السلام عليكم
الغاية من معرفة صفات الله هي معرفة الله;
لأنّ الصفات عبارة عن سُبُل للتعبير عن الله وبيان ذاته المقدّسة
القول بأنّ صفات الله هي السبيل لمعرفة الله لا يعني أنّ هذه الصفات قادرة على بيان كنه وحقيقة الذات الإلهية،
بل هذه الصفات مفاهيم وُضِعت لترشد العباد ـ
بمقدار وسعها المحدود ـ إلى معرفة الله الإجمالية.
وما هو "محدود" لا يمكنه الكشف الكامل عما هو "غير محدود"
قال الإمام علي(عليه السلام):
"الله أجلّ من أن يدرك الواصفون قدر صفته التي هو موصوف بها، وإنّما يصفه الواصفون على قدرهم لا على قدر عظمته وجلاله، تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته علواً كبيراً
قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليهما السلام):
"إنّ الله أعلا وأجل وأعظم من أن يبلغ كنه صفته"
ومن هذا المنطلق ذهب بعض علمائنا الأعلام إلى القول
بأنّه:
ليس المقصود من نسبة الصفات إلى الله فهم كنه وحقيقة الذات الإلهية; لأنّ هذا الفهم غير ممكن.
بل المقصود من نسبة الصفات إلى الله فهم هذه الحقيقة بأنّه تعالى منزّه عن الاتّصاف بضدّ هذه الصفات.
مثال ذلك:
"العلم" صفة من صفات الله، ويفهم الإنسان من هذه الصفة معنى معيّناً، ولكن الإنسان من المستحيل أن يعرف كنه وحقيقة معنى "علم الله".
فإذا قيل : ما هو معنى كنه وحقيقة "العلم" الذي تصفون به الله ؟
فالجواب الصحيح: المقصود من "العلم" في هذا المقام: "نفي الضدّ"، أي: "نفي الجهل".
بعبارة أخرى:
ما يكشف لنا مفهوم "العلم" عن كنه ذات الله أنّه منزّه عن الجهل.
وإلاّ فمن المستحيل للعقل البشري معرفة كنه وحقيقة علم الله تعالى
تنبيه :
القول بنفي الضدّ عند تفسير صفات الله الثبوتية والكمالية لا يعني نفي هذه الصفات عنه تعالى، وإنّما هو ناظر إلى أمر تعقّل وإدراك هذه الصفات الإلهية.
تعليق