السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبين لكم اخوتي الافاضل هذه الدراسة لاية الله اشيخ جعفر السبحاني العلمية والموثقة والتي اثبت بها صحة سند زيارة عاشوراء ردا على انصاف الشيعة المشككين بها
سند زيارة الحسين في يوم عاشوراء
إنّ استحباب زيارة سيد الشهداء الحسين بن علي عليمها السَّلام في اليوم العاشر من محرم الحرام ممّا أصفق عليه علماء الطائفة الإمامية عبْر القرون، واتفاقهم هذا من أتقن الأدلّة على صحّتها وصدورهاعن أئمّة أهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ .
قد ورد إلينا سؤال عن سندها في كتب الإمامية، فقمنا بتأليف هذه الرسالة لإزالة الشبهة العالقة ببعض الأذهان، فنقول:
إنّ زيارة سيد الشهداء في العاشر من محرم وردت بطرق خمسة، رواها شيخ الطائفة بطرق ثلاثة غير انّ السند الأوّل يختصّ ببيان ثواب الزيارة دون النصّ المعروف، والأخيرين طريقان لنفس النصّ، ويعلم ذلك بالإمعان في ما نقله الشيخ في هذا المضمار.
ورواها ابن قولويه بطريقين، فيكون الطرق إليها خمسة وإليك الأسانيد بنصها وتحليلها
قال الشيخ الطوسي: روى محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر ـ عليه السَّلام ـ ، قال: «من زار الحسين بن علي عليمها السَّلام في يوم عاشوراء من محرم الحرام حتّى يظلّ عنده باكياً القى اللّه عزّ وجلّ يوم يلقاه
ثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة، ثواب كلّ غزوة وحجّة وعمرة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ومع الأئمة الراشدين».
قال: قلت جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟
قال: «إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتله وصلّى من بعدُ ركعتين، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس، ثمّ ليندب الحسين ـ عليه السَّلام ـ ويبكيه، ويأمر من في داره ممن لا يتّقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه، وليعزَّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين ـ عليه السَّلام ـ ، وأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك على اللّه تعالى جميع ذلك».
قلت: جعلت فداك أنت الضامن ذلك لهم والزعيم؟!
قال: «أنا الضامن وأنا الزعيم لمن فعل ذلك».
قلت: فكيف يُعزّي بعضنا بعضاً؟
قال:« تقولون: أعظم اللّه أُجورنا بمصابنا بالحسين ـ عليه السَّلام ـ وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد ـ عليهم السَّلام ـ ، وإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فانّه يوم نحس لا يُقضى فيه حاجة مؤمن، فإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير فيها رشداً، ولا يدَّخرن أحدكم لمنزله فيه شيئاً فمن ادّخر في ذلك اليوم شيئاً لم يبارك له فيما ادّخره ، ولم يبارك له في أهله ، فإذا فعلوا ذلك كتب اللّه تعالى لهم أجر ثواب ألف حجّة وألف عمرة وألف غزوة كلّها مع رسولاللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وكان له أجر وثواب مصيبة كلّ نبي ورسول ووصي وصدّيق وشهيد
مات أو قتل منذ خلق اللّه الدنيا إلى أن تقوم الساعة».(1)
إلى هنا تمّ سند الشيخ إلى بيان ثواب زيارة الحسين يوم عاشوراء دون أن يذكر فيه نصّ خاص للزيارة، بل اقتصرت الرواية في نيل الثواب على ما جاء في الرواية من البروز إلى الصحراء أو الصعود إلى السطح المرتفع والإيماء إليه بالسلام والاجتهاد في الدعاء على قاتله... إلى آخر ما جاء في نفس الرواية، وليس فيها أي أثر من الزيارة الخاصة التي نحن بصدد تقويم سندها.
وإليك دراسة سندها:
أقول:قد أخذ الشيخ الرواية من كتاب محمد بن إسماعيل بن بزيع، ونقل سنده إلى كتابه في الفهرست بالنحو التالي:
ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع.(2)
وعلى هذا فالشيخ يروي ثواب زيارة الحسين ـ عليه السَّلام ـ في يوم عاشوراء عن المشايخ التالية:
1. ابن أبي جيد.
