إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أخونا سيد نزار ماذا يحدث في البحرين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • والدة معتقل مصاب في رأسه تطالب بإنقاذه وتحمّل الجهات الرسمية مسؤولية سلامته






    14 أبريل, 2015
    قالت والدة المعتقل الطفل محمد الشمالي الذي يعتقل في سجن جو المركزي، أن ابنها مصاب اصابة مقلقة وبحاجة ماسة للعلاج نتيجة اصابته في رأسه على خلفية أحداث سجن جو التي تستمر منذ 10 مارس الماضي.

    وأوضحت أنه عقب زيارته، أكد ابنها انه متعب من اصابته في رأسه الذي يعاني منه وأكدت ان المعلومات لديهم أن اصابته مقلقة جداً، وأن خياط الجرح في رأسه انفتح لثلاث مرات نتيجة ما يلاقيه المعتقلون بشكل مستمر حتى الآن.
    وقالت أن لونه مخطوف وجسمه متعب ووضعه مقلق جداً، مطالبة بإنقاذ إبنها وتمكينه من تلقي العلاج المناسب بشكل فوري.
    وحملت والدة المعتقل المؤسسات الرسمية مسؤولية سلامة إبنها الذي يعاني من جروحه ويتألم دون تمكينه من العلاج المناسب.

    تعليق


    • أحد معتقلي جو: القوات الأردنية التي تعذّبنا تشبه "داعش"


      مرآة البحرين (خاص): وصف أحد معتقلي سجن جو المركزي، رفض ذكر اسمه، قوات الدرك الأردني التي تتولى حماية السجن وتعذيبهم منذ حادثة سجن جو (10 مارس/ آذار 2015) بأنها قوات تشبه قوات داعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام)، مشيرا إلى أنهم يتعاملون بوحشية كبيرة.

      وقالت العائلة، التي التقت ابنها في جو، إن كل من يتحدث عن التعذيب أو الانتهاكات في سجن جو أو يلجأ إلى الشكوى في لجنة التظلمات يتعرض لمزيد من التعذيب على أيدي قوات الدرك الأردني.

      وأفادت أن ابنها ذكر لهم أن التعذيب ما زال جاريًا، وأن القوات تتعرض بالتعذيب لكل من يطلب الصلاة، وكل من يطلب دورات المياه، مشيرا إلى أن من يطلب الاستحمام يتم تحميمه بماء المجاري، ومن يتكلم هاتفيا مع أهله يضرب بمعدل 10 ضربات لكل دقيقة يقضيها في الاتصال.

      ونقلت وادة المعتقل عنه قوله "تطلب القوات منا الجلوس في كل يوم منذ الساعة الواحدة ظهرًا وحتى السادسة مساءً متكئين على ركبنا ومطأطئين رؤوسنا في الأرض مع رفع أيدينا، موكدا "أنهم لا زالوا في الخيام التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، وأن ساعات نومهم لا تتعدى الثلاث ساعات فقط".

      تعليق


      • وهل أحكي لكِ عما فعلوه بالناشط ناجي فتيل؟


        مرآة البحرين (خاص): قالت لنا بلهجة مهدّدة وهي في حالة من الانهيار: "إذا بتنشرون اسم زوجي ما بتكلّم". سألناها بعد التهدئة: لماذا؟ قالت: "لأنهم سيعذبونه أكثر، العوائل التي ذهبت وقدمت شكواها عند أمانة التظلمات قاموا بتعذيب أبنائهم أكثر. لقد انتقموا منهم. لا أريد لزوجي أن يتأذى أكثر، يكفي ما رأيته عليه من التعذيب ومن الانهيار النفسي".

        بعد أن طمأناها بدأت حديثها: "كان زوجي أثناء الزيارة مرتبكاً، يتلفت يمنة ويسرة، يرتجف من شدّة الخوف، ويضيع منه الكلام، لم أره في حياتي هكذا أبداً. لقد هزل جسدة وصار نحيلاً جداً. دخل علينا حليق الرأس ولونه شديد الاسمرار. يخفي تحت ثيابه الرثّة ضربات لوّنت جسده، وعندما طلبتُ منه أن يكشف لي عنها قال: لقد هددونا بالمزيد من الضرب إن كشفنا أجسامنا لأهالينا، يكفي أن أقول لك إن جسدي من شدّة الضرب صار يشبه جسد الشهيد عبد الرسول الحجيري".

        يقف في كابينة الزيارة 3 من رجال الأمن يراقبون كل حركة تصدر من المعتقلين. يعاملون الأهالي كما المعتقلين بكل غلاظة. "لم يسمح لزوجي حتى باحتضان ابنه وإجلاسه على رجله".

        بصوت خفيض ومرتجف، راح المعتقل يحكي لزوجته عن التعذيب الذي ما زال مستمراً، والاذلال الذي يتجدد كل ساعة داخل الخيم المنصوبة خارج ساحة السجن "عن ماذا أحكي لك؟ هل أحكي لك عن التعذيب الذي تعرّض له الناشط ناجي فتيل؟ لقد تم أخذه من بيننا، وقاموا بتغطيس رأسه في نقعة ماء متسخة حتى كاد يختنق ويفطس، وجعلوه يشرب من الماء المتسخ بالقاذورات، ثم جروه إلى مبنى10 الذي صار وكراً للتعذيب، وتعليقه بما يعرف بـ(وضعية البصلة). ولا نعرف بعد كيف هي أوضاعه الآن". لم يسمح لعائلة فتيل بزيارته في الموعد المفترض مع باقي المعتقلين، أخبروهم أنه تم تأجيل الزيارة إلى 23 ابريل. هل ترى السبب يعود إلى وضع فتيل جراء التعذيب؟

        يتلفّت المعتقل، يخفض صوته أكثر، يكمل قائلاً: "أكثر من 10 من المعتقلين تعرضوا للإصابة بالشوزن، بينهم محمد سرحان ورضا جمعة من قرية النويدرات، تم اتهامهما بتحريض السجناء. كذلك ناجي فتيل، وحميد القطان، وجعفر جابر من جزيرة النبيه صالح، وعلي مبارك من البلاد القديم اتهما بتكسير المبنى. أيضاً الشيخ المحفوظ. معظمهم نقلوا إلى مبنى 10".

        يكمل: "ما نزال داخل الخيم المليئة بالقذارة والروائح والجرب الذي بدأ يتفشى فيها. يخرجوننا في طابور عسكري 4 مرات في اليوم، وفي هذا الطابور نحصل على أشكال مختلفة من وجبات الضرب والإهانات. ننتظر في طابور طويل للدخول إلى الحمام الذي لا يسمح لنا بدخوله غير مرتين في اليوم. بعضنا لا يستطيع الاحتمال فيفعلها على ثيابه، ثم يعود إلى الخيمة بثيابه المتسخة. تفوح من ثيابنا رائحة البول والدم والقذارة. ننام بثيابنا المتسخة ونمشي مثل كتل من القذارة. قرفنا من أنفسنا وكرهناها" يتلفت مرات وهو يتمتم بكلماته المتراجفة.

        يضيف "السجناء الذين يحتاجون إلى التبول خارج الأوقات المسموح بها، يقومون بفعل ذلك عند السياج. أحد أساليب التعذيب التي تثير سعادة غامرة عند منتسبي الداخلية، هي استدعاء عدد من السجناء وأمرهم بفرك أجسادهم بالتراب الملوث بالبول عند السياج، ثم يعيدونهم إلى الخيمة. تسبب هذا لعدد من السجناء بالجرب وعدواه بدأت تنتشر. في طريقة أخرى للمتعة الوحشية يأخذون فريقاً آخر من المعتقلين ويقومون برمسهم بالطريقة نفسها في نقعة من الماء القذر الآسن ويطلبون منهم فرك أجسادهم بها. نحن الآن بين تهديد هاتين النقعتين، بين نقعة البول وبقعة الماء الآسن القذر. صار المعتقلون يتندرون سخرية من حالهم، فعندما يؤخذ أحدنا إلى نقعة البول نقول له هل أخذوك إلى الواهو؟ (أحد المنتزهات الترفيهية المائية في البحرين)، وعندما يأخذونه إلى نقعة القذارة نقول له هل أتيت من جنة دلمون المفقودة (منتزه ترفيهي مائي آخر)".

        يردف "يأخذوننا في طابور عسكري آخر إلى الطعام، وفي الأثناء يجري الاختيار العشوائي لواحد منا أو أكثر، يؤخذ إلى مكان مجهول، ثم يعود معذباً".

        يبدأ دور الزوجة لتروي ما شهدته: "تعرضنا لتفتيش دقيق جداً في غرفة النساء قبل الدخول للزيارة، لدرجة لمس الاماكن الحساسة في الجسم، والمعاملة كانت سيئه للغاية. بعد مرور 10 دقائق تم السماح لنا بدخول كبينه (9). كان يفصلنا حاجز مقاسه متر، ثم دخل علينا زوجي بهيئته الرثّة المؤلمة".

        تضيف: لقد قدّمت شكواي إلى أمانة التظلمات وطلبت أن يتم علاجه. وعندما سألوه عما إذا كان يريد العلاج رفض. فقد تم تهديدهم بالضرب والصاق تهم جديدة بهم. لقد عاقبوا كل المعتقلين الذين تقدّمت عوائلهم بالتظلّم والشكوى.

        أثناء الزيارة، تتفاجأ الزوجة بمعتقل يدخل محمولاً بين أيدي المعتقلين. غير قادر على المشي أو الحركة. كان يتحرّك بمساعدة عكاز. وحين أراد الجلوس اتكأ على أحد فخذيه. لم يكن قادراً على الارتكاز بجسده على الكرسي. بقى هكذا طوال وقت الزيارة. "لقد بكينا جميعاً لفرط الحالة التي رأيناها عليه". كان المعتقل الذي أبكى الجميع هو علي هارون الذي تم إحضاره من تايلاند عن طريق الانتربول الدولي.

        تعليق


        • هكذا رأينا المعتقل علي صنقور: محمولا على الأيدي بحوض مكسور، والسبب.. نسيانه (معلقاً)


          مرآة البحرين (خاص): في القاعة المقابلة، اعتلى صوت صرخة مفجوعة تبعها بكاء مرير، انخلعت قلوبنا، رفعنا رؤوسنا فكانت الصدمة. إنه المعتقل علي صنقور محمولاً بين يدي زملائه، لم يكن قادراً حتى على جر رجليه، كان جسده متهالكاً ولا يستطيع الحركة أو المشي. لقد كُسر حوضه. هل تعرفون كيف؟

          لقد نُسي معلّقاً في وكر التعذيب (مبنى 10). في هذا المبنى يعلّقون المعتقلين المغضوب عليهم في اليوم مرّات. يعلّقونهم في الباب أو في المروحة لفترة محددة من الوقت ثم يقومون بإنزالهم. لقد نسوا صنقور معلّقاً لساعات طويلة جداً. نعم هكذا ببساطة: نسوه.

          أغمي على والدة صنقور من هول مفاجأتها. ضجت العائلة بالندب والبكاء. توقف الجميع أمام هذا المشهد. بكينا بحرقة وجميع من في القاعة. لم نعرف أينا يواسي الآخر. لكن حالة صنقور المفجعة جعلتنا ننصرف عن حال أبنائنا. لقد أخذ قلوبنا كلّها.

          بهذا تفتتح عائلة أحد المعتقلين مشاهداتها المؤلمة، أثناء زيارتها لابنها في يوم 12 ابريل 2015. ورغم مأساوية الحال الذي وجدت عليه ابنها وجعلها تنوح ألماً ووجعاً، إلا أن مشهد إدخال صنقور فتّق القلوب بلا منازع.

          تتحفظ العائلة على ذكر اسم ابنها خوفاً عليه من الانتقام. لكنها تشعر بواجبها في سرد ما شهدته في ذلك اليوم من حال المعتقلين: "لقد كان يوماً ثقيلاً، مشاهد المعتقلين الذي رأينا حالهم المفجع لا تغيب عن عيوننا".

