إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

موسوعة الـــرد علــى أكثــر مـــن 700 ســؤال وإشكـال سنــي وناصبي ووهــابـي سلفي ۞ ۩

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    مناظرة في حكم تقبيل ضريح النبي (صلى الله عليه واله)

    قال : رئيس هيئة الاَمرين بالمعروف الشيخ سيف إمام مسجد الغمامة بالمدينة: لاَي علة تقبّلون شبابيك الحديد في حرم الرسول صلى الله عليه وآله ، والتقبيل شرك ؟
    قلت: لاَي علة تقبّلون أنتم الحجر الاَسود وجميع الشيعة وأهل السنة كلهم يقبّلون الحجر الاَسود ، لاَي علة تقبلون جلد القرآن ، وأنت ألا تقبل ولدك ؟ ألا تقبّل زوجتك ؟ فأنت إذن مشرك ، وفي كل ليلة وكل ويوم يُشرك الاِنسان مائة مرة.

    قال رئيس الهيئة: الرسول الاَعظم صلى الله عليه وآله مات ، والميت لا يضر ولا ينفع ، فأي شيءٍ تريدون من قبر الرسول ؟
    قلت: الرسول الاَعظم صلى الله عليه وآله ما مات ، لاَن القرآن يقول: ( ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون )(1)والروايات الواردة في أن حرمته ميتاً كحرمته حياً كثيرة.

    قال: هذه الحياة غير الحياة التي نحن فيها.
    قلت: أي حياة تقولون بها ، نحن نقول بها ، وأنت إذا مات أبوك ألا تذهب إلى قبره وتطلب المغفرة له ؟
    قال: نعم.
    قلت: يا شيخ ، إنا ما رأينا الرسول صلى الله عليه وآله في زمن حياته ، والساعة نجيء لزيارة قبره الشريف ونتبرك به.

    قال: لاَي علة تصيحون عند القبور ، والصياح عند القبور حرام ؟
    قلت: الصياح عند القبور ليس بحرام ، بالاَخص عند قبر الرسول الاَعظم والاَئمة المعصومين ، لاَن الرسول صلى الله عليه وآله وفاطمة الزهراء عليها السلام صاحا على حمزة سيد الشهداء عليه السلام .

    قال: الخليفة الثاني عمر نهى عن الصياح عند القبور.
    قلت: لا نعتني بقول عمر بعد فعل الرسول صلى الله عليه وآله ، وفاطمة الزهراء عليها السلام عند قبر حمزة عليه السلام .

    قال الشيخ رئيس الهيئة: لاَي علة تصلون للنبي صلى الله عليه وآله صلاة الزيارة ، والصلاة لغير الله شرك ؟
    قلت: إنا لا نصلي للنبي صلى الله عليه وآله بل نصلي لله ، ونهدي ثوابها إلى روح الرسول صلى الله عليه وآله

    قال: الصلاة عند القبور شرك ؟
    قلت: فعليه ، الصلاة في المسجد الحرام أيضاً شرك ، لاَن في حجر إسماعيل قبر هاجر وقبر إسماعيل وقبور بعض الاَنبياء على ما نقله الفريقان(2) فعلى ما قلت تكون الصلاة في حجر إسماعيل شركاً ، والحال أن أرباب جميع المذاهب ، الحنفي والحنبلي والمالكي والشافعي وغيرهم يصلون في حجر إسماعيل(3) ، فلا تكون الصلاة عند القبور شركاً.

    سألت رئيس الهيئة عن الاَسماء المكتوبة على جدران مسجد الرسول: أبو بكر وعمر ، وطلحة ، والزبير وعلي بن أبي طالب عليه السلام .. إلى آخر العشرة الذين تقولون بأن الرسول صلى الله عليه وآله بشرهم بأنهم من أهل الجنة ، وتسمونهم بالعشرة المبشرة بالجنة(4)‌ (2).. كيف يُحارب رجلٌ من أهل الجنة مع رجل من أهل الجنة ؟ أما حارب طلحة والزبير بزعامة عائشة في الجمل بالبصرة علي بن أبي طالب عليه السلام إمام المسلمين الذي بايعه أهل الحل والعقد ، مع أنكم تقولون بأن الرسول صلى الله عليه وآله بشّر علي بن أبي طالب عليه السلام بأنه من أهل الجنة(5) وطلحة والزبير بشرهما بأنهما من أهل الجنة ، مع أن القرآن يقول:
    ( ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها )(6) ؟ فحديث العشرة المبشرة مخالف للقرآن ، فاللازم ضربه على الجدار = ، لأن القرآن يقول بالنسبة إلى الرسول صلى الله عليه وآله : ( ولو تقوّل علينا بعض الاَقاويل لاَخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين) (7)، فحديث العشرة المبشرة كذب محض ، ويكون الحق إما مع علي ابن أبي طالب عليه السلام ، وإما مع طلحة والزبير ، وعلى رأسهم عائشة اُم المؤمنين ، وكل المسلمين يعترفون بأن الحق مع علي عليه السلام لاَنه إمام المسلمين بإجماع أهل الحل والعقد .

    لكن قال الشيخ رئيس الهيئة: بأن الجماعة المذكورة يعني علي ابن أبي طالب عليه السلام وطلحة والزبير وعائشة كلهم مجتهدون.
    قلت: الاِجتهاد على خلاف القرآن لا يجوز ، فاقرؤا أيها القرّاء الكرام واحكموا بما هو مفاد العقل والوجدان السليم.

    يتبــــــــع

    تعليق


    • #47

      في زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وسائر القبور

      الشيخ جعفر كاشف الغطاء.

      روى الدارقطني في السنن وغيرها، والبيهقي، وغيرهما من طريق موسى بن هلال العبدي، عن عبد الله العمري، عن نافع، عن إبن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زار قبري وجبت له شفاعتي.

      وعن نافع، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من جاءني زائراً ليس له حاجة إلاّ زيارتي، كان حقاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة.

      وعن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعاً عن النبي (صلى الله عليه وآله): من حجّ وزار قبري بعد وفاتي، كان كمن زارني في حياتي.

      وروي عن عائشة أيضا، وعن نافع، عن إبن عمر، عن النبي، قال: من زارني كنت له شهيداً أو شفيعاً.

      وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: من حجّ فلم يزرني، فقد جفاني (1).

      وعن أبي هريرة مرفوعاً، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: من زارني بعد موتي، فكأنما زارني حياً (2).

      وعن أنس مرفوعاً، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال من زارني في المدينة، كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة (3).

      وعن أنس مرفوعاً عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من زارني ميّتاً كمن زارني حياً، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة.

      وعن إبن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من زارني في مماتي، كان كمن زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد جفاني.

      وعن علي (عليه السلام) مرفوعاً، عن النبي (صلى الله عليه وآله): من زار قبري بعد مماتي، فكأنما زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد جفاني.

      وعن إبن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: من حج ّ وقصدني في مسجدي، كانت له حجتان مبرورتان.

      وروى إبن عساكر، عن علي (عليه السلام)، قال من زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في جوار رسول الله (صلى الله عليه وآله).

      وعن بكر بن عبد الله مرفوعاً، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: من أتى المدينة زائراً لي، وجبت له الجنة.

      وعن كعب الأحبار أنّ عمر لمّا فتح بيت المقدس، قال لي: هل لك أن تسير معي الى المدينة نزور قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فذهبت معه، فلمّا دخل بدأ بالمسجد، وسلّم على النبي (صلى الله عليه وآله).

      وفي الموطأ عن إبن عمر كان يقف عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، فيسلّم عليه، وعلى أبي بكر، وعمر.

      وسئل نافع هل كان ابن عمر يسلّم على قبر النبي (صلى الله عليه وآله)؟! فقال: رأيته مائة مرّة أو أكثر يسلّم على النبي (صلى الله عليه وآله)، وعلى أبي بكر، وعمر.

      وعن إبن عمر: أنّ سنّة السلام من قبل القبلة.

      ونقل الدارقطني، عن علي (عليه السلام) أنه دخل المسجد فسلم على القبر. وروي عن آل الخطاب، وعن بعض الحفّاظ زيارة النبي (صلى الله عليه وآله).

      وكيف كان، فالروايات في استحباب زيارته وشفاعته لزوّاره، داخلة في قسم المتواتر، وعمل الصحابة، والتابعين، وأهل البيت أجمعين على ذلك.

      قال عياض: زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) سنّة، أجمع عليها المسلمون. وروى غيره إجماع المسلمين قولاً وفعلاً على استحباب زيارته، وصريح بعضها (4) أن شدّ الرحال إليها لا مانع منه.

      وفيما دل على استحباب التعظيم، وانّ حرمة الأموات كحرمة الأحياء، كفاية.



      يتبــــــــع

      تعليق


      • #48
        في زيارة باقي القبور

        قد مرّ في الأخبار الماضية زيارة الصحابة قبري الشيخين.


        وروى بريدة عن النبي (صلى الله عليه وآله): إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها (5).

        ولعل السر ـ والله أعلم ـ أنه في مبدأ الإسلام كانت زيارة القبور وتذكار الموتى والقتلى، باعثاً على الجبن عن الجهاد، حتى إذا قوي الإسلام أمرهم بها. ونحو ذلك في خبر آخر.

        وعن أبي هريرة، أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) زار قبر أمّه، ولم يستغفر لها، قال: أمرت بالزيارة، ونهيت عن الاستغفار، فزوروا القبور، فأنّها تذكر الموت (6).

        وعن بريدة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا خرج إلى المقابر، قال: ((السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين))، رواه مسلم (7).

        وعن عائشة أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يخرج إلى البقيع آخر الليل، فيقول: السلام عليكم… (الخبر)، رواه مسلم (8).

        وكيف كان فالأخبار متظافرة على زيارة القبور، ولا حاجة لنقل جميعها، وفيما ورد من أنّ حرمة المسلم ميتاً كحرمته حياً دلالة على ذلك، وزيارة النبي (صلى الله عليه وآله)، والصحابة لقبور الشهداء أوضح من الشمس في رابعة النهار.


        في التبرك بالقبور ونحوها

        أختلف العلماء من أهل السنة والجماعة في جواز التبرك بالقبور، فمنهم: من أجازه على كراهة.

        قال النووي: لا يجوز أن يطاف بقبر النبي (صلى الله عليه وآله)، ويكره إلصاق البطن والظهر به. قال: ويكره مسّه باليد وتقبيله، بل الأدب أن يبعد عنه، كما لو حضر في حياته.

        وكلامه ظاهر في أنّ المس أبعد من التعظيم، وشبهة العبودية.

        وذكر ابن عساكر في (تحفه)، عن ابن عمر أنه كان يكره مس قبر النبي (صلى الله عليه وآله).

        ويظهر من بعضهم ندبه واستحبابه.

        نقل عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب العلل والسؤالات، قال: سألت أبي عن الرجل يمس منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يتبرك بمسه وتقبيله، ويفعل بالقبر ذلك رجاء ثواب الله تعالى، فقال: لا بأس به.

        وعن إسماعيل أن ابن المنكدر (9) يصيبه الصمّات، فكان يقوم ويضع خدّه على قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، فعوتب في ذلك، فقال: يستشفى بقبر النبي (صلى الله عليه وآله). والاستشفاء أعظم من التبرك.

        ونقل عن ابن أبي الضيف، والمحب الطبري، جواز تقبيل قبور الصالحين، وظاهره الندب.

        وفي رواية عن ابن حنبل أني لا أعرف التمسح بالقبر، أما المنبر فنعم، لما روي أن ابن عمر كان يفعله.

        ونقل عن مالك التبرك بالمنبر.

        وروي عن يحيى بن سعيد شيخ مالك أنه حينما أراد الخروج إلى العراق، جاء إلى المنبر، وتمسّح به.

        وقال السبكي: منع التمسح بالقبر ليس مما قام الإجماع عليه. وأستدل بما رواه يحيى بن الحسن، عن عمر بن خالد، عن أبي نباته، عن كثير بن يزيد، عن المطلب بن عبد الله، قال: أقبل مروان بن الحكم، فإذا رجل ملتزم القبر، فأخذ مروان برقبته وقال: ما تصنع؟! فقال: إني لم آت الحجر ولا اللبن، إنما جئت رسول الله (صلى الله عليه وآله). وذكر رواية أحمد، قال: وكان الرجل أبا أيوب الأنصاري.

        ونقل هذه الرواية أحمد، وزاد فيها: أنه قال: سمعت رسول الله يقول: لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله.

        وعن أبي الدرداء أن بلالاً رأى النبي (صلى الله عليه وآله) في المنام، فقال له: ما هذه الجفوة يا بلال، أما لك أن تزورني؟! فانتبه حزينا خائفاً، فركب راحلته، وقصد المدينة، فأتى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل يبكي عنده، ويمرّغ وجهه عليه، إلى أن ذكر حضور الحسنين وبكاء أهل المدينة، وأذان بلال، قال: فما رئي أكثر باكياً ولا باكية بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ذلك اليوم.

        وذكر ابن حملة أن (بلالاً) وضع خديه على القبر، وأن ابن عمر كان يضع يده اليمنى عليه.

        ونقل عن مالك، والزعفراني تحريمه، وهو الظاهر من كلام أنس بن مالك، حيث قال: ما كنا نعرفه.

        وكيف كان كيف يدّعى المسّ والتبرك عبادة مع أنه أبعد من التعظيم، وقضية الذم على عبادة يعوق ويغوث ونسر، ليس من جهة التبرك، كما نصّ عليه المفسرون (10)، حيث قالوا: تبركت الآباء فانتهى الأمر إلى عبادة الأبناء، فوقع الذم على الأبناء.

        وتحقيق الحال: أنّ التقبيل على أنحاء:

        منها: تقبيل المحبة، لأنّ من أحبّ شخصاً أحبّ مكانه، وثيابه، وداره، ومزاره، فلا يكون تقبيل الأعتاب، والجدران، والأبواب إلاّ كتقبيل بعض ثياب الأحباب، فهو من قبيل قوله:


        أمرّ على الديار ديار (ليلى)* أقبّل ذا الجدار وذا الجدارا

        وما حبّ الديار شغفن قلبي * ولكن حبّ من سكن الديارا


        وسئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن تقبيل اليد، فنهى عن ذلك، إلاّ في تقبيل يد الزوجة للشهوة، ويد الولد للمحبة.

