الشجرة ـ وأشار إلى بعض شجر اُمّ غيلان(1)ـ فقل لها : يقول لك موسى بن جعفر : أقبلي » .
            قال : فأتيتها فرأيتها والله تخدّ الاَرض(2)خداً حتّى وقفت بين يديه ثمّ أشار [اليها] بالرجوع فرجعت .
            قال : فأقّر به ولزم الصمت والعبادة ، فكان لا يراه أحدٌ يتكلّم بعد ذلك(3) .
            وروى عبدالله بن إدريس ، عن ابن سنان قال : حمل الرشيد في بعض الاَيّام إلى علي بن يقطين ثياباً أكرمه بها ، وكان في جملتها درّاعة خزّ سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب ، وتقّدم عليّ بن يقطين بحمل تلك الثياب إلى أبي الحسن موسى عليه السلام ، وأضاف إليها مالاً كان أعدّه على رسم
            ____________
            (1) اُم غيلان : شجر السَّمُر . « القاموس المحيط 4 : 27 » .
            (2) تخد الاَرض : تشقها . « الصحاح ـ خدد ـ 2 : 468 » .
            (3) الكافي 1 : 286 | 8 ، وكذا في : بصائر الدرجات : 274 | 6 ، ارشاد المفيد 2 : 223 ، الخرائج والجرائح 2 : 650 | 2 ، الثاقب في المناقب : 455 | 383 ، كشف الغمة 2 : 223 .
            ------

            ( 20 )

            له في ما يحمله إليه من خمس ماله ، فلمّا وصل ذلك إلى أبي الحسن عليه السلام قبل المال والثياب وردّ الدرّاعة على يد غير الرسول إلى علي بن يقطين وكتب إليه : « احتفظ بها ولا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه » فارتاب عليّ بن يقطين بردّها عليه ولم يدر ما سبب ذلك ، فاحتفظ بالدرّاعة .
            فلمّا كان بعد أيّام تغّير ابن يقطين على غلام له كان يختصّ به فصرفه عن خدمته ، فسعى به إلى الرشيد وقال : إنّه يقول بإمامة موسىبن جعفر ويحمل إليه خمس ماله في كلّ سنة ، وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا .
            فاستشاط الرشيد غضباً وقال : لاَكشفنّ عن هذه الحال ، وأمر بإحضار علي بن يقطين فلمّا مثل بين يديه قال : ما فعلت تلك الدّراعة التي كسوتك بها؟ قال : هي يا أمير المؤمنين عندي في سفط مختوم فيه طيب ، وقد احتفظت بها ، وكلّما أصبحت فتحت السفط ونظرت إليها تبركاً بها واقبّلها وأردّها إلى موضعها ، وكلّما أمسيت صنعت مثل ذلك ، فقال : إئت بها الساعة ، قال : نعم .
            وأنفذ بعض خدمه فقال : إمض إلى البيت الفلاني وافتح الصندوق الفلاني وجئني بالسفط الذي فيه بختمه ، فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوماً ووضع بين يدي الرشيد ، ففكّ ختمه ونظر إلى الدرّاعة مطويّة مدفونة بالطيب ، فسكن غضب الرشيد وقال : أرددها إلى مكانها وانصرف راشداً ، فلن أُصدق عليك بعدها ساعياً ، وأمر له بجائزة سنيّة ، وأمر بضرب الساعي ألف سوط ، فضرب نحو خمسمائة سوط فمات في ذلك(1)
            ____________
            (1)ارشاد المفيد 2 : 225 ، وباختصار في الخرائج والجرائح 1 : 334 | 25 ، والمناقب لابن شهرآشوب 4 : 289 ، ونحوه في دلائل الامامة : 158 ، والفصول المهمة 236 .
            ( 21 )

            وروى محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن الفضل قال : اختلفت الراية بين أصحابنا في مسح الوضوء ، أهو من الاَصابع إلى الكعبين؟ أم من الكعبين إلى الاَصابع؟ فكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى عليه السلام : جعلت فداك ، إنّ أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين ، فإن رأيت أن تكتب بخطّك إلي ما يكون عملي عليه فعلت إن شاءالله .
            فكتب إليه أبوالحسن عليه السلام : « فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء ، والذي آمرك به ذلك أن تتمضمض ثلاثاً ، وتستنشق ثلاثاً ، وتغسل وجهك ثلاثاً ، وتخلّل لحيتك وتغسل يدك من أصابعك إلى المرفقين ، وتمسح رأسك كلّه ، وتسمح ظاهر اُذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثاً ، ولا تخالف ذلك إلى غيره » .
            فلمّا وصل الكتاب إلى علي بن يقطين تعجّب ممّا رسم له فيه ممّا جميع العصابة على خلافه ، ثمّ قال : مولاي أعلم بما قال وأنا ممتثل أمره ، فكان يعمل في وضوئه على هذه .
            قال : وسعي بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقيل له : إنّه رافضي مخالفٌ لك ، فقال الرشيد لبعض خاصّته : قد كثر القول عندي في علي بن يقطين وميله إلى الرفض ، وقد امتحنته مراراً فما ظهرت منه على ما يقرف(1)به ، فقيل له : إنّ الرافضة تخالف [الجماعة](2) في الوضوء فتخفّفه ، ولا تغسل الرجلين ، فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه .
            فتركه مدّة وناطه بشيء من شغله في الدار حتّى دخل وقت الصلاة ،
            ____________
            (1) القرف : الاتهام . « الصحاح ـ قرف ـ 4 : 1415 » .
            (2) اثبتناه من الارشاد .

            ( 22 )

            وكان عليّ يخلو في حجرة من الدار لوضوئه وصلاته ، فلمّا دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو ، فدعا بالماء فتوضّأ على ما أمره الاِمام ، فلم يملك الرشيد نفسه حتّى أشرف عليه بحيث يراه ثمّ ناداه : كذب يا علي بن يقطين من زعم أنّك من الرّافضة . وصلحت حاله عنده .
            وورد كتاب أبي الحسن عليه السلام : « ابتدئ من الآن يا عليّ بن يقطين توضّأ كما أمرك الله : اغسل وجهك مرّة فريضة واُخرى إسباغاً ، واغسل يديك من المرفقين كذلك ، وامسح بمقدّم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما كنت أخافه عليك ، والسلام »(1) .
            وروى أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن أبي بصير قال : قلت لاَبي الحسن موسى عليه السلام : جعلت فداك بم يعرف الاِمام؟
            قال : « بخصال : أمّا أولاهنّ : فإنّه بشيء قد تقدّم فيه من أبيه وإشارته إليه لتكن حجّة ، ويسأل فيجيب ، وإذا سكت عنه ابتدأ ، ويخبر بما في غد ، ويكلّم الناس بكلّ لسان » ثمّ قال : « يا أبا محمد ، أعطيك علامة قبل أن تقوم » فلم ألبث أن دخل عليه رجلٌ من أهل خراسان ، فكلّمه الخراساني بالعربيّة فأجابه أبو الحسن بالفارسيّة ، فقال له الخراساني : والله ما منعني أن اُكلّمك بالفارسيّة إلاّ أنّني ظننن أنّك لا تحسنها .
            فقال : « سبحان الله ، إذا كنت لا أحسن أن أجيبك فما فضلي عليك فيما أستحقّ [به] الامامة » . ثمّ قال : « يا أبا محمد ، إنّ الاِمام لا يخفى عليه
            ____________
            (1) ارشاد المفيد 2 : 227 ، الخرائج والجرائح 1 : 335 | 26 ، المناقب لا بن شهرآشوب 4 : 288 ، الثاقب في المناقب : 451 | 380 ، كشف الغمة 2 : 225 .