          في الطريق إلى الزيارة

          لحظات صعبة وطويلة عاشتها أسرة المعتقل وهي تقطع المسافات الطويلة للوصول إلى سجن جو، اختلطت مشاعر الشوق مع الخوف لديهم فقد حانت لحظة رؤيتهم لابنهم بعد منع امتد لأكثر من شهر ونصف، تصل العائلة وما إن توقف سيارتها حتى تصادف جمعًا من العائلات خرجت لتوها من زيارة ابنائها، وجوهها الكئيبة ودموعها المتحادرة مدرارًا كفيلة بإدراك حجم المأساة التي عاشوها خلال زيارتهم. بعضهم منع من الزيارة والبعض الآخر لم يتوقع حجم التعذيب الذي نال من جسد ابنائهم.

          يزداد خفقان قلب كل فرد من أفراد العائلة وهم يبحثون في القائمة عن اسم ابنهم. يكادون لا يصدقون أنهم سيرونه. وما أن يلوح اسمه حتى تعلو الفرحة الوجوه البائسة، نعم هو ابننا وبجانب اسمه (مبنى 10) ما يعني أنه يتواجد في هذا المبنى الذي صار إيقونة للتعذيب الخاص. تتجه العائلة إلى كابينة التفتيش المكتظة. ثم تجلس في قاعة الانتظار الذي يطول ويطول، وبعد عناء يأتي صوت المنادي بأسماء المعتقلين وأرقام كبائنهم. لم يكن من بينهم اسم ابنهم.

          طال انتظار العائلة وتأخر موعد زيارتها أكثر من خمس ساعات، خمس دفعات من الزيارة مرّت أمامها، وما زالت تنتظر، كررت سؤالها عن سبب التأخير ولماذا لم يجلب ابنها فكان الجواب الوحيد هو" لا نعلم بأي قسم ابنكم"، أمام ناظر هذه العائلة كانت اللقاءات بين الأهالي والمعتقلين، الآهات والبكاء والنحيب هو المشهد السائد في المكان.

          لا أريد الذهاب إلى جحيم الحمّام

          أثناء انتظارها، كانت العائلة تتأمل المشاهد التي تحدث أمامها بانكسار شديد. لا تستطيع إسكات دموعها التي لم تتوقف. يكاد يكون جميع المعتقلين الذين يجلبون إلى الزيارة غير قادرين على المشي. أجسادهم مهشمة، جلودهم تلونت بعدد ألوان التعذيب الممارس عليهم، بعضهم لا يدرك ما حوله، غالبيتهم يعيشون حالة هستيرية من الخوف والرعب، وجميعهم (إلا من ندر) دموعهم تنساب بلا توقف، يختنق الجميع بعبرته ويبتلعها فهناك من يترصد لهم لينقض عليهم.

          تنتبه العائلة بينما تنتظر لصراخ أحد المعتقلين عندما رأى والدته" أمي ، أمي تعالي انظري ما حدث لي" كان يبكي بحرقة شديدة، ارتمى بحضن والدته التي تجلدت صبرًا في محاولة لتهدئة ابنها، هذه الوالدة لم تستطع الجلوس فطوال مدة لقائها بابنها كانت تروح وتجيء محملة بالطعام لابنها من الدكان الموجود هناك. بدا واضحًا أن الجوع قد نال منه فوق مناله.

          بعض الأهالي قاموا بشراء وجبات خفيفة لأبنائهم من الكافيتريا المخصصة هناك، إذ لا يسمح لهم إحضار طعام من البيت. كان التفاوت في ردود فعل المعتقلين غريباً. بعضهم راح يهجم على الطعام بشراهة المفجوع الذي لم يأكل منذ عام، تناول أحدهم كمية مضاعفة بخمس مرات عن الكمية التي اعتاد تناولها في العادة. لكن آخرين كانوا على العكس من ذلك، فقد امتنعوا عن تناول أي لقمة من الطعام، وكانوا يجيبون أهاليهم حين يسألون عن سبب عزوفهم: "الأكل يعني الحاجة لدخول الحمّام، والذهاب إلى الحمّام يعني جحيم آخر لا يطاق. لا أريد طعاماً.. لا أريد الذهاب إلى الحمام".

          بيقتلون المحفوظ، بيقلتون الشمالي

          عائلة المعتقل علي هارون الذي تم إحضاره من تايلاند عن طريق الانتربول الدولي، ظلت ساعات تنتظر وتلح على رؤية ابنها، كان واضحًا غياب والدته بينهم فقلبها حتمًا دلّها بأن ابنها لن يكون بخير، وبعد ساعات من الانتظار ساد الذهول، توجهت أعين الحضور نحو علي، أتى محمولاً هو الآخر مكسر الأضلاع، مهشم العظام، غيّر التعذيب ملامح جسده النحيل. يتمتم لعائلته وقلبه مفطور من شدّة ما يرى "بيقتلونا، بيقتلونا، بيقتلون الشيخ المحفوظ، بيقتلون محمد الشمالي". يؤكد لعائلته أن التعذيب الذي لقيه في التحقيقات الجنائية عندما جلب من تايلند لا يساوي شيئاً أمام ما يلاقيه الآن.

          إخوة ستّة وأمّ ذائبة

          في جانب آخر، ثمة أم تنتظر زيارة ابنائها الستة. نعم ستة مرة واحدة. كان وجهها يرسم أعماراً فوق عمرها. خطوط تجاعيد مشحونة لا بالزمن، بل بالألم. كادت روحها أن تزهق وهي تنتظر فلذاتها الذين استودعتهم رحمة الله. يدخل الأخوة الستة، وقبل أن يلتفتوا لوالدتهم يلتفت كل منهم إلى الآخر، بالكاد يتعرّف كل واحد منهم على الآخر، إخوة في سجن واحد لا يرى بعضهم بعضاً ولا يدري أحدهم ما حال أخيه، يبدؤون بعناق بعضهم والدموع تفيض من عيونهم المنتفخة. تطالعهم أمهم وتبكي حسرة قبل أن ينكب الجميع عليها باكين.

          أب لا يعي وجود ابنته

          طفلة بريئة تنتظر رؤية والدها. يدخل فتُصدم: ماما.. هل هذا بابا؟ تغيرت ملامح والدها كثيرًا عن الزيارة السابقة، صار أكبر عمرًا، غزا الشيب كامل شعره، نادته ( بابا، بابا) لكنه لم يكن ملتفتاً بحواسه نحوها، ولم يستقبلها استقبال الأب الحنون الذي كانت تنتظره، كان واضحًا عليه بأنه لم يكن في وعيه، ولا يدرك ما يدور حوْله، ولا سبب وجوده في هذا المكان. أجلسه الشرطي على الكرسي عنوة، ولا يُعلم إن كان قد استطاع البوح بما يعانيه لعائلته أم لا.

          الرعب سيّد الكلام

          لم ينفد صبر العائلة رغم االممارسات الاستفزازية التي واجهتها من المسؤولين هناك. كأنهم يعتزمون بعث اليأس في العائلة وجعلها تنصرف يائسة. لكن العائلة بقت متماسكة لم تنفعل ولم تنجر إلى فعل يودي بها إلى إلغاء الزيارة التي انتظروها طويلا. لمحت العائلة شخصًا يدخل، كان بادياً عليه أنه مسؤول رفيع، بادرته بشرح ما حدث معها طوال اليوم، بجرة هاتف، أحضر المعتقل.

          صعقت العائلة حين رأت ابنها، زاد عمره عشرة أعوام، بدا شاحب الوجه، مصفر اللون، يداه ترتعشان، قواه منهاره لايستطيع المشي، كأن أضلاعه تكسرت بالكامل، يتكئ على أحد فخذيه لأنه لا يستطيع الجلوس معتدلاً. صوته كان خافتًا، دموعه تنحدر رغمًا عنه، يتلفت يمينا وشمالا، الخوف والرعب هما أول كلامه وآخره.

          تعليق


          • شرطة باكستانيون بكوا حالنا، والدرك الأردني مرّغنا في بركة بول.. نشتاق رائحة الصابون

            مرآة البحرين (خاص): هذه شهادة أخت، كتبتها بأحرف دمعها بعد عودتها من زيارة شقيقها في سجن جو المركزي يوم أمس الاربعاء 22 ابريل 2015. كتبتها بتفاصيلها الصغيرة، بالبؤس الذي وجدته مستحوذاً على أخيها العشريني، بتراكم شعور الإهانة لديه، بلهفة الجوع، باشتهاء الأكل اللذيذ، باشمئزاز القذارة، بالصيام عن النظافة، بقهر الإذلال على يد قوات الدرك الأردني، بمسّ الكرامة. أوصلتها إلينا كي ننشرها رغم تحفظها على ذكر اسمه خوفاً عليه.

            تقول الأخت: "دخلنا وتم تفتيشنا بدقة. جاء وقت الزيارة. طاقم الشرطة الذين يدخِلون المساجين أراهم للمره الأولى. عرفت بعدها أنهم أردنيين يشاركون في تعذيب المعتقلين في الداخل".

            تكمل: "رأيته مقبلاً علينا، وجهه شديد السواد، يلمع تحت عينيه جلدٌ مقشر. حضنته، شممت فيه رائحة العرق. مازحته: لأول مرة أشم فيك عطراً. ضحك ببرود. قال: أنا جائع. ذهبتُ الكانتين لاشتري له كما العادة (كنت في السابق أحسبه بفطيرتين)، واشتريت لي ولأختي فطيرتين، أحضرت الطعام، أخبرني أنه يريد مشروب غازي فعدت لاحضار المشروب. ما إن عدت حتى وجدته قد أكل الفطائر كاملة. قال لي: أشتهي أكلا لذيذاً. قدمت له المشروب فتحه وشرب نصفه في نفس واحد".

            تكمل: "تأملتُ أظافره؛ كانت سوداء طويلة. كشف لنا عن أسنانه وقال: أحس أن عليها طبقة سميكة من الوسخ، هل ترونها؟".

            "سألته عما جرى، قال ما لا يخطر على بالكم، لكني سوف أختصر نظرا لضيق الوقت. رفع ذراعه وشاهدنا البقع الداكنة اللون وأثر الهروات. قال: أول يوم ونحن في غفلة، أخرجونا من العنابر عبر الممر، كان على يمينه صفٌ من الشرطة، وعلى يسارة صفٌ آخر. وكلما مشينا خطوة نالنا الضرب من الصفين، فاسرعنا الخطوات الى الفنس، وهناك كان الجحيم".

            يكمل: "بقينا عراة. تم صب الماء البارد علينا، كنا نرتجف ولم نستطيع ترديد الكلمات المطلوبة منا، أو ربما لم نكن ننطقها بشكل سليم فيتم عقابنا السريع. عبارات لا نفهم معناها لأنها بلهجة أردنية. ضابطٌ أردني يردد: جعلتمونا نعمل فترة طوارئ، لن نندم بل أنتم ستندمون، فأنا لن أخسر شيئا، راتبي 1500 دينار أي ما مقداره 3000 دينار في الأردن".

            يكمل: "بعض الشرطة الباكستانيون بكوا لحالنا مما تعرضنا له من شدّة التعذيب فكان نصيبهم النقل أو التعنيف. فقدنا كل أغراضنا، سمحوا لنا بشراء الملابس الداخلية فقط. حلقوا رؤوسنا ومنعونا من حلاقة الإبط. كانوا يتعمّدون إغراقنا في القذارة".

            يضيف: من أكثر المواقف التي مرّت علينا إيلاماً، أنهم أخرجوا منا شخصين، أوقفوهم أمامنا وعروهم بالكامل عدا العورة، ثم سكبوا عليهم الماء البارد وهم يرتجفون، وكنا مجبرين على الجلوس واضعين ركبتنا فوق صدرنا وأيدينا فوق رؤوسنا. ثم بصرخة مهدّدة أمرونا أن نخلع ملابسنا. وفي أقل من لحظة قمنا وقوفاً وأنزلنا ملابسنا وعدنا لوضع الجلوس. كنا بالخيمة قرابة 1000 سجين.