        وعن علي (عليه السلام) انه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد فتح خيبر: لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت اليوم فيك مقالاً، لا تمر على ملأ من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك، وفضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أنّك مني وأنا منك (11).

        وروي عن علي (عليه السلام) أنه قال: قدم علينا أعرابي بعد دفن النبي (صلى الله عليه وآله) بثلاثة أيام، فرمى بنفسه على القبر، وحثا من ترابه على رأسه.

        وعلى كل حال فالذي يظهر بعد تحقيق النظر أنّ التقبيل للمحبة من قبيل تقبيل الوالد لولده (12)، والأرحام بعضهم لبعض فلو قبّل بعضهم جدران بعض، أو ثياب بعض، أو مكان بعض، حباً وإرادة، لا تعظيماً ولا عبادة، فليس فيه بأس.

        وأما قصد التعظيم والإكرام، فليس فيه خروج عن ملة الإسلام، قصارى ما هناك أنه عدّه بعض العلماء من الآثام، فليس على الفاعل عن دليل في الرد عليه من سبيل. وأما من فعل مشرعاً فهو عاصٍ لربه، حتى يتوب عن ذنبه.

        ولقد نقل عن بعض أمراء دار السلام بغداد أنه وشى بعض الوشاة على جماعة أنهم يقبّلون أعتاب الأولياء، فقال: سبحان الله في كل يومٍ تقبلون جلد الميتة (يعني الفروة التي هو لا بسها)، ولا تقبّلون أعتاب أبواب الأولياء.

        وعلى أي تقدير، فالغرض إنما هو نفي (التكفير). ونسبة فعل هؤلاء إلى فعل عبدة الأصنام خروج عن الأنصاف في هذا المقام، لأنّ الذاهبين إلى الجواز منا إنما أخذوا عن الدليل، لا لمجرد الاختراع والابتداع، فأن اشتبهوا عذروا وأجروا.

        فمن قبّل الحجر الأسود، والركن اليمانيّ، أو باقي الأركان، أو مسها، أو لزم المستجار، فقد تبرك بتلك الأحجار، لأنها بأمرٍ من العزيز الجبار، ولو أخطأ الأمر، كان مثاباً.

        ومن طاف بين (المروتين)، عملاً بالكتاب وسنة سيد الثقلين، لم يكن عليه مؤاخذة في البين.

        وطوائف المسلمين بأجمعهم لا يتبرك منهم أحد بقبر أو غيره، إلاّ أنه بزعم أنه مأمور من الله، ومن تبرّك قاصداً للعبادة، فهو خارج عن ربقة المسلمين.

        ومن البين المعلوم أنه لو أمر (المولى) عبده بالتبرك بثياب عبده المقرب، أو مكانه، أو قبره، فأمتثل، كان مطيعاً لمولاه، لا للعبد الذي قرّبه وأدناه.

        وليس لنا مع الأنبياء والأولياء قرابة نسب، ولا لهم علينا ما نخاف منه الطلب، وإنما عظّمناهم لأمر الله، وأخذنا بأقوالهم عملاً بقول رسول الله، وما أبرّء نفسي إنّ النفس لأمارة بالسوء إلاّ ما رحم ربي.

        وكشف الحال على وجه يدفع ما قيل أو يقال: إنّ التواضع والتبرك والإكرام والاحترام لما هو معظّم عند الملك العلام من تعظيم الله، كما أن قرآنه وبيته، ومساجده لا نتسابها إليه، احترام له تبارك وتعالى. فمن عظّم عيسى ومريم وعزير لعبوديتهم، وقرب منزلتهم، فهو معظّم لله.

        كما أن من عظم بيت السلطان وعبيده وغلمانه وأتباعه من حيث التبعية، يكون معظماً للسلطان. وأما من (وجدها) قابلة للتعظيم، وأهلاً له من حيث ذاتها لا لأجل العبودية والتابعية، وإن كان غرضه التقريب زلفى، إنما يكون معظّما لها، لا للسلطان.

        وإني منذ ثلاثين حجة أنظر في حال طوائف المسلمين، محقيهم ومبطليهم، فلم أجد أحداً يعظم كتاباً، أو نبيّاً، أو مكاناً، أو عبداً صالحاً من غير قصد قربة من الله، أو انتسابه إليه، فقد ظهر أن هذا كله من باب طاعة الله وتعظيمه.

        وأمّا عبدة الأصنام والعباد الصالحين، فأنما أرادوا عبادتهم حق العبادة، كأن يصلّوا لهم، ويصوموا ويكون ذلك لاستحقاقهم بربوبيتهم في أنفسهم، أو للتقريب زلفى، فهي عبادة حقيقية على الوجهين.

        وعلى كل من الاحتمالين على أني ذكرت مكرراً أنهم عاندوا الرسل، وكذبوهم، واستهزؤوا بهم، وقالوا أيضا: لا طاقة لنا بعبادة الله، وإنما نعبد الأصنام لأنّ عبادتهم مقدورة لنا، وهم يقربونا إلى الله زلفى، ولقد نقلت روايةً مشتملةً على ذلك المعنى في مقام آخر. فالفرق بين الأمرين أوضح مما يرى رأي العين.


        في بناء قبور الأنبياء والأولياء وتعميرها وتعلية بنائها وتشييد أركانها

        لا يخفى على من أمعن النظر، وتتبّع الآثار والسير، أنّ الأزمنة مختلفة الأحوال بالنسبة إلى جميع الأقوال والأفعال، فربّ شيءٍ كان في قديم الزمان في أعلى مراتب الاستحسان، فانعكس وصار أدنى ما يكون أو كان.

        وحيث أنّ الشارع حكيم، وبالعباد رحيم، يراعي أحوالهم، ففي مبدأ الإسلام لما كان المعاش ضيّقاً، والأسعار متصاعدة في المآكل والملابس، حافظ النبي (صلى الله عليه وآله)، والصحابة في أيامهم على المآكل الجشبة، والملابس الخشنة أو الخلقة، لئلا تنكسر قلوب الفقراء، ولتطيب نفوسهم، فأنهم إذا رأوا سيد الجميع لابساً رثّ اللباس، وآكلاً أدنى المأكول، استقرت نفوسهم، وأطمئنت قلوبهم، وارتفعت كدورتهم.

        ثم لمّا توسعت أحوال الناس، وقوي الإسلام، ورخصت الأسعار، استعمل الأكثر من الخلفاء أحسن الملبوس، وأكلوا أطيب المأكول، وهذا التعليل مستفاد من الأخبار أيضاً.

        ولذلك نقول في أمر بناء (المساجد) و(الحضرات)، فأنهم كانوا لا يرفعون البناء، ولا يزينون الدور، لما بهم من القصور، فإذا كانت بيوت الله، وبيوت أنبيائه لم يرفع بناؤها طابت نفوس الفقراء، واطمئنّت قلوبهم.

        وأما في مثل هذه الأيام ونحوها، حيث ارتفع بناء الدور، فلا وجه لجعل بيوت الله أخفض منها، ومن يرضى بتعلية بيوت الخلق على بيوت الخالق مع أنّ في تعليتها تعظيماً لشعائر الله، وهي البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.

        و(القباب) منها، لأنّها جعلت للعبادة، وليس في بناء القباب تجديد قبر، لأنّ القبر باق على حاله لم يجدد، وإنّما وضع أساس القبة بعيداً عنه، ليكون فيها علامة على (المزار) الذي ندب إلى زيارته العزيز الجبار، ولتكون ظلالاً للزائرين، فلا تدخل في باب التجديد أصلاً، وكذا صندوق الخشب، فأنه أجنبي عن القبر لا دخل له به.

        وعن كلّ حال فأصل وضع البناء لهذه المقاصد الجليلة ليس فيه بأس أصلاً، ولو تركت العلامات ما أمكن التوصل إلى زيارة أكثر الأموات لاندراس آثارهم، فوضع هذا للتمكن من إدراك فضيلة زيارة القبور، وكلما كان الشاهد أحكم، كانت دلالته على المشعر أدوم.

        وأما قضية (الزينة) فقد روي عن علي (عليه السلام) أنّ بعض الصحابة أشاروا على عمر أن يأخذ زينة الكعبة ليقوي بها جيوش المسلمين، فقال له علي (عليه السلام): إنّ الأموال قسّمها النبي (صلى الله عليه وآله) على الفقراء، وكانت في ذلك اليوم الحليّ موجودة ولم يقسّمها، فلا تخالف وضع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال عمر: (لولاك إفتضحنا)، وأبقى الحليّ على حالها.

        والأصل في بناء (القباب) وتعميرها، ما رواه البناني (واعظ أهل الحجاز) عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن جده الحسين، عن أبيه علي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال له: والله لتقتلن في أرض العراق، وتدفن بها. فقلت: يا رسول الله ما لمن زار قبورنا وعمّرها وتعاهدها. فقال لي: يا أبا الحسن إن الله جعل قبرك وقبر ولديك بقاعاً من بقاع الجنة، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه، وصفوة من عباده تحن إليكم، ويعمرون قبوركم، ويكثرون زيارتها، تقرباً إلى الله تعالى، ومودةً منهم لرسوله. يا علي من عمّر قبوركم وتعاهدها، فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

        ونقل نحو ذلك أيضاً في حديثين معتبرين: نقل أحدهما الوزير السعيد بسند، وثانيهما بسندٍ آخر غير ذلك السند، ورواه أيضاً محمد بن علي بن الفضل.

        فبعد دلالة هذه الأخبار على تعمير (القباب)، واستمرار طريقة الأصحاب، مع أنها داخلة في المواضع المعدّة للطاعات، كالمساجد، والمدارس، والرباطات، مع أنّ فيها تعظيماً لشعائر الإسلام، وإرغاماً لمنكري دين النبي عليه الصلاة والسلام.

        وبعد أن بيّنا أنّ الحكم والمصالح تختلف باختلاف الأوقات، وذكرنا اعتضاد ذلك بالروايات، لم يبق بحث من جميع الجهات.

        وعلى تقدير ثبوت الخطأ في هذا الباب، لا يلزم على المخطئ تكفير ولا عصيان، بل ربما يثاب، لأن الخالي من التقصير وإن اتصف بالقصور معذور كل العذر، بل هو مأجور.

        فيا أخي لا تعارض المسلمين فيما هم عليه إن لم تركن إلى ما ركنوا إليه، وأحملهم على المحامل الحسان، فأنّا هكذا أمرنا بحمل الأخوان، وفقنا الله وإياكم، وهدانا وهداكم، والله ولي التوفيق.

        ++++++++++++++++++++++++++++

        الهوامش:

        1- تراجع هذه الأحاديث في سنن البيهقي: 5 (كتاب الحج)، باب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله).

        2- كنز العمال (باب زيارة قبر النبي)، المجلد الخامس، حديث 12382.

        3- كنز العمال (باب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله)) المجلد 15، حديث 42584.

        4- في النسخة المطبوعة: وصرّح بعضهم.

        5- صحيح مسلم (كتاب الجنائز)، المجلد الثاني، باب 36، حديث106؛ وسنن ابن ماجه (باب ما جاء في زيارة القبور)، باب 47، حديث 1571.

        6- صحيح مسلم (كتاب الجنائز)، باب استئذان النبي (صلى الله عليه وآله) ربّه في زيارة قبر أمّه، حديث 108.

        7- صحيح مسلم (كتاب الجنائز)، باب ما يقال عند دخول القبور، حديث 104.

        8- صحيح مسلم (كتاب الجنائز)، باب ما يقال عند دخول القبور، حديث 102.

        9- محمد بن المنكدر القرشي التيمي أحد الأئمة التابعين، توفي سنة 130هـ / 748م.

        10- في تفسير الآية (23) من سورة نوح.

        11- نهج البلاغة: 2/449.

        12- في النسخة المطبوعة: ((الوالدة لولدها)).

        تعليق


        • #49
          هتك حرمة النبي الأكرم (ص) في الصحيحين

          نجد في صحيحي البخاري ومسلم أخبار تخالف الاحتياط والحمية الإسلامية ويأباها كل مؤمن غيور!

          منها: ما نقله البخاري في صحيحه ج2 ص 120، باب اللهو بالحراب ، ونقله مسلم في صحيحه: ج1 باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد، عن أبي هريرة عن عائشة، قالت: وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب في المسجد، فإما سألت رسول الله، وإما قال تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: دونكم يا بني أرفده، حتى إذا مللت، قال: حسبك ؟! قلت: نعم، قال: فاذهبي.
          بالله عليكم أيها الحاضرون! أنصفوا، هل يرضى أحدكم أن ينسب إليه هذه النسبة الفظيعة والعمل المخزي؟!
          إذا قال قائل : بأنا سمعنا أنك حملت زوجتك على ظهرك، وكان خدها على خدك وجئت في الملأ العام لتنظر إلى جماعة كانوا يلعبون، ثم كنت تقول لزوجتك: حسبك؟ وهي تقول لك: نعم، ثم إن زوجتك كانت تحدث الرجال الأجانب بهذا الموضوع.
          بالله عليكم أيها الحاضرون! هل يرضى بذلك؟! وهل غيرته تسمح لأحد أن يتكلم بهذه الأراجيف؟!
          وإذا سمعت هذا الخبر من إنسان ظاهر الصلاح، هل ينبغي لك أن تنقله للآخرين؟!
          وإذا نقلته، ألا يعترض ويقول: بأن جاهلا إذا حدثك بخبر كهذا، ولكن ـ أنت العاقل ـ لماذا تنقله بين الناس؟!
          أليس العقلاء يؤيدونه على اعتراضه عليك؟! فقايسوا هذا الموضوع مع الرواية التي مر ذكرها من صحيحي مسلم والبخاري، فإن كان الأخير كما تزعمون دقيقا ومحتاطا في النقل، وكان عارفا وعالما بأصول الحديث ـ على فرض أنه سمع هكذا خبر ـ فهل ينبغي ويحق له أن ينقله في صحيحه، ويجعله خبرا صادق ومعتبرا؟!
          والأعجب... أن العامة، ، يعتقدون أن صحيح البخاري هو أصح الكتب بعد القرآن الحكيم



          يتبـــــــــع

          تعليق


          • #50
            استشهاد النبي الأكرم محمد علية أفضل الصلاة والسلام


            وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ) آل عمران| 144 .