            ( 23 )

            كلام أحد من الناس ، ولا منطق الطير ، ولا كلام شيء فيه روح »(1) .
            وروى الحسن بن علي بن أبي عثمان(2) ، عن إسحاق بن عمّار قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام ودخل عليه رجلٌ فقال له أبوالحسن : « يا فلان أنت تموت إلى شهر » .
            قال : فأضمرت في نفسي كأنّه يعلم آجال الشيعة ، قال : فقال لي : « يا إسحاق ، ما تنكرون من ذلك ، قد كان رشيد الهجري مستضعفاً وكان يعلم علم المنايا والاِمام أولى بذلك منه » . ثمّ قال : « يا إسحاق ، تموت إلى سنتين ويشتّت مالك وعيالك وأهل بيتك ويفلسون إفلاساً شديداً » .
            قال : فكان كما قال(3) .
            وروى محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا ، عن أبي خالد الزبالي قال : ورد علينا أبو الحسن موسى عليه السلام ، وقد حمله المهديّ ، فلمّا خرج ودّعته وبكيت ، فقال لي : « ما يبكيك ، يا أبا خالد؟ »
            فقلت : جعلت فداك ، قد حملك هؤلاء ولا أدري ما يحدث .
            فقال : « أمّا في هذه المرة فلا خوف علي منهم ، وأنا عندك يوم كذا في شهر كذا في ساعة كذا ، فانتظرني عند أوّل ميل » ومضى .
            ____________
            (1) قرب الاسناد : 146 ، الكافي 1 : 225 | 7 ، ارشاد المفيد 2 : 224 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 299 ، وباختلاف يسير في : دلائل الامامة : 169 .
            (2) الحسن بن علي بن أبي عثمان ، الملقب أبو محمد سجادة ، قمي ، ضعّفه أصحابنا واتهموه بالغلو وفساد العقيدة .
            انظر : رجال الطوسي : أصحاب الامام الجواد عليه السلام (11) ، رجال النجاشي : 61 | 141 ، رجال الكشي 2 : 841 | 1083 ، الخلاصة : 212 | 4 ، نقد الرجال : 89 | 91 .
            (3) نحوه في : بصائر الدرجات 285 | 13 ، الكافي 1 : 404 | 7 ، الخرائج والجرائح 1 : 310 | 3 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 287 ، دلائل الامامة : 160 ، الثاقب في المناقب : 434 | 366 .

            قال : فلمّا أن كان في اليوم الذي وصفه لي خرجت إلى أوّل ميل فجلست أنتظره حتّى اصفرّت الشمس ، وخفت أن يكون قد تأخّر عن الوقت فقمت انصرف ، فإذا أنا بسواد قد أقبل ومناد ينادي من خلفي ، فأتيته فإذا هو أبو الحسن عليه السلام على بغلة له فقال لي : « ايهاً يا أبا خالد » .
            فقلت : لبيّك يا ابن رسول الله ، الحمد لله الذي خلّصك من أيديهم .
            فقال لي : « يا أبا خالد ، أمّا أن لي إليهم عودة لا أتخلّص من أيديهم »(1) .

            تعليق


            • عائشة ترفع صوتها فوق صوت النبي

              وأيضاً نستدل بها على محبة النبي لفاطمة وعلي أكثر منها


              رواية ابي نعيم الفضل بن دكين عن يونس بن أبي إسحاق
              مسند أحمد ج: 4 ص: 275

              حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا يونس ، ثنا العيزار بن حريث قال : قال النعمان بن بشير قال : استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فسمع صوت عائشة عاليا وهى تقول : والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي ومنِّى ، مرتين ، أو ثلاثا ، فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال : يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

              فضائل الصحابة لابن حنبل ج: 1 ص: 89
              39 حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو نعيم قثنا يونس قثنا العيراز بن حريث قال : قال النعمان بن بشير : استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول : والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي ، مرتين أو ثلاثا ، فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال : يا ابنة فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

              مسند البزار ج: 8 ص: 223
              3275 أخبرنا محمد بن معمر قال: أخبرنا أبو نعيم قال : أخبرنا يونس ابن أبي إسحاق قال : أخبرنا العيزار بن حريث قال : أخبرنا النعمان بن بشير قال : استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فسمع صوت عائشة وهي تقول : لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي ، مرتين أو ثلاثا ، قال : فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال : يا ابنة فلانة ، ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

              مختصر زوائد مسند البزار لابن حجر ج: 2 ص: 316
              1927 أخبرنا محمد بن معمر قال أخبرنا أبو نعيم قال أخبرنا يونس ابن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن النعمان بن بشير قال استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه واله وسلم فسمع صوت عائشة وهي تقول : لقد علمتُ أن عليا أحب إليك من أبي ، مرتين أو ثلاثا ، قال : فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال : يا بنت فلانة ألا أسمعكِ ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. (قال الهيثمي) : صحيح. وأقرَّه ابن حجر فلم يتعقَّبه.

              معجم الصحابة لابن قانع ج: 3 ص: 144
              حدثنا موسى بن الحسن بن أبي عباد نا أبو نعيم نا يونس بن أبي إسحاق نا العيزار قال قال النعمان بن بشير استأذن أبو بكر على عائشة فسمع صوتها وهي تقول: قد عرفت أن عليا احب إليك من أبى فدخل فأهوى إليها فقال ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله ص.انتهى

              مجمع الزوائد للهيثمي ج: 9 ص: 126 - 127
              وعن النعمان بن بشير قال استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه واله وسلم عائشة وهي تقول : لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي مرتين أو ثلاثا قال فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قلت رواه أبوداود غير ذكر محبة علي رضي الله عنه ، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبراني بإسناد ضعيف.

              مجمع الزوائد للهيثمي ج: 9 ص: 201 - 202
              وعن النعمان بن بشير قال استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فسمع صوتا (صوت) عائشة عاليا وهي تقول : والله لقد عرفت أن عليا وفاطمة أحب إليك مني ومن أبي مرتين أو ثلاثا ، فاستأذن أبو بكر فأهوى إليها فقال : يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله واله وسلم . قلت رواه أبوداود (من) غير ذكر علي وفاطمة ، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.



              سير أعلام النبلاء للذهبي ج: 2 ص: 171 - 172
              قال : أبو نعيم حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن النعمان بن بشير قال استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه واله وسلم فإذا عائشة ترفع صوتها عليه فقال يا بنت فلانة ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فحال النبي صلى الله عليه واله وسلم بينه وبينها ثم خرج أبو بكر فجعل النبي صلى الله عليه واله وسلم يترضاها وقال: ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما فقال أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما. أخرجه أبو داود والنسائي من طريق حجاج بن محمد عن يونس نحوه ، لكنه قال : عن أبيه عن أبي إسحاق عن العيزار عن النعمان . ورواه عمرو العنقزي ، عن يونس عن أبيه فأسقط العيزار . وروى نحوه أحمد في مسنده عن وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث ، عن النعمان.

              سير أعلام النبلاء للذهبي ج: 10 ص: 143
              أنبأنا ابن قدامة وجماعة عن أبي جعفر الصيدلاني أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أخبرنا ابن ريذة اخبرنا سليمان بن احمد حدثنا ابو زرعة الدمشقي حدثنا ابو نعيم حدثنا يونس بن ابي اسحاق عن العيزار بن حريث عن النعمان بن بشير قال استأذن ابو بكر على النبي صلى الله عليه واله وسلم فإذا عائشة ترفع عليه صوتها فقال يا ابنة فلانة ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فحال النبي صلى الله عليه واله وسلم بينه وبينها ثم خرج ابو بكر فجعل النبي صلى الله عليه واله وسلم يترضاها فقال ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما فقال أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما. أخرجه أبو داود والنسائي من حديث يونس.

              رواية عمرو بن محمد العنقزي عن يونس بن أبي إسحاق :

              السنن الكبرى للنسائي ج: 5 ص: 139
              8495 أخبرني عبدة بن عبد الرحيم قال أخبرنا عمرو بن محمد قال أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن النعمان بن بشير قال : استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم عائشة عاليا وهي تقول والله لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي فأهوى إليها أبو بكر ليلطمها وقال يا ابنة فلانة أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فأمسكه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخرج أبو بكر مغضبا فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يا عائشة كيف رأيتني أنقذتك من الرجل ثم استأذن أبو بكر بعد ذلك وقد اصطلح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعائشة فقال أدخلاني في السلم كما أدخلتماني في الحرب فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد فعلنا

              السنن الكبرى للنسائي ج: 5 ص: 365
              9155 أخبرني عبدة بن عبد الرحيم المروزي قال نا عمرو بن محمد يعني العنقزي قال أنا يونس بن أبي إسحاق عن عيزار بن حريث عن النعمان بن بشير قال : استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه واله وسلم (فسمع صوت ) عائشة عاليا وهي تقول : والله لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي فأهوى إليها أبو بكر ليلطمها وقال : يا ابنة فلانة أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسكه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخرج أبو بكر مغضبا فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يا عائشة كيف رأيت أنقذتك من الرجل ثم استأذن أبو بكر بعد ذلك وقد أصطلح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعائشة فقال أدخلاني في السلم كما أدخلتماني في الحرب فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد فعلنا.

              تعليق


              • طريقان تم حذف كلام السيدة عائشة بخصوص محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي (ع)

                رواية الحجاج بن محمد عن يونس (بزيادة) عن أبي إسحاق
                وفيها حذف كلام عائشة بخصوص محبة النبي (ص) لعلي (ع).