            يعطف: نتعرض يومياً لإهانات وتهديد من الأردنيين بأنهم سيكسرون عزيمتنا. ومن شدة ما تعرضنا له من الضرب والجلد أصبحنا بلا إحساس. أي ضرب إضافي لم نعد نشعر به. فاتتنا صلوات أيام كثيرة، لم نكن على طهارة. تخيلوا 1000 سجين في مكان واحد! أصبحت لدينا بركة من البول أسميناها «جنة دلمون المفقودة»، يتم إجبار بعضنا على تمريغ أنفسهم فيها عن طريق التدحرج عليها".

            يختم: "بقينا بلا استحمام منذ 10 مارس 2015. قبل ساعتين من زيارتكم فقط، وضعوا في طشت كمية من الماء مع كأس من الصابون. ثم قاموا بتوزيعه علينا لكل واحد قدر علبة عصير لنستحم للزيارة. هل تشعرون بالصائم إذا شمّ رائحة طعام؟ كان هذا حالنا. نحن صيام عن النظافة، صرنا نتحسس رائحة الصابون كما يتحسس الصائم رائحة الطعام. نشمّها في أجساد الشرطة حين يمرون علينا. نتشمّمها مثل حلم بعيد. لكن الصائم يفطر في نهاية يومه، وصومنا عن النظافة لم يفطر منه منذ شهر ونصف.

            تعليق


            • مبنى 10 في سجن جو.. ما الذي يحدث داخل وكر التعذيب؟

              مرآة البحرين (خاص): "أغيثوا سجناء مبنى 10، أغيثوا سجناء مبنى 10، أرجو من الجميع التحرك لوقف آلامنا المستمرة!" هذه العبارة حملتها لنا زوجة أحد المعتقلين بحرارة، كانت وصيته لعائلته قبل أن يغادرهم محمولاً بهمّه وألمه.

              المبنى الذي يحمل الرقم "10" في سجن جو، تم إعداده للوافدين الأجانب الذين يُلقى القبض عليهم وهم يقيمون في البلاد بطريقة غير مشروعة، يُطلق عليهم "الفري فيزا". يقضون في هذا المبنى أياماً قبل أن يتم ترحيلهم.

              لكن بعد 10 مارس/آذار 2015، تحوّل لوكر تعذيب خاص. كيف؟

              في هذا المبنى تم نقل قرابة 128 معتقلاً، اتهم معظمهم بتحريض المعتقلين على احتجاجات 10 مارس، وتكسير الزنازن وفق زعم إدارة السجن. الاحتجاجات اجتاحت سجن جو المركزي إثر ضرب منتسبي الداخلية لأحد المعتقلين وإهانته أمام عائلته أثناء زيارتها له، وإهانة عائلته بالمثل.

              من بين الأسماء التي تم نقلها لهذا المبنى الشيخ محمد علي المحفوظ، والشيخ علي المسترشد، والناشط ناجي فتيل، والناشط عبدعلي السنكيس، والناشط علي صنقور، والدكتور ابراهيم الدمستاني، والدكتور السماهيجي، والعسكري علي الغانمي، والعسكري سيد فيصل العلوي، والمعتقل محمد سرحان، والمعتقل محمد سهوان، فيما يكاد يكون المعتقل محمد الشمالي بجرح رأسه الغزير الذي انفتق 3 مرات جراء التعذيب، هو صاحب الوضع الأصعب والأكثر خطورة: "سيموت إن لم تتداركوه" هكذا ينقل عنه السجناء بقلق بالغ.

              وكان محتجون قد قاموا باغلاق الأبواب الرئيسية باستخدام الأثاث الموجود داخل الزنازن وأشياء أخرى كالثلاجات، وتوجه بعضهم إلى سطح المبنى 4، وبدأوا بالتكبير، فيما حاولت إحدى المجموعات التوجه لمبنى 3 الذي يبعد حوالي 7 أمتار عن مبنى 4، من خلال باب الطوارئ.

              لكن يؤكد المعتقلون، أن من قام بفعل التكسير في الزنازن، وهي التهمة التي نسبت للمعتقلين فيما بعد، قوات الأمن أنفسهم. وذلك حين داهم المبنى حوالي 2000 شرطي، واجهوا المعتقلين باطلاق الغازات المسيلة للدموع مع اطلاق الرصاص الانشطاري (الشوزن). ثم قام منتسبو الداخلية بتكسير متعمّد للأسرّة والجدران وحتى الأسقف ومصابيح الإنارة بحثاً عن أجهزة الهواتف النقالة التي يشتريها المعتقلين من بعض أفراد الشرطة بأسعار باهظة ومضاعفة حوالي 10 مرات عن سعرها الأصلي.

              الآن تتم معاقبة المعتقلين بشكل انتقامي وحشي بتهمتي التحريض والتكسير. فيما يلي بعض تفاصيل التعذيب التي تعرّض لها بعض نزلاء هذا المبنى كما حصلت عليها «مرآة البحرين»:

              محمد الشمالي:

              يكاد لا يسكت معتقل أثناء زيارة عائلته له عن تكرار عبارة "انقذوا محمد الشمالي فإنه سيموت". تردي الحالة الصحية للشمالي (17 عاماً) بسبب التعذيب أصبحت مثار قلق الجميع، الجرح الغزير في رأسه والناتج عن التعذيب انفتق للمرة الثالثة واعتذر الطبيب عن خياطته للمرة الرابعة لأنه نزف كثيراً وبات الجرح لا يمكن خياطه، وحسب والدة الشمالي فإن الطبيب قال "لو تأخرتم عليه خمس دقائق لكان ميتاً"، قبل أن يغطي الجرح بالشاش فقط "لأن الخياط أصبح لا يثبت مكانه بسبب تردي حالة الجرح".

              ومن أساليب التعذيب الأخرى التي يتعرض لها الشمالي في هذا المبنى التعليق في المروحة أو في باب الزنزانة بشكل يومي رغم جرحه، ويتم ايقاظه يومياً عند الساعة السادسة صباحا عبر صب الماء عليه.

              ناجي فتيل:

              تم اتهامه بتحريض المعتقلين، ومعاقبته بوحشية شديدة. نقل عن سجناء أنه تم تغطيس رأسه في نقعة ماء متسخة حتى كاد يختنق ويفطس، وجعلوه يشرب من الماء المتسخ بالقاذورات، ثم جروه إلى مبنى10 وتعليقه بما يعرف بـ(وضعية البصلة). وقد وصف معتقلون حالة فتيل بأن التعذيب قد طال منه إلى الحد الذي بات غير قادر على المشي إلا معتكزاً.

              لم تلتقه عائلته بعد، ولم يخرج في موعده المحدد للزيارة في 9 ابريل، تم تأجيلها إلى 23 ابريل، لكنه لم يخرج لعائلته في هذا اليوم أيضاً. عائلته قلقله، فهي لا تعرف إن كان ممتنعاً عن الزيارة أو أن حالته الصحية لا تسمح. في 12 أبريل وعندما عرف أن أخبار التعذيب في سجن جو ملأت أصداء البحرين قلق على والدته الكبيرة في السن فطلب الاتصال بها. لم تتعد مكالمته الدقيقتين. طمأن والدته أنه بخير وأنها يجب أن لا تقلق عليه، وطلب من زوجته اللجوء إلى لجنة التظلمات والنيابة العامة للتحقيق بشأن الانتهاكات التي يتعرض لها، ما إن انتهت المكالمة حتى انهالوا عليه بالضرب الوحشي.

              إهمال علاج فتيل أثّر على ساقه المصابة مسبقًا، تعرضت للكسر في حادث في العام 2012 واحتاج لعملية جراحية ووضع فيها قطع حديدية على أن تزال بعملية أخرى بعد عام واحد. اعتقل قبل موعدها. مضى أكثر من عامين وسط تعمد واضح بإهمال علاجه.

              علي صنقور:

              يعاني المعتقل علي صنقور حالياً من كسر في الحوض بسبب نسيانه معلّقاً في الزنزانة لفترة طويلة، وهي عقوبة انتقامية يمارسها منتسبو الداخلية بشكل يومي على المعتقلين في مبنى 10. في موعد زيارته في 12 ابريل 2015، دخل على عائلته محمولاً بين يدي اثنين من رفقائه، لم يكن يقو على الحركة أو المشي، وضجت القاعة كلها بالصياح على حالته التي خلعت قلوب الجميع.

              علي هارون:

              في موعد زيارته في 12 ابريل 2015، أتى محمولاً هو الآخر مكسر الأضلاع، مهشم العظام، غيّر التعذيب ملامح جسده النحيل وصار أسمر اللون والبقع الداكنة جراء التعذيب تملأ جسده. لم يكن يقدر على الجلوس إلا متكئاً على أحد جانبيه. بكى وهو يقول لعائلته "بيقتلونا، بيقتلونا، بيقتلون الشيخ المحفوظ، بيقتلون محمد الشمالي". يؤكد لعائلته أن التعذيب الذي لقيه في التحقيقات الجنائية عندما جلب من تايلند لا يساوي شيئاً أمام ما يلاقيه الآن.

              آخرون:

              بسبب الإهمال الطبي صار جرح المعتقل رضا مال الله في فخذه يبعث روائح كريهة. فيما يتعرض الناشط عبد علي السنكيس للضرب اليومي على الرأس، ولا يترك حتى ينزف. ويتم التعمّد بضرب الدكتور سعيد السماهيجي على عينيه. وما زال الشيخ المحفوظ يعاني من التعب الشديد لقاء ما تعرض له من تعذيب فاق كل التصورات.

              أحد نزلاء هذا المبنى أكد لعائلته التي زارته مؤخراً يوم 23 ابريل، أن الانتهاكات والإهانات والتعذيب لا زال مستمرًا، فهم ممنوعون من النوم، وإذا احتاج أحدهم إلى الحمام عليه أن لا يتعدى الدقيقتين وإلا الضرب هو مصيره، كما لا زال بعض المعتقلين يتعرضون للتحقيق.

              وأخبر أن هناك نسخة واحدة فقط من "القرآن الكريم" لجميع المعتقلين الموجودين في المبنى 10 والذي يضم قرابة 128 سجينًا مقسمين على عنبرين، وأن من يرغب بالاتصال بذويه عليه أن يعيش موتًا حقيقيًا من الانتهاكات والضرب المبرح قبل وبعد الاتصال وكل ذلك أمام مرأى من الضابط " صالح الجهني" لذا بات الكثير من المعتقلين يتجنب الاتصال بعائلته خشية التعرض للتعذيب.

              وأكّد المعتقل لعائلته أنه منذ حادثة سجن جو في 10 مارس الماضي مُنع المعتقلون من تبديل ملابسهم، ما زالوا يرتدون نفس الملابس منذ ذلك اليوم، كما حرموا من الأكل والشرب مدة يومين كاملين (يوم 10 مارس و11 مارس)، كما تم أمر بعض المعتقلين، بينهم الشيخ المسترشد بخلع ملابسهم وسكب الماء البارد فوق رؤوسهم وأجسادهم في العراء، وأضاف أن عدداً من المعتقلين الذين كانت لديهم إصابات سابقة بالشوزن، تسبب سكب الماء البارد على رؤوسهم وأجسادهم بإصابتهم بحالات من الرجفة والتشنج وتسارع دقات القلب وما يزال بعضهم تعود له تلك الحالة بين حين وآخر.

              وفي ممارسة مهينة حاطة بالكرامة وفي أكثر من مرة يقوم الجلادون الأردنيون بحلق شعر رأس المعتقلين بأكمله بينما يتعمدون حلق النصف من اللحية فقط، وكذلك النصف من الشارب.

              تعليق


              • كلاب تنهش جسده.. المعتقل طالب علي: لو كشفت لكم عن جسدي لانهرتم أمامي

                مرآة البحرين (خاص): للمرة الأولى منذ أحداث سجن جو في 10 مارس الماضي، تمكنت عائلة المعتقل طالب علي المحكوم بالسجن لمدة (50 عامًا)، من زيارته يوم أمس الأحد 26 أبريل/ نيسان 2015.