            جبرائيل بحزن ردد ........................ عنكم رحل اليوم محمد
            تمر علينا الجريمة الكبرى النكراء في اغتيال الرسول محمد (ص) بالسم , وكان فعل مدبر ومخطط له ,وأذا بحثنا في الوضع السياسي الاجتماعي في المدينة سنجد بأن النبي (ص) مات مستشهدا مسموما من قبل اناس كان همهم السلطة الدنيوية .


            ولذلك دخلت أراء دخيله على الاسلام تمنع البحث في الماضي وتعتبره غير جائز . وللبحث يجب أن نتجرد من تلك الافكار المتمثلة بالعادات والتقاليد ولاتمت بصلة للاسلام. وبسبب قمع حريات التفكير تخرجت اجيال لاتعرف الا القهر والاستبداد والقتل والكراهية وقطع الرؤوس ..ولايسمح الاحرار اليوم بقمع حريات التفكير في أهم قضية تخص المؤمنين الابرار الصادقين الموالين . وا ن الله حث الانسان على التفكير والاستنباط وعدم الركون الى امور جرت عليها عادات وتقاليد .

            والسراج المنير الرسول الكريم (ص) قد ابتلي بجهلة عاصروة وجائوا بعده وتعاملوا واتفقوا مع جهات سياسية لاجل قتله (ص) واهل بيته (ع) .

            والمصادر التاريخية الشيعية والسنية تتفق على ان النبي صلى الله عليه وآله مات مسموماً,

            ولكن بعض المصادر السنية تحاول ان تتغاضى عن ذلك .. وهذا بحد ذاته يشير الى تورط شخصيات مهمة عندهم في عملية القتل ..
            وكان استشهاد النبي (صلّى الله عليه وآله) في اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر في السنة العاشرة من الهجرة .

            جاء في السيرة النبوية لآبن كثير :ـ عن الأعمش عن عبد الله بن نمرة عن اب الاحوص عن عبد الله بن مسعود إذقال: لئن أحلف تسعا أن رسول الله قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل،وذلك لأن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا. 1


            وقال الشعبي: والله لقد سم رسول الله 2


            . ومما يؤيد هذه الحقيقة أيضا: أن أعراض السم ظهرت على وجه وبدن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قبيل وبعيد وفاته، إذ تذكر كتب السيرة أن درجة حرارة رسول الله ارتفعت ارتفاعا خطيرا في مرضه الذي توفي فيه و بصروة غير طبيعية ،وأن صداعا عنيفا في رأسه المقدس الشريف قد صاحب هذا الارتفاع في الحرارة. ومن المعروف طبياً أن ارتفاع حرارة الجسم والصداع القوي هو من نتاج تجرع السم.


            يذكرابن سعد: فلما كان يوم الأربعاء بدأ برسول الله المرض فحم وصدع 3..


            وكانت أم البشر بن البراء قد قالت للرسول: ما وجدتمثل هذه الحمى التي عليك على أحد4.

            وهذا النص يثبت بدلالة قاطعة أن الحمى التي اعترت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تكن حمى طبيعية و ذلك لأنها لم ترى مثل هذه الحمى من قبل ، وهذه الحمى ما هي إلا من السم الذي جرعوه فقد تغير لونه و حالته .

            و الرواية التي ذكرها عبد الله الاندلسي في كتابه تقول :ـ
            بعدما لدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغما ً عنه

            قال صلى الله عليه و آله وسلم : من فعل هذا ؟؟

            فقالوا : عمك العباس !!!

            ويتضح من قبل المنفذين انكار فعلتهم الشنيعة وأتهموا العباس عم النبي صلى الله عليه وآله و سلم إلا إن ذلك لم يخف عن رسول الله الذي برأ عمه العباس منتلك الفعلة و اتهامهم و دليل ذلك حينما طردهم من داره و ابقى العباس يعاين حاله .


            إذ قال صلى الله عليه و آله : لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم5 .


            وقالت عائشة بنت ابوبكر: لددنا (قمنا بتطعيم) رسول الله فيمرضه. فقال: ( لا تلدوني). فقلنا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال (لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم( 6.


            وجاء في كتاب الطبقات ج 2/235 فأُغمِيَ عليه صلى الله عليه وآله حين أفاق والنساء يلددنه, وهو صائم .

            و قالت عائشة: لددنا رسول الله في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: (لايبقى أحد في البيت إلا لد، وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم.( 7

            ومعنى لغوياً : ( لدننا ) أي جرعنا و سقينا
            ما الذي جرعته عائشة للنبي صلى الله عليه و آله حتى نهى عنها ذلك فغضب و أمر بخروجها من الدار ؟


            ويجيبنا ابن القيم الجوزي :ـ كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمر من في الدار بأن لا يلدوه و لا يجرعوه أي دواء مهما كان ، إذ رويأنه قال لهم بعد سقيه إياهم ذلك الدواء المزعوم: (ألم أنهكم أن لا تلدوني)8.


            وبعد قيامهم بلدالنبي، قال (صلى الله عليه وآله وسلم)

            عن عائشة: (ويحها لو تستطيع ما فعلت)9.

            ويلاحظ من تلك الروايات التي ينقلها علماء من السنة تكشف لنا وجود مؤمره بتخطيط مسبق للسيطرة على دفة الحكم وقلب النظام الاسلامي بأغتيال الرسول الاكرم (ص) وتجريعة سما على انه دواء للشرب .

            و عند مراجعة الرواية السابقة بشكل دقيق نفهم من كلام عائشة ان الفاعل بلد ( سقي ) رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه كانوا أكثر من شخص إذ قالت عائشة " لددنا رسول الله فيمرضه ، فقال : لا تلدوني

            و دل على كونهم جمع و ذلك من الجمع في فعل ( لددنا) و إذا افترضنا انها الوحدية التي فعلت ذلك لقالت ( لددت رسول الله في مرضه (.

            و لما أحس الرسول بسقيهم أيهاه و شعر بالسم استيقظ من منامه وقال مخاطبا اياهم : لا تلدوني

            وقال صلى الله عليه و آله لم بصيغى الجمع: " ألم أنهكم !!! " و هذا يشير ايضا ً على كونهم جماعة .

            و الأرجح ان من نفذ هذه العملية هي عائشة و حفصة زوجتا النبي صلى الله عليه وآله و بتخطيط من عمر بن الخطاب و ابي بكر و أمر منهما حيث ان المستفيد الاكبرهما و هما اللذان تحققت اهدافهما و مصالحهما بقتل النبي صلى الله عليه و آله

            ولم يكتف عمر باغتيال النبي صلى الله عليه وآله مادياً .. بل قام باغتياله معنوياً في اللحظات الاخيرة من حياته المقدسة ...عندما قال قولته المشهورة : ان الرجل ليهجر ..


            ولا نعلم اي القتلتين كانتا اشد على النبي صلى الله عليه وآله .. اغتيال جسده .. ام اغتيال نبوته وشخصه المقدس .. الذي قال عنه رب العالمين : وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يُوحى . ؟؟

            وبعد تلك الحقائق الدامغة نبحث عن افعال عمر بن الخطاب لنرى الوضوح في ان قتل الرسول صلى الله عليه واله وسلم كان معد له منذ زمن بعيد ,ولكن بطرق مختلفة

            جاء في سيرة ابن كثير
            فخرج عمر يوما متوشحاً سيفه ، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطاً من أصحابه قد ذكروا له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا ، ... فلقيه نعيم بن عبدالله فقال : أين تريد يا عمر ؟ قال : أريد محمداً ، هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش ، وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها ، فأقتله .
            فقال له نعيم : والله لقد غرتك نفسك يا عمر ! أترى بني عبد مناف تاركيك تمشى على الأرض وقد قتلت محمدا ؟ ! أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم ؟ قال : وأي أهل بيتي ؟ قال : ختنك وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة ، فقد والله أسلما وتابعا محمداً صلى الله عليه وسلم على دينه ، فعليك بهما . فرجع عمر عائداً إلى أخته فاطمة ، وعندها خباب بن الارت معه صحيفة فيها " طه " يقرئها إياها . فلما سمعوا حس عمر تغيَّب خباب في مخدعٍ لهم أو في بعض البيت ، وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها ، وقد سمع عمر حين دنا إلى الباب قراءة خباب عليها . فلما دخل قال : ما هذه الهينمة التي سمعت ؟ قالا له : ما سمعت شيئاً . قال : بلى والله لقد أخبرت أنكما تابعتما محمدا على دينه . وبطش بختنه سعيد بن زيد ، فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطاب لتكفه عن زوجها فضربها فشجها .


            فلما فعل ذلك قالت له أخته وختنه : نعم قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله ، فاصنع ما بدا لك . فلما رأى عمر ما بأخته من الدم ندم على ما صنع وارعوى ، وقال لأخته : أعطيني هذه الصحيفة التي كنتم تقرأون آنفا ، أنظر ما هذا الذي جاء به محمد . وكان عمر كاتباً . فلما قال ذلك قالت له أخته : إنا نخشاك عليها . قال : لا تخافي . وحلف بآلهته ليردنها إذا قرأها إليها 10.



            ومحاولة ثالثة لاغتيال الرسول (ص) لدى عودة النبي صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك

            (ابن حزم في المحلي بالاثار ج12 ح2203 كتاب الحدود )
            يقول-و اما حديث حذيفة فساقط لانه من طريق الوليد بن جميع- و هو هالك و لانراه يعلم من وضع الحديث فانه قد روي اخبارا فيها ان ابابكر و عمر و عثمان و طلحة و سعد بن ابي وقاص رضي الله عنهم ارادوا قتل النبي صلي الله عليه و اله و القاءه من العقبة في التبوك.....نر ي ان ابن حزم يسقط الحديث لوليدبن جميع.


            و الحال ان وليد من رجال البخاري و مسلم و سنن ابي داود و صحيح ترمذي و سنن نسائي.

            و الحال ان كثير من كتب الرحال صرحوا بوثاقة وليد بن جميع
            وفي زمن حكم عثمان بن عفان ، صرح حذيفة بن اليمان ( رضوان الله عليه ) باسماء الذين حاولوا قتل النبي في العقبة .. وكان منها أسماء ابو بكر وعمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص وأبا موسى الاشعري وأبوسفيان بن حرب وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف 11.



            ونطرح سؤال واجابته للدلالة على أن استشهاد النبي (ص) مسموما بمخطط من قبل المذكورين للوصول للسلطة الدنيوية بعيدا عن المنهج الاسلامي ..


            فهل ممكن أن يستشهد الرسول (ص) بدون أن يكتب وصيته والله تعالى قال ( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية ) ال عمران |144 .


            فهل من المعقول أن يموت صاحب الشريعة الإسلامية والمقتدى لقوافل المسلمين على مر القرون والأجيال ـ بلا وصية؟؟ هل يمكن أن يأمر النبي أمته بالوصية ويتركها هو؟ وعمله حجة وسنة يأخذ بها المسلمون؟ وهو القائل: (من مات بلا وصية مات ميتة جاهلية).



            والاجابة أن الرسول (ص) كتب وصيته ..ولكن لماذا لم يطبقها عمر وابو بكر والمذكورين اعلاه ؟

            اين حديث الغدير !

            وهذا ايضاح فقط على ان النبي (ص) مات مستشهدا مسموما من قبل أول من تسلم مايسمى بالخلافة المفتعلة سياسيا لا ربانيا .


            وإذا أراد الله نشر فضيلـــة ... طويت أتاح لها لسان حسود .



            يتبــع

            تعليق


            • #51
              استشهاد النبي (ص) في حجر علي (ع)


              في مسند احمد والمستدرك عن أم سلمة قالت : والذي أحلف به ، ان كان علي بن أبي طالب لأقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) عدنا رسول الله ( ص ) غداة وهو يقول : ( جاء علي ، جاء علي " مرارا فقالت فاطمة : كأنك بعثته في حاجة قالت : فجاء بعد ، قالت أم سلمة : فظننت ان له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكب عليه رسول الله ( ص ) وجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله ( ص ) من يومه ذلك فكان علي أقرب الناس عهدا 12.


              و في تاريخ ابن كثير بسنده عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال في مرضه : " ادعوا لي أخي " فدعوا له أبا بكر فأعرض ، عنه ثم قال : " ادعوا لي أخي " فدعوا له عمر فأعرض عنه ، ثم قال : " ادعوا لي أخي " فدعوا له عثمان فأعرض عنه ، ثم قال : " ادعو لي أخي " فدعي له علي بن أبي طالب فستره بثوب وأكب عليه فلما خرج من عنده قيل له : ما قال ؟ قال : علمني ألف باب يفتح كل باب إلى ألف باب 13.


              في طبقات ابن سعد في " ذكر من قال توفي رسول الله ( ص ) في حجر علي بن ابي طالب " بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ان كعب الأحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر : ما كان آخر ما تكلم به رسول الله ( صى ) ؟ فقال عمر : سل عليا ، قال : أين هو ؟ قال : هو هنا ، فسأله فقال علي : اسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال : الصلاة الصلاة ! فقال كعب : كذلك آخر عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون ، قال : فمن غسله يا أمير المؤمنين ؟ قال : سل عليا ، قال : فسأله فقال : كنت أنا أغسله وكان عباس جالسا ، وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء 14.


              وكان ابن عبّاس يعبّر عن أساه لما حدث بقوله: «الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله». ولمّا قرب أجله (ص) أوصى عليّا ً بجميع وصاياه، ثمّ فاضت نفسه الطاهرة في حجر علي (ع) 15.