                سنن أبي داود ج: 4 ص: 300
                4999 حدثنا يحيى بن معين ثنا حجاج بن محمد ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن النعمان بن بشير قال ثم استأذن أبو بكر رحمة الله عليه على النبي صلى الله عليه واله وسلم عائشة عاليا فلما دخل تناولها ليلطمها وقال ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل النبي صلى الله عليه واله وسلم يحجزه وخرج أبو بكر مغضبا فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم حين خرج أبو بكر كيف رأيتني أنقذتك من الرجل قال فمكث أبو بكر أياما ثم استأذن على رسول الله صلى الله عليه و اله سلم فوجدهما قد اصطلحا فقال لهما أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما فقال النبي صلى الله عليه و اله سلم قد فعلنا قد فعلنا.

                رواية وكيع عن إسرائيل بن يونس عن جده إبي إسحاق
                وفيها حذف كلام عائشة بخصوص محبة النبي (ص) لعلي (ع).

                مسند أحمد ج: 4 ص: 271 - 272
                حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن النعمان بن بشير قال : جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه واله وسلم فسمع عائشة وهى رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فأذن له فدخل فقال يا ابنة أم رومان وتناولها أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال فحال النبي صلى الله عليه و اله سلم بينه وبينها قال فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه و اله وسلم يقول لها يترضاها ألا ترين انى قد حلت بين الرجل وبينك قال ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها قال فأذن له فدخل فقال له أبو بكر يا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.


                يتبع

                تعليق


                • عائشة تقول بأن علي أحب الرجال وفاطمة أحب النساء للنبي

                  وشواهد لما حذف من الروايتين السابقتين


                  أولاً : دخول جميع بن عمير مع أمه (أو عمته أو خالته) على السيدة عائشة وسؤالها عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

                  المستدرك على الصحيحين للحاكم ج: 3 ص: 167
                  4731 حدثنا أبو بكر محمد بن علي الفقيه الشاشي ثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ثنا علي بن سعيد بن بشير عن عباد بن يعقوب ثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أبي إسحاق الشيباني عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن علي فقالت تسألني عن رجل والله ما أعلم رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من علي ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من امرأته هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

                  المستدرك على الصحيحين للحاكم ج: 3 ص: 171
                  4744 حدثني أبو بكر بن أبي دارم ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي ثنا مالك بن إسماعيل النهدي ثنا عبد السلام بن حرب عن أبي الجحاف عن جميع بن عمير قال : دخلت مع عمتي على عائشة فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه و اله سلم قالت فاطمة قيل فمن الرجال قالت زوجها إن كان ما علمته صواما قواما هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

                  سنن الترمذي ج: 5 ص: 701
                  3874 حدثنا حسين بن يزيد الكوفي حدثنا عبد السلام بن حرب عن أبي الجحاف عن جميع بن عمير التيمي قال : دخلت مع عمتي على عائشة فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قالت فاطمة فقيل من الرجال قالت زوجها إن كان ما علمت صواما قواما . هذا حديث حسن غريب . قال : وأبو الجحاف اسمه داود بن أبي عوف ، ويروى عن سفيان الثوري حدثنا أبو الجحاف وكان مرضيا.

                  السنن الكبرى للنسائي ج: 5 ص: 139
                  8496 أخبرني محمد بن آدم قال حدثنا بن أبي غنية عن أبيه عن أبي إسحاق عن جميع وهو بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة وأنا غلام فذكرت لها عليا فقالت ما رأيت رجلا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم منه ولا امرأة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من امرأته.

                  السنن الكبرى للنسائي ج: 5 ص: 140
                  8497 أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا عبد العزيز بن الخطاب ثقة قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أبي إسحاق الشيباني عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها تسألها من وراء الحجاب عن علي فقالت تسأليني عن رجل ما أعلم أحدا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم منه ولا أحب إليه من امرأته.

                  مسند أبي يعلى ج: 8 ص: 270
                  4857 حدثنا الحسن بن حماد الكوفي حدثنا بن أبي غنية عن أبيه عن الشيباني عن جميع بن عمير ثم قال: دخلت مع أمي على عائشة فسألتها عن علي فقالت : ما رأيت رجلا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم منه ، ولا امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من امرأته.

                  معجم أبي يعلى ج: 1 ص: 128
                  135 أخبرنا أبو يعلى ثنا الحسن بن حماد الكوفي ثنا ابن أبي غنية عن أبيه عن الشيباني عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة عنها فسئلتها عن علي عليه السلام فقالت : ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم منه ، ولا امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من امرأته.

                  تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج: 11 ص: 429
                  أخبرنا أبو الحسين احمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ املاء في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة أخبرنا علي بن سهل بن قادم حدثنا عبد السلام بن حرب عن أبي الجحاف عن جميع بن عمير قال دخلت مع عمتي على عائشة فقالت عمتي لعائشة من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قالت فاطمة قالت من الرجال قالت زوجها.

                  تاريخ جرجان للسهمي ج: 1 ص: 213
                  أخبرنا أبو عمرو أحمد بن عيسى الصائغ بجرجان في دار أبي بكر الإسماعيلي حدثنا أبو محمد بندار بن إبراهيم القاضي إملاء حدثنا أبو الحسن زيد بن علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب قال حدثني عباد بن يعقوب عن أبي عبد الرحمن المسعودي عن كثير النواء عن جميع بن عمير عن عائشة قال قلت لها من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قالت أما من الرجال فعلي وأما من النساء ففاطمة ع.

                  الاستيعاب لابن عبد البرج: 4 ص: 1897
                  اخبرنا خلف بن قاسم حدثنا علي بن محمد بن اسماعيل حدثنا محمد بن اسحاق السراج حدثنا الحسن بن يزيد الطحان حدثنا عبد السلام بن حرب عن أبي الجحاف عن جميع بن عمير قال دخلت على عائشة فسألت أي الناس كان أحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة قلت فمن الرجال قالت زوجها إن كان ما علمته صواما قواما.

                  المعجم الكبير للطبراني ج: 22 ص: 403
                  1008 حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا عبد السلام بن حرب ، عن أبي الجحاف ، عن جميع بن عمير قال : دخلت مع عمتي على عائشة فقلت : يا أم المؤمنين أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ قالت : فاطمة ع.

                  المعجم الكبير للطبراني ج: 22 ص: 404
                  1009 حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يحيى الحماني ثنا شريك عن الأعمش عن جميع بن عمير قال : دخلت أنا وخالتي على عائشة فقالت لها خالتي : يا أم المؤمنين من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ قالت : ابنته فاطمة ع.

                  ثانياً : شهادة بريدة بن الحصيب السلمي الصحابي .

                  السنن الكبرى للنسائي ج: 5 ص: 140
                  8498 أخبرني زكريا بن يحيى قال حدثنا إبراهيم بن سعيد قال حدثنا شاذان عن جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن ابن بريدة قال : جاء رجل إلى أبي فسأله أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من النساء فقال : كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من النساء فاطمة ع ، ومن الرجال علي ع . قال أبو عبد الرحمن : عبد الله بن عطاء ليس بالقوي في الحديث.

                  المستدرك على الصحيحين للحاكم ج: 3 ص: 168
                  4735 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا شاذان الأسود بن عامر ثنا جعفر بن زياد الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاطمة ع ومن الرجال علي ع هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ((ووافقه الذهبي)).

                  سنن الترمذي ج: 5 ص: 698
                  3868 حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا الأسود بن عامر عن جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن بن بريدة عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاطمة ع ومن الرجال علي ع قال إبراهيم بن سعيد يعني من أهل بيته. قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

                  المعجم الأوسط للطبراني ج: 7 ص: 199
                  7262 حدثنا محمد بن راشد ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا الأسود بن عامر شاذان نا جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن ابن بريدة عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاطمة ع ومن الرجال علي ع.

                  الاستيعاب لابن عبد البر ج: 4 ص: 1897
                  (اخبرنا خلف بن قاسم حدثنا علي بن محمد بن اسماعيل حدثنا محمد بن اسحاق السراج) قال : وأخبرني ابراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا شاذان عن جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن ابن بريدة عن أبيه قال كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاطمة عليها السلام ومن الرجال علي بن أبي طالب عليه السلام

                  سير أعلام النبلاء للذهبي ج: 2 ص: 131
                  جعفر الأحمر عن عبد الله بن عطاء عن ابن بريد عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاطمة ع ومن الرجال علي ع.