2. محمد بن الحسن بن الوليد.
3. علي بن إبراهيم.
4. محمد بن إسماعيل بن بزيع.
5. صالح بن عقبة.
6. عقبة بن قيس.
7. عن أبي جعفر الباقر ـ عليه السَّلام ـ .
وإليك دراسة أحوالهم:
. محمد بن الحسن بن الوليد
محمد بن الحسن بن الوليد(المتوفّى عام 343هـ) وهو من مشايخ الطائفة وأجلاّئها، غني عن الوصف والبيان ، ويصدر عنه الشيخ الصدوق في التعديل والتجريح.
3. علي بن إبراهيم القمي
علي بن إبراهيم وهو شيخ الكليني الذي كان حيّاً عام 307هـ، وهو من مشايخ الطائفة الذين لا يُشق غبارهم.
4. محمد بن إسماعيل بن بزيع
حمد بن إسماعيل بن بزيع من أصحاب أبي الحسن الأوّل والرضا والجواد ـ عليهم السَّلام ـ ، يقول الشيخ في رجاله: ثقة صحيح كوفي.(3) ويقول النجاشي: من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل.(4)
5. صالح بن عقبة
صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان.
عرّفه النجاشي بقوله: صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة.
روى عن أبيه عن جدّه.
وروى عن زيد الشحام.
روى عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب.
وابنه إسماعيل بن صالح بن عقبة.(5)
وليس المراد منه صالح بن عقبة بن خالد الأسدي، وذلك لأنّ محمد بن إسماعيل بن بزيع يروي عنه بواسطة محمد بن أيوب كما يظهر من طريق النجاشي إلى كتاب خالد الأسدي، حيث قال، بعد ذكر عدّة من المشايخ: ... عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن أيّوب عن صالح بن عقبة بن خالد الأسدي.(6)
كما أنّ الشيخ اقتصر على ذكر شخص واحد، وقال : صالح بن عقبة له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عنه.(7) ومراده هو: صالح بن عقبة بن قيس لا خالد الأسدي. فما احتمله المحقّق التستري ليس في محلّه.(8)
إذا ظهر ذلك فاعلم:
انّ الضابطة في كلّ ما يذكره النجاشي هو انّه إماميّ فلو كان غير إمامي لتعرض إلى مذهبه، كما أنّه لو كان قدح فيه لذكره.
وعلى ذلك بنى جمع من علمائنا الرجاليين كالسيد بحر العلوم الطباطبائي رحمه اللّه في الفائدة العاشرة من فوائده الرجالية.(9) فذهب إلى أنّ جميع من
ذكره الطوسي والنجاشي في كتابيهما من الشيعة الإمامية صحيح المذهب، ممدوح بمدح عام يقتضيه الوضع لذكر المصنفين العلماءوالاعتناء بشأنهم وشأن كتبهم وذكر الطريق إليهم وذكر من روى عنهم و من رووا عنه إلاّ من نص فيه على خلاف ذلك من الرجال كالزيدية والفطحية والواقفية وغيرهم.
وعلى ضوء ذلك فهو إمامي ممدوح بمدح عام والذي جاء سبباً لذكره في الكتب.
هذا من جانب ومن جانب آخر يروي عنه شيخان عظيمان من مشايخ الشيعة الكبار هما:
1. محمد بن الحسين بن أبي الخطاب(المتوفّى عام 262هـ).
2. محمد بن إسماعيل بن بزيع من كبار مشايخ الشيعة.
نعم ضعّفه ابن الغضائري، كما نقله العلاّمة في خلاصته وقال:
غال، كذّاب لا يلتفت إليه.(10)
ولكن ذم الغضائري لا يعتد به، لأنّه قدح كثيراً من ثقاتنا وعلمائنا الذين لا يُشق غبارهم وقد كان له عقائد خاصّة في حقّ الأئمّة الاثني عشر فمن تجاوز عنها وصفه بالغلو، ومن روى رواية في ذلك الموضوع برواية لا توافق عقيدته وصفه بالكذب و لذلك رتب في كلامه على كونه غالياً، قوله: كذّاباً لا يلتفت إليه. وهذا دليل على أنّ وصفه بالكذب، لتوهم الغلوّ فيه.
