إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

موسوعة الـــرد علــى أكثــر مـــن 700 ســؤال وإشكـال سنــي وناصبي ووهــابـي سلفي ۞ ۩

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الشيعة والقرآن الكريم

    أسعد وحيد القاسم

    يعتقد الشيعة أن ( القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من الله تعالى على لسان نبيه الأكرم في تبيان كل شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن محاربتها في البلاغة والفصاحة وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي (صلى الله عليه وآله)، ومن ادعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه وكلهم على غير هدى، فإنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )(1).

    ويقول شيخ المحدثين محمد بن علي القمي الملقب بالصدوق: " اعتقادنا في القرآن الذي أنزل الله تعالى على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك... ومن نسب إلينا أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب "(2).


    ويؤكد ذلك ما يقوله الأستاذ البهنساوي وهو أحد مفكري الإخوان المسلمين: "... إن الشيعة الجعفرية الاثني عشرية يرون كفر من حرف القرآن الذي أجمعت عليه الأمة منذ صدر الإسلام... وإن المصحف الموجود بين أهل السنة هو نفسه الموجود في مساجد وبيوت الشيعة ".

    ويواصل قوله في مجال رده على ظهير والخطيب، فينقل رأي السيد الخوئي: " المعروف بين المسلمين عدم وقوع التحريف في القرآن، وأن الموجود بين أيدينا هو جميع القرآن المنزل على النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)"(3).

    وأما الشيخ محمد الغزالي فيقول في كتابه دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين: " سمعت من هؤلاء يقول في مجلس علم: إن للشيعة قرآنا آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف. فقلت له: أين هذا القرآن؟


    ولماذا لم يطلع الإنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل؟

    لماذا يساق هذا الافتراء؟

    ... فلماذا هذا الكذب على الناس وعلى الوحي؟"(4).


    وأما الروايات غير الصحيحة والتي قد يستند إليها البعض والتي تقول بتحريف القرآن والموجودة في كتب الحديث عند الشيعة، فإنها مدانة ومرفوضة يوجد مثيلها في كتب صحاح الحديث عند أهل السنة، وقد أخرج البخاري بسنده عن عائشة أنها قالت: " سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال: يرحمه الله لقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا"(5).

    وبالطبع فإنه لا يمكن لأحد أن يصدق بما يعنيه الحديث أعلاه والذي يشير إلى عدم حفظ الرسول (صلى الله عليه وآله) للقرآن كاملا أو نسيانه لبعض الآيات منه، وفيما يلي ما يشير إلى أن جزءا من سورة التوبة لم يجدوه إلا مع

    خزيمة الأنصاري أثناء جمع القرآن، وذلك على حد ما أخرجه البخاري في صحيحه، فعن زيد بن ثابت قال: " لما نسخنا الصحف في المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤها لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة الأنصاري الذي جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهادة رجلين من المؤمنين - ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه )-"(6).

    وفي رواية أخرى عن زيد بن ثابت قال: "... فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره"(7).

    فأين هذه الرواية من الحقيقة القائلة بنقل القرآن بالتواتر؟!


    ومن ضمن الروايات الكثيرة التي أخرجها البخاري وغيره من رجال الحديث من أهل السنة في صحاحهم ومسانيدهم، والتي تقول صراحة بتحريف القرآن الكريم ما يروى عن الخليفة عمر بن الخطاب بالسند عن عبد الله بن عباس قال: " خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف. فأنكر علي وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله؟ فجلس عمر على المنبر. فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإني قائل لكم مقالة قدر لي أن أقولها، لا أدري لعلها بين يدي أجلي، فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي. إن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها.

    رجم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورجمنا بعده. فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: " والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله. والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة أو كان الحمل أو الاعتراف "(8).

    والرواية التالية التي أخرجها البخاري أيضا تبين أن عمر بن الخطاب كان يود أن يضيف تلك الآية التي أسقطت (على حد زعمه) بنفسه، ولكنه كان يخشى كلام الناس: " قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي وأقر ماعز عند النبي (صلى الله عليه وآله) بالزنا أربعا فأمر برجمه"(9).


    وأما الآية المزعومة فهي: " والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة"(10).

    كما روى ذلك ابن ماجة في صحيحه: وبما أن القرآن الذي بين أيدينا نعتقد جزما بعدم تعرضه لأي نقصان أو زيادة، فإنه لا بد وأن يكون الخليفة عمر قد التبس عليه الأمر، وقد يكون مصدر هذا الالتباس وجود آية الرجم فعلا، ولكن في توراة أهل الكتاب وليس القرآن الكريم كما يظهر من رواية ابن عمر الذي قال: "... أتي النبي (صلى الله عليه وآله) برجل وامرأة من اليهود قد زنيا، فقال لليهود: ما تصنعون بهما؟ قالوا: نسخم وجوههما ونخزيهما، قال: فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، فجاءوا فقالوا لرجل ممن يرضون أعور -: اقرأ، فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها فوضع يده عليه، قال: ارفع يدك، فرفع يده فإذا فيه آية الرجم تلوح، فقال: يا محمد، إن عليهما الرجم ولكننا نتكاتمه بيننا، فأمر بهما فرجما"(11).


    وما يقوي احتمال وقوع التباس عمر بين كتاب الله الحكيم وتوراة أهل الكتاب ما ذكره الجزائري في كتابه: "هذه نصيحتي إلى كل شيعي"، وهذا نصه: (... وكيف تجوز قراءة تلك الكتب المنسوخة المحرفة والرسول (صلى الله عليه وآله) يرى عمر وفي يده ورقة من التوراة فينتهره قائلا: ألم آتيكم بها بيضاء نقية ؟! إذا كان الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يرض لعمر مجرد النظر في تلك الورقة من التوراة...)(12).

    ويروى عن عمر أيضا قوله: " ثم إنا كنا نقرأ من كتاب الله - أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم - أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم)(13).

    ولا يخفى على أحد أن هذه الآية كسابقتها ليس لها وجود في كتاب الله.

    وأما عبد الله بن مسعود، فقد روي عنه أنه كان يضيف كلمتي "الذكر والأنثى" على الآية الكريمة - (والليل إذا يخشى) - فعن علقمة قال: "... كيف يقرأ عبد الله - والليل إذا يخشى - فقرأت عليه – والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى - قال: والله لقد أقرأنيها رسول (صلى الله عليه وآله) من فيه إلى في"(14).

    وهكذا يوقعنا البخاري الذي أخرج هذه الرواية في صحيحه بتناقض جديد، ذلك إنه يروي أيضا أمر الرسول (صلى الله عليه وآله) للمسلمين باستقراء القرآن من عبد الله بن مسعود.

    فبالرواية عن ابن عمر قال: بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان: " يقول: استقرئوا القرآن عن أربعة: عن عبد الله بن مسعود فبدأ به " أو قال: " استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل "(15).


    فكيف يأمرنا الرسول (صلى الله عليه وآله) باستقراء القرآن ممن لا يحسن حفظه ؟ نترك الإجابة على هذا السؤال بالطبع للبخاري ومن سار على منهجه باعتقاد صحة كل ما روي في صحيحه.

    وأما صحيح مسلم، فقد وجد فيه مثل ذلك أيضا، فعن عائشة أنها قالت: " كان فيما أنزل من القرآن - عشر رضعات معلومات - فتوفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهن فيما يقرأ من القرآن"(16)، وزعم عائشة هذا مما فيه ردا صريحا على من يقول بأن أمثال هذه الروايات هو مما نسخ، وإلا فما معنى زعمها استمرار قراءتها بالرغم من وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)؟!

    وعن أبي الأسود عن أبيه قال: "إن أبا موسى الأشعري بعث إلى قراء البصرة وكانوا ثلاثمائة رجل، فقال فيما قال لهم: وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة، غير أني حفظت منها - لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب - "(17).

    وفي كتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي، يذكر بعض الروايات بأن القرآن 112 سورة فقط أو بإضافة سورتي الحفد والخلع(18)... وغير ذلك من أمثال تلك الروايات والتي نكتفي بالقدر الذي أوردناه منها.

    وبعد، فهل يجوز أن يقول الشيعي أن قرآن أهل السنة ناقص أو زائد لوجود روايات تقول بذلك في كتب الحديث عندهم ؟ بالتأكيد لا، لأن إجماع أهل السنة هو القول بعدم تحريف القرآن.


    وأما مسألة وجود هذه الروايات القائلة بالتحريف في كتب صحاح الحديث عندهم - لا سيما البخاري ومسلم منها والتي ألزم أهل السنة أنفسهم بحجة أن جميع ما روي فيها يعتبر صحيحا على رأيهم - فإن تفسير ذلك يكون بأحد أمرين لا ثالث لهما:

    فإما أن تلك الروايات صحيحة ولكن فيها من الالتباس الذي حصل لرواتها كما هو الحال بشأن آية الرجم.


    وإما أن تكون تلك الروايات غير صحيحة كما هو الحال بالنسبة لباقي الروايات التي ذكرناها، وبذلك فإنه لا بد من إعادة النظر في تسمية كتابي البخاري ومسلم (بالصحيحين).

    فبماذا نفسر إذن تلك الحملة المسعورة التي يقوم بها بعض الكتاب أمثال ظهير والخطيب وغيرهم باتهام الشيعة بتحريف القرآن لمجرد وجود روايات ضعيفة في كتب الحديث عندهم تقول بذلك هي مرفوضة عندهم، ويوجد ما يشابهها الكثير من الروايات التي أخرجها رجال الحديث من أهل السنة في صحاحهم. فمن كان بيته من زجاج لا يرمي بيوت الآخرين بالحجارة!



    الهوامش:

    1- عقائد الإمامية لمحمد رضا المظفر ص 41 ط الثالثة.


    2- اعتقادات الصدوق.

    3- السنة المفتري عليها: ص 60.

    4- دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين.


    5- صحيح البخاري ج 6 ص 508 كتاب فضل القرآن باب نسيان القرآن.

    6- صحيح البخاري ج 6 ص 291 كتاب التفسير فمنهم من قضى نحبه.

    7- صحيح البخاري ج 6 ص 162 كتاب التفسير باب لقد جاءكم رسول من أنفسكم.

    8- صحيح البخاري ج 8 ص 539 كتاب المحاربين من أهل الكفر باب رجم الحبلى من الزنا.

    9- صحيح البخاري ج 9 ص 212 كتاب الأحكام باب الشهادة تكون عند الحاكم.


    10- سنن أبي داود.

    11- صحيح البخاري ج 9 ص 476 كتاب التوحيد باب ما يجوز من تفسير التوراة.

    12- هذه نصيحتي إلى كل شيعي لأبي بكر الجزائري.

    13- صحيح البخاري ج 8 ص 540 كتاب المحاربين من أهل الكفر باب رجم الحبلى من الزنا.

    14- صحيح البخاري ج 5 ص 63 كتاب الفضائل الصحابة باب مناقب عمار وحذيفة.

    15- صحيح البخاري ج 5 ص 71 كتاب فضائل الصحابة باب مناقب عبد الله بن مسعود.


    16- صحيح مسلم ج 2 ص 1075، ط دار إحياء التراث العربي، كتاب الرضاع باب التحريم بخمس رضعات.

    17- صحيح مسلم كتاب الزكاة ج 2 ص 726، ط دار إحياء التراث العربي. باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثا.

    18- الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: ص 65


    ___________________

    تعليق


    • #17
      المنصفون من أهل السنة ينفون فرية تحريف القرآن عن الشيعة

      لو اقتصر تكذيب هذه الفرية على أكابر الشيعة لكان من العجب أن يتمسك أولئك الأعراب بافتراءاتـهم ، ولكن ما يصدم العقل البشري أن كثيرا من علماء أهل السنة نفوا تلك الفرية عن الشيعة جملة وتفصيلا

      ومع ذلك تُصْدَم بأن الوهابية – نعوذ بالله العظيم مما ابتلاهم الله به من سوء سريرة - صموا وعموا حتى عن أقوال بني جلدتـهم وأهل الفضل منهم ، وهذه بعض كلماتـهم :
      يقول الشيخ محمد أبو زهرة : " القرآن بإجماع المسلمين هو حجة الإسلام الأولى وهو مصدر المصادر له ، وهو سجل شريعته ، وهو الذي يشتمل على كلّها و قد حفظه الله تعالى إلى يوم الدين كما وعد سبحانه إذ قال{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر/9). وإن إخواننا الإمامية على اختلاف منازعهم يرونه كما يراه كل المؤمنين " ( 1 ).
      وقال :" إن الشريف المرتضى وأهل النظر الصادق من إخواننا الإثنا عشرية قد اعتبروا القول بنقص القرآن أو تغييره أو تحريفه تشكيكا في معجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم واعتبروه إنكارا لأمر علم من الدين بالضرورة " ( 2 ).
      وقال الشيخ رحمة الله الهندي : " القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية محفوظ من التغيير والتبديل ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه،فقوله مردود غير مقبول عندهم " ( 3 ) .
      وقال الشيخ محمد الغزالي : " سمعت من هؤلاء يقول في مجلس علم : أن للشيعة قرآنا آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف ! فقلت : أين هذا القرآن ؟ ! ولـماذا لم يطلع الإنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل ؟ لمـاذا يساق هذا الافتراء ؟ … ولمـاذا هذا الكذب على الناس وعلى الوحي " ( 4 ) .
      وقال محمد علي الزعبي : " لقد اتفق المسلمون - ويحز في قلبي الألم حين أصفهم بالسنة والشيعة بعد أن دعاهم الله مسلمين ورضي لهم الإسلام دينا - اتفقوا على عصمة القرآن وحفظه منذ عهد نـزوله حتى الآن فالسنيون على تعداد مذاهبهم الفقهية المعروفة ، والتي أصبحت في ذمة التاريخ ، والشيعة ، سواء أكانوا إمامية اثني عشرية أو زيدية أو إسماعيلية : بـهرة أم موحّدين أم آغاخانية… جميعهم ينظرون كتاب الله الموجود بين أيدي الناس معصوما محفوظا كما أنزل ، ويعتقدون أنه هو نفسه الذي أنزله الله لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ووصل الناس دون زيادة أو نقص ، نعم هذا ما اتفق عليه مسلمو العالم في جميع عصورهم وهذا ما سجله مؤلفوهم ومحققوهم ومخلصوهم ولو أردنا أن نقول للقارئ راجع كتاب كذا وصفحة كذا لأذهبنا سجلا بأسماء الكتب " ( 5 ) .
      وقال البهنساوي : " إن الشيعة الجعفرية الاثني عشرية يرون كفر من حرّف القرآن الذي أجمعت عليه الأمة منذ صدر الإسلام … وإن المصحف الموجود بين أهل السنة هو نفسه الموجود في مساجد وبيوت الشيعة وأنه لا يوجد منهم في عصرنا من يقول بما جاء في بعض كتبهم القديمة عن مصحف فاطمة بل يقولون إن هذه روايات غير صحيحة مردودة كما أن أئمة الشيعة في عصرنا يؤكدون ذلك " ( 6 ) .
      أقول إن قصد أن كتب الشيعة تنص على أن مصحف فاطمة عليها السلام هو قرآن الشيعة ، فهذا الكلام غير صحيح وهي من الإشاعات التي حيكت على مذهب أهل البيت عليهم السلام ، والحق أن الشيعة الإمامية يعتقدون أن لفاطمة عليها السلام كتابا يسمى في كلمات أئمة أهل البيت عليهم السلام ب‍ مصحف فاطمة لا يوجد به شيء من القرآن ، وإنما فيه أخبار من يملك والحوادث الآتية على الناس ، وليس بقرآن للشيعة كما يحاول الوهابية إدارتـها على السذج متوسلين بتسميته باسم (مصحف) الذي يتبادر منه القرآن في عرفنا اليوم ، مع أن المصحف في اللغة تعني ما جمع في الصحف سواء كانت صحفا كتب فيها قرآن أم غيره ، ولكن الوهابية يخادعون ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
      وقال الأستاذ محمد المديني عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية : " وأمّـا أن الإمامية يعتقدون نقص القرآن ، فمعاذ الله . إنما هي روايات رويت في كتبهم ، كما روي مثلها في كتبنا . وأهل التحقيق من الفريقين قد زيّفوها ، وبينوا بطلانـها وليس في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك كما أنه ليس في السنة من يعتقده ".
      وقال أيضا : " وقد ألّف أحد المصريين كتابا اسمه ( الفرقان ) حشاه بكثير من أمثال هذه الروايات السقيمة المدخولة المرفوضة ، ناقلا لها عن الكتب والمصادر عند أهل السنة ، وقد طلب الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد أن بين بالدليل والبحث العلمي أوجه البطلان والفساد فيه ، فاستجابت الحكومة لهذا الطلب وصادرت الكتاب ، فرفع صاحبه دعوى يطلب فيها تعويضا ، فحكم القضاء الإداري في مجلس الدولة برفضها .
      أفيقال أنّ أهل السنة ينكرون قداسة القرآن ؟ أو يعتقدون نقص القرآن لرواية رواها فلان ؟ أو لكتاب ألفه فلان ؟ فكذلك الشيعة الإمامية ، إنما هي روايات في بعض كتبهم كالروايات التي في بعض كتبنا " ( 7 ) .
      قال الدكتور محمد عبد الله دراز : " ومهما يكن من أمر فإن هذا المصحف هو الوحيد المتداول في العالم الإسلامي ، بـما فيه فرق الشيعة ، ومنذ ثلاثة عشر قرنا من الزمان ، و نذكر هنا رأي الشيعة الإمامية – أهم فرق الشيعة – ثم ذكر كلام الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه " ( 8 ) .
      وقال الدكتور علي عبد الواحد وافي :" يعتقد الشيعة الجعفرية كما يعتقد أهل السنة أن القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل المنـزل على رسوله المنقول بالتواتر والمدوّن بين دفتي المصحف بسوره وآياته المرتبة بتوقيف من الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، وأنه الجامع لأصول الإسلام عقائده وشرائعه و أخلاقه ، والخلاف بيننا وبينهم في هذا الصدد يتمثل في أمور شكلية وجانبية لا تمس النص القرآني بزيادة ولا نقص ولا تحريف ولا تبديل ولا تثريب عليهم في اعتقادهم " ( 9 ) .
      وقال أيضا : " أما ما ورد في بعض مؤلفاتـهم من آراء تثير شكوكا في النص القرآني وتنسب إلى بعض أئمتهم ، فإنـهم لا يقرونـها وتعتقدون بطلان ما تذهب إليه ، وبطلان نسبتها إلى أئمتهم ولا نعدها من مذهبهم ، مهما كانت مكانة رواتـها عندهم ومكانة الكتب التي وردت فيها …وقد تصدى كثير من أئمة الشيعة الجعفرية أنفسهم لرد هذه الأخبار الكاذبة وبيان بطلانـها وبطلان نسبتها إلى أئمتهم وأنـها ليست من مذهبهم في شيء " ( 10 ) .
      وقال الدكتور محمد عزة دروَزة :" وبحيث يمكن القول بجزم بناء على ذلك إن ما ورد في الروايات التي جلها أو كلها غير وثيق السند مع ذلك من زيادات أو نقص في الكلمات والآيات والسور ، ومن مخالفة للترتيب لم يثبت عند الملأ من أصحاب رسول الله وناتج عن وهم وخطأ ، ولبس وعدم تثبت فأهمل ، ومنه ما يصح القول بقـوة : إنـه مخـترع و مـدسـوس بنيـة سيئـة وقصد مغـرض . وجمهور العلماء والمـؤلفيـن مجمـعون على هذه الحقائـق بدون خـلاف ، ومن جملة ذلك علماء ومؤلفو الشيعة الإمامية " ( 11 ) .
      وقال مصطفى الرافعي : " والقرآن الكريم هو الموجود الآن بأيدي الناس من غير زيادة و لا نقصان . وما ورد من أنّ الشيعة الإمامية يقولون بأن القرآن قد اعتراه النقص …هذا الادعاء أنكره مجموع علماء الشيعة الأعلام … فالقرآن الكريم –إذن هو عصب الدولة الإسلامية ، تتفق مذاهب أهل السنة مع مذهب الشيعة الإمامية على قداسته ووجوب الأخذ به . وهو نسخة موحدة لا تختلف في حرف ولا رسم لدى السنة والشيعة الإمامية في مختلف ديارهم وأمصارهم " ( 12 ) .
      وها قد أوردنا كلمات علماء الإمامية ومراجعهم في سلامة القرآن من التحريف وأتبعناهم ثم الآخرين من علماء أهل السنة وكلهم متفقون على تكذيب من يرمي الشيعة بـهذه الفرية ، وكلماتـهم واضحة صريحة في اعتقاد الشيعة بسلامة القرآن من التحريف من ألفه إلى يائه بلا زيادة أو نقصان ، ومن نسب لـهم خلاف ذلك فهو كاذب مفتر عليهم ، وبعد أن شهد شاهد من أهلها ، هل بقي مجال للادعاءات الباطلة والافتراءات الزائفة ؟!