                وكغيرها من عوائل المعتقلين، ذهلت لما رأت على ابنها، التعذيب الوحشي غيّر ملامحه، بدا لونه أكثر سمرة، وجسمه هزل إلى النصف، قواه منهكة تمامًا، وبهذا تأكد لعائلته أن الأخبار المتواترة عن تعذيب ابنها ليست مبالغة. تقول العائلة: "ما رأيناه على ابننا اليوم من آثار التعذيب، كاف لوحده يثبت ما قاله الحقوقي نبيل رجب عن سجن جو، والذي تم اعتقاله بسببه، وتجري الآن محاكمته وفقه".

                سألت العائلة طالب عن حاله، فكان جوابه: عن أي يوم من أيام التعذيب تريدون الحديث؟ وعن أي أداة تعذيب تريدون أن أحدثكم؟ وعن أية إصابة؟ هل أحدثكم عن الكلاب التي جاؤوا بها لتنهشني، أم عن جسدي الذي أصبح كالغربال لكثرة ما أصابه من جروح، أم الدماء التي جمدت على رقبتي، لو كشفت لكم عن جسدي لانهرتم أمامي.

                تمتم طالب لعائلته بأن سرد تفاصيل التعذيب الذي حصل عليه يحتاج أيام من الكلام. لكن أصعبها تلك الليلة التي أخذه فيها الجلادون من بين كل المعتقلين، قيدوا يديه ورجليه بالسلاسل، ثم انهالوا عليه بالضرب الوحشي من رأسه حتى أخمص قدميه. كانت الهراوات ترتع على جسده والأسياخ الحديدية تخرمه. علا صراخه في الأرجاء وفارق النوم ليلتها كل المعتقلين بالخيام والمبنى المجاور. وبسبب الحالة التي بلغها من شدّة التعذيب تم أخذه إلى مستشفى السلمانية، فقد تورمت عيناه، وهناك أطرق الطبيب المعالج رأسه لشدة ما رآه من آثار التعذيب عليه.

                أخبر طالب عائلته أنه تعرض لمحاولة قتل من قبل الضابط الذي قام بالتحقيق معه. أمسك رقبته محاولا كسرها بعد رفض طالب الحلف بأنه بريئ من تحريض السجناء على أحداث ذلك اليوم.

                قبل حادثة 10 مارس كان طالب في مبنى العزل منذ أكتوبر 2014، عزل عن باقي المعتقلين بحجة أن لديه كلمة مسموعة عند السجناء. وعندما جرت أحداث سجن جو اقتيد من هناك مقيداً بالسلاسل، ليتفاجأ باتهامه بتحريض سجناء مبنى رقم (1).

                أضيفت إلى طالب تهمة تدريب المعتقلين على رياضة ( التيكوندو)، كونه لديه مهارات سابقة في هذه الرياضة، ولإجباره على الاعتراف بالتهم الملفقة ضده، راحت القوات الأمنية تتناوب على تعذيبه، وحين رفض تقديم اعتراف بذلك، أخذ إلى التحقيق مع ضباط السجن والتحقيقات الجنائية.

                في الخيم المنصوبة في باحة سجن جو، والتي ما يزال المعتقلون يعيشون فيها منذ أكثر من شهر ونصف، يختلف طالب عن سائر السجناء، ممنوع الاقتراب منه أو التحدث إليه، من يحاول ذلك فمصيره التعذيب القاسي، لذا صار السجناء يتجنبون الحديث معه أو مخالطته، وحدث ذات مرة أن قام أحد السجناء بالسؤال عنه، ما هي إلا دقائق، وكانت وجبة التعذيب الوحشية في انتظاره.

                تعليق


                • إفادة جديدة عن تعذيب سجناء جو: حين يبتكر الجلادون ما تعجز عنه الشياطين
                  التاريخ 2015/05/03 10:32م BH



                  المنامة – البحرين اليوم

                  أكدت إفادات جديدة من سجناء جو تمت زيارتهم مؤخرا، بأن مبنى ١٠ لازال يعج بالانتهاكات والتعذيب على أيدي قوات الدرك الأردني.

                  وبحسب إفادة اطّلعت عليها (البحرين اليوم) اليوم الأحد، 3 مايو، لأحد السجناء، فإنّ القوات الخليفية لا تزال “تتفنن في تعذيب السجناء، وتمارس الإهانات اللفظية والاعتداء بالضرب ولأبسط الأسباب”.

                  وأوضحت الإفادة بأنّ القوات تُجبر السجناء على الاستلقاء على البطن ليتم تناولهم بالضرب باستخدام الهراوات والركل بالأحذية، وعلى جميع أجزاء الجسم.

                  كما يُجبر السجناء على أداء “التحية العسكرية” حين يدخل عليهم أحد الضباط، وكل منْ يكون غافلاً حين دخوله يطاله الضرب العشوائي.

                  وإمعانا في استهداف علماء الدين المعتقلين، فإنهم يُجبرون على تقليد أصوات الحيوانات (مثل تقليد صوت السمك) وفي حال الامتناع عن ذلك، ينالهم الضرب والاعتداء اللفظي. كما يُجبرون على الغناء، وقد لجأ عدد من العلماء لترديد الموشحات الدينيّة تجنباً للتعذيب والإهانة.

                  فنون التعذيب: حين يبتكر الجلاّد ما يعجز الشياطين عليه

                  وبين الأساليب التي تستخدمها القوات في التعذيب، تشكيل دائرة من المعتقلين، لتبدأ القوات بالتناوب على ضربهم، وحين يتعب الجلادون من الضرب، فإنهم يُجبرون المعتقلين على ضرب بعضهم البعض، وبقوة، ومنْ يمتنع عن ذلك يُعاقب بمضاعفة الضرب.

                  ومن أساليب التعذيب أيضا، اختيار شخصين من المعتقلين لإجراء “مناظرة”، ومنْ يعجز عن الاستمرار يُنزَل عليه العذاب.

                  كما يُفرض على السجناء أداء بعض التمارين، مثل الوقوف والجلوس بشكل متواصل لإنهاك عضلة الفخذ.

                  وعند الاتصال بالأهالي، والذي لا يتجاوز دقيقة أو دقيقتين، عادةً ما ما يذوق السجناء مرارة التعذيب والشتائم. وكذلك الحال في حال الدخول إلى الحمام والخروج منه، والذي يقتصر دخوله مرتين في اليوم، ولمدة دقيقة واحدة. وتؤكد الإفادة أن بعض المعتقلين اضطرّ للتبوّل في المبنى لعدم السيطرة عليه نفسه.

                  ولعل أخطر التعذيب التي يُعانيها السجناء هو دمج بعض السجناء، وخصوصا صغار السنّ، بسجناء جنائيين مصابين بالكبد الوبائي. ولذلك تبعات صحية خطيرة، فضلا عن الأضرار المحتملة على المستوى الأخلاقي.

                  كذلك تمنع إدارة السجن المعتقلين من شراء ما يلزمهم من حاجيّات، وتفرض عليهم تناول الوجبات في وقتها ولا تسمح بادّخارها لوقت لاحق، كما أن ماء الشّرب يوفّر من حنفيّة ماؤها غير صالح للشّرب.

                  وباستثناء الوقت الذي حضر فيه فريق الصليب الأحمر الدولي، فإن السجناء لا ينالوا قسطا وافيا من النوم والراحة، حيث يتم إجبارهم على الإستيقاظ عند الساعة الثانية فجرا.

                  أهالي السجناء حمّلوا ما تُسمى بالأمانة العامة للتظلمات مسؤلية ما يجري في سجن جو، وأكدوا عدم التزامها بموقف يُنهي الانتهاكات الجارية هناك، وذلك على الرغم من حضورها السجن. كما حمّل الأهالي المؤسسة العامة لحقوق الإنسان – التابعة للسلطة – التي قالوا بأنها لم تبذل “جُهدا حتى في زيارة السجن والوقوف على الانتهاكات”.

                  تعليق


                  • هيومن رايتس ووتش تنشر روايات المعتقلين: هذا ما حصل في سجن "جو"


                    مرآة البحرين: نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الأربعاء 6 مايو/أيار 2015 روايات المعتقلين السابقين في سجن "جو" المركزي الذين أفرج عنهم مؤخراً، عن الأحداث التي اندلعت داخل أسوار السجن في 10 مارس/آذار 2015، وجاءت كالتالي:

                    "في عصر ذلك اليوم قادت شرطة مكافحة الشغب عملية لاستعادة السيطرة على المباني الأربعة، مع إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على نزلاء مبنى 3 الذين تدفقوا على المنطقة المكشوفة خارج المبنى، كما قال نزيل سابق كان محتجزاً بذلك المبنى. وقال النزيل إن شرطة مكافحة الشغب أرغمت النزلاء على العودة للداخل، ثم أطلقت الغاز المسيل للدموع داخل الردهات، رغم الحيز المحصور، لإرغام السجناء على دخول الزنازين فيما يبدو. وبعد ذلك دخلت الشرطة المبنى وأخلت الزنازين واحدة بعد واحدة".

                    وأضافت "قال السجين السابق إن أحد نزلاء مبنى 3 استخدم هاتفاً خلوياً مهرباً لالتقاط ما لا يقل عن خمسة من الصور التي تم تداولها لاحقا على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها 3 صور تظهر إصابات لحقت بالنزلاء نتيجة، فيما يبدو، لقذفهم بالقنابل الصوتية وعبوات الغاز التي أطلقتها الشرطة يوم 10 مارس/آذار. ويظهر في صورة أخرى سحابة من الغاز في مدخل باب داخل السجن تم ربطه بخرطوم حريق لمنع شرطة مكافحة الشغب من الدخول، مما يؤيد الزعم بأن شرطة مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع داخل الردهات".

                    وأردفت "قام نزيلان سابقان بمبنى 4، كل على حدة، بوصف نمط مشابه، فقالا إن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع لإجلاء النزلاء عن المناطق المكشوفة خارج مبانيهم، ثم أطلقت الغاز داخل الردهات لإرغام النزلاء على دخول الزنازين. وزعم أحدهما أيضاً أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت ما لا يقل عن ثلاثة دفعات من الخرطوش داخل ردهة عنبر الزنازين، فألحقت إصابات خطيرة بنزيل واحد في الفخذ. وقال إن شرطة مكافحة الشغب دخلت عنبر الزنازين بعد ذلك، وجرّت السجناء من الزنازين وضربتهم في الردهة. وقال: "فور مغادرة الغرفة بدأ الضرب من جميع الجهات"، مضيفاً أنه تعرض للضرب لما بدا وكأنه 5 دقائق من جانب 3 ضباط أو أكثر، وقال أحد السجناء السابقين بمبنى 4 إن بعض النزلاء، قبل أن تدخل شرطة مكافحة الشغب إلى المبنى، كانوا قد ضربوا اثنين من العاملين حتى فقدوا الوعي وتركوهما في منطقة الحمامات".

                    وتابعت "قال جميع النزلاء الثلاثة السابقين إن شرطة مكافحة الشغب، بعد أن استعادت السيطرة على المبنيين 3 و4، أرغمت النزلاء على المرور من ردهة بشرية من الضباط الذين ضربوهم بالخوذات والعصي بل وأرجل الموائد المكسورة، في مناطق مكشوفة منفصلة أمام كل مبنى من مبنيي السجن. وقال الثلاثة جميعاً إنهم ضربوا بهذه الطريقة".

                    وواصلت "قال سجين سابق من مبنى 4 إن سلطات السجن استبقته مع نزلاء آخرين في منطقة مكشوفة أمام المبنى لمدة لا تقل عن 3 أسابيع، في خيام تم نصبها بعد الاضطرابات بعدة أيام. وقال إن سلطات السجن أمرت النزلاء في 25 مارس/آذار بمغادرة خيمة واحدة، بواقع خمسة كل مرة، قائلة إن هناك هاتفاً تم تهريبه إلى داخل السجن، ثم أرغمتهم على التجرد من ثيابهم الخارجية، والوقوف لما يزيد على ساعة وأيديهم مرفوعة فوق رؤوسهم، والسير على المقعدة في دائرة مع سكب الماء البارد فوقهم. ثم قام الضباط، حسب قوله، بإرغام النزلاء على أداء التمارين مع الهتاف "عاش عاش بو سلمان" ـ في تعبير عن التأييد لملك البحرين".