                  يتبــــــــــع

                  تعليق


                  • النص على الإمام علي أبن أبي طالب(ع)

                    اذن ، أفصحيح ما تقوله الشيعة من النص على علي عليه السلام ؟ أيها القارئ ! بودي ان تكون حياديا ،

                    حتى لا اكلفك بالرجوع إلى كتبهم واخبارهم .
                    وانا معك الان سأطرحها جانبا وما يدرينا لعل حبهم وتعصبهم لصاحبهم يسوقانهم إلى القول عنه بما لم يكن ، كما ساق أهل السنة إلى رواية النص على أبي بكر . فلنأخذ حذرنا من الان .
                    و بعد هذا اترانا نحذر من مؤلفات اهل السنة وصحاحهم في حق علي ، وهم ان تعصبوا فعليه ، لا له ؟ كلا ! فان الكثير من محدثيهم يحذرون كل الحذر من رواة مدحه وفضائله ، فيقدح المؤلف منهم في الراوي الذي تشم منه رائحة الميل إليه ، ويرسلون الطعن في الحديث ارسالا فيقولون : « وفي متنه غرابة شديدة » ، وليس إلا لانه لا يتفق وعقيدته ويكفي في الثقة بالمحدث ان يكون ممن يميل عنه كأبي هريرة والمغيرة بن شعبة وعمران بن حطان وامثالهم .
                    وقبل ذلك نجد سيوف بني أمية مسلولة على رؤؤس الرواة لئلا ينسبوا فضيلة لهذا الذي ناصبوه العداء وسنوا سبه على المنابر والمعابر . ونجدهم كيف كانوا يغدقون بالاعطيات على الطاعنين فيه والمنحرفين عنه .
                    ولذا تراني اطمئن كل الاطمئنان ـ وانت معي لا شك ـ إلى كل حديث خلص من هذه العقبات ، واستطاع ان يطلع رأسه من بين الاحاديث ظافرا بالصحة والتأييد ، فسجلته كتب اهل السنة وصحاحهم في فضل علي والنص على خلافته ، ومع هذا فستجدني لا اعتمد إلا على بعض
                    الصحيح الثابت عند اهل الحديث منهم الذي بلغ حد التواتر أو كالمتواتر .

                    والحق ان لعلي منزلة كبرى عند اخيه وابن عمه ، يغبطه عليهما كل مسلم بل حسدوه عليها ، ولا ينكرها إلا مكابر ، حتى ان ام المؤمنين عائشة « على ما بينها وبين علي ما هو معروف » قالت فيه : « ما رأيت رجلا احب إلى رسول الله منه ولا رأيت امرأة كانت احب إليه من امرأته » .
                    وقد كان صلى الله عليه واله وسلم يمجد ويرحب بصهره عند كل مناسبة من يوم ولد صهره قبل البعثة بعشر سنين إلى يوم فاضت نفسه الزكية في حجره . وهذا مما لا يشك فيه مسلم ، وإنما الشأن فيما يدل على العهد إليه بالخلافة فلنقرأ بعض الاحاديث الصحيحة المتواترة أو المشهورة ، ولننظر ماذا سنفهم منها :
                    1 ـ لما نزلت الآية الكريمة « وانذر عشيرتك الاقربين » جمع النبي ( ص ) من اهل بيته اربعين رجلا في قصة معروفة ـ وكان ذلك في مبدأ البعثة ـ فعرض عليهم الاسلام وضمن لمن يؤازره وينصره منهم الاخوة له والوراثة والوزارة والوصاية والخلافة من بعده فأمسكوا كلهم الا عليا ، فقد اجابه وحده ، فأخذ برقبته ، وقال : « ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم ـ أو من بعدي على اختلاف الروايات ـ فاسمعوا له واطيعوا » . فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض استهزاء ،
                    ويقولون لابي طالب قد امرك ان تسمع وتطيع لهذا الغلام . يعنون ابنه (1) .
                    2 ـ وفي غزوة الخندق لما برز علي إلى عمرو بن عبد ود قال ( ص ) فيه : « برز الايمان كله إلى الشرك كله » . وذلك سنة 5 هـ .
                    3 ـ وفي غزوة خيبر باهى به الذين تراجعوا بالراية فقال : « أني دافع الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار » فتطاولوا لها ، ولكنه دفعها إلى علي ، وذلك سنة 7 هـ .
                    4 ـ ولما آخى بين المهاجرين قبل الهجرة وبين المهاجرين والانصار بعدها بخمسة اشهر ، اصطفى عليا لنفسه فآخاه ، وقال له : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي » . ثم لم يزل يكرر هذه الكلمة في مناسبات كثيرة ، منها لما سد الابواب الشارعة إلى المسجد إلا باب علي ، ومنها غزاة تبوك لما خله على المدينة سنة 9 هـ . وفي رواية ابن عباس زيادة « انه لا ينبغي ان اذهب إلا وانت خليفتي » (2) ؟
                    ____________
                    (1) من الغريب ما صنعه الاستاذ محمد حسين هيكل . إذ يذكر هذه الحادثة في كتابه « حياة محمد » في الطبعة الاولى ويهملها في الطبعات الاخرى من غير تنبيه .
                    (2) وصححها الحاكم في المستدرك والذهبي في تلخيصه .

                    5 ـ وقال له : « لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق » . وبعد ذلك كان يعرف المنافق ببغضه لعلي .
                    6 ـ وقال : « ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله » . وبعد ان نفى ذلك عن ابي بكر وعمر قال : « ولكنه خاصف النعل » وكان علي يخصف نعل رسول الله ساعة ئذ في الحجرة عند فاطمة .
                    7 ـ وكان عند النبي طاير طبخ له ، فقال : « اللهم آتني بأحب الناس إليك يأكل معي » فجاء علي فأكل معه .
                    8 ـ وقال : « أنا مدينة العلم وعلي بابها » .
                    9 ـ وقال : « أقضاكم علي » .
                    10 ـ وقال : « علي مع الحق والحق مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » .
                    11 ـ وأثبت له غير مرة الوراثة والوصاية ، وأوضح انهما وراثة ووصاية نبوة ، فقال مرة : « لكل نبي وصي ووارث وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب » (1) . وقال له علي مرة :
                    ____________
                    (1) راجع ميزان الاعتدال في ترجمة شريك . وقال عن رواية محمد بن حميد الرازي ليس بثقة مع أنه قد وثقه احمد بن حنبل وابو القاسم البغوي والطبري وابن معين وغيرهم . ونقل هذا الحديث عن السيوطي في اللآلئ وعن الحاكم .

                    « ما أرث منك » . قال صلى الله عليه وآله : « ما ورث الانبياء من قبل كتاب ربهم وسنة نبيهم » (1) .
                    12 ـ وقال سنة 8 هـ : « إن عليا مني وأنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا وعلي » .
                    13 ـ وقال : « إن عليا مني وأنا من علي ، وهو ولي كل مؤمن بعدي » .
                    14 ـ وقال : « انت ولي كل مؤمن بعدي » .
                    15 ـ وسد ابواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد جنبا ، وهو طريقه ليس طريق غيره . قال عمر بن الخطاب : « لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاثا لئن تكن لي واحدة منها أحب الي من خمر النعم : زوجته فاطمة بنت رسول الله ، وسكناه المسجد مع رسول الله يحل له ما يحل فيه ، والراية يوم خيبر » . وكذلك روي عن ابن عمر . ولما روجع النبي في فتح باب علي قال : « إنما أنا عبد مأمور ما امرت به فعلت إن اتبع إلا ما يوحى إلي » .
                    16 ـ ولما آخى النبي بين كل اثنين من المهاجرين ، وذلك قبل الهجرة اصطفاه لنفسه فآخاه وقال له فيما قال : « أنت أخي ووارثي . أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي » . وكذلك صنع وقال لما آخى بين المهاجرين والانصار ،
                    ____________
                    (1) راجع كنز العمال ( 5 : 41 ) .

                    فاصطفاه لنفسه مع ان كلا منهما من المهاجرين وذلك بعد الهجرة بخمسة أشهر . ولا يزال يدعوه أخي في مناسبات لا تحصى .
                    17 ـ ويوم الغدير ، بعد الرجوع من حجة الوداع سنة 10 هـ أمر بالصلاة ، فصلاها بهجير ، وقام خطيبا على مائة الف أو يزيدون ، حيث تفترق قبائل العرب . وبعد أن نعى نفسه إليهم ذكر الثقلين كتاب الله وعترته وانهما لن يفترقا ولن يضلوا بالتمسك بهما أبدا ، أخذ بيد علي وقال :
                    أيها الناس ألست أولى منكم بأنفسكم ؟
                    قالوا : بلى يارسول الله ! وكرر السؤال عليهم واجابوا .
                    ثم قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ( وفي أحاديث كثيرة : من كنت مولاه فعلي وليه ) . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيثما دار « فلقيه عمر بن الخطاب فقال له : هنيئا يا بن أبي طالب اصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة » (1) أو « أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة » (2) .
                    ____________
                    (1) مسند أحمد ( 4 : 281 ) وعن تفسير الثعلبي . وفي الصواعق المحرقة في الشبهة 11 عن ابي بكر وعمر معاً .
                    (2) تفسير الرازي في قوله تعالى : « يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك »
                    .