      * من كتاب إعلام الخلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السلف ص 123 إلى ص 126


      يتبــــــــــع

      تعليق


      • #18
        رد على الكذابين في تحريف القران 1

        القرآن الكريم كتاب الله المنزّل على رسوله النبي الاَمين صلى الله عليه وآله وسلم، وهو دستور الاِسلام الخالد (لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ ولا مِنْ خَلفِهِ)، وقد أجمع المسلمون على أنّه المصدر الاَوّل في التشريع الاِسلامي، والمرجع الاَساس في استقاء الفكر والعقيدة والنظم والمفاهيم الاِسلامية؛ ولذلك كلّه حرصَ الرسول الاَعظم صلى الله عليه وآله وسلم على سلامة هذا القرآن وتبليغه كما أُنزل حرفاً بحرف وكلمة كلمة، وكيف لا يحرص على ذلك وهو برهان نبوته، ومعجزة الاِسلام الخالدة.
        !؟ فالظروف التي أحاطت بنزول القرآن الكريم تقتضي سلامته من مزعومة التحريف؛ لاَنَّ الرسول الاَعظم صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بتدوين النصّ القرآني أوَّلاً بأوَّلٍ، وقد اتخذ كُتّاباً يكتبون الوحي حين نزوله، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يشرف بنفسه على وضع كلِّ آيةٍ في موضعها من السورة، ولم يكتفِ بذلك، بل كان يأمر باستظهار القرآن الكريم وتعلُّمِه لينضمَّ الاستظهار إلى التدوين في حفظ القرآن الكريم وسلامته.
        هذا زيادة على حرص المسلمين وعنايتهم البالغة وتفانيهم من أجل أن لا تمتد إلى القرآن الكريم يد التغيير أو التبديل حتى ولو بحرف واحد؛ لاَنّه دستورهم المقدس، وكتاب ربهم تعالى الذي خاطب فيه نبيهم الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى: (وَلَو تَقَوَّلَ عَلَينا بَعضَ الاَقاوِيلِ *لاخذنا مِنهُ باليَمِينِ* ثم لَقَطعنَا مِنهُ الوَتِينَ).
        وقد صرّح أهل البيت عليهم السلام ـ الَّذين هم عدل الكتاب كما نطق الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الثقلين ـ بسلامة القرآن، من الزيادة والنقصان، وتابعهم على ذلك أئمة أعلام الشيعة ومحققو علماء أهل السنة، وشذّ من شذّ لروايات لم تثبت ولم تصح سنداً، وأمّا ما صحَّ منها فمؤول بوجه مقبول، ومصروف عن ظاهره قطعاً؛ لمخالفته الاَدلة القاطعة والبراهين الساطعة على سلامة القرآن من الزيادة والنقصان .
        فإنّ القرآن الكريم الموجود بين أيدينا هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على نبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلم للاعجاز والتحدّي، وتعليم الأَحكام، وتمييز الحلال من الحرام، وقد كان مجموعاً على عهد الوحي والنبوة على ما هو عليه الآن من عدد سوره وآياته، وهو متواتر بجميع سوره وآياته وكلماته تواتراً قطعياً باتفاق كلمة مذاهب المسلمين وفرقهم.
        وقد توهّم البعض وقوع التحريف في كتاب الله العزيز استناداً إلى جملة من الاَخبار الظاهرة في نقص القرآن، وهي إمّا أخبار غير معتبرة سنداً، أو إنّها أخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً، أو إنّها مؤوّلة بنحوٍ من الاعتبار، وإلاّ فقد نصّ المحقون من علماء المسلمين على أن يُضْرَب بها الجِدار.
        وحقيقة فان لدينا من الدلائل التي تشير الى عدم تحريف القران كثيرة وهي :
        1 ـ حِفظ الله سبحانه للقرآن الكريم، ولذا لم يتّفق لاَمرٍ تاريخي من بداهة البقاء مثلما اتّفق للقرآن الكريم، فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي تعهّدت المشيئة الاِلهية ببقائه مصوناً من تلاعب أهل الاَهواء ومن التحريف وإلى الاَبد حيثُ قال تعالى: (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر15: 9). فالمراد بالذكر ـ كما يقول المفسّرون ـ في هذه الآية: القرآن الكريم، وصيانة القرآن من التحريف من أبرز مصاديق الحفظ المصُرّح به في هذه الآية، ولولا أن تكفّل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم وصيانته عن الزيادة والنقصان لدُسّ فيه ما ليس منه، كما دُسّ في الكتب المتقدّمة المنزلة من عند الله، فلم يبقَ فيها سوى مادخل عليها من ركيك الكلام وباطل القول، ولكن الكتاب الكريم قد نفى كلّ غريب، وسلم من الشوائب والدخل، فلم يبق إلاّ كلام الربّ سليماً صافياً محفوظاً .
        2-نفي الباطل بجميع أقسامه عن الكتاب الكريم بصريح قوله تعالى: (وَإنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ * لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت 41: 41 ـ 44).
        3-قوله تعالى: (إنَّ عَلَينا جَمعَهُ وقُرآنَهُ * فإذا قَرَأناهُ فَاتَّبِعْ قُرآنَهُ * ثُمَّ إنَّ عَلَينا بَيَانَهُ) (القيامة 75: 17 ـ 19).
        فعن ابن عباس وغيره: إنّ المعنى: إنّ علينا جَمْعَهُ وقُرآنَهُ عليك حتّى تحفظه ويمكنك تلاوته، فلا تخف فوت شيءٍ منه .
        4-حديث الثقلين، حيث تواتر من طرق الفريقين أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين: كتابُ الله، وعترتي أهل بيتي، ما إنّ تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي
        وهذا يقتضي أن يكون القرآن الكريم مدوّناً في عهده صلى الله عليه وآله وسلم بجميع آياته وسوره حتّى يصحّ إطلاق اسم الكتاب عليه، ويقتضي أيضاً بقاء القرآن كما كان عليه على عهده صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة لتتمّ به ـ وبالعترة ـ الهداية الاَبدية للاَُمّة الاِسلامية والبشرية جمعاء ماداموا متمسّكين بهما، وإلاّ فلا معنى للاَمر باتّباع القرآن والرجوع إليه والتمسّك به، إذا كان الآمر يعلم بأنّ قرآنه سيُحرّف ويبدّل في يومٍ ما .
        5- إجماع العلماء على عدم التحريف إلاّ من لا اعتداد به، كما صرّح بذلك المحقّق الكلباسي المتوفى سنة (1262 هـ) بقوله: «انّ الروايات الدالّة على التحريف مخالفةٌ لاجماع الاَُمّة .
        6- التحريف ينافي كون القرآن المعجزة الكبرى الباقية أبد الدهر.
        قال العلاّمة الحلّي المتوفّى سنة (726 هـ): «إنّ القول بالتحريف يوجب التطرّق إلى معجزة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنقولة بالتواتر» (2). وذلك لفوات المعنى بالتحريف، ولاَنّ مدار الاِعجاز هو الفصاحة والبلاغة الدائرتان مدار المعنى، وبالنتيجة لا إعجاز حينما يوجد التحريف. فاحتمال الزيادة أو التبديل باطل، لاَنّه يستدعي أن يكون باستطاعة البشر إتيان ما يماثل القرآن، وهو مناقض لقوله تعالى: (وَإن كُنْتُم في رَيْبٍ ممّا نَزَّلنا عَلى عَبْدِنا فأتُوا بسورَةٍ من مِثْلِهِ)(البقرة2: 23)ولغيرها من آيات التحدي. وكذلك احتمال النقص بإسقاط كلمة أو كلمات ضمن جملةٍ واحدةٍ منتظمةٍ في أُسلوب بلاغي بديع، فإنّ حذف كلمات منها سوف يؤدّي إلى إخلال في نظمها، ويذهب بروعتها الاَُولى، ولايَدَع مجالاً للتحدّي بها.
        7-ثبوت كون القرآن الكريم مجموعاً على عهد الرسول الاَعظم صلى الله عليه وآله وسلم، كما يدلّ على ذلك كثيرٌ من الاَخبار في كتب الفريقين، حيث كان صلى الله عليه وآله وسلم يأمر أصحابه بقراءة القرآن وتدبّره وحفظه، وعرض مايُروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم عليه، كما أنّ جماعة من الصحابة ختموا القرآن على عهده وتلوه وحفظوه، وأنّ جبرئيل عليه السلام كان يعارضه صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن كلّ عامٍ مرة، وقد عارضه به عام وفاته مرتين، وهذا الدليل يُسقِط جميع مزاعم القائلين بالتحريف والتغيير، وما تذرّعوا به من أنّ كيفية جمع القرآن ومراحل ذلك الجمع، تستلزم في العادة وقوع هذا التحريف والتغيير فيه؛ وسنأتي على تفصيل ذلك في موضوع جمع القرآن بإذن الله تعالى.
        وهناك الكثير من الادلة الاخرى الدالة على سلامة القران من التحريف ...اما قول الكذابين المدعين على ان الشيعة قد حرفوا في كتاب الله فمردود عليهم لان جل علماء الامامية نفوا ذلك ومنهم :
        1-يقول الاِمام الشيخ الصدوق، محمّد بن علي بن بابويه القمي، المتوفّى سنة (381 هـ) في كتاب (الاعتقادات): «اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله على نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم هو مابين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة.. ومن نسب إلينا أنّا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب.
        2-ويقول الاِمام الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان، المتوفّى سنة (413 هـ) في (أوائل المقالات): «قال جماعة من أهل الاِمامة: إنّه لم ينقص من كَلِمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حُذِف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً، وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وعندي أنّ هذا القول أشبه ـ أي أقرب في النظر ـ مِن مقال من أدّعى نقصان كَلِمٍ من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه أميل.
        3-ويقول الاِمام الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، المعروف بشيخ الطائفة، المتوفّى سنة (460 هـ) في مقدمة تفسيره (التبيان): «المقصود من هذا الكتاب علم معانيه وفنون أغراضه، وأمّا الكلام في زيادته ونقصانه فممّا لا يليق به أيضاً، لاَنّ الزيادة فيه مجمعٌ على بطلانها، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه، وهو الاَليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله، وهو الظاهر من الروايات، غير أنّه رُويت روايات كثيرة من جهة الخاصّة والعامّة بنقصان كثير من آي القرآن، ونقل شيءٍ من موضع إلى موضع، طريقها الآحاد التي لاتُوجِب علماً ولا عملاً، والاَولى الاعراض عنها وترك التشاغل بها، لاَنّه يمكن تأويلها، ولو صَحّت لماكان ذلك طعناً على ماهو موجودٌ بين الدفّتين، فإنّ ذلك معلومٌ صحّته لايعترضه أحدٌ من الاَُمّة ولا يدفعه.
        4-ويقول الاِمام الشيخ الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن المتوفى سنة (548 هـ)، في مقدمة تفسيره (مجمع البيان): «ومن ذلك الكلام في زيادة القرآن ونقصانه، فانّه لا يليق بالتفسير، فأمّا الزيادة فمجمعٌ على بطلانها، وأمّا النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامّة أنّ في القرآن تغييراً ونقصاناً؛ والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى، واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء.
        5-ويقول الاِمام المجاهد السيد محمد الطباطبائي، المتوفّى سنة (1242 هـ) في (مفاتيح الاُصول): «لاخلاف أنّ كل ماهو من القرآن يجب أن يكون متواتراً في أصله وأجزائه، وأمّا في محلّه ووضعه وترتيبه فكذلك عند محقّقي أهل السنة، للقطع بأنّ العادة تقضي بالتواتر في تفاصيل مثله، لاَنّ هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم، والصراط المستقيم، ممّا توفّرت الدواعي على نقل جمله وتفاصيله، فما نقل آحاداً ولم يتواتر، يقطع بأنّه ليس من القرآن قطعاً.
        6-ويقول الاِمام السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، المتوفّى سنة (1413 هـ)، في (البيان في تفسير القرآن): «المعروف بين المسلمين عدم وقوع التحريف في القرآن، وأنَّ الموجود بأيدينا هو جميع القرآن المنزل على النبي الاَعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد صرح بذلك كثير من الاَعلام، منهم رئيس المحدثين الشيخ الصدوق محمد بن بابويه، وقد عدّ القول بعدم التحريف من معتقدات الاِمامية.