كيف يمكن أن يوصف بالغلو والكذب من هو من مشايخ محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أو محمد بن إسماعيل بن بزيع الذي ذكر عند الرضا ـ عليه السَّلام ـ فقال:«وددت انّ فيكم مثلَه» ومن اعتنى بذكره وذكر كتابه الشيخان النجاشي الخاتمة
والطوسي. فوثاقته قويّة وروايته معتبرة.
6. عقبة بن قيس بن سمعان
عنونه الشيخ في رجاله وعدّه من أصحاب الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ (11)، وكونه من أصحاب الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ يدلّ على أنّه إمامي ولم يظفر الشيخ بشيء من الذم فيه.
إلى هنا تمت دراسة السند الأوّل للشيخ إلى بيان ثواب زيارة الحسين في يوم عاشوراء.
والسند لا بأس به وهو من الحسن بمعنى الممدوح بالمدح العام لا الممدوح بالمدح الخاص.
هوامش النص :
1- مصباح المتهجد وسلاح المتعبد:713.
2- الفهرست:165 باب محمد: برقم 606; وذكره أيضاً ص 183 برقم 705.
3- رجال الشيخ:364 ، أصحاب الرضا ـ عليه السَّلام ـ ، برقم 6.
4- رجال النجاشي:2/214 برقم 894.
5- رجال النجاشي:1/444، برقم 530.
6- رجال النجاشي:1/445، برقم 532.
7- الفهرست:110، برقم 364.
8- قاموس الرجال:5/465برقم 3633.
9- الفوائد الرجالية:4/114.
10- الخلاصة، القسم الثاني: ص 23; رجال النجاشي، برقم 894.
11- رجال الشيخ:142 ، أصحاب الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ ، برقم 74.
يتبع
نبين لكم اخوتي الافاضل هذه الدراسة لاية الله اشيخ جعفر السبحاني العلمية والموثقة والتي اثبت بها صحة سند زيارة عاشوراء ردا على انصاف الشيعة المشككين بها
سند زيارة الحسين في يوم عاشوراء
إنّ استحباب زيارة سيد الشهداء الحسين بن علي عليمها السَّلام في اليوم العاشر من محرم الحرام ممّا أصفق عليه علماء الطائفة الإمامية عبْر القرون، واتفاقهم هذا من أتقن الأدلّة على صحّتها وصدورهاعن أئمّة أهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ .
قد ورد إلينا سؤال عن سندها في كتب الإمامية، فقمنا بتأليف هذه الرسالة لإزالة الشبهة العالقة ببعض الأذهان، فنقول:
إنّ زيارة سيد الشهداء في العاشر من محرم وردت بطرق خمسة، رواها شيخ الطائفة بطرق ثلاثة غير انّ السند الأوّل يختصّ ببيان ثواب الزيارة دون النصّ المعروف، والأخيرين طريقان لنفس النصّ، ويعلم ذلك بالإمعان في ما نقله الشيخ في هذا المضمار.
ورواها ابن قولويه بطريقين، فيكون الطرق إليها خمسة وإليك الأسانيد بنصها وتحليلها
قال الشيخ الطوسي: روى محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر ـ عليه السَّلام ـ ، قال: «من زار الحسين بن علي عليمها السَّلام في يوم عاشوراء من محرم الحرام حتّى يظلّ عنده باكياً القى اللّه عزّ وجلّ يوم يلقاه
ثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة، ثواب كلّ غزوة وحجّة وعمرة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ومع الأئمة الراشدين».
قال: قلت جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟
قال: «إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتله وصلّى من بعدُ ركعتين، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس، ثمّ ليندب الحسين ـ عليه السَّلام ـ ويبكيه، ويأمر من في داره ممن لا يتّقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه، وليعزَّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين ـ عليه السَّلام ـ ، وأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك على اللّه تعالى جميع ذلك».