              وعن عمر من حديث قال فيه رسول الله لعلي: وأنت غاسلي ودافني الحديث، 16.
              ولما وضع على السرير وأرادوا الصلاة عليه (صلّى الله عليه وآله) قال علي (ع): لا يؤم على رسول الله أحد، هو إمامكم حياً وميتاً، فكان الناس يدخلون رسلاً رسلاً، فيصلون صفاً صفاً، ليس لهم إمام ويكبرون، وعلي قائم حيال رسول الله يقول: سلام الله عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزلت إليه، ونصح لأمته وجاهد في سبيل الله حتى أعز الله عز وجل دينه، وتمت كلمته، اللهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل الله إليه، وثبتنا بعده وأجمع بيننا وبينه، فيقول الناس: آمين آمين، حتى صلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان، روى هذا كله باللفظ الذي أوردناه ابن سعد عند ذكره غسل النبي من طبقاته، وأول من دخل على رسول الله يومئذ بنو هاشم، ثم المهاجرون، ثم الأنصار ثم الناس، وأول من صلى عليه علي والعباس وقفا صفاً وكبرا عليه خمساً.


              عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال لما حضرت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال للعباس: يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دينه وتنجز عداته؟ فرد عليه وقال: يا رسول الله: أنا شيخ كبير كثير العيال، قليل المال، من يطيقك وأنت تباري الريح؟ قال: فأطرق هنيئة ثم قال: يا عباس أتأخذ تراث رسول الله وتنجز عداته وتؤدي دينه.


              فقال: بأبي أنت وأمي أنا شيخ كبير كثير العيال قليل المال، من يطيقك وأنت تباري الريح؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أما إني سأعطيها من يأخذ بحقها.

              ثم قال: يا علي يا أخا محمد أتنجز عداة محمد وتقضي دينه وتأخذ تراثه؟ قال: نعم بأبي أنت وأمي.
              فنزع خاتمه من إصبعه فقال: تختم بهذا في حياتي فوضعه علي (عليه السلام) في إصبعه اليمنى فصاح رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا بلال علي بالمغفر والدرع والراية وسيفي: ذي الفقار وعمامتي: السحاب والبرد والأبرقة والقضيب.

              فقال: يا علي أن جبرائيل أتاني بها.

              فقال: يا محمد إجعلها في حلقة الدرع واستوفر بها مكان المنطقة ثم دعا بزوجي نعال عربيين إحداهما مخصوفة والأخرى غير مخصوفه، والقميص الذي اسري به فيه، والقميص الذي خرج فيه يوم أحد والقلانس الثلاث قلنسوة السفر وقلنسوة العيدين وقلنسوة كان يلبسها.


              ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا بلال علي بالبغلتين: الصهباء والدلدل والناقتين: العضباء والصهباء والفرسين الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول الله لحوائج الناس، يبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الرجل في حاجته فيركبه وحيزوم وهو الذي يقول أقدم حيزوم.
              والحمار اليعفور.

              ثم قال: يا علي إقبضها في حياتي حتى لا ينازعك فيها أحد بعدي.


              وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة (عليها السلام) بأبي وأمي أنت!!! أرسلي إلى بعلك فادعيه لي.

              فقالت فاطمة للحسين (عليه السلام): إنطلق إلى أبيك فقل: يدعوك جدي.
              فانطلق إليه الحسين فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حتى دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفاطمة (عليها السلام) عنده وهي تقول: واكرباه لكربك يا أبتاه.
              فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة، إن النبي لا يشق عليه الجيب، ولا يخمش عليه الوجه، ولا يدعى عليه بالويل ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم: تدمع العينان وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ولو عاش إبراهيم لكان نبياً.

              ثم قال يا علي أدن مني.
              فدنا منه فقال أدخل أذنك في في. ففعل.
              فقال: يا أخي ألم تسمع قول الله تعالى في كتابه (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)؟17 قال: بلى يا رسول الله.
              قال: هم أنت وشيعتك يجيئون غراً محجلين، شباعاً مرويين، أولم تسمع قول الله في كتابه (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية)18؟ قال: بلى يا رسول الله.

              قال: هم أعداؤك وشيعتهم، يجوزون يوم القيامة ظماء مظمئين، أشقياء معذبين، كفار منافقين، ذلك لك ولشيعتك، وهذا لعدوك ولشيعتهم.

              ولما حضره الموت كان أمير المؤمنين (عليه السلام) حاضراً عنده فلما قرب خروج نفسه (صلّى الله عليه وآله) قال له: ضع يا علي رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري وصل علي أول الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى.

              فأخذ علي (عليه السلام) رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه فأكبت فاطمة (عليها السلام) تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:

              وأبيض يستقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة الأرامل

              ففتح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عينه، وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم) 19. فبكت طويلاً وأومأ إليها بالدنو منه فدنت منه فأسرّ إليها شيئاً تهلل وجهها له.
              ثم قبض (صلّى الله عليه وآله) ويد أمير المؤمنين (عليه السلام) تحت حنكه ففاضت نفسه (صلّى الله عليه وآله) فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها، ثم وجهه وغمضه ومد عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره.


              وقال جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أوصى إلى علي (عليه السلام) أن لا يغسلني غيرك فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله من يناولني الماء؟ إنك رجل ثقيل لا أستطيع أن أُقلّبك؟ فقال: جبرائيل معك يعاونك، ويناولك الفضل الماء، وقل له فليغمض عينيه، فإنه لا أحد يرى عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه.


              كان الفضل بن العباس يناوله الماء وجبرائيل يعاونه، وعلي يغسله، فلما أن فرغ من غسله وكفنه أتاه العباس فقال: يا علي إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفن النبي (صلّى الله عليه وآله) في بقيع المصلى، وأن يؤمهم رجل منهم، فخرج علي إلى الناس فقال: يا أيها الناس: أما تعلمون أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حياً وميتاً؟ وهل تعلمون أنه (صلّى الله عليه وآله) لعن من جعل القبور مصلى؟ ولعن من يجعل مع الله إلهاً؟ ولعن من كسر رباعيته وشق لثته؟ فقالوا: الأمر إليك فاصنع ما رأيت.


              فقال: إني أدفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في البقعة التي قبض فيها.
              ثم قام على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون.
              لما أراد أمير المؤمنين (عليه السلام) غسل الرسول (صلّى الله عليه وآله) استدعى الفضل بن العباس فأمره أن يناوله الماء لغسله فغسله بعد أن عصب عينيه، ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ إلى سرته وتولى (عليه السلام) غسله وتحنيطه وتكفينه والفضل يعطيه الماء ويعينه عليه فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه وحده، ولم يشترك معه أحد في الصلاة عليه، وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم بالصلاة عليه، وأين يدفن، فخرج إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال لهم: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حياً وميتاً فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام، وينصرفون، وإن الله تعالى لم يقبض نبياً في مكان إلا وقد ارتضاه لرمسه فيه، وإني لدافنه في حجرته التي قبض فيها.


              فسلم القوم لذلك ورضوا به، ولما صلى المسلمون عليه أنفذ العباس بن عبد المطلب برجل إلى أبي عبيدة بن الجراح وكان يحفر لأهل مكة ويضرح، وكان ذلك عادة أهل مكة، وأنفذ (أرسل) إلى زيد بن سهل وكان يحفر لأهل المدينة ويلحد، فاستدعاهما وقال: اللهم خر لنبيك.
              فوجد أبو طلحه فقيل له: احفر لرسول الله.


              فحفر له لحداً، ودخل أمير المؤمنين والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فنادت الأنصار من وراء البيت: يا علي إن نذكرك الله وحقنا اليوم من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يذهب، أدخل منا رجلاً يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال ليدخل أنس بن خولي وكان بدرياً فاضلاً من بني عوف من الخزرج، فلما دخل قال له علي (عليه السلام) انزل القبر.


              فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على يديه ودلاّه في حفرته، فلما حصل في الأرض قال له أخرج.
              فخرج ونزل علي (عليه السلام) إلى القبر، فكشف عن وجه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ووضع خده على الأرض موجهاً إلى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب.
              وكان (عليه السلام) يرثي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويقول:
              الموت لا والداً يبقي ولا ولـد ... هذا السبيل إلى أن لا ترى أحد
              هذا النبي ولم يخلد لأمتــــــه ... لـــو خلّد الله خلقاً قبله خلـــــدا
              للموت فينا سهام غير خاطئة ... من فاته اليوم سهم لم يفته غدا
              وكان (عليه السلام) يصلح قبر رسول الله بمسحاته، وكانت وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)

              تعليق


              • #52
                سقيفة بني ساعدة


                لمّا استشهد الرسول (ص) اجتمع بعض الأنصار في سقيفة بني ساعدة، واختاروا سعد بن عبادة الخزرجي أميرا ً وخليفة للمسلمين، فوصل الخبر إلى أبي بكر وعمر فأسرعا إلى السقيفة ومعهم أبي عبيدة بن الجرّاح، ودخلوا على الأنصار، واحتجّوا عليهم بأن الرسول منهم فهم أحقّ بمقامه، فقالوا: منّا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: منّا الأ ُمراء ومنكم الوزراء، وبعد جدلٍ طويل، ضعفت جبهة الأنصار حينما ضمّ رأي البشير بن سعد واُسيد بن حضير الأنصاريين إلى جانب أبي بكر وصاحبيه، وعندما بايع بشير الأنصاري أبا بكر وبايعه عمر وأبو عبيدة، وبايع الحاضرون سوى سعد بن عبادة وقليل ممّن يرى رأيه، فتمّت البيعة لأبي بكر، والرسول (ص) بعد لم يجهّز، وكان بنو هاشم وغيرهم من المسلمين مشغولين بتجهيزه والصلاة عليه، إلى أن أخبرهم البراء بن عازب بما جرى في السقيفة، فاحتج بنو هاشم وعدد آخر من صحابة النبيّ (ص) على البيعة لأبي بكر، واستمرّ الجدل والخلاف في الرأي حول بيعة السقيفة مدّة ستّة أشهر تقريبا ً20.


                يتبع

                تعليق


                • #53
                  ماهو موقف الإمام علي من خلافة الثلاث ؟؟

                  هنالك عدة مواقف مختلفة

                  لكنني سأضع الخطبة الشقشقية التي هي من أقوى الشواهد التآريخية التي ستكشف لنا حقيقة ماهو موقف الإمام عليه السلام من الثلاثة وكيف هو حاله أنذاك


                  ستجيبك أيها الموالي
                  وأنت أيها المخالف أيضاً لإنك تطلب أسانيدها دوماً للإستفزاز
                  وهذه الأسانيد ستكون صعقة بالنسبة للمخالفين ,,

                  هذه الخطبة العظيمة لأمير المؤمنين عليه السلام
                  هدية مني لجميع الموالين بمناسبة يوم الغدير يوم ولاية الأمير


                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صلي على محمد وآل محمد


                  الخطبة الشقشقية وأسانيدها

                  * المقدمة
                  الخطبة الشقشقية او الشقشقية العلوية او المتقمصة هي اشهر من أن ندل عليها لشهرتها فقد روتها العامة والخاصة وشرحوها وضبطوا ألفاظها من دون غمز في متنها ولا طعن في أسانيدها ولا نغالي إذا قلنا أن محاولة البعض إثارة الشبهات الواهية حول نسبت كتاب نهج البلاغة إلى الإمام علي عليه السلام إنما كان سببه وباعثه الأول هذه الخطبة لأهميتها ووضوحها فكالوا الإتهامات إلى الشريف الرضي بأنه هو من وضعها وفات هؤلاء أن هذه الخطبة بالخصوص مثبته في مصنفات العلماء المشهورة ونحن إذا نثبتها هنا لإفحام المخالفين الذين يكابرون ويعاندون وينكرون الحق الجليّ



                  * الرواة لهذه الخطبة من المتقدمين على الشريف الرضي
                  1- أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن المعروف بإبن قبة الرازي في كتابه الإنصاف
                  2- أبو القاسم محمود البلخي الكعبي المتوفي سنة 317 هجري
                  3- الوزير أبوسعيد الآبي و أحمد الحسن
                  بن عبد الله العسكري وعنه نقلها الصدوق في معاني الأخبار
                  4- الصدوق في كتابيه معاني الأخبار وعلل الشرائع بطريقين ينتهيان إلى إبن
                  عباس
                  5- هذه الخطبة كانت مثبته في كتاب العقد الفريد لإبن عبد ربه المالكي ولكن يد التحريف حذفتها عند النسخ والدليل على ذلك ان العديد من العلماء القدماء ذكروا أنها موجودة في كتاب العقد الفريد
                  6- الشيخ المفيد في الإرشاد وكما نعلم فهو أستاذ الشريف الرضي ونقلها الشيخ ممهداً لها بإسنادها وقصتها
                  7- القاضي عبد الجبار المعتزلي في كتابه المغني وحاول تأويلها قدر إستطاعته
                  8- الوزير أبو سعيد الآبي في كتابيه نثر الدرر ونزهة الأديب


                  * من نقل الخطبة ممن عاصر الرضي أو جاء بعده ونقلها من مصدر غيره

                  1 - الشريف المرتضى ذكر شيئاً منها في كتابه الشافي
                  2- الشيخ أبوعلي محمد بن الحسن الطوسي المتوفي سنة 460 رواها في الأمالي عن الحفار عن أخي دعبل الخزاعي عن محمد بن سلامة الشامي عن زرارة بن أعين عن الباقر عن أجداده عليهم السلام
                  3- قطب الدين الراوندي المتوفي سنة 573 رواها من طريق إبن مردويه والطبراني
                  4- الطبرسي في الإحتجاج بإسنادها لإبن عباس
                  5- إبن ابي الحديد عن ابو الخير الواسطي عن إبن الخشاب وبطريق آخر عن ابي القاسم البلخي
                  6- الشيخ كمال الدين ميثم بن علي البحراني عن موضعين تاريخهما قبل مولد الرضي
                  7- سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص عن طريق ابو القاسم النفيس الأنباري بإسناده عن إبن عباس


                  * كتب الأدب والمعاجم التي ذكرت الخطبة الشقشقية
                  1- مجمع الأمثال للميداني
                  2- إبن الأثير في النهاية
                  3- ابن منظور في لسان العرب
                  4- الفيروز آبادي في القاموس

                  * خاتمة
                  وبمعزل عن ما قدمنا نقول للشاكين في نسبة الخطبة للإمام (ع) نظراً لما إحتواه متنها من التعريض بالثلاثة وبإعلانه أنه أحق منهم بمقام رسول الله (ص) أن هذا مستفيض عنه (ع) ومن ذلك على سبيل المثال قوله لأبي بكر لأما أرادوه على البيعة "أنا أحق بهذا الأمر منكم وأنتم أولى بالبيعة لي " وقوله لأبي عبيدة لما طلب إليه أن يبايع " الله الله يا معشر المهاجرين لا تُخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وعقر بيته .......... فو الله لنحن أحق الناس به " (الإمامة والسياسة ج1 ص 11) إلى غير ذلك الكثير مما نعرض عنه هنا لأنه ليس موضعه
                  ومن طريف ما ذُكر أن إبن الخشاب سُئل أتقول أنها منحولة (الخطبة الشقشقية ) ؟ فقال : لا والله وإني لأعلم انها كلامه فأنّى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب فقد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صُنفت قبل أن يُخلق الرضي بمأتي سنة


                  http://www.ansaralhojah.com/vb/showthread.php?24024-الخطبة-الشقشقية-وأسانيدها&
                  التعديل الأخير تم بواسطة من شك به فقد كفر; الساعة 25-11-2010, 04:35 AM.