        رد على الكذابين في تحريف القران 2


        علماء الاَجلاّء والمحققين من الشيعة، لم يلتفتوا إلى ماورد في مجاميع حديثهم من الروايات الظاهرة بنقص القرآن، ولا اعتقدوا بمضمونها قديماً ولا حديثاً، بل أعرضوا عنها، وأجمعوا على عدم وقوع التحريف في الكتاب الكريم، كما تقدّم في كلمات أعلامهم.
        وروايات الشيعة في هذا الباب يمكن تقسيمها إلى قسمين:
        1 ـ الروايات غير المعتبرة سنداً؛ لكونها ضعيفة أو مرسلة أو مقطوعة، وهذا هو القسم الغالب فيها، وهو ساقط عن درجة الاعتبار.
        2 ـ الروايات الواردة عن رجال ثقات وبأسانيد لا مجال للطعن فيها، وهي قليلة جداً، وقد بيّن العلماء أنّ قسماً منها محمولٌ على التأويل، أو التفسير، أو بيان سبب النزول، أو القراءة، أو تحريف المعاني لا تحريف اللفظ، أو الوحي الذي هو ليس بقرآن، إلى غير ذلك من وجوه ذكروها في هذا المجال، ونفس هذه المحامل تصدق على الروايات الضعيفة أيضاً لو أردنا أن ننظر إليها بنظر الاعتبار، لكن يكفي لسقوطها عدم اعتبارها سنداً.
        أمّا الروايات التي لايمكن حملها وتوجيهها على معنى صحيح، وكانت ظاهرة أو صريحة في التحريف، فقد اعتقدوا بكذبها وضربوا بها عرض الحائط وذلك للاَسباب التالية:
        1 ـ أنّها مصادمةٌ لما عُلِم ضرورةً من أنّ القرآن الكريم كان مجموعاً على عهد النبوّة.
        2 ـ أنّها مخالفةٌ لظاهر الكتاب الكريم حيثُ قال تعالى: (إنّا نحنُ نَزّلنا الذِّكر وإنّا لهُ لَحَافِظُون).
        3 ـ أنّها شاذّةٌ ونادرةٌ، والروايات الدالة على عدم التحريف مشهورةٌ أو متواترةٌ، كما أنّها أقوى منها سنداً، وأكثر عدداً، وأوضح دلالة.
        4 ـ أنّها أخبار آحاد، ولا يثبت القرآن بخبر الواحد، وإنّما يثبت بالتواتر، كما تقّدم في أدلّة نفي التحريف، وقد ذهب جماعة من أعلام الشيعة الاِمامية إلى عدم حجّية الآحاد مطلقاً، وإنّما قيل بحجيّتها إذا اقتضت عملاً، وهي لا تقتضي ذلك في المسائل الاعتقادية ولا يُعبأ بها.
        و
        سنورد هنا شطراً من الروايات الموجودة في كتب الشيعة الاِمامية، والتي أدّعى البعض ظهورها في النقصان أو دلالتها عليه، ونبيّن ماورد في تأويلها وعدم صلاحيتها للدلالة على النقصان، وما قيل في بطلانها وردّها، وعلى هذه النماذج يقاس ما سواها، وهي على طوائف:
        الطائفة الاَولى: الروايات التي ورد فيها لفظ التحريف، ومنها:
        1 ـ ما رُوي في (الكافي) بالاسناد عن علي بن سويد، قال: كتبتُ إلى أبي الحسن موسى عليه السلام وهو في الحبس كتاباً ـ وذكر جوابه عليه السلام، إلى أن قال: ـ «أُؤتمنوا على كتاب الله، فحرّفوه وبدّلوه» .. ـ ما رواه ابن شهر آشوب في (المناقب) من خطبة أبي عبدالله الحسين الشهيد عليه السلام في يوم عاشوراء وفيها: «إنّما أنتم من طواغيت الاَُمّة، وشُذّاذ الاَحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرّفي الكتاب الواضح أنّ المراد بالتحريف هنا حمل الآيات على غير معانيها، وتحويلها عن مقاصدها الاَصلية بضروبٍ من التأويلات الباطلة والوجوه الفاسدة دون دليلٍ قاطعٍ، أو حجةٍ واضحةٍ، أو برهان ساطع، ومكاتبة الاِمام الباقر عليه السلام لسعد الخير صريحةٌ في الدلالة على أنّ المراد بالتحريف هنا التأويل الباطل والتلاعب بالمعاني، قال عليه السلام: «وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه، وحرفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه...» أي إنّهم حافظوا على ألفاظه وعباراته، لكنّهم أساءوا التأويل في معاني آياته.
        الطائفة الثانية: الروايات الدالّة على أنّ بعض الآيات المنزلة من القرآن قد ذُكِرت فيها أسماء الائمة عليهم السلام، ومنها:
        1-ما رُوي في (الكافي) عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: «نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله وسلم هكذا: (وإن كُنْتُم في رَيْبٍ مِمّا نَزَّلنا عَلَى عَبْدِنا ـفي عليّ ـ فأتُوا بسُورةٍ مِن مِثْلِهِ). (البقرة2: 23)
        2-ما رُوي في (الكافي) عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى: (من يُطعِ اللهَ ورَسُولَه ـ في ولاية عليّ والاَئمّة من بعده ـ فَقَد فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً) (الاحزاب 33: 71).
        3-ما رُوي في (الكافي) عن منخل، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: «نزل جبرئيل على محمّد صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الآية هكذا (يا أيُّها الذينَ أوتُوا الكتاب آمِنوا بما أنَزَّلنَا ـ في عليّ ـ نُوراً مُبِيناً).. هكذا نزلت.
        فالجواب عليها يكفي في سقوط هذه الروايات عن درجة الاعتبار نصّ العلاّمة المجلسي في (مرآة العقول) على تضعيفها، ويغنينا عن النظر في أسانيدها واحداً واحداً اعتراف المحدّث الكاشاني بعدم صحّتها وقول الشيخ البهائي: «ما اشتهر بين الناس من اسقاط اسم أمير المؤمنين عليه السلام من القرآن في بعض المواضع.. غير معتبرٍ عند العلماء وعلى فرض صحّته يمكن حمل قوله: «هكذا نزلت» وقوله: «نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الآية هكذا» على أنّه بهذا المعنى نزلت، وليس المراد أنّ الزيادة كانت في أصل القرآن ثمّ حُذِفت
        قال السيد الخوئي: «إنّ بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن وليس من القرآن نفسه، فلابدّ من حمل هذه الروايات على أنّ ذكر أسماء الاَئمّة في التنزيل من هذا القبيل، وإذا لم يتمّ هذا الحمل فلابدّ من طرح هذه الروايات لمخالفتها للكتاب والسُنّة والاَدلّة المتقدّمة على نفي التحريف وعلى فرض عدم الحمل على التفسير، فإنّ هذه الروايات معارضة بصحيحة أبي بصير المروية في (الكافي)، قال: سألتُ أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنواأطِيعُوا الله وأطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الاَمر مِنْكُم) (النساء4: 59). قال: فقال: «نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام». فقلت له: إنّ الناس يقولون: فما له لم يسمّ علياً وأهل بيته في كتاب الله ؟ قال عليهما السلام: «فقولوا لهم: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ لهم ثلاثاً ولا أربعاً، حتّى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي فسّر لهم ذلك فتكون هذه الرواية حاكمة على جميع تلك الروايات وموضحة للمراد منها.
        فمن اين جاء الكذابين باننا نحرف القران ؟
        اللهم انا نبرئ اليك ممايصفنا القوم به



        يتبــــــــع

        تعليق


        • #19
          هل تعرفون بأن عمر بن الخطاب هو اول من حرف بكلام الله


          كثرت الاشاعات حول ان الشيعة هم من حرف القرآن وهم من يقول بتحريفة ...ونلاحظ الكثير من المواضيع يتهم بها فلان وفلانة من الاعضاء ومنهم انا العبدة الفقيرة لله لأنني قلت ان عثمان عبث بترتيب القرآن وفق بعض الروايات
          واذا بي اكتشف ان اول من حرف القرآن هو عمر بن الخطاب ....
          وكانت الجملة هي:


          إقتباس:
          الشيخ والشيخة ارجموهما البتة بما قضيا من الشهوة


          فقد قام بنسبها لآيات القرآن جهاراً...وهي محاولة لتحريف القرآن بإدخال ما ليس منه فيه .....
          اليكم الادلة:

          قال الشيخ العريض في فتح المنان معلقا على آية الرجم التي جاءنا بـها عمر :
          " وهنا نستطيع أن نقول : بأنّ هذه الآية التي قالها عمر كانت أحكاما حفظها عن الرسول بألفاظ الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم ، والتعبير بأنّها آية من كتاب الله مجاز ، ولو كان ما قاله سيدنا عمر من باب الحقيقة لا الـمجاز " ( 1 ) .
          ( 1 ) فتح المنان في نسخ القرآن ص224-230 للشيخ علي حسن العريض مفتّش الوعظ بالأزهر .
          عمر يقول ان القرآن هو ثلاث اضعاف الموجود
          أخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب مرفوعاً : " القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً محتسبًا كان له بكل حرف زوجة من الحور " ( 1 ) ، هذا من صريح التحريف ، وقد مرّ الكلام عنه .
          عمر يقول * ذهب كثير من القرآن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم !
          في مصنف عبد الرزاق الصنعاني : " عن يوسف بن مهران أنه سمع ابن عباس يقول : أمر عمر بن الخطاب مناديا فنادى أن الصلاة جامعة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس لا تـخدعن عن آية الرجم فإنـها قد نزلت في كتاب الله عز وجل وقرأناها ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم ، وآية ذلك أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم قد رجم وأن أبا بكر قد رجم ورجمت بعدهما وإنه سيجيء قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم " ( 2 ) .
          قيل في الكتاب المقتبس عنه هذه الادلة:" وهذه صريحة في أن كثيرا من القرآن فـقِـد وضاع وكان سببه فقد الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أي أنه صلى الله عليه وآله وسلم الوحيد الذي حفظها من بينهم ! ، والأعجب أنه يقول ( لا تخدعن عن آية الرجم ) وكأن عدم وجودها في المصحف من استغفال وخداع الأمة في نظره ! ، وعلى أي حال فإن إدعاء آية الرجم من عمر أخرجه البخاري في صحيحه كما مر ."( 1 )
          مجمع الزوائد ج7ص163 قال ابن حجر تعليقا على الرواية : ( رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس ، ذكره الذهبي في الميزان لـهذا الحديث ، ولم أجد لغيره في ذلك كلاما ، وبقية رجاله ثقات )
          السيوطي في الدر المنثور ج6ص422 : ( أخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله …) فذكره ، وراجع الإتقان في علوم القرآن ج2ص70
          أقول : معنى كلام ابن حجر أن الذهبي خدش شيخ الطبراني لأنه تفرد بـهذا الخبر ، فلا يصح الحكم بضعف سند الرواية بخدش الذهبي لشيخ الطبراني لأنه خدشه كان نابعا من تفرده بـهذه الرواية ، فالاعتماد على قول الذهبي لتضعيف الرواي دور صريح باطل ، إذ معنى ذلك أن الرواية ضعيفة لأنـها ضعيفة ! ، ثم من قال انه تفرد بـهذه الرواية عن الطبراني ؟! فلعل غيره رواها عنه في كتاب ابن مردويه ! ، ثم لو سلمنا فمن قال ان من سمع شيئا بمفرده من شيخه ثم رواه كما سمعه يخدش في وثاقته !
          ( 2 ) مصنف عبد الرزاق ج7ص330ح13364.
          عمر يقول الآية الكريمة غير صحيحة !
          " أخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة ابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن خرشة بن الحر قال : رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ}(الجمعة/9). فقال من أملى عليك هذا ؟ قلت : أبي بن كعب . قال : إن أبيا أقرؤنا للمنسوخ قرأها ( فامضوا إلى ذكر الله ) ".
          " أخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال : قيل لعمر أن أبيا يقرأ {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}(الجمعة/9). قال عمر : أبي أعلمنا بالمنسوخ ، وكان يقرؤها ( فامضوا إلى ذكر الله ) " ( 1 ) .
          ابن حجر يصحح التحريف !
          قال ابن حجر العسقلاني مصححا الرواية الأولى :" قوله – أي البخاري- : وقرأ عمر فامضوا إلى ذكر الله . ثبت هذا هنا في رواية الكشميهني وحده ، وروى الطبري عن عبد الحميد بن بيان عن سفيان عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال : ما سمعت عمر يقرؤها قط فامضوا . ومن طريق مغيرة عن إبراهيم قال : قيل لعمر : إن أبي بن كعب يقرؤها {فَاسْعَوْا} ! قال : أما أنه أعلمنا وأقرؤنا للمنسوخ ، وإنـما هي فامضوا . وأخرجه سعيد بن منصور فبين الواسطة بين إبراهيم وعمر وأنه خرشة بن الحر ، فـصح الإسنـاد " ( 2 ) .
          هنا كلمة للكاتب يقول فيها:..."أقول : هذا معتقد ابن الخطاب فيما كُتب في مصاحف المسلمين ، فهو يرى أن هذه الآية {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} ليست بالمفردات الصحيحة ، والذي يجب أن يكتب في المصحف هو ( فامضوا إلى ذكر الله ) لأن هذا هو الذي ثبت عليه الإسلام وما غيره ألغى الله عز وجل قرآنيته ! ، قال القرطبي في تفسيره : " ما نسخ لفظه وحكمه أو لفظه دون حكمه ليس بقرآن على ما يأتي بيانه عند قوله تعالى ما ننسخ من آية إن شاء الله تعالى" ( 3 ) ."...
          [1- الدر المنثور ج6ص216 .
          ( 2 ) فتح الباري لابن حجر ج8ص492 ، ولزيادة الاطمئنان بصحة نسبة هذا التحريف أو القراءة لعمر يمكن مراجعة صحيح البخاري ج6ص63 ، السنن الكبرى للبيهقي ج3ص227 ، كتاب الأم للإمام الشافعي ج1ص225 ، الموطأ للإمام مالك ج1ص106ح13، ، مجمع الزوائد للهيثمى ج7ص124 ، كنـز العمال للمتقي الهندي ج2ص592 (أبو عبيد ص ش وابن المنذر وابن الانباري في المصاحف) ، ج2ص597 (عبد بن حميد) ، تنوير الحوالك للسيوطي ص127، حاشية الدسوقي ج1ص328 ، الثمر الداني للآبي الأزهري ص230 ، المغني لابن قدامه ج2ص143 ، الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامه ج2ص143، كتاب المسند للشافعي ص50 ، فتح القدير للشوكاني ج5ص228 ، ملاحظة بعض المصادر قد تكون عيالا على بعض ولذا لم نقتصر على ذكر المصادر الأم لاحتمال عدم توفرها عند القارئ المحترم .
          ( 3 ) تفسير القرطبي ج1ص86.
          عمر * يـقر بضياع آية من القرآن يوم اليمامة !
          عن ابن أبي داود في المصاحف بسنده : " أن عمر ابن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله فقيل : كانت مع فلان ، قتل يوم اليمامة ! فقال : إنا لله ! فأمر بجمع القرآن " ( 1 ) .
          وهذا يعني أن ابن الخطاب التفت إلى جمع القرآن حينما علم بفقد الآية بموت من كان يحفظها ولم ينكر على من لـهج أمامه بضياعها بل استرجع متأثرا بمصيبة التي حلت بالقرآن !
          ( 1 ) تاريخ القرآن للكردي الخطاط ص25.
          يقول الكاتب: أقول : يمكن أن يحاول أهل التأويل ايجاد مخرج لمتن الرواية بالقول أن ابن الخطاب طلب نصها المكتوب ! ، ولكنه أمر غير مستفاد من الرواية كما هو واضح ، ثم إن هذا الطلب للمكتوب إنما قيل –بزعمهم- بعد الأمر بجمع القرآن وحال المباشرة بجمعه لا قبله والرواية صريحة في كونـها قبله ، ثم ما دخل فقدان المكتوب بقتل القارئ ؟! فإن القارئ لا يقاتل ومعه المكتوب حتى يفقد ! .
          وحاول الكردي تأويل الرواية بطريق آخر فقال: ( ويحتار بعضهم في فهم هذه الرواية، كيف أن الآية التي سأل عنها عمر لا توجد إلا مع فلان الذي قتل يوم اليمامة ؟! فنقول : إن منطوق الرواية لا يدل على حصر الآية عند فلان فهناك غيره ممن يحفظها أيضا فعمر لما سمع بقتل فلان يوم اليمامة خاف من قتل حفاظ كلام الله تعالى أن يضيع القرآن فراجع أبا بكر في ذلك حتى جمعه في الصحف ).
          أقول : إن الرواية ظاهرة في الحصر ، نعم جملة (كانت مع فلان ، قتل يوم اليمامة ) بمنطوقها لا تدل على الحصر ولكن الرواية مع ملاحظة القرائن الداخلية ظاهرة في الحصر إذ لو لم تكن الآية مختصة بفلان لأجابوا سؤاله وقالوا له إن الآية التي سألت عنها هي مع فلان وفلان وقد كانت مع فلان الذي قتل ونحن نحفظها أيضا ، لا أن يقال أنـها كانت مع رجل قتل يوم اليمامة ، فيسترجع ويتحسف على الآية فيأمر بجمع القرآن ! ، ثم إن عددا كبيرا من الحفاظ قد قتل يوم اليمامة فما بال فلان قد خص من بينهم بالذكر ، أليس لاختصاصه بحفظها ؟! ، ثم إن استرجاع عمر بن الخطاب وتأثره ليس لاستشهاد فلان لأن القتل يوم اليمامة كان معلوما وقد استحر بالقراء ، وتعقيب استرجاعه بالأمر بجمع القرآن يدل على أن المصيبة حلت بالقرآن لا بفقد الشهيد ، ومصيبة القرآن هذه ليست إلا فقد الآية ، ثم من أين علم الكردي نص الآية حتى يقول : فهناك غيره ممن يحفظها أيضا ؟! ،
          وهذا ليس بعجيب على من ينتهج سياسة التأويل والترقيع ! ، وستأتي كلمات عدة من سلفهم الصالح على فقدان كثير من الآيات يوم اليمامة لم تُعرف ولم تُكتب وهذا موافق لما تدعيه هذه الرواية .

          * الآية مزيد فيها كلمة !
          " حدثنا معاذ بن شبة بن عبيدة قال : حدثني أبي عن أبيه عن الحسن : قرأ عمر : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان ) فقال أبي {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ }(التوبة/100). فقال عمر : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان ) وقال عمر : أشهد أن الله أنزلـها هكذا ، فقال أبي رضي الله عنه : أشهد أن الله أنزلها هكذا ، ولم يؤامر فيه الخطاب ولا ابنه " ( 1 )
          .( 1 ) تاريخ المدينة ج2ص709 ، الدر المنثور ج3ص269 ، قال ابن كثير في تفسيره ج2ص398 . ذكرنا بعض الروايات فيما سبق التي تحكي لنا وقوف أبي بن كعب رضوان الله تعالى عليه في وجه إنكار ابن الخطاب لذكر الأنصار في الآية .
          قلنا فيما سبق أن روايات الكافي التي فيها ( نزلت هكذا ) هي بمعنى التنـزيل المفسر للآية ولكن قول عمر هذا لا يمكن عده من التنـزيل لأنه حذف لكلمة من الآية ، والتنـزيل دوره دور التفسير لا الحذف من الآية .

          اليكم ماورد من روايات ان عثمان لعب بلفض او لنقل لحن القرآن:
          وهذا ابن عفان يدّعي أن في مصحفنا أخطاء وأغلاطا وهو المسمى باللحن ، واللـحن المتهم به القرآن منه – والعياذ بالله- قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ }(المائدة/69) فقد ادعوا أن فيها لـحنا وخطأً ولكي تكون سليمة من هذا الخطأ يجب أن تكتب ( والصابئين ) بالياء ، وكذا قوله تعالى { وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}(النساء/162) يجب أن تكتب ( والـمؤتـين الزكاة ) بالياء ، وكذا غيرها من الموارد التي يجب أن تبدل إلى ما يوافق قواعد اللغة العربية ليكون القرآن سليما - بزعمهم - من هذا التحريف ! وبعض هذه الموارد سيأتي التعرض لرواياتها في موضع آخر بإذنه تعالى ، ولنذكر رواياتـهم التي تنص على وجود اللحن والخطأ في القرآن بشكل عام .