                    هذه هي الاحاديث التي أخذناها من الصحيحة ، اكتفاء بهذا القليل عن كثير لا تسعه هذه الرسالة .


                    أما الآيات فقد قال ابن عباس : « نزلت في علي ثلثمائة آية من كتاب الله تعالى » . ولم يعرف من طريق اهل السنة إلا مائة . ونختار منها ثلاث آيات :
                    1 ـ آية « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون » . وقد نزلت فيه إذ تصدق بخاتمه وهو راكع في الصلاة ، فاثبت الولاية له كولاية الله ورسوله على الناس . وهي مثل الاحاديث التي جعل‍ت له تلك الولاية الالهية .
                    2 ـ آية التطهير ، إذ جمع النبي ( ص ) عليا وزوجه وابني‍ه معه في كساء واحد ، فنزلت الآية باذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم . وهذه العصمة التي تشترط في الامامة .
                    3 ـ آية المباهلة ، إذ باهل بأهل بيته اولئكم ، نصارى نجران في قصة مشهورة ، وجعل عليا بنص الآية نفسه .
                    ونحن لما اعتقدنا ان طريقة الاختيار لا يصح ان يقال ان النبي عول عليها في تعيين الخليفة من بعده ، فمن الضروري ان ينص على واحد من اصحابه ، ولكن لم يكن أبا بكر فمن هو إذن ؟
                    ليس هناك شخص ورد فيه ما ورد في علي يصح ان يكون نصا كهذه الاحاديث مع الآيات التي يؤيد بعضها بعضا ويفسر بعضها بعضا : فقد نصت على انه

                    وارث النبي وراثة نبوة ،
                    ووصيه ،
                    وأخوه ،
                    ونفسه ،
                    وولي المؤمنين بعده ،
                    واولى بهم من انفسهم ،
                    ومنزلته منه منزلة هرون من موسى عدا منزلة النبوة ،
                    وخليفته من بعده ،
                    ويدور معه الحق كيفما دار لن يفترقا ،
                    وهو أقضى الامة ،
                    وباب مدينة علمه ،
                    المطهر من الرجس .

                    وهذه صفات لا تكون إلا لامام معصوم وخليفة للنبي يختاره الله ورسوله للامة .

                    وهل يمكن أن يكون شخص أولى بالمؤمنين من أنفسهم ووليهم بعد النبي وهو سوقة كسائر الناس تجب عليه طاعة غيره والسمع له ؟ ـ هيهات ! .

                    ولكن كل واحدة من هذه الكلمات التمس لها بعض الباحثين في الامامة تأويلا ، احتفاظا بكرامة الصحابة واتقاء من نسبة مخالفة نص النبي إليهم . ونحن نقول لهؤلاء المؤولين إذا كنتم قد عرفتم حسن نوايا هؤلاء الصحابة ، وهم في الوقت نفسه مجتهدون على رايكم فلا استغراب في مخالفة الصريح من كلام النبي ( ص ) وليس الخطا على المجتهدين بعزيز . ثم انا عرفنا عنهم عدم تعبدهم : بالنصوص في كثير من الامور التي تفوت الحصر ، كتوقفهم في بعث جيش اسامة وتأميره حتى أغضبوا النبي فقال ما قال وبالاخير امتنعوا عن الخروج حتى قبض ،
                    وكاعتراض عمر على صلح الحديبية ،
                    وكمنعه من املاء الكتاب الذي قال عنه النبي لن تضلوا بعده ابدا . وما إلى ذلك .

                    فنحن الان بين أمرين إما أن نؤول هذه الاحاديث بما يصح وبما لا يصح
                    واما ان نقول إن اولئك الصحابة قد تأولها لامر ما ولا شك ان الثاني أقرب إلى البحث العلمي والتفكير الحر المستقيم ، لانا وجدناهم قد تأولوا في حياة النبي النصوص الصريحة التي لا تقبل التأويل كما سمعت بعضها . وهل لمن يحسن الظن بهم إلا ان يعتقد انهم لم يقصدوا مخالفة النبي عصيانا ، وانما كانوا يظنون المصلحة فيما ينقدح لهم من رأي ، وقد اعتادوا أن يشاورهم في الامور اتباعا لامر الله تعالى « وشاورهم في الامر » فانسوا التدخل حتى في الشؤون العامة التي يأمر بها النبي ويعقدها .
                    ومن جهة ثانية نرى امتناع دخول التأويلات التي تسمعها من الباحثين على بعض هذه الاحاديث ، منها ( حديث الغدير ) وهو آخر النصوص وآية ( إنما وليكم الله . . ) وحديث ( ولي كل مؤمن بعدي ) . فقد اولوا المولى والولي في كل ذلك بالناصر أو المحب .
                    وهذا بعيد كل البعد في حديث الغدير ، لان أهل اللغة ان فسرت المولى والولي بالناصر والمحب فقد فسروها بمالك التصرف . وهل تفهم معاني الالفاظ المشتركة إلا بقرائنها ؟ والقرينة الحالية واللفظية صريحة في هذا المعنى الاخير :
                    فان النبي قام خطيبا على مائة ألف أو يزيدون بحر الهجير ، وهل يصح عند العقل ان يقف هذا الموقف الخطير وهو يريد أن يفهم الناس أن عليا ناصر للمؤمنين أو محب لهم ؟ وأية حكمة في بيان هذا الامر الواضح فتسترعي هذا الاهتمام من النبي الحكيم
                    وايضا ـ وبعد ان ينعى نفسه ويذكر الثقلين ـ يأخذ بيد علي ويرفعه إليه حتى يبين بياض ابطيهما . ويستنشدهم : « ألست اولى منكم بأنفسكم » . فما هذه التوطئة ؟ أكانت كلاما مطروحا لا فائدة فيه ام انها لتوضح ما سيفرغ عليها فقال : « فمن كنت مولاه فعلي مولاه » ؟
                    لا شك انها قرينة لفظية صريحة في بيان ان عليا مثله اولى من المؤمنين بأنفسهم . والمولى كما قلنا هو « مالك التصرف » أو « الاولى بالشيء منه » ، كما تقول : السيد مولى العبد ، أي مالك لتصرفه ، أو انه اولى بالتصرف في شئونه منه .
                    ولا حاجة إلى دعوى ان المولى بمعنى كلمة ( الاولى ) فقط ، حتى يعترض عليها المعترض فيقول : لا يصح أن يقال « مولى منه » كما تقول « اولى منه » . بل ان معنى كلمة « المولى » معنى مجموع هذه العبارة ( الاولى بالشيء منه ) الذي يساوق معنى مالك التصرف .
                    ومنها ـ وهو اول النصوص ـ الحديث : « ان هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم ـ أو من بعدي ـ فاسمعوا له واطيعوا » . وهو حديث ثابت لا شك فيه ،