                  تعليق


                  • #54
                    وننقل الخطبة كما اوردها الشريف الرضي لمزيد الفائدة

                    ومن خطبة له عليه السلام
                    وَ هِيَ الْمَعْرُوفَةُ بِالشِّقْشِقِيَّة


                    وتشتمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم
                    مبايعة الناس له


                    الشكوى من أمر الخلافة

                    أَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصَها (1) فُلانٌ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّيَ مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا، يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ، وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ، فَسَدَلْتُ (2) دُونَهَا ثَوْباً، وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً (3) . وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ (4) ، أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ (5) ، يَهْرَمُ فيهَا الكَبيرُ، وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ!



                    ترجيح الصبر


                    فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى (6) ، فَصَبَرتُ وَفي الْعَيْنِ قَذًى، وَفي الحَلْقِ شَجاً (7) ، أَرَى تُرَاثي (8) نَهْباً، حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ، فَأَدْلَى بِهَا (9) إِلَى فُلانٍ بَعْدَهُ. ثم تمثل بقول الاعشى:
                    شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا (10) وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ فَيَا عَجَباً!! بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُها (11) فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لَآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ ـ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا (12) ! ـ فَصَيَّرَهَا في حَوْزَةٍ خَشْنَاءََ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا (13) ، وَيَخْشُنُ مَسُّهَا، وَيَكْثُرُ العِثَارُ (14) فِيهَا وَالْاِعْتَذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ (15) ، إِنْ أَشْنَقَ (16) لَهَا خَرَمَ (17) ، وَإِنْ أَسْلَسَ (18) لَهَا تَقَحَّمَ (19) ، فَمُنِيَ النَّاسُ (20) ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ بِخَبْطٍ (21) وَشِمَاسٍ (22) ، وَتَلَوُّنٍ وَاعْتِرَاضٍ (23) فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ، وَشِدَّةِ الِْمحْنَةِ، حَتَّى إِذا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ, فَيَا لَلََّهِ وَلِلشُّورَى (24) ! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ (25) ! لكِنِّي أَسْفَفْتُ (26) إِذْ أَسَفُّوا، وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا، فَصَغَا (27) رَجُلُ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ (28) ، وَمَالَ الْآخَرُ لِصِهْرهِ، مَعَ هَنٍ وَهَنٍ (29) . إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوْمِ، نَافِجَاً حِضْنَيْهِ (30) بَيْنَ نَثِيلِهِ (31) وَمُعْتَلَفِهِ (32) ، وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ (33) مَالَ اللهِ خَضْمَ الْإِبِل نِبْتَةَ الرَّبِيعِ (34) ، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ (35) عَلَيْهِ فَتْلُهُ ، وَأَجْهَزَ (36) عَلَيْهِ عَمَلُهُ ، وَكَبَتْ (37) بِهِ بِطْنَتُهُ (38) .


                    مبايعة علي
                    فَمَا رَاعَنِي إِلاَّ وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ (39) إِلَيَّ, يَنْثَالُونَ (40) عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، حَتَّى لَقَدْ وُطِىءَ الْحَسَنَانِ، وَشُقَّ عِطْفَايَ(41) ، مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الغَنَمِ (42) . فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ (43) ، وَمَرَقَتْ أُخْرَى (44) ، وَقَسَطَ آخَرُونَ (45) :كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُريدُونَ عُلُوّاً في الْأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، بَلَى! وَاللهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا، وَلكِنَّهُمْ حَلِيَتَ الدُّنْيَا (46) في أَعْيُنِهمْ، وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا (47) ! أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ (48) ، لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ (49) ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ (50) ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى العُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا (51) عَلَى كِظَّةِ (52) ظَالِمٍ، وَلا سَغَبِ (53) مَظْلُومٍ، لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا (54) ، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِها، وَلَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ (55)

                    قالوا: وقام إِليه رجل من أَهل السواد (56) عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته، فناوله كتاباً [قيل: إِن فيه مسائل كان يريد الإِجابة عنها] , فأَقبل ينظر فيه، [فلمّا فرغ من قراءته] قال له ابن عباس: يا أميرالمؤمنين، لو اطَّرَدَتْ خُطْبَتُكَ (57) من حيث أَفضيتَ (58) ! فَقَالَ: هَيْهَاتَ يَابْنَ عَبَّاسٍ! تِلْكَ شِقْشِقَةٌ (59) هَدَرَتْ (60) ثُمَّ قَرَّتْ (61) ! قال ابن عباس: فوالله ما أَسفت على كلام قطّ كأَسفي على هذه الكلام أَلاَّ يكون أَميرالمؤمنين عليه السلام بلغ منه حيث أراد.
                    قال الشريف الرضي رضي اللّه عنه: قوله عليه السلام في هذه الخطبة: «كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم» يريد: أنه إذا شدد عليها في جذب الزمام وهي تنازعه رأسها خرم أنفها، وإن أرخى لها شيئاً مع صعوبتها تقحمت به فلم يملكها، يقال: أشنق الناقة: إذا جذب رأسها بالزمام فرفعه، وشنقها أيضاً: ذكر ذلك ابن السكيت في «إصلاح المنطق». وإنما قال: «أشنق لها» ولم يقل: «أشنقها»، لانه جعله في مقابلة قوله: «أسلس لها»، فكأنه عليه السلام قال: إن رفع لها رأسها بمعني أمسكه عليها بالزمام.

                    تعليق


                    • #55
                      زيارة االنبي محمد (صلوات الله وسلامه عليه واله وسلم )


                      اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنَكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ،اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَاَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى اَتاكَ الْيَقينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَاَدَّيْتَ الَّذي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَاَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ، وَغَلُظْتَ عَلَي الْكافِرينَ، فَبَلَّغَ اللهُ بِكَ اَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اِسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اَللّـهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِكَ الصّالِحينَ، وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُوِلِكَ وَنَبِيِّكَ وَاَمينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَ صَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ اَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ، وَآتِهِ الْوَسيلَةَ مِنَ الْجَّنَةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاْخِرُونَ، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ: (وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً) وَاِنّي اَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِرًا تائِباً مِنْ ذُنُوبي، وَاِنّي اَتَوَجَّهُ بِكَ اِلَي اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي ..
                      ــــــــــــــــــــــــــ
                      المصادر
                      1. السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي ج 4ص 449 .
                      2. مستدرك الحاكم ج 3 ص 60
                      3. الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 249 و عيون الأثر لابن
                      سيد الناس ج 2 ص 281
                      4. الطبقات الكبرى ج 2 ص 236
                      5. تاريخ الطبري ج 2 ص 438 + صحيح البخاري و كذلك في صحيح مسلم
                      6. تاريخ الطبري ج 2 ص 438
                      7. صحيح البخاري ج 7 ص 17 وصحيح مسلم ج 7 ص 24 و ص 198 .
                      8. الطب النبوي لابن القيم الجوزي ج 1 ص 66 .
                      9. الطبقات لابن سعد ج 2 ص 203 .
                      10.سيرة ابن كثير ج2 ص 32
                      11. المحلى لابن حزم الأندلسي ج 11 ص 225ومنتخب التواريخ ص 63
                      12.مسند أحمد ج 6 / 300 أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 / 138 - 139 وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ، واعترف بصحته الذهبي في تلخيص المستدرك ، وأخرجه ابن عساكر في بابه أنه كان أقرب الناس عهدا برسول الله ( ص ) من
                      ترجمة الإمام علي ج 3 / 16 - 17 بطرق متعددة ، ومجمع الزوائد لابي بكر الهيثمي 9 / 112 ط . دار الكتاب بيروت ، وكنز العمال ج 15 / 128 ط . الثانية بحيدرآباد ، كتاب الفضائل ، باب فضائل علي بن أبي طالب ، وتذكرة خواص الأمة لابن الجوزي
                      باب حديث النجوى ، والوصية عن كتاب الفضائل لاحمد بن حنبل وخصائص النسائي .
                      13. تاريخ ابن كثير ج 7 / 359
                      14.طبقات ابن سعد وكنز العمال ج 2 / 262 - 263 .
                      15.مسند أحمد 2: 300؛ كفاية الطالب 133 .
                      16.ص393 ج 6 في الكنز، وفي هامش ص45 ج 5 من مسند أحمد .
                      17. البينة | 7
                      18.البينة 6
                      19.ال عمران |144 .
                      20.
                      تاريخ اليعقوبي 2: 123؛ الإمامة والسياسة 1: 6 وما بعدها، وغيرهما.

                      تعليق


                      • #56
                        مسألة السهو لنبينا محمد (صلى الله عليه وعلى آله)
                        أقول : ((والعياذ بالله))

                        بما أنّ مسألة سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم توجد روايةً وقولاً ، لذا أحببنا أن نمرَّ عليها من
                        دون إخلال بمطالب الكتاب ، وبدون تعميق للجذور ، بما ينفع في دفع هذا الوهم والقول الشاذّ بالكلية.
                        إنّ روايات السهو توجد في كتب الفريقين ، فلذا أحببنا دغدغتها من كلا الطرفين ، لرؤية الطريق الواضح.
                        روي عن أبي هريرة أنّهُ قال : ( إنّكم تقولون إنّ أبا هريرة يُكثر الحديث عن رسول الله ، ويقولون : ما بال المهاجرين والاَنصار لا يحدّثون عن رسول الله بمثل حديث أبي هريرة ، إنّ إخوتي من
                        المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالاَسواق ، وكنت ألزم رسول الله على ملء بطني ، فأشهد إذا غابوا ، وأحفظ إذا نسوا.
                        وكان يشغل إخوتي من الاَنصار عمل أموالهم ، وكنت امرأً مسكيناً من
                        ____________
                        (
                        1) وهو رأي أبي علي الجبائي ومن وافقه.
                        ---------------

                        مساكين الصُّفّة ، أعي حين ينسون. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث يحدّثه : « إنّه لن يبسط أحد ثوبه حتّى أقضي مقالتي هذه ، ثمّ يجمع إليه ثوبه إلاّ وعى ما أقول ». فبسطت نمرة عليَّ حتى إذا قضى رسوله الله مقالته جمعتها إلى صدري ، فما نسيت من مقالة رسول الله من شيء ) (1)
                        .



                        وروي كذلك عنه أنّ رسول الله قال : « ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك ؟ ! » قلت : أسألك أن تعلمني ممّا علمك الله. فنزع نمرة كانت على ظهري ، فبسطها بيني وبينه ، حتى كأنّي أنظر إلى القمل يدبّ عليها ، فحدّثني حتّى استوعبت حديثه. قال : « اجمعها ، فصُرها إليك ». فأصبحتُ لا أُسقط حرفاً مما حدثني.
                        وروي عن أبي هريرة أيضاً ، قال : قلت لرسول الله إنّي سمعت منك حديثاً كثيراً ، فأنساه. فقال : « ابسط رداءك » فبسطته ، فغرف بيديه فيه ، ثم قال : « ضُمّه ». فضممته فما نسيت حديثاً بعده (2).

                        فهل ينبغي لمن يصحح هذه الاَحاديث في أبي هريرة أن ينسب السهو إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ (3).
                        ولقد تنبّه الشيخ محمود أبو ريّة إلى ذلك في كتابه « شيخ المضيرة أبو هريرة » فعلّق قائلاً : ( ومن عجيب أمر الذين يثقون بأبي هريرة ، ويمنعون
                        ____________


                        (1) فتح الباري في شرح البخاري 4 : 231. وسير أعلام النبلاء|الذهبي
                        2 : 429.
                        (
                        2) طبقات ابن سعد 4 :
                        56.
                        (3)
                        وقد ناقش هذه المرويات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، السيد عبدالحسين شرف الدين في كتابه ( أبو هريرة ) ، وأثبت بطلانها بوجوه عدّة ، فراجع.

                        ------------------------

                        عنه السهو ، والنسيان ، لا يتحرّجون أن ينسبوهما إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) (1).
                        أما عند الخاصة فقد وردت روايات سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الكتب الروائية الجليلة ، وهي : كتاب « التهذيب » للشيخ الطوسي قدس سره (
                        2) ، وكتاب « الكافي » للشيخ الكليني (3)، وكتاب « من لا يحضره الفقيه » للشيخ الصدوق (4
                        )..
                        فقد ورد في « الكافي » مرفوعاً إلى أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال : « إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلّى بالناس الظهر ركعتين ، ثمَّ سها فسلّم ، فقال له ذو الشمالين : يا رسول الله أنزل في الصلاة شيء ؟ ! قال : وما ذاك ؟ ! قال : إنّما صلّيت ركعتين . فقال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أتقولون
                        مثل قوله ؟ ! قالوا : نعم. فقام صلى الله عليه وآله وسلم فأتمَّ بهم الصلاة ، وسجد بهم سجدتي السهو... ».
                        وأمّا أبو جعفر بن بابويه ، فقد روى عن سعيد الاَعرج قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إنّ الله تبارك وتعالى أنام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صلاة الفجر حتّى طلعت الشمس ، ثم قام فبدأ فصلى الركعتين اللتين قبل الفجر ، ثمّ صلّى الفجر ، وأسهاه في صلاته ، فسلّم في الركعتين ، ثم..