          " أخرج ابن أبي داود عن عكرمة قال : لما أُتي عثمان بالمصحف رأى فيه شيئا من لحن فقال : لو كان المملي من هذيل و الكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا " ( 2 ) .

          " أخرج ابن أبي داود عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال لما فرغ من المصحف أُتي به عثمان فنظر فيه فقال : قد أحسنتم وأجملتم أرى شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنـتها " .

          " أخرج ابن أبى داود عن قتادة : أن عثمان لما رفع إليه المصحف قال : إن فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها ".

          " أخرج ابن أبى داود عن يحيى بن يعمر قال : قال عثمان : إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها ".

          ( 2 ) كتاب المصاحف لابن أبي داود ج1ص232 وما بعدها ، تحقيق محب الدين واعظ .

          وما أكد كل ما قيل أعلاه هو هذا الدليل:
          مصحف علي يحتوي على القرآن الكريم

          [تحرير] جمع المصحف
          يرى قسم آخر من الشيعة أن مصحف علي ما هو إلا القرآن ، جمعه علي بن أبي طالب بعد وفاة النبي [10] ، و رتبه حسب الناسخ و المنسوخ ، و يقولون أنه اعتزل الناس حتى جمعه كما ورد في الحديث المنسوب إليه :" لا أرتدي حتى أجمعه " [11] . وروي أنه لم يرتد إلاّ للصلاة حتى جمعه.


          [تحرير] عرض المصحف على الناس
          ووفقاً للروايات الشيعية فإن علي عرض مصحفه على الناس وأوضح مميزاته فقام إليه رجل من كبار القوم فنظر فيه، فقال: يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه [12] ، فقرر علي أن يخفي المصحف ولا يظهره للناس مرة أخرى [13] .

          جاء في تفسير الصافي أنه في عهد الخليفة عثمان بن عفان حين أثيرت الضجة حول إختلاف المصاحف ، سأل طلحة بن عبيد الله الإمام علياً لو يخرج للناس مصحفه الذي جمعه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: وما يمنعك أن تخرج كتاب الله إلى الناس؟! فكفّ عن الجواب أولاً، فكرّر طلحة السؤال، فقال: لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتك من أمر القرآن، ألا تظهره للناس؟ [14]. وأوضح علي سبب كفّه عن الجواب لطلحة مخافة أن تتمزق وحدة الأُمة، حيث قال: يا طلحة عمداً كففت عن جوابك فأخبرني عمّا كتبه القوم؟ أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة: بل قرآن كله. قال: إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنّة [15].


          [تحرير] مصير مصحف
          تفيد الروايات بأن المصحف قد سلّمه الإمام علي لأئمة الشيعة من بعده وهم يتداولونه الواحد بعد الآخر لا يُرونه لأحد [16]، و يوجد في صنعاء باليمن مصحف يُعتقد أنه مكتوب بخط الإمام علي وهو موجود بمعرض مصاحف صنعاء الدائم بدار المخطوطات. [17]
          *****
          ^ " إنّي لم أزل منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) مشغولاً بغسله وتجهيزه ثم بالقرآن حتى جمعته كله ولم ينزل الله على نبيّه آية من القرآن إلاّ وقد جمعتها " الاحتجاج للطبرسي: 82
          ^ انظر الطبقات الكبرى: 2/338، انساب الاشراف: 1/587، شرح بن أبي الحديد: 1/27، مناهل العرفان: 1/247، الإتقان: 1/204، كنز العمال 2: 588 / 4792
          ^ كتاب سليم بن قيس: 72، المناقب: 1 / 40 ـ 41، الاحتجاج للطبرسي: 82، وبحار الأنوار: 92 / 51 ح 18
          ^ قال علي: " أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنّما كان عليَّ أن أخبركم حين جمعته لتقرأوه " تفسير الصافي: 1 / 36
          ^ تفسير الصافي: 1 / 36
          ^ سليم بن قيس: 110، وعنه في بحار الأنوار: 92 / 42 ح 1
          ^ بحار الأنوار: 92 / 42 ح 1
          ^ صنعاء أولى المدن بالرقوق القرآنية
          وفقاً لهذه الروايات....هل هنالك تأكيد بأن القرآن قد تحرف؟؟؟ام غير ترتيب السور فيه؟؟؟ام ليس فيه شيء من هذا القبيل؟؟؟

          تعليق


          • #20
            :: ((الأحاديث))::

            نماذج من تحريفات الأحاديث عند السنة


            أذكر لكم موارد معدودة فقط ، ولا أطيل عليكم :

            1 - هناك حديث يروونه عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت ذهبوا ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض . هذا الحديث موجود في المصادر ، ومن المصادر التي يروى عنها هذا الحديث : مسند أحمد ، وهذا الحديث ليس الآن موجودا فيه .

            2 - قوله : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، مصادره كثيرة ، ومن مصادره صحيح الترمذي ، ينقل عن صحيح الترمذي هذا الحديث في جامع الأصول لابن الأثير ، وأيضا في تاريخ الخلفاء للسيوطي ،
            وأيضا في الصواعق لابن حجر ، والفضل ابن روزبهان يعترف بوجود هذا الحديث في صحيح الترمذي ويحكم بصحته . وأنتم لا تجدونه الآن في صحيح الترمذي ، وكم لهذا من نظير ! وأما في الصحيحين ، فكنت أتذكر موردين أحببت أن أذكرهما لكم في هذه الليلة بطلب منكم طبعا واكتفي بهذا المقدار .


            3 - لاحظوا هذا الحديث في صحيح مسلم ، يروي هذا الحديث مسلم بن الحجاج بسنده عن شقيق ، عن أسامة بن زيد ، قال شقيق : قيل له - أي لأسامة - : ألا تدخل على عثمان فتكلمه ؟ فقال : أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ، والله لقد كلمته فيما
            بيني وبينه ، ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه ، ولا أقول لأحد يكون علي أميرا إنه خير الناس بعدما سمعت رسول الله يقول : يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندرق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى ،
            فيجتمع إليه أهل النار فيقولون : يا فلان ما لك ؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : بلى قد كنت آمرا بالمعروف ولا آتيه ، وأنهى عن المنكر وآتيه . قيل له : ألا تدخل على عثمان فتكلمه ؟ قال : قد كلمته مرارا ، وناصحته ، وأمرته بالمعروف ونهيته عن المنكر ، لكن لا أريد أن
            تطلعوا على ما قلته له ، كلمته بيني وبينه . . . ثم ذكر هذا الحديث عن رسول الله . هذا في الصفحة 224 من صحيح مسلم في الجزء الثامن في هذه الطبعة .
            ولا بأس أن أقرأ لكم ما في صحيح البخاري ، لتعرفوا كيف يحرفون الكلم : قال : قيل لأسامة : ألا تكلم هذا ؟ قال : قد كلمته مادون أن أفتح بابا أكون أول من يفتحه ، وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميرا على رجلين : أنت خير ، بعدما سمعت
            من رسول الله يقول : يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه ، فيطيف به أهل النار ، فيقولون : أي فلان ، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله .
            لاحظوا كم اختصر من الحديث من الأشياء التي قالها أسامة بالنسبة لعثمان ، وليس في نقل البخاري هنا اسم عثمان ، قيل لأسامة : ألا تكلم هذا ، فمن هذا ؟ غير معلوم في هذا الموضع ، ألا تكلم هذا ؟ أما في موضع آخر ، أتذكر أني رأيته يذكره على العادة : فلان ، ألا تكلم فلان ، مع الاختصار للحديث .
            قال : قيل لأسامة : لو أتيت فلانا فكلمته ؟ قال : إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ، إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا ، لا أكون أول من فتحه ، ولا أقول لرجل إن كان علي أميرا إنه خير الناس ، بعد شئ سمعته من رسول الله ، قالوا : وما
            سمعته يقول ؟ قال : سمعته يقول . . . إلى آخره . أيضا مع اختصار في اللفظ ، وقد رفع اسم عثمان ووضع كلمة فلان . وهذا في صحيح البخاري ص 566 من المجلد الثاني . وذلك المورد الذي لم أعطكم عنوانه ، هو في ص 687 من المجلد الرابع . هذا بالنسبة إلى عثمان .





            4 - وأما بالنسبة إلى الشيخين ، فأقرأ لكم حديثا آخر في صحيح مسلم ، ثم أقرأ ما جاء في صحيح البخاري : في حديث طويل يقول : ثم نشد عباسا وعليا - نشد أي عمر بن الخطاب - بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك ؟ قالا : نعم ، قال : فلما

            توفي رسول الله قال أبو بكر : أنا ولي رسول الله ، فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها - يعني علي والعباس - فقال أبو بكر : قال رسول الله : ما نورث ما تركنا
            صدقة ، فرأيتماه - عمر يقول لعلي والعباس - فرأيتماه ، أي فرأيتما أبا بكر كاذبا آثما غادرا خائنا ، ثم يقول عمر : والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ، فليكن على بالكم ، فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا ، ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله وولي أبي بكر ، فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا ، والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق . . . فوليتها ثم جئتني أنت وهذا ، وأنتما جميع ، وأمركما واحد ، فقلتما ادفعها إلينا . . . إلى آخر الحديث .
            ومحل الشاهد هذه الجملة : فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا ، فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا .
            هذا في صحيح مسلم ( 5 / 152 ) في باب حكم الفئ من كتاب الجهاد . وللننظر في صحيح البخاري : ثم قال لعلي وعباس : أنشدكما بالله ، هل تعلمان ذلك ؟ قال عمر : ثم توفى الله نبيه ، فقال أبو بكر : أنا ولي رسول الله فقبضها أبو بكر ، فعمل فيها بما عمل رسول الله ، والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق . فأين صارت الجملة : فرأيتماه . . . والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق . ثم توفى الله أبا بكر ، فكنت أنا ولي أبي بكر ، فقبضتها سنتين
            من إمارتي ، أعمل فيها بما عمل رسول الله ، وما عمل فيها أبو بكر ، والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد تابع للحق . فرأيتماه إلى آخره . . . فرأيتماني إلى آخره . هذه في الصفحة 506 من المجلد الثاني .
            أما في ص 552 من المجلد الرابع يقول : فتوفى الله نبيه فقال أبو بكر : أنا ولي رسول الله ، فقبضها فعمل بما عمل به رسول الله ، ثم توفى الله أبا بكر فقلت : أنا وليه وولي رسول الله ، فقبضتها سنتين أعمل فيها ما عمل رسول الله وأبو بكر ، ثم جئتماني وكلمتكما واحدة ، وأمركما جميع . . . إلى آخره . فلا يوجد : فرأيتماه كذا وكذا . . . والله يعلم إنه بار راشد تابع للحق ، فرأيتماني كذا وكذا والله يعلم أني بار راشد تابع للحق ، فلا هذا موجود ولا ذاك موجود .
            أما في ص 121 من المجلد الرابع يقول : أنشدكما بالله ، هل تعلمان ذلك ؟ قالا : نعم ، ثم توفى الله نبيه فقال أبو بكر : أنا ولي رسول الله ، فقبضها أبو بكر يعمل فيها بما عمل به فيها رسول الله ، وأنتما حينئذ ، وأقبل على علي وعباس تزعمان أن أبا بكر كذا وكذا ، والله يعلم إنه فيها صادق بار راشد تابع للحق . كذا وكذا بدل تلك الفقرة .
            ثم توفى الله أبا بكر فقلت : أنا ولي رسول الله وأبي بكر ، فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل رسول الله وأبو بكر ، ثم جئتماني وكلمتكما واحدة ، وأمركما جميع . . . في بقية الحديث لا يوجد ما قالاه بالنسبة إلى عمر نفسه : فرأيتماني . . .
            وأنه حلف بأنه أي هو بار راشد صادق تابع للحق وهذا حديث واحد ، والقضية واحدة ، والراوي واحد . في صحيح مسلم على ما جاء عليه مشتمل على الفقرتين : فرأيتماه . . . فرأيتماني .
            أما في صحيح البخاري ، في أكثر من ثلاث موارد على أشكال مختلفة . وهذا فيما يتعلق بالشيخين . ولماذا هذا التحريف ؟ لأن عمر بن الخطاب ينسب إلى علي والعباس أنهما كانا يعتقدان في أبي بكر وفي عمر أن كلا منهما كاذب غادر خائن إلى
            آخره ، وهما يسمعان من عمر هذا الكلام ، ولم نجد في الحديث أنهما كذبا عمر في نسبة هذا الشئ إليهما ، وسكوتهما على هذه النسبة تصديق ، وحينئذ يكون الشيخان بنظر علي والعباس كاذبين خائنين غادرين ، وإلى آخره . نحن لا نقول هذا الحديث صدق أو كذب ، نحن لا ندري
            بأصل القضية ، إنما ننظر في الصحيحين والفرق بين الروايتين ، أما لو أردتم أن تستفيدوا من هذا الخبر أشياء فالأمر إليكم ، ولسنا الآن بصدد التحقيق عن مفاهيم هذا الحديث ومداليله ، وإنما أردنا أن نذكر لكم الفرق بين الشيخين البخاري ومسلم في نقلهما للخبر الواحد ، أي لقضية واحدة . فهذه من جملة الموارد ، وقضية عثمان مورد آخر ، وهكذا موارد أخرى .

            ___________

            يتبع

            تعليق


            • #21
              أبو هريرة وكثرة روايته للحديث

              نظرا لكثرة ما رواه أبو هريرة من أحاديث ، فقد ارتأيت إلقاء بعض الضوء على شخصيته ، حيث أجمع رجال الحديث على أن أبي هريرة كان أكثر الصحابة حديثا عن رسول الله ( ص ) ، على حين أنه لم يصاحب النبي ( ص ) إلا عاما وتسعة أشهر - أو ثلاثة أعوام حسب بعض الروايات - وقد احتوت صحاح أهل السنة على 5374 حديثا روى منها البخاري 446 حديثا

              أما أبو هريرة نفسه فيقول : " ما من أصحاب النبي ( ص ) أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمر ، فإنه كان يكتب ولا أكتب " ( 1 ) ،

              وكل ما رواه ابن عمر 722 حديثا ، لم يخرج منها البخاري سوى سبعة أحاديث ، ومسلم 20 حديثا .

              وأما سبب كثرة مصاحبة أبو هريرة للرسول ( ص ) ، فقد أجاب هو نفسه عن ذلك عندما قال : " يقولون أن أبا هريرة يكثر والله الموعد ، ويقولون ما للمهاجرين
              والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه ؟ وإن أخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن أخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم ، وكنت امرءا مسكينا ألزم رسول الله ( ص ) على ملئ بطني . فأحضر حين يغيبون ، وأعي حين ينسون " ( 1 ) .
              " إن الناس كانوا يقولون أكثر أبو هريرة ، وإني كنت ألزم رسول الله ( ص ) بشبع بطني حتى لا آكل الخمير ، ولا ألبس الحرير ، ولا يخدمني فلان ولا فلانة .
              وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطمعني ، وكان أخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى أن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شئ فنشقها فنلعق ما فيها " ( 2 ) .


              وقد عبر أبو هريرة عن تقديره لتصدق جعفر بن أبي طالب عليه بالطعام بأنه قال فيه : " ما احتذى بالنعال ولا ركب المطايا ، ولا وطئ التراب بعد رسول الله ( ص ) أفضل من جعفر بن أبي طالب ( 3 ) " .

              فما هو المعيار الذي اعتبره أبو هريرة بتفضيله جعفر بن أبي طالب على

              جميع الصحابة ؟


              وقد روى مسلم في صحيحه أن عمر بن الخطاب ( رض ) ضرب أبا هريرة لما سمعه يحدث عن رسول الله ( ص ) : - من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ( 4 ) - ،

              وروى ابن عبد البر عن أبي هريرة نفسه قال : لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر بن الخطاب لضربني عمر بالدرة ( 5 ) .
              وقال الفقيه المحدث رشيد رضا : " لو طال عمر عمر حتى مات أبو
              هريرة لما وصلت إلينا تلك الأحاديث الكثيرة " ( 1 ) ،


              وقال مصطفى صادق الرافعي : " . . . فكان بذلك - يعني أبو هريرة - أول راوية اتهم في الإسلام " ( 2 ) .

              وعند حدوث معركة صفين ، فقد كان تشيع أبو هريرة لمعاوية ، وقد كوفي على حسن روايته للحديث ومناصرته لهم بأن أغدقوا عليه ، فكان مروان بن الحكم ينيبه عنه في ولاية المدينة ، فتحولت أحواله من حال إلى حال ، وقد روي عن أيوب
              بن محمد أنه قال : " كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتان ، فتمخط فقال : بخ بخ ، أبو هريرة يتمخط في الكتان ؟ لقد رأيتني وإني لآخر فيما بين منبر رسول الله ص ) إلى حجرة عائشة مغشيا علي ، فيجئ الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون ، وما بي من جنون ، ما بي إلا الجوع " ( 3 ) .


              وما يرتبط بتشيعه لبني أمية كتمانه لبعض حديث رسول الله ( ص ) ، لأن روايته لها ستعرض حياته للموت ،

              فعن أبي هريرة نفسه قال : " حفظت عن رسول الله ( ص ) وعاءين ، فأما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم " ( 4 ) .

              وأين هذا من قول أبي هريرة نفسه : " إن الناس يقولون : أكثر أبو هريرة ، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ، ثم يتلو - ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله
              ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ) ( 1 ) .



              ومن خلال هذه الأدلة الدامغة تتبين حقيقة أبو هريرة وأمانته في رواية الحديث ، والتي تجعل منه شبيها بوعاظ السلاطين في زماننا ، ويتضح سبب إعراض الشيعة عن رواياته ، وبما يصلح أن يكون ردا على مغالاة أهل السنة بقبول أحاديث أبي هريرة ، وطعنهم في كل من يوجه إليه النقد .
              ففي اختصار علوم الحديث ، قال ابن حنبل وأبو بكر الحميدي وأبو بكر الصيرفي : " لا نقبل رواية من كذب في أحاديث رسول الله وإن تاب عن الكذب بعد ذلك " ( 2 ) ،

              وقال السمعاني : " من كذب في خبر واحد وجب إسقاط ما تقدم من حديثه " ( 3 ) .