                    فهل تجد عبارة هي أصرح من هذه العبارة للنص على الخليفة والامام ؟
                    ولو قرأنا نص أبي بكر على خليفته لم نر إلا عبارة « إني أمرت عليكم عمر بن الخطاب » . وهذه لا تشبه تلك في صراحتها ولا تقاس عليها في قياس ، فأين صراحة الامارة من صراحة الخلافة ؟ والامارة تكون في الجيش وتكون في كل شيء ، والخلافة لفظ كان يجري على لسان النبي والمسلمين ولا يراد منه إلا هذا المعنى فعندما تسمع قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « هذا الامر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنى عشر خليفة كلهم من قريش » لا نشك في المراد بكلمة ( خليفة ) كمالا نشك في كلمة قريش . فلماذا لانفهم من كلمة ( خليفتي ) هذا المعنى ؟ وهل استعملها في يوم من الايام في معنى آخر ؟
                    والفرق بين نص النبي ونص ابي بكر ان ابا بكر لم يحدث بعده ما ياخذ بالاعناق إلى التأويل والتشكيك ، لانه قد عمل به وانتهى كل شيء . أما نص النبي فقد بقى قولا في صدور الرجال وصحائف الكتب ولم يعمل به ، فسلبت صراحته وأدخل عليه التأويل احتياطا في حمل الصحابة على أحسن الاعمال . ولئن درئ الطعن عنهم فلا يجلون عن الخطأ ، وما هو بعزيز على مثلهم .
                    على انا لا نريد ان ندخل في البحث عما يجب أن يقال في عذر الاصحاب ، وانما الغرض أن نفهم مدى دلالة هذا الحديث في نفسه قاطعين النظر عن كل ما صدر عن الاصحاب ، فلا نجد كلمة هي أوضح وأصرح من كلمة ( وصيي ) وكلمة ( خليفتي ) ، ثم تعقيبهما بالامر بالسمع والطاعة .
                    وينسق عليه حديث رقم (11) : « لكل نبي وصي ووارث وان وصي ووارثي علي بن أبي طالب » . ويعلم من هذا بصراحة انها وصاية نبوة لا وصاية اعتيادية ، ووراثة نبوة على نسق الوصاية لا وراثة مال أو عقار ، فان عليا ابن عمه وابن العم لا يرث مع البنت ، ولا معنى لوراثة النبي لانه نبي غير ان يكون بمنزلته في الولاية العامة ووجوب السمع والطاعة ، أما العلم فكل المسلمين ورثوه منه فلا اختصاص لعلي إلا أن يراد من العلم معنى آخر لا يشترك فيه الناس ، وهو الذي يكون من مختصات النبوة ، فيكون على المقصود أدل وأدل .
                    أما باقي الاحاديث فلو لم يكن كل واحد منها نصا على امامته ، فعلى الاقل انها بمجموعها مع ما تقدم من النصوص تكون نصا على امامته ، فعلى الاقل انها بمجموعها مع ما تقدم من النصوص تكون نصا لا يقبل الاحتمال والتأويل ، لا سيما بعد أن بينا فساد القول بتشريع ايكال الامر إلى اختيار الامة
                    وقلنا انه لابد ان يكون واحد من الاصحاب قد نص على خلافته النبي « ص » .
                    لا تزال هناك شبهة مستعصية على الباحثين ، ولا يزال يكررها الكتاب حتى يومنا هذا . وهي : ان هذه الاحاديث لو كانت للنص على خلافته ، كما تقوله الشيعة ، فلماذا لم يتمسك بها هو ، ويحتج بها على القوم لو كانوا قد اخذوا حقه ؟ ولماذا لم يحتج بها اصحابه أو باقي المسلمين في اجتماع السقيفة ؟
                    والحق انها شبهة قوية هي أقوى متمسك لانكار النص ، بل ليس شيء غيرها يستحق ان يذكر في معارضة تلك النصوص ، فيلجئ إلى تأويلها وتفسيرها على غير وجهها . والباحثون اجابوا عنها بعدة امور يطول علينا استقصاؤها ،

                    ولكن الذي يرضي نفسي وادين به ربي ان اقرر ما يلي :
                    ان مولانا امير المؤمنين لما انتهى الامر بالناس إلى مبايعة أبي بكر خليفة ، فهو قد أمسى بين أمرين لا ثالث لهما : اما ان يستسلم للامر الواقع ، فيترك كل مطالبة علنية صريحة ابقاء لكلمة الاسلام . واما ان يجاهد حتى يثبت حقه ، وهو نفسه قال : « وطفقت ارتئي بين ان اصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء » . ولما اختار الامر الاول وهو أعرف بما اختار إذ يقول : « فرأيت ان الصبر على هاتا احجى » فلم يبق وجه لمطلبته العلنية بالخلافة ، وقد طوى عنها كشحا وأسدل دونها ثوبا


                    ولو انه كان يعلن بالمطلبة فلا بد ان يتبعها بالسعي إلى تنفيذها مهما أوتي من حول وقوة ، وفي ذلك تطويح بكلمة الاسلام وبنائه السامق وسيأتي تمام البحث في الفصل الرابع . اما اصحابه فله تبع ، وفي السقيفة قال الانصار كلهم أو بعضهم : « لا نبايع إلا عليا » ولكنها كلمة ذهب في فضاء التاريخ منسية وقد عالجناها في غير موضع من هذا الكتاب كما يأتي .

                    يتبع

                    تعليق


                    • لماذا لم يحل الإمام علي مشكلة من غصب منه الخلافه

                      - في عقيدتكم أن عليا حلال المشاكل ، فلماذا لم يحل مشكلته عندما غصبوا منه الخلافة وأخذوا محرابه ؟ !
                      * *
                      الجواب : معنى هذا السؤال أن عليا عليه السلام لو كان إماما حقا ووصيا للنبي صلى الله عليه وآله فلا يمكن أن يغلبه أبو بكر وعمر ويغصبوا منه الخلافة ويعزلوه عن الحكم .

                      وكيف تسمونه حلال المشاكل وهو لم يحل هذه المشكلة ؟ !


                      وقد فات هذا السائل أن الله تعالى ترك للناس الاختيار ولم يجبرهم على الإيمان ، وأمر أنبياءه وأوصياءه عليهم السلام أن يعملوا بالأسباب الطبيعية فكانوا مرة غالبين ومرة مغلوبين ، مع أن باستطاعته سبحانه أن ينصر رسله بمعجزة ويهلك أعدائهم ! قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله :
                      ( لست عليهم بمصيطر ) ( الغاشية : 22 )
                      وقال تعالى : ( وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ) ( النحل : 35 )


                      فهذا الإشكال باطل ، لأنه يعم جميع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ، الذين غلبهم الكفار والمنافقون ولم يأذن الله تعالى لهم بحل مشكلتهم بالمعجزة ، فكم قتل بنو إسرائيل من الأنبياء عليهم السلام ، وكم ظلموا من الأوصياء عليهم السلام ، ومنهم أوصياء موسى وسليمان عليهم السلام وقد كان وصي سليمان آصف بن برخيا عنده اسم الله الأعظم ، وعنده علم من الكتاب كما نص على ذلك القرآن ، وأتى بعرش بلقيس من اليمن في لحظات ! ومع ذلك غصبوا منه خلافة سليمان صلى الله عليه وآله ولم يستعمل المعجزة ضدهم ! فكذلك علي عليه السلام الذي عنده الاسم الأعظم وعنده علم الكتاب ، والذي هو بطل الأبطال ، ولو دعا عليهم لأهلكهم ، ولو جرد سيفه ذا الفقار عندما هاجموا بيته لسقى الأرض من دماء فرسانهم ، ولكنه عليه السلام مأمور أن يصبر ويعاملهم بالأسباب الطبيعية ، كما هي سنة الله تعالى في أنبيائه وأوصيائه عليهم السلام .

                      أما لماذا نتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرين ، علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام ولماذا نعتقد أن التوسل بهم يحل المشاكل بإذن الله تعالى ؟

                      فجوابه أن الله تعالى أمرنا بالتوسل بهم بقوله :
                      ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ) ( المائدة : 35 ) ونحن ابتغينا الوسيلة إلى الله تعالى فلم نجد أقرب إليه وسيلة منهم !


                      ( روى الصدوق قدس سره في من لا يحضره الفقيه : 2 / 617 ، هذا الدعاء : ( اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار عليهم السلام لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك ، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم ، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أرحم الراحمين ) .


                      يتبـــــــع

                      تعليق


                      • العلة التي من أجلها ورث علي (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله) دون غيره


                        1 ـ إن رجلاً قال لعلي (عليه السلام): يا أمير المؤمنين بما ورثت ابن عمك دون عمك؟ فقال: يا معشر الناس، فافتحوا آذانكم واستمعوا. فقال (عليه السلام): جمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب في بيت رجل منا أو قال: أكبرنا، فدعا بمد ونصف من طعام وقدح له يقال له الغمر، فأكلنا وشربنا وبقي الطعام كما هو والشراب كما هو وفينا من يأكل الجذعة ويشرب الفرق، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن قد ترون هذه فأيكم يبايعني على أنه أخي ووارثي ووصيي؟ فقمت إليه وكنت أصغر القوم، وقلت: أنا، قال: اجلس، ثم قال ذلك ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه فيقول: اجلس، حتى كان في الثالثة فضرب بيده على يدي فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي.

                        2 ـ عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما نزلت: (وانذر عشيرتك الأقربين) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب وهم إذ ذلك أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون رجلاً، فقال: أيّكم يكون أخي ووصيي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي؟ فعرض عليهم ذلك رجلاً رجلاً كلهم يأبى ذلك حتى أتى عليَّ فقلت: أنا يا رسول الله، فقال: يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي، فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام.