قلت: جعلت فداك أنت الضامن ذلك لهم والزعيم؟!
قال: «أنا الضامن وأنا الزعيم لمن فعل ذلك».
قلت: فكيف يُعزّي بعضنا بعضاً؟
قال:« تقولون: أعظم اللّه أُجورنا بمصابنا بالحسين ـ عليه السَّلام ـ وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد ـ عليهم السَّلام ـ ، وإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فانّه يوم نحس لا يُقضى فيه حاجة مؤمن، فإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير فيها رشداً، ولا يدَّخرن أحدكم لمنزله فيه شيئاً فمن ادّخر في ذلك اليوم شيئاً لم يبارك له فيما ادّخره ، ولم يبارك له في أهله ، فإذا فعلوا ذلك كتب اللّه تعالى لهم أجر ثواب ألف حجّة وألف عمرة وألف غزوة كلّها مع رسولاللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وكان له أجر وثواب مصيبة كلّ نبي ورسول ووصي وصدّيق وشهيد
مات أو قتل منذ خلق اللّه الدنيا إلى أن تقوم الساعة».(1)
إلى هنا تمّ سند الشيخ إلى بيان ثواب زيارة الحسين يوم عاشوراء دون أن يذكر فيه نصّ خاص للزيارة، بل اقتصرت الرواية في نيل الثواب على ما جاء في الرواية من البروز إلى الصحراء أو الصعود إلى السطح المرتفع والإيماء إليه بالسلام والاجتهاد في الدعاء على قاتله... إلى آخر ما جاء في نفس الرواية، وليس فيها أي أثر من الزيارة الخاصة التي نحن بصدد تقويم سندها.
وإليك دراسة سندها:
أقول:قد أخذ الشيخ الرواية من كتاب محمد بن إسماعيل بن بزيع، ونقل سنده إلى كتابه في الفهرست بالنحو التالي:
ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع.(2)
وعلى هذا فالشيخ يروي ثواب زيارة الحسين ـ عليه السَّلام ـ في يوم عاشوراء عن المشايخ التالية:
1. ابن أبي جيد.
2. محمد بن الحسن بن الوليد.
3. علي بن إبراهيم.
4. محمد بن إسماعيل بن بزيع.
5. صالح بن عقبة.
6. عقبة بن قيس.
7. عن أبي جعفر الباقر ـ عليه السَّلام ـ .
وإليك دراسة أحوالهم:
. محمد بن الحسن بن الوليد
محمد بن الحسن بن الوليد(المتوفّى عام 343هـ) وهو من مشايخ الطائفة وأجلاّئها، غني عن الوصف والبيان ، ويصدر عنه الشيخ الصدوق في التعديل والتجريح.
3. علي بن إبراهيم القمي
علي بن إبراهيم وهو شيخ الكليني الذي كان حيّاً عام 307هـ، وهو من مشايخ الطائفة الذين لا يُشق غبارهم.
4. محمد بن إسماعيل بن بزيع
حمد بن إسماعيل بن بزيع من أصحاب أبي الحسن الأوّل والرضا والجواد ـ عليهم السَّلام ـ ، يقول الشيخ في رجاله: ثقة صحيح كوفي.(3) ويقول النجاشي: من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل.(4)
5. صالح بن عقبة
صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان.
عرّفه النجاشي بقوله: صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة.
روى عن أبيه عن جدّه.
وروى عن زيد الشحام.
روى عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب.
وابنه إسماعيل بن صالح بن عقبة.(5)
وليس المراد منه صالح بن عقبة بن خالد الأسدي، وذلك لأنّ محمد بن إسماعيل بن بزيع يروي عنه بواسطة محمد بن أيوب كما يظهر من طريق النجاشي إلى كتاب خالد الأسدي، حيث قال، بعد ذكر عدّة من المشايخ: ... عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن أيّوب عن صالح بن عقبة بن خالد الأسدي.(6)
كما أنّ الشيخ اقتصر على ذكر شخص واحد، وقال : صالح بن عقبة له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عنه.(7) ومراده هو: صالح بن عقبة بن قيس لا خالد الأسدي. فما احتمله المحقّق التستري ليس في محلّه.(8)
إذا ظهر ذلك فاعلم:
انّ الضابطة في كلّ ما يذكره النجاشي هو انّه إماميّ فلو كان غير إمامي لتعرض إلى مذهبه، كما أنّه لو كان قدح فيه لذكره.