                        ____________
                        (
                        1) شيخ المضيرة أبو هريرة : 217 ، ط3.

                        (
                        2) التهذيب 2 : 345|1433.
                        (
                        3) الكافي 3 : 355|1.
                        (
                        4) من لا يحضره الفقيه 1 : 233|1031. وروى كلّ ذلك عنهم صاحب الوسائل في وسائله 8 : 198 ـ 203 الباب الثالث من أبواب الخلل الواقع في الصلاة ط مؤسسة آل البيت عليهم السلام.

                        ---------------------------

                        وإنّما فعل ذلك به ، رحمةً لهذه الاُمّة ، لئلاّ يعيّر الرجل المسلم اذا هو نام عن صلاته أو سها فيها.
                        فيقال : قد أصاب ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. » (
                        1).

                        وقد علّق الشيخ ابن بابويه على روايته بما يمكن أن نحصره بنقاط :
                        1 ـ إن هناك عبادة مخصوصة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهناك عبادة عامّة تشمله وتشمل غيره ، والعبادة المخصوصة به ، هي النبوة ، والتبليغ من شرائطها ، ولا يجوز في هذه الاُمور النسيان مطلقاً. وأمّا في العبادة المشتركة فيجوز فيها وقوع السهو منه ، وحاله حال بقية المكلفين.
                        2 ـ إنّ باثبات النوم له تُنفى عنه الربوبية ، لاَنّ الذي لا تأخذه سنة ولا نوم هو الباري عزَّ وجل.
                        3 ـ إن سهوه صلى الله عليه وآله وسلم ليس كسهونا ، فسهونا من الشيطان وسهوه من الرحمن ، وأسهاه لفائدتين ؛ أولاً : ليُعلَم من انّه بشر. ثانياً : ليُعلِّمنا أحكام السهو.
                        4 ـ وإنّما قال بأنّ سهوه ليس من الشيطان ؛ لاَنّه ليس للشيطان على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة عليهم السلام سلطان : ( إنّما سلطانه على الذين يتولّونه والذين هم به مشركون ) (2) وعلى من تبعه من الغاوين.
                        ____________

                        (1) من لا يحضره الفقيه 1 : 358.

                        (
                        2) سورة النحل : 16|100.

                        --------------

                        5 ـ وذكر أنّ شيخه محمد بن الحسن بن الوليد يقول : أوّل درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. هذا مقتضى كلامه كلّه هناك (1
                        ).
                        أما الشيخ محمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة وزعيمها ، وهو أحد الاَجلاّء الذين ذكروا حديث السهو كما أسلفنا ، فقد قال في « التهذيب » بعد إيراده لحديث مؤدّاه : ( إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما سجد سجدتي السهو قط ، ولا يسجدهما فقيه.
                        قال قدس سره ـ : الذي أفتي به ما تضمنه هذا الخبر ، فأمّا الاَخبار التي قدّمناها من أنه سها فسجد ،
                        فهي موافقة للعامّة. وإنّما ذكرناها لاَنَّ ما تضمَّنته من الاَحكام معمول به على ما بيناه.. ) (2
                        ).
                        وقال تعليقاً على ما رواه مما تضمّن قصة ذي الشمالين : ( على أنّ في الحديثين الاَولين ما يمنع من التعلق بهما ، وهو حديث ذي الشمالين وسهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا ممّا تمتنع العقول منه ) (
                        3
                        ).
                        وقال في « الاستبصار » : ( وذلك ممّا تمنع منه الاَدلة القاطعة في أنّه لايجوز عليه السهو والغلط ) (
                        4)
                        .
                        وقد روى صاحب « الوسائل » روايتين في ذلك (
                        5)
                        قبل أن يُعلِّق بقوله :
                        ____________

                        (1) راجع كلامه كلّه في من لا يحضره الفقيه 1 : 358 ـ 360.

                        (
                        2) التهذيب 2 : 180.
                        (
                        3) التهذيب 2 : 180.
                        (
                        4) الاستبصار 1 : 371.
                        (
                        5) وسائل الشيعة|الحر العاملي 8 : 198 ـ 199|2 و 4 بطريقين ، الباب الثالث من أبواب الخلل الواقع
                        -------------------------

                        ( ذكر السهو في هذا الحديث وأمثاله محمول على التقية في الرواية كما أشار إليه الشيخ وغيره ، لكثرة الاَدلة العقلية والنقلية على استحالة السهو عليه مطلقاً. وقد حقّقنا ذلك في رسالة مفردة وذكرنا لذلك محامل متعددة ) (1
                        ).
                        وهكذا ( فإنّ أدلة العصمة التي يقول بها جمهور المسلمين تقتضي الحكم بنفي السهو عنه في القول والفعل. وقد ذهب إلى ذلك المحققون من علماء الكلام من الشيعة ، وممن قال بذلك من أهل السنة : أبو اسحاق الاسفراييني ، وقد فصّل ذكر الخلاف منهم في كتاب « حجيّة السُنّة » للشيخ عبدالغني عبدالخالق ) (
                        2).
                        أمّا الشيعة فلم يرد منهم خلاف في عصمته صلى الله عليه وآله وسلم من السهو في الاَقوال (3)
                        . من كلِّ ذلك نستفيد ما يلي :
                        أولاً : أنّ الظاهر يجب أن يؤوّل إذا كان مخالفاً للدليل العقلي ، فضلاً عن وجود ادلّة نقلية كثيرة تفيد خلافه ، وهذا ما فعله الاَعلام.
                        إذا عرفنا أن اُصول الاعتقاد يجب أن تكون مبنية على الجزم ، وأما الاَمر المستند على الظن فلا يغني عن الحق شيئاً ، والدليل الجازم قد قام
                        ____________

                        في الصلاة. (1) ويقصد بها ( التنبيه بالمعلوم ) أو ( البرهان على تنزيه المعصوم عن السهو والنسيان ) : 199
                        ، ومن أراد الاستفادة الاكثر ، والتدقيق في هذا المطب الحساس ، وملاحظة آراء العلماء وما يُساعد عليه الدليل بصورة موسّعة فعليه بهذه الرسالة المهمة.
                        (
                        2) حجية السُنّة : 17 ـ 99.

                        (
                        3) مصنّفات الشيخ المفيد|السيد محمدرضا الجلالي المجلد العاشر رسالة عدم سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم
                        ----------------
                        عقلاً ونقلاً على عصمة هؤلاء ، فما جاء خلافه لا يؤخذ على ظاهره بل يجب أن يؤوّل.
                        ثانياً : يردُ على الشيخ ابن بابويه في النقطة الاُولى مما حصرنا فيه رأيه : من أين له هذا التقسيم للعبادة ، وإنّه يجوز في أحدها السهو ، ولا يجوز في الاُخرى ، مع إطلاق الروايات في العصمة وقيام الدليل عليها مطلقاً كذلك ؟ ولو ( جاز السهو والنسيان من المعصوم في العبادة ، لجاز في التبليغ. والفرق ليس عليه دليل قاطع ، ولا يفهمه كلُّ أحد ، بل كل من وقف على أحدهما جوّز الآخر قطعاً.
                        وأقلّهُ أنّ الاَكثر الاَغلب لا يُفرِّقون بينهما ، فلا يوثَقُ بشيءٍ من أقواله ، وأفعاله ، وتختلُّ عصمته ، وهو باطل قطعاً )
                        (1).
                        ثالثاً : نُعلِّقُ على نقطته الثانية بأنّ انحصار العبودية هل يتمُّ بهذا فقط حتى نقول به ؟ ! وهل انحصار كونه بشراً يتمّ بيانه بالنوم عن الصلاة ، لابالنوم عن غيرها ، حتى نستدل من خلاله بأنّه ليس ربّاً ، إذ الربّ لاتأخذه سنة ولا نوم ؟ ! ففي بيان هذا يمكن أن ينام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أيّ مكان وأي وقت لكشف كونه غير رب. وأين نضع الاَحاديث الواردة في أنّه تنام عينه ولا ينام قلبه ؟ ! وسيأتي مزيد بيان حول هذه النقطة بالذات.
                        رابعاً : وهل انحصر كونه من البشر في إسهائه ؟ ! وهل انحصر التعليم في اسهائه ؟ ! وإذا تمَّ هذا ، فلماذا لم يرتكب بقيّة المحرمات والموبقات

                        ____________

                        (1) التنبيه بالمعلوم|الشيخ الحرّ العاملي : 111.


                        ----------------------------

                        ليعلّمنا أحكامها ، وحدودها.
                        ولماذا لم يسرق ، حتّى يعلّمنا كيفية قطع يد السارق ، وكيفية اعترافه قبل ذلك ؟ ! ما هذا كلّه إلاّ خروج عن طريق الصواب. وقياس لغير العبادات والمناسك بها ، وهو كما ترى.
                        خامساً : وقد قسَّم الشيخ ابن بابويه الناس إلى قسمين :
                        القسم الاَول : النبي والاَئمة عليهم السلام.
                        القسم الثاني : بقية الناس.
                        فالاَول من القسمين ليس للشيطان عليهم سبيل. وأمّا الثاني منهما فهم مصاديق للآية المباركة : ( إنّما سلطانه على الذين يتولّونه والذين هم به مشركون ) (
                        1)
                        وعلى من تبعه من الغاوين على حدِّ تعبيره.
                        فهو بنفسه الشريفة من أيّ قسمٍ يمكن أن يدخل ، وحاشاه من توليه للشيطان والغواية والشرك ؟ !!
                        سادساً : نقول لماذا يكون ذلك غلواً إذا أخذت بأعناقنا الاَدلة العقلية والنقلية عنهم عليهم السلام ؟ !!




                        يتبــــــــــع

                        تعليق


                        • #57
                          شبهة أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يأتِ بمعجزة


                          طبع أحد المستشرقين كتاباً مختصراً يحتوي على ترجمة لحياة النبي ( صل الله عليه وآله وسلم ) ، وعلى غلاف الكتاب وضعت صورة خيالية للنبي ( صل الله عليه وآله وسلم ) ، كتب تحتها العبارة الآتية : متى يُطلب منه – يقصد بذلك النبي ( صل الله عليه وآله و سلم ) – الإتيان بمعجزة ، كان يقول : ليس لدّي معجزة ، وأن الله لم يمنحنيها .

                          رد الشبهة :


                          إنّ هذا المستشرق خلط الحق بالباطل بهذه الشبهة ، فعندما قال النبي ( صل الله عليه وآله وسلم ) : المعجزة ليست بيدي ، هذا الكلام حق ، ويعرفه الناس جميعاً ، والآية الكريمة الآتية تؤيّد ذلك ، قال الله تعالى : (
                          وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ ) الرعد : 38 ، غافر : 78 .
                          وفي معاجز النبي عيسى ( عليه السلام ) يؤكّد القرآن الكريم على هذا المضمون ، قال تعالى : ( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ ) آل عمران :
                          49 .
                          وخلاصة القول : أنّ الأنبياء ( عليهم السلام ) جميعاً لا يستطيعون عمل شيء إلاّ بإذن الله تعالى ، وهذا الكلام يدعمه الدليل العلمي والفلسفي .
                          نعود الآن إلى الادِّعاء الثاني من الشبهة ، وهو : أنّ النبي ( صل الله عليه وآله وسلم) قال : بأنّ الله لم يعطني أي معجزة .
                          وهذا الادِّعاء مرفوض ، لأنّ القرآن الكريم ، والأخبار ، والأحاديث المتواترة ، التي جمعها المحدّثون في كتبهم ، اتفقت جميعها على حدوث كثير من المعجزات على يد النبي ( صل الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّها كانت بتسديد من الله عزَّ وجل .
                          لنصرف النظر الآن عن كتب الحديث والرواية ، ونذهب إلى القرآن الكريم ، ليقضي بيننا في هذا الأمر ، نجد القرآن الكريم قد ذكر كثيراً من المعجزات ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
                          1
                          - شق القمر ( سورة القمر ) .
                          2
                          - المعراج ( سورة الإسراء ) .
                          3 - المباهلة ( آل عمران :
                          61 ) .
                          وبناءً على ذلك يكون الرسول ( صل الله عليه وآله وسلم) قد جاء بالمعاجز كباقي الأنبياء ( عليهم السلام ) عندما كان الناس يطالبونه بها لإثبات نبوته ، علماً أنّ معجزات الأنبياء ( عليهم السلام ) كانت خاصّة بزمانهم ومكانهم .
                          أما معجزات النبي ( صل الله عليه وآله وسلم ) فمنها ما كان مختصّاً بزمان ومكان معين ، ومنها التي لم تتقيّد بحدود المكان والزمان ، وبقت وستبقى شاهدة على نبوته ( صل الله عليه وآله وسلم) إلى يوم القيامة ، وهي معجزة القرآن الكريم .
                          القرآن الكريم الذي تحدَّى الناس أجمعين من الأولين والآخرين ، بأن يأتوا ولو بآية من مثله ، لكنهم عجزوا عن ذلك ، لذلك – وأمام هذا التحدي – نجد بعض المغرضين ، أو قاصري النظر ، تصوّروا بأنّ النبي ( صل الله عليه وآله وسلم) ليس لديه معجزة غير القرآن .
                          في الوقت الذي صرَّحت به كثير من الآيات والروايات بأنّ للنبي ( صل الله عليه وآله وسلم ) معجزات أخرى غير القرآن الكريم ، وقد ذكرنا قسماً منها فيما تقدّم .