                    وأكملت "قال النزيل السابق من مبنى 3 لـ هيومن رايتس ووتش إن سلطات السجن احتجزته هو ونزلاء آخرين من ذلك المبنى في العراء لمدة 3 أيام وليال، محاطين بعشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب، الذين كانوا يرغمونهم على الإقعاء، أو الوقوف، أو الرقص، قبل إقامة خيمة لهم. وقال إن أفراد الشرطة اعتدوا بالضرب مراراً على النزلاء ورشوهم بالماء البارد، ووجهوا إليهم إهانات طائفية، وأرغموهم على الهتاف "عاش عاش بو سلمان". وقال إن الضباط أرغموا بعض النزلاء على وضع أحذيتهم في أفواههم أو حلقوا رؤوسهم. وقال إنه أصيب يوم 10 مارس/آذار، لكنه لم يتلق أية رعاية طبية قبل الإفراج عنه من السجن بعد مرور أسابيع".

                    واستمرت المنظمة في نقل روايات المعتقلين "قال سجين سابق إنه كان ضمن مجموعة من النزلاء أمرت سلطات السجن بأخذهم إلى مبنى 10 عقب الاضطرابات، واتهمت بعضهم بـ"التشجيع" على الإضراب. وقال إن ضباط شرطة مكافحة الشغب قاموا في 16 أو17 مارس/آذار، وهو اليوم التالي لنقلهم إلى مبنى 10، بضربه هو ونزيلين آخرين من عنبره في المرحاض، الخالي من كاميرات الدوائر المغلقة. وتكرر اعتداء الضباط بالضرب على نزلاء في المرحاض وغرف الإدارة، الخالية من الكاميرات بدورها، بحسب قوله، كما عاملوا أحد النزلاء وهو ناجي فتيل، "معاملة الحيوانات". وكان فتيل ضمن مجموعة يصل عددها إلى 80 نزيلاً لم يتواصلوا مع عائلاتهم حتى أوائل أبريل/نيسان، بحسب تغطية هيومن رايتس ووتش. وأخيراً تم السماح لفتيل بمهاتفة عائلته في 12 أبريل/نيسان".

                    ونقلت هيومن رايتس ووتش عن "أحد أقارب جعفر عون، وهو نزيل آخر لم يسمح له بالتواصل مع عائلته، إن عون أجرى معهم مكالمة مدتها دقيقتان في 4 أبريل/نيسان، وقال لهم إنه نقل من مبنى 4 إلى مبنى 10، وإنه مصاب بخلع في إحدى الكتفين وإحدى الركبتين وجراح في الظهر. لم يقل عون كيف أصيب أو ما إذا كان قد تلقى أي علاج طبي".

                    وختمت منظمة هيومن رايتس ووتش بقولها إن "أحمد مشيمع لم يتصل بعد بعائلته، كما يرقد عبد الجليل السنكيس، المحتجز بتهم ذات دوافع سياسية، في مستشفى القلعة منذ الأول من أبريل/نيسان بعد إضرابه عن الطعام في 21 مارس/آذار. وقد قالت عائلته إن الإضراب كان بغرض الاحتجاج على إساءة معاملة المحتجزين بسجن جو عقب اضطرابات 10 مارس/آذار. وقال السنكيس لقريبه إن نزلاء المباني 1 و3 و6 أرغموا على البقاء بالخارج في خيام، وإن السجناء أرغموا على الهتاف بشعارات موالية للحكومة، وإن نزلاء مبنى 10 الذين تعتبرهم سلطات السجن مسؤولين عن الاضطرابات تعرضوا للضرب المتكرر. كما قال إن السجناء الـ13 البارزين، المحتجزين بتهم ذات دوافع سياسية والمعزولين عن بقية نزلاء السجن في مبنى 7، أرغموا منذ بدء الاضطرابات على ارتداء الزي الرمادي للسجناء الجنائيين".

                    تعليق


                    • آي بي تايمز: نزلاء سجن جو "يتعرضون لتعذيب جماعي" رهيب في المبنى رقم 10 في البحرين

                      جيانلوكا ميزوفيور، موقع آي بي تايمز البريطاني

                      ترجمة: مرآة البحرين

                      أدى الشّغب الذي حصل منذ فترة في سجن جو الشّهير في البحرين، جنوب العاصمة المنامة، حيث يُحتجز سجناء سياسيون وجنائيون، إلى حملة قمع دامية تضمنت سلسلة مروعة من التّعذيب الجماعي على يد فرقة مكافحة الشّغب، وفقًا لشهادة خاصة من قبل مجموعة مدافعة عن حقوق الإنسان حصل عليها موقع آي بي تايمز بشكل حصري.

                      وتعرض مئات السجناء للغاز المسيل للدموع، وأُطلِقت النّيران عليهم من مسافات قريبة، وضُرِبوا وتم اصطحابهم إلى الساحات الخارجية للسّجن حيث جُرّدوا من ملابسهم الدّاخلية لعدة ساعات وتُرِكوا هناك لمدة ثلاثة أيّام إلى أن تم نصب الخيام. بعدها، تم حشرهم في خيمة لـ30 يومًا من دون السماح لهم بالذّهاب إلى الحمامات ولا حتى الاستحمام. وتم استدعاء السّجناء واحدّا تلو الآخر لاصطحابهم إلى المبنى رقم 10، حيث تعرضوا للمزيد من التّعذيب.

                      وصدرت تقارير عن مزاعم بالتّعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان بعد أيام من إصدار منظمة العفو الدّولية تقريرًا مدينًا من 79 صفحة تتهم فيه الحكومة البحرينية باعتداء رهيب على المعارضين من قبل قوات الأمن، مع حلقات موثقة عن تعذيب وسوء معاملة السّجناء، واستمرار سجن النّاشطين ومنع الاحتجاجات في العاصمة.

                      وقد اندلعت أعمال العنف في العاشر من مارس/آذار بسبب الظّروف السّيئة والاكتظاظ في السّجن. ويستطيع المبنى رقم 4 وحده استقبال 456 شخصًا لكنه يحوي 1020 سجينًا.

                      وقد أفادت صحيفة تابعة للحكومة عن أن الاضطرابات نتجت عن لجوء السّجناء للعنف بعد خلاف بين الحراس وثلاثة زوار. مع ذلك، قالت مجموعات حقوقية محلية أنّ قوّات الأمن استخدمت القوة المفرطة ضدّ السّجناء.

                      وتمثل رد فعل الحكومة البحرينية باستقدام قوات مكافحة الشّغب، المُكونة من حرّاس باكستانيين وأردنيين، أحاطوا بالمباني الرّئيسية للسّجن ثم اقتحموه.

                      وقال سيد أحمد الوداعي، المدير التّنفيذي لمعهد البحرين للحقوق والدّيمقراطية، الذي قام بجمع الشّهادات، إن "التعذيب بدأ عند ذلك. لقد استخدموا الغاز المسيل للدموع والطّلقات النّارية. وأُطلِقت النّيران على أحدهم من مسافة قريبة جدًا. وقد ضُرِب الجميع وطُلب منهم التّنحي".

                      بعد ذلك، تمت الإحاطة بالٍّسجناء، واصطُحِبوا إلى خارج السّجن وجُرّدوا من ملابسهم، مع صب الماء البارد عليهم. وأضاف الوداعي أن "شرطة مكافحة الشّغب استخدمت الأرجل المكسورة للطّاولات وألواح الخشب لضرب السّجناء".

                      في العراء لثلاثة أيّام

                      وقال الوداعي إنه "تم استدعاء السّجناء بأسمائهم واصطحابهم إلى المبنى رقم 10، حيث مورس التّعذيب ضدهم بطريقة وحشية جدًا".

                      وأفاد أحد الشّهود أنّه رأى رجلًا يعاني من عدة إصابات في رأسه بعد ضربه مكان الغرز.

                      وقد كُسر أنف سجين آخر، ورجله أيضًا. وتعرّض "للتّعذيب الجسدي والنّفسي"، وفقًا لشهادة خطية اطلع عليها موقع آي بي تايمز. وقد مُنِع أيضًا من الذهاب إلى الحمام وتم صبّ الماء البارد عليه ليلًا أثناء نومه.

                      وأشار الوداعي إلى أنّ ما "ما يحصل الآن في سجن جو أسوأ بكثير من العام 2011. لقد صُدِمنا بالتّفاصيل".

                      ولم يُسمح لعوائل بعض السّجناء بالاتصال بهم على مدى أكثر من شهر، وفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، التي أصدرت بيانًا في وقت سابق من شهر أبريل/نيسان.

                      وورد فيه أنّ "زوجة النّاشط من أجل حقوق الإنسان ناجي فتيل قالت إنّها لم تسمع أي شيء عن زوجها منذ 10 مارس/آذار. في 24 مارس/آذار، حاولت الحصول على إذن بالزّيارة لكن أحد موظفي السّجن قال لها إنه "تمّ تعليق الزّيارات إلى أجل غير مُسمى". وناجي فتيل، الذي كان أيضًا محتجزًا في المبنى رقم 4، يقضي حكمًا بالسّجن 15 عامًا بتهمة تأسيس مجموعة تهدف إلى تغيير الدّستور".

                      وقد نفى المركز الإعلامي للشّرطة البحرينية في وزارة الدّاخلية أي ادعاءات بالتّعذيب عند سؤاله من قبل موقع آي بي تايمز البريطاني.

                      وقال ناطق رسمي إن "هذه كلها إشاعات كاذبة. نحن لا نستخدم التّعذيب في السّجون البحرينية. هذه كلّها أكاذيب... من قال لكم هذا؟ كلّها أكاذيب".

                      وتم تقديم شهادات بالانتهاكات المزعومة إلى الأمم المتحدة عن خرق حقوق الإنسان الدّولية ومجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السّجن، والمبادئ الأساسية وأدنى القواعد النموذجية لمعاملة السّجناء.

                      تقرير منظمة العفو الدّولية

                      بعد قمع الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في العام 2011، والذي قادته القوات السّعودية، غرقت البحرين أكثر في صراع طائفي بين أسرة آل خليفة الغنية الحاكمة التي تشكل الأقلية، والغالبية الشيعية.

                      وقد تعهد الملك حمد بن عيسى لآل خليفة بتنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، لكن الإصلاحات تتقدم ببطء وقد تم تجميد محادثات المصالحة. ويشكل العنف بين شرطة مكافحة الشّغب والمتظاهرين حدثًا أسبوعيًا.

                      وتتضمن المراسيم التي أقرها حمد عقوبة السّجن سبع سنوات لانتقاده. كما تم منع كل الاحتجاجات والاعتصامات والتّجمعات في العاصمة المنامة، إلى أجل غير مسمى.

                      وقد وثّق تقرير منظمة العفو الدّولية عشرات الحالات التي تعرض فيها المعتقلون للضّرب والحرمان من النّوم والغذاء المناسب والحرق بالسّجائر والحديد والاعتداء الجنسي بما في ذلك الصّعق بالكهرباء على أعضائهم التّناسلية من أجل محاولة إجبارهم على "الاعتراف" بالجرائم.

                      وأضاف التّقرير أن "أحد هؤلاء المعتقلين قال لنا إنّه ضُرِب بالمطرقة على عدة أجزاء في جسده في حين قال آخر إنّه تم اغتصابه بإدخال أنبوب بلاستيكي في شرجه".

                      تعليق


                      • فيديو- تكفير الشيعة مستمر في مساجد البحرين: منافقون تعاملوا معهم بحزم وقسوة!


                        https://youtu.be/F7-E0TIRocY



                        مرآة البحرين: يظهر فيديو تم بثه على الانترنت حديثا خطيب جامع كانو في البحرين جلال الشارقي وهو يحرّض حكام الخليج على التعامل بقسوة مع من وصفهم بأتباع إيران، وهو الاتهام عادة الذي يوجه للطائفة الشيعية.