              ونعرض فيما يلي بعضا من روايات أبي هريرة والتي أخرجها البخاري في صحيحه ،


              نبدأ بزعم أبي هريرة بأن موسى عليه السلام قد فقأ عين ملك الموت ! فعن أبي هريرة قال : " أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ، فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت . فرد الله عليه عينه وقال : ارجع فقل له يضع يده على متن ثور ، فله بكل شعرة سنة . قال : أي رب ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت . قال : فالآن ، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر " ( 4 ) .
              وعن أبي هريرة قال : " يقال لجهنم هل امتلأت ، وتقول هل من مزيد ؟ فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول قط قط " ( 5 ) .

              وعن أبي هريرة قال : " قال رسول الله ( ص ) : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ " ( 1 ) .
              والرواية الأخيرة تتناقض مع ما يعتقده أهل السنة من استقرار الله جل وعلا على العرش ، فنزوله إلى السماء الدنيا في آخر الليل - كما يزعم أبو هريرة - يعني بقائه فيها طوال ال 24 ساعة من الليل والنهار لدوام وجود وقت آخر الليل على الأرض ولكن في بقع مختلفة نظرا لكروية الأرض ! ترى لو كان أبو هريرة يعلم بكروية الأرض ، فهل كان ليروي مثل هذه الروايات ؟
              وعن أبي هريرة أيضا قال : " قال النبي ( ص ) : كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض ، وكان موسى يغتسل وحده ، فقالوا : والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر ، فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ،

              ففر الحجر بثوبه ، فجمع موسى في أثره يقول : ثوبي يا حجر ، ثوبي يا حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى فقالوا : والله ما بموسى من بأس : وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا . فقال أبو هريرة : والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة ضربا بالحجر " ( 2 ) .

              وعن أبي هريرة أيضا : " إن رسول الله ( ص ) قال : إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء ، أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر ، حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول : اذكر كذا ، اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى " ( 3 ) .


              وعن أبي هريرة أيضا قال : " قال النبي ( ص ) : بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت : لم أخلق لهذا . خلقت للحراثة ، قال : آمنت به وأبو بكر وعمر . وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي ، فقال الذئب : من لها يوم السبع ؟ يوم لا راعي لها غيري ؟ قال : آمنت به أنا وأبو بكر وعمر . قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم " ( 1 ) .
              والحقيقة أن الأحاديث السابقة من الاسرائيليات التي أكثر أبو هريرة من روايتها ، وذلك يرجع لكثرة ملازمته لكعب الأحبار اليهودي الذي تظاهر باعتناقه الإسلام .


              وعن دخول الجنة ، فقد روي عن أبي هريرة قوله : " سمعت رسول الله ( ص ) يقول : يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضئ وجوههم إضاءة القمر ، فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه ، قال : ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني منهم ، فقال : اللهم اجعله منهم ، ثم قام رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله لي أن يجعلني منهم . فقال رسول الله ( ص ) : سبقك عكاشة " ( 2 ) .


              وعن أبي هريرة أيضا قال : " بينما نحن عند النبي ( ص ) إذ قال : بينما أنا نائم ، رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب ، فذكرت غيرته فوليت مدبرا . فبكى عمر وقال : أعليك أغار يا رسول الله " ( 3 ) .

              ونختتم روايات أبي هريرة ببعض الفتاوى ، التي رويت عنه منسوبة إلى رسول الله ( ص ) أنه قال : " لو اطلع في بيتك أحد ولم تأذن له حذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح " ( 4 ) ،

              وأما الفتوى الأخرى عن أبي هريرة
              أن رسول الله ( ص ) قال : " لا يمشي أحدكم في نعل واحدة ، لينعلهما جميعا ، أو ليحفهما جميعا " ( 1 ) .


              *********



              ( 1 ) صحيح البخاري ج 1 ص 86 كتاب العلم . ( * )
              ( 1 ) صحيح البخاري ج 3 ص 313 كتاب المزارعة باب ما جاء في الفرس .
              ( 2 ) صحيح البخاري ج 5 ص 47 كتاب فضائل الصحابة باب مناقب جعفر بن أبي طالب .
              ( 3 ) أخرجه الترمذي ج 13 ص 189 ، ط دار الكتاب العربي بيروت ، والحاكم بإسناد صحيح .
              ( 4 ) صحيح مسلم ج 1 ص 201 باب من شهد لا إله إلا الله مستيقنا دخل الجنة .
              ( 5 ) فقه السيرة للشيخ محمد الغزالي ص 41 ط السادسة . ( * ) ( 1 ) مجلة المنار ج 10 ص 851 .
              ( 2 ) تاريخ آداب العرب ج 1 ص 278 .
              ( 3 ) صحيح البخاري ج 9 ص 317 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب ما ذكر النبي على اتفاق أهل العلم .
              ( 4 ) صحيح البخاري ج 1 ص 89 كتاب العلم باب حفظ العلم . ( * )
              ( 1 ) صحيح البخاري ج 1 ص 88 كتاب العلم باب حفظ العلم .
              ( 2 ) اختصار علوم الحديث ص 111 .
              ( 3 ) التقريب للنووي ص 14 .
              ( 4 ) صحيح البخاري ج 2 ص 236 كتاب الجنائز .
              ( 5 ) صحيح البخاري ج 6 ص 353 كتاب التفسير باب قوله - وهل من مزيد - . ( * )
              ( 1 ) صحيح البخاري ج 2 ص 136 كتاب التهجد .
              ( 2 ) صحيح البخاري ج 1 ص 169 كتاب الغسل باب من اغتسل عريانا وحده في خلوة .
              ( 3 ) صحيح البخاري ج 1 ص 336 كتاب الأذان باب فضل التأذين . ( * )

              ( 1 ) صحيح البخاري ج 3 ص 297 كتاب المزارعة باب استعمال البقر للحراثة .
              ( 2 ) صحيح البخاري ج 7 ص 473 كتاب اللباس باب البرود والحبر والشملة .
              ( 3 ) صحيح البخاري ج 4 ص 306 كتاب بدء الخلق باب ما جاء في صفة الجنة .
              ( 4 ) صحيح البخاري ج 9 ص 18 كتاب الديات باب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان . ( * )
              ( 1 ) صحيح البخاري ج 7 ص 496 كتاب اللباس باب لا يمشي في نعل واحدة .

              تعليق


              • #22
                وقفة مع البخاري في صحيحه


                لقد أصبح من الضروري إلقاء ولو نظرة سريعة على صحيح البخاري بوصفه أصح كتب الحديث عند أهل السنة الذين يعتقدون بصحة جميع ما روي فيه من جهة ، وبوصفه الحاوي للكثير من روايات أبي هريرة وذلك الكم الهائل من الروايات التي تطعن بعصمة النبي ( ص ) وغيرها من جهة أخرى .


                فقد أخرج البخاري أحاديثه ( الصحيحة برأيه ) من 600 ألف حديث ، وكما روي عنه إذ قال : " لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحا ، وما تركت من الصحيح أكثر " ( 2 ) .


                ومأخذنا الأول على الشيخ البخاري هو اعتماده على عدالة سلسلة رواة الحديث كشرطه الوحيد لإثبات صحة الحديث المروي وبدون النظر إلى متنه وما احتواه من معنى الأمر الذي يفسر وجود الاضطراب والفساد والتناقض في كثير من الروايات التي أخرجها .


                فحتى لو كان الراوي عدلا ، فإن ذلك لا يمنع نسيانه جزءا من الحديث الذي سمعه فضلا عن احتمالية روايته للحديث بالمعنى لا بعين اللفظ الذي سمعه الأمر الذي يفقد الحديث جزءا من ألفاظه الأصلية والتي يحتمل أن يكون لها معنى آخر لم يتنبه له الراوي وخصوصا مع طول سلسلة الرواة التي قد تتضمن في بعض الأحيان لسبعة أو ثمانية أفراد .

                وإذا أضفنا صعوبة الوقوف على عدالة الرجال وخصوصا المنافقين منهم والذين لا يعلم سرائرهم سوى رب العباد ، يتضح لنا العيب الأكبر في منهج البخاري في إخراجه لأحاديثه .

                وقد قال أحمد أمين تأكيدا لذلك : " إن بعض الرجال الذي روى لهم غير ثقات ، وقد ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو الثمانين " ( 1 ) .


                وفيما يلي مزيدا من الروايات التي عدها البخاري صحيحة وألزم بها أهل السنة أنفسهم على مر العصور .


                فعن أبي سعيد الخدري ، أن الرسول ( ص ) قال بشأن يوم الحساب : " . . . فيتساقطون حق يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر ، فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم ، وإنا سمعنا مناديا ينادي
                ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، وإنما ننتظر ربنا ، قال : فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا ، فلا يكلمه إلا الأنبياء ، فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون : الساق ، فيكشف عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن " ( 2 ) .


                وعن جرير بن عبد الله قال : " كنا جلوسا ليلة مع النبي ( ص ) فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة ، فقال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا ، لا تضامون في رؤيته " ( 3 ) .


                ويكفي لرد الروايتين الأخيرتين ، بما أخرج البخاري بسنده عن مسروق قال : " قلت لعائشة ( رض ) : يا أمتاه هل رأى محمد ( ص ) ربه ؟ فقالت : لقد قف شعري مما قلت ، أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب ؟ من حدثك أن محمدا ( ص ) رأى ربه فقد كذب .

                ثم قرأت - ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) - ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) " ( 4 ) .


                ويقول العلامة العسكري : " إن قول الله - ( وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة ) - أي إلى أمر ربها ناظرة " أي منتظرة وذلك مثل قوله تعالى في حكاية قول أولاد يعقوب لأبيهم " ( واسأل القرية التي كنا فيها ) " أي واسأل أهل القرية " .

                قد ( أمر ) في تلك الآية ، وفي هذه الآية ( أهل ) ، وهكذا تؤول سائر الآيات التي ظاهرها يدل على أن الله تبارك وتعالى جسم " ( 1 ) .


                ومن الإسرائيليات الآخر التي وجدت في كتاب البخاري

                ما روي عن عبد الله قال : " جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله ( ص ) فقال : يا محمد ، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على أصبع ، والشجر على أصبع والماء والثرى على أصبع ،
                وسائر الخلائق على أصبع . فيقول : أنا الملك . فضحك النبي ( ص ) حق بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر . ثم قرأ رسول الله ( ص ) : ( وما قدروا الله حق قدره ) ( 2 ) .


                وعن ابن عمر ( رض ) قال : " قال رسول الله ( ص ) : " إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حق تبرز ، وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حق تغيب ، ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها ، فإنها تطلع بين قرني شيطان ، أو الشيطان ، لا أدري أي ذلك " ( 3 ) .

                وأنا لا أدري كيف يمكننا التصديق بمثل هذه الخرافات ؟

                وهذه أخرى عن أبي ذر الغفاري قال : " قال النبي ( ص ) لأبي ذر حين غربت الشمس : تدري أين تذهب ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنها تذهب حق تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ، وتوشك أن - تسجد تحت العرش فتستأذن
                فيؤذن لها ، وتوشك أن تسجد فلا يقبل منها . وتستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها : ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها . فذلك قوله تعالى :

                ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) " ( 1 ) .


                وعن عمر بن الخطاب قال : " أما علمت أن النبي ( ص ) قال : إن الميت ليعذب ببكاء الحي " ( 2 ) بالرغم من أن الله تعالى يقول : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ( 3 ) ؟


                وروي عن عبد الله قال : " ذكر عند النبي ( ص ) رجل فقيل : ما زال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة . فقال : بال الشيطان في أذنه " ( 4 ) .


                وعن جابر بن عبد الله رفعه قال : " خمروا الآنية واكثوا ؟ ؟ ؟ الأسقية ، وأجيفوا الأبواب ، واكفتوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا وخطفة ، واطفئوا المصابيح عند الرقاد فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت " ( 5 ) .


                ونكتفي بهذا القدر من الروايات والتي يوجد غيرها الكثير مما يضع علامة استفهام كبيرة أمام البخاري وصحيحه ، وأول ما يترتب على إثباتنا خطأ المقولة الشائعة بصحة جميع ما أخرج في هذا الصحيح هو عدم صلاحية أي حديث فيه ليكون حجة لمجرد إعطاء الشيخ البخاري له صفة الصحة .

                ولذلك فإنه يلزمنا إعادة النظر في العقائد التي أخذت بناء على بعض أحاديثه مثل إمكانية رؤية الله تعالى ووضع قدمه في جهنم ، وعدم اكتمال عصمة النبي وعدم حفظه جميع القرآن ، وفقأ موسى لعين ملك الموت وغيرها الكثير الكثير ، مما أخذ مكان الاعتبار والتصديق بالرغم مما فيها من شبهات وخرافات تتخذ مطاعن على دين الإسلام ، وهكذا بالنسبة لكتب الحديث الأخرى .


                ونتيجة لذلك أيضا ، فإنه يلزمنا مراجعة تاريخنا الإسلامي وإعادة النظر في كثير مما رواه البخاري وغيره من رجال الحديث حول مكانة الصحابي هذا أو ذاك ، وخصوصا مع وجود تلك المنازعات التي حصلت بينهم والتي لا زالت آثارها واضحة لأيامنا هذه بوجود مذاهب مختلفة فرقت المسلمين وأضعفتهم .

                وهذه المصادر

                ( 2 ) ابن حجر في مقدمة شرح الباري على صحيح البخاري ص 5 ، ط دار إحياء التراث العربي . ( * )
                ( 1 ) ضحى الإسلام لأحمد أمين ج 2 ص 117 ، ص 118 .

                ( 2 ) صحيح البخاري ج 9 ص 396 كتاب التوحيد باب وجوه يومئذ ناضرة .
                ( 3 ) صحيح البخاري ج 6 ص 355 كتاب التفسير باب قوله - فسبح بحمد ربك .
                ( 4 ) صحيح البخاري ج 6 ص 359 كتاب التفسير باب سورة النجم . ( 1 ) معالم المدرستين ج 1 ص 31 الطبعة الثانية .
                ( 2 ) صحيح البخاري ج 6 ص 317 كتاب التفسير باب - وما قدروا الله حق قدره - .
                ( 3 ) صحيح البخاري ج 4 ص 319 كتاب بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده . ( * ) ( * ) ( 1 ) صحيح البخاري . ج 4 ص 283 كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس والقمر بحسبان .
                ( 2 ) صحيح البخاري ج 2 ص 212 كتاب الجنائز .
                ( 3 ) الإسراء : 15 .
                ( 4 ) صحيح البخاري ج 2 ص 135 كتاب التهجد .
                ( 5 ) صحيح البخاري ج 4 ص 336 كتاب بدء الخلق باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه . ( * )

                تعليق


                • #23
                  سؤال لك أيها السني من صحيح البخاري.؟

                  1-صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر

                  حَدَّثَنَا‏ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ‏‏حَدَّثَنَا‏ اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ ‏‏عَنْ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏‏عَنْ ‏‏عُرْوَةَ ‏عَنْ ‏‏عَائِشَةَ أَنَّ ‏‏فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلام ‏‏بِنْتَ النَّبِيِّ ‏‏‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏أَرْسَلَتْ إِلَى ‏‏أَبِي بَكْرٍ ‏‏تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏مِمَّا ‏‏أَفَاءَ ‏‏اللهُ عَلَيْهِ ‏‏بِالْمَدِينَةِ ‏‏وَفَدَكٍ ‏‏وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ ‏‏خَيْبَرَ ‏‏فَقَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏‏إِنَّ رَسُولَ اللهِ ‏‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏قَالَ لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ ‏‏مُحَمَّدٍ ‏‏‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏فِي هَذَا الْمَالِ وَإِنِّي وَاللهِ لا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ ‏‏‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ‏‏‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏وَلأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللهِ ‏‏‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏فَأَبَى ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏‏أَنْ يَدْفَعَ إِلَى ‏‏فَاطِمَةَ ‏‏مِنْهَا شَيْئًا فَوَجَدَتْ ‏فَاطِمَةُ ‏‏عَلَى ‏‏أَبِي بَكْرٍ ‏‏فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ ‏ ‏‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا ‏‏عَلِيٌّ ‏‏لَيْلا وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا ‏‏أَبَا بَكْرٍ ‏‏وَصَلَّى عَلَيْهَا وَكَانَ ‏لِعَلِيٍّ ‏‏مِنْ النَّاسِ وَجْهٌ حَيَاةَ ‏‏فَاطِمَةَ ‏فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ اسْتَنْكَرَ ‏‏عَلِيٌّ ‏‏وُجُوهَ النَّاسِ فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ ‏‏أَبِي بَكْرٍ ‏‏وَمُبَايَعَتَهُ وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ فَأَرْسَلَ إِلَى ‏ ‏أَبِي بَكْرٍ ‏ ‏أَنْ ائْتِنَا وَلا يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ ‏‏عُمَرَ ‏‏فَقَالَ ‏عُمَرُ ‏‏َلا وَاللهِ لا تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ فَقَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏‏وَمَا‏ عَسَيْتَهُمْ ‏‏أَنْ يَفْعَلُوا بِي وَاللهِ لآتِيَنَّهُمْ فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏‏فَتَشَهَّدَ ‏‏عَلِيٌّ ‏‏فَقَالَ إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا فَضْلَكَ وَمَا أَعْطَاكَ اللهُ وَلَمْ ‏‏نَنْفَسْ ‏‏عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللهُ إِلَيْكَ وَلَكِنَّكَ ‏‏اسْتَبْدَدْتَ ‏‏عَلَيْنَا بِالأَمْرِ وَكُنَّا نَرَى لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏نَصِيبًا حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا ‏‏أَبِي بَكْرٍ ‏ ‏فَلَمَّا تَكَلَّمَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَمْوَالِ فَلَمْ آلُ فِيهَا عَنْ الْخَيْرِ وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ‏‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلا صَنَعْتُهُ فَقَالَ ‏‏عَلِيٌّ ‏‏لأَبِي بَكْرٍ ‏‏مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ فَلَمَّا صَلَّى ‏أَبُو بَكْرٍ ‏الظُّهْرَ رَقِيَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ وَذَكَرَ شَأْنَ ‏عَلِيٍّ ‏‏وَتَخَلُّفَهُ عَنْ الْبَيْعَةِ وَعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ ‏‏عَلِيٌّ ‏‏فَعَظَّمَ حَقَّ ‏أَبِي بَكْرٍ ‏‏وَحَدَّثَ أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ ‏نَفَاسَةً ‏‏عَلَى ‏أَبِي بَكْرٍ ‏‏وَلا إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللهُ بِهِ وَلَكِنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الأَمْرِ نَصِيبًا فَاسْتَبَدَّ عَلَيْنَا فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا أَصَبْتَ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى ‏عَلِيٍّ ‏ ‏قَرِيبًا حِينَ رَاجَعَ الأَمْرَ الْمَعْرُوفَ.