                          تعليق


                          • #58
                            النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وزيارة القبور


                            1 ـ أخرج مسلم، والترمذي، والنسائي، والحاكم، والبغوي حديث بريدة الاَسلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد أُذِن لمحمّدٍ في زيارة قبر أُمّه، فزوروها، فإنّها تذكّر الآخرة»(3).
                            قال الترمذي: وفي الباب عن أبي سعيد، وابن مسعود، وأنس، وأبي هريرة،
                            ____________
                            (1) الروض الفائق في المواعظ والرقائق :22، وعنه: الغدير 5 : 245.
                            (2) سنن ابن ماجة 1 : 485|1547.
                            (3) صحيح مسلم 2 : 366|107 ـ كتاب الجنائز ـ ، سنن الترمذي 3 : 370|1054، السنن الكبرى| النسائي 1 : 653|2159، المستدرك على الصحيحين 1 : 530|1385، مصابيح السنّة| البغوي 1 : 568|1239. ولا يخفى أنَّ الغرض من ذكر مثل هذا الحديث هو الاستدلال على مشروعية زيارة القبور بفعل النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وقوله، وقد ذهب أصحابنا وجمع من علماء الجمهور إلى أنَّ والديه صلى الله عليه وآله وسلم كانا مؤمنين وهما من أهل الجنَّة.

                            ------------------

                            ( 22 )


                            وأم سلمة. وحديث بريدة حديث حسن صحيح(1). ولكلام الترمذي تتمة تأتي في محلّها.

                            وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «أُذِن لمحمّدٍ في زيارة قبر أمّه» ثمَّ حثه على زيارة القبور، دليل صريح على جواز قصد قبر معين بالزيارة.

                            قال الذهبي: صحيح على شرطهما ـ أي البخاري ومسلم ـ .
                            ومثله عن أبي هريرة: زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمّه فبكى وأبكى من حوله(3).

                            الحديث رواه أبو داود في (السنن)(4)وفيه دلالة صريحة على الخروج بقصد زيارة قبور بعينها، لمنزلة اختصت بها، وليس لاَجل التذكير بالآخرة فقط، وإلاّ لكانت الزيارة لاَقرب المقابر في المدينة وافية بالغرض، أو لوقف صلى الله عليه وآله وسلم عند القبور الاَولى التي قال فيها «قبور أصحابنا»، والحديث كله صريح بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قاصداً زيارة قبور الشهداء، وراء حرّة واقم، وهي في طرف
                            ____________
                            (1) سنن الترمذي 3 : 370|1054.
                            (2) المستدرك 1 : 531|1389.
                            (3) المستدرك 1 : 531|1390.
                            (4) سنن أبي داود 2 : 218|357 ـ كتاب المناسك ـ باب زيارة القبور.

                            -------------------------
                            3 ـ من حديث طلحة بن عبيدالله، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد قبور الشهداء حتى إذا أشرفنا على حرّة واقم، فلمّا تدلينا منها وإذا قبور ممحية، قلنا: يا رسول الله، أقبور إخواننا هذه؟ قال: «قبور أصحابنا» فلما جئنا قبور الشهداء، قال: «هذه قبور إخواننا».


                            2 ـ أخرج الحاكم عن بريدة، قال: زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمّه في ألف مقنّع، فلم يُرَ باكياً أكثر من يومئذ(2).
                            ( 23 )

                            المدينة الشرقي.

                            وحرّة واقم هذه هي التي حصلت فيها وقعة الحرّة سنة 62هـ، بين أهل المدينة المنورة وكلهم من الصحابة وأبنائهم، وبين جيش الحاكم الفاجر يزيد بن معاوية.

                            أخرجه البيهقي، والحاكم(3)، وقال الحاكم معقباً على الحديث: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات، وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحرياً للمشاركة في الترغيب، وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنّة مسنونة، وصلى الله على محمد وآله أجمعين(4).
                            ____________

                            (1) صحيح مسلم 2 : 363|102 ـ كتاب الجنائز ـ ، وسنن ابن ماجة 1 : 485|1546.
                            (2) أخرجه الاَميني في الغدير 5 : 258 عن ابن عابدين في ردّ المختار على الدر المختار 1 : 604 ـ 605.
                            (3) السنن الكبرى للبيهقي 4 : 78، المستدرك على الصحيحين 1 : 533|1396.
                            (4) المستدرك على الصحيحين 1 : 533|1396.

                            -------------------------


                            5 ـ أخرج ابن أبي شيبة: أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتي قبور الشهداء بأُحد على رأس كل حول، فيقول: «السلام عليكم بما صبرتم، فَنِعْمَ عقبى الدار»(2). 6 ـ وفاطمة في حياة أبيها: ثبت في الصحيح عن فاطمة الزهراء البتول عليها السلام انّها كانت في حياة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تخرج في كل جمعة لزيارة قبر عمها حمزة بن عبد المطلب، فتصلّي وتبكي عنده.
                            4 ـ ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه كان يخرج مراراً إلى البقيع لزيارة قبور المؤمنين المدفونين هناك، أخرج مسلم من حديث عائشة، أنّها قالت: كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين..» الحديث(1).

                            ( 24 )

                            أهداف الزيارة:

                            ماذا يجد الزائر في سريرته وهو يزور القبور، أو يتوجه لزيارتها؟! ما هي الدوافع التي تحركه صوب هذا الفعل؟ وعلى نحوٍ أكثر تحديداً، هل عرّف التشريع شيئاً من الاَهداف التي يرجى تحققها من خلال زيارة القبور، أو زيارة قبر بعينه؟
                            هذا بدوره إن وجد سيكشف عن فضائل الزيارة وما يرتجى منها من ثمرات في دنيا المرء وأُخراه.
                            إنّ كل الاَهداف المتعلقة بالزيارة هي مستفادة بشكل مباشر من السنّة النبوية المطهرة، ومن ذلك يمكن أن نجمل هذه الاهداف بما يلي:

                            وفي تحقق هذه المعاني من وراء الزيارة جاء حديث نبوي كثير، منه: ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّي نهيتكم عن زيارة القبور، فمن شاء أن يزور قبراً فليزره، فإنّه يُرقُّ القلب، ويُدمع العين، ويذكّر الآخرة.. ولا تقولوا هُجراً».
                            أخرجه أحمد والبيهقي، وصححه الحاكم والذهبي(1).
                            ____________
                            (1) مسند أحمد 4 : 119|13075، 140|13203، السنن الكبرى 4 : 77، المستدرك1 : 532|1393.

                            ----------------------


                            1 ـ
                            الخشوع وتذكّر الموت والآخرة، وهذه أهداف لا غنى لمؤمن عنها، ومهما كان عليه أن يستحضرها في كثير من أوقاته، غير أنّ أشياء بعينها ذات أثر مباشر في استحضار هذه المعاني، ستكون لها أهميتها الكبيرة بحسب مقدار ما تحققه من ذلك.. ولا شك في أن الوقوف بين القبور بتأمّل، أو عند قبر خاص، له أكبر الاَثر في إحياء تلك المعاني في القلوب، وعلى نحو ربّما لا يضاهيه فيه فعل آخر، إلاّ تشييع جنازة ميت والوقوف عنده ساعة دفنه.
                            ( 25 )

                            ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «فزوروا القبور فإنّها تذكّر ـ أو تذكركم ـ الموت».

                            أخرجه مسلم وأحمد وابن ماجة وأبو داود والنسائي والحاكم وغيرهم(1).
                            ـ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «زُر القبور تذكر بها الآخرة».
                            صححه الحاكم في المستدرك(2).
                            ـ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «إنّي نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإن فيها عبرة».
                            أخرجه أحمد والبيهقي، وصحَّحه الحاكم والذهبي(3).
                            ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «كنتُ نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّها تزهّد في الدنيا، وتذكّر الآخرة».
                            أخرجه ابن ماجة(4).

                            ويشغل الدعاء للموتى عند زيارتهم المساحة الاَكبر في أدب الزيارة،
                            ____________
                            (1) صحيح مسلم 2 : 365|106 ـ كتاب الجنائز ـ ، مسند أحمد 3 : 186|9395، سنن ابن ماجة 1 : 501|1572، سنن أبي داود 3 : 218|3234، سنن النسائي 1 : 654|2161، المستدرك 1 : 531|1388.
                            (2) المستدرك 1 : 533|1395.
                            (3) مسند أحمد 3 : 427|10936، السنن الكبرى 4 : 77، المستدرك 1 : 530|1368.
                            (4) سنن ابن ماجة 1 : 492|1571.

                            -----------------------
                            2 ـ ا لدعاء للميت: هذا السلوك الاَخلاقي الرفيع، الذي يحفظ كرامة المسلم في مجتمعه حتى بعد موته، ويربّي في المسلمين روح الاخاء والحب والمودة وأداء حقوق الآخرين التي لا تنقطع برحيلهم من الدنيا، لهو واحد من الجوانب التربوية والاجتماعية الراقية التي تميز بها نظام الاَخلاق في الاِسلام.
                            ( 26 )

                            كما هو ملاحظ في النصوص المأثورة في زيارة القبور.

                            ـ فكثيراً ما كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقف عند قبور المسلمين فيقول: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون» ويأمر أصحابه بذلك متى مرّوا بالقبور أو قصدوها بالزيارة(1).
                            ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم مؤكداً هذا المعنى: «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، واجعلوا زيارتكم لها صلاةً عليهم واستغفاراً لهم»(2).
                            ـ وكثيراً ما جمع صلى الله عليه وآله وسلم بين الهدفين: السلام على الميت، والعبرة، ومنه قوله المشهور والوجيز المذكور أولاً في هذه الفقرة: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون».
                            ـ ومنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «ألا فزوروا إخوانكم، وسلّموا عليهم، فإنّ فيها عبرة»(3).
                            ـ وفي المأثور عن أمير المؤمنين عليه السلام الجمع بين الغرضين، فقد كان عليه السلام إذا دخل المقبرة قال: «السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة، والمحالّ المقفرة، من المؤمنين والمؤمنات.. اللّهم اغفر لنا ولهم، وتجاوز بعفوك عنّا وعنهم.. الحمد لله الذي جعل لنا الاَرض كفاتاً، أحياءً وأمواتاً، والحمد لله الذي منها خلقنا.. وإليها معادنا، وعليها يحشرنا.. طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل
                            ____________
                            (1) انظر: صحيح مسلم |102 و103 ـ كتاب الجنائز ـ ، مسند أحمد |8661، سنن الترمذي 3 : 370|1053، سنن البيهقي 4:79.
                            (2) المعجم الكبير| الطبراني 2 : 94|1419، مجمع الزوائد 3 : 58.
                            (3) مجمع الزوائد 3 : 58.

                            --------------------------

                            ( 27 )


                            الحسنات، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله عزّوجلّ»(1).


                            ولا شك في أنّ لبعض الموتى حقوقاً خاصةً على البعض، تتأكد معها الزيارة، وكلّما تعاظمت الحقوق أصبح لهذه الزيارة شأن أكبر ومرتبة أرفع.. ولا شك في أنّ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبناء أمّته أثبت الحقوق وأعظمها، الاَمر الذي يجعل قصد أحدهم زيارته صلى الله عليه وآله وسلم من القربات المهمّة في حياته.
                            وهذا ما أكّده حديث أهل البيت عليهم السلام في هذا الشأن:
                            فعن الاِمام الرضا عليه السلام : «إنّ لكلِّ إمام عهداً في عنق أوليائهم وشيعتهم، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الاَداء، زيارة قبورهم..» الحديث(2).

                            ____________
                            (1) العقد الفريد 3 : 11، الغدير 5 : 249.
                            (2) تهذيب الاَحكام 6 : 78 ـ 79|3.

                            ---------------------
                            4 ـ قصد القربى والثواب: القربى والثواب، المترتبان قطعاً، مع خلوص النية وصحة الفعل، على الزيارة التي يؤدّيها المسلم تحت أي واحد من العناوين المتقدمة، قد يكون هو الآخر بنفسه غرضاً للزيارة وعنواناً لها، فيقصد المسلم التقرب إلى الله تعالى ونيل الثواب بزيارة قبور المؤمنين، أو قبر واحد بعينه. وذلك لما انطوت عليه الزيارة من فضائل ومستحبات لا تنفصل عنها.

                            3 ـ أداء حقوق الموتى: وهذا ما نلحظه بوضوح في فحوى الخطاب في الحديث النبوي الشريف الآنف الذكر: «ألا فزوروا إخوانكم، وسلّموا عليهم» ففيه إشارة في غاية الوضوح إلى أن لاخواننا الموتى حقوقاً علينا، ينبغي علينا أداؤها بزيارتهم والتسليم عليهم، ولمزيد من الترغيب في ذلك يذكّرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن ذلك سيعود علينا أيضاً بالنفع الكبير: «فإنّ فيها عبرة».

                            ( 28 )

                            فالزيارة وإن كانت بقصد القربى فإنّ مقاصدها الرئيسية الثلاثة متحققة فيها على أي حال؛ من العبرة، والدعاء للميت، وأداء حقّه.

                            أمّا زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاَنبياء والمرسلين والاَئمة الطاهرين فهي من القربات الاَكيدة، كما ستأتي في ذلك الاَحاديث الشريفة وكلمات الاَعلام من علماء المسلمين.
                            وفي (شفاء السقام) جعل الزيارة من حيث مقاصد الزائرين أربعة أقسام، فذكر الثلاثة الاَولى التي استفدناها نحن من الحديث الشريف مباشرةً، ثمَّ جعل الرابع: التبرك بأهلها إذا كانوا من أهل الصلاح والخير.. وقال: مقصودنا أنّ زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيره من الاَنبياء والمرسلين للتبرك بهم مشروعة، وقد صرّح به(1).

                            فضل الزيارة وعوائدها على الزائر والمَزور:

                            هكذا تعود الزيارة بفضائل جمّة على الفرد الزائر، وعلى المجتمع الذي تسود فيه هذه القربة، من خلال تحقيق فرصة لا غنى عنها في احياء القلوب بذكر الله تعالى، وبذكر الموت والآخرة، وعلى مستوى قد لا يحققه شيء آخر إلاّ نادراً.. وفي هذا المعنى جاء حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «ما رأيت منظراً إلاّ والقبر أفظع منه»(2).
                            وتحقق، من ناحية أخرى، روح احترام حقوق المؤمنين، بعضهم لبعض،
                            ____________

                            (1) شفاء السقام 86 ـ 87.
                            (2) المستدرك على الصحيحين 1: 526|1373.