                        ويشن رجال الدين السنة الموالون للحكومة هجوما أسبوعيا خلال خطب الجمعة على الشيعة، وينعتونهم بـ "الكفرة"، إلا أن السلطات البحرينية تغض الطرف عنهم، رغم أن القانون البحريني يجرم التعدي على المذاهب،

                        الشارقي قال في الخطبة المسجلة "كلمة للحكومات الخليجية: الحذر الحذر من الطابور الخامس، أتباع عبدالله بن سلول، أتباع عبدالله بن سبأ اليهودي"، وهي الأوصفاف التي يستخدمها السنة المتطرفون ضد الشيعة.

                        وأضاف "لابد أن نحذر منهم وأن نعاملهم بقسوة، هؤلاء أعوان المجوس أعوان إيران لابد أن نتعامل معهم بالحزم"، ومضى قائلا "عاصفة الحزم التي ضربت اليمن لابد أن تضرب هؤلاء المنافقين"،

                        تعليق


                        • أصغر الأبناء: فكاهيّات العائلة الملكيّة


                          تربية الصقور وشعر النبط هما كل ما أخذه ناصر بن حمد من الخصال الحميدة للبداوة

                          مرآة البحرين (خاص): يستحق الشقيقان ناصر بن حمد آل خليفة وخالد بن حمد آل خليفة، النجلان الأصغران لملك البحرين، جائزة لإضحاكهما الناس بشكل دائم. لقد خطط لهما والدهما كي يحتلا موقعا مرموقاً في المستقبل السياسي للبلاد. وقام بتزويج أحدهما لبنت ملك السعودية السابق عبدالله بن عبدالعزيز والآخر لبنت حاكم دبي بالإمارات محمد بن راشد.

                          كما قام في ظرف سنوات قليلة بترقيتهما ومنحهما رتباً عسكرية ونياشين عديدة على رغم سنيّ عمرهما القصيرة. فالأول (مواليد 1987) يشغل منصب قائد الحرس الملكي برتبة عقيد والثاني (مواليد 1989) قائد القوة الخاصة للحرس الملكي برتبة رائد.

                          لكنّ أبرز مهاراتهما تبدو شديدة البؤس. وهي تتمثل - بحسب البلاغات المتكررة عنهما في الإعلام الحكومي - في صيد الصقور "صقّارة" وكتابة القصائد النبطية وممارسة الرياضات الخارقة كالرجل الحديدي وسباحة التحدي من السعودية إلى البحرين. وفي المرّة الوحيدة التي احتكّا فيها بالسياسة في بلدهما مثّلا فيها دور الجلاّدَيْن للمعارضين الذين طالبوا بإقامة الديمقراطية خلال العام 2011. بينما ظهر أحدهما وهو ناصر كي يتوعد الرياضييين بإسقاط طوفة فوق رؤوسهم فلقب لذلك "بو طوفة".

                          وفيما يقومان بإغراق وسائل الإعلام المحلية بأخبار تبوئهما "الدائم" للمراكز الأولى وحصد الميداليات المتقدمة في المسابقات الرياضية يغرق شعبهما في الضحك عليهما والنظر إليهما كمهرّجيْن صغيريْن. إذ يجري نعتهما بـ"طفليّ المعجزة" كدلالة على الصفات الخارقة التي يتمّ تقديمهما من خلالها وكشابّين فتيّين لا يقف في وجههما شيء. أما خالد فيتكفل بنعت نفسه بنفسه "الفارس الشامل" و"أصغر مدرب قدرة في العالم" كما تعلن صفحته الرسمية على الإنترنت. ويقول شاعر محلي في هجاء أحدهما "الخارق الأنسبُ والأفضلُ/ ودائما مركزه الأولُ".

                          في مارس/ آذار 2014 أعلن الأخ الأصغر خالد أنه قطع المسافة البحرية بين السعودية والبحرين البالغة 42 كيلومترا سباحة في اثنتي عشرة ساعة. وكاد الأمر أن يتوقف عند هذا الحد إلى أن كشف أخوه ناصر الذي رافقه أثناء سباحته على رأس طاقم ضخم ضمّ طائرة مروحية وقوارب وفرق متابعة بحرية وغواصين ومسعفين وفنيين بأن "أخاه نام وهو يسبح". الأمر الذي ضجت له شبكات التواصل محوّلة المناسبة إلى جبل من السخرية المرّة.


                          https://youtu.be/ThAhI42QoT0

                          وحاول الملك الطبطبة على ابنه و"استيعاب" موجة السخرية بترقيته من رتبة نقيب في الحرس الملكي إلى رائد. كما وجه إلى إقامة احتفال رسمي لتكريمه أجبر على حضوره كامل طاقم الحكومة بمن فيهم رئيس الوزراء ونائبه الأول ولي العهد.

                          لا تضاهي قصص نجليّ الملك وأناتيهما المتورّمتين إلا النكتة التي ترافقهما على الدوام وتوظف من جانب منتقديهما بمثابة حرب نفسية أو سلاح لتدمير الأعصاب على نحو معاكس تماماً لما يريدانه. ويواصل شاعر محلي اختار أن يخفي اسمه وصفهما بأبيات من شعر الهجاء "فعنترٌ لقد أتى ثانيا/ وناصر مركزه الأولُ/ وفي سباق الخيل أوصافه/ مشهورة وبرجه الأطولُ/ وفي بيان الشعر قد قال ما/ يعجز في بيانه الأخطلُ".

                          في العام 2010 اضطرّ ناصر إلى نشر نفي رسمي عبر وكالة الأنباء الوطنية إثر مقلب دبّره له مغردون حول نيته إصدار شريط حسيني. وقد تلقفت وسائل الإعلام الخليجية ملصقاً يحوي صورته بعصابة نقشت عليها عبارة "يا حسين" مع إعلان ساخر يقول "ترقبوا معجزة عاشوراء من كلمات وأداء الرادود الشاعر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة". وراحت تبشر في نطاق تغطيتها بقرب طرح الشريط في الأسواق تزامناً مع موسم عاشوراء من نفس العام.

                          وقد خرج ناصر كي ينفي ذلك لكن ليس على نحو قطعيّ لما جاء في الخبر المكذوب من الأساس. إنما لخشيته ألا يكون قادراً على أن يفي الحسين حقه. وصرّح "الخشية من عدم تقديم الأعمال التي تفيه حقه التاريخي يبقى عائقاً أمام الإقدام على هذه الخطوة". إنها المرّة الأولى التي يتواضع فيها ويظهر عاجزاً عن تحقيق رقم.

                          درس ناصر وخالد في كلية "ساند هيرست" العسكرية في المملكة المتحدة وتخرّجا بدرجة طالب وجندي عادي. أمهما سعوديّة هي شيعة بنت حسن الخريش العجمي ثاني زوجات الملك. وقد أورثهما ذلك بعض طباع البداوة التي تتوارى قليلاً عند إخوانهما من الأم الأخرى سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، أولى زوجات الملك.

                          ويظهر هذا الجانب بوضوح في رعايتهما مسابقات الشعر النبطي وبطولات الصقور وركوب الخيل. ويحتفي موقع خالد الرسمي على شبكة "الإنترنت" لدى عرضه لسيرته الذاتية بكونه "قائد إسطبلات الخالدية". أما ناصر فيتكفل خليفة بن راشد حفيد رئيس الوزراء لبنته ومنافسه القريب منه سناً بإطلاق عليه الوصف التالي في مجالسه "ابن البدوية" نكاية به لكون والدته ليست من الخليفة.

                          أشار بن خلدون إلى فضائل عدة يتحلى بها عرب البادية كالمروءة والخير والشجاعة والكرم والأمانة. لكن ناصر وخالد لم يأخذا منها غير شعر النبط لمديح واحدهما للآخر.

                          ويقول ناصر مادحاً خالد "بين البلادين طاف البحر واهواله/ عشق البطولات باعماقه يجاريها". أما خالد فيرد مادحاً ناصر "القصايد تنحنـي لـك وأنـت يـا نــاصــر خبيــر/ وأنـت شــاعــر الـقـصـايد من قدر شعّارهـا". وهكذا دواليك، يرفع الأول ويكبس الآخر، والعكس بالعكس. وأحياناً يتدخل والدهما ليكتب شعراً في مديح الاثنين. بينما تنشغل الصحف المحلية في نشر وتحليل وصلات الرّدح السعيد المتبادل بين أفراد العائلة الملكية. وفيما يواصل كلاهما فعل ذلك موفّرين مادة دسمة للمزيد من التهكم عليهما يقترب الناس في بلادهما من الفطْس ضحكاً.

                          تعليق


                          • المعذبون يلتقطون "سيلفي" مع صيدهم الخطير.. الطفل أحمد العرب ضمن 28 متهماً بالإرهاب

                            مرآة البحرين (خاص): في 28 أبريل/ نيسان 2015 أعلنت وزارة الداخلية أنها قبضت على 28 بحرينياً اتهمتهم بالتورط في عمليات إرهابية. بين هؤلاء طفل لا يتجاوز السادسة عشر من عمره. إنه الطفل أحمد العرب. هددوا والدته يوم اعتقاله أنها لن تراه بعد الآن وبأن مصيره سيكون مشابه لمصير خاله علي هارون.
                            قبل يوم من موعد زيارته الأولى المقررة في 4 مايو/ آيار 2015، وصلت شهادة من أحد المعتقلين المفرج عنهم بأن الطفل أحمد العرب عُذب في سجن جو تعذيبا صم آذان المعتقلين. صوت "الهوز" الذي كان يجلد به جسده الضئيل أبكى المعتقلين. وجهه " المشخّط بـ" الهوز" عكس وحشية الجلادين الذين يستمتعون برسم أخاديد سياطهم على الأجساد البضّة.
                            لم يكن ما قيل عن تعذيب أحمد مبالغ فيه، فعندما زارته عائلته أدهشها ما رأت على طفلها الصغير. تغير شكله تمامًا، لم تكد والدته تتعرف عليه، احترقت بشرته البيضاء وتسلّخ جسده من قوة الشمس الحارقة، بان الضعف والهزال على جسده الصغير، أنفه المكسور غيّر ملامح وجهه الجميل، لم يبق فيه سوى ابتسامته البريئة. بقى واقفاً أثناء الزيارة، وعندما ألحت عليه عائلته بالجلوس أخبرهم أنه لا يقدر على الجلوس من شدّة الوجع في أجزاء جسده، حاول الجلوس بعد جهد جهيد من أجل عائلته.
                            منذ الساعات الأولى لاعتقال أحمد، أظهر الجلادون احتفاءً استثنائياً ونشوة من انتصر على مجرم خطير أو حقق فتحاً تاريخياً عظيماً. اخذوه إلى «مركز الخيّالة» في شارع البديع ليحتفلوا باعتقاله، تناوب المعذبون على جسده الصغير مرددين "أخيرًا صدناك". وكمن يوثق لحظة فتح تاريخية نادرة، التقط بعضهم صورة "سيلفي" مع أحمد وهو خائر القوى. رفعوا هواتفهم كمن يرفع كأسه نشواناً بالنصر. بعد أن شبع الجميع من تفريغ أمراضهم على جسد أحمد، نقلوه إلى مبنى التحقيقات.
                            عشرة أيام قضاها أحمد في مبنى التحقيقات ذاق فيها صنوفاً من التعذيب الشرس. صمّدت عيناه طوال الفترة التي قضاها هناك، صعق بالكهرباء في كامل أجزاء جسده بما في ذلك المناطق الحساسة. تضررت "خصيتاه" وصار يتبول دمًا. قاموا بتعليقه فتضرر ظهره. كما قاموا بصفعه على وجهه فتأثرت أذناه وانكسر أنفه. ركل بالهراوات و"الهوز" على وجهه وجسمه طيلة فترة وجوده هناك.
                            بعد نشر الصحف الرسمية لبيان الداخلية الذي شهّر بصورة أحمد مع عدد من الـ28 المتهمين بالتورط في عمليات إرهابية، عمد جلادو التحقيقات إلى إحضار الصحف وقالوا له: "انظر إلى صورتك في الجريدة" قبل أن ينهالوا عليه بالضرب. ثم عرضوا عليه تغريدات والدته والتغريدات المطالبة بالكشف عن مصيره والفعاليات التي أقيمت تضامناً معه، وقاموا بضربه: " لماذا أنت مشهور، ولماذا الجميع يكتب عنك؟" لم يتركوه إلا فاقداً للوعي.
                            نقل أحمد إلى سجن جو مقيداً بالسلاسل مع اثنين من مجموعة الـ28 هما حسين راشد وأحمد معتوق. كانت المرة الأولى التي يشاهدهم فيها. عندما وصل سجن جو قال له الضابط هناك: "نحن ننتظر قدوم أحمد العرب، اسمك وصلنا منذ مدة طويلة لكن لم نتوقع أن نرى طفلا".
                            تم وضع أحمد في الخيام التي ما زال المعتقلون يقبعون فيها منذ أحداث 10 مارس الماضي. هناك لا شيء ينتظرهم سوى الشمس والحر بعد ارتفاع درجة الحرارة ودخول فصل الصيف اللاهب. قوات الدرك الأردني المتحكمة في سجن جو تعمد إلى إخراج المعتقلين منذ ساعات الفجر الأولى وحتى المساء. تتركهم يجلسون فوق الأسفلت الذي يأكل أجسادهم، والشمس اللاهبة التي تحرق جلودهم. وهكذا احترق جلد أحمد.