                        تعليق


                        • مادامت خلافة علي ربانيه لماذا لم تحقق ؟

                          أولاً:

                          أن السائل لم يميز بين الإرادة التكوينية لله تعالى والإرادة التشريعية، فالإرادة التكوينية هي التي يقول عنها عز وجل: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(البقرة:117) فما أراده سبحانه بهذه الإرادة يستحيل أن يتخلف .

                          أما الإرادة التشريعية فهي كإرادته عز وجل من إبليس أن يسجد لآدم، ومن كل الناس أن يؤمنوا بربهم، لكنه أعطاهم الإختيار والقدرة فلم يسجد إبليس ولم يحقق إرادة الله تعالى منه، ولم يؤمن أكثر الناس ولم يحققوا إرادة الله تعالى منهم، وهذا لايعني عجز الله تعالى، لأن إرادته هنا تشريعية لاتكوينية.

                          وكذلك هوحال الأمم بعد أنبيائهم عليهم السلامفقد أمرهم الله تعالى وأراد منهم أن يطيعوا أوصياء الأنبياء عليهم السلام، ولكنهم عصوا الله تعالى وعزلوا الأوصياء عليهم السلامونصبوا غيرهم من قبائلهم وأحزابهم واختلفوا واقتتلوا !

                          وهذا لايعني العجز من الله تعالى، لأن إرادته هنا تشريعية لاتكوينية، قال الله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة:253)

                          فهو سبحانه أراد، أي سمح لهم أن يختاروا الخير أو الشر .



                          ثانياً:

                          إن الغلبة والحكم ليست من شروط الإمامة أبداً، فإن أكثر أوصياء الأنبياء عليهم السلاملم يحكموا بعدهم، وكانوا مغلوبين مضطهدين، كما أشارت الآية المتقدمة .

                          بل لقد نص النبي صلى الله عليه وآله على أن الأئمة من بعده سوف تكذبهم الأمة وتعاديهم، وتقتل علياً والحسن والحسين عليهم السلام، وسوف يكونون مغلوبين، لكنهم لايضرهم تكذيب من كذبهم !!

                          ففي معجم الطبراني الكبير:2/213و214ح1794

                          عن جابر بن سمرة عن النبي قال:يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيماً، لايضرهم من خذلهم، ثم همس رسول الله صلى الله عليه وآله بكلمة لم أسمعها، فقلت لأبي ما الكلمة التي همس بها النبي (ص)؟ قال أبى: كلهم من قريش) .

                          وفي معجم الطبراني الكبير:2/256ح2073:

                          (عن جابر بن سمرة: (قال سمعت رسول الله(ص) وهو يخطب على المنبر ويقول: اثنا عشر قيماًَ من قريش، لايضرهم عداوة من عاداهم ! قال: فالتفت خلفي فإذا أنا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأبي في ناس، فأثبتوا لي الحديث كما سمعت).انتهى. وقال عنه في مجمع الزوائد:5/191: رواه البزار عن جابر بن سمرة وحده، وزاد فيه: ثم رجع، يعني النبي (ص) إلى بيته، فأتيته فقلت: ثم يكون ماذا؟ قال: ثم يكون الهرج . ورجاله ثقات) . انتهى.

                          فقد نصت الأحاديث النبوية في مصادركم على أن هؤلاء الأئمة الربانيين عليهم السلام الذين بشر بهم النبي صلى الله عليه وآله سيكونون مغلوبين ويكذبهم الناس، وأن ذلك لايضر بإمامتهم وهدايتهم وبركتهم على الأمة . وهذه الصفات لاتوجد إلا في الأئمة من أهل البيت عليهم السلام .

                          وثالثاً:


                          أن الغلبة والتمكين ليست شرطاً في النبوة، فكيف تكونان شرطاً في الإمامة ؟! ألاترى أن أكثر أنبياء الله عليهم السلاممغلوبين مكذبين مقتولين، وأن الذين غلبوا وحكموا منهم قلة قليلة ؟!! فأوصياء نبينا صلى الله عليه وآله كانوا مغلوبين كغيرهم من الأوصياء عليهم السلام.

                          المصدر: مسائل مجلة جيش الصحابة؛ الاستاذ علي الكوراني العاملى

                          تعليق


                          • هذا السؤال مهم ودائماً يثيره المخالفين وأنصحكم بأن تدققوا فيه لأهميته

                            السؤال :

                            كيف يضربون الزهراء (ع) و الإمام علي (ع) موجود لا يردهم و هو البطل الشجاع ؟

                            الصحابة هجموا على بيت فاطمة و كسروا الباب و عصروا فاطمة خلف الباب و ضربوها , و لم يفعل علي بن أبي طالب شيئاً و لم يهاجم المعتدين و يردهم , فأين شجاعة علي و أين غيرته و دفاعه عن زوجته ؟ .


                            جواب :

                            ألم يعبد بنو إسرائيل العجل من دون الله , فأين شجاعة هارون و غيرته على الدين و هو نبي من الأنبياء ؟! .
                            نعم لقد نهاهم هارون عن ذلك , و عندما لم يسمعوا قوله صبر و سكت لئلا تحدث الفرقة و القتال في بني إسرائيل .
                            {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} سورة طـه - 94 .

                            فقول موسىيمنع هارون من تفرقة بني إسرائيل و القتال مع انهم عبدوا العجل , و كذا وصية رسول الله منعت هارون ( و هو علي كما ثبت في حديث المنزلة ) من تفرقة هذه الأمة و القتال .


                            وهذا حديث منزلة علي من النبي كمنزلة هارون من موسى لمن لايعرفه

                            قال رسول الله لعلي :
                            " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ، [1]

                            و هذا الحديث من الأحاديث المتواترة فقد رواه جماعة كثيرة من الصحابة
                            منهم : سعد بن أبي وقاص ، معاوية ، حبشي بن جنادة ، جابر ، أبوسعيد الخدري ، سعد بن مالك ، أسماء بنت عميس ، هبد الله بن عمر ، ابن أبي ليلى ، مالك بن الحويرث ، علي بن أبي طالب ، عمر بن الخطاب ، عبد الله بن عباس ، أم سلمة ، عبد الله بن مسعود ، أنس بن مالك ، زيد بن أرقم ، أبو أيوب ، أبو بردة ، جابر بن سمرة ، البراء ، أبو هريرة ، زيد بن أبي أوفى ، نبيط بن شريط ، فاطمة بنت حمزة