                            ------------------------------

                            ( 29 )


                            أحياءً وأمواتاً، وأدائها. ولهذا ما لا يخفى من الآثار الايجابية على الفرد والمجتمع.

                            ومن ناحية ثالثة فإنّ زيارة الاَنبياء والاَئمة والصالحين تزيد وتعمّق أواصر الارتباط بهم، وتجدد في النفوس روح الاقتداء بهم، وإحياء آثارهم الجليلة على الانسانية، وأعمالهم الصالحة، ومكارم أخلاقهم.. وقد لا ينهض أي عمل آخر بما تنهض به الزيارة من تقوية شعور الزائر بقربه من المزور، وما يوفره ذلك من مقدمات الاقتداء التام، وإحياء الذكر على الدوام .
                            ومن ناحية رابعة فإنّ تعهد أضرحة الانبياء والصالحين بالزيارة سيضمن الاعتناء بهذه الاَضرحة وعمارتها، وبالاِضافة إلى ما يحققه ذلك من ذكرى في القلوب، فإنّه يعد علامة واضحة على حياة الاَمّة وعمق اتصالها بقادتها الذين بذلوا حياتهم في صناعة مجدها وماضيها، وهذه من المعالم الحضارية المهمة التي تعنى بها سائر الاَمم.
                            هذا غير الثواب الجزيل الذي يعود على الزائر من زيارته التي يرعى فيها السنن والآداب التي وضعها الاِسلام لهذه القربة:
                            عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «مَنْ مرَّ على المقابر فقرأ قل هو الله أحد إحدى عشر مرّة، ثمَّ وهب أجرها للاَموات، أُعطي من الاَجر بعدد الاَموات»(1).
                            وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : «مَنْ زار قبر أبويه أو أحدهما كلَّ جمعةٍ غُفِر له»(2).
                            وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن البصري أنّه قال: من دخل المقابر، فقال: «اللهم ربّ هذه الاَجساد البالية، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك
                            ____________
                            (1) كنز العمال |42596 رواه الدارقطني، إتحاف السادة المتقين 10 : 371.
                            (2) مجمع الزوائد 3 : 59، كنز العمال |45486، 45487.

                            ---------------------------

                            ( 30 )


                            مؤمنة، أدخل بها رَوحاً من عندك وسلاماً منّي» استغفر له كل مؤمن مات منذ خلق الله آدم.

                            وعن ابن أبي الدنيا أنّه من قال ذلك كُتب له بعدد من مات من ولد آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات(1).
                            هذه بإيجاز صورة عن فضائل الزيارة وعوائدها على الزائر، وسيأتي لاحقاً حديث كثير في فضل زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة الاَطهار، والتي من أبرزها نيل شفاعتهم يوم القيامة.. وأكبِر بها من عائدة.
                            أمّا عوائد الزيارة على الاَموات فهي من أهم ما أوصت به الشريعة أداءً لحقّهم، لما ينالهم منها من فضل وبركات. وقد تقدم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يأمر أصحابه بزيارة قبور إخوانهم وأن يجعلوا زيارتهم دعاءً للاَموات واستغفاراً لهم، وقد كان هو صلى الله عليه وآله وسلم يفعل ذلك.
                            وفي حديث أنس بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من دخل المقابر وقرأ سورة يس خفّف الله عنهم يومئذٍ العذاب، ورفعه».
                            وعن أنس أيضاً أنّه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إنّا نتصدّق عن موتانا، ونحجّ عنهم، وندعو لهم، فهل يصل ذلك إليهم؟ فقال: «نعم، لَيَصِل ذلك إليهم، ويفرحون به كما يفرح أحدكم بالطبق إذا أهدي إليه»(2).
                            ومن حديث عثمان بن عفان: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجنازة عند قبر وصاحبه يدفن، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : «استغفروا لاَخيكم وسلوا الله له التثبيت، فإنّه الآن يُسأل»
                            ____________
                            (1) الغدير 5 : 257.
                            (2) أخرجها الاَميني في الغدير 5 : 257 عن مراقي الفلاح :121
                            .
                            --------------------------------------

                            ( 31 )


                            صحّحه الحاكم والذهبي(1).

                            والحديث في هذا الشأن كثير وكثير، وهو يعطف بنا على موضوع مهم، موضوع ليس فيه خلاف بين أهل الاَديان قاطبة، ألا وهو موضوع الحياة بعد الموت، وما اصطلح عليه بالبرزخ.
                            والذي عليه اتفاق كلمة المسلمين أنّ الروح في البرزخ تعيش نصيبها من الآخرة، إمّا في نعيم، وإمّا في شقاء، وذلك منذ المساءلة بعد الموت، وحتى يوم البعث والنشور.
                            وقد تحدّث القرآن الكريم عن حقيقة حياة الشهداء بعد موتهم، فقال: ( ولا تحسبنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون )(2).
                            وقال تعالى: ( ولا تقولوا لمَنْ يُقتَل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )(3).
                            والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ما من أحد منكم يُسلّم عليَّ إلاّ ردَّ الله عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام»(4).
                            وليس الاَمر خاصّاً بالاَنبياء والشهداء، فالاَرواح من حيث هي أرواح سواء في ما تتعرض له من أسباب البقاء، والاَخبار متواترة في تعرضها للنعيم أو الشقاء
                            ____________
                            (1) المستدرك على الصحيحين 1 : 526|1372.
                            (2) سورة آل عمران: 3|169 ـ 170.
                            (3) سورة البقرة: 2|154.
                            (4) مسند أحمد 2 : 527، السنن الكبرى للبيهقي 5 : 245.

                            ------------------------

                            ( 32 )


                            بعد الموت، تأنس إذا ذكرت بخير، ويعود عليها ما يهدى إليها من الاَعمال الصالحة بالنفع والبركة ـ والحديث في هذا كثير وكثير ـ نذكر غير ما تقدّم:

                            ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : «ما مِنْ رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلاّ استأنس به»(1).
                            ـ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «ما مِنْ أحد يمرُّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليها إلاّ عرفه وردّ عليه السلام»(2).
                            ـ وعنه صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاءه رجل فسأله: إنّ أبي مات وعليه حجة الاِسلام، أفأحجُّ عنه؟
                            قال صلى الله عليه وآله وسلم : «أرأيت لو أنّ أباك ترك دَيناً عليه، أقضيته عنه؟» قال: نعم. قال: «فاحجج عن أبيك»(3).
                            هكذا ينتفع موتانا بدعائنا واستغفارنا لهم، وما نهديه إليهم من ثواب الاَعمال الصالحة، ويستأنسون بالتسليم عليهم، وبقراءة القرآن عندهم، فما أحرى أن نذكرهم بذلك كله، ونحن المحتاجون إلى مثله في غد، ولا ندري لعله منّا قريب، ومهما بعُد عنّا فإنّنا سائرون إليه وإنّه لبالغنا، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
                            ____________
                            (1) إتحاف السادة المتقين 10 : 365، كنز العمال |42601.
                            (2) إتحاف السادة المتقين 10 : 365، الحاوي للفتاوي| السيوطي 2 : 302.
                            (3) سنن الدارقطني 2 : 260، السنن الكبرى| البيهقي 4 : 256.



                            يتبــــــــــع


                            تعليق


                            • #59
                              حديث من سره أن يحيا حياتي عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله)

                              قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
                              « من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي
                              وهذا الحديث هو كما نرى من الاحاديث الصريحة التي لا تقبل التأويل ولا تترك للمسلم أي اختيار بل تقطع عليه كل حجة ، وإذا لم يوال عليا ويقتد بأهل البيت عترة الرسول فهو محروم من شفاعة جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله

                              هامش
                              مستدرك الحاكم ج 3 ص 128 الطبراني في الجامع الكبير الاصابة لابن حجر العسقلاني ، كنز العمال ج 6 ص 155 . المناقب للخوارزمي ص 34 ينابيع المودة ص 149 . حلية الاولياء ج 1 ص 86 تاريخ ابن عساكر ج 2 ص 95

                              __________________


                              عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبد الله بن حماد البصري ، عن عبد الله بن علي بن عبد الرحمن الأصم ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : لما أسري بالنبي ( صلى الله عليه واله ) قيل له : إن الله يختبرك في ثلاث وصار يعددها . . .
                              إلى أن قال : وأما ابنتك فتظلم ، وتحرم ، ويؤخذ حقها غصبا ، الذي تجعله لها ، وتضرب وهي حامل ، ويدخل عليها وعلى حريمها ، ومنزلها بغير إذن ، ثم يمسها هوان وذل ، ثم لا تجد مانعا وتطرح ما في بطنها من الضرب ، وتموت من ذلك الضرب . . إلى أن تقول الرواية : وأول من يحكم فيه " محسن " بن علي في قاتله ، ثم في قنفذ ، فيؤتيان هو وصاحبه الخ . .
                              ( 1 ) كامل الزيارات : ص 232 - 335 ، والبحار ج 28 ص 62 - 64 وراجع : ج 53 ص 23 . وراجع : عوالم العلوم : ج 11 ص 398 ، وجلاء العيون للمجلسي : ج 1 ص 184 - 186 . ( * )

                              عن أبي الحسن بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن
                              الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسين بن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن مفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال في حديث طويل : " يا يونس ، قال جدي رسول الله ( صلى الله عليه واله ) : ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ، ويغصبها حقها ويقتلها "
                              كنز الفوائد : ج 1 ص 149 / 150 ، وروضات الجنات : ج 6 ص 182



                              صور نادرة تبكي من يزور المدينه

                              صورة البئر التي جلب منها الامام علي عليه السلام الماء لتغسيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل دفنه
                              والبئر الآن مغلق لا يسمح بزيارته




                              البيت الابيض المحدد باللون الازرق يطلق عليه بيت بنت اليهود الذي حصلت به معجزة للسيدة الزهراء سلام الله تعالى عليها حيث كان في هذا البيت زفاف لسيدة يهودية وماتت وبفضل دعوات وصلوات سيدتنا الزهراء عليها أفضل الصلاة و السلام عادت الى الحياة




                              هذا المسجد هو مسجد الامام علي حيث رفض فيه امير المؤمنين عليه السلام مد يده لمبايعة ابو بكر



                              هذا هو الموقع الذي حصلت فيه معجزة رد الشمس لأمير المؤمنين علي عليه السلام ولقد قاممو بهدمه



                              هذا هو البئر الذي حدثت به معجزة تحول الخمر الى خل




                              أرض فدك







                              بيت الاحزان الذي كان يأتي اليه الامام زين العابدين عليه السلام يبث حزنه وشكواه بعد واقعة كربلاء



                              يتبـــــــع

                              تعليق


                              • #60
                                السنة يقولون الشيعة يغالون بحب آل محمد

                                فالنشاهد كيف وبمن يغالون أهل السنة !!!

                                ما يدعيه السنة من اننا نغالي بحب آل البيت ع...ولنجد ما يشابه حبنا للأئمه عندهم...كحب عمر مثلاً..وآل عمر مثلاً ...وغيرهم ....
                                اول مثال سأقوم بطرحه هنا هو نص مقتبس من كتاب ل{العبد الصالح للشيخ صالح المغامسي}!!!!والظاهر كل اهل السنة عباد صالحين!!!!!

                                يقول في كتابه....

                                أما في السنة فقد نعت صلى الله عليه وسلم بالصلاح ثلاثة : سعد بن معاذ , عبدالله بن عمر, النجاشي ملك الحبشة .. فإنه عليه الصلاة والسلام خرج إلى قومه إلى الصحابه في اليوم الذي مات فيه النجاشي وقال لهم : مات اليوم رجل صالح من الحبشة فهّلم فصلوا على أخيكم وخرج بهم صلى الله عليه وسلم إلى المصلى وصلى على النجاشي .. ولكنه لا يوجد بين أيدينا ما يمكن أن يحدث الناس به عن النجاشي رحمه الله ورضي الله عنه .. كان رفيقاً بالمؤمنين لما
                                هاجروا إليه نصرهم ومنعهم وكان على صلاح وتقوى بشهادة نبينا صلى الله عليه وسلم ..

                                وأما سعد بن معاذ وعبد الله بن عمر فأما عبدالله بن عمر فهو من المهاجرين والأبن الأكبر لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان رجلاً صالحاً تقياً وهو من صغار الصحابه الذين عاشوا في عهد النبوة ومن كبارهم الذين عمّروا بعد النبي عليه الصلاة والسلام فقد أدرك ولايه الحجاج بن يوسف الثقفي أي أنه عمّر إلى فوق الثمانين عاماً وكان هذا الصحابي الجليل محباً لرسولنا صلى الله عليه وسلم وأشتهر عنه الصلاح أمور كثيرة لكن أكثرها عظيم أتباعه لنبينا عليه الصلاة والسلام حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على شجرة سمرة فكان ابن عمر رضي الله عنه يأتي إليها ويجلس تحتها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع ونقل أنه كان يأتي بالماء فيسقي تلك الشجرة حتى لا تيبس لتبقى حتى يأتي إليها تخليداً أو تأسياً بنينا صلوات الله وسلامه عليه ..
                                هذا الصحابي الكريم نعته النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الرجل الصالح في حديث صحيح { أنه رأى رؤيا .. رأى أن ملكين أتياه فطفا به إلى النار فرأها مطوية كطي البئر ورأى فيها أناس قد عرفهم فجعل فجعل يقول في منامه : أعوذ بالله من النار. أعوذ بالله من النار .. أعوذ بالله من النار .. فجاء له ملك وقال له : لن شُرع فلما أصبح كان شاباً عزباً ينام في المسجد فلما أصبح أخبر أخته حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فقصتها حفصة على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فقال النبي الكريم عليه السلام < إن أخاك عبدالله رجل صالح لو كان يقوم الليل > فهذه شهادة من نبينا صلى الله عليه وسلم
                                لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه عبد صالح ..

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X