                            تعليق


                            • لتقى به لمدة 11 دقيقة: نص الحوار بين الناشط سيد أحمد الوداعي ووزير الخارجية البريطاني عن قضية البحرين


                              مرآة البحرين: حصل نائب المدير التنفيذي لمنظمة BIRD السيد أحمد الوداعي (مقيم في لندن)، على فرصة لمناقشة سياسة الحكومة البريطانية تجاه البحرين، مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، وذلك بعد أن تقدم للقاء هاموند أثناء زيارة الأخير لمنطقته الانتخابية، وبثّ موقع "البحرين اليوم" تسجيل فيديو لهذا اللقاء، الذي دام حوالي 11 دقيقة.

                              https://youtu.be/fcZuRFkALvA

                              وطرح الوداعي أسئلته الهادئة على هاموند، وهو يحمل في يده تقرير منظمة العفو الدولية الأخير عن البحرين، الذي هاجم السلطات وانتقدها بشدة. وزير الخارجية البريطاني، الذي بدا مصغيا ومتفاعلا، كرر التبريرات البريطانية حول سياساتها تجاه البحرين، وقال إن بريطاينا لو بدأت باستخدام أسلوب الصراخ على البحرين وعدم التعامل معها فسيكون تأثيرها معدوما، حسب وصفه.

                              وحين سأله الوداعي إذا ما كان على علم بعمليات التعذيب التي جرت في سجو جو مؤخرا، أكد هاموند إنه على علم بهذه "الادعاءات"، وحاول تحوير سياق الموضوع إلى أن "السجون في البحرين مكتظة" و"أن هناك نقصا في العاملين"، لكن الوداعي ذكّره بأن القضية تتعلق بممارسات تعذيب، ما جعل هاموند يستدرك بالقول "نحن لم نقل أبدًا ولن ندّعي أن النظام في البحرين مثالي" وأضاف لاحقا "لقد سمعت تلك الاتهامات، لكننا يجب أن ننظر في كيفية إدارة علاقاتنا مع أي بلد، وفقا لمصالحنا ولمصلحة تسويق قيمنا".

                              وحول موضوع إسقاط الجنسية قال هاموند إنه لا يدعم ولا يساند قرارات نزع الجنسية، وأشار في ختام حديثه إلى أن البحرين مصنّفة كقضية تحت الدراسة في تقرير حقوق الإنسان و"إن لديها كل أنواع القضايا التي تحتاج الى المعالجة".

                              وكان لافتا قيام الوزير البريطاني بسؤال الناشط الوداعي في نهاية اللقاء عما إذا كان من مجموعة الـ 72 مواطنا الذين سبحت منهم الجنسية البحرينية على دفعات، وما إذا كان في بريطانيا لطلب اللجوء السياسي.


                              وفيما يلي نص الحوار الذي جرى بين الوداعي وهاموند:

                              - سيد أحمد الوداعي:
                              أنا هنا لأعطيك نسخة من تقرير منظمة العفو الدولية..

                              - وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند:
                              كما تعلمون أنا هنا لأنها منطقتي الانتخابية..

                              - الوداعي:
                              أنا أعلم أنك كنت في البحرين والتقيت بولي العهد وبوزير الخارجية، وأنا أتساءل إن كان نبيل رجب على أجندة أعمالك، لأن كل ما نقلته الحكومة البحرينية عن زيارتك كان حول التجارة وبيع الأسلحة

                              - هاموند:
                              في الواقع لقد كان معظم حديثنا حول اليمن

                              - الوداعي:
                              ألم يكن هناك حديث حول نبيل رجب؟

                              وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند:
                              لقد أثرنا الموضوع مع الحكومة لكننا نعتبر البحرين بلد صديق يسير في الطريق الصحيح..

                              - الوداعي:
                              لقد أسقطوا جنسيتي بعد عشرة أيام من قولك ذلك، وبدون أي اعتراض منكم، وفي نفس اليوم تم الحكم على نبيل رجب بستة شهور سجن بسبب تغريدة، وهم يقمعون الناس الذين يتظاهرون ويطلقون عليهم النار، هذا يجري الآن، وقد اعتقلوا قائد جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، أنا لا أفهم كيف يمكن أن نثبت أن البحرين تسير في الطريق الصحيح، هذا تقرير من 79 صفحة عن منظمة العفو الدولية يوضح أن هذا البلد لا يسير في الطريق الصحيح، هو في الواقع يسير إلى الخلف.

                              - هاموند:
                              نحن يجب علينا أن نقوم بتقييمنا لما يحدث، ونحن نتفق على أنه ليس كل شيء سليم في البحرين، لكن علينا أن نتخذ قرارًا بالنسبة لكل بلد، إما أن ننخرط مع حكومة هذا البلد ونسوّق لها قيمنا ونؤثر عليها أو أن نصرخ عليها، أنت تعلم بالنسبة للبحرين، إذا بدأنا بالصراخ عليهم وعدم التعامل معهم فسيكون تأثيرنا معدوما.

                              - الوداعي:
                              الموضوع أنه قد مضت اليوم 4 أعوام من هذا النضال، الدبلوماسية السرية قد استهلكت، منظمة هيومن رايتس ووتش وصفت النظام القضائي بأنه نظام للظلم.

                              - هاموند:
                              ونحن لدينا تقييمنا الذي نشرته وزارة الخارجية..

                              - الوداعي:
                              لقد قرأته بكل تفاصيله، ورأيت ما كتبه من ثناء على النظام القضائي في البلاد. النظام القضائي الذي يمكن أن يسجن أحدهم لمدة خمس سنوات لمعارضته للحكومة أو مطالبته بإسقاطها، كما حصل بالنسبة لمجموعة بحرين ١٣ (قضية الرموز)، هو ذات القضاء الذي يحكم على شخص قتل متظاهرًا سلميًا من مسافة مترين، بالبراءة، أو بالسجن لمدة شهرين فقط.

                              - هاموند:
                              مقارنة بما في بريطانيا، لدينا مشكلة في نظام العدالة في معظم الأنظمة بدول الشرق الأوسط إن لم يكن كلها، البحرين ليست البلد الوحيد في الخليج الذي يسجن أشخاصًا وفقا لمخالفات تعتبر بسيطة لدينا، والسؤال هو كما قلنا سابقًا: أي بلد قابل للتقبّل عندما نتعامل معه ونؤثر عليه، وأي بلد يجب أن نصرخ عليه؟ وبالنسبة للبحرين فإن تقييمنا هو أننا نستطيع التأثير عبر التعامل معها ويمكننا أن ننجز أكثر عبر ذلك، وقد أنجزنا فعلا.

                              - الوداعي:
                              ولكن الناس يقولون إن هذا التفاعل أدى إلى المزيد من تجارة الأسلحة، التي أدت بدورها إلى عدم الاستقرار

                              - وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "مقاطعا ومنزعجا":
                              نحن لدينا لقاء حول موضوع واحد فقط يتعلق بدائرتي الانتخابية

                              - الوداعي:
                              هل تمانع في أن نلتقي في لندن بعد ذلك، نحن لا نريد أن نقاطع اجتماعك..

                              - هاموند:
                              لا أستطيع أن أحدد ذلك الآن، لكنك إذا أردت أن تحضر اللقاء وتعبر عن وجهة نظرك بشكل مباشر فسوف أجيبك، ولكن لا نستطيع أن نحظى بنقاش طويل حول البحرين، فمعظم الناس مهتمون أكثر بالحفريات في الشارع الذي بالخارج.

                              - الوداعي:
                              نشكرك وأوافق على ذلك، ولكن لدي سؤال واحد أخير، وهو هل أنت على علم باتهامات التعذيب الخطيرة لمعتقلين في سجن جو المركزي، إذ لم يكن هناك أي تعليق من وزارة الخارجية حول الموضوع؟

                              - هاموند:
                              بالطبع أنا على علم بهذه الادعاءات، نحن نتعامل مع جميع هذه المواضيع في تقرير، نحن نعرف أن السجون في البحرين مكتظة.. وهناك نقص في العاملين، نحن نعمل مع حكومة البحرين مستخدمين النظام الذي ندير فيه السجون هنا عبر برنامج تدريب لموظفي السجن، وما بحثناه مع ولي العهد هو إنشاء مقر آخر لإعادة التأهيل كجزء من برنامج واسع لإعادة التأهيل ولمواجهة التطرف.

                              - الوداعي:
                              الليلة الماضية كنت على أتحدث مع عائلة فقدت الاتصال بأحد ذويها المعتقلين منذ 44 يوماً، أي منذ ما حصل في سجن جو، أنا شخصيا اعددت تقريرًا دونت فيه إفادات عوائل حول تعذيب ذويهم، نحن لا نتحدث عن نظام لإعادة التأهيل، بل عن إيقاف ممارسات التعذيب..

                              - هاموند:
                              لقد سمعت تلك الاتهامات، ونحن على علم بها، نحن لم نقل أبدًا ولن ندّعي أن النظام في البحرين مثالي، لكن تقييمنا هو أن هناك أناس يحاولون السير في الطريق الصحيح، وأن الشيء الأكثر فائدةً هو أن ننخرط معهم ونعمل معهم، وأن نُقدم لهم الدعم التقني اللازم للإصلاح، على سبيل المثال في تنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، وهي عبارة عن خطوات عملية مفيدة.

                              - الوداعي:
                              منظمة العفو الدولية تقول إن تلك المؤسسات تماما.....

                              - هاموند مقاطعاً:
                              لقد سمعت ما قلته، نحن لدينا تقريرنا الخاص حول أوضاع حقوق الإنسان، وكذلك وزارة خارجيتنا، ومجرد تبني منظمة العفو لذلك لا يعني أن نقبل تقييمها، نحن لدينا تقييمنا الذي يعتمد على مصادرنا وعلى دبلوماسيينا في البحرين..

                              - الوداعي:
                              سؤال أخير ليس حول منظمة العفو الدولية، ولكن حول منظمة الأمم المتحدة: المقرر الخاص للتعذيب منع من دخول البحرين، وفي الدورة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان أظهرت تقارير اتصالات مع حكومة البحرين تشير إلى سجلات كثيرة عن عمليات تعذيب لا زالت مستمرة في البحرين....

                              - هاموند:
                              لقد سمعت تلك الاتهامات، لكننا يجب أن ننظر في كيفية إدارة علاقاتنا مع أي بلد، وفقا لمصالحنا ولمصلحة تسويق قيمنا، وأما تقييمنا فسيظل- ولربما لا تتفق معي- أنه بتفاعلنا مع حكومة البحرين، وبعملنا مع العناصر التقدّمية في حكومة البحرين، فنحن نصنع تأثيراً إيجابيًا.