                            المصادر:
                            _________________________
                            (1) و هذا الحديث يوجد في : صحيح البخاري كتاب المغزي باب غزوة تبوك : 5 / 129 طبعة دار الفكر و 3 / 63 طبعة الخيرية و 6 / 3 طبعة مطابع الشعب و 3 / 86 طبعة دار إحياء الكتب و 3 / 58 طبعة المعاهد و 3 / 61 طبعة الشرفية و 6 / 3 طبعة محمد علي صبيح و 6 / 3 طبعة الفجالة و 3 / 54 طبعة الميمنية و 5 / 37 طبعة بمبي ، صحيح مسلم كتاب الفضائل باب من فضائل علي بن أبي طالب : 2 / 360 طبعة عيسى الحلبي و : 7 / 120 طبعة محمد علي صبيح ، صحيح الترمذي : 5 / 301 حديث 3808 و صححه و حديث 3813 و صححه و حديث 3814 و حسنه طبعة دار الفكر ، مسند أحمد بن حنبل : 3 / 50 حديث 1490 بسند صحيح و 56 حديث 1505 بسند صحيح و 57 حديث 1509 بسند صحيح و 66 حديث 1532 بسند صحيح و 74 حديث 1547 بسند صحيح و 88 حديث 1583 بسند صحيح و 94 حديث 1600 بسند حسن و 97 حديث 1608 بسند صحيح و 5 / 25 حديث 3062 بسند صحيح طبعة دار المعارف بمصر ، سنن ابن ماجة : 1 / 42 حديث 115 و 121 طبعة دار إحياء الكتب ، صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب مناقب علي بن أبي طالب : 4 / 208 طبعة دار الفكر و : 5 / 19 طبعة الأميرية و 4 / 71 طبعة بمبي ، المستدرك للحاكم : 3 / 109 و 2 / 337 و صححه ، تاريخ الطبري : 3 / 104 ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي : 1 / حديث : 30 و 125 و 148 و 149 و 150 و 251 و 271 و 272 و 273 و 274 و 276 و 277 و 278 و 279 و 280 و 281 و 329 و 330 و 336 و 337 و 338 و 339 و 340 و 341 و 342 و 343 و 344 و 345 و 346 و 347 و 348 و 349 و 350 و 351 و 352 و 353 و 354 و 355 و 356 و 357 و 358 و 359 و 360 و 361 و 362 و 363 و 364 و 365 و 366 و 367 و 368 و 369 و 370 و 371 و 372 و 373 و 374 و 375 و 376 و 377 و 378 و 379 و 380 و 381 و 382 و 383 و 384 و 385 و 386 و 387 و 388 و 389 و 390 و 391 و 392 و 393 و 394 و 396 و 397 و 398 و 399 و 400 و 401 و 402 و 403 و 404 و 405 و 406 و 407 و 408 و 409 و 410 و 411 و 412 و 413 و 414 و 415 و 416 و 417 و 418 و 419 و 420 و 421 و 422 و 423 و 424 و 425 و 426 و 427 و 428 و 429 و 430 و 431 و 432 433 و 434 و 435 و 436 و 437 و 438 و 439 و 440 و 441 و 442 و 443 و 444 و 445 و 446 و 447 و 448 و 449 و 450 و 451 و 452 و 453 و 454 و 455 و 456 طبعة بيروت ، أنساب الأشراف للبلاذري : 2 / 106 حديث 43 و 92 حديث 8 و 15 و 16 و 17 و 18 ، الإصابة لابن حجر : 2 / 507 و 509 ، الاستيعاب بهامش الإصابة : 3 / 34 و 35 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي : 76 و 77 و 78 و 79 و 80 و 81 و 82 و 83 و 84 و 85 طبعة الحيدرية ، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي : 27 حديث 40 و 41 و 42 و 43 و 44 و 45 و 46 و 47 و 48 و 49 و 50 و 51 و 52 و 53 و 54 و 55 و 56 و 303 طبعة 1 طهران ، حلية الأولياء : 7 / 194 وصححه و 195 و 196 و 197 وصححه ، المناقب للخوارزمي الحنفي : 60 و 74 و 83 و 84 و 86 و 130 و 76 و 19 و 24 و 214 ، ذخائر العقبى : 63 و 64 و 69 و 87 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 168 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي : 35 و 44 و 49 و 50 و 51 و 56 و 57 و 63 و 80 و 86 و 88 و 114 و 130 و 176 و 182 و 185 و 204 و 220 و 234 و 254 و 408 و 496 طبعة اسلامبول ، أُسد الغابة : 2 / 8 و 4 / 26 و 27 ، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي : 95 و 107 ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي : 281 و 282 و 283 و 284 و 285 و 287 طبعة الحيدرية و 148 و 149 و 150 و 151 و 153 طبعة الغري ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 2 / 495 و 575 و 3 / 255 و 4 / 220 طبعة 1 بمصر و 9 / 305 و 10 / 222 و 13 / 211 و 18 / 24 طبعة مصر بتحقيق محمد أبو الفضل ، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي : 18 و 19 و 20 و 23 ، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي : 21 و 22 و 110 ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي : 1 / 150 حديث 204 و 205 ، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي : 1 / 48 و 49 ، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار : 148 و 149 طبعة السعيدية و 134 و 136 طبعة العثمانية ، المعجم الصغير للطبراني : 2 / 22 و 54 ، مجمع الزوائد : 9 / 109 و 110 و 111 و 119 ، الرياض النضرة : 2 / 214 و 215 و 216 و 248 طبعة 2 ، كنز العمال : 15 / 139 حديث 403 و 404 و 410 و 411 و 432 و 487 طبعة 2 ، مرآة الجنان لليافعي : 1 / 109 وصححه طبعة بيروت ، العقد الفريد لابن عبد ربه : 4 / 311 و 5 / 100 طبعة لجنة التأليف بمصر و 2 / 279 و 3 / 48 طبعة العثمانية ، مصابيح السنة للبغوي : 2 / 275 و صححه طبعة محمد علي صبيح ، الفتح الكبير للنبهاني : 1 / 277 و 3 / 398 ، جامع الأصول لابن الأثير : 9 / 468 و 469 ، مشكاة المصابيح : 3 / 242 ، الجامع الصغير للسيوطي : 2 / 56 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد : 5 / 31 و 53 و 55 ، إحقاق الحق : 5 / 133 ـ 234 طبعة 1 بطهران ، فرائد السمطين : 1 / 122 و 123 و 124 و 126 و 127 و 317 و 329 و غيرها من عشرات الكتب .


                            المسألة أكبر من كونها مسألة غيرة و شجاعة ، نحن نتكلم عن الإسلام و مصلحته التي هي فوق كل شيء

                            عندما يشهر والأمة الإسلامية لاتزال حديثة العهد في الجاهلية سيهدم كل مابناه النبي
                            لإنها ستكون حرب دموية لاتستقر أبداً حتى ترتد الأمة الإسلامية على أعقابها
                            ولاننسى بأن الكثير من الأمة منهم الطلقاء ومنهم ضعاف الإيمان والمنافقين
                            لهذا السبب والسبب الرئيسي بأن هنالك وصية من النبي بالحفاظ على بيضة الإسلام مهما كانت الفتن ومهما كان ثمن التضحية

                            تماماً كما فعل هارون عندما أخلفه في قومه نبي الله موسى عليهما السلام
                            لكن القوم لا يعقلون !

                            تعليق


                            • هل يصح قصر حديث (انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) بحادثة تبوك فقط ؟؟


                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              يقولون ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) حديث له حادثة خاصة وهي غزوة تبوك وأنتهت بانتهاء الغزوة ،،
                              ولا شيء أكثر من ذلك ،،

                              وعندنا تقريب لهذه المسألة وإثبات
                              أن هذه المنزلة لم تقتصر على غزوة تبوك بل قالها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غير غزوة تبوك ،، أرجو أن نكون موفقين في البيان ،،


                              فنقول :
                              جاء بسند صحيح في مصنف ابن أبي شيبة ح32076 : " حدثنا عبد الله بن نمير عن موسى الجهني قال حدثتني فاطمة ابنة علي قالت : حدثتني أسماء ابنة عميس قالت :
                              سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي أنت مني بـنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي ".

                              وهو في فضائل الصحابة لابن حنبل ح1020 ، وعلق عليه وصي الله بن محمد عباس بقوله ( وهو في المسند بهذا الإسناد مثله ، وإسناده صحيح ) .

                              وهذا يعني أن أسماء بنت عميس قد سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام
                              ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى )
                              ، ولا يصح سماعها له في الجرف ،
                              لأن أسماء بنت عميس -زوجة أبي بكر- لم تكن قد خرجت مع الجيش آنذاك ،
                              والدليل على ذلك أن غزوة تبوك كانت بعد فتح مكة ،
                              والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يسمح لأي امرأة بالذهاب في الغزوات بعد فتح مكة ،

                              وهذا ما صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ح2887 :
                              " عن سعيد بن عمرو عن أم كبشة امرأة من قضاعة أنـها استأذنت النبي أن تغزو معه ، فقال : لا . فقالت : يا رسول الله ! إني أداوي الجريح ، وأقوم على المريض . قالت : فقال رسول الله : اجلسي لا يتحدث الناس أن محمدا يغزو بامرأة ".

                              وقال ابن حجر العسقلاني في الإصابة ت12215 تعليقا على الرواية : " ويمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمي ، أن هذا ناسخ لذاك لأن ذلك كان بخـيبر وقد وقع قبله بأحد كما في الصحيح من حديث البراء بن عازب وكان هذا بعد الفتح ".

                              فلا شك أنـها سمعت الحديث في غير غزوة تبوك ، وعليه فالمنـزلة عامة ولا تقتصر على تلك الحادثة الخاصة .,,

                              تعليق


                              • الرد على حديث لانورث الذي ذكره أبو بكر عندما جائت السيدة فاطمة تطلب ميراثها

                                الجواب :
                                ان روايه لانورث ماتركناه صدقه هو احاديث الاحاد
                                ومن المعروف ان احاديث الاحاد غير مقبول وهذا يعني ان ابو بكر اخرج الحديث من عنده ولذلك غضبت فاطمه الزهراء


                                وقد قال ابو بكر في اواخر حياته نادماً على فعلته تلك :

                                روى عن قول أبي بكر :
                                ((أنه قال قبيل وفاته : إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن ووددت أني تركتهن ... وددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ...).))
                                الطبري في (تاريخه 4 / 52)
                                والذهبي في (ميزان الاعتدال 2 / 215) عن العقيلي مسنداً اعترف بصحته , وابن قتيبة في (الامامة والسياسة 1 / 18), وغيرهم من كبار علماء أهل السنة .

                                وهذا يعني ان فاطمه الزهراء ماتت وهي غاضبه أو واجدة على ابو بكر
                                كما وردتنا في أحاديث أهل السنة

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X