                  2 - صحيح البخاري، كتاب فرض الخمس، باب فرض الخمس
                  حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُسَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ـ رضى الله عنها ـ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ ـ عَلَيْهَا السَّلاَمُ ـ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا، مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ‏. فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ‏"‏ لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ ‏"‏‏.‏ فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ،فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ‏.‏ قَالَتْ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَكٍ وَصَدَقَتِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذَلِكَ، وَقَالَ لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولُ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِ إِلاَّ عَمِلْتُ بِهِ، فَإِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ‏.‏ فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكٌ فَأَمْسَكَهَا عُمَرُ وَقَالَ هُمَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ، وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الأَمْرَ‏. ‏قَالَ فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ‏.




                  3 - صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب مناقب فاطمة عليها السلام
                  حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْن ِدِينَارٍ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي.




                  الأسئلة:

                  1 – لماذا تنكر أيها السني قولنا فاطمة (عليها السلام) وهو موجود عندكم في صحيح البخاري؟!

                  2- في الحديث الأول (فَوَجَدَتْ ‏فَاطِمَةُ ‏‏عَلَى ‏‏أَبِي بَكْرٍ ‏‏فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ ‏ ‏‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا ‏ ‏عَلِيٌّ ‏ ‏لَيْلا وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا‏ ‏أَبَا بَكْرٍ)

                  وفي الحديث الثاني (فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ،فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ‏‏ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ)
                  وفي الحديث الثالث (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي.)
                  والآن إذا ربطت الأحاديث الثلاثة، ماذا تستنتج أيها السني؟!

                  3 – في الحديث الأول (وَكَانَ ‏لِعَلِيٍّ ‏‏مِنْ النَّاسِ وَجْهٌ حَيَاةَ ‏‏فَاطِمَةَ ‏فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ اسْتَنْكَرَ ‏‏عَلِيٌّ ‏‏وُجُوهَ النَّاسِ).

                  أهكذا يعامل الناس الإمام عليًّا (ع) وهو يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ولا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق؟!

                  4 – في الحديث الأول (وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ). ما تعليقك أيها السني؟!


                  5 – في الحديث الأول (كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ ‏‏عُمَرَ ‏‏فَقَالَ ‏عُمَرُ ‏‏َلا وَاللهِ لا تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ فَقَالَ ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏‏وَمَا‏ عَسَيْتَهُمْ ‏‏أَنْ يَفْعَلُوا بِي وَاللهِ لآتِيَنَّهُمْ).
                  -الإمام علي (ع) يكره محضر عمر. لماذا؟!
                  -لماذا لا يريد عمر أن يدخل (عليهم) أبو بكر وحده؟! وكلمة (عليهم) هل تدل على فرد أم جماعة؟! ومن هم؟!

                  -لاحظ أبو بكر وعمر كلاهما حلفا بالله بأمرين متناقضين، هل كفَّر عمر عن أيمانه المنقوضة؟!

                  6 - في الحديث الأول (وَلَكِنَّكَ ‏‏اسْتَبْدَدْتَ ‏‏عَلَيْنَا بِالأَمْرِ وَكُنَّا نَرَى لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ‏‏صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏نَصِيبًا) و(وَتَخَلُّفَهُ عَنْ الْبَيْعَةِ) و(وَلَكِنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الأَمْرِ نَصِيبًا فَاسْتَبَدَّ عَلَيْنَا فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا).

                  -ما رأيك أيها السني في كلمتي (استبددت ونصيب)؟!
                  -هل ما زلت متيقنا أن الإمام عليًّا (ع) لم يؤمن أنه هو خليفة رسول الله (ص) من بعده؟!

                  تعليق


                  • #24
                    تحير إخواننا السنة في هذا الحديث قديماً وحديثا



                    {من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية }


                    لا مشكلة عندنا نحن الشيعة بسبب هذا الحديث
                    بل هو منسجم مع مذهبنا ، وهو من أدلتنا على نظام الإمامة في الإسلام وأن النبي صلى الله عليه وآله قد بلغه إلى الأمة ، وقد ثبت عندنا بأدلة قاطعة أن الله تعالى جعل إمامة هذه الأمة في ذرية نبيها ، وكفاها مؤونة اختيار الحاكم وأخطار الصراع على الحكم ، لو أنها أطاعت. أما إذا أعرضت الأمة عنهم ومشت خلف آخرين فالمشكلة مشكلتها ، ولا يتغير من أمر الله تعالى شئ ، ولا تبطل إمامة الأئمة الذين اختارهم الله تعالى .

                    أما طريق معرفة الإمام فهي النص عليه من النبي صلى الله عليه وآله أو من الإمام السابق ، كما أنه يعرف بما يجريه الله تعالى على يده من المعجزات والدلالات لإثبات إمامته
                    ولكن هذا الحديث ، سبب مشكلة لا تنحل عند إخواننا السنة ، مهما تكن صيغه التي رووه بها ، لأنه يوجب عليهم معرفة الإمام في كل عصر أو بيعته ، وإلا فإنهم يموتون موتة جاهلية على غير الإسلام !

                    فلا مخرج للسني من الموتة الجاهلية ، إلا بأحد أمور أربعة:

                    بأن يصير شيعياً ، أو يبايع إماماً قرشياً جامع الشروط ، أو يلتزم بأن الإمام الشرعي في الإسلام كل من تسلط على المسلمين ولو بالحديد والنار ، فتجب بيعته وطاعته مهما عصى الله تعالى، أو يكون على مذهب حركة التكفير والهجرة ! ومن لم يفعل ذلك ومات، فموتته جاهلية ! !

                    قال الشهيد الثاني في رسائله:2/150

                    واعلم أن من مشاهير الأحاديث بين العامة والخاصة وقد أوردها العامة في كتب أصولهم وفروعهم أن: من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية ، فنحن والحمد لله نعرف إمام زماننا في كل وقت ، ولم يمت أحد من الإمامية ميتة جاهلية ، بخلاف غيرنا من أهل الخلاف فإنهم لو سئلوا عن إمام زمانهم لسكتوا ولم يجدوا إلى الجواب سبيلاً ، وتشتت كلمتهم في ذلك ، فقائل بأن إمامهم القرآن العزيز ، وهؤلاء يحتج عليهم بأن القرآن العزيز قد نطق بأن الإمام والمطاع غيره ، حيث قال الله تعالى: أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُمْ .

                    على أنه لو سلم لهم ذلك لزمهم اجتماع إمامين في زمان واحد ، وهو باطل بالإجماع منا ومنهم، كما صرحوا به في كتب أصولهم ، وذلك لأن القرآن العزيز منذ رحلة النبي صلى الله عليه وآله من الدنيا ، وقد حكموا بإمامة الأربعة الخلفاء في وقت وجود القرآن العزيز ، فيلزم ما ذكرناه .

                    وقائل إن الأمويين والعباسيين كانوا أئمة بعد الخلفاء الأربعة الماضين ، ثم استشكل هذا القائل الأمر بعد هؤلاء المذكورين ، فهو أيضاً ممن لا يعرف إمام زمانه .

                    فإن قالوا: إن الآية الكريمة دلت على أن كل ذي أمر تجب طاعته ، وأولوا الأمر من الملوك موجودون في كل زمان ، فيكون الإمام أو من يقوم مقامه متحققاً .

                    قلنا لهم ، أولاً: إنكم أجمعتم على عدم جواز تعدد الإمام في عصر واحد ، فمن يكون منهم إماماً ؟ ولا يمكنهم الجواب باختيار واحد لأنا نجد الأمة مختلفة باختلافهم ، فإن أهل كل مملكة يطيعون مليكهم مع اختلاف أولئك الملوك ، فيلزم اجتماع الأمة على الخطأ ، وهو عدم نصب إمام مطاع في الكل وهو باطل ، لأن الأمة معصومة بالإجماع منهم ، ومنا بدخول المعصوم عندنا .

                    ولا يرد مثل ذلك علينا ، لأن الإمامة عندنا بنص الله تعالى ورسوله ، وقد وقعا ، لا بنصب ( أهل ) الشريعة ، والإمام عندنا موجود في كل زمان ، وإنما غاب عنا خوفاً أو لحكمة مخفية ، وبركاته وآثاره لم تنقطع عن شيعته في وقت من الأوقات وإن لم يشاهده أكثرهم ، فإن الغرض من الإمامة الأول لا الثاني .

                    وثانياً ، بأن ما ذكرتم من الملوك ظلمة جائرون لا يقومون بصلاح الشريعة في الدنيا فضلاً عن الدين ، وقد قال تعالى عز من قائل: لا يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ ، أي لا تنال الظالمين ولايتي ، والإمامة من أعظم الولايات.

                    تعليق


                    • #25
                      الحديث الذي حيرّ معاوية وأتباعه: عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية.!




                      من الأحاديث المتواترة عند المسلمين أن النبي صلى الله عليه وآله مدح عمار بن ياسر رحمه الله ، وأخبر بأنه ستقتله الفئة الباغية ، وروى البخاري:1/122قول النبي صلى الله عليه وآله : ( وَيْحُ عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) . وفي:115، و:3/207، عن أبي سعيد الخدري قال: (كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي(ص)ومسح عن رأسه الغبار وقال: ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار). وقال العجلوني في كشف الخفاء:2/346: (متفق عليه عن أبي سعيد ، ولفظ البخاري: يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار).

                      وفي شرح الأخبار:1/410: (فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :إن الله قد ملأ قلب عمار وسمعه وبصره إيماناً ، لا يعرض عليه أمرٌ حق إلا قبله ، ولا أمرٌ باطل إلا رده ، تقتله الفئة الباغية ، آخر زاده من الدنيا ضِيَاحٌ من لبن ، وقاتلاه وسالباه في النار). انتهى.

                      وكان هذا الحديث مشهوراً بين المسلمين ، وكان عمرو بن العاص يرويه قبل صفين ويكرره ، فطالبه ذو الكلاع أحد قادة جيش معاوية في صفين قائلاً: هذا عمار مع علي عليه السلام ! فأجابه بأنه سوف يترك علياً ويكون معنا ! ثم أصر عليه وجمع بينه وبين عمار ، وكانت بينهما مناظرة ، أوردناها في المجلد الأول !

                      وعندما استشهد عمار رحمه الله أُفحم معاوية فسارع الى القول: نحن لم نقتله إنما قتله عليٌّ لأنه جاء به وألقاه بين سيوفنا ! ففي مسند أحمد:4/199: (فقام عمرو بن العاص فزعاً يرجع حتى دخل على معاوية ، فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قتل عمار ! فقال معاوية: قد قتل عمار فماذا ؟ قال عمرو: سمعت رسول الله يقول: تقتله الفئة الباغية ! فقال له معاوية: دَحَضْتَ في بولك أَوَنَحْنُ قتلناه ؟ إنما قتله عليٌّ وأصحابُه ، جاؤوا به حتى ألقوه بين رماحنا . أو قال بين سيوفنا) ! !

                      وفي مجمع الزوائد:7/244: (عن عبد الله بن عمرو أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار وسلبه فقال: خليا عنه فإني سمعت رسول الله يقول: إن قاتل عمار وسالبه في النار !.... فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله ؟ ! قال: إنما قال قاتله وسالبه ! ! ورجال أحمد ثقات) .

                      وقال الجصاص في أحكام القرآن:3/531: (وقال النبي(ص)لعمار: "تقتلك الفئة الباغية" وهذا خبر مقبول من طريق التواتر حتى إن معاوية لم يقدر على جحده لما قال له عبد الله بن عمر ، فقال: إنما قتله من جاء به فطرحه بين أسنتنا).

                      وقال المناوي في فيض القدير:6/474: ( قال القرطبي: وهذا الحديث من أثبت الأحاديث وأصحها ، ولما لم يقدر معاوية على إنكاره قال إنما قتله من أخرجه ! فأجابه عليٌّ بأن رسول الله(ص)إذنْ قتل حمزة حين أخرجه؟ ! قال ابن دحية: وهذا من علي إلزام مفحم لاجواب عنه ، وحجة لا اعتراض عليها . وقال الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتاب الإمامة: أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي ، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين ، أن علياً مصيب في قتاله لأهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل ، وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له ، لكن لا يكفَّرون ببغيهم).

                      (راجع في فضل عمار وتحريف معاوية: مسند أحمد:2/164و206 ، و:3/22، و91، و:4/197، و:6/289، والحاكم:2/149، و155، و:3/386، والزوائد:7/244، و247. ومصنف عبد الرزاق:11/240, وابن أبي شيبة:8/723، وسنن النسائي:5/155، و157 ، وخصائص أمير المؤمنين علي عليه السلام للنسائي/132 بعدة أحاديث ، ومسند أبي يعلى:11/403، و:12/455 ، و:13/123، و331 ، وصحيح ابن حبان:15/553 ، وأوسط الطبراني:6/249 ، و:8/44 ، وكبير الطبراني:19/330 ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:20/334 ، ومن مصادرنا: شرح الأخبار:1/408 ، وأمالي الصدوق 489).

                      وفي الإحتجاج:1/266عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (لما قتل عمار بن ياسر رحمه الله ارتعدت فرائص خلق كثير وقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عمار تقتله الفئة الباغية ، فدخل عمرو على معاوية وقال: يا أمير المؤمنين قد هاج الناس واضطربوا ، قال: لماذا ؟ قال: قتل عمار ! فقال: قتل عمار فماذا ؟ قال: أليس قال رسول الله(ص): تقتله الفئة الباغية؟ ! فقال معاوية: دحضت في بولك أنحن قتلناه ! إنما قتله علي بن أبي طالب لمَّا ألقاه بين رماحنا !!! فاتصل ذلك بعلي عليه السلام قال: فإذن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي قتل حمزة لمَّا ألقاه بين رماح المشركين) ! !

                      +++++++++++

                      السؤال الآن:

                      1- هل يحق لنا التبري ولعن الفئة الباغية المتمثلة في معاوية وأتباعه (لعنهم الله) أجمعين.؟!!!

                      أترك الأجابة في ذهن كل حر عاقل ومنصف.

                      يتبــــــــع



                      ملاحظة مهمة :
                      مع تمسكي بالرجاء واليمين والذمة التي وضعتها في رقبة الجميع
                      بعدم الرد نهائياً بهذا الموضوع
                      فهذا الموضوع ليس للرد عليه
                      هذا الموضوع هو موسوعة خاصة بشيعة علي أتباع آل محمد ,,
                      يمكنكم إفتتاح موضوع منفصل وإن شاء الله ستجد جواب على أي إشكال من قبل جميع الإخوة والأخوات


                      التعديل الأخير تم بواسطة من شك به فقد كفر; الساعة 24-11-2010, 11:02 PM.

                      تعليق


                      • #26
                        الإسرائيليات في صحيح البخاري

                        للوهلة الاولى يبدو الموضوع مدهشاً لا يصدّق، فهل يمكن لكتاب يورد لعناً في بعض أبوابه لليهود والنصارى أن يتضمن ترويجاً لهم في بعض أبوابه؟ كما هو الحال في باب الذبائح!! في الرواية التالية
                        وفي كتاب «الذبائح» نسب إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أكل لحوم ما ذُبح على الاصنام! فروى:

                        «حَدَّثَنا مُعَلى بنُ أسَد، حَدَّثَنا عَبدُالعَزيزِ ـ يَعني ابنَ المُختارِ ـ : أخبَرَنا مُوسى بنُ عُقبَةَ قالَ: أخبَرَني سالِمُ أنَّهُ سَمِعَ عَبدَاللهِ يُحَدِّثُ عَن رَسُولِ الله: أنَّهُ لَقِيَ زَيدَ بنَ عَمروبنَ نُفَيل بِأسفَل بَلْدَح ـ وَذاكَ قَبلَ أنْ يُنزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ الوَحيُ ـ فَقَدَّمَ إلَيهِ رَسُولُ اللهِ سُفرَةً فِيها لَحْمٌ، فَأبى أنْ يَأكُلَ مِنْها، ثُمَّ قالَ: إنّي لاآكُلُ مِما تَذْبَحونَ عَلَى أنْصابِكُمْ، وَ لاآكُلُ إلاّ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيهِ»(1)!!

                        ____________
                        (1) صحيح البخاري 6: 225، كتاب الذبائح، باب: ما ذبح على النصب والاَصنام ط باموق، فتح الباري 9 : 518.