وعلى ذلك بنى جمع من علمائنا الرجاليين كالسيد بحر العلوم الطباطبائي رحمه اللّه في الفائدة العاشرة من فوائده الرجالية.(9) فذهب إلى أنّ جميع من
ذكره الطوسي والنجاشي في كتابيهما من الشيعة الإمامية صحيح المذهب، ممدوح بمدح عام يقتضيه الوضع لذكر المصنفين العلماءوالاعتناء بشأنهم وشأن كتبهم وذكر الطريق إليهم وذكر من روى عنهم و من رووا عنه إلاّ من نص فيه على خلاف ذلك من الرجال كالزيدية والفطحية والواقفية وغيرهم.
وعلى ضوء ذلك فهو إمامي ممدوح بمدح عام والذي جاء سبباً لذكره في الكتب.
هذا من جانب ومن جانب آخر يروي عنه شيخان عظيمان من مشايخ الشيعة الكبار هما:
1. محمد بن الحسين بن أبي الخطاب(المتوفّى عام 262هـ).
2. محمد بن إسماعيل بن بزيع من كبار مشايخ الشيعة.
نعم ضعّفه ابن الغضائري، كما نقله العلاّمة في خلاصته وقال:
غال، كذّاب لا يلتفت إليه.(10)
ولكن ذم الغضائري لا يعتد به، لأنّه قدح كثيراً من ثقاتنا وعلمائنا الذين لا يُشق غبارهم وقد كان له عقائد خاصّة في حقّ الأئمّة الاثني عشر فمن تجاوز عنها وصفه بالغلو، ومن روى رواية في ذلك الموضوع برواية لا توافق عقيدته وصفه بالكذب و لذلك رتب في كلامه على كونه غالياً، قوله: كذّاباً لا يلتفت إليه. وهذا دليل على أنّ وصفه بالكذب، لتوهم الغلوّ فيه.
كيف يمكن أن يوصف بالغلو والكذب من هو من مشايخ محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أو محمد بن إسماعيل بن بزيع الذي ذكر عند الرضا ـ عليه السَّلام ـ فقال:«وددت انّ فيكم مثلَه» ومن اعتنى بذكره وذكر كتابه الشيخان النجاشي الخاتمة
والطوسي. فوثاقته قويّة وروايته معتبرة.
6. عقبة بن قيس بن سمعان
عنونه الشيخ في رجاله وعدّه من أصحاب الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ (11)، وكونه من أصحاب الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ يدلّ على أنّه إمامي ولم يظفر الشيخ بشيء من الذم فيه.
إلى هنا تمت دراسة السند الأوّل للشيخ إلى بيان ثواب زيارة الحسين في يوم عاشوراء.
والسند لا بأس به وهو من الحسن بمعنى الممدوح بالمدح العام لا الممدوح بالمدح الخاص.
هوامش النص :
1- مصباح المتهجد وسلاح المتعبد:713.
2- الفهرست:165 باب محمد: برقم 606; وذكره أيضاً ص 183 برقم 705.
3- رجال الشيخ:364 ، أصحاب الرضا ـ عليه السَّلام ـ ، برقم 6.
4- رجال النجاشي:2/214 برقم 894.
5- رجال النجاشي:1/444، برقم 530.
6- رجال النجاشي:1/445، برقم 532.
7- الفهرست:110، برقم 364.
8- قاموس الرجال:5/465برقم 3633.
9- الفوائد الرجالية:4/114.
10- الخلاصة، القسم الثاني: ص 23; رجال النجاشي، برقم 894.
11- رجال الشيخ:142 ، أصحاب الإمام الباقر ـ عليه السَّلام ـ ، برقم 74.
يتبع
تعليق