                              - هاموند:
                              الآن، أنا أريد أن أسألك سؤالا، أنت واحد من الـ ٧٢.. (يقصد مجموعة الـ 72 مواطنا الذين سبحت منهم الجنسية البحرينية على دفعات).

                              - الوداعي :
                              نعم..

                              - هاموند:
                              هل أنت هنا كطالب لجوء؟

                              - الوداعي:
                              أنا مقيم هنا منذ العام 2012..

                              - هاموند:
                              يعني أنك كنت هنا عندما سحبوا جنسيتك..

                              - الوداعي:
                              نعم انا حاليا بلا جنسية، إنه لأمر مؤسف أن أقول بأن كان من المهين لي بشكل المباشر أنك قلت، بعد أسبوع فقط من قيام السلطات في البحرين بإسقاط جنسيتي بسبب عملي الحقوقي بلا إجراءات قضائية، قلت أن ذلك البلد يتحرك في الطريق الصحيح، وكذلك بالنسبة لقضية نبيل رجب، نحن لا نرى على الأرض أي شيء يشير لذلك..

                              - هاموند:
                              أنا أتفهم وجهة نظرك، نحن علينا أن ننظر للقضية بشكل عام وبصورة أوسع، نحن وبشكل واضح لا نساند نزع الجنسية الذي يجعل الناس "بدون"، نحن لدينا صلاحية لإسقاط الجنسية عن الناس لكننا لا نفعل ذلك تحت القانون..

                              - الوداعي:
                              أنت لديك مواقف قوية حول ذلك عالميًا، ولكن عندما يتعلق الأمر في البحرين فأنا أرى أمرا مختلفا، نعم قد تكون هناك محادثات دبلوماسية، ولكن شعب البحرين يحلم بدولة ديمقراطية واستقرار يعطيهم حقوقهم الإنسانية، وكانت بريطانيا منتقدة لدول أخرى، ولكن عندما يصل الأمر للبحرين وبالرغم من أحكام الإعدام، والتعذيب المتواصل، فإننا لم نرى بريطانيا تعترف بشكل معلن بأن هناك قضية في هذا البلد أو تصنّف البحرين كبلدٍ مثيرٍ للقلق حول سجلها في حقوق الإنسان على الأقل.

                              - هاموند:
                              البحرين هي قضية تحت الدراسة في تقرير حقوق الإنسان، وقد قلت دائما بأنه لا أحد يدعي أن البحرين بلد مثالي، هي لا بالطبع، إن لديها كل أنواع القضايا التي تحتاج الى المعالجة، النقطة المهمة بالنسبة لنا هو هل تعترف العناصر الرئيسية في القياده بتلك القضايا؟ وهل تفعل شيئا ما حيالها؟ إن تقييمنا هو أنهم يعرفون ويفعلون، ولا أقول إن كل شيء سيصبح أفضل خلال ليلة.

                              تعليق


                              • "زعران" العائلة الحاكمة البحرينيّة: ليس علينا قلم


                                نجل ملك البحرين يتقن صيد طيور الحبارى لكنه لايجيد التحدث إلى مواطني بلاده إلا كطاغية


                                مرآة البحرين (خاص): روى الميجر ديلي المعتمد السياسي البريطاني في البحرين (1921 - 1926) في رسالة هذه القصة التي تحوي العديد من الدلالات حول تصرفات أبناء العائلة الحاكمة البحرينية تجاه مواطني البلاد. تدور أحداث القصة في عشرينات القرن الماضي في قرية توبلي حين قام حمود بن صباح آل خليفة، وهو أحد أفراد العائلة الحاكمة، بقتل أحد أبناء القرية وهو الحاج حسين العريبي. كما تسبّب في إصابة زوجته وابنه وابنته بجراح خطيرة.

                                يقول ديلي إن "حاكم البحرين عيسى بن علي آل خليفة أرسل لاستجواب الابن حتى مع مرضه الشديد وزج به في السجن". ويواصل سارداً وقائع القصة التي تنقلها الوثائق البريطانية الخاصة بالفترة الممتدة من مطلع القرن إلى الاستقلال بأنه "وجهت للابن تهديدات تحت طائلة السجن إذا لم يوقـّع على ورقة بأن حمود بن صباح لم يقتل والده كما لم يجرح بقية أفراد عائلته".

                                بين ما يرويه الميجر ديلي عن حمود بن صباح والقصص التي ترد عن سلوكيات الأبناء المعاصرين للعائلة الحاكمة فترة فاصلة تصل إلى حواليّ القرن من الزمان. لكن الأمور تتشابه.

                                يجوب محمد آل خليفة، وهو في العقد الخامس من العمر بسيارته "رنج روفر" السوداء الفارهة ذات النوافذ المعتّمة القرى الفقيرة التي تقطنها الغالبية الشيعية في بلاده مصطحباً معه بندقيّة. في ديسمبر/ كانون الأول 2013 توقف أمام محتجين كانوا يتظاهرون ضدّ حكم عائلته وصوّب عدداً من رصاصات الخرطوش نحوهم ثم عاد ليستقلّ سيارته ثانية ومضى في طريقه.

                                يصوّر مقطع فيديو الواقعة كاملة: لحظة ترجله من السيارة وقيامه بإلقام بندقيته أكثر من مرة وصياحه لحظة إطلاقه النار عليهم "يا أبناء المتعة". كما يظهر بوضوح أيضاً ملامح وجهه وهيئته الفارعة الطول بالزيّ التقليدي. في تعليقها على ذلك أعلنت وزارة الداخلية بأنها "تحقق في تعامل شخص مع مخرّبين".

                                https://youtu.be/6QaCHZCtyqQ

                                لا أحد يعرف بعد نتائج هذا التحقيق رغم مرور سنة ونصف على هذا الإعلان. لكنّ محمد آل خليفة ما يزال يجوب قرى الشيعة مصطحباً معه بندقيّة.

                                في مارس/ آذار الماضي 2015 أعلن على حسابه الشخصي في موقع التواصل بأن "لديه أسلحة جديدة تصيب من بعيد وأن لديه نية في القتل". وعلى الفور باشر بتنفيذ تهديداته. فقد شنّ غارة على قرية الهملة الواقعة جنوبيّ البلاد عبر تسديد طلقات عشوائية على منازل ساكنيها. كما قام بتحطيم نوافذ مسجد للشيعة يدعى "العبد الصالح". أما وزارة الداخلية فقد لاذت بالصمت هذه المرّة.

                                يجسّد محمد آل خليفة النموذج التقليديّ لشخصيّة ابن العائلة الحاكمة في البحرين الكاره للشيعة والقادر على التفلّت من القوانين وأنظمة الضبط. إنّه يعلم أن أحداً لن يجرؤ على محاسبته. وهو يبني على ذلك ويتصرّف. وتقول المحامية فاطمة الحواج "إن أكثر من 400 حكم ضد أفراد من الأسرة الحاكمة صدرت عن محاكم التنفيذ البحرينية لكنها معلّقة دون تنفيذ حتى مع لجوء الشاكين إلى مجلس العائلة الحاكمة".

                                وحين اقتربت محكمة بريطانية العام 2013 من إدانة أحد أفراد العائلة وهو عيسى بن علي آل خليفة بعد أن توصلت إلى أدلة دامغة بشأن استلامه رشا تبلغ 67 مليون دولار من رجل أعمال بريطاني مقابل الفوز بعقود مع الحكومة، تدخل رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة عبر تقديم وثائق تثبت موافقته على العملية. وهو ما أدى إلى انهيار القضية كون القانون البريطاني لا يعد ذلك عملا إجراميا طالما تم تحت عين الحكومة.

                                لقد ذكر الميجر ديلي في رسالته التي كتبها بتاريخ 3 يناير/ كانون الثاني 1922 إلى المقيم السياسي الكولونيل "أي. بي تريفور" أشكالاً متعددة لسلوكيات الغطرسة وضرب القوانين التي تمثل إسلوباً شائعاً لدى أبناء وبنات العائلة الحاكمة. وقد روى قصصاً تتضمّن تفاصيل مثيرة عن كيفيّة استيلائهم على الأراضي واستخدام عاهرات للابتزاز واختطاف زوجات البحارنة ونهب أموال الورثة بل حتى فرض ضرائب على الموتى. إنها أمثلة قديمة غدت من التاريخ لكن لم يجر القطع مع تراثها؛ إذ ما تزال تتكرّر على نحو مدهش.

                                https://youtu.be/mUnQVZf-uWI

                                ينتمي محمد بن سلمان بن صقر آل خليفة إلى فخذ يعد بمثابة الصف الثاني الأقلّ حظوة في العائلة الحاكمة. لكنّ هذا ليس مانعاً له لئلاّ يتصرّف كبقية شيوخ عائلته. في 2 يناير/ كانون الثاني 2013 قام باقتحام مبنى وزارة الخارجية في المنامة وتوجه إلى مكتب موظف بالوزارة يدعى نايف عبدالحميد الكويتي، حيث باشر بإشهار سلاح ناري في وجهه وتهديده بالقتل والفصل من وظيفته. ثم انصرف في حال سبيله على مرأى من الشرطة وحرّاس الوزارة الذين لم يحرّكوا ساكناً.

                                لكن وقائع الحادثة التي تم تداولها على وسائل التواصل لقيت صدى واسعاً. بل أن صحيفة حكومية تساءلت ما إذا "كنا في تكساس أم البحرين؟". ما اضطرّ ذلك وزارة الخارجيّة إلى إصدار بيان اعترفت فيه بجميع الحيثيات التي تم تناقلها بشأن الحادثة. غير أنها اكتفت بـ"الاستنكار" على طريقة البيانات التي يمكن قراءتها على موقع منظمة حقوقية محلية وليس وزارة سياديّة.

                                وحتى مع ذلك، فقد اضطرّت الوزارة إلى سحب البيان وحذفه من على موقعها بعد ساعات قليلة من إذاعته. ولم يشفع للوزارة أن يكون على رأسها وزير هو الآخر من العائلة الحاكمة.

                                يشير ناصر الخيري وهو أحد أبرز المؤرخين في البحرين (1876- 1925) إلى أنماط التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها شيوخ العائلة الحاكمة لدى تطرقه إلى حياة أحد أفرادها وهو محمد آل خليفة. ويقول إنهم يتلقون التعليم على فنون الفروسية واقتناء العبيد والجواري والجياد والإبل وتثقيف الطيور "صقارة" وإعدادها للصيد والقنص. أما فنون العلوم والآداب والمعارف التي يحتاجها الزمان فلا يجري تثقيفهم بشأنها. يجسّد نجل الملك ناصر بن حمد آل خليفة هذا النوع من التنشئة على نحو حاسم.

                                لقد تسبّب العام الماضي 2014 في إغلاق شوارع حيوية في جميع أنحاء البلاد وتعطيل 42 رحلة طيران وتأخير الموظفين عن أعمالهم زهاء الساعتين بما في ذلك العاملون في المستشفيات بسبب سباق جري كان يقيمه إرضاء لنزوته كشاب. وحين ضجّ الرأي العام لذلك عقب قائلاً إن "من قاموا بالفتنة جعلوكم توافقونهم الرّأي السلبي حول أنجح سباق في العالم".

                                درس ناصر بن حمد العلوم العسكريّة في كلية "ساندهيرست" بالمملكة المتحدة. وتعمل أجهزة الدعاية الحكومية على تقديمه كفارس مغوار أو رجل حديدي خارق لايثنيه أي شيء. لكنه ما يزال يفتقر إلى الكثير مما تحدث عنه ناصر الخيري: فنون العلوم والآداب والمعارف التي يحتاجها الزمان. إذ يمكن لهذه أن تعلّمه باللياقة أن البهلوانيّات التي يحرص على تقديمها على أنها سبب لعظمته يُنظر لها من قبل مواطني بلاده على أنها أضحوكة. ويبدو أنه سيمرّ وقتٌ طويل إلى أن يتعلّم ذلك. وكذلك بقية أفراد عائلته.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                                استجابة 1
                                102 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                73 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                                ردود 2
                                156 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                                استجابة 1
                                111 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-08-2021, 02:31 AM
                                استجابة 1
                                84 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X