                        (
                        41 )
                        وهذا ما نلاحظه أيضاً في الرواية التي تقول:
                        1ـ حَدَثَني إبْراهِيْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْح، حَدَثَني أبي، عَنْ هِلالِ بْنِ عَلي مِنْ بَني عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسار، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضي الله عَنْهُ، عَنْ الْنبي(صلى الله عليه وسلم) قالَ: «مَنْ قالَ أنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتّى فَقَدْ كَذَبَ»(
                        1).
                        وكذا قوله:

                        2ـ حَدَّثَنا يَحيى بنُ بُكَيرِ، عَن اللَيثِ، عَن عَبدِالعَزيزِ بنِ أبي سَلمَةَ، عَن عَبْدِاللهِ بنِ الفَضلِ، عَنِ اْلاعرَجِ، عَن أبي هُرَيرَة قالَ: بَيْنَما يَهُوديٌّ يَعرِضُ سلعَتَهُ أُعطيَ بِها شيئاً كَرهَهُ، فَقالَ: لا وَالذي اصْطَفى مُوسى عَلَى البَشَر فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِن الانْصارِ فَقامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، وَقالَ: تَقُولُ وَالذي اصْطَفى مُوسى عَلَى البَشَرِ وَالنَّبىّ(صلى الله عليه وسلم) بَينَ أظْهُرِنا!

                        فَذَهَبَ إلَيهِ فَقالَ: يا أبَا القاسِم! إنّ لي ذِمَّةً وَعَهداً فَما بالُ فُلان لَطَمَ وَجهي؟!
                        فَقالَ: «لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ»؟ فَذَكَرَهُ، فَغَضِبَ النَّبىُّ(صلى الله عليه وسلم) حَتّى رُؤىَ في وَجْهِهِ ثُمَّ قالَ: «لا تُفَضِّلوا بَيْنَ أنْبِياءَ اللهِ; فَانّهُ يُنْفَخُ في الصُّورِ فَيَصْعَقُ

                        ____________
                        (1) صحيح البخاري 6: 31، كتاب التفسير، سورة الصافات، و
                        125:4 كتاب الانبياء، باب قول الله: (وَكَلَّم اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً) 4: 132، باب: إنَّ يونسَ لَمِنَ المُرسَلِين.


                        ( 42 )
                        مَنْ فِي السَّمواتِ وَ مَنْ فِي اْلارْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللهِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ اْلاُخرى فَأكُونُ أوّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإذا مُوسى آخِذٌ بِالعَرشِ!
                        فَلا أدري أحُوسِبَ بِصَعقَتِةِ يَومَ الطُّورِ؟ أمْ بُعِثَ قَبْلي؟! وَلا أقُولُ إنّ أحَداً أفْضَلُ مِن يُونُسَ بْنِ مَتّى»(
                        1)!!
                        3ـ وفي رواية «كتاب الرقاق»:... فَقالَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) «: لا تُخَيِّروني عَلَى مُوسى; فَانَّ النّاسَ يُصْعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ...الخ»(
                        2).
                        4ـ وروى في أكثر من سبعة موارد، قوله: «لا يَنْبَغي لِعَبْد أنْ يَقُولَ: أنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتّى».

                        5ـ وفي كتاب «الخصومات»...فَقالَ: «لا تُخَيِّروا بَيْنَ الانْبِياءِ، فَإنَّ النّاس يُصعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ...الخ»(
                        3).
                        وفي الشروح على هذه الرواية وفي تأويلها تكلم المحب والمبغض، فلم يقدر أحدٌ منهم أن يدافع عنه في ذلك، وإنّهم قد ابتلوا

                        ____________
                        (1) صحيح البخاري 4: 133، كتاب الانبياء، و 3: 88 ـ 89، كتاب الخصومات، مكرراً و7: 193، كتاب الرقاق، باب: نفخ الصور، ط باموق استانبول.
                        (2) صحيح البخاري 7: 193، كتاب الرقاق، باب: نفخ الصور.
                        (3) صحيح البخاري 3: 88-89 كتاب الخصومات، باب: مايذكر في الاشخاص والخصومة بين المسلم واليهود و4: 131 باب: وفاة موسى.


                        ( 43 )
                        بالمغالطات البيِّنة الواضحة ; حتّى لقد سلك بعضهم سبيل من لا يدافع عنه، فصرَّح بالبطلان!
                        اعترف الحافظ ابن حجر بأنّها تدل على فضيلة موسى على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال: «فإن كان أفاق قبله فهي فضيلة ظاهرة، وإن كان ممَّن استثنى الله فلم يصعق فهي فضيلة أيضاً...»(
                        1)!
                        ولا شبهة لمسلم في أنّ النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل الانبياء وأشرفهم في الدنيا والاخرة، وشريعته خاتمة الشرائع وناسختها; وان هذا وامثاله يشكل احراجاً شديداً لمن يعتقد بصحة البخاري، وهذا ما دفع بالنهاية ابن حجر في «فتح الباري» إلى الاعلان عن هذه الرواية تؤكد أفضلية النبي موسى(عليه السلام)على سيدنا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو خلاف الاجماع الذي تؤكده جميع الفرق الاسلامية..
                        وهناك أيضاً رواية المعراج.
                        وقد أثارت الرواية جدلاً لدى شارحي البخاري، لان قبولها يعني تأكيد أعلمية موسى(عليه السلام) من نبينا(صلى الله عليه وآله وسلم) بأمته، وهي تصرح ذلك علناً في قول موسى: أنا أعلم بالناس منك(
                        2)!!
                        ____________

                        (1)فتح الباري، 6: 346، كتاب الانبياء.
                        (2) صحيح البخاري كتاب بدء الخلق رقم 2968، والرواية قد ذكرت أيضاً في الصلاة بالرقم 336 وفي الانبياء بالرقم 3094، ولكن ليس فيهما لفظة «انا أعلم بالناس منك». فراجع كتابنا «الامام البخاري وصحيحه الجامع المختصر».



                        يتبع

                        تعليق


                        • #27
                          أكذوبة الحديث (عليكم بسنة الخلفاء من بعدي)


                          (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)

                          حديث موضوع ويتعارض مع كثير من الأمور ولا سيما مع الحديث الصحيح المتواتر( حديث الثقلين) لآن الله تعالى أمرنا أن نتمسك بالكتاب وأهل بيت النبي(عليهم السلام) ونأخذ الدين والعقيدة منهم لذلك قال(ص): ( لن تضلوا بعدي أبدا) أي إن الذي يتركهم يصبح ضال.لقد ورد هذا الحديث في كل من صحيح الترمذي ، وأبي داود ، وابن ماجة ، ومسند أحمد ، ومستدرك الحاكم . وهو من أخبار الآحاد ، إذ أن العرباض بن سارية هو الصحابي الوحيد الذي روى هذا الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، إن صح ذلك . على أنه لم يكلف البخاري ولا مسلم نفسيهما تعب تخريج هذا الحديث في صحيحيهما ، رغم الأهمية التي حصل عليها الحديث بين أتباع الخلفاء الأربعة . وبعد ان ذكر الحديث من سنن الترمذي قال:هذا حديث آخر من الأحاديث التي اعتمد عليها أتباع الخلفاء الأربعة في إثبات اتباعهم والعمل بسنتهم ، ولهذا اعتبروا الحديث إشارة ودليلا على الفرقة الناجية من الفرق المتخالفة ، واعتبروه السبيل التي تؤدي إلى نجاة سالكها من الوقوع في الفتن والاختلاف ومحدثات الأمور التي لا تؤدي إلا إلى الضلال ، وأن كل من خالف هذه السنة - أي سنة الخلفاء - أو ردها فهو منحرف عن الجادة عندهم . وسنبين إن شاء الله إشكالات الحديث ومطابقته بواقع الخلفاء الأربعة من حيث إنه سبيل للنجاة من الاختلاف ومحدثات الأمور . على أن هذا يغنينا عن نقل ما ذكر في بطلان سنده.إشكالات على الحديثإن في الحديث أمرا باتباع سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسنة الخلفاء . ونحن نوضح هذا الأمر في نقطتين :الأولى : أن يكون اتباع سنتهم منفصلا ومغايرا لاتباع سنة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) كما هو ظاهر من الحديث ، إذ أن العطف يفيد التغاير والاختلاف بلا شك ، ففي هذه الحال إما أن تنسب إليهم العصمة ، لأن من تساوى أمر اتباعه بأمر اتباع النبي ( صلى الله عليه وآله ) مع اختلاف سنتهما ، يجب أن يكون كالنبي ( صلى الله عليه وآله ) معصوما ، فالسنة وحي بلا ريب والوحي معصوم ، والأمر باتباع سنة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هو نفس الأمر باتباع سنة الخلفاء ، إذا تجب عصمتهم . وعند عدمها يكون الأمر باتباع سنتهم التي يمكن أن يعتريها الخطأ أمرا باتباع الخطأ ، وهذا لا يصح . ولكن لا تثبت عصمتهم ولا يؤيدها الحال . إذا سيبطل القول المفروض بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أمر باتباعهم مع مغايرةسنتهم لسنته ، وذلك لعدم عصمتهم . وإما أن لا تنسب إليهم العصمة ، فيكون النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أمر باتباعهم في سنتهم المغايرة لسنته ( صلى الله عليه وآله ) ، رغم عدم عصمتهم ورغم حتمية وقوعهم في الخطأ والشك والريب . ولكن لا يجوز صدور أمر من النبي ( صلى الله عليه وآله ) باتباعهم على النحو الذي جاء في الحديث على سبيل الجزم والقطع ، وهم على هذا الحال من انتفاء العصمة ، لأنه أمر بوجوب اتباع غير المعصوم . إذاً يبطل القول المفروض بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أمر باتباعهم في سنتهم المخالفة لسنته ، رغم عدم عصمتهم ورغم حتمية وقوعهم في الخطأ والاختلاف .الثانية : أن يكون اتباع سنتهم هو اتباع لسنة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بل دون أن تكون لهم سنة غير سنته ( صلى الله عليه وآله ) ، بل هم تابعون له . وفي هذا الحال تكون عبارة " وسنة الخلفاء " زائدة لا معنى لها ، ويكون بالتالي قد أمر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) باتباع سنته وحدها ، دون ذكر اتباع القرآن . وليس هذا معهودا من النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذ أنه كان دائما يقدم القرآن سواء على السنة أو العترة ، فضلا عن خلو الحديث من الإشارة إليه خلوا تاما . ثم إنه لو قيل إن ذكر اتباع الخلفاء لحرصهم على اتباع سنة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لا لأنهم ينفردون بسنة خاصة . قلنا : فما هو السبب في تخصيص الاتباع بهم ؟ هل كان سائر الصحابة مخالفين للنبي ( صلى الله عليه وآله ) في سنته أو بعضها ؟وفي الحقيقة أن هذا الحديث بهذه الدلالة التي فهمها منه أتباع الخلفاء الأربعة - باعتباره دليلا على اتباع سنتهم وحجية أقوالهم - لا يمكن أن يكون وسيلة للنجاة من الاختلاف كما أريد له ، أو وسيلة لمعرفة الفرقة الناجية ، وسلامة عند ظهور البدع والمحدثات . كما أورد السيد علي الحسيني الميلاني في كتابه(الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة) في رسالة هذا الحديث بعد أن ذكر الروايات والأسانيد والألفاظ قال معلقا:كانت تلك أسانيد هذا الحديث وطرقه في أهم كتب الحديث وجوامعه، ولا بدّ قبل الورود في النظر في أحوال رجال الأسانيد والرواة أن نشير بإيجاز إلى نكاتٍ جديرة بالانتباه إليها...1 ـ إن هذا الحديث يكذبه واقع الحال بين الصحابة أنفسهم، فلقد وجدناهم كثيراً مّا يخالفون سنة أبي بكر وعمر، والمفروض أنهما من الخلفاء الراشدين، بل لقد خالف الثاني منهما الاول في أكثر من مورد !! فلو كان هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم حقاً لما وقعت تلك الخلافات والمخالفات...هذا ما ذكره جماعة... وعل أساسه أوّلوا الحديث، وقد نص بعضهم كشارح مسلم الثبوت على ضرورة تأويله...قلت: لكن هذا إنما يضطر إليه فيما لو كان الأصحاب ملتزمين بإطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنقادين لأوامره ونواهيه.. ولكن...2 ـ إن هذا الحديث بجميع طرقه وأسانيده ينتهي إلى «العرباض بن سارية السلمي» فهو الراوي الوحيد له... وهذا مّما يورث الشك في صدوره... لأن الحديث كان في المسجد... وكان بعد الصلاة.. وكان موعظة بليغة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب... ثم طلب منه أن يعهد إلى الأمة.. فقال..الحديث.فكيف لم يروه إلآ العرباض ؟! ولم لم يرووه إلا عن العرباض ؟ إن هذا الحديث إنما حدّث به في الشام، وإنما تناقله وروجه أهل الشام ! وأكثر رواته من أهل حمص بالخصوص، وهم من أنصار معاوية وأشد أعداء علي أمير المؤمنين عليه السلام
                          فبالنظر إلى هذه الناحية، لا سيما مع ضمّ النظر في متن الحديث إليه، لا يبقى وثوق بصدور هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كيف يوثق بحديث يرويه حمصي عن حمصي عن حمصي !!.. ولا يوجد عند غيرهم من حملة الحديث والاثر علم به ؟! وأهل الشام قاطبة غير متحرجين من الافتعال لما ينتهي إلى تشييد سلطان معاوية أو الحطّ مّمن خالفه !4 ـ إن هذا الحديث مما أعرض عنه البخاري ومسلم، وكذا النسائي من أصحاب السقال ابن تيمية بجواب حديث افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: «هذا الحديث ليس في الصحيحين، بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث كابن حزم وغيره، ولكن قد أورده أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجة، ورواه أهل المسانيد كالإمام أحمد»(منهاج السنة 2/102).نن... وقد بنى غير واحد من العلماء الكبار من أهل السنة على عدم الاعتناء بحديث اتفق الشيخان على الإعراض عنه، وإن اتفق أرباب السنن على إخراجه والعناية به...
                          قلت:ومن عجيب الاتفاق أن حديث «عليكم بسنتي...» كذلك تماماً، فإنه «ليس في الصحيحين، بل قدطعن فيه بعض أهل الحديث ـ كأبن القطّان ـ ولكن قد أورده أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجة، ورواه أهل المسانيد كالإمام أحمد»بل إنهم بنوا على طرح الخبر إن أعرض عنه البخاري وإن أخرجه مسلم.. وهذا ما نصّ عليه ابن القيّم.. وسننقل عبارته... في الفصل اللاحق. وقد جاء في آخرها: «ولو صحّ عنده لم يصبر عن إخراجه والاحتجاج به».قلت:فكذا حديثنا.. فلو صح عنده لم يصبر عن إخراجه والاحتجاج به... كيف وقد تبعه مسلم.. وهو بمرأى ومشهد منهما؟!ثم جاء الحاكم النيسابوري... فأراد توجيه إعراضهما عنه بأنهما «توهّما...»، أي: إن إعراضهما موهن، ولكنهما توهما... ولولا ذلك لأخرجاه...وسنرى أن الحاكم هو المتوهم...5 ـ «ثم إن المخرجين له... منهم من صححه كالترمذي والحاكم، ومنهم من سكت عنه كأبي داود، ومنهم من عده في الحسان كالبغوي , ومنهم من حكم عليه بالبطلان كابن القطّان...وكما بين ان راوي الحديث العرباض بن سارية هو من الكذابين وخير دليل على ذلك انه لم يروي عنه الشيخان (البخاري ومسلم).وضعفه ابن قطان في المغنى عن حمل الأسفارـ هامش إحياء العلوم ـ 1/37. وكذلك ضعف الذهبي أحد رجال السند وهو حجر بن حجر الحمصي أشار الذهبي بقوله: «ما حدّث عنه سوى خالد بن معدان بحديث العرباض مقروناً بآخر»(ميزان الأعتدال 1/466).
                          وكما يعلم الجميع بأن الخلفاء الثلاثة دون المستوى العلمي الهابط ولا يفهمون بأبسط الأحكام الفقهية وهم حرقوا وتلفوا سنة النبي(ص) وخالفوها في كل شئ , فكيف نتمسك بسنتهم التي تخالف الكتاب والسنة؟

                          يتبــــــــــع

                          تعليق


                          • #28
                            تعال معي ايها السني


                            تعال معي نناقش هذا الحديث و نبحثه من جميع جوانبه بتدبر و تأن لعلنا نخرج بنتيجة ما <<((بينك وبين نفسك بدون رد رجاءا بهذا الموضوع ))




                            الحديث هو : ـ

                            (( - حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يعقوب بن إبراهيم ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏صالح ‏ ‏عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏أخبرني ‏ ‏عبد الحميد ‏ ‏أن ‏ ‏محمد بن سعد ‏ ‏أخبره أن ‏ ‏أباه ‏ ‏قال ‏ ‏ح ‏ ‏حدثني ‏ ‏عبد العزيز بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏صالح ‏ ‏عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏إستأذن ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وعنده ‏ ‏نسوة ‏ ‏من ‏ ‏قريش ‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فدخل ‏ ‏عمر ‏ ‏ورسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يضحك فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي (ص) ‏عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال ‏ ‏عمر ‏ ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فقال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏إيها يا ‏ ‏إبن الخطاب ‏ ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏ ‏فجا ‏ ‏قط إلا سلك ‏فجا ‏غير ‏ ‏فجك. ))


                            و مصادر هذا الحديث هي :
                            صحيح البخاري - بدأ الخلق - صفة أبليس وجنوده - رقم الحديث: ( 3051 )
                            صحيح البخاري - المناقب - مناقب عمر.... - رقم الحديث: ( 3407 )
                            صحيح مسلم - فضائل الصحابة - من فضائل عمر ( ر ) - رقم الحديث : ( 4410 )
                            المتقي الهندي - كنز العمال - الجزء : ( 12 ) - الصفحة : ( 602 )
                            أبويعلى الموصلي - مسند أبويعلى - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 132 ) - رقم الحديث: ( 810 )


                            و اكتفي بهذه المصادر لنتابع ما جاء فيه :

                            1 ـ { ‏إستأذن ‏ ‏عمر ‏ ‏على رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وعنده ‏ ‏نساء ‏ ‏من ‏ ‏قريش ‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن ‏ ‏عمر ‏ ‏قمن يبتدرن الحجاب }

                            نساء من قريش بحضرة الرسول و هن بدون حجاب و اصواتهن مرتفعة و هذا طعن بشخصية الرسول بان يسمح للنساء يجلسن معه بدون حجاب و يرفعن اصواتهن بحضرته دون ان يحترمن مقام النبوة و عندما حضر عمر قمن و ارتدين حجابهن خوفا من عمر و لماذا ؟!!

                            2 ـ ‏فدخل ‏ ‏عمر ‏ ‏ورسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يضحك فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي (ص) ‏عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله
                            و هنا تلك النسوة لا يخافن من رسول الله و يخافن من عمر و لماذا ؟!!

                            3 ـ قال ‏ ‏عمر ‏ ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ‏ (ص)
                            و هنا المصيبة الكبرى : رسول الله الذي وصفه القرآن الكريم : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ) سورة آل عمران/ آية 159 و المصيبة تكمن في صسغة التفضيل و كما تعلمون انها مثل ( شجاع ـ اشجع ) و ( كريم ـ اكرم ) و هنا في هذا الحديث ( فظ ـ أفظ ) و ( غليظ ـ اغلظ ) و معناه ان الرسول وحاشاه فظ و عمر أفظ والرسول غليظ وعمر اغلظ .....

                            4 ـ يا ‏ ‏إبن الخطاب ‏ ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏ ‏فجا ‏ ‏قط إلا سلك ‏فجا ‏غير ‏ ‏فجك

                            و هنا الطامة الكبرى ان الرسول يؤكد ان الشيطان كان حاضرا في مجلسه فلما جاء عمر هري و سلك فجا غير فجه .



                            و الآن اترك الحكم للعقلاء هل يرضون مثل هذه الاحاديث على رسولهم و يقبلون بها ؟

                            بدون رد رجاءاً بينك وبين عقلك أيها المخالف ,,,

                            يتبع

                            تعليق


                            • #29
                              الاحاديث الموضوعه لدى أهل السنة

                              تعريفه
                              الحديث الموضوع: هو المكذوب، المختلق، المصنوع.
                              والتسمية مأخوذة من الوضع بمعنى الاختلاق، يقال: وضع الرجل الحديث: افتراه وكذبه واختلقه.
                              والوثيقة العلمية التي رواها الكليني باسناده عن أمير المؤمنين (ع) صريحة في أن وضع الحديث كان على عهد رسول الله (ص).
                              ويبدو أنه شكّل آنذاك ظاهرة تشبه المشكلة، مما دعا رسول الله (ص) أن يكافحها وبكل قوة، وذلك لما قد ينجم عن الوضع من خطر على العقيدة والتشريع والمجتمع.
                              فقد جاء فيها: "وقد كُذِبَ على رسول الله (ص) على عهده حتى قام خطيباً فقال: (يا أيها الناس قد كثرت علي الكذابة، فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) ثم كذب عليه من بعده".

                              عوامل الوضع
                              يمكننا أن نلخص عوامل وضع الحديث بالتالي:
                              1. العامل السياسي.

                              2. العامل الديني.
                              3. العالم المذهبي.
                              4. العامل الاعلامي.
                              5. العامل الاجتماعي.
                              6. العامل الاقتصادي.
                              7. العامل الشخصي.




                              1. العامل السياسي

                              وتمثل هذا بشكل واضح في أعمال معاوية بن أبي سفيان التي قام بها من أجل توطيد أركان دولته.. وكان منها اختلاق الحديث.
                              ذلك أن معاوية عندما أسلم يوم فتح مكة أسلم لا عن طواعية، وإنما هو الأمر الواقع الذي استسلم له آل أمية.
                              فليس أمامهم لاسترجاع سيادتهم الجاهلية إلاّ أن يسايروا هذا الواقع الجديد الذي سلبهم تلك السيادة الجاهلية ليحققوا هدفهم في استرجاعها عن طريق هذه المسايرة.
                              وكان أول نفوذ لهم إلى ذلك، أيام أبي بكر حينما ولّى يزيد بن أبي سفيان إمرة أحد جيوش الفتوح، وهو الجيش الذي وجهه الخليفة لفتح دمشق.
                              ثم لما ولاّه عمر بن الخطاب ولاية دمشق، وولّى أخاه معاوية ولاية ما والاها من بلاد الشام. ولما مات يزيد بن أبي سفيان أضاف عمر ولاية دمشق إلى معاوية.
                              ولما ولي عثمان بن عفان ولّى معاوية ولاية الشام كلها.
                              وبعد مقتل عثمان استقل معاوية بولايته، وخرج عن طاعة الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب، وشق عصا جماعة المسلمين، بما أحدثه من فتنة الحرب بين أهل العراق وأهل الشام.
                              ولما استتب له أمر السلطة بعد مقتل علي (ع) "تحولت الخلافة إلى ملك آل إلى صاحبه بقوة السيف والسياسة والمكايد".
                              ولأن معاوية كان يعلم أن لا أهلية شرعية له للخلافة لأنه من الطلقاء.
                              وقد أسمعه هذا غير واحد من الصحابة والتابعين بما يجسد رأيهم فيه، وموقفهم منه.
                              فما كان منه (أعني معاوية) إلا ان اتجه وجهة اختلاق الاحاديث التي تؤيد ملكه وحكمه، فاستقطب ذوي النفوس المريضة من المرتزقة، والآخرين الذين يريدون الكيد للاسلام والمسلمين، فوضعوا له الاحاديث في هذا.
                              ومن هذا الذي وضعوه: أن النبي (ص) قال: (سيليكم بعدي البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا وأطيعوا في كل ما وافق الحق، فإن أحسنوا فلكم ولهم، وإن أساءوا فلكم وعليهم).
                              وظلال الصنعة على هذا الحديث واضحة، وهي أنه اختلق ليلغي عنصر العدالة المطلوب توافره من ناحية شرعية في الخليفة، وليلغي وجوب الوقوف بوجه الحاكم الجائر حتى يعود إلى الاستقامة وتعود إلى النظام عدالته الاجتماعية.
                              ومع هذا كان أمام معاوية وتحقيق هدفه من تحويل الخلافة إلى ملك عضوض تتناوب على عرشه رجال أمية عقبة صلدة، تلك هي إيمان المسلمين بأن الخلافة لعلي وآله، فانبرى وبكل ما أُوتي من حول لتذليل هذه العقبة.
                              "
                              روى المدائني في كتاب الأحداث، وقال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة: (أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب، وأهل بيته).

                              وكان أشد البلاء حينئذ أهل الكوفة.
                              وكتب معاوية إلى عمّاله في جميع الآفاق: أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة.
                              وكتب إليهم: أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه، وأهل ولايته، والذين يروون فضائله، ومناقبه، فأدنوا مجالسهم، وقربوهم، وأكرموهم، واكتبوا إلي بكل ما يروي كل رجل منهم، واسمه واسم أبيه، وعشيرته.
                              ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه، لما كان يبعث إليهم معاوية من الصلات، والكساء، والحباء، والقطايع، ويفيضه في العرب منهم والموالي.
                              فكثر ذلك في كل مصر، وتنافسوا في المنازل والدنيا، فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملاً من عمّال معاوية، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة، إلاّ كتب اسمه وقرّبه وشفعه.
                              فلبثوا بذلك حيناً.
                              ثم كتب إلى عمّاله: أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر، وفي كل وجه، وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة، والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحبّ إلي، وأقرّ إلى عيني، وأدحض لحجة أبي تراب، وشيعته، وأشد عليهم من مناقب عثمان، وفضله.
                              فقرئت كتبه على الناس، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها.
                              وجرى الناس في رواية ما يجري هذا المجرى، حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر.
                              وألقي إلى معلمي الكتاتيب، فعلّموا صبيانهم، وغلمانهم، من ذلك الكثير الواسع، حتى رووه، وتعلموه كما يتعلمون القرآن، وحتى علّموه بناتهم، ونساءهم وخدمهم، وحشمهم.
                              فلبثوا بذلك إلى ما شاء الله.
                              فظهرت أحاديث كثيرة موضوعة، وبهتان منتشر، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة".
                              وقال أبن عرفة: "إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في ايام بني أمية تقرباً إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم".

                              يتبع

                              تعليق


                              • #30

                                2. العامل الديني

                                وأقصد بالعامل الديني .هنا . السبب الذي دفع أبناء الأديان الاخرى لوضع الأحاديث كيداً للاسلام وانتقاماً من المسلمين.
                                وأظهر مظاهر هذا ما عرف في لغة المحدثين والفقهاء بـ (الاسرائيليات)، و (الغلو).. الاسرائيليات التي جاءتنا عن طريق اليهود في أحاديث موضوعة، و (الغلو) الذي وصل إلينا عن طريق النصارى في أحاديث موضوعة أيضاً.
                                فعندما انبثق نور الاسلام في الحجاز، وتركز في المدينة المنورة، واتخذ منها رسول الله (ص) عاصمة الدولة الاسلامية عمل المسلمون على إجلاء اليهود منها، فانتقلوا إلى الشام، وبعض منهم إلى العراق.
                                وكان في ذلك الوقت عدد غير قليل منهم في اليمن، فأراد هؤلاء اليمنيون أن يثأروا ليهود الحجاز، فأخذوا يفدون من اليمن إلى المدينة المنورة متظاهرين باعتناقهم الاسلام.
                                وكان من أبرز من وفد من يهود اليمن:
                                1. كعب الأحبار:
                                وكان من أكابر علماء اليهود في اليمن، ويقال: إنه أسلم في زمن أبي بكر، وقدم المدينة في أيام عمر.
                                2.وهب بن منبه:
                                وكان من أكابر علماء اليهود بأساطير الأولين، ولا سيما الاسرائيليات.
                                نَفَذَ هؤلاء اليهود لتحقيق مآربهم عن طريق استغلال الخلافات الفكرية التي تقع بين المسلمين بدس وتسريب فكرهم الاسرائيلي مغلفاً بأحاديث مختلفة.
                                وقد تمثلت هذه الاسرائيليات أكثر ما تمثلت في أحاديث التجسيم.
                                والتجسيم .كما هو معلوم . من الفكر اليهودي، ويتردد صداه في التوراة المحرّفة بشكل جلي.
                                وانبثت هذه الأحاديث في حديث أهل السنة، ودخلت أقدس كتبهم في الحديث، وهي (الصحاح).
                                وإليك أمثلة منها:
                                جاء في كتاب (أبو هريرة) للشيخ محمود ابو ريه ص 244 تحت عنوان (أمثلة مما رواه أبو هريرة) ما يلي:
                                أخرج البخاري ومسلم عنه أنه قال: جاء ملك الموت إلى موسى، فقال له: أجب ربك، فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها، فرجع الملك إلى الله تعالى، فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ففقأ عيني، فرد الله إليه عينه، وقال: أرجع إلى عبدي فقل له: إن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت بيدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة.
                                وقد أورد الثعالبي في كتابه (المضاف والمنسوب) هذا الحديث تحت عنوان (لطمة موسى)، وقال عنه: إنه من أساطير الأولين، وان ملك الموت هذا أعور.
                                وختم قوله بهذه العبارة: وأنا بريء من هذه الحكاية.
                                ومن العجيب أن يصف الثعالبي هذا الحديث بأنه من أساطير الأولين بعد أن رواه البخاري ومسلم، مما يدل على أن هذين الكتابين لم يكن لهما في القرون الأولى الاسلامية تلك القداسة التي جُعلت لهما بعد ذلك، والثعالبي .كما هو معروف . قد مات في سنة 429ه".
                                "وأخرج البخاري ومسلم عنه: قال النبي (ص): تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلاّ ضعفاء الناس وسقطتهم، قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلىء حتى يضع رجله، فتقول: قط قط، فهناك تمتلىء، ويزوي بعضها إلى بعض"."
                                وروى الشيخان عنه: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الاخير، يقول: من يدعوني فأستجيب له".

                                "وأخرج الشيخان عنه عن رسول الله (ص)، قال: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً، وزاد أحمد عن أبي هريرة: في سبعة أذرع عرضاً.
                                وهذا الحديث هو نفس الفقرة السابعة والعشرين من الاصحاح الأول من سفر التكوين (العهد القديم)، وإليك نصها: فخلق الله الانسان على صورة الله، على صورة الله خلقه، ذكراً وأنثى خلقهم".

                                ونحن إذا علمنا أن أبا هريرة كان من أبرز تلامذة كعب الاحبار أدركنا مصدر هذه الروايات.
                                قال أبو ريه: "ما كاد أبو هريرة يرجع إلى المدينة معزولاً عن ولايته بالبحرين حتى تلقفه الحبر الأكبر كعب الأحبار اليهودي، وأخذ يلقنه من إسرائيلياته، ويدس له من خرافاته.
                                وكان المسلمون يرجعون إليه فيما يجهلون، وبخاصة بعد أن قال لقيس بن خرشة هذه الأكذوبة: (ما من الأرض شبر إلا مكتوب في التوراة التي أنزلت على موسى ما يكون عليه، وما يخرج منه).
                                ومن أجل ذلك هرع أبو هريرة إليه، ليأخذ منه، ويتتلمذ عليه، وسال سيل روايتهما، ولا سيما بعد أن خلا الجو لهما، بموت عمر واختفاء درته".
                                وقام بمثل هذا الدور في صفوف الشيعة مَن عرفوا بالغلاة، فاستغلوا تقديس الشيعة لأهل البيت (ع)، فوضعوا أحاديث في رفعهم فوق منزلتهم.
                                ومن أشهر من قام ببث أحاديث الغلو بين الشيعة وفي كتب الحديث الشيعية:
                                1. المغيرة بن سعيد، المعاصر للامام الباقر (ع).
                                روى الكشي بإسناده عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن هشام بن الحكم: أنه سمع ابا عبد الله (ع) يقول: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها إلى أبي، ثم يدفعها إلى أصحابه، فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكل ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم".
                                2. محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي الجدع، المعروف بمحمد بن أبي زينب والمشهور بأبي الخطاب، تلميذ المغيرة بن سعيد.
                                "كان من أصحاب الصادق (ع)، مستقيماً في أول أمره، وقال علي بن عقبة: كان أبو الخطاب قبل أن يفسد، يحمل المسائل لأصحابنا، ويجيء بجواباتها، كذا في باب فضل التجارة من (الكافي)، ثم ادعى القبايح، وما يستوجب الطرد واللعن، من دعوى النبوة وغيرها، وجمع معه بعض الأشقياء، فاطلع الناس على مقالاتهم، فقتلوه مع تابعيه.
                                والخطابية منسوبون إليه، عليه وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

                                وكان ما نشروه من غلو في أهل البيت (ع) غلو ارتفاع، فنسبوا إليهم أنهم آلهة، ونسبوا إليهم أنهم أنبياء، ونسبوا إليهم أنهم يعلمون الغيب علماً لدنياً (ذاتياً)، ونسبوا إليهم أنهم يعلمون بكل ما في الكون.
                                وقالوا: إن معرفة الامام تسقط التكليف الشرعي.
                                وهذه .كما تراها . لا تعدو أن تكون صدى من أصداء الفكر المسيحي الموجود في الأناجيل المحرفة.
                                وبخاصة إذا علمنا أن الذين نشروا هذه الأفكار أمثال المغيرة بن سعيد وتلميذه أبي الخطاب وأتباعهما هم من أهل الكوفة.. والكوفة .كما هو معروف تاريخياً . قامت على أنقاض الحيرة وحلت محلها حاضرة للعراق الغربي.
                                وفي الحيرة اجتمع على النصرانية قبائل شتى من العرب، وفي أطرافها كانت أديرة الرهبان السريان تنتشر هنا وهناك.
                                وكان المسلمون في الكوفة يلتقون هؤلاء، وربما تظاهر بعضهم بالاسلام للكيد والوقيعة.
                                وقد وقف منهم أئمة أهل البيت (ع) موقف الطرد لهم والشجب لأفكارهم، ورفضها رفضاً باتاً، وتحريم الاعتقاد بها تحريماً قاطعا.
                                ووقفوا من حديثهم موقف الرفض له، والتحذير من روايته، ومنعها منعاً باتاً. وفي الوثائق الروائية التي تعرب عن موقف الأئمة من هؤلاء الغلاة وغلوهم ما يلي:
                                . عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله (ع)، قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي، فأذاقه حر الحديد، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا، وإليه مآبنا ومعادنا، وبيده نواصينا. فوالله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضر ولا نفع، إن رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا، والله ما لنا على الله من حجة، ولا معنا من الله براءة، وإنا لميتون ومقبورون ومنشرون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون.
                                إن تسمية الغلاة بـ (الرافضة) كانت من قبل الامام الباقر (ع) لأنهم رفضوا قوله (ع) واتبعوا أقوال المغيرة بن سعيد.
                                ويبدو أن الانظمة الحاكمة التي كانت تخشى من معارضة الامامية لسياستهم الجائرة ومعاملتهم الظالمة استغلت هذا الاسم (الرافضة) لما يحمل في طياته من قيمة نقدية تساعد على التنفير والابتعاد عمن ينبذ به فسحبته على الامامية أيضاً تشويهاً لسمعتهم، وتحريضاً لبقية المسلمين على محاربتهم، بعد أن اختلقت سبباً آخر للتسمية، وهو رفضهم لخلافة أبي بكر، أو رفضهم للخروج مع زيد بن علي لأنه لم يرفض خلافة أبي بكر .كما يزعمون.


                                يتبع


                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة مروان1400, يوم أمس, 06:43 PM
                                ردود 0
                                5 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة مروان1400
                                بواسطة مروان1400
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-07-2025, 10:09 PM
                                ردود 0
                                19 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-07-2025, 10:03 PM
                                ردود 0
                                5 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 18-09-2022, 01:45 AM
                                ردود 2
                                101 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 25-09-2020, 12:22 AM
                                ردود 5
                                243 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X